الدروس الخصوصية: صراع جدلي بين المدرّس وعوائل الطلبة

تحقيق: علي فضيلة الشمري

العائلة.. الدروس الخصوصية اثقلت كاهلنا ماديا

المدرس.. قلة خبرة المدرسين الجدد تدفع الطالب إلى الدروس الخصوصية

شبكة النبأ: ظاهرة الدروس الخصوصية التي انتشرت خلال السنين الاخيرة بدأت تشكل هاجسا مقلقا للكثير من الطلبة وعوائلهم خاصة من ذوي الدخل المحدود. وللوقوف على هذه المشكلة واسبابها وفوائدها، ان وجدت، كانت لـ شبكة النبأ المعلوماتية هذه الجولة بين عدد من المعنيين بالأمر، وقد كانت محطتنا الأولى مع الأستاذ بشار حسين حيدر وهو مدرس، قال، التدريس الخصوصي حالة استثنائية لجأ الليها كل من الطالب والمدرس فبسبب ضعف مستوى بعض المدرسين والمدرسات وقلة الخبرة لديهم وعدم تغطيتهم للمنهج قياسا للأسئلة الوزارية وعدم انتظام انسيابية الدوام بسبب كثرة العطل.

واضاف، أن رغبة الطالب في التخلص من روتين الدوام والحصول على حريته في التعليم وسعيا في الحصول على المعدل العالي كان سببا في أن يطرق أبواب التدريس الخصوصي. واشار الى ان المدرس لجأ إلى التدريس الخصوصي بسبب ضعف الحالة المعيشية سواء في عهد النظام السابق أم في العهد الحالي فالراتب غير كافي لتغطية متطلبات الحياة علما أن كل الوعود التي قطعتها الوزارة في رفع مستوى التعليم والمعلم قد ذهبت أدراج الحياة.

وكان للأستاذ جليل منشد (مدرس متقاعد) رأي  آخر، أن للتدريس الخصوصي جانبان جانب سلبي فالجانب السلبي يجعل الطالب يعتمد على مدرس خارج مدرسته ولا يكترث بمدرسه الذي يدرسه في المدرسة أما الجانب الإيجابي فان التدريس الخصوصي يساهم مساهمة فعالة في رفع المستوى العلمي للطالب وكذلك إكمال المنهج وحصول الطالب على معلومات إضافية لا يستطيع الحصول عليها داخل المدرسة بسبب ضيق الوقت وكثرة أعداد الطلاب داخل الشعبة فللتدريس الخصوصي الفضل في تهيئة الطالب واعداده الأعداد الصحيح لاجتياز الامتحان الوزاري. 

أما الطالبة هدى ماجد هوبي فقالت لـ شبكة النبأ: دخلت التدريس الخصوصي لأنني من إحدى المدارس الريفية واكثر المدرسات هن حديثات العهد على التدريس فأنا استفيد من التدريس الخصوصي حيث الخبرة والكفاءة لدى المدرسين بأكمال المنهج في وقت قياسي وهذا يمكنني من الحصول على المعدل العالي.

الطالب سجاد هادي، قال،  أني لجأت الى  التدريس الخصوصي بسبب كثرة أعداد الطلاب داخل الصف ولم يستطيع المدرس اكمال الدرس والمنهج خلال السنة وعدم استطاعته طرح الأسئلة على اكثرية الطلاب مما لا يستطيع معرفة المستويات. ومن جهة أخرى أشار السيد مالك جاسم، مدرس قال، من وجهة نظري أن الدروس الخصوصية هي دعوة مباشرة في أن يعتمد الطالب على الدرس الخصوصي غير مكترث لواقع مدرسه والأساليب التربوية المتبعة من قبل المدرس داخل الصف ومدى استفادة الطالب منها، ولعل اكثر أسباب الغياب وعدم احترام بعض الطلبة للاجواء المدرسية ناتج من اعتمادهم على الدرس الخصوصي.

والتقينا بأحد أولياء أمور التلاميذ ناظم كزار الذي أكد لنا قائلا: أن التدريس واجب المدرسة والتدريس الخصوصي عملية اصبحت  شائعة في جميع أنحاء البلد وتؤثر أحيانا على الناحية المادية للعائلة. علما ان باستطاعة الكادر التدريس أن يأخذ دروس إضافية خارج الدوام أو بعد الدوام بساعة وأن يكمل المنهج بشكل صحيح.

ثم التقينا بقسم الأشراف الاختصاص الأستاذ غني جاسم الذي أشار لنا: قمنا بدراسة مقتبسة من دراسة تربوية ميدانية سابقة وقد جرت مناقشاتها في الندوة النقاشية مع مدراء المدارس المتوسطة والثانوية واجمعنا الاسباب والأساليب.

 فالاسباب هي انخفاض المستوى العلمي لبعض المدرسين وشهرة بعض المدرسين لضمان النجاح وعدم اكتمال المدرسين في المدرسة وتغييب الطالب والعبىءالتدريسي على مدرس المرحلة الثانوية ونظام الازدواج وعدم مراعاة المدرس للفروق الفردية وازدحام الصفوف ووجود قناعة لدى العائلة بان التدريس الخصوصي يؤدي الى الحصول على درجات عالية وعدم الثقة العائلة بالتدريس في المدارس الرسمية وانشغال الوالدين عن أبنائهم وازدحام الكتب المدرسية بالمفردات الكثيرة والمدرس الخصوصي يبذل جهدا اكبر للطلبة والدروس الخصوصية تعالج نقاط الضعف وطرائق التدريس القائمة على الحفظ والتلقين وليس الفهم والاستيعاب.

واضاف لـ شبكة النبأ، أما الأساليب المقترحة لمعالجة ظاهرة التدريس الخصوصيهي القيام  بفتح صفوف تقوية وإنشاء محطة تلفزيونية للدروس التعليمية ومناقشات أسبوعية للمواد الدراسية واعادة النظر في سياسة القبول . و أشار أيضا إلى تغير نمط الأسئلة الوزارية واهتمام المدرس بمختلف فئات الطلبة والاهتمام بالأعداد المهني والتربوي واصلاح النظام التربوي واعادة النظر في مناهج المرحلة الثانوية وفك الازدواج وسد الشواغر وإعادة النظر بالانسيابية إلى المرحلة الإعدادية وتعميق الصلة بين المدرسين وأولياء الأمور والاهتمام  بكليات التربية المفتوحة للمعلمين الجامعيين.

واوضح ان الاهتمام ببرامج التدريس واعتماد مبدأ التخصيص في إعداد المعلم وتكريم المدرسين الذين حققوا نسب عالية والعمل بمبدأ التخصيص العلمي .وانا استغرب انتقاد البعض للمدرسين حينما يقومون بالتدريس الخصوصي والذي يعد حالة اعتيادية موجودة في كل دول العالم وخصوصا الدول العربية فالطبيب يعمل بعد الدوام في مجال اختصاصه وكذلك الصيدلي وكل موظفي الدولة وحتى المدرس إذا عمل سائق سيارة اجرة أو بائع  سكائر فلا أحد يتحدث عنه اما إذا درّس فتقوم القيامة ولا نعرف ما هو السبب..

اذن  التدريس الخصوصي بات أمراً واقعاً لايمكن بأي حال من الأحوال إلغاءه فالمسألة باتت تشكل للمدرّس مصدرا معيشيا اضافيا وللطالب سبيلا للنجاح رغم ما تسببه من إرهاق للأسرة.

 

 

 الاستاذ عبد الغني جاسم رئيس الإشراف في مديرية تربية واسط

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 7 أيار/2008 - 30/ربيع الثاني/1429