ملف الاحتباس الحراري: قرارات مشلولة واخطار كارثية متزايدة

اعداد/صباح جاسم

 

شبكة النبأ: التقلبات المناخية الناتجة عن الاحتباس الحراري اثرت سلبيا على مليون شخص في افريقيا لحد الان، كما انها تعتبر سببا مباشرا في 25 بالمئة من امراض العالم، وتتوالى الدراسات والبحوث التي تتنبأ بزيادة الفيضانات والجفاف بسبب التغيرات المناخية، كل ذلك ولايزال العالم في موضع المتفرج ولا يصدر عن الدول الصناعية فيه سوى القرارات والقوانين التي لم تجد حتى اللحظة طريقها للتنفيذ والفاعلية، (شبكة النبأ) تجول بقراءها الكرام حول العالم لتوضح اخر المستجدات في هذا الشأن الحيوي:

 الاحتباس الحراري يهدد حياة الملايين 

من المحتمل أن يواجه ملايين الأشخاص مشاكل الفقر والأوبئة والمجاعة، نتيجة لكون الدول الفقيرة هي التي ستكون الأسوأ تأثّرا بارتفاع درجات الحرارة وتضاءل كميات الأمطار، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية الاثنين.

ونقلت أسوشيتد برس عن المدير الإقليمي لمنطقة آسيا في المنظمة شيجيرو أومي قوله إنّ الملاريا والإسهال والفيضانات تتسبب سنويا في مقتل 150 ألف شخص، نصفهم في آسيا.

وتمثل الحشرات التي تنقل الملاريا العلامة الأوضح على كون الاحتباس الحراري بدأ في التأثير على صحة الإنسان، وفق أومي الذي أضاف أنّه بات من العادة العثور على هذه الحشرات في المناطق ذات الحرارة المنخفضة مثل كوريا الجنوبية ومرتفعات بابوا غينيا الجديدة.

وأوضح في مؤتمر صحفي في مانيلا أنّ الطقس الحار يدفع تلك الحشرات إلى التكاثر بنسق أسرع منا يعني بدوره تزايد التهديد بوقوع أوبئة.

وأضاف أنّ التزايد الاستثنائي في حالات حمى الضنك، التي تنتقل بواسطة الذباب والحشرات، في آسيا، يمكن تفسيره بنقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، غير أنّه لفت إلى أنّ الجزم بذلك يحتاج إلى دراسة أكثر تعمّقا.

كما أوضح أومي أنّ ارتفاع مستوى البحار في جزر مارشال وجزر جنوب الهادئ دفعت بالكثير إلى النزوح صوب نيوزيلندا وأستراليا.

وقال إنّ الدول التي ستعاني كثيرا من الظاهرة هي الفقيرة لأنّها تعاني أصلا من سوء التغذية في مختلف شرائح مجتمعاتها.

التقلبات المناخية اثرت على مليون شخص في افريقيا

اعلنت الامم المتحدة ان حوالى مليون شخص تأثروا نتيجة التقلبات المناخية منذ بدء موسم الامطار في افريقيا الجنوبية.

وجاء في بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان "السلطات المحلية ترى ان نحو 987516 شخصا في افريقيا الجنوبية عانوا من الامطار والفيضانات والاعاصير منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي". واضاف البيان ان "جزيرة مدغشقر دفعت اغلى ثمن مع تأثر 332 الف شخص بالامطار والاعاصير والفيضانات".

وقال المكتب ان موسم الجفاف يبدأ في نيسان/ابريل حتى وان كان موسم الامطار الغزيرة قد انتهى. وقد تتسبب التقلبات المناخية بمزيد من الاضرار خصوصا في وسط موزمبيق حيث مستوى الانهار مرتفع جدا بعد هطول امطار غزيرة ليومين الاسبوع الماضي.

وقال جوا ريبيرو مدير المعهد الوطني للكوارث في موزمبيق لوكالة فرانس برس "اننا نستعد لاي طارىء وفرقنا في حالة تأهب قصوى".

وعلى حد قوله تضرر اكثر من 300 الف شخص نتيجة الفيضانات في وسط البلاد وجنوبها وهبوب الاعصار جوكوي. وتأثرت ايضا كل من انغولا وليسوتو ومالي وناميبيا وسوازيلاند وزامبيا وزيمبابوي نتيجة التقلبات المناخية.

رحلة علمية لتحديد اسباب التغير المناخي بالقطب الجنوبي

بدأ علماء رحلة الى القارة القطبية الجنوبية لمعرفة ما اذا كانت الألواح الثلجية على حافة القارة الشاسعة تذوب بشكل أسرع ومااذا كان المحيط الجنوبي يمتص كميات أقل من غاز ثاني اكسيد الكربون المتسبب في ارتفاع درجة حرارة الارض.

ويمتص المحيط القطبي الجنوبي كمية كبيرة من ثاني اكسيد الكربون الناجمة عن الصناعة ومحطات الطاقة والنقل مما يساعد في كبح التغير المناخي.

