هل تنجح امريكا في جر حزب الله؟

برير السادة

التوتر المتصاعد في لبنان يقلق الساحة الاسلامية بشكل كبير, خوفا من ان يشكل  حركة امتدادا لمسلسل العنف والفتنة في كل من العراق وفلسطين ...خصوصا مع الدعم الغربي والامريكي لفئة على حساب اخرى والذي يطمح في حصد مكاسب لصالح الاجندة الامريكية والصهيونية.

فعلى المستوى الداخلي يتزايد القلق من حالة الاصطفاف بين المعسكرين (الموالاة) و(المعارضة) ومن تصعيد هذا التوتر خصوصا مع الشحن الاعلامي الكبير الذي تمارسه الماكينه الاعلامية العالمية اولا. وثانيا من الاصرار على المواقف واعلان حالة التحدي والمواجهه. فقد شهد التوتر الاخير انقساما سنيا في التعاطي مع الحدث بين مؤيد ومعارض ليضاف الى الانفسام المسيحي والدرزي ....

اما على المستوى الخارجي فيتزايد القلق من التدخلات الاجنبية القائمة على اساس المصالح والتوازنات الجيوسياسية, وتغليب طرف على آخر دون مراعاة للمطالب الشعبية والجماهيرية القائمة على المصلحة المشتركة لجميع اللبنانيين.

 فالتوترات  تزيد من فرص التدخلات الاجنبية خصوصا مع استقواء بعض فئات الساحة اللبناينة الداخلية, الامر الذي يعزز من فرص التحريض وطبخ المؤامرات في معسكرات الامم المتحدة ومجلس الامن.

فامريكا التي اعلنت سياسة الفوضي الخلاقة لبناء الشرق الاوسط الجديد, اقحمت العامل الديني  والايديولوجي في عملية الصراع ليظهر في صورة هجوم ايراني شيعي للسيطرة على الدول السنية مستفيدة من شعارات تصدير الثورة, وفكرة التبشير بالمذهب الشيعي.

ويبدو ان امريكا تسعى لجر حزب الله للتعاطي المسلح او العنيف مع الداخل اللبناني عبر سلسلة من القرارت التي تستدعي المواجهة, ليتسنى اتهامه بالارهاب ونشر الفوضى وتقويض سلطة الدوله, وتصوير الصراع على الهوية الدينية (سني-شيعي).

لهذا من المهم تحييد الصراع عن الدائرة الدينية والمذهبية, والعمل على بلورته سياسيا, والابتعاد قدر الامكان عن العنف المسلح,و مواصلة الضغظ عبر الطرق السلمية المتنوعة للوصول لشراكة استراتيجية قائمة على العدل والمصالح المشتركة بين الجميع.

من هنا نحن امام سؤال استراتيجي حول امكانية نجاح امريكا في استدراج حزب الله للكمين الذي نصب. وهو ما سوف يتضح من الخطاب التصعيدي داخليا من جانب (الموالاة) التي لا تملك مقومات حقيقية على الارض , والقرارت الخارجية التي ستصدر ضد لبنان من قبل الامم المتحدة ومجلس الامن والتي هي نتيجة طبيعية للتنسيق المشترك بين الداخل والخارج.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد 11 أيار/2008 - 4/جماد الاول/1429