ايران واسرائيل: صراع على الريادة الإقليمية

شبكة النبأ: منذ ان تصاعدت حدة التوترات بين ايران والغرب على خلفية البرنامج النووي الايراني والطموحات الاقليمية لطهران، اخذت سيناريوهات الحرب مع امريكا وحليفتها اسرائيل تتوارد يوما بعد اخر وعلى مختلف المستويات بدءا من تهديدات امريكا بضربة جوية شاملة لأماكن حيوية في ايران وانتهاءا بتهديدات ايران بإزالة اسرائيل من الخارطة ان هي تجرأت على الاعتداء على ايران.

هل يمكن أن تستخدم إسرائيل غواصات ضد إيران؟

في ظل توقعاتها بحدوث مواجهة مع إيران تقرر إسرائيل سرا أن ترسل غواصة قبالة ساحل عدوتها اللدود.

ولكن كيف السبيل لذلك؟ فالطريق الاسرع من ساحل اسرائيل على البحر المتوسط هو عبر قناة السويس التي تتجنبها الغواصات السرية. ومن ثم تخبأ الغواصة في بطن حاوية تجارية تنقلها الى الخليج. تلك هي حبكة الرواية الاسرائيلية "دبلوماسية تحت البحار". ورغم أن الرواية قد لا تصمد أمام الانتقادات فان مؤلفها شلومو اريل ليس مجرد روائي عادي. فهو أميرال سابق يتمتع بخبرة في أكثر عمليات التخطيط الاسرائيلية حساسية.

ويقول اريل ببساطة عندما يسئل ان كان كتابه يبرز كيف يمكن استغلال أسطول اسرائيل من غواصات دولفين ضد ايران التي دعت قيادتها لمحو الدولة اليهودية "من على الخارطة" لتؤجج المخاوف من البرنامج النووي الايراني "انه خيال محض لكنه خيال واع."

وتملك اسرائيل ثلاث غواصات من طراز دولفين وطلبت اثنتين اخريين من شركة هوفالدسفيرك دويتش فيرفت وهي شركة ألمانية تصنع هذه الغواصات خصيصا بتخفيض كبير في اطار مساعي برلين لدعم الدولة اليهودية.

وتحاط هذه الغواصات بسرية شديدة نظرا للتكهنات بأنها تحمل صواريخ موجهة ذات رؤوس حربية نووية.

ويعتقد الكثير من المحللين أن غواصات دولفين هي الاسلحة التي تحتفظ بها اسرائيل "للضربة الثانية" وهو مصطلح يشير الى نظرية قامت خلال الحرب الباردة على أن أي دولة يمكنها أن تردع أعداءها عن شن هجمات نووية بالاحتفاظ بقدرتها على الرد حتى لو دمرت أراضيها. ووجود "منصة" نووية في البحر هو أفضل ضمان لذلك. بحسب رويترز.

وقال سام جاردنر وهو كولونيل أمريكي متقاعد من سلاح القوات الجوية ينظم تدريبات حربية عن الشرق الاوسط لحساب الحكومة الامريكية وعملاء اخرين "لا يوجد في الافق ما يشير الى أن ايران ستملك القدرة على ضرب وسائل الاطلاق النووي الاسرائيلي."

وذكر أن غواصات دولفين ربما تكون جزءا من "قدرات (تسلح) تقليدية للتعامل مع عدد من الاهداف التي تعتقد اسرائيل أنه سينبغي ضربها في هجوم وقائي تقليدي."

ويعتقد أن اسرائيل تملك صواريخ ذاتية الدفع لكن صغر حجمها قد يجعل من اطلاقها بشكل مفاجيء أمرا مستحيلا. وتحولت تجربة سرية في يناير كانون الثاني الى عنوان بارز في الاخبار خلال دقائق بعد أن أبلغ سكان في بلدات قريبة عن تجربة الاطلاق المدوية التي أثارت فزعهم.