وقال ستيف رينتول من مؤسسة سي اس اي ار يو للابحاث المدعومة من الحكومة الاسترالية "توصلت بعض النتائج الحديثة إلى أن المحيط الجنوبي بات أقل فعالية في امتصاص ثاني اكسيد الكربون عن المعتاد."

وقال "اذا اصبح أقل فعالية في امتصاص (ثاني اكسيد الكربون) فإن هذا سيؤدي الى زيادة معدل التغير المناخي."وتابع "قياساتنا لكمية ثاني اكسيد الكربون المتراكمة بالمحيط ستكون اختبارا حاسما لهذه الفرضية."

ويقود رينتول فريقا دوليا من الباحثين على متن السفينة أورورو استراليس التي غادرت مدينة هوبرت في تسمانيا بجنوب البلاد. بحسب رويترز.

وسيقضي العلماء وهم من استراليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة قرابة الشهر في اجراء قياسات بالمحيط الجنوبي بين القارة القطبية الجنوبية ومدينة هوبرت لمعرفة كيف يتغير المحيط وماذا تعني هذه التغيرات للمناخ العالمي.

والمحيط الجنوبي جزء رئيسي ايضا في النظام العالمي لتيارات المحيطات التي تغير الحرارة حول الارض وتعد عاملا رئيسيا في الطقس العالمي.

وكشفت رحلات سابقة قام بها رينتول عن تغيرات بالمحيط تتمثل في ذوبان الثلوج في القارة القطبية الجنوبية بدرجة أكبر.

وتهدف الرحلات الاخيرة لاجراء اختبارات على هذه النظرية وسيجري العلماء سلسلة متنوعة من القياسات منها قياس درجة الملوحة والحرارة وكيمياء المحيط مثل تركيزات ثاني اكسيد الكربون والكلوروفلوروكربون.

علماء جيولوجيون: ذوبان ثلوج الجبال "قنبلة موقوتة"

حذر علماء من آثار ذوبان أنهار الجليد وجبال الثلج مبكرا عن موعدها المعتاد هذا العام قائلين ان ذلك قد يكون ايذانا بأن المياه اختفت بالفعل في حين يحتاج اليها ملايين البشر خلال الصيف وقت تراجع سقوط الامطار.

وقالت خبيرة المياه ووتر بويتارفي اجتماع لعلماء جيولوجيا في فيينا "انها قنبلة موقوتة."

ومن ابرز المناطق الاشد خطرا من نقص المياه اللازمة للشرب والزراعة بعض بقاع الشرق الاوسط وجنوب قارة افريقيا والولايات المتحدة والمنطقة المتوسطية.

ويعني ارتفاع درجات الحرارة العالمية ان المياه تذوب مبكرا عن أوانها وبمعدل أسرع خلال العام وقد لا تقوم الجبال فيما بعد بدورها كوسيلة مؤقتة حيوية لسد النقص.

وأوضحت الخبيرة قائلة "في بعض المناطق حيث تكون أنهار الجليد قصيرة فإنها قد تختفي خلال 30 الى 50 عاما وهكذا يتلاشى مصدر مهم جدا للمياه خاصة لشهور الصيف."

وكانت بويتار الباحثة بجامعة بريستول البريطانية تشير الى أجزاء بالمنطقة المتوسطية وهي محور بحثها ولكنها أوضحت أن هذا الخطر ينطبق أيضا على كل منطقة الالب وغيرها من مناطق الجبال بالعالم.

ويعتقد دانيال فيفيرلولي الباحث بجامعة بيرن ان 40 في المئة من المناطق الجبلية قد تتعرض للخطر خاصة أنها توفر المياه لاشخاص لا يمكنهم الحصول عليها من مصادر أخرى.

ونبه الى ان المناطق الواقعة تحت خط الاستواء وهي موطن سبعين في المئة من سكان العالم ستكون الاشد تضررا.

وفي ظل التوقعات بزيادة اعداد سكان العالم بمعدل سريع فقد لا تتوفر دائما مياه للشرب كافية ناهيك عن المياه اللازمة للمحاصيل الزراعية التي تحتاج الى سبعين في المئة من المياه الذائبة.

وقال الباحث الجيولوجي الامريكي بروس مولنيا انه يمكن في افغانستان حيث يوجد 70 في المئة من أنهار الجليد بالعالم الشعور باثار الارتفاع العالمي في درجة الحرارة في منطقة هندوكوش الجبلية. وقال "ان انهار الجليد تنكمش وتنكمش ويؤدي ذلك الى المزيد من الفيضانات.

وأوضح مولنيا أن الثلوج اختفت تماما من بعض الوديان خلال اشهر. وكانت هذه الثلوج تغطي في العادة الجبال كما جف كثير من الاحواض.

وتعذر جمع بيانات من المنطقة لتفضيل العلماء الاعتماد على صور الاقمار الصناعية عن العمل الميداني بتلك المنطقة الخاضعة لسيطرة طالبان.

