الحصاد الثقافي الشهري- آذار 2008

(الجزء 1-3)

بول شاوول يهاجم "الأصولية الطائفية"

شبكة النبأ: هاجم الشاعر اللبناني المخضرم بول شاوول، بالجزائر، ما سماها "الأصولية الطائفية"، وقال إنّ الأخيرة "حوّلت اللبنانيين إلى قطعان"، ورأى شاوول إنّ هذا النوع من الأصولية كما "الأصولية الإسلامية" يفتقدان إلى أي مبادرة فردية، وجعل ذلك من تحقيق التقدم محض وهم.

وفي محاضرة ألقاها بالمكتبة الوطنية الجزائرية، وتمحورت حول "لبنان والمثقف العربي"، توقف شاوول مطوّلا عند تموقع لبنان كقبلة لمختلف المبدعين الأحرار، وأضاف مباهيا إنّ بيروت كعاصمة للديمقراطية الفكرية والعقائدية، ألهبت قرائح عموم المفكرين والكتاب العرب، وأغرتهم بمعانقتها، طالما إنّ الممنوع والمحرّم في بلدانهم لا محل له من الإعراب في لبنان، واعتبر أنّه ما من كاتب عربي اضطهد إلا ولجأ إلى بيروت، كما رأى الشاعر الإشكالي المثير للجدل منذ ظهوره في بداية السبعينيات، إنّ بيروت "تصر على التجلي كمدينة حرة تكسر حواجز الحدود والعقيدة"، مسترجعا زمن سقوط الاتحاد السوفييتي الراحل، وبروز الأحادية القطبية، وكيف أنّ لبنان لم يبالي وحرص على تمكين مواطنيه من تشرّب مختلف الينابيع وتذوق الفكر الديمقراطي الحر، من خلال حركة نشر مكثفة زخرت بخمسمائة دار نشر، ما جعل منها ملاذ كل مبدع.

وانتهى شاوول إلى الجزم بأنّ إمارة دبي هي المكان العربي الوحيد الذي يعيش سياقات العولمة بكل خصائصها وتموجهاتها، لكنه حذر من الانعكاسات السلبية للعولمة وممارساتها على توازنات الكينونة وماهية الذات العربية.

مهرجان الدوحة الثقافي بحث تفاعل الفنون الإسلامية والعولمة

 انخرط باحثون وأكاديمون عرب في ثالث أيام مهرجان الدوحة الثقافي السابع في ندوة فكرية سلطت الضوء على موضوع الفنون الإسلامية من زاوية تفاعل هوية العنصر التراثي فيها بمجتمع العولمة.

وقدم ثلاثة باحثين اليوم الأحد أوراقا تطرقت إلى هذا الموضوع قبل أن تتحول مداخلاتهم إلى موضوع نقاش شارك فيه الحضور وتطرق إلى مفاهيم فلسفية كاحتمال وجود صدام بين الفن والعقيدة.

ومعلوم أن المهرجان أولى اهتماما كبيرا في هذه الدورة بالفنون الإسلامية، حيث أقام مركز الفنون البصرية القطري ملتقى دوليا و سلسلة معارض في قاعات فندق شيراتون الدوحة عرضت فيها نماذج من الخزف والطباعة الفنية والتصميم وصورا ورسومات تتوزع بين التشكيل والحروفية. وتعود هذه الأعمال إلى فنانين قطريين وعرب من بلدان عدة.

أول المتحدثين في الندوة التي عقدت تحت عنوان "الفنون الإسلامية بين هوية التراثي ومجتمع العولمة" كان الفنان والأكاديمي التونسي الدكتور لحبيب بيدة. مداخلة بيدة تمحورت حول تحديث الفكر الجمالي العربي والإسلامي في زمن العولمة، وقال في مقدمة مداخلته "بالفن أصبح الإنسان إنسانا ولولاه لما انفصل عن حيوانيته ولما أصبح ناطقا مفكرا أو متكلما صانعا.

تحريم التجسيم

وأشارت الدكتور بيدة في ختام المداخلة إلى موضوع كان محور أسئلة طلبته في المعهد العالي للفنون في تونس ويتصل بمقولة تحريم الفن التجسيمي عند المسلمين وطغيان الفن التجريدي لديهم.

وقال إنه كان يحيلهم إلى مقولة الباحث الفرنسي الدكتور ألكسندر بابادوبولو التي قال فيها "إننا نستطيع التأكيد في آن واحد أن الفنان المسلم اخترع جمالية الفن الحديث قبل ستة أو سبعة قرون (مقارنة بالتجريد الغربي)، وأنه بفضل تحريم تمثيل الأحياء وبفضل فقهاء الحديث الذين لم يكونوا يفهمون شيئا عن الرسم قد عرف أن جوهر كل فن وقانونه الأسمى هو أن يكون عالما مستقلا وأن لا يخضع إلا لمنطقه الخاص، وذلك ما يعلنه عاليا مجموع الرسم الإسلامي".

من جهتها تساءلت الأكاديمية والفنانة اليمنية الدكتورة آمنة النصيري في مستهل مداخلتها "لماذا نعزل أنفسنا عن العالم ونعتبر أن لدينا قضايا أخرى غير تلك الموجودة لدى الآخرين؟".

وقالت إن التراث الإسلامي تماهى منذ بدايات القرن الماضي مع النسيج التشكيلي العالمي ووظفه من خلال منطلقات مختلفة، مضيفة أنه "من الصعب العودة الآن إلى الإرث الإسلامي ككيان مستقل".

الجمالية الإسلامية

ورأت النصيري في بحثها أن "الجمالية الإسلامية قامت على شرط ضمني يربط الكمال بالجمال ويحدد طبيعة كل منهما، فالأول مطلق والآخر مقيد بالمادة أي بالمحسوس". وقالت إن الفكر "الجمالي الإسلامي الذي صيغ من مصادر فلسفية عديدة يعكس الحضور القوي للمضمون العقائدي خاصة فيما يتعلق بوحدة الوجود".

وتطرقت الفنانة اليمنية إلى الموضوع ذاته في المداولات اللاحقة حيث ردت على سؤال حول وجود صدام بين الفن والعقيدة بالقول إنها لا ترى شيئا من هذا القبيل سواء كانت العقيدة إسلامية أو مسيحية، لأن في الفن شيئا من الميتافيزيقيا وأنه لا يمكن أن يقف في صدام مباشر مع الفضيلة.

 إبراهيم إسماعيل: الفنون الإسلامية والغربية تتفاعل فيما بينها (الجزيرة نت)

وذهبت النصيري إلى حد المطالبة بالاعتراف بوجود رؤية شرقية للفن، مشيرة إلى أن هذه الفكرة يتمثلها سمير الصايغ في ممارسته التشكيلية وفي تنظيراته باعتباره من الفنانين الذين يتخذون من الحرف العربي عنصرا أساسيا في أعماله.

المداخلة الثالثة كانت للدكتور إبراهيم إسماعيل وعنوانها "الفنون الإسلامية والغربية.. صراع حضارات أم حوار ثقافات؟".

ورأى إسماعيل -وهو باحث مصري مقيم في الدوحة- أن الفنون الإسلامية والغربية تجاوزت مرحلة الصراع والحوار إلى مرحلة التفاعل والتحالف، مضيفا أن هم الفنان الأساسي هو الجمال.

حتى لا يرى الشرقي أناه إلا بمرآته

 يقول الباحث السوري وأستاذ اللغة العربية بجامعة حلب الدكتور حسين الصديق إن الشرقي يرى صورته في مرآة الغرب مشوهة، جاء ذلك في محاضرته "الأنا في مرآة الآخر" في ندوة الثقافة والاستشراق التي عقدت بالدوحة أمس.

 واعتبر الصديق محاضرته دعوة إلى العودة إلى ذات غير مشوهة, "حتى لا نرى نفسنا دائما في مرآة غربية أنتجت تغريبا سياسيا وثقافيا يمارسه الغرب ضدنا بأيدينا".

 ويضيف أن الاستشراق ساعد تاريخيا في رسم صورة الشرق, ويجب مع ذلك عدم إهماله, فهو "يبين آلية القوة الأطلسية في السيطرة علينا" كما يقول الكاتب الفلسطيني الأميركي الراحل إدوارد سعيد الذي يتعدى التعريف التقليدي  للاستشراق إلى تعريف أنثروبولوجي يجعله "مؤسسة مشتركة للتعامل مع الشرق وأسلوب غربي للسيطرة عليه".

 وقال الصديق "لقد كانت للاستشراق مراحل ثلاث: التأسيس ثم الازدهار المرتبط بالتوسع الاستعماري, فاستشراق جديد" يراه الباحث السوري الأخطر على الإطلاق.

 "إذا كان الاستشراق بمرحلتيه الأولى والثانية قدم خدمات جليلة للثقافة العربية والإسلامية.. فإن هذه الخدمات تغيب كلية في استشراق جديد أميركي أساسا" 

الاستشراق الجديد

فإذا كان الاستشراق في مرحلتيه الأولى والثانية قدم خدمات جليلة للثقافة العربية والإسلامية "بغض النظر عن كونه وضع لخدمة الاستعمار", فإن هذه الخدمات تغيب كلية في استشراق جديد -أميركي أساسا- يستفيد من نتائج العلوم الإنسانية.

 يهتم الاستشراق الجديد بما يسميه الدكتور الصديق ثقافة غير عالمة (تمييزا لها عن ثقافة عالمة مكتوبة), وهي ثقافة حية منتشرة بين الناس, بدأت محاولات اختراقها القرن الماضي, لكن لم تشتد إلا بعد انتشار التلفزيون.

 هذا الاستشراق لا يهتم بالثقافة "التي هي للحاضر" بل يركز على التعليم الذي هو للمستقبل.

 علاقتنا بأنفسنا

ويرى الكاتب السوري أن هذا الاستشراق يساهم بهذا في إعادة تشكيل ثقافتنا ولا يصوغ علاقة الشرق والغرب فقط بل علاقة الشرقي بنفسه وبحضارته أي أنه "يشكل صورتنا عن أنفسنا".

 ويقول إن الاستشراق يقدم صورة قبيحة عن الشرق إلى الغرب, إذا احتل فيه العربي مكانا لجذب الانتباه فإنه كما في رأي إدوارد سعيد "يحتله كقيمة سلبية".

 هذا الاستشراق لا يكتفي بتقديم صورة مشوهة بل يعرض بديلا مجانيا بالدعوة إلى تقليده, ويتجلى ذلك في المفاهيم التي يقدمها, واهتمامه بمسألتي الثقافة والتعليم, وهو اهتمام ليس جديدا, كما تدل عليه رسالة لنابليون (موجودة في أرشيف الخارجية الفرنسية) يوصي فيها جنرالا اشتكى هزيمة قواته في مصر بأن يرسل –عملا بنصيحة مستشرق- 500 من المماليك إلى فرنسا يشاهدون عظمة الأمة الفرنسية" وسيكونون عند عودتهم "حزبا ينضم إليه غيرهم".

"الاستشراق حين أراد السيطرة صنع برعاية السياسيين للمجتمعات مفهوماتها عبر مثقف بات ممزقا بين موروث يسري في لاوعيه ومعيش مستورد"

الموروث والمستورد

ويضيف الدكتور الصديق أن الاستشراق حين أراد السيطرة, صنع برعاية السياسيين للمجتمعات مفهوماتها, عبر مثقف بات ممزقا بين موروث يسري في لاوعيه ومعيش مستورد.

 ليست دعوة إلى رفض الاستفادة من الثقافات الأخرى –يقول الدكتور الصديق- لكن إلى أن تكون الثقافة الأم هي الأصل, ويُعرض علينا كل ما عند الآخرين دون أن يختص الغرب, فهناك حضارات صينية ويابانية وهندية لها مفاهيمها أيضا.

 التعليم كلمة ترددت كثيرا في محاضرة الباحث السوري الذي يحذر من أن الاستشراق الجديد في اهتمامه بهذا المجال, وإن سار على خطى الاستشراق القديم الساعي لتربية الأجيال على ثقافته, فإنه عكسه يهدف إلى تجهيل الأجيال وجعلها من غير ثقافة على الإطلاق.

ميثاق البث الفضائي يثير الجدل في مؤتمر الإصلاح العربي

 انتقد المشاركون بالمؤتمر الخامس للإصلاح العربي الذي يعقد في مكتبة الإسكندرية ميثاق تنظيم البث الفضائي الذي أقره وزراء الإعلام العرب مؤخرا، معتبرين أنه يعزز سيطرة الحكومات على وسائل الإعلام ويشكل دليلا على تراجع مناخ الحرية والتعبير في الوطن العربي.

 فقد قال مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين في افتتاح المؤتمر الأحد إنه لا إصلاح دون إصلاح ثقافي للمجتمع يمر بتطوير الخطاب الديني والإعلامي، خاصة أن العالم العربي مستهدف وله من الأعداء ما يكفيه، على حد تعبيره.

 وأضاف سراج الدين أن عالمنا العربي يواجه تحديات كبرى أهمها المصداقية والشفافية وضمان حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الكبرى.

 سيطرة الحكومات

من جهتها شددت سهام الفريح نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان على أهمية الحرية شرطا أساسيا للتنمية البشرية، مؤكدة أن الإعلام هو الوسيلة الوحيدة لحماية الحرية.

 "وثيقة الإعلام العربية "

وأضافت أن الحرية تتمثل في منح الشعوب حرية الحصول على المعلومة وإبداء الرأي والنقد وكشف الفساد بعد أن فشلت وسائل الإعلام الحكومية في العالم العربي –حسب قولها- بنقل آراء الشارع وهموم المواطن، وإهمالها المتعمد لقضايا المشاركة السياسية.

 وأشارت الفريح إلى وجود فجوة ضخمة في عدد المؤسسات الإعلامية وبين تأثيراتها المطلوبة في المتلقي العربي، ويعود ذلك برأيها لعدم توافر الصدق والموضوعية، بعد أن تحولت المنابر، حسب قولها، لبث الفرقة والتفكك بين صفوف الشعوب العربية.

 وقالت إن ميثاق تنظيم البث الفضائي يعزز من سيطرة الحكومات على وسائل الإعلام ليضاف إلى تقهقر حرية الصحافة في العالم العربي بعد أن احتلت الدول العربية المراتب من 85 إلى 162 على مستوى العالم.

 وثيقة إذعان

من جهته حذر المفكر التونسي عبد السلام المسدي من تضاؤل دور الإعلام في توسيع المشاركة وتعزيز الديمقراطية، بسبب تراجع مناخ حرية التعبير نتيجة هيمنة الدول التي تقوم بسن قوانين تقتل الإبداع، على حد قوله، وتعمل على هرب الجمهور إلى وسائل إعلام خارجية.

 كما تحدثت رئيسة منظمة المرأة العربية ودودة بدران عن الإعلام ودوره التوعوي والتثقيفي حول قضايا المرأة، ودوره في توعية المرأة بكل حقوقها، وإتاحة الفرصة للمثقفات والمبدعات وجعل مشكلات المرأة جزءا من مشكلات المجتمع.

 أما الأمين العام للبرلمان العربي السابق بجامعة الدول العربية عدنان عمران فقد اعتبر وثيقة تنظيم البث الفضائي وثيقة إذعان حافلة بعبارات غامضة يمكن أن تفسر بأكثر من تفسير.

 واقترح عمران وضع مشروع وثيقة مقابلة يشترك فيها رجال القانون واتحاد الصحفيين العرب ويعرض على وزراء الإعلام العرب للخروج بوثيقة جديدة علمية وقانونية.

 والجدير بالذكر أن المؤتمر الخامس للإصلاح العربي الذي جاء تحت عنوان "الإعلام والديمقراطية والمسؤولية المجتمعية" يستمر ثلاثة أيام، وهو يشهد حضورا عربيا كثيفا زاد المشاركون فيه عن 600 مشارك على رأسهم نخبة من الصحفيين والإعلاميين المخضرمين من شتى أنحاء العالم. 

جامعة القاهرة تناقش الفلسفة الاندلسية العربية والاسبانية

 رغم وجود كلمة "المعاصرة" ضمن عنوان مؤتمر "الفلسفة الاندلسية العربية والاسبانية المعاصرة" فان كثيرا من البحوث والمناقشات دارت حول الفيلسوف ابن رشد وقضايا بعيدة عن المعاصرة في المؤتمر الذي افتتح الأحد بجامعة القاهرة.

لكن عاطف العراقي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة تجاوز قرونا من الجدل حول ابن رشد وعصره وصولا إلى الوقت الراهن مشددا على أنه "لم ينصف ابن رشد إلا الغرب" في حين توارى التيار العقلاني الذي مثله ابن رشد في الثقافة العربية المعاصرة.

والعراقي الذي شارك في المؤتمر ببحث عنوانه "أثر ابن رشد في الثقافة العربية والثقافة الغربية" له أكثر من كتاب عن حياة ابن رشد وفلسفته وتجلياتها المعاصرة.

وردا على تواري عقلانية ابن رشد في الثقافة العربية المعاصرة قال إن تيار ابن رشد لا يجد هوى لدى الدول العربية المنتجة للنفط حيث تعمل هذه الدول على نشر "تيار (أبي حامد) الغزالي وابن تيمية... الغزالي ليس فيلسوفا ومن لديه دليل فليعلنه".

وأضاف أن بعض الباحثين العرب أخطأوا في حق ابن رشد حين قالوا إنه سعى للتوفيق بين الفلسفة والدين وأن استمرار تيار ابن رشد وتأثيره في الغرب يرجع إلى الحس النقدي لدى كليهما.

وينظم المؤتمر قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة بالتعاون مع معهد ثربانتس بالقاهرة ومركز الدراسات الايبيروأميركية ويشارك فيه باحثون من مصر واسبانيا والجزائر وتونس واليمن والعراق وموريتانيا والمغرب.

ويأتي المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام في سياق احتفال جامعة القاهرة بمرور مئة عام على انشائها.

وقال مقرر المؤتمر أحمد عبد الحليم عطية أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة ان انشاء الجامعة المصرية عام 1908 كان تجسيدا لحلم النهضة لدى النخبة المصرية بتأسيس "جامعة للتعليم العالي ضد رغبة (المندوب السامي البريطاني) اللورد كرومر صاحب دعوة التوسع في التعليم الاولي وانتشار الكتاتيب" لكن المثقفين الوطنيين رأوا في الجامعة تجسيدا للتحرر والتقدم.

وربط عطية بين الحس الليبرالي في تلك الفترة والاستفادة بخبرات المتخصصين الأجانب حيث "يمثل حضور كبار الاساتذة الاوروبيين ملمحا هاما من ملامح الدراسة في الجامعة المصرية" مشيرا إلى أن عددا من الفلاسفة كانت لهم اسهامات في الدرس الفلسفي والحداثة في مصر.

وضرب مثلا بأحد "أهم الاساتذة الاسبان الذين أسسوا الدرس الفلسفي في مصر وصاحب الجهد الكبير والتأثير الهام على الثقافة العربية والمثقفين المصريين في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين هو الكونت (بيثنتي) دي جالارثا" مؤسس قسم الفلسفة بجامعة القاهرة.

وأورد عطية ما ذكره كتاب مصريون بارزون منهم زكي مبارك وعبد الرحمن بدوي عن دور دي جالارثا ومكانته.

الكتاب بين التبعية للنظام ومعايير النشر في ندوة بأبو ظبي

 في محاولة لاستقراء واقع الكتابة والكاتب في العالم العربي، ناقش أدباء المتغيرات التي جعلت من الكاتب أحيانا إما تابعا للنظام أو خاضعا لمعايير النشر التجارية في أحيان أخرى.

 جاء ذلك في ندوة عقدت على هامش معرض أبو ظبي الدولي للكتاب المستمر في المدة بين 11 و16 مارس/ آذار الحالي في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض.

 وفي مداخلته قال الأديب المصري جمال الغيطاني إن الواقع الأدبي العربي يعيش عددا من الظواهر الجديدة، منها تدخل الناشر في نص الكاتب وتحوله إلى طرف في عملية التأليف، بل وفرض بعض الموضوعات حسب ما يتطلبه السوق.

 وأشار إلى سعي المؤسسات وراء رفع أرقام التوزيع التي أكد -من موقعه كرئيس تحرير صحيفة الأدب- أنها غير حقيقية، بالإضافة إلى وضع معايير للترجمة، مثل إدخال خلطة أدبية بغرض تكريس صورة معينة تتفق مع الرؤية الأجنبية كإظهار الإسلاميين بمظهر معين، حسب قوله.

 وذكر الغيطاني أن الوضع مختلف في الغرب حيث هناك الكثير من الوسائل المحترمة للتوزيع، فالتلفزيون هو وسيلة للترويج للكتب، كما أن الجوائز ذات مصداقية كبيرة. ودعا إلى إعادة تقييم الأدب على أسس القيمة، وعبر نقاد كبار -وليس الناشرين- يحددون قيمة الكاتب.

 عالم فوضوي

من جهتها وصفت الكاتبة السعودية بدرية البشر الجو الذى يعيشه المبدع في عالمنا اليوم بالفوضوي، مستدلة على ذلك بحاجة المبدع إلى مؤسسات أخرى لتدعمه، مما يعرضه -حسب قولها- للابتذال سواء المادي أو تسويقه كعنوان مثير فقط، مما يحرمه من عيش التجربة الإبداعية.

 وألقت البشر اللوم على الناشر في التغرير بالكاتب والنص، داعية إلى تحمل دور النشر مسؤولياتها قبل وضع أسمائها على الكتاب، وعدم التسامح مع الناشرين غير الجادين.

 ومن مظاهر الفوضى الأخرى، كما ترى البشر، ظاهرة الاندفاع نحو كتابة الرواية، الناتجة عن الظروف السياسية والثقافية والديمغرافية، مما فرض مزيدا من التحدي على الكاتب الجاد.

في المقابل كان للكاتب السوري الدكتور نزار العظمة رأي مخالف، حيث ذكر أن المبدعين يتعرضون لمتغيرين هامين هما العولمة والهيمنة من الداخل، مشيرا إلى محاولة المؤسسات الثقافية الرسمية الهيمنة على المبدع وإيجاد وظيفة له في النظام.

 وانتقد العظمة هؤلاء المبدعين معتبرا أنهم يسيرون في ثلاثة مسارات، إما وفقا للوصفة والخلطة الأيديولوجية وخدمة النظام القائم، أو ممن لديهم تجارب إنسانية دفعتهم للاستغراق في الذات، أو آخرين تعقموا في الاستقراء المحلي

وبالتالي قصروا الوظيفة الأساسية للإبداع.

