الحصاد الثقافي الشهري- اذار 2008

(الجزء 3-3)

تأملات في الرواية السعودية الجديدة

شبكة النبأ: منذ مطلع الألفية الجديدة وتحديدا بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 الذي صاحبه عدد من العوامل المختلفة كحضور شبكة الانترنت بقوة كوسيلة نشر سهلة، تساعد علي النشر بضغطة زر واحدة وتتلقي ردود الأفعال خلال ساعات لتظهر بعد ذلك رواية الانترنت في السعودية ولتنتشر أسماء جديدة لا حضور لها في الصحافة الورقية ولا في دور النشر العربية، الأمر الذي صاحبه عدد من الملامح أو التوصيفات التي قد لا تتوفر إلا في الرواية السعودية الجديدة التي بلغت ذروة إصداراتها عامي 2006 / 2007 لبلغ منتج الرواية أو ما يسمي مجازا رواية إلي أكثر من مائة كتاب خلال هذه العامين فقط.

توصيف حال الرواية الجديدة في السعودية(نذكر بعض النقاط):

 1ـ البحث عن الإثارة: تحولت معظم ما يسمى روايات سعودية إلي مجرد كتب إثارة تتخذ صيغة الجنس مدخلا وحيدا للإثارة بعيدا عن القطبين المهمين الآخرين من مثلث المحظورات: الدين والسياسة، باستثناء تجربة تركي الحمد في ثلاثية (أطياف الأزقة المهجورة)، وقد يكون الاشتغال علي الكتابات الجنسية المحمومة مرحلة طبيعية لمجتمعات محافظة تنفتح علي ثقافات متعددة، ولكن هناك في الغرب ما يعرف بكتب الإثارة وهي نوع من الكتب لا تدعي أنها كتابا أدبية بينما نجد أن هذه الكتب لا تحترم وعي القارئ وذائقته فلا يتردد الكاتب ولا الناشر بأن يصدر هذا الكتاب أو ذاك باسم رواية.

2 ـ توظيف اسم المكان كعنوان منذ أن صدرت رواية بنات الرياض وحققت نجاحا علي مستوى المبيعات تبعتها حوارات ولقاءات تلفزيونية مع الكاتبة والكثير من الأسماء الجديدة التي تلت تسعي إلي إدخال مسمى الرياض في عناوينها من قبيل بنات من الرياض، شباب الرياض، نرجس في الرياض، صورة الرياض، ثم تحول الأمر إلي السعودية كاسم تجاري مسوق عربيا وربما غربيا من قبيل سعوديات، حب في السعودية، وهي بذلك تشبه كتب الإثارة التي تتناول السعودية في كتب لمؤلفين مجهولين وأحيانا بلا مؤلفين، ولأسماء دور نشر وهمية حيث تعرض في أكشاك صغيرة في شارع إجوار رود بلندن وفي شوارع عربية في دول أوروبية أخرى.

3 ـ إحياء ثقافة التخفي خلف الأسماء المستعارة منذ اسم الكاتبة سميرة بنت الجزيرة العربية والكاتبة غادة الصحراء في الستينيات، لم تعد الكاتبات السعوديات يصدرن كتبا بأسماء مستعارة لكن هذه الثقافة عادت من جديد مع آلية الكتابة في الإنترنت التي تشجع المستخدمين علي الدخول بأسماء مستعارة للتخفيف من وطأة الرقابة والهروب من سلطة الأسرة والمجتمع، فعادت لعبة الأسماء المستعارة إلي الرواية السعودية، إذ ظهرت أسماء مستعارة كثيرة مثل صبا الحرز، هاجر المكي، طيف الحلاج، وردة عبد الملك، فكتوريا الحكيم، إلخ.

4 ـ ثقافة الرد الشعبية أسوة بالشعر الشعبي في حوار نشرته مجلة اليمامة في العدد 1986، أشارت إحدى الإعلاميات وهي صاحبة بنات من الرياض إلي أنها كتبت روايتها ردا علي رواية بنات الرياض، خصوصا أن أحد عمال القرطاسية وتصوير الورق قال لها أنه لم يعرف أن بنات الرياض بهذا الانفتاح وسهولة عقد العلاقات الجنسية معهن مما جعلها ترد علي الرواية برواية وكذلك صاحبة رواية المرآة المنعكسة (مجلة القافلة 22) كتبت بحس إسلامي متحفظ عن بنات الرياض سعيا علي حد قولها إلي إظهار صورة حقيقية أخرى للبنات في مرآتها المنعكسة، هذا النوع من ثقافة الرد هو ثقافة شعبية اختص بها الشعر الشعبي وشعر المحاورات هو شعر شعبي يحظي بجماهيرية شعبية كبيرة يعتمد علي وقفة شاعرين كل منهما يرتجل بيتين من الشعر الشعبي فيرد الآخر بأقوى منها وتستمر المحاورة أو المباراة بحضور جماهير غفيرة، فهذا الارتجال العفوي المباشر قد يلقي بظلاله علي بعض نماذج ما تسمى رواية، لأن خير وسيلة للرد هو استخدام الوسيلة ذاتها كما تقول الإعلامية صاحبة بنات من الرياض.

تركي الحمد

ورغم كل هذه التوصيفات حول الرواية الجديدة في السعودية، فإن ذلك لا يمكن بأي حال أن يتجاهل بعض الأعمال الروائية اللافتة في العقد الأخير سواء لأسماء روائية معروفة ومكرسة من قبل أو لأسماء جديدة تكتب للمرة الأولي، فهناك علي سبيل المثال شرق الوادي لتركي الحمد، وستر لرجاء عالم، ومدن تأكل العشب لعبده خال، والفردوس اليباب لليلي الجهني، والبحريات لأميمة الخميس، وسقف الكفاية لمحمد حسن علوان، والآخرون لصبا الحرز، والدود لعلوان السهيمي وغيرها، إلا أن هذا العدد القليل لا يشكل شيئا من إجمالي قد يفوق الخمسمائة رواية خلال هذه الفترة.

المشهد الروائي في الكويت:

طالب الرفاعي:

لقد كان لانتعاش ورواج فن الرواية عربيا وعالميا أثر إيجابي واضح علي كتاب وكتابة الرواية في الكويت، مما ساعد علي ولادة أسماء كثيرة طرقت هذا المجال، ويمكن أن يري المتابع لحركة الرواية في الكويت بين عامي 1973 وحتى 1989 حضور الأعمال الروائية لإسماعيل فهد إسماعيل، إضافة لروايتي الكاتبة ليلي العثمان (المرأة والقطة) و(وسيمة تخرج من البحر) ويتيمة وليد الرجيب (بدرية)، لكن ما لبثت العجلة أن دارت لتصدر أعمال روائية كويتية تحمل نكهتها الخاصة وعوالم أحداثها وشخوصها المنوعة، راسمة خريطة جديدة لمشهد الرواية الكويتية وكتابها، ويمكن تقديم مدونة لأهم الأعمال الروائية التي صدرت في الكويت، مستوفية الشروط الأساسية لكتابة الرواية الحديثة، وبما يمنحها القدرة علي الوقوف إلي جانب أي رواية عربية من حيث البناء الفني واللغة وتنامي الحدث، ويمكن إدراج الروايات في المدونة حسب تسلسل تاريخ صدورها علي النحو التالي:

ـ ناصر الظفيري أصدر روايته الأولي عاشقة الثلج عام 1992 وتبعها برواية سماء مقلوبة عام 1995.

ـ إسماعيل فهد إسماعيل أصدر سباعيته الروائية (إحداثيات زمن العزلة) عام 1996 وتبعها برواية يحدث أمس عام 1997 ورواية بعيدا إلي هنا عام 1998 ورواية سماء نائية عام 1999 ورواية كائن الظل عام 2001.

 ـ فوزية شويش السالم أصدرت روايتها الأولي الشمس مذبوحة والليل محبوس عام 1997 ثم تبعتها برواية النواخذة عام 1998 ورواية مزون وردة الصحراء عام 2001 ورواية حجر علي حجر عام 2003 ورواية رجيم الكلام عام 2007.

ـ حمد الحمد أصدر روايته الأولي زمن البوح عام 1997 ثم تبعها بإصدار رواية مساحات الصمت عام 1999 ورواية الأرجوحة عام 2002.

ـ طالب الرفاعي أصدر روايته الأولي ظل الشمس عام 1998 وأتبعها برواية رائحة البحر عام 2002 ورواية سمر كلمات عام 2006.

ـ ليلي العثمان أصدرت روايتها الثالثة " المحاكمة ـ مقطع سيرة الواقع " عام 2000 وأتبعتها برواية العصعص عام 2002 ورواية صمت الفرشات عام 2007

ـ فيصل السعد أصدر روايته الأولي الدهشة عام 2001.

ـ عبد العزيز محمد عبد الله أصدر روايته الأولي كنز وغيوم في السماء عام 2003، ورواية حيث لا شيء عام 2004 ورواية العافور عام 2006.

ـ ميس العثمان أصدرت روايتها الأولي غرفة السماء عام 2004 وأتبعتها برواية عرائس الصوف عام 2006.

ـ سليمان الخليفي أصدر روايته الأولي عزيزة عام 2004

ـ بثينة العيسي أصدرت روايتها الأولي سعار عام 2004 وأتبعتها برواية ارتطام ليس له دوي عام 2005 ورواية عرس المطر عام 2006.

ـ هديل الحساوي أصدرت روايتها الأولي مرآة مسيرة الشمى عام 2007

ـ محمد هشام المغربي أصدر روايته الأولي ساق العرش عام 2007.

إن نظرة سريعة علي الأعمال الروائية أعلاه تبين نشر 34 رواية منها 14 رواية بأقلام نسائية و20 رواية لكتاب رجال خلال فترة خمس عشرة سنة، علي أن النصيب الأوفر فيها كان للروائي إسماعيل فهد إسماعيل مع ضرورة التأكيد علي أن المدونة أعلاه تضم الأعمال التي نرى، باختيار شخصي بحت، أنها حققت الشرط الفني الواجب تحققه لكتابة الرواية الحديثة، وهذا يعني بالضرورة عدم مصادرة أي رأي آخر بإمكانية إضافة أي عمل روائي لهذه المدونة أيا كان هذا العمل.

