الابداع في ابتكار اساليب انتخابية

الانتخابات الكوييتة والسبل الحديثة للمرشحين

شبكة النبأ: الاستعدادات الكويتية للإنتخابات المقبلة تمر بين صفوف الكويتين في عملية حديثة ووفق آخر التطورات التكنلوجية. حيث استفاد المرشح الكويتي من اساليب التقنية الحديثة في إيصال صوته إلى الناخب، من شبكة الهاتف المحمول والرسائل القصيرة والاعلان الخاص بالقنوات الفضائية التلفزيونية، أيضا هنالك المدونات الرقمية ومواقع الانترنت، إضافة إلى الاعلانات في الصحف والملصقات الجدارية، بالتالي هنالك ناخب نوعي وناخب كمي، فبين هذه الاشكال والتشاكل وتعدد واختلاف الثقافات بالنسبة إلى الشعب الكويتي، يبدء سبقا المرشحين إلى مقاعدهم.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على مجرى الانتخابات الكويتية وكيف يتفاعل الناخب مع الابداع في ابتكار أساليب ومغريات المرشحين هناك: 

سبل الاتصال مع الناخب 

تحتاج الحملة الانتخابية الناجحة مجموعة من العوامل لايصال المرشح الى مقاعد البرلمان منها الوصول الى اكبر شريحة من الناخبين في الدائرة.

ومن المعروف ان ادارة الحملة الانتخابية تحتاج الى فريق عمل الى جانب فريق من المتطوعين اضافة الى مقرات انتخابية واعداد دراسة للخريطة الانتخابية للدائرة والشرائح المستهدفة.

وحول هذا الموضوع قال الخبير والمستشار في مجال الدعاية السياسية في الانتخابات البرلمانية الدكتور عبدالحميد الصراف: ان الحملة الانتخابية الناجحة تتصف بوجود خطة زمنية مبرمجة قبل بدء الانتخابات تمهيدا لها وتكون على مراحل تبدأ بالفترة ما قبل الانتخابات وخلال وقبل نهاية الانتخابات بحيث يكون لكل مرحلة خصوصيتها. بحسب كونا.

واضاف الصراف، ان وسائل الدعاية لابد ان تكون متنوعة ومؤثرة تتناسب مع فعاليات الحملة وان تتضمن في لجانها عناصر ذات كفاءة عالية وهيكلا تنظيميا يخدم الحملة مع وجود مدير فعال ذي علاقات واسعة قادر على ان ينسق بين اللجان العاملة والفاعلة فيها .

كما اكد الصراف ان الحملة يجب ان تغطي كافة مناطق الدائرة الانتخابية ولا تركز على عدد من المناطق دون غيرها وتكون مؤثرة ومقنعة ولها برنامج محدد وخطة واستراتيجية مدروسة.

واوضح ان الحملة الانتخابية يجب ان تكون المعين والسند القوي للمرشح لتساعده في عملية اقناع الناخبين لانه يعتمد عليها كليا ويجب ان تكون قادرة على التسويق له بطريقة ذكية غير مملة توفر له الغطاء الاعلامي وتتواصل مع ناخبيه في الدائرة بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية بحيث تعطي رسالة بانه للكويت كلها وليس لفئة محددة.

واشار الى ان الحملة يجب ان تواكب المتغيرات الجديدة وتركز على وسائل الدعاية الاكثر انتشارا كالقنوات الفضائية والانترنت.

وقال ان من اهم الصفات التي لابد ان يتصف بها المرشح المصداقية وان يكون ملما بقضايا ومشكلات المجتمع الكويتي ولديه القدرة على التواصل مع كافة القواعد الشعبية الى جانب ان يكون مثقفا ومتعلما.

واضاف، ان الرسالة الاعلامية لابد ان تكون مختصرة وواضحة ومفيدة ومتنوعة وموضوعية وسهلة وليست مكررة ولابد ان تنقل تطلعات الناخبين وتثير اهتماماتهم وتبين المقصد من عملية الترشيح.

