شؤون فلسطينية: حصار غزة واختراعات بأنامل شابة

اعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: مازالت دول العالم تفتقد للرؤيا الصريحة في تفادي المخاطر التي تحيق بالشعوب، رغم التصريحات والمؤتمرات والندوات التي تقول وتعلن عن حقوق الانسان وضمان حرياته وتمتعه بالديمقراطية في العالم. حيث الشعب الفلسطيني رازح تحت  التنكيل رغم كل الجهود الدولية التي ما ان تعمل على نزع فتيل القتل والتشريد والتهجير حتى تقابل بصد ورد من قبل الجانب الاسرائيلي والداعم له من قبل واشنطن وبريطانيا وبعض الدول الاوربية، وكما يرى الفرد الفلسطيني ان هذه الجهود تذهب وتتخبر وتصبح عبارة عن كلام يملء الصحف وتردده الفضائيات كجزء من برامجها الترفيهية.

لم تستطع أغلب دول العالم الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وما يرتكبه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني، وفوق هذا وذاك تبرر بعض الدول أعماله تحت غطاء الدفاع عن النفس وتضفي عليه مشروعية القتل الجماعي لهذا الشعب.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض لكم جانبا من الشأن الفلسطيني الداخلي، حصار غزة، وما يترتب عليه من مأساة إنسانية وتهديد بكارثة في حال أستمر الوضع على هذا النحو، مع تقديم المساعدات من بعض الدول العربية، وطموح الشباب الفلسطيني:

قرية العقبة مهددة بالهدم من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي

تهدد اسرائيل بهدم بيوت قرية العقبة الفلسطينية بالقرب من طوباس في شمال الضفة الغربية والتي شيدت على اراضيها معسكرات للجيش الاسرائيلي حرمتها من التطور كقرية طبيعية.

وقد نظرت محكمة العدل العليا في اسرائيل في التماس تقدمت به لجنة اسرائيلية مناهضة لهدم البيوت وتطالب فيه بالعودة عن قرار ازالة بيوت القرية التي تعتبرها اسرائيل ضمن منطقة عسكرية اسرائيلية. لكن قضاة المحكمة الثلاثة قرروا التشاور في ما بينهم واعلام الدفاع والنيابة بالقرار لاحقا. بحسب فرانس برس.

والعقبة قرية صغيرة تقع في الاغوار (وادي نهر الاردن) شمال شرق الضفة الغربية وتابعة لمحافظة طوباس يعيش فيها نحو 400 نسمة.

واوضح مئير مرغليت من لجنة مناهضة هدم البيوت ان: سلطات الاحتلال اصدرت اوامر بهدم 35 بيتا قبل اسبوعين.

وتابع مرغليت، ان مشروع هدم البيوت قائم من عشر سنوات ويتكرر وان نزعة هذه القرارات عنصرية وهناك قرى كثيرة مثل هذه القرية الهدف ان يكون هناك القليل من العرب والكثير من الاراضي بحوزة الدولة.

وتابع، في هذه الدعوى لم يذكروا ان القرية تقع ضمن المنطقة العسكرية او في مرمى النار كان هذا الادعاء قبل خمس سنوات. الان يدعون ان البيوت مبنية بدون ترخيص.

وقال المحامي الاسرائيلي توتسيا كوهين محامي قرية العقبة: ان ممثل الجيش احضر مخططا الى المحكمة يسمح بوجود بيوت ملتصقة حول المسجد والحضانة والعيادة القريبة من بعضها البعض وبهدم كل البيوت البعيدة عن المركز المنتشرة بالقرية.

واضاف المحامي: طالبنا الادعاء اما بقبول هذه الصفقة او لا واذا رفضناها فكل بيوت القرية عندها مهددة بالهدم.

وقال رئيس مجلس العقبة سامي صادق (51 عاما): العقبة قرية منسية فمنذ عام 1967 اعلنتها اسرائيل منطقة عسكرية مغلقة وكنا لا نستطيع ان نتحرك ومعظم الناس خرجت وبنت بيوتا اما في طوباس واما في مناطق اخرى.

مضيفا، بعد اتفاق اوسلو (عام 1993) بدات الناس تبني معتقدة ان السلام قد حل والان يريدون هدم 35 بيتا من اصل 45 واسرائيل تتذرع بحجج شتى مرة انها اراض زراعية بدون ترخيص ومرة منطقة عسكرية وتريد هدم روضة تتسع ل130 طفلا ومسجدا وعيادة.

الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الاسير الفلسطيني

تتمنى السيدة وداد العتبة (78 سنة) من الله أن يمد في عمرها وأن يحفظ بصرها كي يعود ابنها سعيد المعتقل في السجون الاسرائيلية منذ نحو 31 عاما لبيته كي تراه وتلمسه.

وفيما كانت جالسة في زاوية من صالون بيتها اكتظت بصور لنجلها وبتذكارات ورسومات ومجسمين كرتونيين لقبة الصخرة والمسجد الاقصى قالت: ستكون لحظة خروج سعيد من السجن وكأنها ولادة جديدة لكلينا.

وتأتي أمنية السيدة العتبة متزامنة مع نداءات ألوف من النساء الفلسطينيات باطلاق سراح أحبائهن وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الاسير الفلسطيني والذي يصادف 17 ابريل نيسان ويحييه الفلسطينييون في الضفة الغربية وقطاع غزة.

من جهة اخرى ازدانت شوارع وساحات مدن وبلدات ومخيمات اللاجئين والقرى الفلسطينية بصور وملصقات لكثير من المعتقلين وبلافتات كتبت عليها عبارات تمجد المعتقلين وتصفهم بالابطال وتطالب العالم والسلطة الفلسطينية ببذل جهود أكبر للضغط على اسرائيل لاطلاق سراحهم. بحسب رويترز.

وبنظر المراقبين فلطالما اعتبر موضوع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية والذين يطلق عليهم في الاراضي الفلسطينية سجناء الحرية، القضية الاولى من وجهة نظر الرأي العام المحلي كما يشكل الملف الاكثر الحاحا على السلطة الفلسطينية نظرا لطبيعته الانسانية.

ويقول قدورة فارس رئيس نادي الاسير الفلسطيني: نتطلع كي تقوم السلطة الفلسطينية بجعل قضية الاسرى قضية أزمة تفاوضية مع اسرائيل وليس مجرد هبات أو افراجات هامشية تقوم بها اسرائيل لذر الرماد في عيون الرأي العام الدولي.

وينخرط فارس (47 سنة) وهو وزير سابق لشؤون الاسرى في السلطة الفلسطينية ومعتقل سابق أمضى خمسة عشر عاما في السجون الاسرائيلية بتنظيم ائتلاف مدني وقضائي من وزارة العدل ونقابة المحامين الفلسطينيين ومنظمات المجتمع المدني المحلية لاعداد ملف قانوني شامل يعرض على محكمة العدل الدولية في لاهاي لمحاكمة الاحتلال الاسرائيلي سياسيا.

وينتظر فارس: موافقة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية على مشروعه كي نقوي الخطاب المدافع عن الاسرى الفلسطينيين وكي نوقف هدر ملايين السنوات من أعمار أبنائنا وأشقائنا وبناتنا القابعين خلف قضبان السجون الاسرائيلية.

غزة بين أزمة الوقود ونقص الغذاء

دفعت ازمة الوقود في قطاع غزة بائع الخضروات اشرف عاشور الى استخدام عربة يجرها حمار لنقل بضاعته التي تضاعف ثمنها بعد ان اصاب الشلل حركة النقل والمواصلات.

واضطر اشرف وهو صاحب عدة محلات لبيع الخضار والفواكه في غزة لشراء ثلاث عربات يجرها حمير لنقل طنين اثنين من الخضروات يوميا بدلا من شاحناته الاربع المتوقفة والتي كانت تنقل ثمانية اطنان من الخضار يوميا.

ويعزو اشرف الذي بدا عليه الغضب تناقص كمية الخضار اليومية الى قلة الانتاج في البساتين المزروعة في قطاع غزة: بسبب توقف الالات الزراعية لعدم توفر البنزين والسولار للمزارعين.

واوقفت اسرائيل كليا مد قطاع غزة بالوقود اثر اغلاقها معبر ناحال عوز الحدودي شرق غزة والمخصص لمرور الوقود بعد هجوم نفذه مسلحون فلسطينيون على المعبر قتل فيه اسرائيليان.

واكد مسؤولون في الحكومة الفلسطينية المقالة ان ازمة الوقود مستمرة منذ ستة اشهر اي بعد بدء تقليص اسرائيل كميات الوقود التي توردها الى غزة. بحسب فرانس برس.

