موقع العرب على خارطة القراءة العالمية

سُئل فولتير عمن سيقود الجنس البشري.. فأجاب "الذين يعرفون كيف يقرؤون"

شبكة النبأ : مالذي ننشده من عادة القراءة، ومالذي ننتهي اليه ونحن نختلف من كتاب الى كتاب؟

الجواب المنتظر من القارىء هو: المعرفة، التي تحولها العقول الامتثالية المتجهمة الى صنم، فاحش الوجه كان او وديع الملامح، والجواب غير المنتظر ربما هو القائل: لاخير في المعرفة إن لم تُصنع عقلا يميز المعرفة من عوالم المعرفة، لان المعرفة المزهرة تبدأ بالجمع وتطرق ابواب جمع اخرى..

يقول البرتو مانغويل في كتابه( في غابة المرآة.. دراسات عن الكلمات والعالم ) في رأيي إن الكلمات على ورقة تجعل الكون متناسقا ، فعندما أصيب أهالي ماكوندو ذات يوم، اثناء عزلتهم لمائة عام، بمرض يشبه فقدان الذاكرة، تنبهوا الى ان معرفة العالم بدات تتبخر وانهم باتوا معرضين لنسيان ماتكون البقرة، وماتكون الشجرة، ومايكون البيت، وكان أن اكتشفوا بان طوق النجاة كامن في الكلمات، وكي يتذكروا ماتدل عليهم دنياهم، قاموا بكتابة لوحات علقوها على ابواب الدواب والاشياء ( هذه شجرة )، (هذا بيت )، ( هذه بقرة، وتعطي حليبا، متى مزج مع القهوة، اعطى القهوة بالحليب)...

ألا فالكلمات تقول لنا ونحن داخل مجتمع، مانظن بانه العالم...

أنواع القراءة

يختلف الناس في قدرتهم على القراءة. فعلى سبيل المثال، يميل الذين يمارسون القراءة منذ مدة طويلة إلى فهم ما يقرؤونه فهمًا أسرع وأيسر من الفهم الذي يحققه القراء المبتدئون. وإضافة إلى ذلك، يثري القراء القدامى قراءاتهم بخبرات تأسيسية أكثر من القراء الجدد. فهم يستطيعون استخدام خبراتهم لإضافة معلومات مهمة، ربما لم يفصح عنها النص الذي يقرؤونه إفصاحًا تامًا.

وبغض النظر عن العمر والتدريب والخبرات الأخرى، فإن قدرات الناس على القراءة، وعاداتهم فيها، تختلف من شخص إلى آخر. فبعض الناس يقرؤون قراءة سريعة بشكل بارع، ويفهمون ـ في الوقت ذاته ـ النقاط الأساسية، ويتذكرون الأمثلة الرئيسية. وبعض الناس يقرؤون قراءة بطيئة جدًا محاولين استيعاب كل كلمة، دون تقييم لأهمية المعلومات في بعض الأحيان.

ويستعمل القارئ أساليب قرائية متنوعة اعتمادًا على طبيعة المادة المقروءة وصعوبتها والغرض من قراءتها وتطور لغة القارئ وألفته بالموضوع.

يمكن تصنيف القراءة في ثلاثـة أنواع رئيسية: 1- القراءة الترويحية 2- القراءة الدراسية 3- القراءة الاستطلاعية. ويستطيع القراء المهرة أن ينتقلوا بيسر وسهولة من نوع إلى آخر اعتمادًا على غرضهم من القراءة وعلى طبيعة المادة المقروءة نفسها.

 وأثبتت الباحثة الأميركية "برنيس كلنيان" أن القراءة تعمل على :

- زيادة رحابة عالم الطفل.

- تنمي استقلاليته.

- تثري خياله.

- تؤسس لديه عادة القراءة طوال حياته.

- تطور مفرداته اللغوية.

- تنمي عنده المقدرة على فهم الآخرين.

- تزيد من الألفة العاطفية بين أفراد الأسرة.

العرب والقراءة..

في هذا العصر هل لازال يعيش العرب عزلتهم الابدية والممتدة منذ قرون؟ واين موقعهم من خرائط القراءة العالمية؟

أن عزوف الناس عن القراءة، بات أمراً يؤرق قطاعات عديدة في جميع أرجاء العالم، وهو معطى له ارتباط وثيق بتطورات التقنية وثورة المعلومات وتعدد وسائط المعرفة، حيث بات بإمكان الفرد أن يشبع نهمه من المعرفة بوسائط بديلة، وتقنيات جديدة ومرنة، لعل أهمها وسيط الصورة. غير أن الغرب، يبلور كالعادة حالة متوازنة، بحيث تبقى ممارسة القراءة حاضرة في إنتاج وتلقي المعرفة، وتبرز كثقافة عامة تعطي لممارسة القراءة اعتبارها وقيمتها ليست المعرفية فحسب، بل أيضاً الجمالية والاجتماعية والروحية والترفيهية والتجارية، كل ذلك نتيجة التضافر بين المؤسسات المعنية، الذي يفضي إلى جدوى الاستثمار في صناعة الكتاب، وتنامي حجم سوقه، وبالتالي إبقاء جذوة القراءة متقدة.