الرواية اليمنية

د.عبد العزيز المقالح:

 لئن شهدت اليمن في الثلاثين عاما الأخيرة انطلاقة نسبية في مجال نشر الأعمال الروائية فإن الشعر والقصة القصيرة ظلا يتصدران ساحة النشر ومازال التوق إلي كتا 

عبده الخال

بة هذين النوعين من الإبداع أيسر لسهولة كتابتهما ونشرهما ونظرا لما تتطلبه الرواية من جهد وزمن طويل وما تفرضه علي كاتبها من صبر وسعة بال، لذلك يظل ما نشر من روايات في اليمن قياسا بالشعر والقصة القصيرة محدودا وإذا ما استقرأ الدارس حضورها في الانتاج اليمني سيجد نفسه متوقفا عند ثلاثة اتجاهات في الكتابة الروائية هي:

 أولا الاتجاه التقليدي المؤسس وهو الذي جاء محاكاة للرواية التقليدية العربية بأبعادها الموضوعية والتاريخية منها والعاطفية وبأبعادها الفنية الكلاسيكية والرومانسية، وأبرز ممثلي هذا الاتجاه في اليمن هم، الكاتب الصحفي محمد علي لقمان المحامي والشاعر والمناضل السياسي محمد محمود الزبيري وعلي محمد عبده وعبدالله محمد الطيب أرسلان.

ثانيا الاتجاه التجديدي الذي تجاوز الاتجاه السابق في اقترابه من البناء الروائي الحديث والنظر إلي الرواية بوصفها فنا أدبيا له شكله وخصوصيته ومرجعيته الفنية وأتباع هذا الاتجاه يشكلون عددا لا بأس به من الروائيين والروائيات ممن يصعب حصرهم.

ثالثا الاتجاه الأحدث واتباعه قلة ونخبة صغيرة العدد من المبدعين الشبان وأعمالهم الأولي تبشر بإنتاج رواية متمردة في الفكرة واللغة والبناء رواية تكسر خط السرد المتعارف عليه وترفض في الوقت ذاته فكرة الترابط المنطقي للأحداث وما تفرضه نمطية الحبكة وتسعي جاهد إلي إثبات ما يقال عن التداخل بين الأجناس الأدبية وإلغاء الحواجز بين الشعر والنثر أو بين الرواية والشعر، مع اهتمام واسع بالرمز، والمبشرون بهذا الاتجاه: حبيب سروري، محمد عبد الوكيل جازم، سمير عبد الفتاح، هند هيثم، والأخيرة شابة في العشرين من عمرها، والإشارة إليها تلفت النظر إلي أن دور المرأة كان غائبا عن عالم الابداع بأشكاله المختلفة لكنها في العقود الأخيرة من القرن العشرين استطاعت أن تحقق شيئا من الوجود اللافت في الشعر والقصة القصيرة، كما في الرواية، حيث شهدت الساحة الأدبية عددا لا بأس به من الروائيات ومنهن شفيقة زوقري صاحبة رواية مصارعة الموت 1970، ورمزية الإرياني في روايتيها القصيرتين ضحية الجشع وقتلنا القات (بدون تاريخ) ونبيلة الزبير في رواية إنه جسدي 2004، ونادية الكوكباني في رواية حب ليس إلا 2006، وإلهام مانع في رواية صدى الأمير، وعزيزة عبد الله في رواياتها الأربع أحلام نبيلة 1997 وطيف ولاية 1997 وأركنها الفقيه 1998 وتهمة وفاة 2002 وهند هيثم في روايتيها حرب الخشب 2004 وأنس الوحشة 2006، و التجارب الروائية الصادرة حتى الآن قد بلغت من خلال الإحصائية السابق ذكرها ما يزيد عن 175 رواية.

المشهد الروائي المغربي

عبد الحميد عقار:

يمكن قراءة رواية بداية الألفية الثالثة بالمغرب في ضوء خمسة مغايرات شكلية أو بنائية تنتظم نصوصها مع ما يقتضيه التحليل من تنسيب واعتبار للتفاوت الطبيعي بين كاتب وآخر بل وبين نص وآخر:

1ـ رواية الذاكرة والتخييل الذاتي، حيث يحتل التذكر وضعا مركزيا فيه، تعاد إضاءة تشكلات الأنا في ذاتها، وفي تواصلها وتصادمها مع المجتمع والقيم والموروث الماض 

نبيله الزبير

ي هنا موصول بالتخيل والحاضر مقرون بالسخرية التهكم وتفكيك هشاشته وانهياراته (امرأة النسيان) 2001 لمحمد برادة، (دليل المدي) 2003، (من قال أنا) 2006 لعبد القادر الشاوي، وضمن هذا المغاير تدرج كذلك روايات الأنا، تلك التي تستعيد تجارب الطفولة واليفاعة، أو الشباب والمغامرة، في محاولة لإعادة تمثل تاريخ تشكل الأنا الفردية: تعلق الأمر بنزوع إيروتيكي حسي (الواحة والسراب) 2001 و(حارس النسيان) 2003 لكمال الخمليشي، (بعيدا عن بوقانا) 2007 لعبد الحكيم أمعيوة، أم بنزوع إيروتيكي ساخر بقسوة ومحجوز (عندما يبكي الرجال) 2007 وفاء مليح، أم بنزوع يري في الحب قيمة مولدة للحياة وظرفا ملائما للتأمل المعرفي وتحقيق الذات بعيدا عنة الزيف والقناع،(لحظات لا غير) لفاتحة مرشيد، التخيل الذاتي هنا يقترب في مستوى البناء من رواية التعلم، لأن بطلي الرواية يحققان بحبهما حياة جديدة تتغير معها نظرتهما للذات وللوجود.

2 ـ رواية السيرة الذاتية والمذكرات: وتعد الكتابات السجينة عن سنوات الجمر والرصاص بالمغرب 1960 ـ 1998، مثالا لافتا للنظر في الألفية الثالثة حيث شهد هذه الفترة تناميا في النصوص غير مسبوق، والملاحظ أن جل كتاب هذه النصوص، هم من غير الأدباء، إن معظمهم تعد سيرته أو مذكراته السجنية كتابه الأول وأحيانا الأخير، يتعلق الأمر بكتابات المعتقلين السياسيين أو زوجاتهم في الغالب الأعم. الكتابة هنا هي نوع من التطهر والتخلص من آثار جراح مرحلة الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان ونوع من الشهادة إسهاما في إضاءة حقيقة تلك الانتهاكات وامتداداتها، لكنها لا تخلو مع ذلك من لمسات أدبية فنية تسترعي الفضول وتتيح لها أسباب المتعة والمقروئية، (حديث العتمة) 2001 لفاطمة البوية، (افول الليل) 2004 للطاهر محفوظي، (سيرة الرماد) 2000 لخديجة مروازي، (أخاديد الأسوار) 2007 لزهرة رميج.

3 ـ رواية التخييل الاجتماعي حيث تتوغل الكتابة الروائية في تفاصيل اليومي والمعاش غير المفصولة عن الذكري وعن تفاصيل الماضي والتباساته، (أيام جبلية) 2003 لمبارك ربيع، تفاصيل نابعة من استيهام نقاء الأصل والجذور، وتوهم استعادتها في تسام لا واقعي (نساء آل الرندي) للميلودي شغموم، أو من بروز واقع اجتماعي جديد تفككت روابطه الإنسانية والاجتماعية وأصبحت الشخصيات في انتظار المصير المأساوي المرعب فقط (حشيش) 2000 ليوسف فاضل، أو تفاصيل مواجهة التدهور واهتزاز القيم واستحالة تحقيق الأمكنة خارج أقدارها أو مصائرها المتعاكسة (كتيبة الخراب) 2007 لعبد الكريم جويطي، و(خفق أجنحة) 2002 و(كائنات محتملة) 2002 لمحمد عز الدين التازي، (قلادة وقرنفل) 2004 لزهور كرام، (رائحة الزمن الميت) 2000 لعمرو القاضي، (مصابيح مطفأة) 2004 و(مقابر مشتعلة) لأحمد الكبيري، وهو من كتاب الجيل الحالي وتطغي علي كتاباته مسحة من الحزن والإحساس بالدونية تطبع حركة الشخصيات وسلوكها وحواراتها.

4 ـ رواية التراث والبحث في الجذور وبخاصة من حيث إضاءة جوانب غير معروفة أو تم تهميشها والتستر عليها قصدا لأسباب قيمية أو ثقافية أو سياسية وهو الاتجاه الذي يتواصل بتميز وتؤدة في روايات من قبيل (زهرة الجاهلية) 2003 و(هذا الأندلسي) 2007 لسالم حميش.

5 ـ رواية الحبكة البوليسية نجدها بشكل لافت في (خطبة الوداع) 2003 لعبد الحي مودن، هذه الحبكة موظفة لاستكناه لغز الاختفاء السياسي وتعرية مقاصده وأساليبه وهذه الرواية تتخذ من سنوات الرصاص للسبعينيات خلفية لها وتوظف مع ذلك أحداثا تاريخية أخرى رافقت أو طبعت تلك السنوات هزيمة 1967، الانقلابان العسكريان بالمغرب 1971 و1972، الكاتب ابتعد من المباشرة بفضل أساليب الكتابة والتصوير والاحتماء بالتخيل فأصبح للحبكة البوليسية معني سياسي. صعوبة إدراك الحقيقة والوصول إليها مهما تعمق البحث، هذه الحبكة توجد بشكل احترافي يراعي أصول هذا المغاير الروائي لدي كل من ميلودي حمدوشي (أم طارق) (ضحايا الفجر) 2002، وعبد الإلاه الحمدوشي (الذبابة البيضاء) 2000 و(الرهان الأخيرة) 2001.

المشهد الروائي التونسي

محمود طرشونة:

 هند هيثم

 لقد قطعت الرواية التونسية أشواطا متعددة في نصف قرن من الكتابة الروائية، فاختصرت المراحل ووصلت في بعض نماذجها إلي منتهي التجريب دون أن تتنكر لبعض الاتجاهات المألوفة، فتعايشت مع نصوص مغرقة في التقليد لا ندري هل بقي لها متلقون يرضون بحدودها، ونصوص أخرى مغرقة في التحديث وكأنها موجهة إلي نخبة من القراء تستجيب لأفق انتظارهم، وتعددت المصطلحات فاختلط التجريب بالتجديد والتحديث بالحساسية الجديدة وهي جميعها تهدف إلي غاية واحدة تتمثل في الإعراض عن المتداول من البني والأشكال وتهدف إلي تجاوزها والاختلاف عنها.