من جانب آخر توقف اصحاب محطات الوقود والغاز ال180 عن استلام الوقود احتجاجا على الكميات المقلصة التي لا تفي بالحد الادنى من حاجة قطاع غزة، بحسب محمود الشوا رئيس جمعية اصحاب امحطات الوقود والغاز.

وقال اشرف عاشور: نضطر للخروج في الثانية فجرا يوميا لتامين كميات الخضار وعملية النقل تستغرف 8 ساعات بواسطة العربات التي يجرها الحمير خصوصا اننا نحضر المنتوجات من بيت لاهيا (شمالا وتبعد حوالي 10 كلم عن غزة) ودير البلح وخان يونس (تبعد نحو 30 كلم جنوبا).

ويقول احمد الدحدوح وهو مزارع خضار في جنوب غرب غزة: مزروعاتنا تموت ولا نستطيع توفير البنزين لالات الرش او السولار لتشغيل مولدات مياه الري خصوصا في ظل موجة الحر الحالية.

وفي مزرعة قريبة لا يخفي عبد المحسن دلول وهو صاحب كرم للعنب والزيتون خشيته من ان استمرار ازمة الوقود: سيقتل محصول العنب والزيتون لهذا العام لاننا بحاجة الى الري المستمر ورش الاشجار بالمبيدات الحشرية وكل الالات متوقفة.

من جانبهم يشكتي المواطنون الفلسطينيون من الاسعار المرتفعة للسلع الغذائية وخصوصا الخضروات. وتقول ام سمير عودة: الاسعار جنونية نشتري كيلو البندورة (الطماطم) بخمسة شواقل (الدولار يساوي 3,6 شيقل) بينما كنا نشتري الكيلو بشيقل واحد قبل عشرة ايام فقط.

وتضيف ام سمير وعيونها ترقب عربة محملة بصناديق البندورة والخيار تمر الى المحل الذي تقف فيه: الحمد لله اليوم نرى خضروات باسعار مضاعفة لكننا نخشى ان لا نجدها بعد ايام باي سعر.

وانعكست ازمة الوقود في غزة على حركة المواصلات التي اصابها شلل شبه تام وهو ما اضطر الجامعات والمعاهد الغزية كافة الى اغلاق ابوابها بانتظار ايجاد حل. إذ تبدو شوارع غزة خالية الا من قليل من السيارات بسبب ندرة الوقود.

وقال ابو شادي وهو سائق سيارة اجرة: اعمل ساعتين يوميا فقط على سيارتي لدي سولار يكفيني ليومين اخرين. واضاف، من الطبيعي ان تتوقف حركة المواصلات كليا خلال ايام قليلة لان هناك بعض السائقين لديهم كميات وقود قليلة مخزنة لا تكفي بضعة ايام.

الجدار الفاصل عزل عنصري وسبيل لترويج المخدرات

بات تجار المخدرات يستخدمون الثغرات في الجدار الفاصل الذي بنته السلطات الاسرائيلية في الضفة الغربية لتمرير صفقاتهم التجارية اذ يقف التاجر في الجانب الاسرائيلي للجدار والمستهلك في الجانب الفلسطيني.

وقالت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن منطقة القدس النائبة جهاد ابو زنيد: هناك اربعة مراكز في القدس الشرقية لتوزيع المخدرات من فتحات الجدار هي الرام وبيرنبالا وبوابة الرام وقرب الحاجز العسكري في مخيم شعفاط.

واضافت، تجار المخدرات معروفون في المدينة وتعرفهم الشرطة الاسرائيلية ويعملون تحت سمعها وبصرها. هؤلاء يحاولون تخريب المدينة باغراقها بالمخدرات لتدمير شبابها عبر الادمان.

من جهتها اكدت ممثلة وحدة ابحاث المعلومات في الاستخبارات في الشرطة الاسرائيلية: اننا نكافح المخدرات في كل ما يمكن اعتباره حدود دولة اسرائيل على اليابسة وعلى شواطئنا وموانئنا البحرية. بحسب فرانس برس.

واضافت، لدينا وحدة على الحدود الشمالية واخرى على الحدود الجنوبية ونعمل في مراكز الدولة الستة. والقدس واحدة من هذه المراكز ونعمل فيها بالمقاييس والمعايير نفسها وكذلك الجدار فهو بمثابة حدود ونتعامل معه كاي منطقة حدودية.