 وأكد العظمة أن المسؤولية تقع على كاهل المبدع وأن عليه الاختيار ما بين الوظيفة والإبداع، فإما أن يكون "قد خان الإبداع باختيار الوظيفة، وإما عليه أن يدفع الثمن في حالة اختيار الأخيرة، كما دفعها كتاب الطليعة إما تشردا أو تهجيرا أو منعا أو اعتقالا".

 "دعا الحضور إلى ضرورة تعليم النشء الاهتمام بالقراءة، وكذلك التنسيق بين المشروعات الثقافية الكبرى بالدول العربية وضرورة إرساء ثقافة المرونة في التفكير"

الخصوصية والانفتاح

وتطرقت الندوة كذلك إلى العلاقة بين الخصوصية والاستفادة من العولمة، وأكد المشاركون عددا من الأمور منها ضرورة التعامل مع الأدب العربي ككل دون التفريق بين أدب مصري أو سعودي أو غيرهما، وفي نفس الوقت الحفاظ على الثقافة العربية ثقافة إنسانية لها خصوصيتها.

 كما أكدوا أيضا ضرورة الانفتاح على الثقافات الأخرى، واستيعاب وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، وأن نكون طرفا فيها.

 واختتمت الندوة بالدعوة إلى ممارسة كل من النقاد والمبدعين والناشرين دورهم، سواء عبر الابتعاد عن المجاملات الشخصية في النقد، وتبني المبدعين الكبار للمواهب الجديدة، وتقديم الإبداع العربي عبر ترجمة الأعمال الجيدة وليس أعمال كل من لديه تكلفة الترجمة.

 كما دعا الحضور إلى ضرورة تعليم النشء الاهتمام بالقراءة، وكذلك التنسيق بين المشروعات الثقافية الكبرى بالدول العربية وضرورة إرساء ثقافة المرونة في التفكير.

أديبتان سعوديتان تناقشان في أبو ظبي هموم المرأة الكاتبة

 أكدت كاتبتان سعوديتان بندوة في معرض أبو ظبي للكتاب على وجود عوائق تواجه الأديبات السعوديات رغم الانفتاح الذي حدث بالعقد الأخير في المجتمع السعودي.

وقالت الكاتبتان ليلى الجهني وبدرية البشر في حديث عن التجربة النسائية الأدبية في المجتمع السعودي إن النساء المشتغلات بحقل الأدب ما زلن يعانين من الرقابة المجتمعية، والخلط ما بين الخاص والعام ومحدودية التجربة المكانية، رغم طفرة الأعمال الأدبية النسائية السعودية في السنوات الأخيرة، حسب تعبيرهما.

وبررت الأديبتان تلك الطفرة التي وصلت إلى نحو ستين رواية عام 2006، بالعديد من العوامل منها "الأحداث السياسية الكبرى كحرب تحرير الكويت، وأحداث 11 سبتمبر/أيلول".

وتقول الجهني إن تلك الأحداث أدت إلى انفتاح المجتمع السعودي، كما أن وجود الفضائيات والإنترنت، والحرية في التعاطي مع مصادر المعلومات، دعا إلى إعادة النظر في كثير من الأفكار والرؤى المطروحة، وكان من نتيجة ذلك "شهوة" للكتابة في محاولة لفهم ما يجري من أحداث والتعبير عنها.

من جهتها، أرجعت بدرية البشر تلك الطفرة إلى التاريخ الطويل للصمت وتقييد حرية التعبير، وتراجع ما سمته سطوة التيار المتشدد، ووجود ما يزيد عن 60% من المجتمع في سن الشباب والطفولة، الأمر الذي ساهم برفع سقف حرية التعبير حسب قولها.

 الحديث المحظور

ونفت البشر أن تكون الكتابة عن الجنس ضمانة الأديبات السعوديات للنجاح، واعتبرت أن الكتابة عنه ليست محرمة، ولكن استقباله داخل ثقافته هو الذي يقرر ما إذا كان محرما أم لا. وأضافت أن الرواية هدفها الأساسي رصد الواقع الإنساني.

بينما ألقت الجهني المسؤولية على دور النشر بالتركيز في ترويجها للأعمال السعودية على تعرية ما يجري في المجتمع السعودي، للتماشي مع رغبة الناس بكشف مخفيات مجتمع ظل لفترة طويلة "كالقارة المجهولة". وأشارت إلى أن تلك الأعمال نجحت بتعرية زوايا معينة فقط في الحياة السعودية.

اختلاف الأجيال

وتناولت الأديبتان في الندوة الفروق بين جيليهما والأجيال الأدبية التي سبقتهما، فذكرت الجهني أن تلك الفروق ناتجة عن اختلاف الظروف، حيث قلت القيود الاجتماعية، مقابل زيادة وعي المرأة بنفسها وبقضاياها وحقوقها.

من جهتها رأت البشر أن الاختلافات الفنية ناتجة عن اختلاف القضايا والظرف الحضاري الذي لا يخص المجتمع السعودي دون غيره، وإنما عاشتها المجتمعات البشرية بشكل عام، حيث ركزت الأجيال النسائية السابقة على المدرسة الرومانسية والقضايا البسيطة، بينما تأثرت الأجيال الجديدة بالانفتاح التكنولوجي وعوامل الاتصال.

 عوائق الكتابة

وعن الضغوط التي تواجه الأديب السعودي رجلا كان أو امرأة، قالت الجهني إنها وقعت ضحية للمحاكمة الشخصية بسبب العقلية الاجتماعية التي تخلط بين النص المكتوب والحياة الشخصية.

من جهتها، قالت البشر إن كونها امرأة جعلها تعاني بدرجة أكبر، وأوضحت أن المحددات التي تعوق ظهور المرأة في الحياة الاجتماعية حرمها من ثراء تجربة الاحتكاك بالشارع، وحدّ من التجربة المكانية في كتاباتها.

 وأضافت البشر أن جرأة المرأة ومحاولاتها تخطي الموانع جعلها تدفع الثمن عبر فضول الجميع في البحث عن تفاصيلها الشخصية.

دعوة من جامعة الموصل للاصلاح والتغيير في العراق

اعتاد مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل على اختيار احداث الساعة لتكون موضوعاً لندواته من اجل دراستها وايجاد الحلول الناجعة لها.

وثنائية "الاصلاح والتغيير" التي تشكل احدى ابرز آليات النهوض الحضاري للامم هي موضوع الندوة العلمية الثامنة والعشرين للمركز.

وقال الدكتور أبي سعيد الديوجي رئيس جامعة الموصل في كلمته الافتتاحية "ترتفع الدعوات من اجل الاصلاح السياسي والاقتصادي والتغيير الاجتماعي ليس في العراق وحسب وانما في العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط".

واضاف الديوجي "فالاسلام بجوهره ومعانيه السامية وحكمه البليغة لا يمكن ان ينتشر ما لم يكن هناك داع الى الاصلاح، فالاصلاح والتغيير مهمان، فمن المهم وعلى مستوى البلاد ككل ان يشهد هذا المجتمع اصلاحا اجتماعيا واخلاقيا وسياسيا (..) كما ان اساس الناس الذين نادوا بالاصلاح كان غرضهم اصلاح المجتمع.

وأشار الدكتور ابراهيم خليل العلاف مدير مركز الدراسات الاقليمية ورئيس اللجنة التحضيرية للندوة في كلمته الى "ان الدعوات الى التغيير والاصلاح التي انطلقت في مطلع الألفية الثالثة ليست بجديدة وانما هي قديمة ومنها دعوات الاصلاح التي شهدها العالم في القرن التاسع عشر في روسيا والدولة العثمانية ومصر واليابان".

وتابع العلاف "لكن الدعوة الجديدة ببعدها العولمي أخذت طابعاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً واستندت الى سلسلة من تقارير التنمية البشرية حول الشرق الاوسط، وكل تلك التقارير تؤكد اهمية الاصلاح والتغيير الذي ينبغي ان يبدأ من النفس ومن الداخل وليس استجابة للدعوات الخارجية فقط".

والقيت في جلستي الندوة ستة عشر بحثاً تنوعت ما بين "الاصلاح والغرب" و"الاصلاح الاقتصادي العراقي" و"الاصلاح الديمقراطي في دول الخليج العربي والوطن العربي" و"موقف القانون الدولي من الاصلاح والتغيير في العراق" و"التغيير الوزاري" و"اتجاهات مشروع الاصلاح في الدول العربية و"بدايات الاصلاح السياسي في الخليج العربي" و"مستقبل الاصلاح السياسي في مصر" و"الاصلاح السياسي في سوريا" و"الاصلاح والتغيير في تركيا و"الشراكة الذكية في ماليزيا" و"دور المجلات في تنشيط الاصلاح والتغيير في الوطن العربي" و"الاصلاح الاقتصادي في سوريا" و"الاصلاح السياسي بين نظرية الاستراتيجيات الاميركية والاولويات العربية" و"ملامح التجربة الماليزية في التنمية والاصلاح الاقتصادي".

وقال العلاف على هامش الندوة "ندوتنا تاتي في سياق دعوات الاصلاح والتغيير التي باتت ضرورية في ضوء التحديات التي نواجهها كما ان هذه الدعوات بحاجة الى تأصيل الاكاديميين وذوي الفكر والثقافة والسياسة والاجتماع والاقتصاد".

واضاف "فرصة العرب لكي ينهضوا ويتغيروا لا زالت قائمة فلديهم مقومات النهضة لكنهم يحتاجون الى الارادة والشعار الذي ينبغي عليهم اليوم ان يرفعوه يتضمن في الاقتصاد، الادارة، التنمية المستديمة، الحكم الراشد، والاعتراف بالآخر واذا لم يفعلوا ذلك فلياذنوا بقرب خروجهم من التاريخ والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".

وجاءت توصيات الندوة لتساعد صاحب القرار السياسي في العراق من اجل وضع الحلول لمعالجة مشكلات العراق واصلاحها فتضمنت:

- دعوة الحكومات العربية الى الاهتمام باصلاح البنى الاقتصادية والاجتماعية والسعي باتجاه القيام بالاصلاح السياسي والدستوري.

- دعوة جامعة الدول العربية الى الاسهام في عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل التي من شأنها وضع الاسس العلمية والموضوعية للقيام بالاصلاح والتغيير سواء في منهاجها الذي مرت عليه سنوات طويلة او في هياكلها واهدافها.

- حث مراكز البحوث العراقية للاهتمام بموضوع الاصلاح والتغيير في العراق ودول الجوار والوقوف عند التجارب العالمية والاستفادة منها عند تقديم الاستشارات العلمية بصدد اجراء الاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي والتغيير الاجتماعي.

- اعادة النظر في القوانين والانظمة التي تحول دون القيام بحركة الاصلاح والتغيير ووضع القوانين والانظمة البديلة التي من شأنها تسهيل عملية الاصلاح الشاملة.

- دعوة الحكومة العراقية الى مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي يتعرض لها المجتمع العراقي خاصة بعد التاسع من نيسان/ابريل 2003 والسعي لوضع الخطط العلمية والفلسفات النظرية التي تقلل من آثارها السلبية.

- التوصية بعدم الانجرار وراء الشكليات في قضايا الاصلاح والتغيير واشعار القوى الضاغطة المحلية والاقليمية والدولية ان هناك خصوصيات لابد من اخذها بنظر الاعتبار والتاكيد باستمرار على ان الاصلاح والتغيير يبدأ من الداخل وان أية تدخلات أجنبية فيه تعرقل تنفيذ الاصلاح لا بل وتحرفه عن مساره الوطني وتسهم بشكل او بآخر في تفكك المجتمع وزيادة انقساماته.

- الاهتمام بقضايا حقوق الانسان وتمكين المرأة وزيادة اسهاماتها في صنع القرار والعمل على اشراكها في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية شأنها في ذلك شأن الرجل.

- الدعوة الى الاهتمام بالتربية والتعليم العالي وزيادة تخصيصات هذا القطاع الحيوي في موازنة الدولة وايلاء البحث العلمي ما يستحقه من اهتمام لما للتعليم من اهمية كبيرة في اعادة البناء.

- دراسة امكانية زيادة فاعلية الاقتصاد العراقي والاقتصاد العربي عموما في حجم التجارة الدولية واجراء الاصلاحات البنوية في هذا الاقتصاد واللحاق بركب الدول المتقدمة والاستفادة من المنجزات التقنية والمعلوماتية في اعادة بناء الاقتصاد وزيادة مساهماته.

- الوقوف ضد كل محاولات الاستبداد وتوريث السلطة واستخدام اساليب قاسية بحق سجناء الرأي والفكر والتوقف عن مثل هذه الممارسات التي تحول دون اسهام الانسان في بناء مجتمعه ووطنه.

- اعطاء الاعلام ووسائله ما يستحقه من اهتمام وخاصة في مجال الدعوة الى اجراء الاصلاح والتغيير في بنى المجتمع وركائزه.

- الاستفادة من التجارب العالمية في مجالات التحديث والتغيير كالتجربة اليابانية والتجربة الماليزية في قضايا الاصلاح ودراستها ومعرفة نقاط القوة فيها والسعي لتطبيق الصالح منها عند اجراء أي عملية اصلاحية سواء على الصعيد الاقتصادي او السياسي او الاجتماعي.

- تحديد مواصفات الحكم الراشد والعمل على سن القوانين ووضع الخطط والمسارات المهمة لايجاده خاصة وان العراق والامة يمتلكان تراثاً ثرياً في هذا المجال.

- تطبيق سياسات الانفتاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي وعدم غلق النوافذ امامها والتكيف مع الصالح منها مع ملاحظة اخذ ظروف الواقع وخصائص المجتمع وقيمه وعاداته بنظر الاعتبار والتاكيد على تنمية عناصر الحصانة لدى المواطن وتقوية شعوره بالانتماء لوطنه والاجتهاد لاسعاده بكل الوسائل الممكنة.

- لابد من ان يكون لصناع القرار رؤية تستند الى التطور التاريخي والحاجات الحضارية لان الافتقار الى هذه الرؤية يفسد اية حركة للاصلاح والتغيير ويحول دون تحقيق الاستفادة العملية منها وفي كل جوانب الحياة.

- عدم الاقتصار على الاصلاح الداخلي في مجال الاقتصاد وانما لابد من وضع الاسس المطلوبة للتفاعل مع الظروف الخارجية والالتزامات الدولية المتبادلة مع العراق واقامة شراكات اقتصادية واعطائها الاسبقية ووفق اسس منطقية وعلمية ووطنية ولكن ليس على حساب بناء مادي اقتصادي داخلي يعتمد على الملفات السياسية والامنية وحقوق الانسان.

- لابد من توفر الارادة السياسية القوية للتاسيس لمرحلة الاصلاح والتغيير والانتقال الى مجتمع يحقق العدل والكفاية لمواطنيه وهذا يتطلب اشاعة نوع من الثقافة السياسية التي تاخذ بنظر الاعتبار تعزيز فكرة المواطنة الصالحة وتعميق روح المشاركة والمحاسبة، مشاركة صنّاع القرار.

- لابد من صناعة خطاب عراقي وعربي حول قضية التغيير والاصلاح والصدق والشفافية في نقل المعلومة والاستفادة منها ويتطلب الامر وضع أجندة واضحة لمسالك الاصلاح ودروبه السياسية والقانونية والاقتصادية وبلورة جدول زمني للتنفيذ يكتسب المصداقية المحلية والعربية والاقليمية والدولية مع مراعاة الظروف والملائمات السياسية والحاجات والعقبات الممكنة.

- ان الاصلاح من وجهة النظر القانونية هو وسيلة للانتقال مما هو موجود اليوم الى مايود ان يراه المصلحون في المستقبل ومعنى هذا ان الاصلاح في كل جوانبه وركائزه سوف يمس البنى القانونية الوطنية والدولية بالصميم. ويتطلب هذا مراعاة الموازنة الدقيقة بهدف الحفاظ على سيادة الدولة التي تعني حقها في فرض ارادتها على رعاياها وحرمتها في ادارة شؤونها الداخلية والخارجية وفقا لقواعد القانون الدولي وبدون أي اكراه او تدخل في صميم السلطان الداخلي للدولة.

والجدير بالذكر ان مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل بجهوده الحثيثة اصدر ثلاثة عشر كتاباً منذ 2003 تعالج موضوعات سياسية وتاريخية في العراق والشرق الاوسط.

يومان لمعرفة ميول القراءة لدى الشعب المصري

 اقامت لجنة النشر والكتاب بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، ندوة متخصصة عن ميول القراءة لدى فئات الشعب المصري، برعاية الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري.

بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة الكاتب عبدالتواب يوسف مقرر الندوة، وكلمة د. شعبان خليفة مقرر لجنة الكتاب والنشر بالمجلس، يعقبها جلسة "المناخ الثقافي" التي يرأسها محمد حمدي، ويتحدث فيها: فردوس حامد، وكمال الدين حسين، وملكة رشاد، وناصر علي.

الجلسة الثانية بحثت في موضوع "التكنولوجيا والإنترنت وتأثيرهما على الميل نحو القراءة"، ورأسها إبراهيم عبدالمنعم، وتحدث فيها: السيد نجم، وحسام عبدالقادر، وهبة إسماعيل، وهشام صفوت.

"الإعلام وميول القراءة" هو عنوان الجلسة الثالثة ورأستها منى الحديدي، وشارك فيها: حسن شحاتة، وعزة بدران، وعزة سلطان، ونبيل فرج.

في اليوم الثاني الخميس  عقدت الجلسة الرابعة عن "القراءة لدى الأطفال" ورأسها كمال السيد، وتحدث فيها: أحمد مجاهد، وعايدة أبو غريب، وعبدالتواب يوسف، وليلى كرم الدين.

وعقدت الجلسة الخامسة عن "الجديد في عالم القراءة" ورأسها نبيل فرج، وشارك فيها: أحمد الزيادي، وأميمة جادو، وشعبان خليفة.

وعقدت الجلسة الختامية عن "النشر والتوزيع والقراءة – شهادات ودراسات ميدانية" ورأسها شعبان خليفة وتحدث فيها مجموعة من الناشرين ومقدمي البرامج النوعية والباحثين بالجامعات المصرية.

خبراء يحذرون من تراجع القراءة لدى الجمهور العربي

 أمة اقرأ لماذا لم تعد تقرأ؟ سؤال جوهري دارت حوله أغلب المناقشات في المؤتمر الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة في مصر بحثا في سبع جلسات.

وعبر عدد من الخبراء والباحثين عن قلقهم إزاء مستقبل المجتمع المصري بكل فئاته, خاصة الأطفال والفقراء, نتيجة شعورهم بتراجع قيمة القراءة, ورأوا أنه تراجع عن فرض وواجب شرعي لتحصيل العلم النافع وأن غيابه يعني المزيد من التخلف العام والشامل والتبعية.

وانقسم المشاركون في مؤتمر "ميول القراءة لدى فئات الشعب المصري" إلى تيارين: الأول وهو الأكثرية يرى واقعا لحال القراء والقراءة ينذر بالتدني والانحطاط, ويرسم صورة قاتمة لكل مؤسسات المجتمع, بدءا بالأسرة ثم المدرسة والإعلام. في حين يرى آخرون واقعا مختلفا يتطور ويتحسن نسبيا ولكنه بحاجة لمزيد من الجهد.

 قبل الصلاة والصيام

عبد التواب يوسف قال في حفل الافتتاح "عار على أمة اقرأ أن تخلو المكتبات والمساجد والكنائس فيها من الكتب والرواد, فيقوى العدو الصهيوني ويقول إنهم لا يقرؤون". وأضاف "لا أظن أن الشعب المصري لديه أمية ثقافية, بل هناك فئات كثيرة تحاول المواكبة ونحن ندعو لانخراط المزيد, لأن القراءة فرض من السماء سبق الصلاة والصيام".

شعبان خليفة مقرر لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة أشار إلى أن حجم الاستثمارات السنوية في مواد القراءة يبلغ ثلاثمائة مليار دولار، وأكد أن إسرائيل وحدها تنتج سنويا ما بين 25 إلى ثلاثين ألف كتاب, وهو ما يعادل إنتاج الدول العربية مجتمعة, رغم أن عدد سكانها يتجاوز ثلاثمائة مليون عربي.

وقال إن هذا المؤتمر يضع إطارا فلسفيا, وإن اللجنة تعد لإجراء دراسة مسحية ميدانية مستفيضة, تجوب ربوع مصر لتجيب عن ماذا يقرأ المصريون, وكم ينفقون على القراءة, وأثر الوسائط الجديدة على ميول واتجاهات القراءة لديهم, وأشار إلى أن مصر لم تجر هذه الدراسة منذ نصف قرن.

 وأضاف خليفة أن حجم الاستثمارات في مواد القراءة في مصر يبلغ خمسة مليارات دولار سنويا, ولكنها للأسف لم تنعكس على المستوى الثقافي في مصر, بسبب فقر المواطن المصري الذي ما زالت تشتعل جذوة القراءة داخله.

 معدل القراءة

وتؤكد الباحثة فردوس محمد أن معدل القراءة عند الإنسان العربي يبلغ ست دقائق في السنة, مقابل ستة وثلاثين ساعة للإنسان الغربي، ويصدر الناشرون العرب سنويا كتابا واحدا لكل ربع مليون شخص في العالم العربي, مقابل كتاب لكل خمسة آلاف شخص في الغرب، أي مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مئة كتاب يصدر في الغرب، أما الطفل العربي فإنه يكتب له أسبوعيا كلمة واحدة وصورة واحدة.

 منى الحديدي الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة رأت أن الإقبال على القراءة يتزايد, بالنظر إلى حجم المهرجانات ومعارض الكتب في مصر والعالم العربي, وأن انخفاض مبيعات الكتب والجرائد لا يعكس دائما انخفاضا في عدد القراء, لأن القارئ اليوم يطالعها على الإنترنت.

 وأشارت الحديدي إلى أن الفضائيات تقدم أيضا أعمالا فكرية وثقافية جيدة, ويتوقف الاستفادة منها على سلوك الأسرة, بل إن الأعمال الدرامية وبعض البرامج تزيد من مبيعات الكتب والروايات, ودعت إلى عدم إطلاق أحكام عامة إلا بعد دراسة شاملة.

 وتتفق معها سهير أحمد أستاذة علوم المكتبات بجامعة حلوان, مؤكدة للجزيرة نت أن الادعاء بأن المكتبات خاوية غير دقيق, وأن الأمر يحتاج إلى تنشيط وتشجيع واهتمام.