دراسة تحذر: مناسيب مياه البحار ترتفع 1.5 متر بحلول 2100

حذرت دراسة جديدة نشرت نتائجها من أن ذوبان أنهار الجليد واختفاء الالواح الثلجية وزيادة درجة حرارة المياه قد ترفع مناسيب مياه البحار ما يصل الى 1.5 متر بنهاية القرن الجاري مما سيؤدي الى تشريد عشرات الملايين من الناس.

وتنبأ البحث الذي عرض على مؤتمر اتحاد علوم الارض الاوروبي بارتفاع مناسيب البحار ثلاثة أمثال ما توقعته لجنة حكومات الاتحاد الاوروبي عن التغير المناخي في العام الماضي. وحصلت لجنة المناخ بالامم المتحدة على جائزة نوبل للسلام عام 2007 مناصفة مع ال جور نائب الرئيس الامريكي السابق.

وقالت سفيتلانا يفريفا الباحثة بمرصد برودمان لعلوم المحيطات في بريطانيا " خلال الالفي عام الماضية ظلت مناسيب البحار ثابتة جدا." وقال باحثون بينهم يفريفا ان نسبة ارتفاع مناسب البحار تزيد وسترتفع ما بين 0.8 و1.5 متر بحلول القرن المقبل. بحسب رويترز.

وأوضحت للصحفيين على هامش اجتماع فيينا أن منسوب البحار ارتفع سنتيمترين في القرن الثامن عشر وستة سنتيمترات في القرن التاسع عشر و19 سنتيمترا في القرن الماضي مضيفة أنه يبدو ان "الزيادة السريعة في القرن العشرين تعود لذوبان الالواح الثلجية."

وحاول العلماء تحديد مقدار الزيادة المتوقعة لمنسوب مياه البحار حيث توقعت اللجنة الخاصة بالتغير المناخي زيادة بين 18 و59 سنتيمترا.

وقال الباحثون ان اللجنة لم تشرح ديناميكية الثلوج-- الحركة الاكثر سرعة للالواح الثلجية نتيجة المياه الذائبة التي يمكن ان تزيد من سرعة اختفائها وبالتالي تزيد مناسيب مياه البحار. ولكن ستيف نرمن الباحث بجامعة كولورادو الامريكية قال ان هذا التأثير قد ينتج نحو ثلث الزيادة المستقبلية في مناسيب البحار.

وتابع "توجد العديد من الادلة أننا سنرى قرابة متر زيادة في مناسب المياه عام 2100 وأضاف ان الزيادة لن تكون واحدة بمختلف انحاء العالم وان ثمة حاجة للمزيد من الابحاث لتحديد تأثيراتها على مناطق بعينها.

الشهر الماضي كان "أسخن" مارس/اذار على الإطلاق

ما يزال كوكب الأرض يعاني من الحمى، إذ قالت الإدارة الوطنية للأحوال الجوية والمحيطات الأمريكية، الخميس، إن شهر ماس/آذار الماضي كان الأكثر دفئا على الإطلاق من بين أشهر مارس التي عاشها كوكب الأرض.

وقال المركز الوطني لمعومات المناخ إن درجات الحرارة المرتفعة فوق معظم قارة آسيا رفعت درجة حرارة اليابسة بمعدل 4.9 درجات مئوية، إي أكثر بنحو 1.8 درجة دفئا من المعدل في القرن العشرين.

وبينما شهدت آسيا أكبر تساقط للثلوج في يناير/كانون ثاني الماضي، تسبب مارس/آذار الدافئ بذوبان الثلج وكانت انتشار الثلوج في ذلك الشهر هو الأقل تاريخيا.

أما بالنسبة لدرجة حرارة المحيط، فكانت ترتيبها 13 من حيث الأكثر دفئا تاريخيا، مع ضعف ظاهرة "لا نينا" الذي أدى إلى تبريد المحيط الهادئ حول المناطق الاستوائية.

ويشكل عام، كانت درجة الحرارة السطحية في البر والبحر كانت ثاني أعلى درجة حرارة تصل إليها الأرض منذ نحو 129 عاما، وفقا للإحصاءات الرسمية، التي أوردتها وكالة أسوشيتد برس.

وزادت درجات الحرارة خلال العقود الماضية، وزادت معها حدة القلق من تغير المناخ العالمي، التي يعتقد خبراء أنها مرتبطة بغازات المصانع ووسائل النقل التي تنبعث في الأجواء.

إلى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي إنه "من المحتمل أن يواجه ملايين الأشخاص مشاكل الفقر والأوبئة والمجاعة، نتيجة لكون الدول الفقيرة هي التي ستكون الأسوأ تأثّرا بارتفاع درجات الحرارة وتضاءل كميات الأمطار."

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المدير الإقليمي لمنطقة آسيا في المنظمة شيجيرو أومي قوله إنّ الملاريا والإسهال والفيضانات تتسبب سنويا في مقتل 150 ألف شخص، نصفهم في آسيا.

وتمثل الحشرات التي تنقل الملاريا العلامة الأوضح على كون الاحتباس الحراري بدأ في التأثير على صحة الإنسان، وفق أومي الذي أضاف أنّه بات من العادة العثور على هذه الحشرات في المناطق ذات الحرارة المنخفضة مثل كوريا الجنوبية ومرتفعات بابوا غينيا الجديدة.