نشر في تونس في الفترة 2001 ـ 2007 ما لا يقل عن 24 رواية يمكن تصنيفها ضمن هذا الاتجاه لكتاب بدأوا مسيرتهم في العشرية السابقة وواصلوها في هذه الفترة إما في الاتجاه نفسه الذي تبنوه منذ بداياتهم مثل محمد علي اليوسفي ونور الدين العلوي وحافظ محفوظ وأما متحولين من الاتجاه الواقعي أو السير ذاتي إلي محاولة التجريب مثل ظافر ناجي ومحمد البردي ومحسن ابن هنيه، وهؤلاء جميعا قد نشر كل منهم أكثر من رواية في المدة الأخيرة أضافوها إلي رصيدهم السابق، إلا أننا نجد في هذه الفترة من نشر رواية أو اثنين لأول مرة فاستهل مسيرته مباشرة بالتجريب مغامرا ومراهنا علي تغيير ذائقة القراء مثل عبد الرزاق الصومالي وجمال بن عمر وكمال الرياحي وجمال الجلاسي وعباس سليمان وعبد الوهاب الملوح ومحمد خريف ومصطفي الكيلاني وغيرهم فكللت جهود البعض منهم بالنجاح في تجربته الأولي وأوغل البعض الأخر في الغموض والتصنع وبقينا ننتظر محاولاتهم الموالية وإن أول ما عمد الكتاب إلي تقويضه مما كان يعتبر من ثوابت الكتابة الروائية هو الزمن فكسروا خطيته وبادروا إلي بنائه بطريقة غير أفقية فاستبقوا واسترجعوا وقدموا بعض الأحداث علي بعض مهما تأخر حدوثها وحولوا البداية إلي نهاية، والنهاية إلي بداية أو إلي حلقة وسطي ضمن مسار مختلف عن مسار الأحداث الطبيعي، بل أكثر من ذلك عمدوا إلي تشظيته وتوزيع شظاياه علي كامل النص الروائي، فاقتضت القراءة اعادة تركيبه بعد تفكيكه وبحثت له عنة دلالة تفسره ذلك لأن القصد من تكسير خطية الزمن أو تشظيته ليس لمجرد الاختلاف بل للتعبير عن تفكك يسود الواقع ويتحكم في صيرورته.

مكتبة الطفل في العراق تسعى لاستعادة مكانتها المرموقة

تسعى مكتبة الطفل -أهم المكتبات المتخصصة بمطبوعات أدب الأطفال في العراق- إلى استعادة مكانتها لدى قرائها الذين كانت تكتظ بهم قبل الغزو.

 وتقع المكتبة وسط بغداد قرب متنزه الزوراء في جانب الكرخ من العاصمة. وقد تعرضت إبان الغزو الأميركي للعراق عام 2003 للتدمير والسلب والنهب وأحرق أثاثها وأحرقت كتب ومطبوعات عربية وأجنبية مخصصة للأطفال.

 وقال جمال العتابي المدير العام لدار ثقافة الأطفال التابعة لوزارة الثقافة إن مكتبة الطفل تسعى حاليا إلى أن تسترد عافيتها, "ونعمل حاليا على إعادة تأهيلها لفتحها أمام طلبة المدارس ورياض الأطفال".

 وأضاف العتابي "رغم المشاكل المالية التي نواجهها, نعمل على تأهيل قاعة المكتبة الكبيرة وتأثيثها بمستلزمات المطالعة بما ينسجم مع رغبة الأطفال". وتشكو المكتبة من ضعف التمويل والمخصصات الممنوحة لها.

 وكانت المكتبة تضم آلاف الكتب والمجلات والقصص والحكايات المصورة التي كتبها أدباء عمالقة عرب وأجانب. والمكتبة ثاني أهم المرافق التي تعنى باهتمامات الأطفال بعد صالة سينما الفانوس السحري العائدة لدار الثقافة التي تعنى بعرض أفلام الأطفال.

 وأشار المدير العام لدار ثقافة الأطفال إلى أن عدة جهات تعهدت بتزويد المكتبة بالكتب والمجلات والقصص لإغناء رفوفها الفقيرة, ومن تلك الجهات المركز الثقافي الفرنسي وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف).

 وتشمل أعمال تطوير المكتبة إعادة تأهيل قاعة المسرح التابعة لها المخصصة لعروض الأطفال عبر تأثيثها وتزويدها بالمعدات الفنية ومقاعد الجمهور.

 مشاكل التوزيع

 كما تسعى دار ثقافة الأطفال إلى التغلب على مشاكل توزيع مطبوعاتها الدورية وإيصالها إلى المكتبات لكي تكون بمتناول جميع الأطفال بكافة الفئات العمرية.

 ويصدر عن الدار شهريا مجلة "مجلتي" المخصصة للصغار دون العاشرة و"المزمار" الموجهة للفتيان ويطبع من كل منهما حاليا ثلاثون ألف نسخة. كما يصدر شهريا كتاب قصصي أو شعري. يذكر أن العدد الأول من "مجلتي" طبع عام 1969.

 وعاشت دار ثقافة الأطفال في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عصرها الذهبي الزاخر بنخبة من أسماء لمعت في سماء هذا اللون من الأدب منهم شفيق مهدي الحداد وعبد الإله رؤوف وعبد الرزاق المطلبي والراحل محمد شمسي وفاروق يوسف وجعفر صادق.

ومن أبرز الرسامين الذين انطلقوا مع بداية ثقافة الأطفال طالب مكي وضياء الحجار وعبد الرحيم ياسر وعلي المندلاوي. غير أن الدار خسرت مطلع التسعينيات عددا كبيرا من الكتاب والرسامين المختصين الذين هاجروا من العراق بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.

 واليوم لا تسطيع الدار -حسب ما يؤكد العتابي- الاستعانة بمثل هذه الكفاءات نظرا لانخفاض الأجور والرواتب المخصصة التي لا تنسجم مع عطاء هذه الشخصيات.

 ويتمنى المعنيون بالمشهد الثقافي العراقي أن تولي الجهات الحكومية والرسمية قدرا أكبر من الدعم لإعادة الحياة لمفاصل ثقافة الطفل, وخاصة مكتبة الطفل.

الجنيزا.. يوميات اليهود العرب

كنز من الوثائق المكتوبة بالعبرية، وبعضها بالعربية كذلك، يشرح معاملات اليهود وتفاصيل حياتهم الاجتماعية في مصر منذ القرون الوسطي وحتي ستينيات القرن الماضي. هذا ما تشكله وثائق الجنيزا اليهودية التي تم اكتشافها في معبد ابن عزرا بمصر القديمة قبل أن يتم تهريبها إلي الخارج. علي العموم، فلم يكن الأمر مأساويا بالكامل، فما تم تهريبه هو جنيزا العصور الوسطي، أما الجنيزا الحديثة، والتي تبين أحوال اليهود في القرن العشرين، فهي في مصر لا تزال، علي الرغم من المطالبات اليهودية بها.

في البداية تشرح ليلي أبو المجد أستاذة الأدب العبري بجامعة عين شمس مفهوم الجنيزا قائلة إن اليهود في العصورالوسطي كانوا لا يتخلصون من أوراقهم لأنه بحسب الشريعة اليهودية فإن الحروف العبرية هي حروف مقدسة وبالتالي لا يجوز إلقاء الورق الذي يحملها، فكانت بيوت اليهود تمتلئ بالأوراق ومن ثم يحملونها إلي غرفة الجنيزا بالمعبد لتخزينها هناك.

لم يكن لأي جنيزا أهمية باستثناء تلك الموجودة في مصر، وذلك لعدة أسباب، توجزها أبو المجد فيما يلي: لجفاف الجو في مصر والذي ساعد علي بقاء حالة الأوراق المحفوظة فيها الجنيزا كما هي، كما أن توسط الموقع المصري جعل يهودا كثيرين، من شتي بلاد الوطن العربي يتركون فيها وثائقهم، وتضيف أبو المجد: يهود المغرب مثلا كانوا يطلبون فتاوي من الطائفة في بابل، فكانت الفتوي تمر عبر مصر التي تستقر فيها نسخة منها. وترجع أهمية جنيزا القاهرة من وجهة نظر ليلي أبو المجد إلي أنها يوميات اجتماعية معاشة لحياة اليهود، وليست دينية فحسب مثلما كانت الجنيزا في جميع المعابد الأخري في العالم.

لم يتبق من هذه الجنيزا أي وثيقة، فكلها تم تهريبها للخارج، تحكي أبو المجد: تهدم سطح معبد ابن عزرا في نهاية القرن التاسع عشر، وهنا تم اكتشاف أوراق الجنيزا فيه، وتم تسريبها للأجانب حتي عثر عليها شختر، أستاذ ادب التلمود بجامعة كمبرديدج، الذي اتفق مع ممول يهودي اسمه تيلور علي تمويل رحلته إلي مصر لكي يحصل علي هذه الوثائق، وتم هذا بالفعل بالاتفاق مع رؤساء الطائفة اليهودية في مصر وتم شحن الوثائق إلي كمبريدج حيث جمعت في مجموعة سميت باسم تيلور _ شختر وهي أهم مجموعة في العالم الآن لوثائق الجنيزا.

يضيف قاسم عبده قاسم أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق بعدا آخر إلي أبعاد الجنيزا، فاليهود قد استخدموها، كما يقول، لأغراض الدعاية الصهيونية: الألماني اليهودي جويتمين مثلا كتب كتابا شهيرا بعنوان المجتمع البحر المتوسطي ، وتحدث فيه عن المجتمعات اليهودية استنادا إلي الجنيزا. كان غرضه هو إثبات أن اليهود هم شعب واحد فتحدث دوما عنهم وكأن عاداتهم في هذا البلد هي نفس عاداتهم في ذاك مع أن وثائق الجنيزا نفسها تثبت أن كل طائفة يهودية تختلف في ثقافتها وتقاليدها عن الأخري. قام باستخدام الوثائق استخداما انتقائيا في حين أن أقدم من استخدمها وهو شتيل مانن تعامل معها بشكل علمي ورصين ولذا فلم ينل شهرة كبيرة.

يشكك عبده قاسم كثيرا في إمكانية بناء تاريخ اليهود في البلدان العربية اعتمادا علي وثائق الجنيزا فقط فيقول: أغلب المعلومات المتعلقة بيهود البلدان العربية، مثل سلطات رئيس الطائفة أو علاقة اليهود بالدولة أو إحصاء مذاهبهم ومعابدهم، كل هذا ليس موجودا في الجنيزا وإنما في المصادر العربية مثل المقريزي والقلقشندي. الجنيزا مصدر من مصادر التأريخ لليهود ولكنها ليست كافية وحدها.

حاول عبده قاسم الوصول إلي وثائق الجنيزا في جامعة كمبريدج ولكنه لم يفلح، فقد قيل له دوما أنه لم تتم فرهستها ولا تصنيفها بعد. وبالتالي فلم يتمكن من البحث فيها طالما لم تتم فهرستها، ولذا فهو يطالب باستعادة وثائق الجنيزا الموجودة في دول العالم باعتبارها تراثا مصريا ولم يتم نشره كله: اليهود يسيطرون عليها في الخارج وما نشروه منها تم بشكل انتقائي لخدمة أغراضهم.