وتؤكد اسرائيل ان الجدار الذي تبنيه يهدف الى منع تسلل انتحاريين الى اراضيها بينما يؤكد الفلسطينيون انه يقضم اراضي الضفة الغربية ويصفونه بانه جدار للفصل العنصري.

وفي قرار صادقت عليه في التاسع من تموز/يوليو 2004 اعتبرت محكمة العدل الدولية الجدار غير شرعي ودعت الى تفكيكه على غرار الجمعية العامة للامم المتحدة. لكن اسرائيل تتجاهل تلك الدعوات.

وقال شخص يتعاطى المخدرات اطلق على نفسه اسم زهير (33 عاما) ان: المخدرات في القدس تنقل عبر صناديق البريد اذ يقف الموزع امام باب البريد المركزي في شارع صلاح الدين ويسلمه المستهلك النقود فيقوم باعطائه مفتاح الصندوق ورقمه من خلال تنسيق مسبق عبر الهاتف النقال.

واضاف ان: حشيشة الكيف (القنب) والماريجوانا من المخدرات الخفيفة الشائعة وتستخدم ايضا الحشيشة الافغانية والمغربية والمصرية. لكن الشائع بين الشباب هو الحبوب التي يسميها المتعاطون "عجل" وسعر الحبة 30 شيقلا اي نحو تسعة دولارات وبات الطلاب يستخدمونها.

وقال شخص اطلق على نفسه اسم عيد (40 عاما) انا لا استخدم الهيرويين الفارسي الكوك، المنتشر ايضا في المدينة لانه مادة سريعة التخدير لكني استعمل الكريستال او القلب الابيض، لانه يجعل الروح صافية وسعر الغرام منه يتجاوز مئة دولار.

وقال العقيد فضل العالول مسؤول مكافحة المخدرات في الضفة الغربية: حيث يقام حاجز عسكري اسرائيلي على حدود القدس ينشأ موقع لتهريب المخدرات الى الضفة الغربية. واضاف، تصل المخدرات الى مناطق السلطة من تجار في اسرائيل وفي الاساس من القدس فجميع تجار المخدرات العرب موجودون في القدس الشرقية ويستطيعون ادخال المخدرات بسهولة الى اراضي السلطة الفلسطينية.

وتابع العالول: لا تنسيق في مكافحة المخدرات بين الفلسطينين والاسرائيليين. عقدت لقاءات عدة بيننا وبينهم لكن تجار المخدرات موجودون مثلا في منطقة الرام وهي تحت السيطرة الامنية الاسرائيلية ولا نستطيع الوصول اليها. ومخيم شعفاط في القدس هو بمثابة مركز للتجارة والتعاطي لكننا لا نستطيع الوصول اليه.

من جهتها قالت الضابطة الاسرائيلة ممثلة وحدة مكافحة المخدرات ان اسرائيل دولة مستوردة للمخدرات وليست مصنعة او مصدرة. واوضحت ان المخدرات تصلنا من اوروبا وخصوصا بلجيكا وهولندا وبولندا اضافة الى الكوكايين من كولومبيا والهيرويين من افغانستان عبر الاردن ولبنان والماريجوانا من مصر.

اختراعات فلسطينية في مواجهة ضغوط الاحتلال

قالوا أن الفضول هو نصف الطريق إلى المعرفة، لكن فضول عنان وهيثم الطفولي شكل نصف الطريق إلى الإبداع، فيما شكلت أزمة الوقود والكهرباء النصف الثاني من تلك الطريق، وبمطبهما الكهربائي وثقا حضورهما في المعرض الثالث لإختراعات الشباب كأصغر المخترعين المشاركين.

عنان ابن الرابعة عشرة بدا مختالاً بهده الصفة التي منحه اياها المعرض كأصغر المخترعين الشباب، وبثقة بدأ يشرح للزائرين طريقة عمل اختراعه: معروف أنه في عندنا كتير مطبات على الطرق لأنها الوسيلة الوحيدة لإجبار السيارات على تخفيف السرعة، هذا ما قال عنان مبرراً اختياره للمطبات على الطرق كإشارات لتخفيف السرعة.

ويسترسل الفتى في شرح طريقة عمل اختراعه المكون من: زنبركات ضخمة مرتبطة بمجسات كهربائية تحت سطح الأرض تتصل بمولد طبيعي للكهرباء يمكن استخدامه لإنارة الشوارع بدل استخدام الوقود المفقود اليوم في إنارة الشوارع، وذلك كما قال عنان فيما يستخدم النمودج المصغر أمامه في الشرح. بحسب بي بي سي.