وأضاف أنّ التزايد الاستثنائي في حالات حمى الضنك، التي تنتقل بواسطة الذباب والحشرات، في آسيا، يمكن تفسيره بنقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، غير أنّه لفت إلى أنّ الجزم بذلك يحتاج إلى دراسة أكثر تعمّقا.

عالم حائز على جائزة نوبل يحذر من ارتفاع حرارة الارض

اصدر العالم الحائز على جائزة نوبل والذي دق اول اجراس الانذار بشأن ثقب الاوزون تحذيرا بشأن تغير المناخ يوم السبت قائلا انه قد تكون هناك "عواقب لا يمكن تجنبها تقريبا" اذا ارتفعت حرارة الارض 2.5 درجة مئوية (4.5 فهرنهايت) فوق ما ينبغي.

وقال ماريو مولينا وهو مكسيكي تقاسم جائزة نوبل في الكيمياء في 1995 لوضعه اساس لعمل بشأن غازات الكلوروفلوروكربون وتهديدها لطبقة الاوزون الارضية.وقال "قبل ان ينفد البترول بفترة طويلة سينفد الغلاف الجوي لدينا".

وابلغ مولينا مناقشات للجنة بشأن تغير المناخ في اجتماع سنوي لبنك التنمية الامريكي في ميامي ان الكثافة المتزايدة للاعاصير من بين التغيرات المزعجة التي يربطها العلماء باتجاه ارتفاع سريع لحرارة الارض خلال السنوات الثلاثين الماضية. بحسب رويترز.

ولم يسرد مولينا تفاصيل بشأن وجود اثار معينة حتى الان من ارتفاع حرارة الارض التي تعد اقل بشكل طفيف من واحد مئوية (1.8 فهرنهايت) خلال القرن الماضي.

لكنه قال ان "نقاطا مرتفعة " سيجري الوصول اليها اذا استمرت درجات الحرارة في التزايد ومن بينها تغيرات لا يمكن السيطرة عليها على بيئة الارض.

واضاف ان فكرة الحفاظ على تغير درجات الحرارة ليس اعلى من 5.2 (درجة مئوية) هو بدقة الحد من امكانية حدوث هذه النقاط المرتفعة". وقال ان ارتفاع حرارة الارض اعلى من ذلك سيشكل "خطرا غير مقبول للمجتمع".

التغيرات المناخية سبب في 25 بالمئة من امراض العالم 

قال مدير ادارةالصحة المهنية بوزارة الصحة الدكتور احمد الشطي اليوم ان التغيرات المناخية سبب في 25 بالمئة من امراض العالم.

واضاف الشطي في تصريح صحافي بمناسبة يوم الصحة العالمي ان هذا اليوم يعد فرصة للكويت في تكثيف حملات التوعية الصحية من مخاطر المشكلات والاخطار التي تسببها التغيرات المناخية والبيئية.

واوضح ان الهدف من يوم الصحة العالمي هو تحفيز مشاركة الجماهير في الحملة العالمية الرامية الى حماية الصحة من الاثار الضارة الناجمة عن تغير المناخ مبينا ان هناك اكثر من ثلاثة ملايين شخص يتوفون سنويا بسبب التغيرات المناخية. بحسب تقرير لـ كونا.

وبين ان الكويت قد تعرضت الى اسؤا كارثة بيئية من صنع الانسان وهي حرائق أبار النفط والتي تسببت في مشكلات كبيرة على صحة المجتمع وقد وصلت اثارها الى بعض الدول المجاورة مشيرا الى ان اثارها لاتزال مستمرة على الصحة والبيئة.

وشدد الشطي على اهمية تعاون الهيئة العامة للبيئة مع وزارة الصحة ضرورة الاستعانة بخبراء واستشاريي الصحة لمساعدتهم في التصدي للاخطار والامراض التي قد تسببها اخطار الملوثات الناتجة عن المصانع ومحطات تكرير النفط القربية من المساكن.

واوضح ان التغيرات المناخية وعدم استقرارها تحصد سنويا عشرات الالاف من الارواح بسبب الفيضانات والعواصف ونوبات الجفاف اضافة الى الامراض الحساسة للمناخ مثل الاسهال والملاريا وسوء التغذية وغيرها والتي تسبب في وفاة الملايين من البشر.

وتحتفل اكثر من 180 دولة حول العالم بيوم الصحة العالمي لابراز جوانب تستدعي تضافر الجهود للمحافظة على صحة الانسان. 

تنبؤات بزيادة الفيضانات والجفاف بسبب التغيرات المناخية

قالت دراسة ان الفيضانات في المناطق المعتدلة والاستوائية والجفاف في المناطق الجافة سيزيدان في القرن الحالي بسبب التغيرات المناخية.

وقالت الدراسة التي أعدتها اللجنة الحكومية للتغير المناخي التي تقاسمت جائزة نوبل للسلام مع نائب الرئيس الامريكي السابق ال جور العام الماضي ان التغيرات في امدادات المياه العذبة سيكون لها أثر هائل على البشر وعلى البيئة.