ويمكن أن تسد الغواصات هذه الثغرة ولاسيما اذا وضعت في المياه الايرانية. وزاد هذا الاحتمال التكهنات بأن اسرائيل تريد خمسا من غواصات دولفين من أجل أن تسمح لواحدة على الاقل بالبقاء في البحر طيلة الوقت بينما يتم اعداد الغواصات الاخرى لدخول الخدمة.ويظل السؤال هو الى أي مدى يمكن ارسال هذه الغواصات.

وتقول مصادر في البحرية الاسرائيلية ان غواصات دولفين لا تستخدم قناة السويس لتفادي تفتيشها من قبل ضباط أمن الموانيء المصريين. ويعني هذا أنه لكي تصل الغواصة الى الخليج سيتعين على اسرائيل اما اللجوء الى خدع خيالية مثلما ورد في رواية "دبلوماسية تحت البحار" أو ارسال الغواصات حول أفريقيا وهي رحلة تستغرق شهرا على الاقل.ويبدى جيسون ألدرويك وهو خبير في الشؤون البحرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن شكوكه.

وقال "لا اصدق فكرة (المهام) الدورية. لم تشتر هذه الغواصات بهدف تنفيذ عمليات في الخليج." وغواصات دولفين تعمل بالوقود العادي وليس النووي ومن ثم فانها تحتاج لاعادة التزود بالوقود بشكل منتظم وأعمال صيانة على الشاطيء يرى ألدرويك أنها مناسبة بشكل أكبر لعمليات قريبة في البحر المتوسط.

وتستطيع اسرائيل أيضا الوصول للبحر الاحمر عن طريق ميناء ايلات. لكن مصادر في البحرية قالت انه لا توجد خطط لوضع غواصات هناك لانها ستكون عرضة للحصار عند مضيق تيران في البحر الاحمر الضيق الذي تطل عليه أيضا عدة دول عربية.

ويشير محللون الى أن غواصات دولفين اذا اقتصر وجودها على البحر المتوسط قد تشكل خطر "الضربة الثانية" فقط اذا كانت تحمل صواريخ نووية تقدر على اصابة أهداف على بعد زهاء 1500 كيلومتر.

وأشار لي ويليت من معهد الخدمات الملكي المتحد للدراسات الدفاعية والامنية الى أن غواصات دولفين لا تحوي الاسطوانات العمودية التي تستخدمها غواصات غربية أكبر وأخرى تعود للحقبة السوفيتية لاطلاق الصواريخ ذاتية الدفع.

وقال ان تجارب الحرب الباردة أظهرت أن الرؤوس الحربية النووية أثقل من أن يتم اطلاقها لمسافات طويلة على صواريخ موجهة ومن ثم فلا تستطيع اسرائيل سوى ضرب ايران برؤوس حربية تقليدية فقط اذا أطلقت من البحر المتوسط.

وذكر بأن أي هجوم نووي على ايران من غواصة دولفين ينبغي أن ينفذ من الخليج الامر الذي سيكشف موقع الغواصة غير المدعومة وسيحكم عليها على الارجح بالدمار على يد القوات الايرانية الناجية.

وقال "الفكرة في وجود قوة ردع هو عدم استخدامها... أتصور أن الاسرائيليين وهم يصممون غواصات دولفين لاستخدامها كمنصة للضربة الثانية كانوا يفكرون في أنها ليست مثالية لكنها أفضل ما عندنا."

ولا تتحدث اسرائيل عن قدراتها النووية في اطار سياسة "غموض" تهدف الى ردع خصومها في المنطقة وفي الوقت ذاته تجنب الاستفزازات التي قد تفجر سباقات تسلح.

وبدا أن اريل يؤيد هذا النمط من التفكير. والرسالة التي يتضمنها كتابه الذي استقبل بشكل متواضع في اسرائيل والمتوفر حاليا باللغة العبرية فحسب هي "كيف يمكن استخدام غواصة دون اللجوء للحرب... الامر يتعلق بالتأثير على الحنكة السياسية."

ايران: سنزيل اسرائيل عن "خارطة العالم" في حال مهاجمتنا

من جهة ثانية قال مساعد القائد العام للجيش الايراني الجنرال محمد رضا اشتياني في تصريح اوردته وكالة مهر للانباء ان ايران ستزيل اسرائيل "عن خارطة العالم" في حال تعرضها لهجوم.