أما لدينا فيبدو أن المشكلة ذات جذور بنيوية وارتباطات قيمية. فلا المؤسسة التعليمية تنمّي من قيم القراءة الحرة، أو البحث، أو تشجع على التفكير الحر والمنهجي، أو ترسخ لثقافة الخلق والإبداع، عند الطلاب والنشء. ولا النسق البيروقراطي العام ينزع إلى إصلاح منظومته القيمية العليا، التي ينعكس عنها طابع ذلك التعليم. فالنشء لدينا محكومون حتى سن الشباب، بمطالعات بلا أفق أو أجنحة، أما الجامعات، والمؤسسات الثقافية، أو المؤسسة الدينية، فهي تُمارس إقصاء منهجيا لأي قراءة مغايرة لصالح قراءة واحدة. ناهيك عن قائمة وأساليب الممنوعات الطويلة التي تُضعف من بنية وفعالية المجتمع المعرفي، وتكبح من قيم التواصل المعرفي (والقراءة دائما أحد أوجهها الأساسية)، فرقيب الإعلام التقليدي لا يزال منتظما في المنافذ الحدودية والجمركية، والرقيب الإلكتروني لا يزال يُمارس وصاية غامضة المعايير على مواقع الإنترنت الثقافية المختلفة، أما الجامعات فلا يزال يُنظر إليها كمؤسسات قاصرة لا تحكم نفسها، أو تحظى بأي استقلالية، أما الاستثمار المعرفي في مجالات الإعلام أو النشر أو المعلومات أو المؤتمرات فمايزال غير مرّحب به أو غير واضح المعالم.

 في المغرب العربي وفي استطلاع اجراه احد الباحثين وجد ان أكثر من 87% من الشريحة التي اقتصر تعليمها على مدارس وجامعات محلية، أفرادها ممن لا يعتبر نفسه قارئاً حقيقياً، أو أنه لا يقرأ قراءة حرة أو أي قراءة منهجية متوسعة البتة. فيما أغلب الشريحة التي تلقى أفرادها جزءاً من تعليمهم بالخارج، بلورت لنفسها عادات خاصة من القراءة في مواضيع حرة أو منهجية لا بأس بها وباعثة على التفاؤل، وإن كان أكثر من 98% من حجم تلك القراءات اقتصرت على عناوين مكتوبة بالإنجليزية، فيما لم تحظ العناوين العربية باهتمام مذكور، سوى الوقوف عند ثلاثة أسماء إبداعية: نجيب محفوظ، الذي كان الاهتمام به لدى 16% من الشريحة المختارة، وعبدالرحمن منيف (لدى 5%) ورجاء الصانع التي كان حضورها أكثر كثافة (27%)، إضافة إلى كتاب (حياتي في الإدارة) لغازي القصيبي الذي ورد في قائمة القراءات، لدى 16%.

وبناء على  استطلاعات ورشة العمل العربية لأحياء القراءة و النتائج الصادرة من  اتحاد  كتاب الإنترنت العرب تبين  إن الوقت الذي يستغرقه المواطن العربي في القراءة لا يتعدى الدقيقتين في العام بينما تصل في أوربا إلى ستة ساعات للفرد في العام. و أن عدد ما تطبعه الدول العربية بأجمعها يقارب المليون كتاب  موزعة على ثلاثمائة مليون مواطن عربي 60 % منهم أميون وأطفال و 20 % بالمائة لا يقرؤون أبدا و 15 % يقرؤون بشكل متقطع و ليسوا حريصين على اقتناء الكتاب ونسبة 5 % هم المواظبين على القراءة وهذه النسبة تبلغ المليون وخمسمائة ألف مواطن أي أن نصيب المواطن الواحد منهم أقل من كتاب واحد سنويا  مقابل 518 كتابا في أوروبا و 212 في أمريكا للمواطن الواحد. والمشكلة لا تكمن بارتفاع  ثمن الكتاب حيث تقول الأستاذة خديجة العامودي (( وعكس الأمية العربية التي هي أمية مفروضة فإن أمية المطالعة اختيارية فلا دخل بالموارد المادية على الإطلاق. أبسط الناس يقاتلون من أجل بعض الكماليات البسيطة لكنهم يستهجنون شراء كتاب ويتعللون دائما بارتفاع ثمنه وهؤلاء لن يقرؤوا حتى ولو عثروا على الكتاب بالمجان )). وقد قمت وبمساعدة أحد الزملاء بتوزيع استبانة عن القراءة  لمائة طالب في المرحلة المتوسطة و ثمانين طالبا في المرحلة الثانوية في أربع مراكز صيفية ((مركز الخبر – مركز الظهران – مركز الثقبة – مركز الدمام )) في المنطقة الشرقية فتبين لنا أن معدل ما يقرؤه طالب المرحلة المتوسطة يصل إلى أربعة صفحات في اليوم  وما يقرؤه طالب المرحلة الثانوية يصل إلى 4 صفحات في اليوم. 

وفي كتاب صدر قبل سنتين وحمل عنوان (ماذا يقرأ عرب اليوم)

وتناول بالدراسة والتحليل أزمة الكتاب في عالمنا العربي بوصفه أهم مصادر التلقي والمعرفة، وباعتبار القراءة أهم وسيلة للتعلم والتعليم قديما وحديثا.

