
شبكة النبأ: كما هو حال المحللين، ينقسم البرلمانيين في العراق
بآرائهم حول دور ايران في ما يحدث من انتكاسات أمنية خلال الفترة
الماضية، ولكن بعضهم اتفق على النقطة الجوهرية في تقرير باتريوس الاخير
الذي ألقاه امام الكونغرس الامريكي، فمنهم من اعتبره احتلالاً مبطّناً،
واخرون قالوا انه تدخل سافر، في حين اعتبره البعض الاخر ثانويا قياسا
الى عدد الانتحاريين الذين يدخلون العراق من الدول العربية وما يتسببون
به من قتل المدنيين الابرياء كل يوم. بينما اعتبر بعض المحللين في ان
ايران لا تبقى بموقف المتفرج طالما انها تدرك ان امريكا تعد العدّة
لمحاصرتها او الانقضاض عليها او الاستمرار بالسياسة المناهضة لها.
النائب عزت الشابندر من القائمة العراقية يؤيد ما جاء في التقرير
حول الوجود الإيراني وقال " التدخل الايراني موجود في العراق ونحن ندرك
ذلك قبل ان يصرح به بترايوس " واضاف الشابندر بأن العراق " محتل من
دولتين ،الولايات المتحدة الامريكية وايران " ويرى أن الاعتراف
الأمريكي بالوجود الإيراني "جاء متاخرا" وما بينه تقرير باتريوس حسب
الشابندر " إعلان أمريكي بالهزيمة أمام إيران " مفسرا قوله بقبولها
الجلوس على طاولة المفاوضات مع " المحتل الثاني".
والمشكلة الأساسية كما يراها الشابندر "ان السيطرة الايرانية تمت
على مرأى ومسمع القوات الامريكية." وينتمي الشابندر الى الكتلة (العراقية)
التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، وتضم حاليا 19 مقعدا في
البرلمان بعد انسحاب 6 نواب منها.
وحول مقولة تقرير باتريوس بان التقدم الأمني لا يوازيه تقدم سياسي
يرى الشابندر بأن التقدم الأمني " منكفئ " وإذا كان هناك تقدم فهو كما
يصفه الشابندر "وقف لإطلاق النار وليس انتهاء للعنف وليس انتصارا
حكوميا على الجماعات المسلحة " ويتفق الشابندر بأن العملية السياسية
مأزومة "هناك ازمة حكم حقيقية، وهناك تراجع كبير" ويتمثل هذا كما يقول
الشابندر في "العجز عن مصالحة الغير ووجود اقتتال داخل البيت الواحد."
و ينعكس هذا "على الوضع الأمني والاقتصادي."
ويرى النائب ضافر العاني بأن شهادة باتريوس تقدم صورة " قريبة من
الواقع بالنسبة للمازق الذي تعاني منه الادارة الامريكية في العراق." و
هو "مازق للعراقيين أيضا."وينتمي العاني لجبهة التوافق التي يقودها
عدنان الدليمي وتملك 44 مقعدا في البرلمان.
أما بصدد التدخل الإيرني فيراه العاني "واضحا وجليا" وبين لـوكالة
أصوات العراق بأن "ايران تبذل جهودا لتقويض مهمة الحكومة في استتباب
الامن ."
ويتفق العاني مع الشابند بأن الاعتراف الأمريكي "جاء متاخرا اربع
سنوات" ويرى بأن أمريكا تحصد ثمن سياستها في العراق وحددها بأنها "اضعفت
العراق الى حد كبير ، وتركت فيه فراغا امنيا وعسكريا سهل لايران
التغلغل في العراق ." وأضاف بأن ما أضعف العراق هو "رفض امريكا لأي جهد
عربي جدي للانفتاح على العراق والتعاون معه."
و يؤيد العاني وصف باتريوس للمكاسب الامنية بأنها " هشة " ويضيف "
للغاية " مفسرا قوله بان لولايات المتحدة والحكومة العراقية لم تنجحا
في "بناء اجهزة امنية قادرة على مسك الارض ،ولم تقوما بتطهير الأجهزة
الامنية من المليشيات ، وانما ضخت اليها مليشيات اخرى." كما يبين
بانهما ، أي الولايات المتحدة والحكومة العراقية ،لم تبذلا جهدا جديا "لحرفية
الجيش العراقي وتسليحه بحيث يستطيع ان يواجه المجموعات المسلحة."