وأضاف التقرير الذي نشر في الاجتماع السنوي للجنة الحكومية للتغير المناخي في بودابست قوله ان معدل تساقط الأمطار سيزيد بشدة فوق معظم المناطق في القرن الحادي والعشرين بما يحمله هذا من عواقب لمخاطر فيضانات ناتجة عن الأمطار.وقال التقرير "في الوقت نفسه فان من المتوقع ان تزيد نسبة سطح الارض المعرضة لجفاف شديد."بحسب رويترز.

وصدر التقرير في وقت ترتفع فيه بشدة أسعار السلع الغذائية الرئيسية مثل الارز والقمح بسبب زيادة الطلب من آسيا وانخفاض الانتاج بسبب الأحوال الجوية السيئة.

ففي الفلبين على سبيل المثال يعد الارز سلعة رئيسية لنحو 83 في المئة من السكان وتضاعفت وارداته في السنوات العشر الماضية وفقا لتقرير من بنك كريدي سويس الاستثماري.

وقال البنك ان ذلك سيكلف الحكومة 1.3 مليار دولار في 2008 في شكل دعم لتغطية الفارق بين أسعار السوق العالمي والسعر الذي يباع به الارز محليا.

وقال يفو دي بوير رئيس أمانة الامم المتحدة للتغير المناخي للصحفيين في بودابست ان الوضع يتكرر في دول نامية عديدة وسيزداد سوءا على الأرجح بسبب التغير المناخي.

واضاف انه اذا لم يتخذ إجراء لتقليل آثار التغير المناخي فان 250 مليون شخص في افريقيا قد يعانون "ضائقة مائية" بمعنى انهم سيفتقرون السبيل للحصول على مياه كافية للشرب والزراعة بحلول 2020.

اختفاء الضفادع..والاحتباس الحراري في قفص الاتهام 

في الوقت الراهن ينخرط بعض علماء الأحياء، في غربلة العديد من الأدلة، التي تشير إلى جناة يرى هؤلاء العلماء أنهم مسؤولون عن الاختفاء الواسع النطاق لنوع من الضفادع يطلق عليه اسم "الضفادع المرقطة".

وهذا النوع البرمائي من الضفادع(اسمه العلميGenus Atelopus) كان يتقافز ذات يوم بأعداد كبيرة على شواطئ القنوات والمصارف ومجاري الأنهار، وعلى المنحدرات المشبعة بالماء الممتدة من جبال الأنديز وحتى كوستاريكا ثم بدأ في الاختفاء تدريجياً وعلى نطاق واسع. وبعد مرور عشرين عاماً كاملة على ذلك الاختفاء، عاد نشطاء جماعات المحافظة على البيئة، كي يصنفوا هذا النوع الذي لا يمكن رؤيته حالياً سوى في حدائق الحيوان ، باعتباره من الأنواع المعرضة لخطر الانقراض.

ففي عام 2006، بدا أن إحدى فرق البحث قد حققت انتصاراً على الباقين، وذلك عندما حددت الاحتباس الحراري باعتباره "العامل الرئيسي" المسؤول عن العديد من حالات الانقراض، التي وقعت في الطبيعة، وذلك في ورقة تم نشرها في مجلة Nature العلمية المعروفة والتي كثيراً ما يتم الاستشهاد بها عند التطرق إلى هذا الموضوع. وقال العلماء الذين نشروا تلك الورقة في حينها إنهم عثروا على حلقة تربط بوضوح ما بين السنوات التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل غير معهود، وبين اختفاء الضفادع المرقطة التي تعيش في المنحدرات الجبلية المشبعة بالماء.

كان السبب المباشر في اختفاء تلك الضفادع، كما يقول الباحثون، هو نوع من الفطر يطلق عليه Chytrid كان يهاجم ذلك النوع من الضفادع البرمائية في العديد من البقاع، ويتكاثر بشكل كثيف في بعض الأحوال المناخية مثل الحرارة المرتفعة بشكل غير عادي، والمصحوبة بارتفاع كبير في نسبة الرطوبة.

وقد أدلى الدكتور"جيه آلان باوندز" قائد الفريق الذي أعد الورقة المشار إليها والذي يعمل في محمية "مونتيفردي كلاود فوريست" في كوستاريكا، بتصريح يتعلق بهذه المسألة قال فيه:"نحن متأكدون من أن الموجة الأخيرة من موجات نفوق الضفادع المرتبطة بانتشار هذا النوع من الفطر القاتل، ترتبط بظاهرة الاحتباس الحراري في الأساس"، وأشار "باوندز" إلى أنه قد قام هو وفريقه بتضمين"نتيجة تلك الدراسة في تقارير صدرت العام الماضي من قبل ما يعرف بـ "اللجنة الحكومية للتغير المناخي".