ورشة عمل حضرها حقوقيون، وإعلاميون، ومدونون:

الإنترنت ينافس الإعلام التقليدي ويخدم حقوق الإنسان

أهمية الورشة التي نظمتها الشبكة العربية لحقوق الإنسان علي مدار يومين  تعود إلي أنها المرة الأولي التي يجتمع فيها وجها لوجه هذا العدد من المدونين من مختلف الدول العربية مع ناشطين حقوقيين وإعلاميين منهم أنس فودة مسئول موقع قناة العربية الإلكتروني وإسماعيل القريتلي رئيس قسم البحوث والدراسات بموقع قناة الجزيرة. وهو الأمر الذي جعل النقاشات التي دارت في معظم الجلسات ترسم صورة بانورامية عن واقع الإعلام الألكتروني سواء كان يقوم به مؤسسات إعلامية أم أفراد عاديون مدونون، وسبل الدعم التي يمكن أن يقوم بها هذا الإعلام لنشر ثقافة حقوق الإنسان.

بدأت أولي جلسات الورشة  بكلمة جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان حيث تحدث عن جهود الشبكة في الاستفادة من الانترنت لدعم حقوق الإنسان مشيرا لمشروع مدونات كاتب الذي تتبناه الشبكة ويهدف إلي توفير مساحة مجانية علي الانترنت ليستغلها النشطاء الحقوقيون في مختلف الدول العربية كمدونات شخصية لهم يمكنهم من خلالها رصد أوضاع حقوق الإنسان في دولهم أما الجلسة الثانية فقد حملت عنوان استخدام الانترنت.. نماذج وخبرات وأدارها أنس فودة وتحدث خلالها وائل عباس صاحب مدونة الوعي المصري عن تجربته في الإعلام الالكتروني حيث لعب وائل دورا مهما في إثارة عدد من القضايا المهمة علي رأسها التحرشات الجنسية في وسط البلد وكليبات التعذيب، بينما قدم علاء سيف صاحب مدونة manalaa.net ورقة بحثية بعنوان تكنولوجيا من أجل التغيير حاول خلالها رسم إطار نظري لفهم الامكانيات التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من فرص وأدوات للتغيير الاجتماعي والسياسي: ولم تقتصر ورقة علاء علي الانترنت فقد تطرق أيضا إلي وسائط النشر التي يوفرها المحمول والشبكات اللاسلكية المحلية وحتي وصلات الدش التي بدأت في الانتشار في معظم أحياء وقري مصر والتي ظهرت كوسيط للدعاية السياسية في انتخابات مجلس الشوري الأخيرة.

حملت الجلسة الثانية عنوان الانترنت والحملات الداعمة لقضايا حقوق الإنسان وأدارتها أميرة عبد الفتاح منسق البرامج في مؤسسة فريدريش ناومان وتحدثت خلالها نورا يونس التي تحمل مدونتها اسمها عن رحلتها الأخيرة إلي غزة حيث أجرت خلالها حوارا مع أحد المسئولين في كتائب القسام عن تفاصيل عملية اقتحام الحدود المصرية لكن جريدة الواشنطن بوست رفضت نشر الحوار وهنا يبرز دور الإعلام الالكتروني حيث استغلت نورا مدونتها لتسجيل تفاصيل رحلتها ووضع غالبية الصور والتسجيلات التي قامت بالتقاطها خلال وجودها في غزة، وتحدث أحمد غربية عن الامكانيات التي يتيحها الانترنت لتنظيم الحملات الإعلامية لقضايا حقوق الإنسان تحديدا القضايا ذات العلاقة بحرية الرأي والتعبير. وحملت الجلسة الأخيرة عنوان الصحافة التقليدية والإعلام الإلكتروني­ تنافس أم تكامل وأدارها كمال العبيدي ممثل لجنة حماية الصحفيين في الشرق الأوسط وتحدث خلالها عبد المنعم محمود الصحفي والمدون الذي أوضح أن التنافس بين الإعلام التقليدي والإعلام الالكتروني يصب في النهاية لخدمة القارئ.

أما ثاني أيام الورشة فقد بدأت بجلسة حول دور النشطاء الإلكترونيين في قضايا حقوق الإنسان في الخليج العربي وتحدث خلالها أحمد العمران صاحب مدونة سعودي جينز عن الدور الذي لعبه المدونيين السعوديين في تبني عدد من القضايا الحقوقية بداية بحقوق المرأة وقضايا حرية الرأي والتعبير تحديدا حملات القمع التي تعرض لها عدد من الأكاديميين والاصلاحيين السعوديون كما أشار عمران إلي حملات الاعتقال والتهديدات التي يتعرض لها المدونون السعوديون وآخرها كان إلقاء القبض علي المدون السعودي فؤاد الفرحان. كما شهدت الورشة جلسة بعنوان "الحماية القانونية لقضايا النشر الإلكتروني قدم خلالها حمدي الأسيوطي ورقة بحثية أشار فيها إلي أن محدودية التشريعات التي تنظم التعبير عن الرأي والنشر عبر الانترنت حيث يعتمد المشرع علي نصوص قانون العقوبات التي هي أكثر غلظة وأكثر غموضا وعمومية في مفرداتها مما يجعلها عرضة للتأويل وفقا لما تراه جهة التحقيق دون حدود فاصلة بين ما هو مباح وغير مباح. 

 هيكل الزهر في الورشة :

قصائد صادمة تحاول بناء عالم جديد

ناقشت ورشة الزيتون الأسبوع الماضي ديوان هيكل الزهر للشاعرة فاطمة ناعوت، حيث بدأت الندوة بكلمة الناقد العراقي خضير ميري التي تحدث فيها عن تعمد الشاعرة الإيغال في التقشف والاقتصاد اللغوي.

بينما أكد د. أمجد ريٌان في مداخلته إخلاص الشاعرة لقضاياها وقدرتها علي التحرك بقصيدة النثر نحو مفهوم جديد يتيح لها أن تمارس تقنيات تطرح جميع الرؤي الممكنة، لكي تعبر عن هذا الزخم الشعري الذي تفيض به تجربتها فهي شاعرة قادرة علي اللعب بالتيمات المختلفة . وأضاف ريان أن أهم ما يميز تجربة ناعوت هو رغبتها في إنهاء عالم وولادة عالم آخر مثلما يتبدي في قصيدة لا تهدموا الكوخ حيث تتخيل الشاعرة كائنات شبحية خفيفة تساعدها في حرق الكتب، بعد أن كدرتها هذه الكتب وأفقدتها الطمأنينة.

أما أحمد الصغير فقد وصف تجربة ناعوت في الديوان بأنها محاولة لطرح شعرية مغايرة تنتمي إلي الواقع علي الرغم من التحامها بالخيالي أحيانا مصورة الحياة في شكلها القبيح كما أنها تبتكر مشروعها الشعري الخاص بها محطمة اللغة ومقدمة إيقاعا مغايرا. واختتم الندوة د. حسام عقل قائلا: إن في تجربة ناعوت توازنا محسوبا بين الإحالة إلي اليوميٌ وبين فحولة اللغة ورصانتها. حيث تستهل القصيدة انطلاقتها الأولي من الحياة اليومية بتفاصيلها الصغيرة الدمثة مع نفاذ خيط فانتازي غرائبي.

نشر.. اصدارات.. معارض كتب

إطلاق مبادرة «الكتاب العابر» في أبوظبي

   أعلنت شركة «كتاب» الشركة الناتجة عن المشاركة البناءة بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومعرض فرانكفورت للكتاب، وهي الجهة المنظمة لمعرض الكتاب الدولي في أبوظبي، عن إطلاق مبادرة «الكتاب العابر» العالمية لأول مرة في أبوظبي.

 وانطلقت المبادرة من مركز المارينا التجاري ومن خلالها يوزع أكثر من 350 نسخة من 13 كتاباً مختلفاً لأكبر الكتاب العالميين خلال أسبوع بشكل مجاني. فيما سيضم كل كتاب رقماً خاصاً.

 بالإضافة إلى علامة تطلب من القراء التسجيل على الموقع الالكتروني www.Bookcrossing.com وتسجيل أنفسهم كقراء لهذا الكتاب. وعند الانتهاء من قراءة الكتاب على القارئ أن يعطيه إلى صديقا أو يتركه في مكان عام ليتم رصده من شخص آخر وقراءته. ويستطيع قراء الكتاب متابعة مروره من شخص إلى آخر عبر الموقع الالكتروني.

 المبادرة قال عنها جمعة القبيسي مدير عام معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومدير دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث: ستضاف في هذه الدورة، العديد من المبادرات التي تشجع الناس على القراءة مثل مبادرة «الكتاب العابر» التي من المتوقع أن تنال تجاوباً كبيراً من الناس، باعتبارها مبادرة فعالة تجشع الناس على القراءة بالأخص جيل الشباب، الذين يستطيعون معرفة مرور الكتاب من شخص إلى آخر وقراءة الكتاب بالتناوب.

معرض الرياض الدولي للكتاب يستضيف الثقافة اليابانية

بدأت  فاعليات معرض الرياض الدولي للكتاب، بمشاركة نحو 550 دار نشر عربية وأجنبية، عرضت حوالى 200 ألف عنوان عربي وأجنبي، حتى 14 من الشهر الماضي.

وتضمن البرنامج الثقافي على هامش المعرض الذي محاضرات عن صناعة الكتاب وقضايا النشر، إضافة الى ندوتين، الأولى عن «الثقافة العربية: المركز والأطراف» يشارك فيها جمال الغيطاني وحسين الواد وعبدالله الماجد وابراهيم الزبيدي، والثانية عن «الأدب النسائي المغاربي»، تتحدث فيها مهلة أحمد ورشيدة بن مسعود وبسمة سوس. وفي البرنامج ايضاً ندوة عن «المجلات الثقافية في العالم العربي» يشارك فيها سليم قلالة (مجلة «الثقافة» الجزائرية)، وسيف الرحبي (مجلة «نزوى» العمانية) وعثمان الصيني («المجلة العربية» السعودية) ومحمد المنسي قنديل (مجلة «العربي» الكويتية). وخصصت ندوة لـ «السرقات الفكرية» ويتحدث فيها عادل الماجد وعبدالله المعطاني وسليمان عربيات.

واحتفى المعرض بالثقافة اليابانية كضيف شرف، وقدم اليابانيون عروضاً خاصة استمرت ثلاثة أيام. وبذلك اسس المعرض لتقليد يقضي باستضافة دولة أو ثقافة في دوراته اللاحقة.

وتم هذا العام تلافي قصور الدورات الماضية من المعرض، فنظمت ايام الحضور ليكون هناك يوم عائلي، ويوم آخر خاص بالرجال، على ان تخصص فترة الصباح للجميع، عدا اليومين الأخيرين اللذين خصصا للعائلات فقط. مشيراً الى ان المعرض وجه الدعوة الى 15 ضيفاً من خارج المملكة، والباقون من المقيمين.

وحول قضية الرقابة، قال السبيل: «نحرص على ان تتناسب المطبوعات مع القيم والأعراف»، مؤكداً صعوبة ان تكون هناك رقابة على كل صفحات الكتب، وأشار الى ان المواطن «يستطيع تعبئة الاستمارة الخاصة بما يرى من تجاوزات، من دون ان يناقش العارض»، لأن إدارة المطبوعات هي الجهة الوحيدة المخولة مصادرة أي كتاب.

كتاب "وصل المفصول فى ما يبقى وما يزول"

 الكتاب الصادر حديثا لجعفر العلوى وسليم دولة فيه من النثر الكثير وفيه من الشعر الكثير وفيه من فن المقامة الكثير وفيه من فن القصة الكثير، "القصة الومضة على وجه التحديد"، وفيه من السيرة الذاتية الكثير وفيه من المقاربات الكثير، ولكنه ليس كل هذا على وجه التحديد وإنما هو خليط بين كل هذه الأجناس يأخذ منها ولا يتبناها وهو يرجعنا إلى فن المحاورات الفلسفية القديمة وخاصة الفلسفة اليونانية.

وميزة هذا الكتاب، فضلا عن لغته الفنية والمنتقاة والدرر المتناثرة فى أحشائه فى شكل حكم، هى التعليقات "والاستدراكات المرحة" التى جاءت فى شكل حكم واقعية ليست غريبة عن صاحبها الكاتب والفيلسوف سليم دولة الذى يكفى أن نقرأ اسمه فى أعلى الكتاب إلى جانب اسم المؤلف حتى ندرك تميز مضمون هذا الكتاب واختلافه عن بقية الإصدارات التى تطالعنا كل يوم.

ومن العنوان نستشف هذا الاختلاف وهذا النفس الصوفى والحكمى الذى يعود بنا إلى الفلسفة الإغريقية وإلى كتب المقابسات والحوارات وإلى لغة إخوان الصفاء وأبى حيان التوحيدى واللغة الصفوية المتجذرة فى الحضارة العربية الإسلامية وهو ما نجده أيضا بمجرد أن نلج الكتاب من خلال التصدير المأخوذ من كتاب "ترجمان الأشواق" لابن عربى حيث يقول:

"لقد صار قلبى قابلا كل صورة/فمرعى لغزلان ودير لرهبان/وبيت لأوثان وكعبة طائفة/وألواح توراة ومصحف قرآن/أدين بدين الحب أنى توجهت/ركائبه فالحب دينى وإيماني".

ثم نقرأ هذه النصيحة الحكمية التى كأنى بالكاتب قد وجدها منقوشة فوق جدران أحد المعابد القديمة فأراد أن تحملها رياح اللغة إلى القارئ، تقول هذه الحكمة "تعلم الحكمة قبل أن تطلب العلم". ولأن الكتاب مقسم إلى أبواب حسب سياق ومواضيع معينة نقرأ فى باب أول ممهور بـ"مغزى الكتابة": "لا يمكن القول إن الكتابة فى حد ذاتها حلم من الأحلام بقدر ما هى وسيلة لتحقيق الأحلام".. ونقرأ أيضا "إن كثرة الكتابة بقدر ما تتراكم لا تخلو من الهذيان، فمن قل كلامه قلت أخطاؤه ومن قلت كتابته فقد تحدد مراده".

وفى الباب الثانى الذى جاء تحت عنوان "لا بد من الخلق" نقرأ تعريف الكاتب جعفر العلوى للثقافة وللإنسان ودوره فى الخلق والابتكار فى هذه الحياة، ثم نقرأ التعليق الساخر من الحكيم الذى خبر الحياة وجربها فلم يطمئن إلى مجرد القول وإنما سعى إلى الفعل بكل أنواعه فدعونا نتعرف على وجهات النظر المختلفة، يقول الكاتب "إن الثقافة هى كل ما يضيفه الإنسان إلى الطبيعة، ثم إنه بالعمل نكوّن الطبيعة كما نكون أنفسنا، إن الحياة تستمر ولا شيء يوقفها ومع هذه الاستمرارية يتولد الصراع بين الإنسان والزمن وينتج عن ذلك شعور لدى الإنسان بضرورة العمل والاجتهاد لتحديد مكانته فى هذا العالم كما يؤهله للبحث عن تطور مستواه فى عدة مجالات والدافع الرئيسى هنا أيضا هو إثبات وجوده "..."، فالحياة تستمر ولا بد أيضا للعمل أن يستمر ولكن استمرارية العمل ليست بالإعادة إنما بالإضافة، وهنا يمكن تحديد ما يجب معرفته.

إذن يمكن القول إنه مع العمل لا بد من الخلق والابتكار والإبداع وإلا تراجعنا إلى الوراء مقارنة بالغير". وهنا يرد ويعلق الكاتب سليم دولة بهذا القول الساخر [موقف مشرف جدا من الثقافة.. يليق بوزارة الفلاحة فى بلد شقيق يعنى بتدريب "الأرانب على النكوص أكثر".. هكذا ورد فى كتاب "فلسفة الكسل لأحمد بن تونس الخبيث الكذبانى بن عطعط الأطروش!].

وتتواصل أقوال الكاتب فى شكل ومضات قصيرة ومكثفة وتتواصل ردود الشيخ الحكيم وتعليقاته الساخرة "أنا لا أكافح لكى أعيش، إنما أعيش لكى أكافح لأنى خلقت لهذا" التعليق: [حكمة تليق بالعاجزين عن التأمين على الشيخوخة] ثم يضيف الكاتب "صدقونى العبرة ليست بالمشاركة" فيأتى التعليق مكثفا ساخرا [كلام خطير يقودك إلى "ابن دفة" العربي.. هل نسيت الانتخابات الرئاسية.. فى البلدان العربية!].

وأما فى باب "بين اليقين والدراية" يكفى أن نقرأ هذه القولة وهذا التعليق حتى ندرك الفرق بين السؤال والإجابة، بين القول النظرى والجانب التطبيقى الذى يتمظهر فى التجربة، يقول الكاتب ويتساءل "دائما يسعى المثقف كدحا وراء الحقيقة بكثرة مطالعاته، وحين تتسع منه الرؤية تضيق الكلمة لديه فيتحول من رجل مثقف إلى صاحب دراية ورواية، وتكون كلماته بمثابة "الحكمة" بيد أنه يخطئ ويصيب لأن خصوصية العلاقة بين الحكمة والدراية هى أن الأولى بالوهب والثانية بالكسب، لكن كيف يمكن إذن تحديد أوجه الاختلاف بينهما؟" [إجابة طارت من أجلها الأعناق عن أجسادها! لا ثقافة، لا دراية، لا رواية، لا تقاليد، لا تجديد. لا إتباع ولا إبداع، إلا وهى جميعها متصارعة على مستوى الأغصان كما شأن الشجرة متناغمة على مستوى الجذور كما شأن البشر.. حكمة الخلاف والاختلاف والعهدة على علماء الانسان.. وارتباك الأسلوب عطب فى الجسد أليس كذلك؟]

وفى باب "البحث عن المطلوب" نقرأ مزيدا من الحكم والتعليقات مثل قول الكاتب: "أفضل البحث هو ذلك الذى يجعلك تنقب فى نفسك وصولا إلى العلل ثم وصولا إلى المعرفة التى أفضلها معرفة الذات بنفسها".

[لقد تجرع سقراط كأس "الشكوران"/ "السم" شكرا.. للالهة لهذا الموت البهيج.. وأنت..] ونقرأ أيضا:

"أيها الانسان لن تكون إلا إذا أدركت كيف كنت وكيف ستكون" [من أى المصادح ثبت حكمك.. أيها الغريب الحبيب]

وتطوفنا الكلمات إلى أن نصل إلى باب "الكرامة" حيث نقرأ: "إذا كان لديك مفهوم بأنه لا شيء أسمى من الكرامة فاعلم أن العلم أسمى من الكرامة أما إذا كان لديك مفهوم بأن الحب أسمى من الكرامة فاعلم بأن لا شيء أسمى من الكرامة إلا أن نعلم قيمتها ومعالمها التى تتحدد من خلال إدراكها.

إن الانسان الذى هو أسمى من العلم لا يساوى شيئا دون كرامة لأنه أحب وقد أتاه العلم وهو يغط فى ثوب الكرامة". ولعل هذا التعريف للكرامة والتعليق الساخر الذى رافقه يجعلنا نثق فى صلة هذا الكتاب بالواقع، يقول الكاتب: "الكرامة هبة الأنفة" [ومن يصاب بالزكام يعش ولو إلى حين بلا أنف ولا أنفة كما العرب].

تكمن متعة هذا الكتاب فى أن القارئ يقرأه وهو غير متقيد بوزن أو جنس أدبي. إذن فهو تهويمات فى النفس البشرية والواقع اليومى نكتشفها من خلال مسامرة ليلية بين تلميذ وأستاذه بين باحث عن الحكمة وبين مجرب لهذه الحكمة من خلال الحياة لذلك تحضر أقوال الفلاسفة والشعراء والحكم فيستمتع القارئ بمثل هذا القول لديكارت "مأساة الانسان برمتها أنه كان طفلا قبل أن يكون رجلا" أو هذا القول لأفلاطون "البيان هو غير المنطق، فكل الكائنات الحية لها منطق، أى أنها تنطق غير أن الانسان يتفرد عنها بأن له بيانا" أو نستمتع بهذه الأبيات لرابعة العدوية:

"ولقد جعلتك فى الفؤاد محدثى وأبحت جسمى من أراد جلوسي

فالجسم منى للجليس مؤانس وحبيب قلبى فى الفؤاد أنيسي"

وهكذا بعد أن نتصفح هذا الكتاب الممتع والمختلف نتساءل من أين أطل علينا هذا الفتى ومن أين يستقى هذه الحكم؟ ربما من أعماقه مثلما أشار إلى ذلك فى آخر الكتاب فما الحكمة إلا امرأة متمنعة وصعبة المنال لذلك سيواصل هذا العاشق بحثه عن هذه المرأة مثلما يقول: "أبحث عن امرأة تمسح دموعى عندما أبتسم وتجيبنى قبل أن أسألها. أبحث عن امرأة توقظنى من يقظتي، وتجعلنى أنام أمام الستار، تجعلنى أخطئ قبل وبعد أن تهدينى اعتذارا، أبحث عن امرأة دائمة البحث عني، وتستيقظ فى الصمت مرتين "...".

أحلام السيرة الذاتية وأوهامها

عندما يتحدث بيرغمان عن حياته وأفلامه

إن الكتاب الجديد الصادر ضمن سلسلة الفن السابع، والذى يحمل رقم "137" ليس جديدا فى الحقيقة، لأنه تجميع لبعض الكتابات السابقة حول المخرج انغمار بيرغمان، بعضها سبق نشره فى شكل كتب، ومن ذلك مثلا السيرة الذاتية للمخرج والتى نشرت سابقا باسم "المصباح السحري"، وقد صدر الكتاب ضمن سلسلة الفن السابع نفسها.

أيضا هناك كتاب بعنوان "صور"، وهو سيرة حياة للمخرج ولكن من خلال الأشرطة التى أخرجها، وقد سبق أن صدر الكتاب ضمن نفس السلسلة، وأخيرا سيناريو بعنوان "الصمت" الذى صدر أيضا ضمن منشورات دار الطليعة منذ عقدين من الزمن.

لا يبدو ضروريا أن يتم تجميع هذه الكتب فى كتاب موسع، إلا إذا اعتبرنا أن هناك تكريما للمخرج، وهو ما حدث فعلا فى مهرجان دمشق السينمائى 2007 وعندما عرضت مجموعة أفلام للمخرج انغمار بيرغمان بعد رحيله فى مطلع السنة الماضية.

المصباح السحري

ربما يكون القارئ هو المستفيد من إعادة طبع هذه الكتب، خصوصا ونحن نعلم بأن الكمية المطبوعة من كل الكتب قليلة نسبيا، لا تتجاوز 2000 نسخة فى أفضل الحالات، مما يعنى أهمية أن يعاد نشرها بين الحين والآخر.