وهنا تدخل هيثم، الشريك المنفذ للاختراع المرشح لنيل براءة الاختراع وكأنه يحاول إثبات وجوده بالأرقام ودراسة الجدوى التي حضرها لتسويق المطب الكهربائي: يعني بلدية رام الله تدفع مائة وأربعين ألف شيقل (خمسون ألف دولار) تكاليف سنوية لبناء المطبات في الشوارع الرئيسية التي تتسبب بدورها بخسائر لأصحاب السيارات بسبب شدة الاصطدام بها في حين لن يكلف اختراعنا حتى نصف المبلغ ولا يتسبب بأضرار للسيارات حيث تمتص الزنبركات قوة الصدمة وتحولها لطاقة تستخدم في إنارة الشوارع بدون وقود.

وداخل قاعة المعرض الثالث لإبداعات واختراعات الشباب الفلسطيني، والتي ترعاها إحدى مؤسسات العمل المدني،حار الزائرون من حرفيين وتجار وأكاديميين وطلبة مدارس وجامعات من أين البداية، عشرة اختراعات غريبة شاركت بها مجموعة من الشبان والشابات الفلسطينيين ضمن فعاليات المعرض تحاكي في مجموعها رؤية الجيل الجديد الشاب لأزمات مجتمعه وحلولها التي يعجز عنها الساسة.

وفي إحدى زوايا المعرض تسمرت الأقدام. حيث مرحاض يتوسط قاعة العرض ويوصف بالذكي.

والتفاصيل كانت بحوزة صاحب الاختراع حمزة، شاب في بداية عشرينياته، تقطعت به كل السبل لإيجاد عمل يمول به اختراعاته قبل أن يتبناه القائمون على المعرض: هدا المرحاض ذكي لأنه يستشعر وجود الإنسان بفضل مجساته الأليكترونية، فيفتح غطاء المرحاض تلقائياً بمجرد الاقتراب منه، وبعد قضاء الحاجة وزوال ثقل الجسم عن المرحاض يتكفل بتنظيف الكابينة تلقائياً بدفع المياه بدون إسراف.

ويعتقد حمزة أن الاستخدام الأمثل لاختراعه يتمثل بتعميمه في دورات المياه العامة لضمان نظافتها وكذلك في مدارس الأطفال ودور العجزة ولاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة وهي ليست مكلفة على الإطلاق، ويمكن أن تحل الكثير من المشاكل الصحية تحديداً في فصل الصيف حيث تشح المياه بسبب قطع إسرائيل لها عن مناطق الضفة الغربية.

مؤتمر لجمع تبرعات دولية لقطاع غزة

قال منظمون ان مؤتمرا للاستثمار يستضيفه الفلسطينيون يزمع جمع 600 مليون دولار لقطاع غزة لكنه سيؤجل المشروعات في الاراضي مادامت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تسيطر على القطاع.

وقال حسن أبو لبدة الرئيس التنفيذي لمؤتمر فلسطين للاستثمار الذي يعقد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية: في غزة من الصعب للغاية ممارسة أي عمل الان.

وقال وهو يشير الى سيطرة حماس على القطاع في يونيو حزيران: نريد ان نبين للمشاركين ان غزة لها تراث وما يحدث في غزة الان لهو طبيعة مؤقتة.

وقال أبو لبدة للصحفيين ان 900 مليون دولار من بين 1.5 مليار دولار يتوقع ان يجمعها المؤتمر ستنفق على مشروعات في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية العربية.

وسيخصص مبلغ 600 مليون دولار المتبقي لقطاع غزة حيث يعيش 5 ر1 مليون فلسطيني يعاني كثيرون منهم من الفقر. بحسب رويترز.

وتابع أبو لبدة ان العديد من "المشروعات الضخمة" المزمعة التي يأمل المؤتمر في الترويج لها ستخصص لقطاع غزة وان 100 مستثمر من الاراضي سيشاركون في المؤتمر.

من جانبها قالت اسرائيل التي تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة التي تريد ان ترى اتفاقا بشأن الدولة الفلسطينية بحلول نهاية العام انها ستسهل دخول بيت لحم من اجل المؤتمر.