يستعرض المؤلف واقع أزمة الكتاب والقراءة في مجتمعاتنا العربية مقارنا ذلك بالمجتمعات الغربية التي تتقدم بخطى متسارعة في الاكتشافات العلمية والتقنية ، وتسجل ملايين النسخ من المبيعات للكتب والإصدارات المختلفة.. فما الذي حل بأمة “اقرأ” حتى أصبحت لا تقرأ؟ يتساءل المؤلف.. وما سر هذه المفارقة بين الواقع الغربي المتقدم، والعربي المتقهقر؟

وهل يعود ذلك إلى أن “صناعة الكتاب” تعاني من أزمة حادة في بلداننا العربية، وما تأثير شيوع ثقافة المشافهة على أزمة الكتاب العربي؟ وما الدور الذي يلعبه الإعلام في واقعنا؟ ومن الذي يشكل عقل القارئ العربي؟

وهل ظاهرة “الأكثر مبيعا” التي تم استيرادها من الغرب واقع، أم أننا نبيع الوهم لأنفسنا؟ ولماذا لا نتحدث عن “الأكثر عمقا وتأثيراً” أم أنها الوصاية التي تمارسها الأنظمة العربية على القارئ والكاتب في آن واحد…؟

أسئلة كثيرة يحاول المؤلف من خلالها تشخيص أزمة الكتاب والقراءة في العالم العربي وانعكاسات ذلك على الأوضاع السياسية والاقتصادية والتنموية بشكل عام على مستوى بلداننا العربية.

ويخلص المؤلف بعد تلك التساؤلات إلى أن حالة النشر في العالم العربي المحاطة برقيب يتمتع بحرية أكبر من الكاتب مزرية ومخزية، وتلك نتيجة منطقية لمصادرة الرأي وسياسة تكميم الأفواه، ومحاربة الفكر.. بكل ما يعنيه ذلك من قتل للإبداع، وتجفيف لمنابع الخلق والابتكار. ذلك أن حرية التعبير وحرية التفكير وحرية اختيار الموضوعات وطرق تناولها وإشكالياتها – يقول المؤلف - هي التي يمكن أن تحرك الكتاب من كبوته وتجعله مطلباً قوياً ملحاً لمختلف شرائح المجتمع.

ويقارن المؤلف هذه الصورة الباهتة للكتاب ومكانته في عالمنا العربي بالمكانة والمنزلة التي يحظى بها في المجتمعات الغربية ، حيث يعد الكتاب جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

وفي الختام حاول المؤلف تلخيص أبرز الأفكار التي تضمنها كتابه والتي من أهمها:

• مهنة النشر في البلاد العربية تعاني من أزمة ثلاثية:

مبدع مؤلف، وناشر محترف، وقارئ متلهف.

• قصة العقاب الجماعي الذي نعيشه اليوم وما فيه من هوان وانتكاس يرجعها المؤلف لعوامل منها:

_ الكسل الفكري.

_ الوهن العقلي.

_ وإدبارنا عن تفهم الحياة.

_ الخوارقية والذهنية الهروبية نحو عذاب القبور، والتفكر بالأموات بديلاً عن ثقافة الحياة.

_انشغال العقل العربي بالمسائل والقضايا التافهة.

إن معدل ما يخصّصه المواطن العربي للقراءة سنويا هو عشر دقائق وأن مجمل الكتب التي تصدر في مختلف أرجاء الوطن العربي لا تبلغ الخمسة آلاف كتاب في السنة الواحدة”.  بينما نجد أن عدد الكتب الصادرة في أورويا يصل إلى خمسين ألفا وفي أمريكا وكندا العدد هو مائة وخمسون ألفا. ووفق إحصائية نشرت في بداية العام 2008 نرى أن معدل قراءة العربي ”كلمة” في الأسبوع. وتهبط مدّة القراءة السنوية إلى سيع أو ستّ دقائق وفق ما ورد في جريدة لبنانية وأن 14% من اللبنانيين يطالعون الكتب وكل 300 ألف عربي يقرأون كتابا واحدا. وللمقارنة نقول إنّ معدل زمن القراءة لدى الإنسان الغربي يصل إلى ست وثلاثين ساعة سنويا، أي 360 مرّة أكثر من العربي.

وهناك إحصائيات تشير إلى أن المعدل العالمي السنوي للقراءة لدى الفرد الواحد يصل إلى أربعة كتب وفي أمريكا إلى أحد عشر كتابا وفي انجلترا سبعة كتب أما في العالم العربي فرُبع صفحة للفرد. وهناك أربعون بالمائة من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والخامسة عشرة غير منخرطين في سلك التعليم. وهناك كتاب واحد لكل ثلاثمائة وخمسين ألف عربي في حين أن النسبة في أوروبا هي كتاب واحد لكل خمسة عشر ألفا. أضف إلى ذلك أن الثقافة المعلوماتية لدى الأغلبية الساحقة من الطلبة العرب غير بعيدة عن الصفر.

كما وتثير التقارير السنوية عن التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة الرعب والهمّ والإحباطَ في مجال القراءة وحركة النشر في العالم العربي. والنتيجة ذاتها تتجلّى في استطلاعات مستويات الجامعات في العالم حيث مكان الجامعات العربية محفوظ في المؤخرة، في ذيل القائمة الطويلة، بضع مئات. يوازي عدد الكتب المطبوعة مثلا في إسبانيا سنويا ما طبعه العربُ منذ عهد الخليفة المأمون الذي قُتل عام 813م وحتى يوم الناس )حوالي اثني عشر قرنا!!( هذا، قرابة مائة ألف كتاب. أضف إلى ذلك أن ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة من الورق هي ”باليمار” يفوق ما تستهلكه مطابعُ العرب مجتمعة من المحيط إلى الخليج. كما أن مُجمل الدخل القومي للعالم العربي برمّته لا يزيد عن دخل إسبانيا وحدها وهي من أفقر دول أوروبا. وثمة مقارنة أخرى مُحبطة تبين أن عدد الاختراعات الإسرائيلية سنويا يصل إلى حوالي 500 في حين أن عدد الاختراعات في كافة الدول العربية الاثنتين والعشرين لا يتعدّى الخمسة وعشرين اختراعا.