فى سيرته الذاتية "المصباح السحري"، التى ترجمها "باسل الخطيب" والأقرب عن الروسية، يتحدث بيرغمان عن حياته بطريقة سردية منذ ولادته عام 1918 فى مدينة استكهولم، حيث سوء التغذية وكثرة الأمراض والمخاوف، ثم الإعجاب بالأم والغيرة من الأشقاء والدخول الصعب إلى عالم المدرسة والتعرف على الآخرين.

وفى جميع الأحوال تبدو علاقة الابن بالأم هى الأساس لمعظم التحولات القادمة، خصوصا موتها المبكر نسبيا وموت الأب قبلا.

أبواب موصدة

من ناحية نفسية يصف بيرغمان حياته بأنها كانت موصدة الأبواب بسبب النظام الكهنوتى الصارم الذى عاش فيه، إنه يقول: "ارتبطت نشأتنا بمفاهيم الخطيئة والاعتراف والعقاب والغفران وصلاة المائدة، وكذلك العوامل القاسية التى حكمت العلاقات بين الأبناء والآباء".. إن العقاب كما يقول بيرغمان يبدو وضعيا ومتوارثا عبر الأجيال.

ومن خلال تكرار مفهوم العقاب بالنسبة إلى لطفل يظهر الأثر الواضح لسيطرة عبء الخطيئة، وهو أمر ربما يجد الناقد السينمائى له مرجعية فى أشرطة المخرج.

هناك أنواع من العقاب عاشها بيرغمان مثل الحرمان من الطعام والحرمان من الذهاب إلى السينما، وبعد ذلك يأتى دفق جديد من المشاعر مختلطة بالكذب والحب وشيء من المغامرة الطفولية. ورغم أن الكاتب يقفز أحيانا إلى الأمام ولا يعتمد على السرد الزمنى المتتالي، كما حدث عندما تعرض إلى موت أمه ودخوله المسرح والسيرك إلا أن السيرة تتخذ شكل اعترافات متداخلة.

يقول بيرغمان: "وكى أكون صادقا فإننى أنظر إلى سنواتى المبكرة بكثير من البهجة والفضول كأن خيالى وأحاسيسى مشبعين تماما ولا أذكر وجود لحظات باهتة فى طفولتي، كانت الأيام والساعات تتفجر بالاكتشافات والرؤى غير المتوقعة واللحظات السحرية".

أعماق الخيال

فى بعض الأحيان يوغل الكاتب فى أعماق الخيال، وهذه مسألة مهمة بالنسبة إليه، فهو يقترب من الأشباح والأطياف والقصص الدينية مثل آدم وحواء وقصة إسحق وإبراهيم، وكلها تدور فى فلك الذين سيكون لهم أثر واضح فى التأسيس لأفلام بيرغمان.

يقول الكاتب بأن أول فيلم شاهده كان بعنوان "الأسود الجميل" وربما لا يحرك هذا الفيلم الكثير من المشاعر الداخلية، لكنه يدفع بيرغمان إلى شراء جهاز عرض سينمائى أو بالأحرى مقايضته بمبلغ مالى لكى يتمكن من عرض الشرائح السينمائية وكان الفيلم بعنوان "السيدة هول".

لا شك فى أن هناك تفاصيل كثيرة يطرحها المخرج بيرغمان بطريقة جزئية ولا سيما ما يخص عائلته "الجد والجدة"، والأخيرة كان لها التأثير الكبير على الطفل الصغير، بعض الإضافات الجديدة، ومن هنا جاء العنوان "المصباح السحري" الذى يشير إلى جهاز السينما العارض، يقول المخرج: "وقد أعجبت بالعم كارل كثيرا، عندما اخترع أشياء جديدة لمصباحى السحرى وجهازى السينمائي، لقد أعاد تركيب العدسات وحامل الشرائح الفيلمية، وأدخل إلى الجهاز مرآة مقعرة، وأضاف ثلاث قطع من الزجاج الملون وأوجد خلفية للأشكال، فكانت الأنوف تكبر والأشباح تظهر من القبور والسفن تغرق".

مراحل العمر

تنقسم السيرة وفق المراحل العمرية. هناك مرحلة الطفولة، وأخرى خاصة بالمراهقة، وفيها تعرف على المسرح وخصوصا مسرحية "لعبة حلم" لسترندبرغ وهى مسرحية أخرجها بيرغمان بعد ذلك عدة مرات.

وفى هذا الجانب يتحدث المخرج كثيرا عن تأثره بالكاتب والمخرج لسترندبرغ من خلال عدة مسرحيات ومنها الطريق إلى دمشق بالإضافة إلى بعض مسرحيات شكسبير ومنها ماكبث وهاملت والتى أعاد المخرج بيرغمان العمل فيها أكثر من مرة وبرؤى مختلفة.

أما العمل فى السينما فقد بدأ مبكرا وهو متداخل مع المسرح ومع العلاقات التى تتجاوز حدود العائلة إلى كواليس العمل الفني، ويبدو أن المرض له تأثير واضح على نوعية الإنتاج الفنى للمخرج من الأنفلونزا إلى الحمى إلى عدم التوازن والإحساس بالتشنجات المستمرة، إذا افترضنا أن المخرج يتأثر بما يعانيه سلبيا أو إيجابيا والغريب أن الأمراض تستمر مع المخرج حتى أثناء تنفيذ أعماله، وهنا يتحدث المخرج عن تأثره ببعض المخرجين مثل فيللنى وغيره، ويستقطع بعض الذكريات الدالة على المرض من ناحية فى تنفيذ بعض المشاهد من ناحية أخرى.

علاقات عاطفية

يقول المخرج بيرغمان: "يتم تحديد الإيقاع فى أفلامى من خلال النص الموجود على الطاولة، والذى يولد فيما بعد أمام الكاميرا بكل أنواع الارتجال والشيء الغريب بالنسبة إليّ هو أننى إذا ما أجبرت على اتخاذ قرارات سريعة فإننى أتعرق من الخوف وأصبح قاسيا، إن التصوير بالنسبة إليّ هو وهم مكون من تفاصيل وانعكاس للواقع الذى كلما عشته لمدة أطول، بدا لى وهميا أكثر فأكثر".

وكما يتحدث بيرغمان عن عائلته يتطرق أيضا إلى جوانب من علاقاته العاطفية، ويذكر هوامش واعترافات تخص أسرته وأبيه على وجه التحديد لكنه كان ينظر دائما إلى أن العلاقة بين الرجل والمرأة يشوبها شيء من الإثم، وربما كان ذلك لأسباب تربوية دينية كما أن الكاتب سيرندبرغ من خلال بعض مسرحياته كان مؤثرا ولاسيما فى مسرحية "البجع" وكذلك مسرحية "رقصة الموت" ومن الجانب الأخلاقى تتحول الذكريات أحيانا إلى يوميات متباعدة، وخصوصا فيما يتعلق بشركة برسونا الإنتاجية التى أسسها وعلاقتها بالضرائب ويخصص لذلك مساحة كبيرة، كما أنه يخصص مساحة أيضا لعلاقته بالممثلة "أنغريد بيرغمان" وأيضا بعض الجوائز التى حصلت عليها مثل جائزة "غوتة".

ويمكن اعتبار المذكرات كشفا لجوانب ذاتية فيها الكثير من الطرافة ولاسيما فيما يتعلق بالإطار العاطفى وعلاقة المخرج بالمرأة.

ومن مزايا هذه المذكرات "المصباح السحري" الترجمة الشيقة التى جعلها المترجم فى إطار لغوى بسيط، تمكن متابعته وكأنه قد كتب مباشرة باللغة العربية، ورغم أن المخرج يعود إلى البدايات أحيانا ولا يسرد الحوادث بشكل تتابعى إلا أن القارئ يمكنه استيعاب كل التنقلات مهما كان نوعها.

مشاهد مصورة

يتعرض المخرج أيضا إلى بعض الصور من الممارسات النازية ولاسيما تأثير كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر، وعلاقة بعض إخوته بالأحزاب الاشتراكية التى أسست فى السويد باعتبارها رديفا لتلك الأحزاب الألمانية.

بين الحين والآخر تظهر أصداء لأعماله المسرحية والسينمائية مثل أوبرا القروش والصمت وبيضة الثعبان ووجها لوجه. باقى المذكرات خصوصا وقد تجاوز بيرغمان مرحلة الشباب، تدور كلها حول إنتاج الأفلام وإخراجها وكذلك العمل المسرحى وأيضا إدارة بعض المؤسسات الفنية ثم السفر إلى الخارج لغرض المسرحيات والأفلام.

يعترف بيرغمان بأنه قد اكتشف الكثير من الكتّاب والمخرجين متأخّرا، ولكن صارت السينما تقريبا هى عالمه ولاسيما وقد تعرف على الكثير من الشخصيات الفنية التى يذكرها لاحقا مثل تشارلى شابلن ولورانس أوليفيه.

فى آخر المذكرات نجد سردا لوقائع حياة بيرغمان وأعماله، فيما السيرة المختصرة والتى تبدأ من عام 1918 وتنتهى عام 1988، وتحتاج هذه السيرة المختصرة إلى تكملة إضافية، كان من الممكن أن يقوم بها الناشر أو المترجم، خصوصا وأن الكتاب يعد مرجعيا، ومن المفترض أنه يغطى الأحداث المهمة التى عاشها بيرغمان إلى حين وفاته 2007.

حياة عملية

ننتقل إلى الكتاب الثاني، وهو بعنوان "صور" وقد ترجمه زياد خاشوق عن اللغة الفرنسية، وقد صدر عن سلسلة الفن السابع أيضا.

وكتاب "صور" يختلف كثيرا عن الكتاب الأول فهو مقسّم إلى فصول هى على التوالي: أحلام وحالمون، أوائل الأفلام، مهازل وهزليون، أؤمن أو لا أؤمن، أفلام أخرى، كوميديا وترفيه.

أما من الناحية الموضوعية، فالكتاب يتعامل مباشرة مع صور من الحياة العملية فى المسرح والسينما، وكأن المخرج بيرغمان يعمل على اختيار بعض الصور المنتقاة من حياته وعلاقاته ليوضح أبعادها وتفاصيلها.

يتحدث المخرج مثلا عن الأوراق الأولى لبعض أفلامه، مثل "الطقوس، ليل البهلوانات، أحلام امرأة، دروس فى الحب". ويتحدث المخرج هنا بصراحة عن أفلامه الفاشلة دون البحث فى أسباب هذا الفشل، ولاسيما فيلم "بيضة الثعبان" الذى أشار إليه فى كتاب "المصباح السحري".

بالطبع هناك تفاصيل أكثر حول علاقة المخرج ببعض المخرجين الممثلين، مثل "روبرت دى نيرو، دينو دى لورنتس، ريتشارد هاريسا" وبالأخص ليف اولمان التى عملت مع المخرج فى عدد من الافلام. ومن الافلام التى تمت الاشارة الى بعض التفاصيل فيها "حياة العانس، صرخات وهمسات، مشاهد من الحياة الزوجية، بعد البروفة، الختم السابع، ابتسامات ليلة صيف".

ومما يقوله عن فيلم "الختم السابع": "هو أحد الأفلام العزيزة على قلبي. لا أدرى لماذا بالضبط، وبالطبع ليس عملا خاليا من الأخطاء. انه ملطخ بأنواع من الجنون، ويمكن اكتشاف السرعة التى أنجز بها، لكننى أجد، ممثلنا بالحيوية والنشاط متخلصا من كل أنواع العصاب".

أفلام أفضل

لا شك فى أن التعليقات التى يضيفها المخرج إلى أفلامه تسهم فى فهم أفضل لهذه الأفلام، ولكن النقد ربما لا يهتم بهذا كثيرا، وهذا ما يحدث عندما يتطرق المخرج إلى فيلم مثل "المرأة" أو فيلم مثل "برسونا" أو "النبع"، وحتى فكرة الثلاثية إنما هى فى الحقيقة فكرة نقدية، وهذا ما ينقله المخرج عن الناقد "فيغلوت سيومان" فى كتابه "يوميات بيرغمان" عندما يقول: "شريط "عبر المرآة" يعبّر عن يقين مكتوب بالقوة وشريط "المتناولون" يعبر عن يقين مكشوف وشريط "الصمت" عن البصمة السلبية ولهذا تتشكل الثلاثية".

وفى جميع الأحوال فإن العودة إلى حياة بيرغمان ضرورية لفهم أفلامه، فهو يكتب القصص وهو الذى يخرجها وهناك دلائل تشير إلى ذلك، مثل فيلم "ألعاب صيفية" التى يكشف عن أن قصته تعود إلى ذكرى معينة فى أحد فصول الصيف.

ويوضح المخرج كيف أنه أحيانا يدخل فى مشاريع سينمائية من أجل تدبير بعض المال، لكن القصص دائما جاهزة معه، وهى بسيطة فى بداياتها، تتحول بالتدريج إلى سيناريو متكامل.

عنف الحرب

على مستوى آخر، يركز المخرج على بعض الأفلام دون غيرها، ومن ذلك شريط "العار" الذى يقول عنه: "عندما أخرجت "العار" كانت تحدونى فى قرارة نفسى رغبة جامحة فى إظهار عنف الحرب دون مواربة. إلا أن نواياى وأمنياتى كانت أكبر من كفاءاتي"..."".

تتوالى الأفلام التى يناقشها المخرج ويتعرض إلى بعض تفاصيلها. كما فى فيلم "على عتبة الحياة، شغف فى فارو، صرخات وهمسات"، ويصل المخرج فى إعجابه بالممثلين إلى درجة يقول فيها بأن أفلامه من دون "بيبى اندرسوف وليف اولمان وماكس فون سيدو وفيكتور سيرستروم" وربما غيرهم أيضا، لا تساوى شيئا، أو على الأقل لا يمكن تصور مثل هذه الأفلام من غير هؤلاء الممثلين.

أوائل الأفلام

وبعد أن يتناول بيرغمان الكيفية التى أنجزت بها مجموعة من الأفلام من بينها الشريط الشهير "الصمت" يتناول فى فصل لاحق ما يسميه أوائل الأشرطة ومن بينها فيلم بعنوان "العار" وفيلم آخر بعنوان "مركب الهند" والفيلم الأشهر "سوناتا الخريف".

أما فى مجال الكوميديا فإن الحافز كان تجاريا كما يقول المخرج، ومن أفلام الكوميديا فى "انتظار النساء"، إلا أن بيرغمان لا يتمتع بحس فكاهي، ليس على صعيد الأفلام فقط، ولكن على صعيد رسم الشخصيات، فمن النادر أن يكون ناضجا فى إضافة المشهد الكوميدي، وفى تحريك الممثل وفق هذا الإطار، رغم إنه أخرج للمسرح بعض المسرحيات التى يفترض أن تكون كوميدية مثل "دون جوان" و"بيت الشاي" ثم "عودة دون جوان". ولقد أفاض بيرغمان فى كتابه "المصباح السحري" فى معالجة الأسباب التى جعلته سلبيا فى تقديم الأعمال الكوميدية سينمائيا ومسرحيا.

ورغم انه يطوف كثيرا وينتقل إلا أنه لا يكاد يذكر من أفلامه إلا بعض الأشرطة القليلة، ومنها "الناى السحري" المقتبس عن أوبرا لموزارت كان المخرج قد تأثر بها صغيرا وحاول أن يخرجها إلى المسرح بعد ذلك، وكان إنتاجها سينمائيا هو الأقرب إلى التنفيذ.

كذلك يذكر فى مذكراته شريطا طويلا يصلح للعرض السينمائى والتلفزي، وهو شريط" فانى والكسندر" الذى أنتج فى خريف 1978.

الكتاب الثالث هو سيناريو شريط "الصمت"، وهو الجزء الثالث من ثلاثية شهيرة تحسب للمخرج انغمار بيرغمان وكان الجزء الأول بعنوان "عبر المرآة".

أما الجزء الثانى فقد كان بعنوان "نور الشتاء".. لقد ترجم السيناريو عن الفرنسية الناقد إبراهيم العريس. وهو يعد إضافة جيدة للكتاب الجامع، إذا لابد من تطبيق نظرى لأفكار المخرج بيرغمان من خلال نص مهم يكتشف به القارىء قيمة هذا المخرج، ليس من خلال أفلامه فقط ولكن من خلال السيناريوهات التى يكتبها.

والواقع أن هناك إضافات معينة للسيناريو تتمثل فى المشاهد التى تم تنفيذها وهى غير مدرجة فى النص، كما أنها متميزة من خلال نوعية الحرف المستخدم، وفى هذا فائدة واستيعاب أكثر لروح الاختلاف بين المرئى والمكتوب.

عدد جديد من «آفاق ثقافية»

أصدر مجلس دبي الثقافي عدداً جديداً من مجلة «آفاق ثقافية» باللغتين العربية والإنجليزية، واشتمل على تغطية للأحداث التي حفلت بها الإمارات عموماً ودبي خصوصاً خلال الشهر الماضي.

 وتناولت الافتتاحية «ثقافة المشاركة» وحاجة العمل الثقافي كأي عمل آخر إلى تكاتف الجهود والنية الصادقة، للوصول إلى الأهداف المنشودة في تطوير المجتمع من خلال نشر الثقافة والمعرفة.

 وتضمن باب فعاليات على العديد من الأنشطة، ولا سيما معرض فن الكلمة في دبي الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومهرجان الكتاب المستعمل الذي افتتحه سمو الشيخ مايد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعرض دبي للآثار والفنون الذي افتتحه وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.

افتتاح معرض الشارقة الدولي لكتاب الطفل

افتتح سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس الديوان الأميري الأول فعاليات معرض الشارقة الدولي لكتاب الطفل في (اكسبو) الشارقة.

 حضر الافتتاح محمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري، وأحمد المدفع رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وسيف المدفع مدير عام اكسبو الشارقة، وعدد من المسؤولين في الدوائر الحكومية بالشارقة.

 وقام سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي بجولة في المعرض حيث حرص على التوقف عند أغلب الأجنحة المشاركة من 120 دار نشر من الدول العربية والخليجية ومن داخل الدولة.

 وتفقد سموه النشاط الفكري المصاحب لمعرض الكتاب وورش العمل التي وزعت بعدد من قاعات معرض اكسبو الشارقة المتخصصة في قضايا نشر كتب الأطفال، كما تجول سموه في ورش الألعاب القرائية والتي انطلقت أمس وضمت أركانا متنوعة تصب كلها في مجال القراءة وتنمية المعرفة لدى الأطفال.

 وأشاد سمو الشيخ عبدالله القاسمي بهذه التظاهرة الثقافية الكبرى التي تستهدف أطفال اليوم قادة المستقبل، وبهذه الفعالية المتكاملة التي تشتمل على معرض تخصصي لكتاب الطفل يزخر بكافة العلوم الإنسانية والثقافية لهذه المرحلة العمرية.

 وأشاد سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي بالمشاركة المتميزة لدار كلمات للنشر والتوزيع التي تشرف عليها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة قناة تطوير القصباء.

 إضافة إلى ما تضمنته من أجنحة متميزة بإصداراتها للأطفال كجناح مراكز الأطفال والفتيات ودائرة الثقافة والإعلام ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

العدد الأول من 'الغاوون' الشعرية

العدد الأول من صحيفة أو مغامرة 'الغاوون' الشعرية صدر في بيروت صباح السبت (1 مارس 2008)، وقد ضم العدد مواضيع عديدة، منها: 'إنهيدوانا سركون الأكدي: أول شاعرة في العالم 'لكامل جابر، 'شعراء الملك فاروق' لأحمد حسن، 'غياب جسد الرجل عن شعر المرأة' لمحمد ديبو، 'اكتشاف قصيدتين مجهولتين لأحمد عبدالمعطي حجازي' لوائل السمري، 'القصائد (الرسوم؟) المتحركة' لمحمد بركات.

ومن قصائد العدد: 'ملاك' لقاسم حداد، 'طفلة مقطوبة العينين' لنوال العلي، 'ظل غورنيكا' للينا أبوبكر، 'مصابيح الصيادين' لكمال المهتار، 'الصورة القديمة' للميس سعيدي.

'الغاوون' صحيفة أسبوعية، ستصدر مبدئيا بشكل شهري،ويرأس تحريرها الشاعران زينب عساف وماهر شرف الدين.

في 'الخوف والمتاهة'

اللغة واللاهوت والسياسة تحكم الصراع في العالم

 لا تزال النظرة إلي الاخر سواء بين الحضارات المختلفة. أو داخل الثقافة الواحدة تستهوي عددا من الباحثين خاصة وأن الصدامات تتلاحق في العالم وتسيطر علي نشرات الاخبار وتقارير وكالات الانباء.

نبيل عبدالفتاح في كتابه 'الخوف والمتاهة' يرصد ويحلل ظواهر الصدام، مؤكدا انه في أعقاب احداث 11 سبتمبر عاد رجال دين كاثوليكيون وبروتستانت واعلاميين لانتاج رؤي قديمة حول الاسلام. رؤي تستند الي آراء قديمة قيلت حول شخصية الرسول صلي الله عليه وسلم وطبيعة العقيدة وعلاقاتها بالعنف، وأهم هذه الرؤي انتشار الإسلام بحد السيف'!

هذا الكلام الذي قيل كثيرا يستدعيه نبيل ليؤكد علي أن هناك ازدواجا في الخطاب الديني المسيحي حول الاسلام، وأحد مظاهره مراوغات اللغة، فما تزال سلطة الماضي ماثلة فيها، ويري أن هناك محاولات يسعي بعض رجال الدين اللاهوتيين من خلالها إلي مد جسور الحوار مع الطرف الاخر، ولكنها لاتزال هشة ولا ترقي إلي المستوي.

ولأن محاضرة البابا بينديكت السادس عشر الشهيرة عن العقل والايمان التي انطوت علي مساس بالرسول صلي الله عليه وسلم تدلل بشدة علي فكرة الصدام يخصص نبيل فصلا للحديث عنها، مشيرا إلي أنها تبدو كأنها جزء من مرحلة السيولة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة.

ويشدد علي ان موقف البابا المحافظ لايمكن فصله عن موقفه إزاء الهوية الأوربية المسيحية، فهو يري أنه لايجوز ان تضعف معتقدات المسيحيين وهوياتهم، من اجل الحوار مع الديانات الاخري، ويدلل علي ذلك بأنه قال في عظته الاسبوعية بعد أزمة المحاضرة.. يجب ان نتذكر ان هويتنا هذه تدعو إلي القوة والوضوح والشجاعة في العالم الذي نعيش فيه.