وقال الجنرال اشتياني خلال مؤتمر صحافي عشية اليوم الوطني للجيش في 17 نيسان/ابريل ان "المناورات الاسرائيلية لا تعنينا. لكن في حال شنت اسرائيل اي عمل ضد الجمهورية الاسلامية فسنزيلها عن خارطة العالم".

وكان الجنرال الايراني يشير الى مناورات الدفاع المدني التي اجرتها اسرائيل الاسبوع الماضي لتحضير السكان لهجمات محتملة بالاسلحة التقليدية او لقصف بصواريخ مجهزة برؤوس كيميائية او جرثومية.

وفي السابع من نيسان/ابريل قال وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ان اسرائيل ستدمر ايران في حال هاجمت طهران الدولة العبرية.

وقال بن اليعازر العضو في في الحكومة الامنية المصغرة حينها ان "ايران لن تسرع الى مهاجتمنا لانها تدرك معنى عمل كهذا. فهجوم ايراني على اسرائيل سيؤدي الى رد قاس سيتسبب بتدمير الامة الايرانية".

واتى كلام الوزير الاسرائيلي القاسي بمناسبة اجتماع لوزارته نظم في اطار اكبر مناورات للدفاع المدني في تاريخ اسرائيل.

واخذت الحرب الكلامية بعدا جديدا في وقت تؤكد فيه اسرائيل ان ايران تشكل تهديدا لوجود الدولة العبرية وللدول الغربية كذلك بسبب برنامجها النووي والباليستي. وتؤكد طهران في المقابل ان برنامجها النووي له اغراض سلمية فقط.

إيران: المنطقة ليست بحاجة إلى قوات أجنبية "شيطانية"

وقال الرئيس الإيراني نجاد ان القوات الأجنبية "الشيطانية" فشلت في سعيها للهيمنة على موارد الطاقة في الشرق الاوسط ولا تجسر على تهديد إيران.

وأعلن الرئيس الإيراني في العرض العسكري السنوي أن المنطقة يمكنها الحفاظ على أمنها دون مساعدة من القوات الأمريكية أو قوات أجنبية أخرى وان كان لم يذكر الولايات المتحدة خصم إيران اللدود بالاسم.

وتخوض إيران مواجهة مع الغرب بسبب برنامجها النووي الذي تقول الولايات المتحدة انه ستار لمسعى إيران لامتلاك أسلحة نووية. وتنفي طهران رابع أكبر منتج للنفط في العالم ذلك وتقول ان الغرض منه هو توليد الكهرباء.

وتقول واشنطن انها تريد حلا دبلوماسيا للنزاع لكنها لم تستبعد الحل العسكري. ويرى محللون ان توجيه ضربة لإيران أمر غير محتمل بعد أن كشف تقرير للمخابرات الأمريكية العام الماضي ان إيران اوقفت برنامج السلاح النووي عام 2003.

وقال أحمدي نجاد في العرض العسكري السنوي في خطاب نقله التلفزيون "شهدنا القوى القمعية المتغطرسة الشيطانية تخطط للهيمنة على احتياطيات الطاقة في العالم باستخدام مبرر واه... وجاءت بقواتها الى المنطقة.

"لكنها فشلت اليوم."بحسب فرانس برس.

مرت قوات الجيش الإيراني من أمام المنصة المقامة جنوبي طهران كما حلقت الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر فوق الرؤوس.

وكان من بين الأسلحة التي عرضت في العرض العسكري عدة صواريخ لم يكن من بينها الصاروخ شهاب 3 الذي قال مسؤولون انه قادر على اصابة اهداف على بعد 2000 كيلومتر.

وقال أحمدي نجاد "الامة الإيرانية بلغت مكانة لا تجسر اي من القوى العالمية تهديدها" وأضاف ان بلاده سترد "بقوة" على اي هجوم. وأعلن ان إيران ستقف إلى جوار جيرانها "لنشر السلام والأمن في المنطقة دون وجود الأجانب."