ويشار إلى أن اللغة العربية تأتي في المرتبة السادسة من حيث عددُ الناطقين بها وذلك بعد الصينية والإنجليزية والهندية والإسبانية والروسية. ومن اللافت للانتباه أن عدد الكتب التي تُرجمت إلى العربية خلال ثلاثة عقود، 1970-2000، وصل إلى 6881 كتابا وهذا ما يعادل ما نُقل إلى اللغة الليتوانية التي يبلغ عدد الناطقين بها قرابة أربعة ملايين انسان فقط! وكان تقرير الأمم المتحدة قد كشف عن وضع تعيس ومزر للترجمة إلى العربية، إذ لوحظ أن العرب لا يترجمون خُمس ما يترجمه اليونانيون. زد إلى ذلك أن الترجمة في كثير من الأحيان سيّئةٌ مبنى ومعنىً لتجاريتها وقلة مهنيتها، ولا وجود مثلا لترجمات علمية وفلسفية لجاليلو وديكارت. ومن المعروف أن معظم الأدباء والكتّاب العرب ينشرون نتاجهم دون مراجعة أو تنقيح أحد لا من طرفهم ولا من جانب مدقق لغوي يعمل في دار النشر ولذلك فنسبة الأخطاء والهفوات الطباعية واللغوية المختلفة عالية.

يصل معدل ما يقرأه اليهودي الإسرائيلي سنويا مثلا إلى سبعة كتب في حين أن العربي غالبا لا يعرف الكتاب إلا عند ”كتب الكتاب” كما أن جلّ المتعلمين العرب خريجي الجامعات والمعاهد العليا يُطلّقون الكتب إثر تخرّجهم وولوجهم الحياة الزوجية. في أواخر الستينيات من القرن العشرين، قال زعيم إسرائيلي، قابله الله، عند اجتماعه مع أعوانه: ما دام العرب لا يقرأون فما من خطر حقيقي يهدد دولة إسرائيل. أضاف آخر وإذا قرأ العرب فلا يفهمون وإذا فهموا فلا يفعلون وعليه فسنبقى نحن المسيطرين المهيمنين في المنطقة رغم قلة عددنا..

وفي دراسة استطلاعية مصرية كشفت أن معظم الطلاب لا يقرؤون الصحف المحلية مطلقاً ، في حين بلغ متوسط ساعات الجلوس أمام التلفاز 6 ساعات يومياً، وكشفت الأسئلة التي تتعلق بالشخصيات العامة عن جهل الطلبة بأسماء شخصيات لها دور وطني بارز، فمثلاً عرف الكثيرون المفكر التنويري عبد الرحمن الكواكبي على أنه صحافي مصري، وسعد زغلول بأنه شاعر سوري والشاعر التشيلي بابلوينرودا بأنه أديب مغربي وهكذا.

ولكن الأمر اختلف عند ما تعلق السؤال بمسألة تلفزيونية أو سينمائية، إذ تم السؤال عن جنسية الممثلة الأمريكية " شارون ستون" وعن فلم "غريرة أساسية " كأشهر أفلامها إذ كانت أجوبة أكثر الطلاب صحيحة، وأنحى الطلاب باللائمة على أساتذتهم في الجامعة وعن مسؤوليتهم في أنهم يلقنونهم معلومات غير صحيحة تدل على جهلهم بالحقائق التاريخية، وأعطى أحدهم مثالاً باستاذه الذي لا يعرف أن سورية استقلت عام 1946م.

وفي مصر تقدم لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري أكثر من ( 2000 ) من خريجي الجامعات للعمل مذيعين ومترجمين ومحررين، ولم ينجح واحد منهم في الاختبار رغم أن الأسئلة كانت تدور حول المعلومات العامة فإن إجاباتهم حملت العجب العجاب منها أن انجلترا عاصمة بريطانيا ومنابع نهر النيل تبدأ من دلتا مصر والسد العالي أنشئ بعد حرب أكتوبر 1973 ، تركيا دولة عربية ونجيب محفوظ من رواد الواقعية في السينما المصرية.

أما في الكويت فالأمر لا يختلف كثيراً حيث أجرت صحفية الرأي العام الكويتية استطلاعاً على مجموعة من الشباب لقياس مستوى ثقافتهم فتبين أن لديهم معلومات جيدة عن الممثلين واللاعبين وعروض الأزياء والموضة، وبسؤالهم عن كوفي عنان اعتبره 59 بالمئة من العينة حارس مرمى منتخب الكاميرون، وبعضهم اعتبره منظراً شيوعياً ، بينما لم يتعرف على عمله الحقيقي كأمين عام للأمم المتحدة سوى 23 بالمئة، أما روجيه غار ودي فأجاب 16 بالمئة من أفراد العينة أنه لاعب في منتخب فرنسا 1998 م ، بينما لم يتعرف عليه سوى 23 بالمئة من الشباب، أما الشيخ أحمد ياسين زعيم حماس فقد اعتبرته الأغلبية أنه شقيق الممثل الكوميدي إسماعيل ياسينكل هذه الإجابات تثير الضحك والسخرية بقدر ما تثير الحزن والأسف ولقد أصاب كبد الحقيقة ذلك الذي قال بأن هناك ثمة أشياء هي في حقيقتها حزينة ولكنها تثير الضحك، وهناك أشياء أخرى هي في حقيقتها مفرحة ولكنها تثير الحزن إن المسألة تكمن في العزوف عن القراءة والابتعاد عن الاهتمام بالمعلومات الثقافية والاهتمام الأقصى بنجوم الرقص والتدخين واللعب والمرح...