ولكن باحثين آخرين شككوا في وجود مثل هذه الصلة بين الاحتباس الحراري ونفوق تلك الضفادع، ونشروا ردين قصيرين في العام الماضي بمجلة Nature شككوا خلالهما في الأسس التي قامت عليها ورقة 2006. وقد رد الدكتور "باوندز" في حينه على ما قاله هؤلاء الباحثون بتأكيد مؤداه أنه وهو وفريقه، يرون أن التحليلات الجديدة التي أجراها الباحثون الآخرون تؤكد في الحقيقة الخلاصة التي توصلوا إليها، وهي أن "ظاهرة الاحتباس الحراري تساهم في الكارثة التي تعاني منها الضفادع المرقطة"، وأن كل ما في الأمر هو أن ذلك الفريق قد تجنب استخدام عبارة "العامل الرئيسي"، الذي استخدمها هو وفريقه في ورقة 2006 للإشارة إلى الاحتباس الحراري. بحسب تقرير لـ جريدة الاتحاد.

لكن حملة التشكيك لم تقتصر على ما قاله هؤلاء الباحثون. ففي العدد الصادر في الخامس والعشرين من مارس الماضي من مجلةPLoS Biology ذهب فريق آخر من الباحثين إلى القول بأن نفوق الضفادع وغيرها من الكائنات البرمائية، يعكس مدى انتشار وتغلغل فطر Chytrid، وشككوا في كافة التحليلات التي تربط بين نفوق هذه الضفادع وظاهرة الاحتباس الحراري. ومن خلال مقابلة شخصية وعبر رسائل إليكترونية متبادلة، تجادل الدكتور "باوندز" مع المؤلفة الرئيسية للورقة الجديدة، وهي "كارين آر ليبس" الأستاذة بجامعة "ساوثرن ألينوي" الأميركية حيث قام كل منهما بتفنيد رأي الآخر، والتشكيك في صحة التحليل الذي استند إليه للتوصل إلى ما خلص إليه من نتائج. أما العلماء المحايدون، أي الذين أجروا أبحاثاً عن ظاهرة نفوق الضفادع البرمائية، ولكنهم لا ينتمون إلى أي من الفريقين، فقد قالوا إن الفريقين لا يمتلكان من الأدلة ما يكفي لإثبات صحة وجهة نظرهما، وحذروا من إمكانية أن تؤدي مثل تلك المنازعات بشأن المسائل العلمية، إلى صرف النظر عن مسائل أهم.

ويعلق الدكتور "ديفيد بيه. ويك" عالم الإحياء في جامعة كاليفورنيا -بيركلي على ذلك الموضوع قائلاً: "إن مصدر هذا النوع من الفطر القاتل، والطريقة التي يقتل بها تلك الكائنات البرمائية لا يزالان غير معروفين، وهناك أسرار كثيرة تتعلق بالأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذا الفطر في أوقات وأماكن معينة دون غيرها".

ولكن الدكتور "ويك" كان حريصاً على ألا يبخس الدكتور "باوند" والدكتورة "ليبس" حقهما، وألا يقلل من شأن ما يقوما به... بيد أنه حذر مع ذلك من أن يتحول الاختلاف بينهما إلى مباراة في السباب،خوفاً من أن يصرف ذلك الأوساط العلمية عن حقيقة أننا لا زلنا في حاجة إلى معرفة الكثير عن الأسباب الحقيقية لاختفاء تلك الكائنات البرمائية".

منظمة الصحة العالمية تتصدى في عامها الستين للاحتباس الحراري

قررت منظمة الصحة العالمية التي احتفلت بمرور ستين عاما على تأسيسها التصدي لتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري التي بدأت تنعكس على صحة البشر.

ففي السابع من نيسان/ابريل 1948 دخل تأسيس منظمة الصحة العالمية الذي تبنته الامم المتحدة بعد سنتين من ذلك حيز التنفيذ مع 48 دولة مؤسسة مجتمعة في جنيف.

وكانت المنظمة الحديثة العهد تهدف قبل اي شيء اخر في تلك الاونة الى محاربة الامراض المعدية الكبرى التي كانت تضرب الكوكب لدى خروجه من الحرب العالمية الثانية.

وبعد ستين عاما توسعت مهمة المنظمة التي باتت تعد 193 دولة عضو لتشمل اوبئة وآفات مختلفة مثل التدخين او حوادث الطرق كما اضطرت لمواجهة تحدي الايدز والالتهاب الرئوي الحاد (سارس) وانفلونزا الطيور.

لكن التغير المناخي هو الذي بات يقلق اكثر فاكثر المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الصينية مارغرت شان التي جعلت منه هذا العام موضوع اليوم العالمي للصحة في السابع من نيسان/ابريل على امل تعبئة الرأي العام في العالم.

وقد نبهت المنظمة في 2005 الى ان ارتفاع حرارة الكوكب يسهم بالتسبب في 150 الف وفاة وخمسة ملايين حالة مرضية كل سنة.

وارتفاع الحرارة تتسبب بالوفاة اثناء موجات الحر الشديد او لدى احداثها كوارث مثل الفيضانات والاعاصير او الجفاف.

وهذه الظواهر تؤدي الى تدهور في نوعية المياه مما يشجع على ظهور امراض متعلقة بالاسهال. كذلك فان تزايد الامطار ودرجة الحرارة له تأثير على انتشار امراض استوائية مثل حمى الضنك او الملاريا اللتين تنقلان بواسطة البعوض.