واشار الصراف الى ان الحملة الانتخابية الناجحة قد لا تؤدي الى ايصال المرشح الى كرسي البرلمان ويكون الخلل آنذاك بالناخبين الذين يملكون قناعاتهم وتوجهاتهم وآيدلوجياتهم الخاصة بهم والتي لا يغيرونها حتى لو كان المرشح من افضل المرشحين حيث تظل صلة القرابة والقبيلة والطائفة هي المسيطرة على اختيارات بعض الناخبين.

الاتصال المباشر والوسائل الالكترونية لإيصال رسائل المرشح

أجمع عدد من الاكاديميين على أهمية الاتصال المباشر للمرشحين لايصال رسائلهم الى الناخبين خلال حملاتهم في انتخابات مجلس الامة المقبلة مبينين ان اقامة الندوات والزيارات المنتظمة للدواوين تأتى في مقدمة الوسائل الاكثر تأثيرا في الناخب.

وقال الأمين العام المساعد بجامعة الكويت ورئيس مجلس ادارة جمعية العلاقات العامة الكويتية بدر المديرس ان: لكل مرشح طريقته الخاصة بالتواصل مع الناخبين وغالبا ما تكون عن طريق الاتصال المباشر بالدواوين في مناطق دائرته الانتخابية لانها تمكنه من مواجهة أكبر عدد ممكن من الناخبين.

وأضاف، ان للمفاتيح الانتخابية دورا مهما في ايصال رسالة المرشح سواء كانت تلك من المفاتيح اقرباء المرشح أو تجمعهم صداقات او يعملون بشكل تطوعي او مقابل أجر مادي. وتابع، لابد للمرشح أن يقيس توجه ناخبيه في نطاق دائرته الانتخابية وذلك عن طريق وسائل عدة من بينها اجراء استطلاعات الرأي والاستبيانات، معللا ذلك برفع الحرج عن البعض لمعرفة ارائهم من دون تحديد اسمائهم. بحسب كونا.

من جانبه وافق استاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت الدكتور علي الزعبي رأي المديرس بأهمية اقامة ما اطلق عليه في علم الاجتماع "العلاقات الاولية" فيما بين المرشح والناخب لما لها من تأثير مباشر على ايصال رسالة المرشح الى ناخبيه.

وقال الزعبي ان: العمل في الحملات الانتخابية له خصوصية في الكويت ويتميز بالبساطة اذ يعتمد المرشحون على المعارف والاقارب واختيار الاشخاص المؤثرين بالدائرة في الدعاية لهم.

وأوضح أن المرشحين يسعون دائما الى الاعتماد على أشخاص لديهم القدرة على اقناع الناخبين بأساليبهم الجاذبة ويتميزون بالجرأة من خلال متابعة متطلبات الناخبين بشكل مستمر وقدرتهم على امتصاص غضب المعارضين لكسب اصوات اكبر عدد من الناخبين.

وأضاف الدكتور الزعبي، ان بعض وسائل الاتصال "غير المباشرة" مثل الاعلانات المتلفزة والانترنت قد توجه بالدرجة الاولى لفئة النساء وبعض فئات الشباب ممن يقل تواجدهم في دواوين محددة.

من جهتها أكدت استاذة علم الاجتماع بجامعة الكويت الدكتورة نضال الموسوي أهمية اقامة البرامج الحوارية والندوات سواء ببثها على القنوات التلفزيونية او الانترنت وغيرها من وسائل اتصال للتاثير في الناخبين.

وطالبت المرشحين والمرشحات بتكثيف البرامج النقاشية والاعتماد عليها بشكل أساسي في ظل ضيق الوقت بين فتح باب الترشيح وموعد الاقتراع مع تنويع الخطاب الاعلامى بما يوائم جمهور الناخبين المراد مخاطبتهم.