أستاذة التاريخ بجامعة القاهرة زبيدة عطا، تتحدث عن جنيزا أخري اكتشفها مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة في مقبرة حوش موصيري بالبساتين، وهي لازالت موجودة في مصر وتعمل دار الكتب الآن علي تصنيفها وفهرستها.

تشمل الوثائق، عقود بيع وشراء وزواج وهبات للمعابد ووثائق تجارية وملكيات أرض. تعمل عطا علي دراسة تاريخ يهود مصر ولذا فهذه الوثائق، والتي تتناول الفترة من أوائل وحتي ستينيات القرن الماضي، تعد ذات أهمية خاصة فيها. وقد تم اكتشافها في حوش موصيري الذي كان مليونيرا يهوديا وأسس بنكا باسمه وجريدة أسمها جريدة إسرائيل وكان من دعاة الصهيونية المصريين.

الوثائق تكشف، كما تشرح عطا، بالإضافة إلي التعاملات اليومية لليهود في تلك الآونة، عن عنصر سيكون له أهمية كبيرة في العقود التالية، وهو التوجه لدي الصهيونية: قبل إنشاء دولة إسرائيل، وفي العشرينيات من القرن الماضي، كان بإمكانك العثور علي عائلة يهودية نصفها في مصر والنصف الآخر يعيش في مستوطنة يهودية في فلسطين، وكان الابن في المستوطنة يقنع الأب بالهجرة والأب يرفض أو العكس.

تحاول الجماعات اليهودية في أمريكا بالتحديد الحصول علي هذه الجنيزا. تضيف عطا: قرأت لهم نداء علي الإنترنت إلي الرئيس المصري يطالبونه بهذه الوثائق كما أنهم يوسطون شخصيات أوروبية من أجل الحصول عليها. كما قرأت ردا عليهم كتبته كارمن وينشتاين، رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، تقول إنه إذا كان الفراعنة غير موجودين الآن في مصر فهل يعقل أن يطالب أحد مصر بآثارهم.

متفرقات

أدباء الجزائر يطالبون بالتواصل مع المشرق وإسبانية

عقدت  ندوة ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب عن مضامين واتجاهات المشهد الشعري الجزائري الآن، والتي تحدث فيها عدد من أدباء الجزائر،: محمد زتيلي، ونور الدين طيبي، و حكيم ميلود، وأدراها الدكتور سعيد الورقي، أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية.

وأثني الورقي في بداية الندوة علي إتاحة مكتبة الإسكندرية الفرصة لتواصل أدباء ومثقفي المشرق مع نظرائهم في دول المغرب العربي، إذ أن التواصل الثقافي بين الجانبين ليس بالكافي، خاصة أن مفكري وأدباء دول المشرق العربي لا يعرفون الكثير عن الأدب المغاربي، رغم أن العكس صحيح.

وفي ذات السياق، قال الشاعر حكيم ميلود في مداخلته إن أدباء الجزائر وشعرائها لم يشتهروا إلا بعد أن ذهبوا للبلدان الأخري مثل مصر والشام، متسائلا: "كيف نجدد التواصل الذي لا ينطلق من فكرة التمركز حول الذات؟" وأشار إلي أن هناك الآن ظهور لمناطق شعرية جديدة يمكن أن تثري المشهد الشعري العربي الراهن، إذ أن هناك الشعرية الخليجية والشعرية المغاربية وشعريات أخري تمثل عامل ثراء وتنوع، مؤكدا أن الشعر الجزائري يمثل ضفة من ضفاف الشعر العربي. وألمح ميلود إلي أن التأثيرات في الشعرية المغربية تختلف عن تلك في المشرق العربي، إذ أن اللغات الأجنبية في الأولي وهي الإسبانية والفرنسية تختلف عن الثانية، وبالتالي فالتأثيرات تأتي من ضفاف شعرية أخري.

من جانبه، ذكر الشاعر محمد زتيلي في مداخلته أن الجزائر عانت خلال العقدين الماضيين من الإرهاب، مما أدي إلي حدوث تراجع في تواصل أدباء الجزائر وشعرائها مع العالم الخارجي، وخاصة العالم العربي، بينما في سبعينيات القرن الماضي، كانت جسور التواصل ممدودة.

السجن عاما لصحفية إيرانية أميركية بتهمة الدعاية ضد النظام

أصدر القضاء الإيراني حكما غيابيا بالسجن لمدة عام على الصحافية الإيرانية الأميركية برناز عظيمة بعد إدانتها بالدعاية ضد النظام الحاكم في الجمهورية الإسلامية.

وقال محامي الصحافية عظيمة إن محكمة إيرانية قضت في حق موكلته بالسجن لمدة عام بعد أن أدانتها بتهمة الدعاية ضد النظام عبر أنشطتها في محطة "فردا" الإذاعية التي تبث بالفارسية.

وتتبع "فردا" لإذاعة أوروبا الحرة الممولة من الحكومة الأميركية ومقرها في براغ. وتحظى تلك الإذاعة -التي تبث على مدار الساعة برامج منوعات ونشرات إخبارية- بشعبية كبيرة لكن النظام الإيراني يعتبرها "إذاعة معادية للثورة".

وكانت الصحافية عظيمة توجهت إلى إيران لزيارة والدتها المريضة وصودر جواز سفرها في يناير/كانون الثاني 2007 لكنها تفادت دخول السجن بدفعها كفالة قدرها 550 ألف دولار. وفي مطلع سبتمبر/أيلول الماضي سمح لها في نهاية المطاف بمغادرة البلاد.

وكانت السلطات الإيرانية أوقفت في 2007 في أشهر عدة ثلاثة أميركيين آخرين من أصل إيراني هم الجامعية هالة أصفندياري وعالم الاجتماع كيان تاجبخش ورجل الأعمال علي شاكري، وقد أفرج عنهم جميعهم وسمح لهم بمغادرة البلاد في المدة نفسها.

مترو أنفاق برلين يودع أهم معارضه الفنية

شارك الآلاف من سكان العاصمة الألمانية برلين  في احتفالية أقيمت بالمحطة الرئيسية لمترو الأنفاق بميدان ألكسندر بلاتز لإلقاء نظرة أخيرة على معرض الفنون التشكيلية الموجود فوق جدران أرصفة المحطة قبل إغلاقه نهائيا.

 وسجل المشاركون في الاحتفال أسماءهم في قائمة حملت اسم سجل العزاء، ودونوا كلمات تعبر عن تأسفهم لإزالة المعرض المقام بالمحطة منذ نصف قرن وتحويل أماكن لوحاته إلى مساحات للإعلانات التجارية.

 وتجول مستخدمو محطة ألكسندر بلاتز داخل المعرض في يومه الأخير، بين لوحات مصورة لقصاصات صحف صدرت في مراحل مختلفة، وتعرض وقائع وانطباعات، عن الجوانب المختلفة للحياة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة.

 معلم ثقافي 

وأعلنت الجمعية الجديدة للفنون التشكيلية المشرفة علي المعرض أنها قررت إغلاقه بعد رفض الشركة المحتكرة للمساحات الإعلانية في محطات وسائل مواصلات برلين استمرار إقامة المعرض في محطة مترو ألكسندر بلاتز.

وقالت المتحدثة باسم الجمعية بينيتا بيشاشيك إن الجمعية رفضت عرضا من الشركة لاختيار محطة من بين 43 محطة مترو، لنقل المعرض إليها، لأن جميع هذه المحطات تقع في أماكن نائية بأطراف برلين، ولا يستخدمها سوى عدد محدود من الركاب.

 وذكرت أن المعرض حظي بإقبال كبير من آلاف الركاب الذين يستخدمون محطة مترو ميدان ألكسندر بلاتز في تنقلاتهم اليومية مبرزة نجاح المعرض طوال سنوات في تحويل المحطة إلى معلم ثقافي جذاب لسكان العاصمة الألمانية والزائرين والسائحين المتوافدين عليها.

 واعتبرت أن إغلاق المعرض عكس عدم مبالاة الأجهزة والمؤسسات الحكومية في برلين بالطابع الثقافي للمدينة، وتفضيلهم الإعلانات التجارية المروجة للأنماط الاستهلاكية على القيم الجمالية والثقافية.

 وقالت إن شرائح واسعة من سكان القسم الشرقي في برلين حزنوا أكثر من نظرائهم في القسم الغربي من المدينة لإزالة المعرض، واعتبروا أن غيابه يمثل فقدان جزء من هويتهم ورمزا من رموز عاصمتهم السابقة برلين الشرقية.

 وتحول ميدان ألكسندر بلاتز -تضيف بيشاشيك- إلى أهم ميادين العاصمة الألمانية الموحدة حيث ساعد تقاطع جميع المواصلات فيه على زيادة الاهتمام بالمعرض في السنوات الأخيرة من قبل أكثر من 170 ألف شخص يستخدمون المحطة في تنقلاتهم اليومية.

 وذكرت أن المعرض المغلق شهد خلال الفترة من يومه الأول إلى يومه الأخير 350 معرضا لفنانين تشكيليين من ألمانيا ودول العالم المختلفة.

 دوافع اقتصادية

ومن جانبها قالت بياتا شتوفرز المتحدثة باسم الشركة المحتكرة للإعلانات بالمحطة إن المؤسسة رفضت استمرار معرض الفنون التشكيلية في محطة ألكسندر بلاتز لتتجنب قيام هيئة النقل العام ببرلين بزيادة إيجار استخدامها للمسطحات الإعلانية في المحطة بنسبة 20%.

 وأشارت إلى أن برلمان ولاية برلين المحلي هو من من أصدر قرارا بزيادة موارد الولاية باستخدام جدران جميع محطات المترو بلا استثناء في الإعلانات التجارية.

 معرض عالمي

ويذكر أن هذا المعرض يمثل أكبر معرض مفتوح للفنون التشكيلية في ألمانيا، تأسس عام 1958 بمحطة مترو ألكسندر بلاتز الذي كان يعتبر أهم ميادين برلين الشرقية عاصمة جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة.

وبعد إطلاق وزارة الثقافة الألمانية الشرقية عام 1985 حملة لنشر القيم الجمالية في محطات مترو الأنفاق، تحول المعرض إلى محمية ثقافية رسمية.

 وخضع المعرض بعد إعادة توحيد الألمانيتين لإشراف الجمعية الجديدة للفنون التشكيلية التي تأسست عام 1991 كمبادرة مستقلة تهدف للترويج للقيم الجمالية داخل جميع محطات مترو أنفاق برلين.