ويرى العاني بأن كل هذه العوامل،فضلا عن "فشل" الحكومة في الجوانب
الاقتصادية وغيرها،تجعل من السلام والأمن "هشا للغاية وقابلا لتقويض في
لحظة."
وينتهي العاني بالقول بأن المأزق الذي وصفه باتريوس ممكن تجاوزه "اذا
قدمت الولايات المتحدة حوافز للقوى السياسية لتحقيق تقارب واصلاح سياسي
واعادة بناء الحكومة على اساس عادل ومتوازن."
بينما يرى النائب حيدر العبادي تناقضا في التقرير " يعكس رؤيا
واقعية وغير واقعية. ويفسر ذلك بوجهة المتلقي ، كون التقرير "يعكس
واقعا عراقيا من برؤية امريكية ولجمهور ولمستمع امريكي، وفي سنة
انتخابات أمريكية." ويرى العبادي، وهو عضو في الائتلاف الموحد الذي
يحتل 83 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 275، بان التقرير يعكس
السجالات التي تسبق الانتخابات ، وعدم واقعية التقرير حسب العبادي تكمن
في "تعتيم دور الحكومة العراقية والجهد الواقعي العراقي." ويختلف
العبادي مع التقرير مقدما رؤية عراقية يعتبرها أكثر واقعية من ناحية
بقاء القوات الامريكية على الارض " الرؤية العراقية لا ترى ان على
الوجود العسكري الأمريكي أن يستمر في البقاء لسنوات، وتطمح الى إنهاء
وجودها على الاراضي العراقية باسرع وقت ممكن ومع تاهيل المؤسسات
والقوات العراقية الامنية."
ولا يتفق العبادي مع بقية البرلمانيين حول التركيز على خطورة الدور
الإيراني ويراه "ثانويا" إذا ما قيس ببعض ما تقوم به دول الجوار ويضرب
مثلا بالانتحاريين الذين يتدفقون من سوريا والسعودية وبفتاوى علماء
سعوديين يحرضون على القتل والعنف ويقول "هناك اكثر من دولة تحاول زعزعة
الامن في العراق لوجود مصالح متضاربة مع المصلحة العراقية."ويؤيد
العبادي بأن "كثير من لاسلحة تدخل الى العراق عن طريق ايران " كجزء من
تدخل دول الجوار رغم المحاولات العراقية لـ"بناء علاقات جيدة مع دول
الجوار."
رئيس جبهة الحوار ( 11مقعدا في البرلمان ) صالح المطلك اعتبر
التقرير "بيانا للموقف المحرج للادارة الامريكية." ويتفق مع ما جاء في
التقرير مبينا بأن لإيران "حضور قوي في العراق وتعمل على تقويض مهمة
الحكومة في فرض الامن" وأضاف بأن "ايران اليوم اقوى من امريكا في
العراق." مبينا بأن "الولايات المتحدة تسيطر على الشارع ، ولكن إيران
تسيطر على إدارة الدولة في العراق."
واتفق المطلك بان هناك تقدم "امني نسبي ولكنه تقدم هش ممكن ان ينهار
في أية لحظة." كما اتفق على ان "التقدم السياسي في العراق لا يوازي
التقدم النسبي في الامن." وتوقع بانه "طالما ان هناك جهات تسيطر على
السلطة وبهذا الشكل لن يحصل اي تقدم سياسي في العراق."
النائب فرياد راواندوزي يرى إن التقرير من الناحية العسكرية يقدم
رؤيا "واقعية" خاصة عند التقدير بانه "لا يمكن سحب القوات الامريكية من
العراق والتي كان متوقعا سحبها في تموز المقبل للحاجة لاستتباب الامن
الداخل ومواجهة ايران."كما اورد باتريوس في شهاته .