كما يخصص نبيل فصلا للحديث عن حرب الفتاوي حول مقاومة حزب الله، ويري أن دور الفتاوي في الصراعات السياسية والعسكرية ليس جديدا سواء في عالمي الاسلام السني أو الشيعي، فكل طرف يحاول ان يضفي شرعية دينية علي بعض المواقف والسلوكيات السياسية في مواجهة الطرف الاخر، يقول نبيل: ان حرب الفتاوي (السنية ­ السنية) حول الشيعة وحزب الله تشير إلي احتقانات مذهبية سنية قابلة للأنفجار. وذلك كأثر للصراعات المذهبية داخل العراق.. وتنامي الدور الاقليمي الايراني، عبر تحالفه مع حزب الله المدعوم من سوريا، وهو ماتعتبره الدول العربية الكبري ماسا بالتوازن الاقليمي.

ينتقل نبيل بعد ذلك إلي الحالة المصرية الدينية والسياسية في اعقاب 11 سبتمبر ، مشيرا إلي أنه يمكن وصفها بأنها مزيج من الارتباك والالتباس، وأحيانا عدم الفهم والتصديق لما يحدث في العالم من تحولات حادة وصاخبة مثل خطر الحجاب في فرنسا.

ويقول ان ردود الفعل انتجت مقولات تقليدية خاصة بالغرب، وكأن ثمة غربا واحدا متجانسا في السياسات والتركيبات والابنية والمصالح والأفكار والاطروحات.

ويحاول أن يتقصي بعد ذلك أسباب نجاح الاخوان في انتخابات .2005 ومنها توظيفهم لشبكة اتصالية عالية ذات وسائل مدنية. واختيار اشخاص يتسمون بالنزاهة وحب الجمهور داخل الدوائر، وتقديم الجماعة الخدمات الاجتماعية كالرعاية الصحية، ومعالجة بعض حالات الفقر، والتخفيف من نفقات العملية التعليمية الرسمية، علي نحو مستمر، وخلق روابط بين الفكرة الدينية والعقائدية للاخوان، في ظل انسحاب الدولة تدريجيا في هذا المجال ، واعداد من يصفهم بالماكينات الانتخابية داخل الدوائر، يعرفون جيدا الواقع السياسي الاجتماعي داخل هذه الدوائر، والعناصر المؤثرة، وبعضهم من سكان كل دائرة، ويعرفونها مباشرة، مع استراتيجية اعلامية جذابة وشعار بسيط وموجه رغم غموضه (الاسلام هوالحل)!

ويفرد نبيل فصولا للحديث عن أزمة الحجاب، وتصريحات وزير الثقافة حوله ويشير إلي أن هذه التصريحات تكشف عن الطريقة العشوائية والعفوية التي أدار بها الحكوميون تلك الأزمة، ودخول رجال الاعمال الجدد في العمل السياسي، ويقول: كأننا جماعة سياسية ناشئة!

كما يتحدث عن العلاقة بين الدولة والدين والاصلاح الدستوري ومستقبل الاخوان والحسبة الدينية والخطاب الاسلامي المتغير، والكتاب الذي صدر في طبعة جديدة منقمة مزيده يحتاج إلي مناقشة اوسع لايستطيع هذا العرض الصغير استيعابها. 

كتابان شعريان بالهولندية لعلي البزاز

 عن دار نشر Quist صدر للشاعر العراقي المقيم في هولندا علي البزاز ديوانان جديدان الاول بعنوان "تضاريس الطمانينة" والثاني " صوت في عريشة". واقيم حفل توقيع للشاعر في مدينة لاهاي في صالة " ديرخنت كامير" الاسبوع الماضي حضره عدد من محبي الشعر من هولنديين وعرب. وشارك في احتفالية التوقيع كل من ستار الساعدي بمقطوعة موسيقية والشاعر ناجي رحيم الذي قرا عددا من قصائد البزاز الجديدة اضافة لقصائدة بالعربية والهولندية وتحدث عن تجربة الشاعر ايضا. كما ساهم بعض الحاضرين بقراءة عددا من القصائد من الكتابين. الكتابان صمم اغلفتهما واللوحات الداخلية الفنان ناصر مؤنس..

  وجاء في مقدمة ديوان "صوت في عريشة" كلمة للشاعر والناقد الهولندي ريمكو اكرز جاء فيها: ان علي البزاز هو (مروّض اللغة) وشعره يزدان بالمعاني مزدوجة الدلالة وهو شاعر راء ثاقب اسوة بالشعراء الحقيقيين.

وكتبت الشاعرة التشيكية يانا بيرانوفا في مقدمة ديوان "تضاريس الطمانينة":

هنا صور شعرية متراكمة تقودنا الى العالم المحسوس الذي يؤمن فيه الشاعر بقوة الناس الذين لاغنى عنهم (كالخبز).الشاعر يبني جمله كصانع كمان..

هنا نماذج من قصائد المجموعة "صوت في عريشة":

شاعر

الولع جعله نحيلا

قشة تستطيع حمله

افكاره صنعت منه كتابا يتصفحه الجميع

في مرآته المسافة شفافة

وقال الشاعر البزاز في حديث لايلاف بان شعره بالعربية يختلف تماما عن الهولندي لان الطاقة التعبيرية للغتين مختلفة تماما اذ العربية لغة وصفية مشحونة والهولندية لغة وظيفية.

سبق واصدر الشاعر مجموعتين باللغة الهولندية : شمعة ولكن تكسف الشمس 2002 ونادل احلامي 2003 ويعد حاليا مجموعته الشعرية الاولى باللغة العربية بعنوان "بعضه سيدوم كالبلدان".

مصادرة كتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب

صادرت الرقابة المصرية عدداً من الكتب والعناوين التي أصدرتها دور نشر لبنانية. والكتب هي "الحياة في مكان آخر"، "خفة الكائن التي لا تحتمل"، و"غراميات مرحة" لميلان كونديرا، الصادرة بالعربية لدي "دار الآداب" البيروتية، الي روايتي "كأنها نائمة" لإلياس خوري، و "مريم الحكايا" لعلوية صبح، فيما منعت الرقابة كتبا لـ "دار الفارابي"، منها كتاب يوميات أرنستو تشي غيفارا "أحلامي لا تعرف حدودا"، "الصلاة الاخيرة" لحميد جبريل، "حوار مع الملحدين في التراث" لعصام محفوظ، "خبايا الذاكرة" لإبرهيم عمار، "طائر المئذنة" لعبدالله سعد، "العمارة الغانية" و"الإعمار الموجع" لرهيف فياض، "قبلة يهوذا" لأوبير برولونغو، و"المداعبة" لبروني بونتميلي، عدا عناوين أخري لم تزل في صناديق الشحن. الهيئة المصرية العامة للكتاب نفت هذه الأنباء واتهمت أصحاب النشر بافتعال أزمة منع ومصادرة للترويج للكتب الممنوعة إعلامياً.

ست رحلات لقراءة العالم

الرحالة هنا ليس سائحا ، وكتابه ليس دليلا للسائحين ، انما الرحالة قارئ ! لكنّه لايقرأ الكلمات، وانما العلامات. بهذا الوعي يكتب الرحالة والروائي خليل النعيمي كتابا جديدا في السفر: ستّة نصوص عن ستّ رحلات قام بها الكاتب حول العالم، غطّت أربع قارّات، ووقفت علي جغرافيات الأرض والناس، وعلي الروح الانساني بصفته كل لا يتجزأ مهما اختلفت اللغات وتباينت التجارب والأعراق، لأن التعوّد علي رؤية الأشياء والكائنات نفسها يصيبنا بالعمي.بهذه الرؤية النافذة يكتب المسافر، وقد سافر مغامرا لئلا يعود بالوعي نفسه الذي بدأ به، فالرحالة بالنسبة اليه ليست أن يجوب العالم بحثا عن الصورة، وانما عن الجوهر، ولأجل هذا السمو الروحي في التعبير عن الأرضي والبراعة في الكتابة، حاز كتابه هذا علي جائزة ابن بطوطة للرحلةالمعاصرة لسنة 2006.

شملت الرحلات كلا من هافانا وريودي جانيرو ومالي ولشبونة والهند الوسطي.

رقص الطبول».. قصص لاتينية تجمع حضارات العالم

يمثل كتاب "رقص الطبول.. قصص قصيرة من أدب أمريكا اللاتينية" الذى ترجمه عن الإسبانية الدكتور محمد إبراهيم مبروك، وصدر فى القاهرة عن مؤسسة "أخبار اليوم" نقطة التقاء بين حضارات العالم، فى مجال الأدب، بخاصة القصة القصيرة، التى لها عشاقها ومريدوها، فى كل أرجاء الوطن العربي، حيث إن أدب أمريكا اللاتينية، واحد من أكثر ألوان الأدب العالمى ثراء، على مستوى أدبيات العالم.

يحتوى الكتاب على عصارة وخلاصة أدب القصة القصيرة فى أمريكا اللاتينية، حيث نجد العديد من القصص القصيرة، لأدباء من أكبر أدباء أمريكا اللاتينية، فنجد من البرازيل لجون جيمارانيش روزا، ومن شيلى إيزابيل الليندي، ومن الأرجنتين خورخى لويس بورخيس، وليوبولدو لوجونيس، ومن المكسيك إمبارو دابيللا، وخوان رولفو، وخيراردو ماريا، وخورخى إيبار جنجوتيا، ومن فنزويللا أرتورو أوسلار بييترى، ومن كولومبيا إرناندو تييث، ومن جواتيمالا أوجستو مونتيروسو، ومن كوبا لينو نوباس كالبو.

وقد وقع اختيار سلسلة "كتاب اليوم" على هذا الكتاب، نتيجة للعديد من الأسباب، التى تتحدث عنها الكاتبة نوال مصطفى رئيسة تحرير السلسلة، أولها وأهمها: التشابه بين حضارة أمريكا اللاتينية وبين مصر، حيث حضارة البحر المتوسط، فى الصفات البشرية والاجتماعية، وأيضاً المقومات الأدبية، ثانيها: حاجة الأدب العربي، بخاصة أدب القصة القصيرة، إلى التواصل مع حضارات العالم الأخرى، ليحدث هذا الاندماج، الذى يؤدى إلى استفادة حقيقية، تحدث لكل من الحضارتين.

وتقول نوال مصطفى: "أؤمن إيمانًا شديدًا بضرورة التواصل مع الحضارات الأخرى، ومعرفة فيم يفكرون، وكيف يفكرون،.. لأنها إشكالية هذا الزمن..، والتى أرى أن واجبنا ـ كمفكرين ومثقفين وأدباء ـ أن نبحث عن حلول لها، عن طريق الحوار مع الآخر، والتعرف عليه بعمق، من خلال الغوص فى أعماق تلك الثقافات، التى تعيش بعيدًا عنا، ليس جغرافياً فحسب..، بل فكريًّا وثقافيًّا، بالدرجة الأولى.

ومن روائع هذا الكتاب، قصص إيزابيل الليندي، التى اكتسبت شهرة عالمية، حيث نجد لها ثلاث قصص، غاية فى الروعة الأدبية، وهى "انتقام" و"المنسى أكثر من النسيان"

و"نزيل المعلمة"، وقصتان لبورخيس، هما: "وسم السيف" و"السر المعجزة".

فما الذى يمكن أن يدور فى خلد القارئ المصري، وهو يطالع مثل هذا الكتاب، وبالأخص القصة القصيرة، التى طالما تميز بها أدباء أمريكا اللاتينية العظام، لاسيما وأن العديد منهم قد حصلوا على جوائز متميزة عالمياً، مثل جائزة نوبل، وجائزة ثربانتس، وهى الحركة الأدبية التى مثلها بورخيس، وإيزابيل الليندي، وآخرون".

إن الأدب الأمريكى اللاتينى "أدب أمريكا الجنوبية" ما زال يعطى أفضل ثماره، وقد تحققت للأجيال الجديدة فرصة قراءة هذا الأدب الممتع، حيث انطلقت دور النشر فى العالم أجمع، بل وتسابقت خلال السنوات الماضية، لنشر هذا الإبداع، الذى يأتى من أقصى الكرة الأرضية. وفى هذا الكتاب مزيج أدب قارة كاملة، وعبقرية اثنى عشر كاتباً، وسبع عشرة قصة قصيرةً، فى بوتقة واحدة، ومعين واحد، يشكّل وجبة دسمة للقارئ.

مجلة 'الكلمة' تطرق باب الابداع العربي من مشرقه الى مغربه

 صدر العدد الخامس عشر (مارس / آذار 2208) من مجلة "الكلمة" الاليكترونية الشهرية التي يرأس تحريرها الناقد الدكتور صبري حافظ.

ونطالع في هذا العدد أحدث قصائد الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف "أربع قصائد من الأقصر" التي يقطر فيها جوهر الحياة في المدينة المصرية العريقة في لقطات شعرية تقبض على روحها الممتدة من فرعون مصر رمسيس حتى ماسح الأحذية مصطفى.

ويكتب صبري حافظ عن سهيل إدريس تحت عنوان "سهيل إدريس رحيل عصر" وينطلق من تساؤل: هل كان رحيل سهيل إدريس بعد أيام من جر (الآداب) للمحكمة مجرد صدفة؟ أم أنه لم يحتمل ألم الصدمة؟

هذا السؤال هو منطلق تناول حياة الرجل ورحيل عصره، كما تنشر "الكلمة" في باب علامات الذي تحرره الدكتورة أثير محمد علي افتتاحية رئيس تحرير "الآداب"، وهو يطلق مجلته للنور، في شهر كانون الثاني 1953.

ونقرأ فيها: "وهدف المجلة الرئيسي أن تكون ميداناً لفئة أهل القلم الواعين الذين يعيشون تجربة عصرهم، ويُعدّون شاهداً على هذا العصر: فيما هم يعكسون حاجات المجتمع العربي، ويعبّرون عن شواغله، يشقون الطريق أمام المصلحين، لمعالجة الأوضاع بجميع الوسائل المجدية".

وتضيف "على هذا، فإنّ الأدب الذي تدعو إليه المجلة وتشجّعه، هو أدب "الالتزام" الذي ينبع من المجتمع العربيّ ويصبّ فيه. والمجلة، إذ تدعو إلى هذا الأدب الفعّال، تحمل رسالة قوميّةً مثلى. فتلك الفئة الواعية من الأدباء الذين يستوحون أدبهم من مجتمعهم يستطيعون على الأيام أن يخلقوا جيلاً واعياً من القراء يتحسسون بدورهم واقع مجتمعهم، ويكوّنون نواة الوطنيين الصالحين. وهكذا تشارك المجلة، بواسطة كتّابها وقرائها، في العمل القومي العظيم، الذي هو الواجب الأكبر على كلّ وطنيّ".

وتنشر المجلة أيضا أخر نصوص الكاتب الراحل الكبير فؤاد التكرلي "المقابلة" وتواصل المجلة نشر النصوص الروائية كاملة فتنشر رواية "لون الروح" لصلاح الدين بوجاه ويخلق الكاتب التونسي في هذه الرواية عالما مترعا بالمتخيل، يتردد بين قطبي رحى الواقعي والكابوسي، فهو عالم واقع في قبضة الرعب والمراقبة ومنطق التلصص والتفجيرات.

ويضم العدد الجديد ملفا عن راهن الرواية المغربية أعده الناقد المغربي عبد الحق ميفراني، ويحاول هذا الملف أن يتوقف عند راهن الرواية المغربية، في مسارات تشكلها وفي رهانات الكتابة الروائية المغربية، وما تطرحه من رؤى وصيغ تمكننا من تلمس سمات المشهد الروائي في المغرب.

ويحوي ملف تسع دراسات تلملم شظايا هذا المشهد، وترصد تصوراته، وملامح التحول داخله.

بالإضافة إلى ذلك نقرأ في باب دراسات وبمناسبة مرور خمسين سنة على الوحدة بين مصر وسوريا "بارقة أمل من الخليج" ويتناول فيه المفكر العراقي البارز خير الدين حسيب هذا الحدث، ويتأمل عبره حاضر العالم العربي ومستقبل الوحدة فيه.

وفي "ثقافة تأصيلية تحليل ونقد" يستعرض الطبيب السوداني حامد فضل الله أفكار الكاتب الفلسطيني محمد محمود شاويش وأطروحاته بدقة تحليلية، ثم يقدم تشخيصه الدقيق لما ينطوي عليه الكتاب من إشكاليات بهدوء وموضوعية.

وفي "أنت حر مادمت قاتلا أو مقتولا" يكشف لنا القاص العراقي حسب الله يحيى المقيم في بغداد عن محنة الكاتب، بل الإنسان العراقي، الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال الأميركي وآليات القتل والموت التي كرسها في العراق.

وتعيد الباحثة السودانية البارزة خديجة صفوت في "إيقاف علم الاجتماع على قدميه" تمحيص التصورات العلمية الجاهزة وتدخل التاريخ المطلسم عليه في قلب المفهوم لتطرح تصورا مغايرا للسائد الثقافي في مجال علم الاجتماع وفي "التخييل الأسطوري للراهن" يتناول الباحث المغربي بوشعيب الساوري مسيرة الكاتب الجزائري عزالدين جلاوجي ودور التخييل والأسطورة فيها ويحلل بالتفصيل روايته الأخيرة سرادق الحلم والفجيعة.

وفي باب الشعر تنشر المجلة ديوانا للشاعر المصري على منصور "في مديح الصبار" كما تنشر أحدث قصيدتين للشاعر الفلسطيني وليد خازندار و"قصيدتان" للشاعرة المغربية سميرة المصطفى و"مدن العزلة" للشاعر السعودي شريف بقنه مشهراني و"قصيدتان" للشاعرة المصرية نجاة علي.

وفي باب السرد نقرأ قصة "قوس قزح منتصف الليل" للقاص المصري عاطف سليمان و"صداع" للقاص السوري إبراهيم علوش و"ذات الأحفاد" للكاتب المصري عبد الرشيد الصادق المحمودي و"كان يمكن للسماء أن تمطر" للقاص الليبي محمد العريشه.

وفي باب النقد نطالع "قابس آخر الملائكة" لشعيب حليفي وهذه رحلة من نوع خاص مع الرؤى والتواريخ القديمة بحثا عن الأيام الضائعة في رحلة سيدي علي الشاوي، وفي رحلة الإنسان صوب ذاته، وصوب المعرفة معا.

ويتناول الباحث المغربي أحمد بلخيري في "تعريب المصطلح المسرحي" إحدى أهم إشكالات تعريب المصطلح العربي هنا. ويحاول الوصول إلى تقعيد جديد لتعريب المصطلح المسرحي. وفي "كان سعدي يوسف الأكثر حداثة" يتناول الشاعر التونسي صالح بن عياد في هذه اليوميات بعض تجليات الواقع الأدبي في المشهد التونسي ليكتب عبرها تصوره للشعر، ولرأسمال الشعراء الرمزي، وللحداثة في آن. وفي"السينمائي التشكيلي وسؤال التأويل" يتناول الناقد السينمائي محمد أشويكة علاقة السينمائي والتشكيلي من زاوية ابستيمولوجية، لإبراز سمات التقاطع وقيمة التداخل بين المجالين.

في "العشاء الأخير في فلسطين" يكشف لنا الكاتب الفلسطيني زياد جيوسي كيف خلق المسرح معادلاته البصرية والحركية للوضع الفادح الذي يعيشه الفلسطيني تحت الاحتلال من خلال قراءة للمسرحية الفلسطينية العشاء الأخير.

ويضم باب كتب "في تاريخ الاستشراق وسياساته" حيث يقدم ثائر دوري فيه مراجعة لكتاب حديث ينطلق كاتبه من أطروحات المفكر الكبير إدوار سعيد ويتتبع وثائق الخطاب الاستشراقي ومسيرته حتى كتابة الاستلاب العربي المعاصرة وهي تبرر السيطرة الأمريكية على منطقتنا.

وفي "بوّابُ الذاكرة الفظ" يكشف تحليل الناقد والشاعر الفلسطيني نصر جميل شعث لديوان الشاعرة اللبنانية رينب عساف عن التضافر الفريد بين الخاص والعام، بين الحاضر والماضي/بين الموت والحياة في تجربة هذه الشاعرة الجديدة. وفي "الرجل ذو البذلة الشاركسكين" يقدم الباحث المصري محمد أبو الغار عرضا لكتاب يسعى لاقتناص بعض تفاصيل ذاكرة يهود مصر المنسية ويكشف فيه عن شهادة ناصعة على رقي حضاري مصري يدحض الكثير من الأغاليط الصهيونية.

وفي "إسماعيل كاداريه في روايته الملف" يكشف محمد بنعزيز من خلال مراجعة لرواية الكاتب الألباني الشهير إسماعيل كاداريه قدرة الفن الروائي على الحفر في أغوار الواقع، وأركيولوجيا النفس البشرية، واستشراف المستقبل في آن.

وفي "الإله الأخضر" يقدم الكاتب والروائي الليبي محمد الأصفر قراءة لديوان الشاعر البرتغالي فيرناندو بيسوا نتعرف على سحر البساطة حينما يتضافر مع عمق البصيرة وحدوس النبوءة.

وفي " فاصل من حياة " يقرأ محمد العباس سيرة الشاعرة والقاصة الإماراتية ظبية خميس ويكشف عن براعة استخدام تقنيات القرينة السردية في الكشف عن كثير من المسكوت عنه.

بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير" و"أنشطة ثقافية"، تغطيان راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.

انطلاق المهرجان اللبناني للكتاب في أنطلياس

افتتح في أنطلياس بشمال لبنان المهرجان اللبناني الـ27 للكتاب بمشاركة عدد من الكتاب في مجالات السياسة والثقافة والفن.

 وافتتح فعاليات المهرجان الأمين للحركة الثقافية في أنطلياس عصام خليفة الذي قال إن الحركة تؤثر تسمية المعرض بالمهرجان لأنه يركّز على سلسلة من الفعاليات الثقافية مثل تكريم الأعلام الوطنيين، وإقامة المحاضرات والندوات، إضافة إلى حفلات توقيع 60 كتابا.

 وقد اختار منظمو المهرجان باقة من المؤلفين المبدعين في مجالات الفكر والحوار والثقافة والفن في هذه النسخة من المهرجان، من بينهم الرسام اللبناني أمين الباشا والبروفيسور الجرّاح أنطوان غصين والفنان المسرحي العراقي جواد الأسدي الحاصل على العديد من الجوائز العربية والعالمية.

 كما تتضمن هذه النسخة أيضا كتبا للأديب عادل خوري المتخصص في الإسلاميات والحوار بين الإسلام والمسيحية، والمفكر الأردني علي محافظة، إضافة للصحفي عزت صافي والأديب محمد دكروب والفنان مرسيل خليفة والأب يوحنا صادر.

 وتتضمن الفعاليات توقيع ستين كتابا في الأدب مثل "قرية غدي" لتريزعون، و"أمين الريحاني" لميشال جحا.