محمود درويش في حفل توقيع كتابه أثر الفراشة

أقامت أمانة عمان الكبري بقاعة مسرح البلد بالأردن حفل توقيع لأحدث كتب الشاعر محمود درويش أثر الفراشة الصادر عن عن دار رياض الريس، وقد حضر التوقيع مئات من المثقفين الراغبين في الحصول علي توقيع الشاعر الكبير مما دفعه إلي توجيه الشكر إلي الجمهور الذي يمده دائما ب الإيمان بأن الشعر ما زال ممكنا وضروريا . واعترف درويش بحيرته في تصنيف كتابه الجديد مؤكدا : أثر الفراشة استعصي بالنسبة لي علي التعريف، نثرا أم شعرا أم نصوصا تقف علي التخوم . ثم قرأ درويش عددا من نصوص الكتاب بعد أن قدمه الشاعر زهير أبو شايب حيث قدم درويش بأنه الشاعر الذي به نتعرٌف علي ذاتنا العميقة ونضيء علي عتماتها

وعن أثر الفراشة ، قال أبو شايب يفاجئنا محمود درويش بكتابة أخري يتنقل فيها، كما يتنقل الفراش، بين قصائد تغار من بساطة اليومي ونصوص نثرية تغار من الشعري، ويتحدي الشعر بالنثر والنثر بالشعر ويبحث في اليومي. 

25 نقيبا يوقعون علي بيان مقاطعة معرض باريس

استقبل السفير الفرنسي وفدا من المثقفين والكتاب وأعضاء من النقابات المهنية يحتجون علي اختيار إسرائيل ضيف شرف معرض باريس للكتاب. وقد سلم الوفد مذكرة للسفير وقعها 25 نقيبا ومثقفا. أسباب الاعتراض علي استضافة معرض باريس لإسرائيل كضيف شرف لهذه الدورة.

أوضحت المذكرة كم الإنتهاكات التي قام بها الجانب الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني، بما يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان، وأوضحت المذكرة أنه إذا كانت الاستضافة تأتي بمناسبة الذكري ال 60 لقيام الدولة اليهودية، فإن 60 عاما هي أيضا عمر التشرد والتعذيب والقتل والهوان الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني علي يد الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

ورصدت المذكرة بشكل إحصائي الأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية للحياة في فلسطين، بالإضافة للانتهاكات اليومية لحرية الحركة وحرية التعبير للمئات من الصحفيين الفسلطينيين والأجانب وللأدباء والمثقفين في الأراضي المحتلة.

وأكدت المذكرة أن الموقعين عليها كانوا يتوقعون(ممن يحملون اسم فرنسا، رافعة لواء أسمي مبادئ الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، أن يكونوا أكثر موضوعية وأكثر عدلا وأكثر صلابة في حماية هذه المبادئ، آخذين في الاعتبار ما لبلادهم من مواقف تاريخية تؤكد هذه الموضوعية فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي).

وقع علي هذه المذكرة:محمد سلماوي، محمد عبد اللطيف، صلاح الدين حافظ، علي مهدي، إبراهيم السملالي، محمد فائق، أحمد حمروش، فرج عبد الله المرتضي، عبد المنعم أبو الفتوح، عادل الجار الله الخرافي، نضال عمار، خالد السفياني، منير شفيق، عبد العزيز السيد، سليمان شحومي، حسن جمام، علي إبراهيم، إبراهيم المعلم، مكرم محمد أحمد، السيد راضي، أشرف ذكي، سامح عاشور، حافظ أبو سعدة، مصطفي حسين، عبد العظيم المغربي.

ولم يكتف السفير الفرنسي باستقبال الوفد، ونقل وجهة نظره للخارجية الفرنسية، باعتبارها إحدي الجهات الداعمة للمعرض، بل سمح لهم بإقامة مؤتمر صحفي داخل مقر السفارة، بعد أن رفضت إدارة مركز تجاري مجاور للسفارة دخول عدد من الإعلاميين.

ومن جهة أخري أعلنت وزيرة الثقافة الجزائرية، في لقائها مع محمد سلماوي أمين عام اتحاد الكتاب العرب، مقاطعة الجزائر لهذا المعرض تضامنا مع موقف الإتحاد، كما تلقي سلماوي مذكرات من اتحاد كتاب سوريا وليبيا، للتأكيد عن مقاطعتهم لأنشطة معرض باريس للكتاب. اقرأ ص 5  .

اطلاق جائزة سنغور- ابن خلدون

اعلنت المنظمة العربية للثقافة والعلوم والتربية (الكسو) عن تنظيم الدورة الاولي لجائزة سنغور/ابن خلدون للترجمة في العاصمة الاماراتية ابو ظبي في منتصف آذار/مارس الحالي. واوضحت المنظمة التابعة للجامعة العربية والتي تتخذ من تونس مقرا، في بيان ان تسليم الجائزة تم خلال تظاهرة كبيرة في ابو ظبي في 15 اذار/مارس الماضي في حضور عبدو ضيوف الامين العام للمنظمة الدولية للفرنكفونية. واشارت المنظمة الي ان اربعين مترجما من تونس والمغرب ولبنان ومصر وسوريا والمملكة العربية السعودية وفرنسا وسويسرا سيتنافسون علي الجائزة التي تمنحها الالكسو لاول مرة بالتعاون مع المنظمة الدولية للفرنكفونية. ويترأس لجنة تحكيم هذه الدورة عبدالوهاب بوحديبة رئيس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) ومن بين اعضائها السوري شحادة الخوري رئيس اتحاد المترجمين العرب. ويندرج احداث الجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار في نطاق تنفيذ اتفاقية التعاون المبرمة بين الالكسو والمنظمة الدولية للفرنكفونية في كانون/الاول ديسمبر 2001 في تونس. وتهدف هذه الجائزة الي مكافأة مترجمين عرب واجانب من اللغة العربية الي اللغة الفرنسية والعكس في مجالي العلوم الانسانية والادب. وتنص الاتفاقية علي دعم التعاون بين العالم العربي والعالم الفرنكفوني وتنشيط التبادل بين ضفتي البحر المتوسط. ومن بين اهدافها ايضا دعم التعددية اللغوية وتحقيق حد ادني من الديمقراطية الثقافية. كما تركز علي تبادل المعلومات والوثائق المتعلقة بالقضايا ذات الاهتمام المشترك. وتضم المنظمة الدولية للفرنكفونية ست دول عربية هي في الوقت نفسه اعضاء بالالكسو وهي تونس والمغرب ومصر وموريتانيا ولبنان وجيبوتي

دمشق وليفربول عاصمتان في ميزان الثقافة

تتشابه مدينتا دمشق السورية وليفربول البريطانية باختيار كل منهما عاصمة للثقافة للعام 2008, فالأولى عاصمة للثقافة العربية والثانية عاصمة للثقافة الأوروبية، لكن مع اختلاف المقاييس والإمكانات.

فقد كان الاتحاد الأوروبي قد أطلق التظاهرة باختياره أثينا أول عاصمة ثقافية للعام 1985 لتشجيع المدن الأوروبية على تطوير الإبداع الثقافي, بينما تبنت جامعة الدول العربية فكرة العاصمة الثقافية عام 1996 عبر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (إليسكو).

لكن فيما تختار الدول العربية العاصمة الثقافية مسبقا, فإن المدن الأوروبية تختار على أساس منافسة تشمل تقديم مشروع متكامل مع موازنة جاهزة وبناء على أهميته ترشحها بغض النظر عن كون المدن الفائزة عواصم لبلدانها أم لا.

 سنوات تحضير

تسابقت ليفربول مع 11 مدينة بريطانية وبدأت الإعداد منذ تقديم طلب الترشيح, وبعد فوزها في 2003 بدأت فعليا برنامجا سنويا ممتدا إلى 2010, وكان هذا سابقة كما يقول مايكل دوران مسؤول الإعلام في الفعالية.

من جهتها تقول الأمينة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية حنان قصاب حسن إن التحضير المسبق يمنح المنظمين في أوروبا راحة أكبر عكس الدول العربية.

 وتضيف "الاختيار المسبق للعواصم العربية يجعلنا كمنظمين نعاني من صعوبات عدة, فلا نستطيع تقديم مشاريع دون مصادر تمويل حاضرة, ونضطر لتوفيرها بأسرع وقت, يتطلب أيضا تشكيل المجالس الإدارية والاستشارية للأمانة العامة".

ويبدو تفوق التنظيم الأوروبي حاضرا, فشركة ليفربول للثقافة راعية المهرجان الثقافي أنشأها المجلس البلدي بميزانية 104 ملايين جنيه إسترليني منذ العام 2000, وتعاونت -كما يقول دوران- مع كل المنظمات الثقافية الكبرى في المدينة ليكون البرنامج جاهزا في 2008. 

وفيما ازدهت ليفربول بأجمل حلة بعد أن طورت معارضها الثقافية ومتاحفها, ونسقت مع بلديتها لتنظيم مظاهر المدينة من طرق وأرصفة, بدت شوارع وأرصفة دمشق ورشة أعمال لم تنته, طغى عليها تلوث أثار استياء عاما, اعتبرته قصاب حسن مسؤولية تتحملها كاملة محافظة المدينة.

تعاون واتصالات

من جهة أخرى تعاونت ليفربول مع فعالية دمشق وتواصلت مع أمينتها العامة قصاب حسن التي زارت المدينة البريطانية لعقد مشاريع مشتركة. وتنفي قصاب حسن أن تكون الاحتفاليات العربية استنساخا لا يرتقي للتجربة الأوروبية "فلنا خصوصيتنا التي تميزنا".

وتبدو الفعاليات الأوروبية في دمشق حاضرة بقوة, لكنها ليست كثيفة مقارنة بالفعاليات العربية, كما تقول الأمينة العامة التي تشيد برغبة السفارات الأجنبية في المشاركة باحتفالية دمشق. وتضيف "دمشق ستتميز عن بقية العواصم العربية ببرنامج يشمل ثقافات العالم الأجنبي لا العربي فحسب رغم التوازن الذي حرصنا عليه".

توازن منشود

في المقابل يختلف مشهد ليفربول من حيث متابعة الفعاليات الثقافية العربية، فهي قليلة, وتتمثل في مهرجان وحيد للفنون العربية في يوليو/ تموز, كما يقول دوران الذي يبدو عدم تمييزه بين البلدان العربية والإسلامية واضحا عندما يقدم الراقص البريطاني باكستاني المولد أكرم خان -المشارك في فعاليات دمشق أيضا- عربيا مشاركا في مهرجان ليفربول.

ويضيف دوران أنه تتنوع أنشطة ليفربول بين فن تشكيلي وموسيقى, بمشاركة نجم فرقة البيتلز بول مكارتني, إضافة لمسرحيات لشكسبير وعروض بعنوان عصر البخار تتضمن أعمالا لهوبر وموني وفان غوخ, في تظاهرات 70% منها مجانية. 