وفي إشارة واضحة عن تدني مستوى الاهتمام بالثقافة في العالم العربي ما كتبه الاستاذ عبد الله حمدان رئيس تحرير مجلة " عمان " الأردنية في افتتاحية العدد ( 16 ) تموز 2000 م عن هذه الظاهرة إذ يقول: " غير أن أحد الأصدقاء ممن يعملون في تحرير الصفحاتالثقافية تساءل بمرارة وحزن شديدين تجاه هذه الظاهرة التي نشهد حيثياتها يومياً : ألا يستحق الفعل الثقافي ولو جزءًا من هذا الاهتمام...؟ " ويضيف: " نحن ننشر شهرياً في باب الإصدارات لعشرات من الكتب الجديدة في مجالات الشعرو القصة والرواية والمسرح والفنون التشكيلية ولكتاب بارزين من داخل الوطن وخارجه ولكننا – مع الأسف – لم نتلق يوماً اتصالاً هاتفياً من قارئ أو مثقف للاستفسار عن عنوان الكاتب وعما إذا كان متوفراً في الأسواق "- وكانت مجلة الوسط اللندنية قد أوردت في عددها رقم 400 الصادر في 27 سبتمبر أيلول 1999 م خبراً عن التحقيق الثقافي الذي قامت به مجلة " تشرين الإسبوعي " السورية الذي شمل عينة من طلاب جامعة دمشق حول المستوى الثقافي للطلاب ، وكانت نتائج التحقيق كما تقول الوسط مقلقة تستدعي التفكير والتصرف قبل فوات الأوان.

في أكتوبر 2004 عُقد معرض فرانكفورت وهو أكبر سوق للنشر ويضم 6638 من الناشرين، 180 ألف زائرمن مائة دولة، 12 ألف صحفي من ثمانين دولة، ثلاثمائة فعالية ثقافية، عُرض ثمانون ألف عنوان جديد. كل هذا في خمسة أيام. في الماضي كان الحضور العربي رمزيا، أما الآن فعرضوا اثني عشر ألف عنوان وكانوا ضيوف الشرف. طباعة رديئة، عدد قليل من المؤلّفات بالإنجليزية، الكتاب الوحيد باللغة الإنجليزية كان في بعض الحالات عن رئيس تلك الدولة أو المملكة أو السلطنة العربية. يُنفق الألمان قرابة 16 مليار يورو على شراء الكتب سنويا إلا أن الأمة الجائعة لا يُطربها صوت العنادل ومن الواجب على الحكومات العربية أولا إيجاد الحلول الناجعة سريعا لمشاكل الجهل والفقر والمرض. لا بد من علم وحرية تتمتع بهما أغلبية المواطنين الساحقة للوصول إلى الديمقراطية. لا بدّ من التنويه بأن الدخل السنوي الفردي عام 2003 كان في اليمن حوالي 490 دولارا وفي الجزائر 1720 وفي سوريا 1330 وفي لبنان3990

وفي الجزائر1720 وفي سوريا 1330 وفي لبنان 3990 وفي الأردن 7720

وفي الإمارات العربية المتحدة 20217 أما في اليابان فكان 33550 وفي أمريكا 35060

في معرض القاهرة الدولي للكتاب كان الكتابان الأكثر مبيعا هما رواية أولاد حارتنا التي حاز بسببها المبدع المصري الراحل نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وكتاب آخر عنوانه "صدام لم يمت" ويتضمن 141 دليلا على أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ولديه قفصي وعدي لم يموتوا وهذا الكتاب من "تأليف" كاتب يستخدم الإسم المستعار أنيس الدغيدي ربما إعجابا بالمخرجة المصرية إيناس الدغيدي!

الكثير من المثقفين إعتبروا أن وجود كتاب صدام لم يمت في قمة المبيعات إنذارا جديدا على تدهور مستوى الثقافة وذوق القراءة في العالم العربي. ربما يكون ذلك صحيحا ولكن يمكن أن ننظر إلى الأمر من ناحية أخرى وهي أن رواية جدية وعظيمة تطلبت الكثير من الجهد والإبداع وحازت على أعظم جائزة دولية تمكنت من منافسة كتاب "صدام لم يمت" وهذا يعني أنه في مقابل كل المهووسين بالأساطير والأكاذيب والمتعلقين بالخيال في العالم العربي هناك من يحترم الثقافة والفكر الجاد.

كتاب "صدام لم يمت" صدر في نهاية يناير الماضي اي أن المؤلف جمع 141 دليلا على عدم موت صدام وكتب الكتاب وطبعه في غضون شهر واحد وهذا رقم قياسي وإنجاز يستحق بحد ذاته جائزة نوبل للخداع، فلا المحقق كولومبو ولا حتى المحقق كونان يمكن أن يكون أيهما قادرا على جمع 141 دليلا في أسبوعين بمعدل 10 أدلة في يوم واحد. ولكن بالنسبة لعشرات وربما مئات الآلاف من القراء المصريين والعرب فإن هذا الكتاب يحمل قيمة تجعلهم يقرأونه بنهم، وهنا تكمن الكارثة.

