احداث البصـرة والضفـة الاخــرى

عدنان آل ردام العبيدي

التساؤل المطروح حالياً الى ماذا انتهت احداث البصرة، هل الى حسم عسكري ام توافق سياسي؟ وهنا يأتي التساؤل الآخر فيما اذا افترضنا ان الحسم قد انتهى عسكرياً ترى من هو الطرف المنتصر ومن الآخر المهزوم؟

 ولا نعتقد ان الاجابة في ظاهرها تحتاج الى مراجعة دقيقة على اعتبار ان بوصلة الاجابة تتجه نحو الدولة كطرف منتصر، وهذا لا يخلو من الصحة لكن بنفس الوقت لا يدعو الى التسليم المطلق بالنتائج مع جماعات تحترف الجريمة بالوقت الذي اكدت فيه الاحداث على ان هذه الجماعات تمتلك اجندات كارثية نتيجة امتلاكها لشبكة علاقات اخطبوطية ببعض الدوائر المخابراتية الاقليمية التي اختارت خندق المواجهة ضد التجربة العراقية الجديدة.

بالتأكيد مسألة ايجابية ان تسجل الدولة نجاحات في أي ميدان تخوض فيه المواجهة لكن ربما هذا لا يتطابق بالاتجاهات والتوجهات مع احداث كاحداث البصرة باعتبار ان الذي حصل ما كان له ان يحصل من الاساس لولا ان الدولة قد تعاملت مع تلك الظاهرة بالتوقيتات المفترضة والمعالجات المدروسة.

ان الذي افرزته احداث البصرة وان كان لا يخلو من الايجاب لكنه يبقى من اشد الاحداث والوقائع ايلاماً نظراً لكونه جاء من قبل جماعات اقل ما يقال عنها انها جماعات عراقية قد غرّر بها او خارجة عن القانون بفعل مسببات قد نكون نحن مساهمين فيها كما اشار الى ذلك دولة رئيس الوزراء.

 نعم سنكون سعداء جداً فيما اذا نظفنا بلادنا من القوى القاعدية التكفيرية الوافدة حتى وان كان ثمن ذلك المزيد من الارواح والدماء، لكن ان تكون الضحايا من كلا الطرفين من العراقيين سواء اكانوا جهلة ام عقلاء فان ذلكم يدخل في سجل خسائرنا وتبدو هذه الخسائر اكبر مع ممارسة عمليات الترويع التي تعرض لها الاهالي من نساء واطفال ومرضى ومسنيّن نتيجة الفعل الهمجي لتلك الجماعات كنتيجة حتمية من نتائج مواجهة الدولة لهم.

اما السؤال عن التوافقات السياسية فيما اذا كان هذا الافتراض واقعاً فيا ترى من هي الجهة السياسية المسموح للدولة التوافق معها لانهاء تلك الظاهرة فيما اذا كان الطرف المستهدف هم الجماعات الخارجة عن القانون؟.

نعتقد ودون تردد ان أي توافق سياسي مع عصابات او مافيات محترفة امر مرفوض البتة خصوصاً بعد اعلان التيار الصدري وزعيمه السيد مقتدى الصدر براءته عن كل من يرفع السلاح بوجه الدولة وبذلك يبقى خيار الدولة الوحيد هو اجتثاث هذه الظاهرة بكل جذورها كي لا تجد بعد الآن المناخات التي قد توفر لها عوامل الظهور من جديد.

* رئيس تحرير صحيفة الاستقامة

رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7 نيسان/2008 - 30/ربيع الاول/1429