وسائل التعليم الالكتروني وأهميتها في العملية التعليمية

أ.د. موفق عبدالعزيز الحسناوي

يشهد العصر الراهن تقدما كبيرا في مجال التكنولوجيا بصورة عامة وتكنولوجيا المعلومات والحاسبات والاتصالات بصورة خاصة، والذي يتسارع بخطوات كبيرة وسريعة. وهذا ادى الى ظهور المزيد من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي جعلت العالم أشبه بالقرية الصغيرة التي يتفاعل فيها الناس من مختلف البلدان مع بعضهم البعض بسهولة.

  ودخلت الحاسبات في مختلف مجالات النشاط الانساني كالخدمات والاتصالات والاقتصاد ومن ثم التربية، حيث أهتمت الانظمة التربوية بمحاولة تخريج طلبتها القادرين على الاستخدام الجيد للمستلزمات الحديثة من الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات. اذ شكلت التحديات المعلوماتية بأبعادها المختلفة منطلقا لدعوات عديدة بضرورة اصلاح الانظمة التربوية بجميع مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها، نتيجة لعدم قدرة الانظمة الحالية على مواجهة التحديات التي أفرزتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

  لقد شكلت هذه التقنيات مجموعة متنوعة من المصادر والادوات التي تستخدم في نقل وأبتكار ونشر وتخزين وأدارة المعلومات، وهي عمليات أساسية في العملية التعليمية. اذ زادت الفرص المتاحة للتعليم في أدوات وتقنيات المعلومات والاتصالات الرقمية وتطبيقاتها. وبدأ التركيز على شبكة الانترنت وبعض تقنيات الاتصالات الرقمية الحديثة في العملية التعليمية، والتي شكلت مجموعة متداخلة من الاجهزة والبرامج ووسائل الاعلام وطرائق التدريس والتي بدأت تتطور بسرعة كبيرة.

  ان هذه التقنيات الحديثة وأستخداماتها في العملية التعليمية أدت الى ظهور مصطلح جديد أنتشر أستخدامه في الآونة الاخيرة  وهو التعليم الالكتروني، والذي هو أحد أشكال التعلم عن بعد، ويقصد به طريقة للتعليم يتم فيها أستخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل الحاسوب وشبكة الانترنت وغيرها، لاجل أيصال المعلومات الى الطلبة بأسرع وقت وأقل تكلفة وبصورة تمكن من أدارة العملية التعليمية وضبطها وقياس وتقويم أداء الطلبة المتعلمين الذين يستخدمون هذه التقنيات. أي أنه يعتمد على أستخدام الوسائط الالكترونية بين المعلمين والمتعلمين والمؤسسة التعليمية، من خلال أستخدام التقنيات بجميع أنواعها في أيصال المعلومات المطلوبة للمتعلم بأقصر وقت، وأقل جهد وتكلفة، وأكبر فائدة.

  وبعبارة أخرى يمكن القول أن التعليم الالكتروني (والذي يسمى في بعض الاحيان التعليم الافتراضي) يعتمد على الوسائط الالكترونية في الاتصال، وأستقبال المعلومات، واكتساب المهارات، والتفاعل بين الطالب والمدرس، وبين الطالب والمدرسة، والمدرسة والمدرس، وهو لايتطلب وجود مباني مدرسية أوصفوف دراسية، بل أنه قد يلغي معظم المكونات المادية للتعليم. ولذلك يمكن القول أنه ( التعليم الافتراضي بوسائله، الواقعي بنتائجه ). ومن أشهر وسائله شبكة الانترنت، والتي أصبحت أداة فاعلة في التعليم الالكتروني في معظم المؤسسات التعليمية.

  والتعليم الالكتروني هو جزء من مصطلح التعليم عن بعد، ويبين الدور الكبير الذي تلعبه تقنية المعلومات والاتصالات فيه وماتقدمه من طرائق سريعة لنقل المعلومات والتفاعل التي توفرها للمتعلم.

  وتتنوع بيئات التعليم الالكتروني بحسب درجة الاستقلالية التي توفرها للمتعلمين ومنها : التعليم الشبكي المباشر والذي يتم فيه تقديم المادة التعليمية كاملة من خلال شبكة الانترنت، والتعليم الشبكي المختلط والذي يتم فيه تقديم المادة التعليمبة بشكل متكامل مع التعليم الصفي الاعتيادي، والتعليم الشبكي المساند والذي يتم فيه أستخدام الشبكة من قبل المتعلمين لتنزيل تكليفات المنهج الدراسي وأستخدام مصادر المعلومات المختلفة.

  أن الفائدة الكبيرة من شبكة الانترنت تتحقق عندما يتم أستخدامها كبيئة للتعليم والتعلم، مع عدم وجود حدود وأنخفاض التكلفة المادية، وعليه ينبغي على المتعلمين الاطلاع على هذه الشبكة وخصائصها وتطبيقاتها والمواقع المتوفرة فيها ومدى حداثة المعلومات التي تتضمنها وملائمتها للمواد الدراسية التي يتطلب دراستها.

  أننا في الوقت الذي نسعى فيه الى زيادة الاهتمام بالتعليم الالكتروني وأستخدامه في العملية التعليمية سواء من خلال شبكة الانترنت، أو وساها المتعددة الاخرى، يبرز أمامنا سؤال أساسي وهو : هل من الممكن أن يكون التعليم الالكتروني بديلا تاما عن التعليم الاعتيادي؟

  أننا نؤكد هنا أن التعليم الالكتروني رغم كل مميزاته ووسائله وأستخداماته لايمكن أن يكون بديلا تاما للتعليم الاعتيادي، ولكنه يمكن أن يكون متمما له ومكملا لدوره، حيث يمكن الاستعانة بمايقدمه التعليم الالكتروني من وسائط وأدوات لتحسين عملية التعلم في التعليم الاعتيادي. وذلك لان المتعلم بحاجة الى الجانب الانساني الذي يتميز به التعليم الاعتيادي عن التعليم الالكتروني، فهو بحاجة الى بيئة تعلم حقيقية أنسانية بكل ماقد يكون فيها من عيوب ونواقص، والتي يمكن التقليل منها بأستخدام تقنيات التعليم الالكتروني المختلفة.

* المعهد التقني في الناصرية – جمهورية العراق

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 30 نيسان/2008 - 23/ربيع الثاني/1429