أما قصاب حسن فتقول إن دمشق سباقة في العروض المجانية باستثناءات قليلة كعروض فيروز التي خصص ريعها لمشروع ثقافي.

 وتلفت النظر إلى اهتمام الفعالية بالنشاطات الإبداعية في المسرح والموسيقى والفن التشكيلي, وترجمة أعمال سورية للغات أجنبية لتعريف العالم بأدب سوري منتقى بعناية وتوازن.

شارعان

يرحب سكان المدينتين بالتظاهرة "فجميل أن يحتفل المرء بالثقافة في مدينة يسكنها" تقول هند السورية المقيمة في ليفربول, لكنها تضيف أن "الشعور أجمل عندما تحتفل بذلك في وطنك"، وهي تأمل أن تكثف اللجنة المنظمة لاحتفالية العاصمة السورية الدعاية على غرار المدينة البريطانية "التي لا تضاهي دمشق عراقة".

أما البريطاني أوسكار فيقول إن ليفربول التي كانت سابقا أهم مرفأ أوروبي قد استعادت مجدها.

السوري سامر تغمره سعادة تتخللها خيبة أمل منبعها سوء التنظيم, ولم تكتمل فرحته فـ"أجمل العروض لم أستطع حضورها لنفاد البطاقات, فالحضور أغلبه رسمي".

البرتغاليون يتفقدون تراثهم المعماري بالمغرب

بدأ وفد برتغالي وإسباني، وبمشاركة مختصين مغاربة، دراسة التراث المعماري البرتغالي في المغرب، وذلك ضمن ملتقى دراسي نظمه لهذا الهدف معهد الدراسات الإسبانية والبرتغالية ووزارة الثقافة بالمغرب بالتعاون مع المعهد البرتغالي لتسيير التراث المعماري البرتغالي والجمعية البرتغالية للمقاولات المهتمة بالبناء والصيانة المعمارية.

بناؤون مهرة

رئيس شركة العناية بالتراث المعماري المغربي محمد الجطاري وصف البرتغاليين بأنهم بناؤون مهرة، وقال للجزيرة نت إن البرتغاليين كانوا متقدمين جدا في مجال البناء وكانوا يعمدون قبل تنفيذ مشاريعهم الاستعمارية إلى إرسال وفد صغير من بينه رسامون ومهندسون يستطلعون البلاد المعنية قبل استعمارها.

وقال إنهم كانوا يعودون لبلادهم لدراسة بناء مستعمراتهم، وبعد ذلك يعودون للبلاد التي ينوون استعمارها مرة أخرى محملين بجميع لوازم البناء ويقومون ببناء القلاع والحصون قبل أن تنشب الحرب بينهم وبين البلدان المستعمرة.

تراث معماري

بدوره أشار الخبير البرتغالي جورج كورييا إلى وجود تراث معماري غني جدا على امتداد المغرب خاصة بمدن طنجة وأصيلا والعرائش وآسفي والجديدة وأزمور والصويرة، منوها إلى وجود تراث معماري مشترك مع المغاربة في مدن الشمال على ضفة البحر الأبيض المتوسط مثل سبتة والقصر الصغير الموجودة بين مدينتي طنجة وتطوان شمالي المغرب.

وتشهد مدينة القصر الصغير رغم صغر مساحتها على مراحل من الاحتلال المتبادل بين البرتغال والمغرب، وظهر هذا الاسم لأول مرة في المرحلة الموحدية والمرابطية تحت اسم قصر مصمودة لارتباطه بقبائل المصامدة المشهورين بتاريخ المغرب في الشمال، وسمي أيضا قصر اليم لإطلاله على البحر، كما سمي قصر المجاز وقصر الجواز للدلالة على عبور المغاربة والعرب الفاتحين منه إلى الأراضي الإسبانية والإيبيرية في زمن الفتوحات الإسلامية للأندلس. وترك المغاربة بالقصر الصغير مسجدا وحماما وقصورا ومنازل وحدائق، لكن البرتغاليين عندما احتلوا القصر الصغير حولوا المسجد إلى كنيسة والحمام إلى سجن، وكذلك فعلوا في كل مستعمرة.

 صيانة التراث

وبدوره أشار محافظ تراث القصر الصغير عبد اللطيف البودجاي إلى المحاولات المغربية لصيانة تراث المدينة من التلف والانهيار وسوء الاستعمال البشري، وقال إن هذه العمليات كلفت 8 ملايين درهم.

غير أن الجطاري انتقد المنهجية المتبعة حاليا في صيانة التراث المعماري عامة والبرتغالي خاصة، مؤكدا أن هذه الطريقة لن تصمد طويلا في المستقبل، داعيا لاعتماد المنهجية العلمية الصارمة التي تقتضي تكوين فريق متكامل من التقنيين والمهندسين والخبراء، واقترح أن تسند مثل هذه الأعمال إلى شركات ومقاولات مختصة.

من جانبهم أعلن البرتغاليون أنهم اختاروا طريقة علمية لجمع تراثهم المعماري وتكوين خريطة شاملة له بالمغرب.

وقال الخبير كورييا إن بلاده أسندت أمر صيانة التراث البرتغالي بالمغرب لشركات مقاولات مختصة كبيرة.

ومن الجدير بالذكر أن التراث المعماري المغربي بالبرتغال غني جدا خاصة في أزهر المراحل التاريخية وهي مراحل المرابطين والموحدين.

وقد أعلنت رئيسة معهد الدراسات الإسبانية والبرتغالية أمامة عواد عن موعد مقبل لدارسة أمر صيانة هذا التراث والاهتمام به.

مثقفون يهود يقاومون الاحتفاء بإسرائيل في معرض الكتاب

دعا الاتحاد اليهودي الفرنسي لاجل السلام الي تنظيم انشطة خاصة تذكر بنكبة الفلسطينيين عام 1948 في موازاة احتفاء فرنسا باسرائيل كـضيف شرف في معرض الكتاب الفرنسي الذي اقيم بين 13 و19 آذار/مارس.

وافتتح رسميا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره الاسرائيلي شيمون بيريز هذا المعرض الذي قاطعه الناشرون في كل من المغرب وتونس والجزائر ولبنان ومصر والسعودية بسبب دعوة اسرائيل كـضيف شرف. واصدر الاتحاد اليهودي الفرنسي لاجل السلام بيانا اوضح فيه ان حضوره في المعرض ليس مشاركة بل مقاومة لما اسماه العملية التزويرية التي تكرم دولة تقوم تحت ستائر الديمقراطية بالتفريق بين مواطنيها غير اليهود وتتجاهل باعتبارها قوة محتلة كل التزام اتخذته كما تمارس العقوبات الجماعية بحق شعب كامل. وتساءل البيان كيف يمكن الاحتفاء بستين عاما علي نشوء اسرائيل ونسيان ان هذا التاريخ يتوافق ونكبة الفلسطينيين وهل نحقق العدالة لذاكرة البعض اذا حذفنا ذاكرة البعض الآخر؟

واكد البيان ان الاتحاد اليهودي والمجلة التي يصدرها من الجانب الآخر اضافة لمطبوعات دار النشر لافابريك ستكون حاضرة في معرض الكتاب لتذكر بالواقع وبمعني النكبة عبر اصوات لم تكف عن القول داخل اسرائيل ان السلام لا يمكن احلاله بالالغاء والكذب فيما يخص الماضي وهي اصوات تدعو للاعتراف بالآخر.

وسيقيم الاتحاد مجموعة من الندوات واللقاءات والتوقيعات داخل المعرض وخارجه وبين الشخصيات المدعوة للمشاركة في هذه الانشطة الموازية الكتاب والصحفيون آلان باديو وآلان دييكوف واريك هازان والمؤرخ ايلان بابي.

و تشارك الصحفية اميرة هاز (رسائل من رام الله) وامنون راز كراتكوزكين (منفي وسيادة) وميشال فارشافسكي (برمجة الخراب) وايال وايزمن (عبر الجدار) وجمال زحالقة (الثورة الصهيونية ماتت).

وتنظم دور النشر لافابريك و فايار ولاديكوفيرت وبيشي شاستيل اضافة الي مجلة من الجانب الآخر ندوات ونقاشات بينها ندوة بعنوان 20 عاما علي المؤرخين الجدد: اسرائيل في مواجهة ماضيها ..ويعرف الاتحاد اليهودي عن نفسه بانه جمعية تبحث عن سلام عادل في الشرق الاوسط يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويعمل علي تفكيك المستعمرات وازالة الجدار واطلاق الاسري واقامة دولة للفلسطينيين مع ضمان حق العودة لهم اضافة لاعادة النظر بحق عودة اليهودي الي اسرائيل مهما كان اصله كما يقول رئيسه الفخري ريشار فاغمان. وحول المعرض والنشاطات التي ينظمها صرح فاغمان بانه لم يكن من قبيل الصدفة ان يقوم رئيس بلدية باريس برتران ديلانوي بدعوة اسرائيل الي المعرض بمناسبة مرور ستين عاما علي تأسيسها من دون ان يذكر مرور 60 سنة علي نكبة الفلسطينيين. وقال حضورنا في المعرض سيكون لاحضار المسالة الفلسطينية المغيبة وللفت النظر الي استمرار الاحتلال والي ما يحصل اليوم في غزة وما حصل امس في لبنان. نحن هنا لنواجه هذه السياسة وندخل الجهة الاخري في المعادلة.

جائزة بوكر للرواية العربية تعود إلى بهاء طاهر

 بعد كثيرٍ من الجدل الذي بلغ حدّ السِّباب والاتّهامات والْخِلافات داخل اللّجنة وخارجها لمْ يهدأ حتّى السّاعة، خطفت رواية الكاتب والرّوائيّ المصري "واحة الغروب" جائزة بوكر للرّواية العربيّة من بيْن خمْس رواياتٍ وصلت إلى التصفيات النّهائية هي "مديح الكراهية" للسوري خالد خليفة، و "مطر حزيران" للبناني جبور الدويهي، و"تغريدة البجعة" للمصري مكاوي سعيد، و"أرض اليمبوس" للأردني إلياس فركوح، و "أنتعل الغبار وأمشي" للبنانية مي منسي، الّتي اختيرت، بدورها، من أصل 131 رواية كتبها روائيّون من جنسيّات مختلفة.

