داء السكري خطر عالمي في تزايد مستمر

شبكة النبأ: بدون إجراءات فعالة، يُحتمل أن يتسبب داء السكري المزمن بوفيات في عام 2015 أكثر مما فعل عام 2006 بنسبة خمسين بالمئة، و80 بالمئة أكثر في الدول النامية والفقيرة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

إن داء السكري، الذي تقدر منظمة الصحة العالمية أنه يسبب 5 بالمئة من جميع الوفيات على صعيد العالم كل عام، يصيب 246 مليون شخص كل عام. ومن المحتمل أن يصيب 380 مليون شخص بحلول عام 2025، حسبما يقول الاتحاد الدولي لداء السكري، وهو تحالف عبر العالم من جمعيات السكري في أكثر من 160 دولة.

وفي الولايات المتحدة يوجد 20.8 مليون شخص مصابين بداء السكري، 6.2 منهم لم يجر تشخيصهم بعد. وقد انضمت الولايات المتحدة عام 2007 إلى الهند، والصين، وروسيا، والمانيا كإحدى الدول التي لديها أكبر عدد من المصابين بالسكري.

ويتميز السكري بارتفاع مستويات غلوكوز الدم نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين أو استعماله بصورة صحيحة. والإنسولين هو هورمون يساعد على تحويل السكر إلى طاقة.

ويشخص النوع الأول من داء السكري عادة في الأطفال أو صغار المراهقين. وأجسام الأشخاص المصابين بالنوع الأول لا تستطيع إنتاج الإنسولين وبالتالي يجب أن يعالج وضعهم بإنسولين يحقن في أجسامهم أو بمضخة تثبت في الجسم.

أما النوع الثاني من السكري فيشكل من 90 إلى 95 بالمئة من جميع حالات السكري التي يجري تشخيصها وهو في الغالب يصيب الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 40 عاما. ويمكن أن يعالج النوع الثاني، الذي يقع عندما يعجز الجسم عن إنتاج كميات كافية من الإنسولين، عن طريق الحمية، أو التمارين الرياضية، أو، إذا لزم الأمر أدوية تؤخذ من الفم. بحسب موقع يو اس انفو.

ومع الوقت، يمكن للسكري أن يؤذي الأعضاء الداخلية للجسم ويؤدي إلى مضاعفات – مرض قلب، جلطة دماغية، ضغط دم مرتفع، فقدان البصر، تعطل عمل الكلية، بتر أعضاء، تلف أنظمة عصبية، تعطل النشاط الجنسي، ووفاة بسبب الانفلونزا أو الالتهاب الرئوي. هذه المضاعفات تساهم في ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية إلى مستويات عالية.

ففي الولايات المتحدة، بلغ مجموع تكاليف معالجة السكري ومضاعفاته عام 2007، 174 مليون دولار، وفقا لجمعية السكري الأميركية. وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن الصين سوف تفقد 558 بليون دولار من دخلها القومي خلال الفترة من 2006 إلى 2015 نتيجة أمراض القلب، والجلطات الدماغية والسكري.

المعالجة والوقاية

وعلى الرغم من الإحصاءات، يعتقد كثير من الأطباء بأن المعلومات الجيدة والرعاية الصحيحة يمكنهما أن يتيحا لأشخاص مصابين بالسكري  أو معرضين لخطر الإصابة بالسكري، أن يعيشوا حياة طويلة وصحية. كذلك توحي الأبحاث بان، السكري، شأنه شأن كثير من الأمراض المزمنة، يمكن الوقاية منه.

إن مشروعا دوليا للأبحاث حول المحددات البيئية للسكري في الصغار(دراسة تيدي)، يركز على النوع رقم واحد من السكري. ويهدف المشروع إلى تعريف العوامل البيئية التي تطلق النوع رقم واحد من السكري. وهذه الدراسة تتناول ست مجموعات  من الباحثين في الولايات المتحدة، المانيا، السويد، وفنلندا يدرسون أطفالا معرضين للإصابة بالسكري بنسبة أعلى من المعدل.

ووفقا لموقع تيدي على الشبكة العنكبوتية فإن "معرفة هذه الأحداث وكيف تتفاعل مع بعضها البعض ستؤدي إلى فهم أفضل للكيفية التي يتطور بها السكري رقم واحد وكيف يمكن منع المرض أو إبطاؤه أو عكسه."

وفحصت دراسة أجراها فريق من الباحثين الأميركيين والفنلنديين وفريقان آخران عام 2007 الصلة بين الجينات والسكري. ووجدت الدراسة أربعة أنواع جينية جديدة مختلفة على الأقل متصلة بزيادة خطر السكري وأكدت وجود ستة أنواع أخرى مختلفة.

وقال الدكتور الياس زرهوني، مدير المعاهد الوطنية الأميركية للصحة "إن هذا الإنجاز  يمثل معلما رئيسيا في معركتنا ضد السكري. وهو سيسرع الجهود لفهم مخاطر العوامل الجينية بالنسبة إلى هذا المرض، فضلا عن استكشاف الكيفية التي تتفاعل بها العوامل الجينية مع بعضها البعض ومع عوامل أسلوب حياة المرضى."

وفي مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها، تهدف دراسة عمرها خمس سنوات بعنوان "البحث عن المرض في الشبيبة" إلى فحص السكري في الأطفال والمراهقين الأميركيين.

وقالت الدكتورة غيوسبينا  إمبيراتوري، في شعبة ترجمة السكري في مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها ، إن الدراسة المستمرة التي تشترك في تمويلها المعاهد الوطنية للصحة، تركز على الأطفال المصابين بجميع أنواع السكري.

وقالت إن الأهداف الرئيسية للدراسة تشمل ما يلي:

- تطوير تصنيف متماثل لأنواع السكري التي يصاب بها الأطفال.

- تقدير عدد الحالات الجديدة والحالية من حيث النوع، والعمر، والجنس، والعرق أو الأصل الإثني.

- تعريف الخصائص السريرية لمختلف أنواع السكري وكيف تطورت.

- وصف مضاعفات السكري في صغار السن.

- وصف نوعية حياة الأطفال والمراهقين المصابين بالسكري.

وتعالج البرامج التي تستهدف النوع رقم 2 من السكري الوقاية والإدارة. وتستشهد جوان تشمبرلين، من مكتب الاتصالات والارتباط العام في المعهد الوطني لأمراض السكري، والهضم والكلى، بالبرنامج الوطني لتعليم السكري، خطوات صغيرة، جوائز كبيرة. ومنع السكري نوع 2، هو حملة وطنية لمنع السكري يهدف "للوصول إلى أشخاص معرضين للإصابة بالسكري لإعلامهم بأن النوع 2رقم  من السكري يمكن منعه بمضاعفة النشاط الجسدي وتخفيض السعرات الحرارية.

وقد نشأت الحملة عن برنامج دراسة لمنع الإصابة بالسكري أظهرت أن الأشخاص المعرضين لخطر متزايد بالإصابة بالسكري نوع 2 يمكنهم منع أو تأخير الإصابة  بتخفيض وزنهم بنسبة 5 إلى 7 بالمئة عن طريق زيادة التمارين الرياضية وتغيير أنماط الغذاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 16 نيسان/2008 - 9/ربيع الثاني/1429