وأضاف أبو لبدة ان 1200 مستثمر عربي واجنبي سيحضرون ايضا الاجتماع الذي يعقد في الفترة من 21 الى 23 مايو ايار. وعندما سئل ان كانت اسرائيل ستدعى لحضور المؤتمر قال: العالم كله مدعو.

وهذا المؤتمر جزء من جهود لتعزيز الاقتصاد فيما يشارك الفلسطينيون في محادثات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة مع اسرائيل.

وتعهد اجتماع لحكومات اجنبية ومؤسسات دولية في باريس في ديسمبر كانون الاول الماضي بتقديم 7.7 مليار دولار مساعدات للفلسطينيين خلال السنوات الثلاث القادمة.

مساعدات كويتية تخفف الثقل عن الكاهل الفلسطيني

اصرت المواطنة الفلسطينية انعام محمود وهي من مدينة جباليا في قطاع غزة على قطع كيلو مترات عدة سيرا على الاقدام تحت شمس لاهبة لاستلام طرد غذائي من احد مراكز التوزيع التابعة لجمعية الرحمة العالمية الكويتية في مدينة غزة.

وفي وقت اعتكف الكثير من المواطنين الفلسطينيين في منازلهم لعدم توفر المواصلات بسبب انقطاع الوقود او للاحتماء من حرارة الجو وجدت هذه السيدة ان استلام طرد غذائي اهم لاسرتها من المحافظة على صحتها الشخصية.

واوضحت انها اضطرت للقدوم الى حي الزيتون بمدينة غزة من منطقة سكنها على الرغم من بعد المسافة التي تقدر بأكثر من اربعة كيلو مترات مستعرضة اوضاع اسرتها التي تتكون من ثمانية افراد ولم تتلق اية مساعدة منذ اربعة أشهر ما اضطرها لبيع كل ما تملك.

وقالت ان ما يزيد سوء وضع اسرتها ان زوجها عاطل عن العمل منذ عشرة اشهر تقريبا عقب فرض اسرائيل حصارا مشددا عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.

وتابعت انعام ان رفوف مطبخها باتت فارغة من المواد الغذائية ما جعلها لا تتردد لحظة في القدوم لاستلام "الكوبونة" التي تقدر قيمتها بنحو 86 دولارا اميركيا.

ولم تكن انعام الوحيدة التي تعاني من سوء الاوضاع الاقتصادية فقد تشابهت ظروفها مع تلك التي يعيشها العشرات من الفلسطينيين الذين هرعوا منذ ساعات الصباح لاستلام الطرود الغذائية التي تقدمها جمعية الرحمة العالمية الكويتية. بحسب كونا.

وتشابهت ظروف المواطن محمد موسى (67 عاما) مع ظروف المواطنة انعام وربما اسوأ منها كونه مريضا ويعيل اسرة كبيرة فيما حفر الزمن اخاديد عميقة على تفاصيل وجهه الحزين.

وعلى الرغم من ارتفاع حرارة الجو في قطاع غزة وانعدام المواصلات فان موسى جاء من منطقة بعيدة مبررا قدومه بالحالة المادية القاسية التي تعاني منها اسرته.

وقال ان الطرد الغذائي الذي تسلمه يستحق المعاناة والتضحية لانه يساعد اسرته حيث يحتوي على 18 صنفا من المواد الغذائية الاساسية.

من جهته قال المهندس كمال مصلح مدير مكتب الرحمة العالمية الكويتية في قطاع غزة ان المؤسسة انهت المرحلة الثانية من حملة اغاثة غزة التي بدأت في فبراير الماضي وتضمنت توزيع نحو 5000 طرد غذائي على الاسر الاكثر احتياجا في القطاع.

وعبر مصلح الذي اشرف مع عدد من مجلس ادارة الجمعية على عملية التوزيع عن امله في ان تتمكن الرحمة من اطلاق حملة مساعدات اخرى مشابهة خلال الايام المقبلة لاسيما ان اوضاع الفلسطينيين في القطاع تزداد فقرا يوما بعد يوم بسبب الحصار الاسرائيلي.

وكانت الامم المتحدة قد حذرت مؤخرا من تداعيات الوضع الانساني الذي تفاقم في قطاع غزة بعد وقف وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) تقديم مساعداتها لمئات الاف من الفلسطينيين في هذه المنطقة المحاصرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3 أيار/2008 - 26/ربيع الثاني/1429