وصنف عضو هيئة التدريس في قسم الاعلام بجامعة الكويت الدكتور محمد البلوشي وسائل اتصال المرشحين في الانتخابات النيابية الى نوعين: وسائل اتصال تقليدية، تعتمد على الصحافة والتلفزيون والاذاعة. وأخرى غير تقليدية، مثل الرسائل القصيرة عن طريق الهواتف المتنقلة والاعلانات بصفحات الانترنت والمدونات وغيرها. ورأى ان المرشحين سيركزون في حملاتهم الانتخابية على استخدام القنوات التلفزيونية والصحف اليومية بعد قرار البلدية منع الاعلانات في الشوارع العامة، مبينا ان هذا الامر سيجبر المرشح على صرف مبالغ كبيرة على تلك الاعلانات لارتفاع تكلفتها بشكل ملحوظ على حسب مدة عرض الاعلان اذا كان متلفزا وحجمه اذا ما نشر في الصحف.

واختتم حديثه موضحا أن الاعلانات في الصحف أصبحت أكثر غلاء وتأتي بعدها القنوات التلفزيونية وترتفع تكلفتها مع قرب تاريخ التصويت.

إنتقاد الحكومة المفتاح الامثل لقلوب الناخبين

اصبحت سياسة هجوم بعض المرشحين على الحكومة قاسم مشترك لعدد من المرشحين في الانتخابات النيابية المقبلة كما كان حالها في الانتخابات الماضية الا انها اتخذت منحى أشد قوة وضراوة في محاولة واضحة لاستمالة قلوب وعقول الناخبين.

وأكد عدد من الاكاديميين ان سياسة الهجوم والنقد لعدد من المرشحين ضد الحكومة هي سياسة متبعة في الانتخابات السابقة الا انها لم تكن بالحدة والكثافة الحالية وانها تمثل احدى الصور السلبية للديموقراطية الكويتية مؤكدين رفضهم لمثل هذا الطرح وداعين الحكومة في الوقت ذاته الى استخدام ادواتها للدفاع عن نفسها. بحسب كونا.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الرضا أسيري ان عملية الهجوم على الحكومة في ندوات المرشحين وتصريحاتهم لم تعد ظاهرة فردية احادية بل تحولت الى ظاهرة جماعية يقوم بها جميع المرشحين لكسب ود الناخب وكأن الساحة الانتخابية اصبحت ساحة حرب وليس تنافس.

واوضح ان غالبية المرشحين الذين يلجأون لعملية الهجوم على الحكومة هم ممن ليس لهم هدف او برنامج ورؤية انتخابية واضحة وبالتالي تكون مهاجمة ونقد الحكومة من وجهة نظره افضل وارخص وسيلة للحصول على الدعم الشعبي بغض النظر عن صحة هذا الهجوم من عدمه مضيفا ان بعض الحملات الانتخابية لم يعد فيها ما يكفي من الموضوعية والعقلانية.

وبين أسيري ان المرشح في الانتخابات البرلمانية السابقة كان اكثر عقلانية ومضوعية فكان انتقاده موجه ضد سياسات معينة وليس ضد أشخاص ورموز كما هو الحاصل الان بهدف الوصول الى غايات معينة.

وتابع ان هناك نوعين من الناخبين العاطفي والعقلاني فالناخب الأول هو الذي من السهل أن يتأثر بكلام المرشح وبالحملات الاعلانية فتكون قناعاته متغيرة ومن السهل تغييرها بعكس الناخب العقلاني ذو القناعة الواضحة والثابتة.

وقال استاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت الدكتور عبدالله سهر ان لدى بعض المرشحين مجموعة من القضايا الواضحة التي يؤمنون بها ويضعونها ضمن أولوياتهم وهؤلاء يتميزون بالشفافية والوضوح تجاه ناخبيهم ويقومون بدفعهم الى تصويب اختياراتهم والقيام بعملية تقييم لهذا المرشح او ذاك بصورة واقعية صحيحة.

كما اشار الى وجود مرشح ببعض التصورات والانتقادات لاداء الحكومة وهي تصورات قد تكون ايجابية او سلبية ويقوم هذا المرشح بتقديمها للناخب في مسعى منه لجذبه وابهاره الا انه لا يمكن الجزم بمدى اقتناع الناخب بتصورات هذا المرشح من عدمه او ان نقطع باليقين بامكانية حصوله على صوت الناخب الذي قد يؤهله للوصول الى مجلس الامة.  