واشنطن "عاجزة عن الرد" على تصريحات نجاد

من جهتها اعلنت الولايات المتحدة انها "عاجزة عن الرد" على تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي شكك مجددا في الطابع الارهابي لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك "لا اعرف ما اقوله بعد الاستماع الى مثل هذه التصريحات. انني عاجز عن الكلام".

واضاف انه "مثل اضافي على التصريحات الخاطئة والمغلوطة" التي تصدر عن احمدي نجاد وتساءل عما اذا كان الرئيس الايراني "مقتنعا بها فعلا". بحسب فرانس برس.

وفي خطاب متلفز قال احمدي نجاد "منذ اربع او خمس سنوات وقع حدث مشبوه في نيويورك. انهار مبنى وقالوا ان ثلاثة الاف شخص قتلوا (..) لم ينشروا يوما الاسماء لكنهم بهذه الحجة هاجموا افغانستان والعراق وقتل منذ ذلك الحين مليون شخص".

وهي ثالث مرة في غضون ايام قليلة يتطرق فيها احمدي نجاد الى هذا الموضوع على غرار مواقفه المتكررة التي شككت في وقوع محرقة اليهود ابان الحرب العالمية الثانية ثم في حجمها.

وكان اتهم الولايات المتحدة في الثامن من نيسان/ابريل بانها استخدمت اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 "ذريعة" لشن تدخلها العسكري في افغانستان والعراق.وكان الرئيس الايراني آنذاك محمد خاتمي ندد باعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.

ولم تعارض ايران الهجوم الاميركي على نظام طالبان في افغانستان بل اجرت بعض الاتصالات النادرة بهذا الصدد مع الولايات المتحدة بعد سقوط النظام المتطرف.

رئيس الاركان الأمريكي: ايران التحدي الرئيسي ويجب فتح حوار معها

وأكد رئيس اركان الجيوش الامريكية الاميرال مايكل مولن، ان ايران ستكون بالتأكيد التحدي الرئيسي للولايات المتحدة في السنوات الخمس المقبلة، مؤكدا ضرورة فتح حوار مع طهران.

وقال الاميرال مولن ان ايران "في قلب عدد كبير من الاضطرابات وعدم الاستقرار في هذه المنطقة من العالم".

وأضاف في مناقشة اعقبت كلمة القاها في مركز هيريتج فونديشن للتفكير "لذلك اتوقع ان تبقى ايران في مقدم الصورة ووسطها لفترة ثلاث إلى خمس سنوات على الاقل".

وشدد مولن على ضرورة بقاء كل الخيارات مطروحة، وقال انه يأمل "في ان نتمكن في المستقبل من ايجاد وسيلة للنقاش مع الايرانيين لاحراز تقدم. لقد قمنا بذلك في السابق مع اعدائنا ومن الضروري ان نتمكن من القيام به ايضا". بحسب رويترز.

ولا تقيم الولايات المتحدة وايران علاقات دبلوماسية منذ 1980 وتتهم ادارة بوش طهران بالسعي الى حيازة السلاح النووي وتسليح المتطرفين في العراق، ودعم المنظمات المناهضة للاسرائيليين وتأجيج الازمة السياسية في لبنان.

ويرفض الرئيس جورج بوش الحوار ولا ينوي اجراء اي نقاش مع ايران الا في اطار منتدى متعدد الاطراف وشرط ان يوقف النظام الايراني انشطته النووية الحساسة.

من جانب آخر وعد الجمهوري جون ماكين بممارسة ضغوط دبلوماسية وتجارية ومالية على ايران لمحاولة اقناعها بالامتناع عن السعي لاكتساب سلاح نووي اذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة.

وقال ماكين الذي كثيرا ما يتهم باتباع سياسات متشددة لشبكة تلفزيون ام.اس.ان.بي.سي انه سيكون من الصعب اقناع الشعب الامريكي بشن حرب على ايران.