كما اتفق راوندوزي (من التحالف الكردستاني-55 مقعدا في البرلمان )
مع تقدير السفير الأمريكي كروكر بوصفه للتقدم السياسي بانه "بطيء"
واتفق مع الراي الذي يرى ان التقرير يتكلم من وجهة نظر "امريكية بحتة."
مستبعدا النظر اليه من وجهة نظر عراقية .
واتفق راوندوزي على أن التدخل في الشأن العراقي ليس مقصورا على
إيران " انا اقول ان معظم الدول الاقليمية تتدخل في العراق والشان
العراق." ولكن التدخل يختلف بمستوياته من دولة الى اخرى." ويعتقد
راودوزي بأن المباحثات التي جرت بين الولايات المتحدة وإيرن والعراق "
تدل على ان هناك تدخل ايراني وتقاطع بين ألمصالح الامريكية والايرانية
في العرق."
شهادة بتريوس-كروكر في عيون محللين عراقيين
واعتبر محللان سياسيان عراقيان ان التقرير الذي قدمه بترايوس- كروكر
جزءا من برنامج المنافسة بين الاجنحة المتنافسة على الرئاسة بينما عده
محلل آخر ينصب في خدمة الحكومة العراقية مقدمين جميعهم وجهات نظر
متباينة بخصوص "الدور الايراني" الذي تحدث عنه التقرير بين من ارجعه
الى رد فعل ايراني طبيعي ازاء العداء الامريكي وبين من جعله نتاجا لضعف
اللاعب العراقي.
ويعتقد د. يحيى الكبيسي وهو باحث واكاديمي ان التقرير الذي قدمه
كروكر وبترايوس هو "جزء من الاستراتيجية الامريكية في ظل التقاطع الحاد
بين الديمقراطيين والجمهوريين امام لحظة مهمة هي التهيئة للانتخابات
وبالتالي يجب موضعة الشهادة ضمن هذا السياق".
ولم ينكر الكبيسي وجود دور ايراني حقيقي في العراق منذ سقوط نظام
صدام حسين في 2003 "لاسباب وظروف موضوعية كثيرة لا يمكن تبسيطها ولكن
عمليا هناك محاولة حقيقية وجدية لفرض صيغة معينة على الحكومة العراقية".
لكن الباحث لا يتفق في ما ذهب اليه كروكر من ان الدور الايراني في
العراق "يقويض جهود الحكومة العراقية" واعتبر ان هذا القوال "مخل
بالمعنى وتبسيطي".
فبالرغم من ان الايرانيين "لهم علاقات وثيقة مع النخب السياسية
المهيمنة على الحكومة العراقية مثل المجلس الاعلى والى حد ما حزب
الدعوة" ولكن يجب حسب الكبيسي ان ننظر الى الموضوع بشكل اوسع.
ويرى ان من الافضل ان ننظر له من ناحية الصراع الاقليمي متمثلا
بالصراع الايراني الامريكي. فهناك "استراتيجيات وتكتيك ايرانييين
والتكتيك الايراني ربما هو المتحول والاستراتيجية ثابتة تتجه لدعم
الحكومة العراقية ولكنها تستغل بعض التكتيكات للتاثير على الوضع
الاقليمي والصراع الامريكي والدولي فيما يتعلق بالبرنامج النووي".
ويفضل الكبيسي ان "نتحدث عن صراع متعدد الجوانب ومن الخطأ ان نتكلم
عن جانب واحد وان اكون مع اوضد" ما قدمه بترايوس وكروكر في شهادتهما
لان الوضع معقد ويستدعي ان نقراءه بشكل واضح.
ورفض الباحث رد المكاسب الامنية التي وصفه تقرير بتريوس بالهشة الى
بزيادة عديد القوات الامريكية او الى نتاج خطة فرض القانون بل يردها
الى تجربة الصحوات التي رأى فيها "تحولا داخل الوسط السني في علاقته مع
الامريكيان ولكن ليس في علاقته مع الدولة".