في الوقت ذاته دعا الحكومة الى ان لا تضع نفسها في مرمى هدف اي مرشح وتتفادى الهجوم بعدم اصدارها مراسيم او قوانين قد تؤدي الى احتقان الشارع الكويتي ويجعلها بالتالي عرضة لمواد بعض المرشحين الدسمة في حملاتهم الانتخابية.

وقال الاستاذ في قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور شملان العيسى انه من المؤسف حدوث مثل هذا التهجم والنقد من قبل  بعض المرشحين على الحكومة والذي اصبح يعد احدى سلبيات العملية الديموقراطية في دولة الكويت .

وارجع وجود مثل هذه الحملات لاسباب عدة منها قلة الوعي عند الناخب وغياب الحملة الحكومية المضادة لمثل هذه الانتقادات وتفنيدها للمواطن بما تملكه الحكومة من معلومات واجراءات قانونية تجعلها بمنأى عن مثل الامور.

وبين ان تغيرا كبيرا حدث في الطبقة الاجتماعية والتركيبة الاجتماعية في البلاد منذ بداية المجلس في ستينيات القرن الماضي وحتى انتخابات 2008 ما انتج نوع مختلف من المطالب والتوجهات لدى المرشحين دفع البعض منهم الى استخدام مثل هذا الهجوم للوصول الى المجلس.

 وقال استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبدالله الشايجي انه اجرى دراسة علمية في عام 1992 حول هذه الظاهرة وقد اكدت انها ليست بالجديدة اذ ان هجوم المرشح على الحكومة هي احد العلامات والظواهر الاساسية في الحملات الانتخابية للكثير من المرشحين الا اننا في الانتخابات الحالية نشهد المزيد من التصعيد ضد الحكومة.

واوضح الشايجي انه مع غياب الاحزاب السياسية في الكويت والجمود في العلاقات والاحتقان بين السلطتين دفع بعض المرشحين الى تبني فكرة توجيه الاتهامات للحكومة ومحاربتها في ندواتهم الانتخابية مضيفا انه لن يستغرب ان يكون هناك زيادة في وتيرة الهجوم في ندوات المرشحين المقبلة.

واكد انه مع غياب الانضباط الحزبي والسياسي في العمل البرلماني فمن السهل على النواب تحميل الحكومة ما لا طاقة لها به وخاصة ان الحكومة ليس لديها من يدافع او يفند عنها مثل هذه الاتهامات كما انها في بعض الاحيان تعطي المرشح على طبق من ذهب ما يساعده على اطلاق النار عليها.

مظاهر الترف في المقرات الانتخابية الجديدة لإستمالة الناخب 

بدأ المرشحون سباقا مع الزمن لاقامة مقراتهم الانتخابية حيث يستخدم كل مرشح جميع الوسائل المتاحة لتمييز مقره عن غيره من المرشحين.

وبما ان ارضاء الناس غاية لا تدرك فان البعض يرى ان المرشح الذي يهتم بالابهار والترف في مقره الانتخابي يهدف بذلك جذب عيون الناخبين وليس عقولهم في حين يرى آخرون ان ما يقدمه المرشح من خدمات خمس نجوم في مقره هو دليل على ثقله السياسي وقدرته على ارضاء الناخبين وان كانت هذه بداية حملته الانتخابية فان "الخير بقبال" كما يقال باللهجة المحلية.

وفي هذا السياق اجري حوار مع ناخبين وعدد من الشركات العاملة في مجال تجهيز المقرات حيث اكدوا ان المرشحين نوعان فهناك المرشح المتواضع ذو القدرة المادية المتوسطة حيث يبحث عن مقار بسيطة غير متكلفة مقابل المرشح الذي يبحث عن افضل وأجدد الوسائل الحديثة المتاحة لتجهيز مقره في محاولة للتأثير على الناخب واستمالته.

وقال فالح الدسمة وهو صاحب شركة لتجهيز المقرات الانتخابية ان الاختلاف في تجهيز المقار الانتخابية لا يعتمد على المنطقة او الدائرة الانتخابية انما يختلف من مرشح لاخر موضحا ان هناك طلبا على مقار الدرجة الاولى في جميع الدوائر الخمس من قبل بعض المرشحين وفي المقابل هناك بعض المرشحين الذين يطلبون مقار متواضعة من حيث التجهيزات بما يتناسب مع قدراتهم المادية. بحسب كونا.