وقال ماكين "أعتقد أنه يمكننا العمل مع الدول ذات القيم والمباديء التي نجلها ونمارس ضغوطا هائلة.. دبلوماسية وتجارية ومالية". وقال انه لو خلص إلى أنه مضطر للهجوم فسوف يتعين عليه أن يقدم "حجة أكثر اقناعا انه من الضروري عمل ذلك بسبب فشلنا في العثور على اسلحة للدمار الشامل" في العراق.

وقال ماكين "هناك فجوة في المصداقية" مشيرا الى الرئيس جورج بوش الذي برر غزو العراق عام 2003 بقوله ان بغداد تملك اسلحة للدمار الشامل.

واستشهد السناتور عن اريزونا بمعلومات استخبارات منشورة بقوله ان ايران فيما يبدو قريبة من "نقطة التحول" في اكتساب التكنولوجيا اللازمة لصنع سلاح نووي. وقال انه لاتخاذ عمل عسكري في مواجهة ايران لا بد ان تكون "خطرا واضحا وحاليا" وانه لكسب تأييد الرأي العام سيحضر اعضاء الكونغرس المعنيين الى البيت الابيض من أجل مشاورات مكثفة ليعرض عليهم الادلة. وقال ان رسالته اليهم ستكون "أريد منكم أن تكونوا معنا في الاقلاع وكذلك في الهبوط".

اوباما وكلينتون يتعهدان الدفاع عن اسرائيل ضد اي هجوم ايراني

من جهة اخرى تعهد المرشحان الديموقراطيان اللذان يتنافسان للوصول الى البيت الابيض الدفاع عن اسرائيل ضد اي هجوم ايراني لكنهما تمايزا حول طريقة حمل طهران على التخلي عن برنامجها للتسلح النووي.

وقال باراك اوباما في مناظرة تلفزيونية على شبكة اي.بي.سي نيوز "من المهم جدا ان تدرك ايران ان هجوما على اسرائيل سيكون هجوما على اقوى حليف لنا في المنطقة" معتبرا ان هذا الهجوم "غير مقبول" في نظر الولايات المتحدة. واضاف ان "الولايات المتحدة ستستخدم الوسائل الملائمة" في هذه الحالة.

واقترحت هيلاري كلينتون من جانبها انشاء "مظلة رادعة" حول اسرائيل و"بلدان اخرى في المنطقة".  وقالت ان "هجوما على اسرائيل سيؤدي الى رد كثيف من الولايات المتحدة". بحسب رويترز.

واكد المرشحان الديموقراطيان ايضا انهما سيقومان بكل ما في وسعهما لحمل طهران على التخلي عن برنامجها للتسلح النووي.

وقال اوباما "من الضروري ان يكون السلاح النووي بعيدا عن متناول الايرانيين". واضاف "هذا يتطلب مناقشات مباشرة مع الايرانيين" موضحا انه سيبلغ الايرانيين اذا ما انتخب رئيسا ما يعتبره "غير مقبول". واكد "لن يقتصر حديثي على تطوير الاسلحة النووية بل سيشمل ايضا تمويل المنظمات الارهابية كحركة حماس وحزب الله والخطاب المعادي لاسرائيل وتهديدها". واضاف ان سياسته ستكون سياسة "العصا والجزرة".

وقالت هيلاري كلينتون التي تنتقد اقتراح اوباما اجراء محادثات مباشرة مع المسؤولين الايرانيين انها تأمل في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران.

واكدت "من الضروري ان نبدأ حوارا دبلوماسيا مع ايران" موضحة انها ستباشر مناقشات مع الايرانيين "على مستوى عال". واوضحت "لن ألتقي بالتأكيد (الرئيس الايراني محمود) احمدي نجاد لانه اليوم (امس) شكك في حقيقة هجومات 11 ايلول/سبتمبر وفي مقتل اشخاص".

وخلصت كلينتون الى القول ان الرئيس الايراني "ليس الشخص الذي يجب ان تتاح له فرصة الاجتماع معي في البيت الابيض".