فى روايته الجديدة«واحة الغروب»، التى لاقت نجاحاً جماهيريّاً واستحساناً نقديّاً عقب صُدورها، يعود بهاء طاهر(1935 ـ ) إلى نهايات القرن التاسع عشر، ولا سيّما زمن ما بعد تمرّد عُرابي وسُقوط مصر تحت الاحتلال الانجليزي، بادِئاً إيّاها بخبر نقل ضابط البوليس المصرى محمود عبدالظاهر، الّذى كان يعيش حياةً لاهيةً بيْن الحاناتِ وبناتِ اللّيل، مأموراً جديداً إلى واحة سيوة المتمرّدة والرّافضة أنْ تدفع الضّرائب لِلسّلطات المركزيّة في القاهرة، وذلك بعد أنْ شكّت هذه الأخيرة فى تعاطفه مع الأفكار الثّورية للدّاعية المصلح جمال الدين الأفغانى، والسياسي الثّائر أحمد عرابى, وعقاباً له على موقفه الوطني من الاحتلال.وهكذا اصطحب البطل معه زوْجته الأيرلندية كاثرين الشّغوفة بالآثار، والّتى تبحث، في سياق اهتِمامها بالحضارات القديمة ولا سيّما المصرية، عن مقبرة الإسكندر الأكبر، قبْل أنْ يجد نفسيْهِما فى عالمٍ جديدٍ شديد التّعقيد يُجْبرهما على مواجهتِه أهْلُ الواحة كمُجْتمعٍ ريفيّ مغلقٍ، فى زمنٍ اختلطت فيه الانتهازية بالخيانة، والرغبة بالحب والبطولة. وفي خضمّ ذلك العالَم، تتبدّل مصائر الشّخصيات الرّوائيّة من محمود وكاثرين وصابر ويحيى وغيرهم من إنجليز ومصريين وشرقيون ومغاربة في الواحة، ويتغيّر وعْيُها بما يجري حوْلها وهي تواجِه الاغتراب والتشرذم إلّا القدّيسة فيونا. وممّا قالتْه كاثرين في الأنْفاس الأخيرة من "واحة الغروب": (كِلانا تغيّر في هذه الواحة، لكنْ لماذا لايكون الأمر هو العكس؟ لماذا لايكون كِلانا في هذه الواحة قد وجد حقيقته؟).

  من هُنا، تعكس أحداث الرواية امتزاج التّاريخ بالواقع بشكْلٍ يعبّر عن هموم الواقِع وإكْراهاتِه، كما يقدّم تجْربة العلاقة المتوتّرة بين الشرق والغرب.وفي هذا السياق، لا يخرج بهاء طاهر عن الموضوعات الأثيرة لديه في كتاباتِه الرّوائيّة من مثل 'أنا الملك جئت' و'قالت ضحى' و'ذهبت إلى شلال'وغيرها، الّتي تُعيد طرح الأسئلة القديمة، لكن الملحّة الّتي لا تزال تبْحث لنفْسها عن أجوبةٍ مُغايرة في سيْروروة تجدّد العلاقات وتشابكِها الدّائميْن مِنْ مثل علاقة المثقف بالسلطة، وآثار التحولات الاجتماعية علي المجتمع المصري، وعلاقة الشرق والغرب.

 وتُعدّ "واحة الغروب"، الّتي صدرت العام الفائِت بطبعتيْن عن داريْ نشر مصريّتين، هي العمل الأدبي السّابع لبهاء طاهر أبرز كتّاب جيل الستينيات في مصر، لكنّها الْأحبّ إليْه، والأشقّ أيْضاً، بعد أنْ بذَل جهْد كبيراً بيْن السّفر إلى واحة سيوة التي تبعد عن القاهرة 130 كيلومتراً، والإقامة فيها لفترة للتعرّف عنْ كثب إلى الناس في عاداتهم وثقافتهم وتفاصيل يومِهم، مِثلما اقتضت منه العودة إلى مراجع تاريخية عديدة، لأنها التّاريخ يشغل حيّزاً مهمّاً من ذاكِرتها النصّية والتخييليّة.

وبلا شكّ، تستحقّ جائزة البوكر الرّواية لأنّها صاحبها صاحِبَ مشْروعٍ سرديّ وجماليّ وثقافيّ ما فتىء يُغنيه، ويفتحه على الأسئلة المركّبة للتّاريخ، اللّغة والثّقافة.وهي، بدورها، لبنة جديدة في صرْح أدب بهاء طاهر المتجدّد، بلْ هناك من يعتبرها ذرْوته.

ولا شكّ، أيْضاً، أنّ الجائزة الّتي تُمنح للمرّة الأولى لروائيّ عربيّ سوْف تُتيح لِلْعمل نافذة على العالميّة بعد أنْ تُترجم إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية، ورصيداً من الْمال لبهاء طاهر النّحيف، المتحفّظ، الهادئ وأسمر البشرة الّذي ينْحدر من أُصولٍ صعيديّة.

وقدْ أُثير حول"البوكر العربيّة"، منذ الإعْلان عنْها، الجدل الكبير بيْن أوساط الكتّاب والمهتمّين، منه ما همّ تغييب بعض البلدان العربيّة من الفوز بالجائزة رغم تجاربها المتميّزة مثل العراق وتونس والسعودية والمغرب، ومصداقيّة لجنة التّحكيم وكفاءتها وتخصصها وما في حُكْم ذلك، وخرج الأمر إلى ردود أقْوالٍ متنشنّجة وانفعاليّة لتصفية حساباتٍ مُديرين ظهورَهم لمُناقشة الرّوايات المرشّحة أصْلاً، وقياس جماليّاتِها في محكّ الرّواية العربيّة وراهنِها.

 ويُذْكر أنّ جائزة «البوكر العربية» أو«الجائزة الدولية للرواية العربية» IPAF، هي النّسخة الأجنبية الثالثة من جائزة بوكر البريطانية التي تأسّست قبل 40 عاماً، وترْعاها مؤسسة الإمارات في أبوظبي.

إلياس حنا ينال جائزة الشعر

منحت جمعية القراءة (لير اي فير لير) الشاعر اللبناني الذي يكتب بالفرنسية الياس حنا الياس جائزة الشعر للعام 2008 عن ديوانه جدتي تروي القمر الذي وضعت رسومه زوجته الفنانة اناستازيا من وحي القصائد.

وفازت مجموعة القصائد الصادرة عن دار موتوس الفرنسية بالجائزة التي تمنح منذ العام 2003 من بين خمسة كتب مقترحة اساسا، اربعة منها مخصصة للاطفال والشباب وكتاب واحد غير مخصص لهذه الفئة العمرية.

وتمنح الجمعية جائزتها كل سنة لاعمال شعرية يتم اختيارها من بين منشورات العام 2007 و2008 وبناء علي سؤال: اي كتاب تودون رؤيته بين ايدي الاطفال؟ ليوضع الكتاب لاحقا وعن طريق الجمعية في متناول 3000 طفل. وتنظم الجائزة بالتعاون مع تظاهرة ربيع الشعراء التي تقام حاليا في فرنسا. وفي غياب الشاعر الموجود في الخارج لاسباب مهنية، تسلمت الجائزة زوجته اناستازيا مساء امس في حفل اقيم في جناح الشباب علي هامش افتتاح معرض الكتاب في باريس.

وستنشر مقاطع شعرية من الكتاب في محطة مترو السان جيرمان في باريس الشهر المقبل.

والشاعر الياس حنا الياس استاذ بمركز تدريب وتاهيل الصحافيين في باريس ومستشار متخصص في الاعلام لدي المفوضية الاوروبية.

إطلاق البوابة العربية لعلوم الإعلام والاتصال

أطلقت مجموعة من الأكاديميين والباحثين العرب من عدة جامعات عربية أخيرا بوابة عربية لعلوم الإعلام والاتصال، تمثل فضاء أكاديميا متخصصا في مجال البحوث والدراسات الإعلامية والاتصالية.

وتهدف هذه البوابة إلى المساهمة بتأسيس مجتمع بحثي عربي فاعل ونشط في مجال علوم الإعلام والاتصال، وتمثل مبادرة مفتوحة أمام جميع الباحثين الذين يؤمنون بالدور المجتمعي للبحث العلمي ويراهنون على أهمية الإنتاج البحثي لتطوير الإعلام العربي.

ويسعى القائمون على هذا المشروع إلى تجاوز ندرة الفضاءات المخصصة للنشر الأكاديمي، وندرة فرص اللقاء والحوار بين الباحثين العرب، وتطوير حقل علوم الإعلام والاتصال عبر تيسير عملية تبادل المعارف والتجارب البحثية.

كما ينشدون التعريف بالبحوث المتخصصة وإسهامات الباحثين العرب في مجال الدراسات الإعلامية والاتصالية لدى الأوساط الأكاديمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، والأوساط المهتمة بمسائل الإعلام والاتصال.

ومن أبرز أهداف هذا المشروع أيضا رصد البحوث المتخصصة في مجال الإعلام والاتصال باللغة العربية أساسا، نظرا لمحدودية المصادر العربية في هذا المجال.

تتألف البوابة من أربعة فضاءات متكاملة هي فضاء المجلة العربية لعلوم الإعلام والاتصال، وهو عبارة عن فضاء بحثي لنشر البحوث والدراسات الأكاديمية الخاضعة لشروط الكتابة العلمية

أقسام البوابة

وتتألف البوابة من أربعة فضاءات متكاملة هي فضاء المجلة العربية لعلوم الإعلام والاتصال، وهو عبارة عن فضاء بحثي لنشر البحوث والدراسات الأكاديمية الخاضعة لشروط الكتابة العلمية، ويهدف إلى تطوير آليات النشر الإلكتروني، مما يسمح بإيجاد فضاءات نشر جديدة بالنسبة للباحثين العرب.

ثم فضاء الأخبار، وهو فضاء مخصص لنشر الأخبار الخاصة بالبحوث العربية في مجال علوم الإعلام والاتصال عبر توفير معلومات عن المؤتمرات والندوات والإصدارات بأشكالها المختلفة (كتب، مقالات وغيرها) والتعريف بنشاطات الباحثين العرب على اختلاف أجيالهم واتجاهاتهم النظرية.

ثم الأرشيف المفتوح، وفيه ينشر الباحثون مقالاتهم وبحوثهم ودراساتهم المنشورة سابقا في مجالات علمية أو كتب جماعية، وذلك من أجل التعريف بإنتاج الباحثين لدى مجتمع الباحثين العرب. ويمثل فضاء الأرشيف المفتوح آلية هامة لتطوير البحث العلمي.

وأخيرا دليل علوم الإعلام والاتصال، ويوفر العناوين الإلكترونية لمواقع كليات ومعاهد أقسام الإعلام والاتصال في الجامعات العربية، وعناوين المجلات العلمية المتخصصة، ومراكز التدريب، ووصلات المواقع الشخصية للباحثين، ومجمل المؤسسات ذات الصلة بالتكوين الأكاديمي.