 وفي مجال الشؤون السياسية هناك "الحدود والمياه" لعصام خليفة، و"جيوسياسة الحدود والعولمة" لدعد عطا الله، و"تاريخ وفكر" لحكمة أبو زيد، إضافة لكتب للياس قطار، ومحمّد شيّا وآخرين.

 ويشير منظمو المهرجان إلى أن واحدا من أهدافه هو مواجهة الانقسام والاقتتال في الساحة اللبنانية.

 وتقول هناء شعبان إن أعمال المعرض لن تتوقف بسبب الوضع الأمني والسياسي في البلاد.

 ويجمع وكلاء دور النشر على أن الوضع المقلق لا يؤثر على الإقبال وإنما على المبيعات.

الماء والأحلام: ظاهراتية الخيال والمادة

صدر حديثاً عن ا لمنظمة العربية للترجمة كتاب: الماء والأحلام: دراسة عن الخيال والمادة تأليف غاستون باشلار، ترجمة د، علي نجيب ابراهيم، وتقديم أدونيس.

علي مقربة من أصوات الماء وأسرارها، ولد غاستون باشلار، وطاب له العيش علي ضفافها وفي ظلال سواقيها وأنهارها..

وهو في هذا الكتاب، يقود القارئ في رحلة تأمل ساحرة.. يغوص فيا عند بدايات الشطآن الصافية اللمعان، حيث تولد الصور وتمر سريعاً كالأحلام، وينتهي في الأعماق المظلمة حيث الأساطير والأوهام.

هذا نص كتبه فيلسوف متبحر يتحول شاعراً رقيقاً.

غاستون باشلار (4881 ــ 2691) كاتب ومفكر فرنسي من أبرز فلاسفة العلوم والشعر في القرن العشرين الي جانب كونه من أشهر الابيستمولوجيين الذين تركوا لنا تأملات ضخمة ذات صلة بالمعرةف وبالبححث العلمي، قيل عن كتبه ان كل سطر فيها هو قول يستشهد به، وهو باب مفتوح علي آفاق العلم والمعرفة.

الكاتب العربي والعولمة

صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية العدد 043 الخاص بشهر آذار (مارس) 8002 من مجلة المستقبل العربي ، تضمن العدد الدراسات الآتية:

1 ــ العراق: طريق الخروج لــ جوناثان ستيل.

2 ــ العوامل الخارجية وتأثيراتها في التطور الديمقراطي في الوطن العربي لـ حسنين توفيق ابراهيم.

3 ــ الكاتب العربي والعولمة: عولمة أم معالمة لــ حميد قهوي.

4 ــ فككر اليمين الأمريكي: هارفي مانسفيلد نموذجاً لــ علاء بيومي.

أما في باب آراء ومناقشات فقد كتب باقر ابراهيم عن: اليسار عند احتلال الوطن: يقاوم أم يساوم؟

وفي العدد أيضاً، تقرير لـ تشارلي كويمبي بعنوان: إرث رئاسة جورج بوش: البلد الذي ورثه، البلد الذي سيخلفه . وتقرير عن نشاط مركز دراسات الوحدة العربية خلال العام 7002 والمتوقع خلال العام 8002.

وفي باب كتب وقراءات، مراجعة للكتب الآتية:

ــ تأثير الفكر الناصري علي الخليج العربي، 2591 ــ 1791 (تأليف نور الدين بن الحبيب حجلاوي) أعدها وليد خالد أحمد حسن.

ــ علي طريق النوايا الطيبة: تجربتي مع حزب البعث (تأليف خالد علي الصالح) أعدها عبد الحسين شعبان.

ــ حماية المنافسة ومنع الاحتكار بين النظرية والتطبيق: تحليل لأهم لتجارب الدولية والعربية (تأليف مغاوري شلبي علي) أعدها حمدي بشير محمد علي.

ــ إضافة الي كتب عربية وأجنبية مختارة (موجز).

هذا بالإضافة الي موجز يوميات الوحدة العربية، وببليوغرافيا الوحدة العربية.

دراسات في مرويات ونصوص

يمكن لمتصفح هذه المجلة البحرينية أن يقع علي صورة أهل البحرين ثقافة وأشواقاً وأحلاماً. المجلة مفعمة بروح الشعب من خلال روح ثقافته ومثقفيه.

أناقة في الشكل، ورقاً وطباعة وإخراجاً، وحرارة في المادة المنشورة لا تبرد بالأغلاط المطبعية واللغوية. جاء مقال إبراهيم العريس بمثابة افتتاحية للعد بعنوان (الحصن الأخير) يتشبث به ويدعو إلي تبنيه وسط أزمة عربية ثقافية - خانقة، وهو حصن الثقافة الذي لم يتبق سواه أملاً وحلماً وبديلاً، كما يقول، ونحن معه. في الدراسات كتب رضا صالح وفهد حسين وعبدالله خليفة والعرابي لخضر وناول عبد الهادي ورفقة محمد دودين وسيد علي إسماعيل وحسب الله يحيي، وتراوحت أغلبيتها بين الرواية والشعر البحريني. حوارات مع عبد الكريم البوسطة حول اللون شحنة تعبير ودوريت كوهن لقاء مترجم حول جديد علم السرد وثالث مع إنغمار بريغمان المخرج السويدي، مترجم أيضا. نصوص العدد حملت تواقيع حسن العلوي وجمال الخياط وعبد الرضا السجواني ووفاء مليح وحسن ناصر وياسين عدنان وفوزية العلوي والسماح عبدالله ومهدي عبد الله وكريم معتوق ورانة نزال.

وفي باب (مراجعات الكتب) كتب أحمد الساري وعباس مرزا وعصام رجب ومبارك حامدي ومنصور مبارك.

أقلام فارسية معاصرة ترسم للعربي صورة الغشاش

ما هي صورتنا العربية في أدب أقرب جيراننا، الإيرانيين؟ هذا الكتاب يكرس نعرة عنصرية يتبناها عدد من الأدباء الإيرانيين المعاصرين، بينما يرفضها ناشر الكتاب ناصر بوربيرار من خلال نقده لهؤلاء الأدباء! لماذا نشر الكتاب إذن؟ هل هي ازدواجية في النظر إلي الجيران العرب أم تواطؤ خفي بين الكتّاب وناشرهم؟ في الوقت الذي شكل فيه الإبداع الفارسي القديم والحديث رافد من روافد الأدب العربي ورفيق درب باتجاه الروح الإنسانية التي ينشدها كتاب العالم، الشرقي والأوسطي والغربي، وغياب نزعة عربية شوفينية في كتابات الأدباء العرب وباحثيهم، يأتي هذا الكتاب صادماً ويدعو إلي الدهشة، في مرحلة ملتهبة من تاريخ مشترك بين الشعبين الفارسي والإيراني. قسمت المؤلفة الأمريكية المتخصصة في الدراسات الإيرانية، مؤلفها إلي خمسة أجزاء: المقدمة: تخصصها الكاتبة للحديث عن المؤلف والشخصيات التي تشكل أرضية بحثها، وكذلك موضوع (الأيْرَنَة)، أو: الشعور الذاتي الإيراني الحديث بدءًا من القرن التاسع عشر انطلاقًا من العداء للآخر، وعلي نحو خاص، للعرب. الفصل الأول: كتابات الرجال، آراء الرجال: تتعامل الكاتبة مع صورة العرب في مؤلفات خمسة أدباء هم محمد علي جمال زاده، صادق هدايات، صادق جوباك، مهدي أخوان ساليس، ونادر نادربور. الفصل الثاني تخصصه المؤلفة لمجموعة من الكاتبات الإيرانيات مثل الشاعرة فروغ فرخ زاده، وطاهره سفرزاده والروائية سيمين دانش فسار. في العرض الثالث، في الجزء الرابع من الكتاب، تحاول الكاتبة البحث عن موقف (رجل في الوسط)، هو، في ظنها، جلال آل أحمد لأنه "حتي من دون إنجازاته الأدبية العديدة يبقي.. شخصية هامة وإشكالية.. بسبب افتراضه القائل إن الإسلام الشيعي الاثني عشري مركب لنواة ضرورية لمفهوم الإرْيَنَة (Iraniness)وذلك عبر مؤلفاته العديدة ومنها )خائف في الحشود( و (ابتلي بالغرب) و (إفطار في غير أوانه) و (الزيارة) و (الجمارك والمكوس) وغيرها. وفي المؤلفات هذه، جميعها تظهر معاداة العرب علي نحو جلي حيث يظهر العربي بصفات (مخادع، جشع، غشاش) ولغة العرب "هذرمة". هذا الكتاب صدر أخيرًا بترجمة إيرانية حيث وجه الناشر ناصر بوربيرار في مقدمة النسخة الإيرانية، انتقادًا لاذعًا للمثقفين الإيرانيين في عدائهم للعرب بالقول "هذا الكتاب يوضح لنا مدي ارتباك مثقفينا في تبيين هويتنا القومية ويبحث عن فجاجة معاداة العرب المنتشرة والتي أصابت تقريبًا كل الأدب الإيراني المعاصر بالاعتلال ونخرته حتي مستوياته العالية". يؤكد الناشر، [وهو فارسي الأصل من مدينة طهران] أن العداء للعرب بين أصحاب الرأي في إيران، ظاهرة حديثة العهد، لم تتعد القرن الأخير، ويضيف: عندما نعود إلي باعث هذا العداء اللامعقول ضد السكان الأصليين من عربنا [عرب الأهواز] وكذلك ضد الشعوب العربية المجاورة التي تشاركنا في الدين، وهو عهد الشاه رضا البهلوي، يتضح لنا أن جميع أهل القلم تقريبًا يتفقون ويتناغمون، علي الأقل في موضوع معاداة العرب، مع رغبات الشاه رضا البهلوي. ويتطرق الناشر إلي موقف المثقفين الذين يصفهم باللادينيين في عهد الجمهورية الإسلامية تجاه العرب ويقول: إن اتساع دائرة العداء للعرب في عهد السلطة الراهنة، كما نشاهد مظاهرها، هي تجسيد للاستياء السياسي، وفي الحقيقة أن المثقف اللاديني الحالي يريد أن يحمل مسؤولية تخلفه الاجتماعي وعدم جدارته في الساحة السياسية والأحداث التي شهدتها البلاد خلال القرن الأخير يحمل هذه المسؤولية العرب الذين عاشوا قبل خمسة عشر قرناً كي يبعد نفسه وببساطة عن الأسئلة الوطنية المطروحة عليه

كتب ممنوعة في الأردن رغم وقف الرقابة المسبقة

 رغم مرور نحو عام على تطبيق قانون المطبوعات والنشر الجديد الذي أوقف كافة أشكال الرقابة المسبقة، فإن ناشرين أردنيين تحدثوا عن استمرار حالات حظر دخول كتب إلى الأردن، وهو ما تنفيه الجهات الحكومية بشدة.

ويرى المدير العام للمؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمان وبيروت ماهر كيالي أنه تعود على طباعة كتب داره في لبنان ولم يلمس "أي تغيير بعد تطبيق قانون المطبوعات والنشر الذي أوقف الرقابة المسبقة على المطبوعات".

وقال كيالي إن كتبا طبعتها مؤسسته "تم منع إجازتها للتداول في الأردن"، ودلل على ذلك بمنع كتب "واقع الاقتصاد الأردني" للوزير السابق وهيب الشاعر، وكتاب "طاووس ملك" وهو كتاب يتحدث عن الطائفة اليزيدية لزهير عبود، وكتب أخرى.

وأكد ناشرون أن كتبا أخرى منعت من الإجازة للتداول في الأردن في الآونة الأخيرة منها كتب "بنات إيران" الصادر عن دار الكتاب العربي في بيروت، و"الفوضى التي نظموها" و"حماس.. رؤية من الداخل" وهما كتابان للدار العربية للعلوم في بيروت أيضا، كما منعت إجازة كتاب "صدام لم يعدم" وهو من منشورات مكتبة مدبولي في القاهرة.

ويلفت أصحاب دور نشر إلى أن الكتب السياسية أو تلك التي تمس الأديان والكتب ذات المضمون الاجتماعي الصارخ هي الأكثر منعا من قبل دائرة المطبوعات الأردنية.

نفي رسمي

غير أن مصدرا مسؤولا في دائرة المطبوعات نفى وجود أي رقابة مسبقة تمارس على الطباعة والنشر في الأردن.

المصدر قال  -مفضلا عدم ذكر اسمه- إن القانون الجديد ميز الكتب التي تطبع في الأردن والكتب التي تستورد من خارج الأردن.

فالمطبوعات الأردنية الآن يمكن نشرها ويبقى للدائرة حق إحالة ناشرها للمحكمة إذا احتوت على مخالفات، في حين كان القانون السابق يشترط إجازة المطبوعات قبل طباعتها.

أما المطبوعات التي تستورد من خارج الأردن فيحق للدائرة إصدار قرار بمنع تداولها في الأردن ومن حق مستوردها اللجوء للقضاء للاعتراض على القرار، وعندها يطبق القرار القضائي على التنازع بين دائرة المطبوعات والمستورد.

 سياسة ممنهجة

غير أن الباحث عبد الله حمودة يرى أن سياسة الرقابة المسبقة ومنع دخول كتب إلى الأردن "باتت سياسة ممنهجة".

ويلفت حمودة في حديثه   إلى أن الناطقة السابقة باسم الحكومة أسماء خضر قالت عام 2005 تحت قبة البرلمان إن الأردن يمنع سنويا نحو 104 كتب، أي بمعدل كتابين أسبوعيا.

ويشير في دراسة أعدها هو بنفسه إلى أن الأردن منع في الفترة من 1955 حتى 1987 أكثر من 1200 كتاب غالبيتها سياسية، وعدد قليل منها يبحث في قضايا ثقافية وفكرية واقتصادية.

ويرى حمودة أن القانون الجديد للمطبوعات "متقدم من حيث الشكل"، ولكن الناشر في الأردن يخضع لـ16 قانونا آخر غير قانون المطبوعات والنشر، وأضاف أن "قانون العقوبات وحده يحتوي على عشرين مادة قد يعاقب عليها الناشر، إضافة لعقوبات في قوانين حماية أسرار الدولة والصحة والبلديات وغيرها".

وذكر أن العامين الأخيرين شهدا منع عشرات العناوين الهامة ومنها "من الحزب إلى السجن" وهي مذكرات ضافي الجمعاني، ومذكرات نذير رشيد التي أحدثت جدلا سياسيا واسعا في الأردن وخارجه، وكتاب "انتحار دولة" لموفق محادين، وهي كتب لأردنيين ممنوعة من التداول في الأردن.

واللافت أن المنع لم يشمل مفكرين وباحثين، لكنه طال مسؤولين سابقين، حيث منعت مذكرات مدير المخابرات ووزير الداخلية الأسبق نذير رشيد، وكتابان للوزير السابق وهيب الشاعر.

وبينما يستغرب ماهر كيالي سياسات الرقابة والمنع في "عصر الفضائيات وثورة الاتصالات"، يرى حمودة أن منع الكتب لاسيما التي تتحدث عن التاريخ الأردني الحديث "يمس حق المواطن والسياسي والباحث في المعرفة". أما دائرة المطبوعات والنشر فتصرّ على أن سياسات الرقابة على المطبوعات "ذهبت إلى غير رجعة".

كتاب جديد يعلم قراءة الهيروغليفية المصرية

أصبح تعلم قراءة الهيروغليفية أمرا ممكنا سواء لمن ليست لديهم خبرة مسبقة في قراءة الهيروغليفية، أو الذين يريدون الاستزادة في مجال دراسة المصريات بصفة عامة.

 ويعد كتاب (كيف تقرأ الهيروغليفية المصرية القديمة) الذي أصدرته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المتحف البريطاني من أكثر الكتب انتشاراً بالعالم في مجال تعليم الخط الهيروغليفي، ودليلاً سهلاً لتعليم اللغة المصرية القديمة لبساطته وتسلسل أفكاره.

 ويقول القائم بأعمال مدير الخطوط  بمكتبة الإسكندرية د. خالد عزب للجزيرة نت إن هذا الكتاب يأتي استكمالاً لاهتمامات مركز الخطوط بأبجديات وكتابات العالم بأكمله، ولكونه مرجعا هاما وقيما للتعرف على مفاتيح الحضارة المصرية القديمة.

 ويشير مؤلف الكتاب مارك كولر إلى أنه تم التركيز بهذا الكتاب على الآثار الموجودة بالمتحف البريطاني وبصفة خاصة اللوحات أو النصوص الجنائزية الخاصة بالموظفين المصريين بالإضافة إلى توابيت المقابر ومناظرها، وكذلك "قائمة الملوك" التي ترجع إلى عصر الملك رمسيس الثاني.

 كما يستعرض تعريف الهيروغليفية مع شرح كامل لها في  ثمانية فصول يقدم كل واحد منها ملمحاً جديداً من الخط الهيروغليفي أو اللغة المصرية القديمة، وينتهي بنماذج من النصوص التي يمكن استخدامها للتمرين وصقل المهارة الشخصية في إتقان اللغة المصرية القديمة.

فصول الكتاب

"اللغة الهيروغليفية صور استخدمت كعلامة في الكتابة وتعبر عن الصوت والمعنى ويمكن ترجمة معظم هذه الأصوات  مباشرة للحروف المعتادة من الأبجدية العربية أو الإنجليزية"

 يتولى الفصل الأول التعريف بماهية اللغة الهيروغليفية التي وصفت بأنها صور استخدمت كعلامات في الكتابة، وتعبر عن الصوت والمعنى في اللغة المصرية القديمة وأن معظم هذه الأصوات يمكن ترجمتها مباشرة للحروف المعتادة من الأبجدية العربية أو الإنجليزية.

أما الفصل الثاني فيعرض استخدامات أخرى للهيروغليفية، ويعرف بالعلامات ثنائية الصوت والعلامات ثلاثية الصوت والتي تستعرض جمال الخط الهيروغليفي ومرونته إلى جانب تقديم معلومات هامة عن أسماء ملوك مصر القديمة.

فيما يعرف الفصل الثالث بكتابات وهجاءات متميزة وبالاختصارات التي تغير في ترتيب العلامات والكتابات غير المكتملة، وأيضاً صيغ القرابين وهي الأكثر شيوعاً بين النصوص الهيروغليفية الموجودة على الآثار الجنائزية الباقية من مصر الفرعونية.

ويتطرق الفصلان الرابع والخامس للنصوص التي تقع في زمن الماضي حيث يتم التركيز على النصوص والنقوش التي يحكي فيها المتوفى ويصف حياته الوظيفية، كما يقدمان أيضاً الضمائر المستخدمة في اللغة المصرية القديمة.

بينما يركز الفصل السادس على الوصف السردي المركب خاصة التعبير عن الاستمرارية إلى المراحل التالية من الحديث، وكذلك ذكر أشياء وأحداث أخرى تقع أثناء ذلك الزمن.

ويقدم الفصل السابع معلومات عن التوصيف والتخصيص للأشخاص، إذ يركز على الصفات والنعت مثل وصف شخص عاش حياة أخلاقية أو شخص قام بإنجازات جيدة في الخدمة الملكية. 

فيما يقدم الفصل الثامن لدارس اللغة المصرية القديمة صيغة النداء إلى الأحياء والمستقبل للتعبير عن التمنيات والتوقعات.

وينتهي المؤلف بقائمة كاملة بالعلامات الهيروغليفية، بالإضافة إلى قوائم مرجعية للأفعال والضمائر والأسماء والصفات، ويختتم بقاموس "مصري قديم –عربي" يضم الكلمات المصرية القديمة مرتبة ترتيباً أبجديا.

جديد المركز القومي للترجمة:

النظرية النسوية و القضية الصهيونية

 أصدر المركز القومي للترجمة مؤخرا أربعة كتب هي بوليفار لخوسيه إنريكي رودو ومن ترجمة محمود علي مكي، القضية الصهيونية لجاكلين روز ترجمة محمد عصفور، الغضب الناعم..الرواية النسوية بين العربية والإنجليزية دراسة مقارنة للعنود محمد الشارخ ترجمة سامي خشبة، ومسرحية قروية من جيتافي للوبي دي بي جا ومن ترجمة عائشة محمود سويلم.

وقد جاءت ترجمة كتاب جاكلين روز حول القضية الصهيونية في ذكري رحيل المفكر الراحل إدوارد سعيد، وتحاول روز خلال كتابها الإ قتراب من تحليل فكرة الأمة اليهودية، والإجابة علي سؤال : متي استقرت هذه الفكرة ؟.

كما ترصد المؤلفة الطريقة التي تحول بها سكان إسرائيل من الحديث عن كونهم ممثلين للفكرة الصهيونية إلي كونهم يمثلون _ الآن­ هوية أخري هي الهوية اليهودية. تكتب جاكلين روز في مقدمة كتابها: لقد غدا من المعتاد لدي نقاد إسرائيل هذه الأيام أن يردوا علي متهميهم بمعاداة السامية بأن نقدهم ينصب علي الصهيونية، وليس علي الهوية اليهودية، لكن هذا الرد يحول الأنظار عن المشكلة ويؤدي إلي الصمت، كأن تلك هي نهاية المشكلة . والكتاب يتكون من مادة أعدتها روز لتقديمها بندوات خاصة بجامعة برنستن.

الكتاب الثاني الغضب الناعم يتناول ظاهرة الكتابة النسوية ليس بإعتبارها نظرية غربية، أو نظرة خاصة بثقافة الولايات المتحدة، وتعقد العنود محمد الشارخ في كتابه النقدي مقارنة بين ثلاث روائيات إنجليزيات وثلاث روائيات عربية وهن شارلوت بونتي، فرجينيا وولف، سارة جراند، ليلي العثمان، نوال السعداوي، وحنان الشيخ.

وفي كتابه بوليفار يتناول خوسيه إنريكي رودو سيرة حياة محرر أمريكا اللاتينية سيمون بوليفار، ويقدم رودو شخصية بوليفار باعتباره محررا من نوع خاص فهو لم يكن ينظر إلي أمريكا اللاتينية باعتبارها قارة مكونة من عدة دول، ولكن بإعتبارها اتحادا يضم عددا من الشعوب تنتمي إلي أمة واحدة. ويكتب إنريكي: كان بوليفار بطلا بغير شك، ولكن بطولته من النوع الذي لا يمكن أن نفصل عنه عنصر الطموح. وليس معني ذلك أننا ننال من بطولته أو نقلل من شأنها، بل إننا نضعها في إطارها الإنساني الصحيح .