بمعنى ان هناك، حسب الكبيسي، "راي عام سني غير اتجاه العداء ولم
يعد ينظر الى القوات الامريكية على انها العدو الاول ولكنه لم يصنف
الحكومة العراقية على انها عدوة او صديقة وبالتالي نحن نتحدث عن تحول
موضوعي داخل الوسط السني الذي هو وسط اساسي مقاوم أو متمرد. وبالتالي
هذه العلاقة لم تحسم بعد ونحن نتذكر ان الانبار رفع العلم العراقي
الجديد وبالتالي رفض الحكومة العراقية الاتحادية، لذلك سيبقى هذا
التحسن تحسنا هشا".
وطعن الباحث في وجود تقدم السياسي على مساقي الحكومة والبرلمان وقال
"عمليا نحن لسنا امام حكومة وحدة وطنية نحن امام حكومة احادية الطرف
وهناك انسحابات حتى من داخل الائتلاف الحاكم، وبالتالي نحن امام صراع
متعدد الاطراف لم يعد صراعا اثنيا طائفيا وانما صراعات طائفية-طائفية
بين القوى السياسية المختلفة على جميع الجوانب.
وذكّر بالصراع بين الحزب الاسلامي والصحوات في الانبار قائلا"نحن
امام خريطة سياسية اصبحت معقدة اكثر من السابق وما لم يحل هذا الصراع
سنبقى ندور في حلقة مفرغة".
وكان الجنرال ديفيد باتريوس قائد القوات العسكرية الأميركية في
العراق، قال ان العراق ما زال بلد عنف، واصفا ما سماه بالـ"تأثير
الايراني في العراق" بانه "واضح وجلي" وذلك في الشهادات التي يتقدم بها
باتريوس وكروكر خلال يومي 8 – 9 نيسان ابريل الجاري، امام اربع لجان في
الكونغرس الأميركي، بهدف "استعراض التقدم في مهمة التحالف الذي تقوده
الولايات المتحدة في العراق خلال الأشهر الستة الماضية." بحسب السفارة
الامريكية في العراق.
وقالت السفارة الامريكية، ان الغاية من استماع الكونغرس الامريكي
لشهادة ديفيد باتيروس والسفير الامريكي في العراق رايان كركوكر هو
إتاحة الفرصة للكونغرس ليدلي بمشورته حول مسارات عمل حكومة الولايات
المتحدة في الأشهر الستة القادمة في العراق، وما إذا كانت زيادة القوات
الأميركية في العام الماضي قد أدت إلى إنجاز الأهداف التي رسمها الرئيس
الامريكي جروج بوش من الزيادة في حينه".
ويوافق عميد كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد الدكتور عامر حسن
فياض على وجود "حضور ايراني في العراق" غير انه يرد اسبابه ودواعيه ليس
الى "قوة اللاعب الايراني بقدر ما هي متاتية من ضعف اللاعب العراق".
ويرى ان اي دولة "تنتظر من جارتها فراغا او ضعفا لكي تؤكد حضورها في
هذه الدولة عندما تتسم بالفراغ او الضعف وهذا يتنطبق على ايران ايضا
حيث ان حضورها واضح ويتمثل في ضعف الاخر العراقي ومجموعة الفراغات
التي تسببت بها تشمعات العملية السياسية في العراق".
ويعتبر فياض ان "التقارير او الشهادات كتلك التي ادلى بها بتريوس
وكروكر تكتب لكي توظف لغرض استهلاك امريكي داخلي وليس لغرض منافع تتعلق
بالعراق".
ويشير الى ان هناك اجواء تسبق الانتخابات تشهد افعالا تقابلها ردود
افعال بين الجمهورييين والديمقراطيين جاء تقرير المسؤولين الامريكيين
في اطارها.
ويمضي الاكاديمي متمسكا بقدر من الموضوعية معتبرا ان "الولايات
المتحدة الامريكية والطرف الجمهوري فيها تحديدا هو في حيرة يريد ان
يقول انه فعل شيء ايجابيا في العراق وفي نفس الوقت يريد ان يؤكد بقائه
في العراق" وهو ما يراه محاولة لجمع نقيضين متضادين.
ويربط فياض بين التقدم السياسي والامني ويعتبرهما وجهان لعملة واحدة
فان "حصل تقدم امني لابد وان يترتب عليه تقدم سياسي والعكس صحيح".