واستطرد ان من المرشحين من يحاول ان يتفوق على الاخرين باظهار الفخامة في مقره الانتخابي وذلك من خلال الديكورات ونوعية الارضيات والاثاث مشيرا الى وجود مقار انتخابية تتكون من دورين تستخدم لاول مرة في الانتخابات الكويتية.

من جانبه بين عبدالله العنزي وهو صاحب شركة متخصصة في عمل البوفيهات ان هناك من المرشحين من يطلب البوفيهات الفاخرة والمتنوعة المجهزة بما لذ وطاب من المأكولات والتي ترضي جميع الاذواق مقابل مرشحين يطلبون بوفيهات وصفها بالشعبية بحيث تعتمد بشكل اساسي على الذبائح والقوازي بينما البعض الاخر يكتفي بطلب سيخ من الشاورما فقط.

وقال ان اخرين يطلبون وجبات قد تكون متواضعة في طريقة تقديمها حيث انها تقدم في علب كرتونية مؤكدا ان ذلك كله يعتمد على ميزانية المرشح وقدرته المادية لتوفير ايا مما سبق مشيرا كذلك الى وجود بعض الطلبات المتميزة كعمل بوفيهات خاصة لمرضى السكر والنباتيين.

وفي الاطار ذاته قالت الناخبة سهيلة السالم انها لاحظت ان بعض المرشحين يقومون بعروض ليزر للدعاية عن المقر ويقيمون بوفيهات فاخرة الا انها لا تعير لفخامة المقر الانتخابي أو لمائدة الطعام المقدمة فيه اهتماما كبيرا.

واوضحت ان ما يهمها هو المرشح نفسه وبرنامجه الانتخابي ومدى تماشي هذا البرنامج مع مبادئها وطموحاتها التي تترقبها في المجلس المقبل مضيفة ان التنظيم بين العاملين لدى المرشح داخل المقر الانتخابي من الاشياء التي تلفت انتباهها.

وقالت الناخبة لنا الرشيد ان المرشح اصبح يهتم بفخامة مقره الانتخابي والبوفيه اكثر من اهتمامه ببرنامجه الانتخابي وان بعض المقار اصبحت اماكن لعرض الازياء واخر صيحات الموضة بالمكياج والتسريحات من قبل بعض المفاتيح النسائية وذلك للفت الانظار وجذب الناخبين مؤكدة انها مبالغات لا داعي لها.

وقالت الناخبة رشا العبد الجليل ان فخامة المقر الانتخابي قد يلفت نظرها من حيث الديكورات الغريبة والتنسيق المميز للاثاث وطريقة عرض البوفيه، مضيفة انها اشياء مهمة تجعل الانسان يحس بالراحة النفسية وهو محاط بأشياء فخمة وجميلة.

اما الناخب يعقوب الوزان يقول انه نظرا لحرارة الجو فان اول ما يلفت نظره عند دخوله لاي مقر انتخابي هو برودة المكان مضيفا ان طريقة ترتيب المقاعد من الاشياء التي تثير اهتمامه بحيث يكون بامكان جميع الحاضرين رؤية المرشح بوضوح خلال الندوات واللقاءات كما ان النظافة والترتيب شيئان مهمان ايضا.

واضاف انه سواء كان المقر الانتخابي لاي مرشح يتميز بالفخامة او التواضع فان الكلمة الفصل لاختيار هذا المرشح او ذاك ستكون للناخب يوم الاقتراع.

اكاديمية تحلل صور المرشحين وتدعو الناخبين إلى التمعن

يحرص معظم المرشحين لعضوية مجلس الامة على اختيار صور شخصية لهم تحمل دلالات معينة ورسائل مبطنة بهدف التأثير على الناخبين وجذبهم خلال حملاتهم الاعلامية والدعائية لخوض الانتخابات المقبلة.