كما أصدر المركز أيضا ترجمة جديدة لمسرحية قروية من جيتافي ، والتي سبق أن ترجمتها سلسلة المسرح العالمي التابعة لوزارة الثقافة، وأشار جمال عبد الرحمن، مراجع ترجمة المسرحية، إلي ذلك في مقدمته مؤكدا أن صدور ترجمة جديدة من المسرحية يعتبر امرا مفيدا لأن الترجمات السابقة لن تكون متاحة بين يدي القراء بعد مرور سنوات من صدورها. ومن ناحية أخري تأتي أهمية قروية من جيتافي لأنها من تأليف رائد المسرح الأسباني كربيو، والذي أسس لمسرح أسباني معاصر يعكس هوية ثقافته. وتصور قروية من جيتافي حالة المجتمع الأسباني في القرن السابع عشر، و الذي كان يتكون من عائلات أسبانية وأخري مسلمة، مشيرا إلي دور المسلمين في إثراء المجتمع الإسباني.

راوي أخلاقي يطمح للتطهر من أدران التاريخ:

الكتابة كمعادل للقتل!

إذا أردت الراحة فاعتقد، وإذا أردت أن تكون من حواريي الحقيقة فاسأل هكذا علمنا نيتشه، والروائي الألماني فريدريش كريستيان دليوس لا يكف في روايته قاتل لمدة عام عن طرح الأسئلة المقلقة مرة صراحة عبر راويه الرافض لسيطرة النازيين القدامي علي مجريات الأمور والوظائف العليا في ألمانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية وفي فترة الحرب الباردة، ومرات أخري ضمنيا بحيث يستشفها القارئ بنفسه من العالم المعقد بالغ التركيب الذي يقدمه الكاتب.

بشكل أو بآخر يربط دليوس الكتابة بالسؤال: البحث عن أسئلة وأجوبة، نبذ الأسئلة ومواصلة طرح الأسئلة، البحث عن طريق والتقصي والتمحيص، ليس إلا طريق واحد: الكتابة. من يعرف ما حدث، من لديه إجابات مقنعة، يمكنه أن يقف في الشارع أو أمام الميكروفون ويزأر بالشعارات، لا لوم عليه: ولكن من لا يعرف شيئا أو لا يكاد يعرف شيئا، من له نشأتي وتكويني، ليس أمامه إلا خيار واحد: الكتابة. إذا تكاثرت الأسئلة وألحت عليك إلي هذا الحد، إذا لم تستطع أن تتحمل المتناقضات، فليس هناك سوي وسيلة وحيدة: مواصلة التساؤل علي الآلة الكاتبة، إلي أن تتفاقم المتناقضات .

في هذا العمل تصبح الكتابة أيضا بمثابة معادل للقتل أو علي الأقل بمثابة فعل موازي ومكمل له. أفضل ما في خطط الكتابة هو أنها لا تعوق خطط القتل. علي العكس، إنهما يكملان بعضهما بعضا . من هنا وبعد أن يقرر الراوي مع الجملة الأولي للرواية الإقدام علي اغتيال القاضي النازي الذي برأته المحكمة عام 1968 من الجرائم التي ارتكبها في عهد النازية ومنها حكمه بالإعدام علي عدد كبير من مقاومي النازية ومن بينهم د. جيورج غروسكروت والد صديق طفولة الراوي.

نجده يقرر أيضا إنجاز كتاب عن مجموعة غروسكورت هافمهان بالتوازي مع التخطيط لاغتيال القاضي الذي أصدر حكما بقطع رأسيهما .

يكتب دليوس علي لسان راويه: ينبغي أن يكون الأمران علنيين، الاغتيال سينفذ فور طرح الكتاب في الأسواق. الكتاب يشرح دوافع الاغتيال، والاغتيال هو النتيجة الحتمية للكتاب. وبذا يتحد أخيرا القول مع الفعل، وينتفي التناقض الذي طالما عذٌب أصحاب الكلمة .

 راوي دليوس في قاتل لمدة عام ليس راوي ديفيد معلوف في الإرهابي.. ملعبة طفل ، فرغم أن كلاهما يخطط لعملية اغتيال يدونها في رواية، إلا أن راوي معلوف مثٌل الشر في أبهي صوره.. شر جمالي غير مهموم علي الإطلاق بالسؤال الأخلاقي، القتل بالنسبة له مجرد مهنة كأي مهنة أخري.

أما راوي دليوس فهو راوي أخلاقي بامتياز، القتل عنده وسيلة لإحقاق العدالة ورفع الظلم عمن يراهم مظلومين. بمعني آخر هو يستخدم القتل/ الكتابة كفعل تطهر من أدران التاريخ والماضي. فبلده من أكثر المناطق الملوثة بالعار علي الخريطة الأوروبية، (...) بلد متورط في ماضيه بلا أمل في النجاة، بلد يسحبك ­ شئت أم أبيت­ إلي غور سحيق، إلي مستنقعات النازية التي لا يستطيع أحد أن يجففها أو يتجاهلها: هذا ما يجعلنا نغرق في العمل، بل ويحولني أنا إلي قاتل .

راوي دليوس هو أيضا باحث عن الحقيقة، لكنه في غمرة بحثه عنها يكتشف ونكتشف معه كم هي معقدة هذه الكلمة بل ومخادعة أيضا بقدر ما كانت ضحية للبروباجندا الأمريكية والسوفيتية كل علي حدة في فترة الحرب الباردة.

في أحد فصول الرواية ثمة شجرة عيد ميلاد ضخمة، مزينة في جانبها الأيسر بملصقات لنجمة داوود، وفي الجانب الآخر بصور لماوتسي تونج . أي أنها كما يقول الراوي مذبح مسيحي بجناحين أحدهما يهودي والآخر شيوعي . ولعل هذه الشجرة بجناحيها هي أفضل استعارة عن الحقيقة بوجوهها المتعددة كما يقدمها فريدريش دليوس. ذلك التعدد الذي يجعل المحامي البرليني الذي دافع عن القاضي النازي ر، وحصل له علي البراءة، هو نفسه الشخص الذي قدم الالتماس باسم السيدة غروسكورت (ضحية القاضي) وأتي لها بحقها أو ب الخاتمة السعيدة إلي حد ما .

الرواية الجيدة هي _بصورة من الصور­ تلك التي تربك قناعات قارئها و تغير من رؤيته لذوقه في القراءة، ورواية دليوس نجحت في هذا لحد كبير (علي الأقل معي) إذ لا أميل كثيرا للروايات الوثائقية التي تستند بقوة إلي أحداث ووقائع تاريخية مجردة، غير أني نسيت هذا مع الجملة الأولي المزلزلة التي افتتح بها دليوس روايته: كجلفت بالقتل في ساعة الغسق، عشية عيد القديس نيقولاوس .

وأعتقد أن نجاح دليوس في كتابة الرواية التوثيقية يعود إلي أنه يتعامل مع الوثائق التي لديه للفترة التي يتناولها برشاقة واضحة، فلأنه يعرف أن الوثائق المجردة يمكنها أن تعوق متعة القراءة فقد حاول التحايل عليها لتطويعها لمتطلبات الفن الذي يكتبه، أولا عبر اختياره للفصول القصيرة جدا (ست صفحات في المتوسط كبنية أولية للرواية الأمر الذي يزيد من رشاقة العمل رغم موضوعه الثقيل الذي تزيد وثائق الأحكام القضائية من ثقله.

وثانيا عبر اللعب ببعض وثائقه ومعلوماته التاريخية من خلال تقديمها علي هيئة حوار بين الراوي وصديقته كاترين مرة، وبينه وبين أرملة غروسكروت مرات.

باختصار يمكننا أن نقول أن الكاتب الألماني المولع بتاريخ بلده نجح في تطويعه للمادة التاريخية لخدمة عمله بنسبة كبيرة، باستثناء الفصول التي تناول فيها حيرة أرملة غروسكروت بين أروقة المحاكم في برلين في النصف الثاني من الرواية، حيث خيم بعض الملل بسبب كثرة التفاصيل القضائية الخاصة بالقضايا المتنوعة مما أعاق خيط السرد قليلا.

تبقي الإشارة إلي جودة الترجمة التي أنجزها سمير جريس للرواية الصادرة عن دار أزمنة، والتي لا يشعر معها القارئ _شأن كل ترجمات جريس­ أنه يقرأ عملا مترجما. فسلاسة اللغة ودقتها تجعلنا نشعر أن دليوس كتب روايته بالعربية.

الكتاب: قاتل لمدة عام

المؤلف: فريد ريش دليوس

الناشر: أزمنة

مأزق العيش الأبدي في أحدث روايات ساراماجو:

عندما يتوقف الموت عن العمل

تميل روايات جوزيه ساراماجو إلي الاعتماد علي (فكرة كبيرة واحدة). فالعمي هو اختبار لنتائج طاعون مفاجئ يجتاح الناس بالكامل ويصيبهم بالعمي. وربما تستكشف أعظم رواياته، إنجيل يسوع ، التي تنحرف انحرافا بسيطا كان المسيح ابن يوسف وليس ابن الله مسائل الاعتقاد والواجب والخطيئة. روايته الأخيرة المترجمة إلي الإنجليزية لا تختلف. تبدأ رواية الموت علي فترات منتظمة بغرور لافت: في يوم ما، بدون تحذير، توقف الناس عن الموت.

وكما في المسخ ل كافكا ، فيجعتقد بشكل يقيني أن سلسلة الأحداث تتوالي بمجرد أن يتحقق المستحيل الأول: تنخفض الشكاوي إلي الحكومات من الحانوتية والقائمين علي الجنازات الذين يضفون مزايا وتخفيضات للترغيب في الدفن، وترفع مؤسسات التأمين أجل التأمين علي الحياة حتي سن الثمانين. فالفعل يتحرك من المستوي الأعلي للمؤسسات السياسية إلي العائلات التي تكافح مع أقربائها المرضي بأمراض خطيرة حيث تصيبهم صدمة الذهول من تساقط أدوات الموت.

تشبه هذه الرواية مثل الكثير من الروايات الفائزة بجائزة نوبل من البرتغاليين، نوعية الحكايات الخرافية التي تظهر في بساطة المجاز المركزي وإطار الفعل بلد صغير مع الأم الملكة المريضة مرضا خطيرا، ورئيس وزراء براجماتي، وقناة تلفزيونية وحيدة تديرها الدولة. لكن هذه محاولة تقل عن كونها محاولة أوروبية في تعميم الدرس الأخلاقي المستخلص من التجربة الفكرية عن ردود الفعل المختلفة علي الخلود غير المتوقع للتركيبة الإنسانية الفانية.

إن الموت علي فترات منتظمة تعمل علي أن تلمس سلسلة من المناظرات المعاصرة النقدية: هل طول حياة المرء خاصية مميزة للجنس البشري، أو هل يمكن أن نبقي دون أن نفني؟ هل لدينا الحق في أن ننهي حياتنا أو نساعد هؤلاء الذين يريدون لكن لا يستطيعون؟ فإذا كنا لا نستطيع تخيل حتي الموت، ولندع جانبا ما يأتي بعد الموت، فأي نقطة تلك التي يتحدث عنها الدين. هذا هو ما نلمسه في ترجمة كوستا المميزة بطريقة تعدد الأصوت التي حافظت عليها المترجمة بمهارة.

ولعل أهم سؤال هو المتعلق بالموت نفسه، أو نفسها. ذلك لأن الموت مؤنث في اللغة البرتغالية، فهو موتة، وتحافظ الترجمة الإنجليزية علي تأنيثه. كذلك الحرف الأول الصغير في بداية الجملة هو أيضا مهم. فيوجد هناك تتابع رائع، يرسل فيه الموت رسالة شكوي إلي محرر الصحيفة الذي يشير إلي إضراب يقوم به الموت: فهذا الموت الآخر هو رعب المشهد حتي للموت الحاصد المحلي الذي يمنح المواطنين في هذا البلد توقفا عن المحتم. إن ال موت عند ساراماجو يكون علي هيئة أمين مكتبة متزن وحكيم أو مدير قطاع عام ناجح، بدلا من كونه شبحا مشؤوما مثل الذي يصوره بنجت إيكروت في الخاتم السابع ل بيرجمان . 

إقتراب حسم جائزة جوائزالبوكر الأم

في الوقت الذي يتم فيه الإعداد لاختيار أفضل رواية في تاريخ جائزة بوكر بمناسبة مرور أربعين عاما علي الجائزة ، يحاول روبرت ماكرم في الأوبزرفر تقييم تأثير الجائزة علي ما يقرؤه القراء ، فيقول أن إعلان الجائزة السنوي يجحدث ما يمكن أن نطلق عليه مهرجانا ثقافيا ، من إثارة النقاش حول ما نريد أن نبحث عنه للإرتقاء بالروايات الجديدة و ما يجب أن يكون الهدف من كتابتها إلا أن العيد الأربعين ليس المرة الأولي التي يتم فيها إختيار أهم رواية حاصلة علي بوكر ، ففي سنه 1993 تم إختيار أطفال منتصف الليل لسلمان رشدي ،و بعد أربعين عاما يمكن أن نكتشف أن لتلك الجائزة ثلاث إنجازات هامة أولها الترويج بنجاح لقراءة الأدب العالمي من الصين إلي بيرو في بريطانيا و دول الكومنولث ، حيث تبث شبكات التليفزيون ووسائل الإتصال القائمة الطويلة و القصيرة في أماكن كانت تنحصر فيها معرفة أسماء الأدباء في جين أوستن و تشارلز ديكنز ، ثانيا ساعدت الجائزة علي بيع أعمال الأدباء المجهولين ، كما فتحت المجال لمناقشة أي رواية جديدة جادة بالنسبة للجمهور ، الذي يتاح له الإدلاء بصوته بعد إعلان القائمة القصيرة ،و إثبات أن الجائزة سهلة المنال من وجهة نظر المتشككين حول الدسائس الأدبية في العاصمة ، و إنها ليست شيئا سيئا ، ثالثا أنه علي الرغم من بعض الإخفاقات فإن بوكر أخرجت لنا قائمة من روائع الأدب ، و من الأعمال المرشحة للعيد الأربعيني حياة بي آي ل يان مارتل و أطفال منتصف الليل لسلمان رشدي ، و بقايا اليوم ل كازو إيشيجو الفائزة ببوكر 1989 و ميراث الخسارة و العار ل كيران ديساي ، و قد أجرت الأوبزرفر إستطلاع بين الجمهور حول أفضل رواية خلال الخمسة و عشرين سنة الماضية و كانت ميراث الخسارة و العار و يقول الكاتب انه ليس هناك تفسيرا للذوق العام ، لكن الفائز الذي سيحدده الجمهور سوف يرضي فائزي البوكر و يحدث إثارة للخلاف الأدبي 

أحمد الزين يوقع روايته الجديدة

عن بلاد وأوطان تشبه "السجون"

  وقع الكاتب و المذيع في قناة "العربية"،أحمد علي الزين، روايته الجديدة الصادرة عن دار المدى "ثلاثية عبد الجليل الغزال.. حافة النسيان"، وذلك في نادي دبي للصحافة.

وكانت باكورة الاعمال الروائية للكاتب أحمد علي الزين منذ 20 سنة وهي "الطيون" ثم أعقبها "خربة النواح" و "معبر الندم"، ثم "ثلاثية عبد الجليل الغزال" العمل الصادر حديثا عن دار المدى.

وأحمد الزين هو مقدم برنامج "روافد" على فضائية العربية، والذي يستضيف فيها أدباء ومفكرين من العالم العربي ويلقي الضوء على أعمالهم وهمومهم. وهو من مواليد 1955.

ويقول أحمد علي الزين أن روايته هي تجربة إنسانية شديدة الألم، وقد قاربها بعض الكتّاب عربا وأجانب وهي "فكرة السجن".

ويضيف أن قصة عبد الجليل " الذي وجد نفسه في سجن صحراوي دُمر وقُتل كل من فيه ليبقى وحيدا، حيا، فوق هذا الركام والحطام البشري، مفتوحة أمامه الجدران وأبواب السجن التي أذراها القصف، متاحة أمامه الحرية.

 وكان تساءل في حوار نشرته له في وقت سابق صحيفة "النهار": الرواية تطرح التساؤل ما معنى الحرية في الخلاء المطلق في هذا الصمت اللامتناهي الممتد أمام هذا الركام والحطام، والى أي الجهات يسعى عبد الجليل وهو في حالة ما بين النسيان والتذكر، ما بين الغياب والحضور. ويسأل نفسه الى أين يمشي وأي جهة يقصد حيث لا جهات محددة في تلك اللحظة المكثفة التي تشبه العدم.

ويتخدث أحمد على الزين عن إشارات تذكر بطله عبد الجليل على الدوام بأن حياة مرت من هنا، وانتهت في مكان آخر، بقايا آدمية، فردة حذاء أحيانا، خصلة من شعر، كتاب تلعب في أوراقه النسائم يذكره هذا الكتاب بنزيل معه كان في السجن. أشياء كثيرة أخرى الى أن انبثقت أمامه شجرة السدر ليستريح بعد نهار ويأخذه النعاس ويحلم بحبيبته في بيروت في وادي أبو جميل. في تلك اللحظة ظهر عليه أو أحس بنفس قريب وكان كلب السجان. هنا، تبدأ حكاية عبد الجليل الغزال بمستوياتها الإنسانية والوجودية، وتبدأ ذاكرته تفتح على بعض مشاهد الماضي، وتبدأ تلك الصحبة على شيء من التوجس في البداية، حيث لم ينس أن هذا الكلب كان قد حوّل في السجن الى ذئب، ولكن في هذه المتاهة وهذا الهباء يبدو أن كليهما بحاجة الى أن يعود الى طبيعته، الى حقيقته.

ويرى أنه يمكن أن نجد عبد الجليل الغزال ان الكثير أو القليل منه موجود فينا نحن الذين نتمشى ونتسكع ونحاول الحياة في بلاد وأوطان تشبه السجون، أو هي سجون «محببة» أكثرها ضيقا ورعبا تلك السجون الفكرية التي نحشر فيها وأجيالنا لتبقى على حافة الحياة ومعناها الانساني مستعدة على الدوام للوقوع في الخرافة والغيب، وهذا هو البؤس بعينه.

فلسطين ضيفة شرف صالون الجزائر للكتاب

 نظمت الجزائر الصالون الوطني للكتاب في دورته السابعة في ظروف استثنائية جراء مقاطعة الصالون الدولي للكتاب بباريس، بعد قراره اختيار إسرائيل ضيفة شرف عليه هذا العام.

وعلى مدار الأيام التسعة ، التي أعقبت افتتاح الصالون حلت فلسطين ضيفة شرف، وحظيت بحصة الأسد من حيث الندوات والمحاضرات والأفلام المعروضة.

وأما اختيار توقيت المعرض فلم يأت عبثا، إذ كان من المفروض أن تشارك الجزائر في الصالون الدولي للكتاب في باريس، لكن بعد قرار الجزائر مقاطعته، قررت النقابة الوطنية لناشري الكتب في الجزائر تنظيم المعرض في هذا الوقت تضامناً مع فلسطين.

 يذكر أن المعرض الوطني ليس لديه تاريخ ثابت وهو يعقد عادة بين شهري مارس/آذار ويونيو/حزيران.

مشاركة ضخمة

وحسب ما أوضحه رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب محمد الطاهر قرفي، فإن نحو 60 ناشرا شاركوا في الصالون الذي جاء تحت شعار "الكتابة والأزمة جمالية أم التزام ؟"، كما عرض فيه نحو ثلاثة آلاف عنوان.

ووفقا للمصدر نفسه فإن المعرض وفر فرصة لتقييم تجربة النشر التي خاضتها الجزائر العام الماضي، في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية حيث تم نشر نحو 1400 عنوان.

كما أشاد قرفي بدور المعهد العربي للترجمة الذي ساهم بشكل كبير في ترجمة عدد ضخم من العناوين الهامة.

من جانبه رأى عضو لجنة التنظيم والمشرف على الجانب الفكري والثقافي فضيل بومالة أن أهم ما يميز الصالون الثقافي، هو الجانب الرمزي المتمثل في جناح فلسطين، الذي يعتبر محاولة لإعطاء القضية الفلسطينية بعدها الرمزي الإنساني من خلال معرض الصور والكتب، والجدار العازل الذي يرسم عليه مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب، وإشعال الشموع.

أما الجانب الثاني الذي ميز المعرض وفقا لبومالة، فهو يتعلق بالعروض السينمائية، التي أعدت خصيصا لهذه المناسبة، ومن بين الأفلام المعروضة فيلم "فلسطين.. فلسطين" لدومنيك ديبوسك الحائز الجائزة الأولى في المهرجان العالمي لحقوق الإنسان في بوليفيا، ويمثل شهادة حية حول وضعية الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية.

 تحطيم الجدار

المعرض مثل فرصة فريدة لبناء علاقة وثيقة بين الكتاب الجدد ودور النشر، وقد حضر عدد هام من الكتاب لعرض مؤلفاتهم الجديدة عن طريق المحاضرات أو عروض بيع بالتوقيع أو بالإهداء.

كما ضم المعرض سلسلة من الندوات شارك فيها جزائريون وأجانب أمثال الفيلسوف الفرنسي جون لوك نانسي. ولأول مرة يعقد فضاء ثقافي وفكري بين دور النشر والمثقفين ووسائل الإعلام بهدف تطوير النشر.

ومن مميزات الصالون هذا العام أنه أبرز مجموعة من النساء الكاتبات، وهناك أيضا دور نشر أسستها نسوة تهتم بكتب الطفل والفكر والموسوعات. كما كانت الترجمة حاضرة بقوة وعرضت عناوين هامة منها كتاب المؤلف البريطاني ألستر هورن عن تاريخ الثورة الجزائرية.