عادة القراءة في العالم باتت تنقرض حسب إحصائيات الخبراء، ولكن الأخطر من الإنقراض هو التوجه لقراءة التفاهات وخاصة الأساطير مثل كتاب صاحبنا الدغيدي أو مجلات الأزياء والإشاعات وأخبار الفنانين، مقابل ابتعاد تام عن القراءة الجادة. لا أريد الدخول في دوامة الإحصائيات ولكن أختار بعضها فقط للدلالة على الوضع السئ حيث أن كل 300 ألف عربي يقرأون كتابا واحدا ونصيب كل مليون عربي هو 30 كتابا ومعدل ما يخصصه المواطن العربي للقراءة الحرة سنويا هو عشر دقائق فقط ومعدل القراءة السنوية للشخص الواحد في العالم 4 كتب وفي العالم العربي ربع صفحة.

مقترحات وإجراءات لحل المشكلة..

باعتبار أن الحالة الموجودة حالياً في العالم العربي فيما يتعلق بعلاقة الثقافة بالتعليم غير طبيعة ويشوبها الخلل واللاتوازن إذن لابد هنا من إبداء مجموعة من الاقتراحات والإجراءات لحل هذه الإشكالية .

1- مراجعة النظم التربوية الحالية من منظور توفر رؤية تكاملية بين المحتوى العلمي للنشاط المدرسي وروافد التثقيف الأخرى كإدخال دراسات ومواد ثقافية وفنية نوعية مختلفة ضمن مناهج التدريس بما يتناسب مع المراحل السنية للمتعلمين، وإدخال النشاط الفني كالمسرح والموسيقى والتشكيل والأدب ضمن الأنشطة التعليمية الرسمية " تخصيص حصة واحدة في الأسبوع تحت عنوان " مطالعة حرة " لمطالعة الكتب والمجلات للإطلاع على كنوز المعرفة والثقافة لتطوير مدارك الطفل أو الشاب المعرفية والثقافية.

2- إصدار ملاحق شهرية أو فصلية أو سنوية لمتابعة التطورات التكنولوجية والثقافية العالمية لمواكبتها وعدم حصول " الاغتراب المعلومي " في عصر المعلوماتية والاتصالات الذي يتسم في اطراد التطورات التكنولوجيا والمعلوماتية الهائلة يستطيع الطالب من خلال هذه الملاحق متابعة المستجدات العلمية عالمياً.

3- توجيه الطلاب للاستماع إلى محاضرات ثقافية وتعليمية وإقامة المعارض الفنية للطلاب أنفسهم أو لبعض فناني البلد والاشتراك في رحلات لزيارة المواقع والأماكن الأثرية والسياحية الهامة في البلد أو إلى أي بلد عربي آخر.

4- على التربية العربية أن تنتقل من مرحلة الجمود المعلوماتي الأكاديمي إلى مرحلة تنشئة الطالب تنشئة نفسية سليمة، وتعليمه قيم المسؤولية والنزاهة والاستقامة والتعاون والصدق والشجاعة والمروءة، وكذلك القيم المتعلقة بالديمقراطية التي تمثل اليوم صرخة العصر والشغل الشاغل للسياسيين والمفكرين.

5- تغيير محتوى الأنظمة التعليمية والمناهج بحيث تدعم الثقافة والابتكار بدلاً من الحفظ والتلقين.

6- عدم استيراد نماذج غريبة عن المجتمع، لأن ما يصلح لمجتمع قد لا يصلح لمجتمع آخر وفي حالة الاستيراد يؤخذ بالاعتبار ظروف وأوضاع واحتياجات وميول ورغبات وواقع المجتمع الذي نعيش فيه، والقيام بتكييف تلك النماذج مع الواقع والظروف العيانية الملموسة في المجتمع المعني.

7- إطلاق حرية الأفكار وخلق أجواء مريحة لانتعاش الثقافة إذ لا تطور ثقافي من دون مناخ ديمقراطي.

8- ربط الجامعات بالمجتمع واحتياجاته المتعددة بشكل وثيق.

9- تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين فبدون ذلك لا يمكن للثقافة أن تتطور أو تزدهر.

والان نقدم بعض الارقام والحقائق التي تثير الرعب والخجل معا:

- في دراسة صادرة عن اليونسكو جاء مايلي:لايزيد الوقت المخصص للقراءة الاطلاعية عند الطفل العربي ( دون احتساب وقت القراءة المدرسية ) عن ست دقائق في العام. اما حجم الكتب المخصصة للطفل العربي فهو رقم مخجل ( 400 كتاب في العام) مقابل 13260 كتاب في السنة للطفل الامريكي و 3838 للطفل البريطاني و2118 للطفل الفرنسي و1485 للطفل الروسي.

- كل 20 عربي يقرأون كتابا واحدا بينما كل بريطاني له 7 كتب ( اي 140 ضعف ) والامريكي 11 كتاب.

- اجمالي ماتنتجه الدول العربية لايساوي اكثر من 1,1 بالمئة من الانتاج العالمي من الكتب ( نسبة سكان الوطن العربي الى نسبة سكان العالم 5,5  بالمئة)

- كل 300 الف عربي يقرأون كتابا واحدا

- يوازي عدد الكتب المطبوعة في اسبانيا سنويا ماطبعه العرب منذ عهد الخليفة المأمون ( قتل عام 813 م) وحتى يومنا هذا.

- ماتستهلكه دار نشر فرنسية واحدة من الورق يفوق ماتستهلكه مطابع العرب مجتمعة.