واشار تقرير نشر في تشرين الاول/اكتوبر اثناء المؤتمر السنوي لاطباء الاطفال الاميركيين الى تعرض الاطفال بشكل خاص للربو وامراض تنفسية.وكل بلدان العالم معرضة لذلك.

وهكذا فان الاصابات بفيروس النيل الغربي ازدادت بشكل ملفت في الولايات المتحدة وكندا منذ 1999 لان المناخ الاكثر سخونة يسمح للبعوض الناقل للاصابة بالتكاثر.لكن الشعوب الاكثر فقرا هي الاكثر ضعفا ايضا.

وقال الدكتور جون جوليارد غون مسؤول منظمة الصحة العالمية في الفيليبين الثلاثاء انه يتوقع ان تهدد حمى الضنك ملايين الاشخاص في هذا البلد خلال العقود الاتية.

تغيّر المناخ له آثار سلبية على الصحة

حذّر مسؤول صحة رفيع في الحكومة الأمريكية من الوقع السلبي والخطير الذي يتوقع أن يسببه تغيّر المناخ على الصحة في غضون العقود القليلة المقبلة، حيث ستكون مناطق محددة من البلاد، كما سيكون المسنون والأطفال الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية متنامية.

وفي جلسة استماع أمام لجنة في مجلس النواب الأمريكي، قدم هاوارد فرامكين-المسؤول الرفيع في مركز الصحة البيئية التابع للمركز الفيدرالي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها- ملخصاً عن الوقع المحتمل لتغير المناخ على الصحة، غير أنه امتنع عن إبداء رأيه حول ما إذا كان يجب تنظيم مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون -أحد مسببات الانبعاث الحراري المسؤول عن ظاهرة الاحتباس الحراري- بسبب خطره على الصحة العامة.

وتفادياً للانجرار إلى الجدل الدائر حول ضرورة تنظيم مستوى انبعاث الغازات الضارة، أكد المسؤول أن المركز الفيدرالي للسيطرة على الأمراض ليس لديه موقف من القرارات التنظيمية الصادرة عن وكالة حماية البيئة، وما إذا كان عليها تنظيم مستوى نفث غاز ثاني أكسيد الكربون بموجب القانون الاتحادي لهواء نظيف.

وكانت المحكمة العليا الأمريكية قد أعلنت العام الفائت، غاز ثاني أكسيد الكربون ملوثاً بموجب القانون الاتحادي لنوعية الهواء، وطلبت من وكالة حماية البيئة الاتحادية تحديد ما إذا كان هناك صلات بين هذا الغاز ومخاطر تغير المناخ على الصحة العامة. وفي حال تبين وجود رابط، قالت المحكمة إنه عندها يجب تنظيم مستوى نفث غاز ثاني أكسيد الكربون. بحسب رويترز.

إلا أن رد الوكالة لتوجيهات المحكمة كان بطيئاً، مبررة ذلك بأنه عليها مراجعة الوقع الأشمل للانبعاثات الناتجة أكان من عوادم السيارات أو المصانع ومنشآت الطاقة وحتى المدارس.

بينما رد المسؤول فرامكين مختاراً كلماته بدقة عندما استجوبته النائبة الديمقراطية عن كاليفورنيا هيلدا سوليس، قائلاً "بالنسبة للعلم، فإن هناك برهاناً قوياً بأن ثاني أكسيد الكربون هو انبعاث حراري، كما أن هناك برهاناً قوياً أن تغيّر المناخ يؤثر في صحة العامة في عدة طرق."

وحدد فرامكين مجموعة من الأمراض الرئيسية المحتملة كنتيجة لتغير المناخ، منها احتمال حدوث موجات حر متزايدة والتي تشكل تهديداً خاصاً للمسنين والفقراء، وقوع الكثير من موجات المناخ القاسي ما يهدد بحدوث جفاف في بعض المناطق وفيضان في أخرى، تزايد في تلوّث المحاصيل بالأمراض، وانتشار لحمى الملاريا والضنك وغيرها، نتيجة لتغييرات في نمط المواسم.

وأوضح فرامكين الأربعاء "على مدى العقود القليلة المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية، فمن المحتمل أن يكون لتغير المناخ وقع خطير على الصحة" مصراً على أن وكالته تعتبر قضية تغيّر المناخ مسألة مقلقة على الصحة العامة.

يُذكر أن شهادة فرامكين ركزت  في شكل مفصل على التفاصيل وبشكل مباشر على الأعراض الصحية السلبية المحتملة على الصحة، أكثر من شهادة مديرة الوكالة ذاتها جولي غيربيردينغ في أكتوبر/تشرين الأول الفائت أمام لجنة أخرى في مجلس الشيوخ الأمريكي.

ذوبان الجليد يتسبب في إفراغ بحيرة في شيلي

حذّر خبير، من أن ذوبان الجليد في المناطق النائية في جنوب شيلي، تسبب بامتلاء بحيرة متجمدة بالسيول، وبالتالي فيضانها بشكل أشبه بتسونامي في مجاري نهر متصل.