التفاعلية

تتضمن البوابة العديد من التطبيقات التفاعلية كالتعليق على المقالات والبحوث، والاستفتاءات الإلكترونية، والملفات الخاصة، والنشرة الإلكترونية، وفضاء قضية للنقاش، الذي يمثل منتدى لمناقشة القضايا الراهنة للإعلام والاتصال في العالم العربي.

وقد حققت البوابة انتشارا ملحوظا منذ إطلاقها في الأوساط البحثية والإعلامية العربية. إذ ساهم 28 باحثا في فضاء الأرشيف المفتوح. كما أن للبوابة جمهورا في أكثر من خمسين دولة في العالم.

تستعد هيئة التحرير لإطلاق العدد الأول من المجلة العربية لعلوم الإعلام والاتصال

وتستعد هيئة التحرير لإطلاق العدد الأول من المجلة العربية لعلوم الإعلام والاتصال التي ستكون إلكترونية بالكامل، مما سيساهم في انتشارها وسهولة وصول الباحثين إلى مضامينها.

كما تعمل هيئة البوابة على إضافة العديد من الأركان الجديدة، مثل منتدى للحوار لإضفاء المزيد من التفاعل بين أعضاء قراء البوابة، وفضاء خاص لكتابة مقالات الرأي حول الإعلام والاتصال في العالم العربي، وفضاء المدونات للباحثين، وفضاء موسوعة البوابة الذي سيتبنى نموذج ويكيبيديا.

وفاة الكاتب آرثر كلارك أحد رواد الخيال العلمي

 توفي  عن 90 عاما في مستشفى بسريلانكا الكاتب البريطاني آرثر كلارك بسبب مشاكل في التنفس, هي من أعراض شلل أطفال أصيب به في صغره, وجعله طيلة العقود الثلاثة الماضية أسير كرسي متحرك.

 وتوفي كلارك الذي يعتبر أحد رواد مؤلفي قصص الخيال العلمي في كولومبو عاصمة سريلانكا حيث استقر منذ 51 عاما.

 ولد كلارك في بريطانيا عام 1917 وكان في صباه يتردد على جمعية تهتم بالفضاء, وبدأ ولعه بقصص الفضاء عندما بدأ يقرأ مجلة "قصص مدهشة" (Amazing stories).

 خدم ملازما أول في القوات الجوية البريطانية وتنبأ في دراسة في نهاية الحرب العالمية الثانية بعصر تصبح فيه الاتصالات عبر الأقمار الصناعية, لكن الدراسة كادت ترفض عندما عرض نشرها على مجلة اعتبرتها "حالمة" أكثر من اللزوم.

بـ 30 دولارا

وعندما طرح كلارك نظرية الاتصالات بالأقمار الصناعية نهاية الحرب العالمية الثانية لم يكسب منها إلا 30 دولارا تقريبا, وها هي النظرية قد طورت صناعة تقدر مداخليها بالمليارات الآن, ومع ذلك لم يطلب براءة لاكتشافه.

 توقع كلارك اكتشاف وجود كائنات حية على كواكب أخرى بحلول 2030, وقد ألف نحو مائة كتاب عن الفضاء بينها روايات خيال علمي أشهرها "2001: أوديسا الفضاء", التي كتبها قبل أربعة عقود وتحولت فيلما أخرجه ستانلي كوبريك, هو الآن أحد كلاسيكيات الخيال العلمي.

 وإلى جانب الخيال العلمي, كان كلارك مهتما بالغطس, وهي رياضة ألهمته عشرة مؤلفات وأسس لها مدرسة في كولومبو التي أعفته من الضرائب بعد اقتناعها بمقترح بتقديم مزايا لمن يساهم في توفير العملة الصعبة لهذا البلد.

 أذكروني كاتبا

رغم مواهب كلارك العديدة, كان يفضل أن يذكره العالم كاتبا, وكان يقول إن لديه ثلاث أمنيات أولاها تحقيق السلام في سريلانكا, والثانية إيجاد أدلة على وجود حياة خارج كوكب الأرض وثالثها أن يستعمل العالم وقودا أنظف.

 كتب كلارك أحد أكثر أعماله مبيعا "3001: الأوديسا الأخيرة", وهو في التاسعة والسبعين, وكان راجع أخيرا نسخة روايته الأخيرة "النظرية الأخيرة" التي ألفها مشاركة مع الكاتب الأميركي فريدريك بوهل وتنشر هذا العام.

 أمضى كلارك قبل وفاته عقودا في "كوخ إلكتروني" بسريلانكا يتصل بالعالم الخارجي عبر مذياع وحاسوب يشتغل عليه صباح كل يوم ليرد على رسائل الأصدقاء والمعجبين الإلكترونية.

الهنود السمر يهاجمون اتحاد الأدباء العراقيين

ويدعون لتأسيس البديل!

أعلنت " مجموعة من الكتاب والأدباء العراقيين المستقلين " أطلقت على نفسها تسمية " الهنود السمر " انشقاقها عن اتحاد الأدباء والكتاب الحالي، وسعيها لتأسيس اتحاد بديل " في محاولة لاعادة الهيبة والدور للمثقف العراقي الذي مرغ في الوحل "، بحسب النداء الذي أطلقته هذه المجموعة على شبكة الأنترنيت.

 وهاجمت المجموعة القيادة الحالية للاتحاد التي يراسها د. فاضل ثامر واتهمتها ب" الاصطفاف مع المحتل وتسويغ سياساته وتبرير مواقفه. "

 وجاء في النداء " ان المنشقين من الكتاب والادباء سيناضلون بكل الوسائل الثقافية ضد هذا النوع من الابتذال المفرط، وفي الوقت نفسه العمل على رفض كل المسلمات والقواعد الثقافية والأدبية والفكرية التي خلقت البنية التحتية (وساهمت) مع عوامل أخرى في رمي البلد في أحضان المجهول. "

 وأضافت المجموعة " ان ما كتب من أدب، والاستثناء موجود ونادر، هو من السذاجة والتفاهة بحيث لا يشكل بنية جدية لحداثة حقيقية فهو اما يسوغ سياسات سلطة سابقة او لاحقة أو حزب، أو يتملق أذواق الناس، وكل ما كتب ويكتب خارج حقل التشابه، كل أدب تمردي على مستوى الشكل والمحتوى كان يفسر من قبل السلطة الحاكمة على أنه خروج أو خيانة، ومن قبل الطبقة الثقافية الرثة والساذجة على أنه عصاب نفسي على طريقة مدارس الاتحاد السوفياتي سابقا حيث كان يوضع الكتاب والشعراء والمثقفين (!) والمنشقين (!) في مصحات نفسية أو يتم التشهير بهم على انهم مرضى، وقد كتب عن تلك المصحات طبيب نفسي روسي كتابا يسمى " مرضى رغم أنوفهم "، وقد ورث أحفادهم في نسخهم المتخلفة هذه التقاليد وأضافوا اليها بهارات المهارة الشرقية، اي أن شخصا لا يمكن أن يكون معارضا لهم.. والخ من ترهات يتبناها اليوم المكرسون والممسوحون للخيانة. "

 وفي نداء آخر أطلقه " المنشقون " دعوا الى تأسيس ثقافة بديلة، وقالوا " ان شريحة واسعة من أهل القلم اصطفت مع المحتل بذرائع واهية بل قامت بدور اضافي لم يكن مطلوبا، وهو التصدي لكل الكتاب والشعراء والمثقفين الذين كانت لهم وجهة نظر مسالمة وثقافية وأدبية وسياسية في قضية كبرى هي الحرب والسلام،في حملة شرسة لم تنقطع حتى اليوم، وبما أن غالبية هؤلاء... من الأميين والانتهازيين وأنصاف المثقفين والمرتزقة فقد فشلوا مرتين : مرة في تسويغ الاحتلال، ومرة أخرى في تأسيس ثقافة بديلة.. "

 وأضاف النداء " ان بعضهم انزوى بعيدا بعد أن قبض قيمة ضميره وأتعابه، ودفع البلاد الى الهاوية، وبعضهم ظل ينبح حتى اليوم لا يعرف على من، للحفاظ على ماء وجه لا وجود له، وبعضهم قدم خطاب " الندامة " على مواقفه في دعم المحتل كما لو أن مليوني ضحية وأكثر من 5 ملايين مشرد هم قطيع من النمل.

 والبعض الآخر صار يبيع ويشتري لهذا الحزب أو ذاك، وفريق فر بجلده الى دول الاحتلال كافرا بقوانين الأيام!

 لكن أكثر هؤلاء مكرا واستهتارا هم فريق يقف اليوم بصلابة مستميتا الى جانب مشروع الاحتلال ويحاول تقديم نفسه على أساس أن كل ما حصل كان من مساوئ الديكتاتورية، وهؤلاء حالهم حال الواشي والمرتزق والمأجور، لأن الغدر بالوطن ليس وجهة نظر. "

 وقد أطلق " الهنود السمر " مدونة ألكترونية نشروا فيها الندائين المشار اليهما الى جانب رسالة حملت عنوان " الصحفي يوسف المحمداوي في خطر " جاء فيها أن المحمداوي المحرر في صحيفة (الصباح) البغدادية كان قد نشر مقالا في عموده الثابت في الصحيفة انتقد فيه أداء البرلمان العراقي.

" ظنا منه أن ما يراه على الشاشات من حوارات هي نفسها التي تجري على أرض الواقع، حيث يجلس هؤلاء الساسة (أعضاء البرلمان) امام طاولة عريضة جدا وأمامهم خارطة وطن مذبوح، مطلوب اقتسامه، وأمامهم مسدسات وأقنعة و وبعضهم يرتدي احزمة كاوبوي لكي لا ينسى أنه يفكر ويمشي باقدام أميركية "، وأوضحت الرسالة أن المقال الذي كتبه المحمداوي أغضب اعضاء البرلمان ودفع الصحيفة الى الغاء عموده العمود ، وحذرت من أن يكون ذلك مقدمة لاختطاف كاتبه واسكاته.

 كما نشرت " المدونة " مقالة أشادت بموقف الشاعر سعدي يوسف الذي قالت انه " فضح زمرة من أهل القلم ركبت موجة الاحتلال. "

 ولوحظ أن المجموعة التي قالت ان اعضاءها انشقوا على " اتحاد الأدباء " لم تكشف اسم أحد منهم و لكنها وصفتهم بأنهم " مجموعة من الكتاب والأدباء العراقيين المستقلين "، ولم يتسن ل(ايلاف) معرفة أحد منهم، كما لم يتسن لها معرفة حجم التأييد الذي تحظى به داخل صفوف الاتحاد الحالي. (انتهى)

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 9 نيسان/2008 - 2/ربيع الثاني/1429