- مداولات سوق الكتاب العربي بيعا وشراءا لايتجاوز 4 مليون دولار امريكي  سنويا,في حين يصل هذا الرقم في دول الاتحاد الاوروبي على سبيل المثال 12 مليار دولار.

- متوسط القراءة لكل فرد في المنطقة العربية وفق احصاءات تقرير التنمية البشرية يساوي 10 دقائق في السنة ومعدل القراءة ربع صفحة مقابل 12 الف دقيقة في السنة في الغرب ومعدل الحجم 11 كتاب للامريكي و7 للبريطاني.

- عدد النسخ المطبوعة من كل كتاب في الدول العربية يتراوح بين1000-5000 نسخة مقابل 85 الف نسخة في دول الغرب.

- في احصائية عربية خلال معرض للكتاب تبين ان اكثرالمبيعات كانت من ثلاثة عناوين1 الشيخ الذي عاد الى صباه2  ثلاث خطوات وتفوزين بقلبه 3 كتاب عن الطبخ.

وفقا لتقرير التنمية البشرية العربي الصادر عن برنامج الامم المتحدة الانمائي، يقضي الانسان العربي فقط (6) دقائق في العام للقراءة، ومعظمها مخصص للكتب الدينية، بما معناه موت وخراب ديار. فاذا علمنا ان السنة تتكون من (12) شهرا، والشهر (30) يوما، واليوم (24) ساعة، والساعة (60) دقيقة، ومعدل عمر الانسان العربي (65) سنة، بفضل الطب الغربي، يكون لدينا ما مجموعه 33696000 دقيقة، هي حاصل جمع عدد الدقائق لمتوسط عمر الفرد العربي، الذي يتعب نفسه ويستهلك منها فقط (390) دقيقة في القراءة! الا يستحق الامر اللطم وشق الجيوب؟

يشار الى أن دراسة أميركية كشفت، أن 70 % من المراهقين يفضلون مشاهدة التلفاز او الاستماع الى الموسيقى بدلاً مـــــن القـــراءة، كمـــا ان 43 % منهم لا يقـــرأ الا ما يُنصـــح بـــه، فيمــا قـــال مراهق من اصل خمسة انه كان ليقرأ بنسبة اكبر لو عرف ماذا يقرأ.

وافادت دراسة علمية نشرتها صحيفة «الميرور» في حزيران (يونيو) من العام الماضي بأن الوقت المخصص للقراءة يبدو معكوسًا بالنسبة إلى وقت مشاهدة التلفاز، إذ إن فرنسا تسجل نسبة 6 ساعات و54 دقيقة اسبوعيًا مخصصة للقراءة فيما تسجل بريطانيا نسبة خمس ساعات و18 دقيقة فقط، تليها اسبانيا والمانيا، أما البلد الذي يسجل اكبر نسبة قراءة اسبوعية فهو الهند بنسبة 10 ساعات و42 دقيقة.

ولا يبدو التلفاز وحده مسؤولاً، لا بل يأتي "الكمبيوتر" ليشاطره الاتهام بفضل دراسة تمت العام الماضي وكشفت ان الاولاد بين 8 و18 عامًا يمضون يوميًا من 6.5 ساعة امام الجهازين معًا... في حين انهم يقرأون في فترة لا تتعدى الثلاثة ارباع الساعة فقط.

 كما تشير الإحصاءات الصادرة عن منظمة اليونسكو UNESCO والتنمية التابعة للأمم المتحدة UNDP إلى تدهور خطير في معدل القراءة لدى العرب بشكل عام بحيث أن الخط البيانى الهابط يكاد يصل إلى أوطأ مستوى فى العالم أجمع أي بمعدل »كتاب واحد لأكثر من 300.000 شخص« فى المنطقة العربيّة.

كما تشير الدراسات التي نشرتها منظمة اليونسكو /بيروت عام 1996 بعد الندوة التى نظمها "كتاب فى جريدة" حول القراءة في العالم العربي إلى أن "كل ما يستهلكهُ العالم العربى من ورق فى صناعة الكتب (أى كتب ) يكاد يوازى ما تستهلكه دار نشر أوربية واحدة« وإذا أخذنا على سبيل المثال بلداً أوروبيّاً صغيراً مثل بلجيكا لا يتجاوز التسعة ملايين نسمة فإننا نجد أنه يستهلك من إنتاج الكتب والقراءة أكثر من 300.000.000 عربي

إجمالي ما تنتجة الدول العربية من الكتب يساوي 1.1 % من الانتاج العالمي لا أكثر رغم ان نسبة سكان الوطن العربي الى سكان العالم تقريبا 5 % حسب احصائيات 2006 اما ما يطبع من الكتب بالغة الانجليزية يساوي 60% من مطبوعات الكتب اجمالاً (ماذا دهاك يا امة إقرأ ؟؟؟ ).

اما عن مطبوعات الكتب ففي عام 2005 طبعت المملكة المتحدة 206 الف عنوان جديد مقابل 107263 عام 1996 اما الولايات المتحدة الأمريكية فقد طبعت 172 الف عنوان جديد عام 2005 مقابل 68175   عنوناًً جديداً عام 1996 ، اما مطبوعات الدول العربية من العناوين الجديده في عام 1996 على سبيل المثال لا الحصر عمان التي لم تطبع سوى 7 عناوين وقطر 209 والاردن 511 و مصر 1917 واصدرت السعودية 3900 كتاباً   جديداً ولا احصائيات عن اليمن ، بينما اصدر الكيان الصهيوني وحده 2310 كتاب في ذات العام  و 4000 كتاب عام 2005 ولكن لا وجة للمقارنة بين عدد سكان الدول العربية و الكيان الصهيوني ولم أستطع الحصول على احصائيات حديثة عن الدول العربية ( الاحصائيات من موقعي اليونسكو وموسوعة ويكبيديا).