وقال الخبير إن من حسن الحظ أن الفيضان الناتج عن ذوبان الجليد والبحيرة المتجمدة في آن، لم يتسبب في وقوع ضحايا.

وأوضح الخبير جينو كاساسا أن ذوبان منطقة "كولونيا" الجليدية- الذي نحى في وقوعه على ارتفاع حرارة الأرض- ملأ بحيرة "كاشيت" وزاد من الضغط على الطبقة الجليدية فيها.

ونشأ عن عملية الذوبان، تشكل نفق يمتد على مسافة خمسة أميال في قلب البحيرة التي فاضت مياهها إلى نهر "بيكر". وأوضح الخبير أن من حسن الحظ أن كمية السيول الهائلة جرت عكس تيار النهر.

وقال في اتصال هاتفي مع وكالة أسوشيتد برس من مركز الدراسات العلمية في مدينة "فالديفيا" جنوب شيلي: "كان تسونامي نهري حقيقي."

وأضاف أنه بحلول يوم الأربعاء امتلأ النهر مجدداً، لافتاً إلى أن الحرارة المرتفعة كانت على غير المعتاد خلال آخر موسم صيف في جنوب نصف الكرة الأرضية.

وأعلن "إنها ظاهرة تحدث دورياً خلال موسم الصيف، سببها ذوبان كميات ضخمة من الجليد تنتهي في البحيرات التي يرتفع منسوبها إلى مستويات مقلقة." وقال "السبب الرئيسي هو الاحتباس الحراري حول العالم."

الجدير بالذكر أن مياه بحيرة "تيمبانو" في منتزه "برناردو أوهيغينز" في شيلي، تبخرت بشكل فجائي العام الفائت، ومنذ ذلك الحين استعادت بعضاً من منسوبها السابق.

بنجلادش تعيش كابوسا بسبب التغيرات المناخية

اجبر عبد المجيد على التنقل 22 مرة في عدد مساو من السنوات جراء الفيضانات السنوية التي تجتاح بنجلادش.

هناك ملايين أمثال عبد المجيد (65 عاما) في بنجلادش. وفي المستقبل ربما يزداد عددهم ملايين اخرى اذا ما صدقت تنبؤات العلماء وارتفع منسوب مياه البحار وتعرضت البلاد لموجات جفاف واعاصير أكثر ضراوة.

وقال ميزان الرحمن الباحث بالمعهد الدولي للتنمية البيئية في لندن "تواجه بنجلادش بالفعل عواقب ارتفاع منسوب مياه البحر بما في ذلك الملوحة والارتفاع غير العادي لموجات المد والجزر."وأضاف "سيفقد الملايين أرضهم ومنازلهم في المستقبل. سيكون بقاؤهم مهددا."

ويقول خبراء ان المياه قد تغمر ثلث سواحل بنجلادش اذا ارتفع منسوب البحر مترا واحدا في السنوات الخمسين المقبلة مما سيؤدي لتشريد 20 مليون مواطن اضافي سيضطرون لترك منازلهم ومزارعهم. ويوازي هذا الرقم تعداد سكان استراليا تقريبا.

ويقول خبراء ان المياه المالحة ستتسرب إلى عمق أكبر داخل البلاد لتفسد امدادات المياه والمحاصيل كما ستضر بالماشية. بحسب رويترز.

ويقدر مسؤولون حكوميون ومنظمات غير حكومية ان الفيضانات والاعاصير السنوية تهدد بالفعل نحو عشرة ملايين شخص وتلحق اضرارا بالانهار والجزر الساحلية.

ولم يتضح كيف ستطعم الحكومة الاعداد الكبيرة من المواطنين الذين تشردهم التغيرات المناخية أو كيف ستوفر لهم المأوي أو مياه نظيفة كافية في بلد يقطنه 140 مليون نسمة يتكدسون في مساحة 142080 كيلومتر مربع.

وقال محمد أمين الإسلام رئيس إدارة العلاقات الاقتصادية في الحكومة لرويترز "نتخذ خطوات لمواجهة خطر التغيرات المناخية. تحتاج بنجلادش اربعة مليارات دولار لبناء السدود ومناطق ايواء ومنشات بنية تحتية اخرى خلال 15 سنة مقبلة لتقليص الخطر."

وتابع "انها تحديات ضخمة والزمن وحده سيقرر مدى فعالية معالجتنا لها بما في ذلك ايجاد مأوى لملايين المشردين."

وفي مؤشر لما سيكون عليه الوضع في المستقبل تعرضت بنجلادش لفيضانين عنيفين واعصار العام الماضي اسفروا عن سقوط حوالي 4500 قتيل وشردوا ما لا يقل عن مليوني شخص ودمروا 1.8 مليون طن من الارز وهو من الاطعمة الرئيسية في البلاد.

وبدون تهديد اضافي لارتفاع درجات حرارة الارض تعيش البلاد بالفعل تحت ضغط زيادة تعداد السكان وتناقص الاراضي الزراعية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21 نيسان/2008 - 14/ربيع الثاني/1429