وتعتبر الصورة احدى وسائل الاتصال غير المباشر بين المرشح والناخب كما تعد اولى وسائل التعرف على المرشح اضافة الى انها قد تلعب دورا في انجذاب الناخب نحو المرشح منذ الوهلة الاولى او تجاهله تماما بعيدا عن اية اعتبارات اخرى.

وحول اهمية الصورة والدلالات التي تحملها في الحملات الانتخابية للمرشحين دعت الخبيرة في علوم الايحاء والايماء الدكتورة منى غريب في حديث لها الناخبين الى عدم الانسياق خلف الدلالات الظاهرة لصور المرشحين والى التعمق بشكل اكبر في البحث عن خلفية المرشح قبل التصويت له.

وقالت ان معظم المرشحين من الجنسين يحرصون على اختيار صور تتضمن حركات وتعابير معينة بهدف ايصال رسائل للناخبين توحي بامتلاكهم قدرات وصفات وقناعات وتوجهات تؤهلهم لتمثيلهم في مجلس الامة. بحسب كونا.

واكدت الدكتورة غريب اهمية الصورة كوسيلة اتصال غير مباشر وغير لفظى في خلق انطباع مبدئي سواء كان ايجابيا او سلبيا عن المرشح وخاصة غير المعروف لدى الناخبين.

واشارت الى وجود دراسات تثبت ان من يظهر في الصورة وسيما وانيقا من الجنسين يستحوذ من الناحية العاطفية على اهتمام المشاهد من الجنسين ايضا اكثر من غيره. ولاحظت ان بعض المرشحين يستخدم الصورة في مخاطبة فئات الناخبين المختلفة حسب الجنس او العمر او المستوى التعليمي واحيانا حسب الانتماء القبلي او المذهبي او الطبقي.

ولفتت الدكتورة غريب الى وجود الكثير من الحركات التي تستخدم فيها الاصابع واليد باوضاع معينة في الصورة والتي تهدف الى ايصال رسائل للناخبين على ان صاحبها يملك شخصية قوية ويستطيع ان يفرض نفسه ولديه القدرة على مواجه الوزراء.

واوضحت ان من يظهر في الصورة وهو يلوح بورقة يسعى الى ايصال رسالة بانه شخص منطقي ويعمل باستمرار لايصال الحقائق الى الناخبين عن طريق دلائل مادية وارقام ومستندات ووثائق.

وبينت ان استخدام المرشح لبعض تعابير الوجه وزاوية النظر في الصورة يهدف الى اظهار مدى جديته في النظر الى الامور وانه يمتاز بعمق التفكير وبعد النظر في التطلع الى مستقبل افضل للبلد والناخبين على السواء.

ولفتت الى ان بعض المرشحين من الجنسين يحرص على ان يظهر في الصورة بشكل يوحي انه شخص ملتزم دينيا كأن يظهر بلحية طويلة وثوب قصير او يضع عمامة او تظهر المرأة مرتدية الحجاب او ان تكون خلفية الصورة تمثل رمزا دينيا في حين انه قد يظهر اخرون بلباس عصري ليظهر انهم منفتحون فكريا ومواكبون للموضة وغير متزمتين.

وبينت ان الكثير من الحالات التي ذكرت تنطبق على المرشحين من الجنسين ولكن تبقى هناك معايير خاصة بالمرأة كاختيارها لطريقة تسريحة الشعر ودرجة المكياج للدلالة على انها انسانة عملية قادرة على العمل النيابي بعيدا عن معايير جمال الانثى.

وخلصت الدكتورة غريب الى القول ان الدراسات تشير الى ان الانسان وحتى ان كان غير ضليع بالعلوم المتخصصة بقراءة الايماءات والاشارات ولغة الجسد فان عقله الباطن يستطيع فهم هذه الاشارات دون القدرة على تفسير ذلك.

وشددت الدكتورة منى غريب على ضرورة ان يدرك الناخب ان معظم الصور تعطي انطباعا خادعا وليست ذات مصداقية ودعته الى التعرف على المرشح من خلال الندوات والحوارات التي يشارك فيها اضافة الى البحث في خلفيته السياسية والاجتماعية والعلمية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 23 نيسان/2008 - 16/ربيع الثاني/1429