اما عن مستوى الصحافة فحسب احصائيات عام 97 فإن هناك 14 صحيفة لكل الف من السكان في مصر و 8 في الاردن و5 في عمان و 1509 في الولايات المتحدة ولا احصائيات عن اليمن -ـ موقع اليونسكو ــ.

أما على صعيد الترجمة فنصيب كل مليون مواطن عربي من الكتب المترجمة يساوي 4.4 كتاب بينما يبلغ نصيب كل مليون إسرائيلي 380 كتاب وكل مليون مجري 500 كتاب و كل مليون اسباني ما يقارب 950 كتاب.

اما عن سوق الكتب في الولايات المتحدة الأمريكية فهي حوالي 30 مليار دولار وقريباً من 10 مليار دولار في اليابان و 9 مليار دولار في بريطانيا و تبلغ مبيعات الكتب اجمالاً في كل انحاء العالم88   مليار دولار 1%  فقط نصيب العالم العربي.

لا تقل لي أننا نقرأ الكتب الالكترونية او نتصفح مواقع الانترنت فالانترنت قد يكون واقعه في الدول العربية أشد إيلاماً من واقع الكتاب مقارنة مع الدول المتقدمة فمثلا الكاتب الأمريكي ستيفين كينج باع 41 ألف نسخة من روايته على النت خلال 15 ساعة من إصدارها ولكن النشر الإلكتروني لا يكاد يذكر في الدول العربية الا على استحياء وخجل شديدين ولا نكاد نسمع عنه شيئاً ذا ذكر.

ولكن مقابل كل هذا معدل ما يقضيه الطفل العربي امام التلفاز هو أعلى مما هو عنه الطفل الامريكي والاوربي.

وعن الامية فحدث ولا حرج:

• فقد قال بيان صادر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية(8 يناير 2007 (" إن الإحصاءات تشير إلى أنّ عدد الأمّيين في ارتفاع (من 50 مليون عام 1970 إلى 70 مليون عام 2005) حتى وإن كانت نسبة الأمّيين تميل إلى الانخفاض التدريجي 73% عام 1970 إلى 48,7% عام 1990 و35,6% عام 2005 من الشريحة العمرية 15 سنة فما فوق . وتساوي النسبة الحالية ضعف نسبة الأمية على الصعيد العالمي، وهي أعلى من تلك المسجلة بالمناطق الأقل نموّا في العالم (23,4%) ، إضافة إلى أن نسبة الأميات الإناث تفوق نسبة الذكور الأمّيين في البلاد العربية (46,5% مقابل 25,1 % اما

تقرير التنمية البشرية للعام 2005:

ونقل تقرير التنمية البشرية ارقاماً مذهلة من تقرير صادر عن معهد الاحصاء في اليونسكو في يوليو 2002 فيشير الى نسبة الالمام بالقراءة والكتابة لمن هم فوق 15 سنة في اليمن ما نسبته للذكور 69.5 وللأناث 28.5  وبنسية اجمالية  49.0 لعام 2002 مقابل   32.7 للعام 1990 واذا استمرت اليمن على نفس التقدم فإننا نحتاج الى حوالي 32 عاماً للقضاء على امية القراءة والكتابة في اليمن رغم ظهور تعريف جديد حالياً للأمية وهو عدم الالمام بإحدى لغات الكمبيوتر وليس القراءة والكتابة فقط فماذا سيكون تعريف الامية بعد 32 سنة قادمة.

وأشار الى نسبة اجمالية للدول العربية تقدر بـ 50.8 عام 1990 و 64.1 عام 2003  بينما هي لوسط اوربا وشرقها رابطة الدول المستقلة 98.7 عام 1990 و 99.2 عام 2003 واذا استمرت الدول العربية على نفس التقدم  فإنها تحتاج الى 25.7 سنة لكي تقضي على الامية.

اما اسرائيل فإن النسبة الممنوحة هي 91.4 للعام 1990 و 96.9  للعام 2003 لكن دولا عديدة ليس لها   باع طويلة في العلم ولم نسمع بها تتمتع بنسبة عالية جدا مثل سلوفاكيا 99.6 وإستونيا 99.8 وارمينيا 99.4 لعام 2003 ودولة مثل الفلبين التي يقترن اسمها بالحرب الداخلية الدائرة هناك وبالإيدي العاملة في دول الخليج فتبلغ نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة لمن هم فوق 15 سنة 92.6 للعام 2003.

وختاماً نعتقد أن موضوع " الأمية الثقافية " سيكون موضوع القرن الذي دخلناه ( القرن 21 ) وبخاصة في العالم العربي، وستطرح العديد من الموضوعات حول هذه القضية الشائكة والتي تتطلب حالة من حالات الثورة التربوية والمعرفية بتغيير النظم والبرامج والسياقات الناظمة للعملية التربوية التقليدية، واستحداث البرامج ونظم جديدة تتكيف مع ظروف واحتياجات اللحظة الراهنة وإرهاصات اللحظة المستقبلية القادمة..

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثنين 12 أيار/2008 - 5/جماد الاول/1429