ويعتقد ان "التقدم الامني النسبي الذي شعر به المواطن العراقي في
الفترة الاخيرة قبل احداث البصرة كان يؤشر تقدما امنيا وفي نفس الوقت
يؤشر تراجعا سياسيا" مرده ان "عراق المرحلة الانتقالية يعيش مجموعة
متناقضات بما في ذلك التناقض بين نسبية التقدم الامني في مقابل نسبية
تراجع الاداء السياسي في العراق الذي يحدث فيه كل شيء الا السياسة التي
هي غائبة".
ولا يتفق الكاتب والصحفي اسماعيل زاير مع ما قاله بترايس كروكر في
تقريرهما بان "التاثير الايراني واضح وجلي ويقوض مهمة الحكومة العراقية
في فرض الامن" ويعتقد ان "من الخطا ان نظن ان ايران ستقف مكتوفة الايدي
امام سياسية الولايات المتحدة تجاهها، ومن هذه الزاوية فان ايران لديها
فرصة ليكون لها تاثيرات على اساس ان السياسة لامريكية مناهضة لها".
ويختلف زاير مع وجهة نظر اعلى مسؤولين امريكيين في العراق اللذين
وصفا المكاسب الامنية التي تحققت انها "هشة" لانها تنطوي على "تهميش
وتجاوز على الحقيقة حيث كانت بغداد منقسمة وكانت المؤسسة العسكرية
العراقية غير كافية وكان المخطط العسكرية الامريكي يعتمد على المخطط
الذي وضعه رامسفيلد والذي لايناسب العراق وكانت القوات العراقية مخترقة
وغير كافية".
وراى الكاتب والصحفي الذي يترأس صحيفة الصباح الجديد اليومية ان
النقلة النوعية كانت عندما "قامت الولايات المتحدة بتغيير القوات
بأخرى"حيث حصل تقدم كبير في الناحية الامنية وحتى من ناحية استعداد
القوات الامنية وجاهزيتها للحفاظ على الامن.
واستشهد زاير بما حدث في البصرة حيث ان ا"لقوات التي قاتلت هي
قوات عراقية والقوات الامريكة كانت تتفرج والقوات البريطانية كانت في
اتفاق مع الارهاببين والمليشيات ولكن مع ذلك رئيس الوزراء قاتل ولم
يخسر ولكنه لم ينتصر ايضا لانه تعرض الى الكثير من المشكلات وكشف عمق
المشكلة العراقية".
ويعود زاير للقول بلهجة المتأكد ان "زيادة عديد القوات لم ينتج عنه
تقدم هش انما تحول كبير وخصوصا بعد ان ترافق معه تحولات في المنطقة
السنية" لكنه يعترف بصدق ماقاله المسؤولان الامريكيان في شهادتهما من
ان "التقدم السياسي لا يوازي التقدم الامني الذي تحقق وهذه من اخطر
القضايا خصوصا ان القوى السياسية لم تتفق على متوافقة على برنامج وطني
واضح".
ويرى الكاتب الصحفي ملامح ايجابية على الطريق "تجسدت في زيارات
مسؤولين الى اقليم كردستان مثل لقاء السيد مسعود البارزاني مع اياد
علاوي وصالح المطلك وزيارات اخرى".
ويستدرك "اعتقد ان الطريق طويل".
ويخلص زاير الى القول ان شهادة بترايوس وكروكر "شهادة ايجابية عن
الحكومة العراقية وحتى شكواهم من ان الحكومة العراقية لم تاخذ رايهم في
ما يخص احداث البصرة يصب في مصلحة الحكومة العراقية التي نريدها ان
تكون حكومة لها كرامة وليس بالضرورة ان تخبر الامريكان بكل شيء وتطلب
موافقتهم كما ان كروكر لم يذكر الحقيقة كاملة حيث انه لم يقل ان رئيس
الوزراء طلب منه ان لاتشارك القوات الامريكية بالعملية وهذا امر ايجابي
ونحن نحتاج الى تعزيز هذا لامر". |