ايران تبرز قوتها الجوية

وأبرز الجيش الايراني قوته الجوية باشراكه عشرات الطائرات والمروحيات القتالية في عرض عسكري نظم الخميس بمناسبة يوم الجيش جنوب العاصمة طهران وحضره الرئيس محمود احمدي نجاد.

واستعرض الجيش مقاتلات اميركية من طراز اف4 واف5 يعود تصميمها الى الستينات والسبعينات ومقاتلات "الصاعقة" وهي نسخة حديثة محلية الصنع مطورة عن طائرات اف5 اضافة الى طائرات ميغ 29.

واعلن احمدي نجاد في خطاب مقتضب ان "قوات الجيش والحرس الثوري والباسيج (الميليشيا) تقاوم بقوة وبالتنسيق وسترد بشدة على اي عدوان". بحسب فرانس برس.

واضاف "ان القوى الكبرى تعثرت عند مقاومة الشعب الايراني. على المنطقة والعالم ان يستعدا لتطورات كبرى (..) ولزوال القوى الشيطانية". وكتب على احدى الشاحنات التي تنقل صاروخا عبارة "الموت لاسرائيل".

ويرفض الملحقون العسكريون الغربيون المعتمدون في طهران المشاركة في العروض العسكرية الايرانية منذ عدة سنوات بسبب وجود شعارات مثل "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل". لكن لوحظ حضور ملحقين عسكريين من دول اخرى خلال عرض الخميس.

واضاف الرئيس الايراني ان "الشعب الايراني هو الاقوى في العالم (..) وانا فخور بالقول ان اي قوة عظمى لا يمكنها ان تنال من امن الشعب الايراني ومن مصالحه".

وتمتلك القوات المسلحة الايرانية حوالى مئتي طائرة قتالية ولا سيما من طراز اف4 واف5 واف14 تعود الى ما قبل الثورة الاسلامية عام 1979 ومقاتلات روسية اشترتها طهران بعد الثورة. وتخضع ايران لحظر على شراء طائرات وقطع غيار غربية يعيق قدراتها الجوية.

وتخلل العرض مرور الكثير من الصواريخ ولا سيما نموذج من الصاروخ الطويل المدى "قدر-1" الذي يبلغ مداه 1800 كيلومتر ويعمل بالوقود السائل. وسبق ان عرض هذا الصاروخ في ايلول/سبتمبر 2007 خلال عرض عسكري للجيش الايراني.

وتتمتع الصواريخ الباليستية الايرانية ولا سيما "قدر-1" وشهاب-3" نظريا بمدى كاف لاستهداف القواعد الاميركية في المنطقة فضلا عن اسرائيل التي تبعد حوالى الف كيلومتر عنها.

مسؤولون إسرائيليون: إيران تهرب أسلحة إلى قطاع غزة عن طريق البحر

وصرح مسؤولون اسرائيليون بارزون لصحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية الصادرة باللغة الانجليزية، ان ايران تكثف جهودها لتهريب اسلحة الى قطاع غزة باستخدام معدات قابلة للطفو يتم القاؤها قبالة شاطىء غزة ويلتقطها صيادون فلسطينيون. بحسب جريدة الوطن.

ووفقا لهؤلاء المسؤولين فان ايران ترسل حاليا صواريخ واسلحة متطورة اخرى الى حركتي "حماس" والجهاد الاسلامي في قطاع غزة عن طريق البحر وايضا عبر انفاق يتم حفرها تحت محور صلاح الدين (فيلادلفيا) وتربط شبه جزيرة سيناء مع رفح.

وقال المسؤولون ان البحرية الاسرائيلية تقوم بعمل فعال في منع التهريب عن طريق البحر، ولكن هناك بعض الشحنات التي لم تنجح قوات سرائيلية في اعتراضها. وقال احد المسؤولين: "يقومون بالقاء اسلحة في المياه في انابيب مقفلة مضادة للمياه تطفو بعد ذلك الى مياه غزة ويقوم صيادون بالتقاطها". واضاف "احيانا تتمكن زوارق البحرية من اعتراضها، واحيانا تتمكن هذه الشحنات من المرور".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24 نيسان/2008 - 17/ربيع الثاني/1429