"الفضاء العام العربي الجديد"

صدر مؤخرا عن دار Frank & Timme للنشر في برلين بألمانيا كتاب باللغة الإنجليزية للأستاذ الدكتور محمد إبراهيم عايش، عميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة، بعنوان "الفضاء العام العربي الجديد" تناول فيه إشكاليات دور الإعلام العربي في تعزيز الفضاء العام من خلال تعزيز الهوية الثقافية والمشاركة السياسية  في المجتمعات العربية.  وقد تضمن الكتاب في مقدمته شكرا خاصا لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رعايته للحوارات الثقافية بين الشعوب والحضارات الإنسانية، حيث يؤكد المؤلف أن هذا العمل جاء ليكرس هذا التوجه من خلال تأكيد دور الإعلام في الحفاظ على هوية المجتمع العربي، وفي مد جسور التفاهم مع المجتمعات الإنسانية الأخرى في إطار الالتزام بالتعايش السلمي المشترك واحترام الآخر وحقه في أن يختار مرجعيته الثقافية المميزة. ويشير الكاتب إلى أنه لا يمكن البحث عن إطار واضح المعالم لإعلام عربي ذي هوية متماسكة دون التأسيس لنظرية اجتماعية وسياسية مستندة للقيم المعنوية العربية الإسلامية والتقاليد المعاصرة في المشاركة السياسية والاجتماعية، لأن الإعلام لا يعمل في فراغ، بل يجسد دائما الرؤى الفكرية والثقافية السائدة في المجتمع في إطار منظومة واضحة ومتكاملة مستندة لمنهج تركيبي Synthesist يجمع ما بين الأصالة ممثلة في قيم الإسلام العظيمة، والمعاصرة ممثلة في ممارسات العمل السياسي الحديث.  ويشير المؤلف إلى أنه بعد مرور أكثر من قرنين على نزول الفرنسيين بقيادة نابوليون بونابرت على شواطئ الإسكندرية عام 1898، كان العالم العربي ولا يزال يتعارك مع نفسه في بلورة رؤية توفيقية تجمع بشكل متناغم بين القيم والتقاليد العربية الإسلامية وبين الممارسات الغربية المعاصرة في شتى جوانب الحياة، دون أن يستقر ذلك العراك، بل زاد اضطرابا مع بداية التسعينيات من القرن الماضي في ظل انتهاء الحرب الباردة وطغيان تجليات العولمة على مختلف جوانب الحياة في العالم العربي.  وليس من الغريب، كما يقول المؤلف، أن نجد أنفسنا في مطلع القرن الحادي والعشرين في العالم العربي نتنطح لمقاربة سؤال النهضة بمنهجية "إعادة اختراع العجلة" دون اعتبار لقرنين من التراكمات الفكرية والثقافية التي أفرزتها عقول العلماء والمفكرين العرب والمسلمين حول نفس السؤال.

ويعرض الكتاب لمفهوم "الفضاء العام" كما بلوره الباحث الألماني هابرماس باعتباره ظاهرة إنسانية التجليات رغم ارتباطها التاريخي بالمجتمعات الأوروبية في عصر النهضة.  ويقول المؤلف إن ثورة الاتصالات والإعلام قد شكلت فتحا جديدا في مفهوم الفضاء العام لأنها وسعت من هذا الفضاء وسمحت بإثرائه وتنوعه مما عزز قيم المشاركة والتفاعل في المجتمع.  ويقول الكاتب إنه إذا كان الفضاء العام يكتسب قيمته وديمومته من مستوى النقاشات والمشاركات التي ينتجها المجتمع في قضايا الشأن العام، فإن التراث العربي الإسلامي يزخر بمقومات النقاش والمشاركات الفكرية التي يجب أن تضع الحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه الثقافي أهم أهدافها. وفي هذا المجال، يقول المؤلف إن هذا الكتاب يمثل تمرينا فكريا ليس فقط في التأسيس لفضاء عام عربي متماسك، بل في إطلاق تفاعلات ثقافية بناءة تحت مظلة الإعلام مع الشعوب والحضارات الأخرى بناء على أرضيات من القيم الإنسانية المشتركة.  ويقول المؤلف إنه عندما شرع في مشروع الكتاب قبل ثلاث سنوات، كان هدفه الأساسي محصورا في بناء رؤية عربية إسلامية وسطية للإعلام تحقق المجتمع العربي طموحاته في الحفاظ على هويته الثقافية ومشاركته السياسية. غير أن المؤلف يقول بأنه أضحى من الصعب الحديث عن منظومة عربية للفضاء العام يمعزل عن فضاء العولمة، وكان من الطبيعي أن تتم مقاربة القضايا الرئيسية المطروحة في إطار عالمي واسع بدل حصرها في سياقات جغرافية ضيقة. فإذا كانت الممارسات الديمقراطية الحديثة التي تمكن الشعوب من تطوير قدراتها على المشاركة تحمل سمات عالمية، فإن القيم المعنوية الإسلامية هي أيضا ذات طبيعة إنسانية شاملة، ولا تتقيد بحدود الزمان والمكان.

ويتناول الكاتب التطورات السياسية والإعلامية التي شهدتها الساحة العربية خلال العقدين الماضيين مؤكدا على أن الصيغ التي قدمت من الخارج لإصلاح العالم العربي ستنتهي بالفشل لأنها ببساطة لا تستند إلى الواقع التاريخي والمعاش للجمهور العربي الذي يرى في تلك المبادرات غطاء للهيمنة وتحقيق مصالح الدول الخارجية دون مراعاة الخصوصية الثقافية للمجتمعات العربية. ويمتدح الكاتب حقبة التنوير في العالم العربي في القرن التاسع عشر ويرى بأن المفكرين العرب أمثال رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده وجمال الدين الأفغاني وعبد الرحمن الكواكبي كانوا أكثر جرأة في مبادرات التوفيق بين الأصالة والمعاصرة، مثلما أنهم كانوا أكثر شفافية في التعاطي مع وقائع الحياة في ظل حضور غربي متنامي في المنطقة العربية استمر خلال حقبة استعمارية قاسية امتدت لأكثر من قرن من الزمان. وبموازاة التطور في الفكر السياسي سواء القومي أو الديني في المنطقة العربية، ظل الإعلام العربي حبيس حالة عدم اليقين الناشئة عن إخفاق النخبة المفكرة والنخب السياسية والاجتماعية الحاكمة في الوصول إلى صيغة مشتركة تحفظ الأمة من خلالها هويتها وديمومتها.  وفي هذا السياق، يدحض المؤلف كل الأطروحات التي رأت في دمقرطة المجتمعات العربية وفق النموذج الغربي سبيلا وحيدا للنهوض، حيث رأى أن أطروحات الإصلاح لم تكن سوى شعارات مهذبة Euphemisms لتحقيق أهداف مبيتة تمتد مرجعياتها خارج المنطقة العربية.  ويرى الكاتب أن حقبة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر قد تركت الباب مشرعا أمام حالة تخبط إعلامي في المنطقة العربية بسبب فقدان البوصلة الفكرية والثقافية والسياسية لوسائل الإعلام التي تحولت في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات إلى مجرد هياكل مبهرة في مظهرها وخاوية في جوهرها.

ورغم السوداوية التي تسيطر على تعاطي الكتاب مع الواقع الإعلامي العربي المعاصر، فإن القارئ يتلمس ملامح أمل دافق في سطور الكتاب بأن الإعلام في هذه الأمة قادر على التطور والازدهار سواء على مستوى الأداء التكنولوجي أو الخطاب الثقافي والسياسي أو التأثير في الجماهير طالما أن هناك إرادة للنهوض من هذه الكبوة.  ويرى الكاتب الأمل في قدرة المفكرين على أن يقدموا قراءة مستنيرة لتراثنا العربي الإسلامي الأصيل وقيمه العظيمة، وهي قراءة تستمد أسباب قوتها من قدرة الفكر الإسلامي على استيعاب معطيات العصر والتفاعل معها وتوليد نماذج محسنة في الممارسات السياسية والثقافية، مثلما أنها تجسد روح وهوية التراث الأصيل وفي نفس الوقت تستجيب لمتطلبات العصر.  ويكرس الباحث جزءا من نقاشه لمستويات التناغم بين الحكم الديمقراطي الرشيد والفكر السياسي الإسلامي السديد حيث أن كليهما يؤكدان على الحرية والمساواة والأخوة والكرامة الإنسانية ومحاربة التمييز والظلم والقهر وعلى التعايش السلمي واحترام الأديان والأعراق. ومن خلال التأكيد على هذه الأرضيات القيمية المشتركة، يمكن للإعلام العربي أن يؤسس لفضاء عام مبني على الحفاظ على الهوية باعتباره حقا مشروعا للمجتمع، وفي نفس الوقت مد جسور التآلف مع النظم الاجتماعية والثقافية الأخرى في العالم.  ففي عصر العولمة، ستبقى الهوية الثقافية وليس السياسية للإعلام هي التي تنير معالم طريق نحو مستقبل تتحقق فيه رؤية المجتمع حول ذاته الثقافية في إطار من الوسطية والتسامح وفي نفس الوقت تمكن المجتمع من أن يكون عنصرا فاعلا في الساحة الخارجية استنادا إلى القيم المعنوية المشتركة التي يجسدها النهج الديمقراطي الرشيد والفكر الإسلامي السديد.

أضف الى المفضلة (9) | أضف الى موقعك | المشاهدة: 176

تحولات الرواية في الثقافة الجديدة

العدد الجديد من مجلة الثقافة الجديدة، التي تصدر من القاهرة،  والتي يرأس تحريرها سامي خشبة، جاء محتفيا بالأدب الروائي، مفتتحا بدراسة جديدة وقيمة للدكتور جابر عصفور بعنوان موحي (شعر الدنيا الحديثة). كما تضمن العدد بالإضافة إلي افتتاحية رئيس التحرير، ستة محاور.الأول في النقد والدراسات:

ــ من رواية الحداثة إلي الرواية الراهنة:د/ امجد ريان

ــ هامش من زمن الرواية: سيد الوكيل

ــ ظاهرة الكتابة الجديدة: عفاف عبد المعطي

ــ الرواية الجديدة: الأزمة كملمح وجودي: حاتم حافظ

ــ أبناء الثقافة البصرية: محمد طلبة الغريب

ــ الكتابة النسوية بين الرفض والقبول: د/ زينب العسال

ــ بابل مفتاح آخر لعالم غير مغلق: د/ عبير سلامة

ــ سياسة..نجيب محفوظ: شعبان يوسف

ــ تنوع الخطاب: أقنعة الواقع:د/ مصطفي الضبع

ــ البدء والأحراش: رواية سعيد بكر: أمين ريان

ــ ميلان كونديرا: ثلاثية حول الرواية: محمود احمد ذكري

المحاور الأخري شملت شهادات لكل من محمد جبريل وفتحي امبابي و إدريس علي و يحي مختار وفؤاد مرسي.كما تضمن العدد علي حوارين مع الأديبين ادوار الخراط وخيري شلبي.أما الاحتفاء هذه المرة فبالاصوات الجديدة التي تجدد في الكتابة الروائية، أمينة زيدان صاحبة رواية نبيذ أحمر والروائي أحمد أبو خنيجر.

المرأة.. الجمود والنهضة

تحت عنوان "المرأة الجمود.. النهضة" أصدرت مجلة "الهلال" عدداً خاصاً بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، وقد تضمن العدد مجموعة من الدراسات والمقالات فتكتب د. فرخندة حسن تحت عنوان "نحو رؤية جديدة لدور المرأة فى التنمية" مؤكدة على انه بالرغم من وجود نصوص دستورية تؤكد على المساواة بين الرجل والمرأة فى مصر إلا انه مازالت هناك حواجز مجتمعية واقتصادية، تحول دون ممارسة هذه المساواة بالصورة المفروضة.

وهذا بالتالى يؤدى الى تفاوتات نوعية واضحة بين الذكور والاناث، ومظاهر هذه التفاوتات كثيرة تبدأ منذ مرحلة الطفولة من خلال تقلص فرص التعليم للطفلة الانثى واحيانا التمييز فى الحصول على الغذاء والرعاية الصحية، وتتعرض للعنف اكثر من الذكور خاصة فى المجتمعات الريفية، وفى الكبر تقل فرصهن فى التدريب والحصول على فرصة عمل.

فى حين يشير د. جابر عصفور الى أن المرأة هى "بشير التقدم" حين تكون مواطنة فاعلة تسهم فى توسيع الأفق الديموقراطى للمجتمع، والمطالبة بزيادة المتاح لها من حقوق فى كل مجالات الحرية.

ويؤكد د. عصفور انه اذا اردنا ان نتعرف على أولى العلامات الفارقة بين مجتمع متخلف ومجتمع متقدم فلنبحث اولاً عن وضع المرأة فيه، فحضورها المضيء بشير التقدم، وحضورها المقموع "الذى هو حضور كالغياب" نذير للتخلف. فى حين ترى د. منى مكرم عبيد أن "المرأة هى خط الدفاع الاخير فى حماية تراث الدولة المدنية الحديثة" مستشهدة بدور المرأة المصرية فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية منذ بداية التاريخ وإلى الوقت الحاضر، حتى فى لحظات الضعف التاريخى ظلت المرأة المصرية فى الريف احد الاعمدة الرئيسية للاقتصاد المنزلى والعمرانى الانساني.

وتتطرق د. منى مكرم الى بعض النماذج النسائية فى حركة النهضة ومنها أول تنظيم غير حكومى للخدمات ممثلاً فى "مبرة محمد على الخيرية" عام 1909، وتأسيس "الرابطة الفكرية للنساء المصريات" بقيادة ملك حفنى ناصف باحثة البادية وهدى شعراوى عام 1914، وهذان التنظيمان كانا البداية لنمو البذور الجنينية لأول حركة نسائية مصرية.

وتتساءل الكاتبة أمنية شفيق هل المطلوب نضال نسائى أم نضال مجتمعي؟ مشيرة الى انه فى ظل التغيرات العاصفة فى المجتمع الدولى تجاوزت قضايا المرأة اطارها الضيق، فأصبح ينظر لقضايا المرأة كقضايا يتعلق حلها فى الأساس بمدى دينامية حركة المجتمع السياسية والتنموية والثقافية، فقضايا النساء تتقدم الى الحل كلما ازدادت دينامية حركة المجتمع.

وتستعرض د. لطيفة سالم "كفاح المرأة المصرية عبر التاريخ" وتكتب الكاتبة اقبال بركة عن "صورتنا فى عيون الآخرين" مستعرضة رؤية الغرب للاسلام ومنها رؤيته للمرأة خاصة بعد حادثة الحادى عشر من سبتمبر، ويكتب أحمد على بدوى عن "المرأة المصرية بعيون غربية"، ويكتب ياسر شعبان عن "الجمعيات الاهلية النسائية" خاصة الجمعيات الحديثة مثل "المركز المصرى لحقوق المرأة" و"جمعية الرعاية المتكاملة" و"جمعية نهوض وتنمية المرأة" و"ملتقى الهيئات لتنمية المرأة" و"رابطة المرأة العربية" وغيرها.

وترى الروائية سلوى بكر أن "النساء أمل النهضة" مشيرة الى انه من ابرز تجليات الاشكالية النسائية الراهنة والناتجة عن التناقض بين وضع النساء الفعلى فى المجتمع ومظلة القوانين والمفاهيم المتعلقة بهن.

وتتساءل الكاتبة التونسية د. رجاء بن سلامة هل يحق لنا نبذ شهرزاد؟ مشيرة الى ان حداثتنا فى وجه من وجوهها هى لقاء بشهرزاد وإحياء لها إحياء تحرريا.

وتكتب الناقدة ماجدة موريس عن "المرأة خطوة للأمام.. خطوة للخلف"، وتكتب د. عواطف عبد الرحمن "نحو استراتيجية اعلامية بديلة"، ويكتب د. عاصم الدسوقى عن "قاسم أمين" وتحوله من انسان محافظ الى داعية للحرية والتحرير.

وتضمن العدد كذلك استعراضا لحياة بعض رائدات النهضة فيكتب مصطفى بيومى عن "فاطمة اليوسف" ونادية صالح عن الاذاعية صفية المهندس والاذاعية تماضر توفيق، ومحمد ابو المجد عن عائشة التيمورية بالاضافة الى شهادات لكل من لينين الرملى ود. شيرين ابو النجا وحسن شاه، وتضمن العدد كذلك بالاضافة الى ماسبق مقالات لكل من د. ماجى الحلوانى وعبد النور خليل وسامى منير عامر ود. عفاف عبد المعطى واسامةعرابى وعلى حامد وايمان حمزة وغيرهم.

'ضجر الموتى' يفوز بجائزة بيت الشعر المغربي

 حصل الشاعر المغربي سعيد الباز على جائزة بيت الشعر في المغرب للديوان الأول.

وأفاد بلاغ للبيت أن اختيار مجموعة سعيد الباز "ضجر الموتى"، جاء لما يتمثل فيها "من وعي شعري بالبناء وملامسة اليومي وفتحه على أبعاد رؤيوية تستند إلى اشتغال جاد ومتأن."

وبالرغم من أن سعيد الباز لم يصدر مجموعته الشعرية الأولى إلا خلال سنة 2008 ضمن سلسلة الكتاب الأول التي تصدرها وزارة الثقافة، فإنه ظل خلال سنوات طويلة يشتغل على قصيدته في عزلة الزهاد، وكانت نصوصه تشي دائما بشعرية كامنة، وتشتعل باليومي والعابر والأشياء الصغيرة التي لا يلتفت إليها أحد عادة، لكن سعيد يلتقطها ويشحنها بطاقته الشعرية التي ظلت متوهجة على الدوام.

يذكر أن الشاعر سعيد الباز من مواليد مدينة الدار البيضاء سنة 1960، وحاصل على دبلوم المدرسة العليا بمرتيل وهو حاليا أستاذ للتعليم الثانوي بمدينة أكادير. ومن المنتظر أن يتسلم جائزته خلال احتفالات بيت الشعر بالمغرب باليوم العالمي للشعر، والذي اقتصر هذه السنة على تنظيم لقاء من يومين في مدينة بني ملال.

و"جائزة بيت الشعر" التي أحدثها بيت الشعر في المغرب لترافق احتفالات الشعراء وقراء الشعر ابتداء من سنة 2002 أسندت لمجموعة من الشعراء المغاربة الذين يسهمون في إثراء المشهد الشعري بالمغرب إلى جانب مختلف الأجيال التي تتجاور وتتفاعل بحثا عن إعطاء القصيدة المغربية إشعاعها وتألقها.

وفي ما يلي أسماء الشعراء الذين حصلوا على الجائزة منذ إنشائها:

- مارس/آذار 2002: جمال الموساوي عن مجموعته "كتاب الظل".

- مارس/آذار 2003: كمال أخلاقي عن مجموعته "أكثر من جبل".

- مارس/آذار 2004: لطيفة المسكيني عن مجموعتها "السفر المنسي".

- مارس/آذار 2005: سعيد ياسف عن مجموعته "كي أدرك أنحائي".

- مارس/آذار 2006: عبد الإله الصالحي عن مجموعته "كلما لمست شيئا كسرته".

- مارس/آذار 2007: محمد أحمد بنيس عن مجموعته "بصحبة جبل أعمى".

- مارس/آذار 2008: سعيد الباز عن مجموعته "ضجر الموتى".

وعدا مجموعة كمال أخلاقي ومجموعة عبد الإله الصالحي، فإن باقي المجموعات الفائزة بالجائزة صدرت ضمن سلسلة الكتاب الأول التي تصدرها وزارة الثقافة المغربية.

مصر ضيفة شرف معرض الكتاب في جنيف

جناح كبير للكتب المصرية في معرض جنيف وتركيز خاص على تاريخ اسرتين فرعونيتين حكمتا مصر.

ميدل ايست اونلاين

جنيف - اعلن منظمو معرض الكتاب والصحافة الدولية في جنيف ان مصر ستكون ضيفة الشرف في الدورة الثانية والعشرين من المعرض التي ستنظم من 30 نيسان/ابريل الى الرابع من ايار/مايو.

وستشغل مصر جناحا كبيرا بحضور عدد من الكتاب المصريين الكبار. كما سيركز المعرض على تاريخ مصر من خلال معرض عن الاسرتين الفرعونيتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة.

وكان دعوة اسرائيل للمشاركة كضيفة شرف في معرض الكتاب في باريس اثارت استياء كبيرا في عدد من الدول العربية وخصوصا في مصر التي قاطع ناشرون منها المعرض.

وسيشارك في معرض جنيف هذه السنة اكثر من 550 عارضا من 15 بلدا.

ويقام المعرض في قصر المعارض "باليسكبو"، على مساحة تبلغ 35 الف كيلومتر مربع.

وكان 115 الف شخص زاروا المعرض العام الماضي.

البحرين تصدر مجلة متخصصة في الثقافة الشعبية العربية

أصدر أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV) العدد الأول من مجلة "الثقافة الشعبية"، في حفل أقيم مؤخرا في العاصمة البحرينية المنامة.

 وتحتوي المجلة على موضوعات علمية متخصصة في التراث الشعبي العربي بصفة خاصة والعالمي بصفة عامة باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، وتقع في 240 صفحة ملونة وتصدر كل ثلاثة أشهر.

 ومن بين الموضوعات التي تتناولها المجلة المعتقدات والعادات التي تمارس في المجتمعات، والموسيقى والرقص والفنون الشعبية، كما ستركز على الأدب الشعبي والحرف والصناعات التقليدية إلى جانب الدراسات والبحوث الخاصة بالثقافة الشعبية الواسعة.

 رسالة للتراث

وقال رئيس تحرير المجلة المؤرخ البحريني علي عبد الله خليفة للجزيرة نت إن صدور مجلة الثقافة الشعبية من البحرين هي بمثابة رسالة للتراث الشعبي للعالم وهي فرصة لانفتاح البحرين على العالم.

 وأضاف أن الوطن العربي بحاجة ماسة لمثل هذه المجلة العلمية المتخصصة في الثقافة الشعبية التي سينتظم صدورها وتواكب كل المستجدات على الساحة العربية والإقليمية. وأشار إلى أن المجلة ستعمل على إبراز أهمية التراث الشعبي العربي في التراث الإنساني العالمي من خلال الموضوعات والدراسات والبحوث التي ستنشرها.

 وشدد خليفة على أهمية جمع وتدوين وتوثيق الموروثات الشعبية التي تمثل أحد مكونات الثقافة الوطنية لما لها من خصوصية في إبراز الهوية وتمييز الذات الوطنية. مشيرا إلى أنه ينبغي نقلها للأجيال القادمة دون التهويل في أمرها أو الانتقاص من قدرها.

 مقر إقليمي

وقد شكلت إدارة المجلة هيئة علمية تضم أسماء من مخلتف الدول العربية إلى جانب الفلبين واليابان وأميركا والهند وكينيا وإيران وستتولى هذه الهيئة تحكيم المواد والبحوث المعروضة للنشر في المجلة التي ستوزع في أكثر من 20 بلدا.

 وكانت المنظمة الدولية للفن الشعبي التابعة لمنظمة اليونسكو (IOV) اختارت البحرين في مايو/أيار من العام الماضي مقرا دائما للمكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 يشار إلى أن العاصمة القطرية الدوحة كانت تستضيف مقر مركز التراث الشعبي الخليجي الذي كان يرأسه المؤرخ علي عبد الله خليفة منذ تأسيسه عام 1984، وكان يصدر مجلة الموروثات الشعبية إلا أنها توقفت عن الصدور نتيجة إغلاق المركز عام 2005 بسبب تخلي باقي دول الخليج عن دعمه ماديا.

معنى أن تفوز «بانيبال» بجائزة بريطانية مرموقة

في المكتبة المركزية في مانشيستر، أعلن قبل أيام اسم العمل الأدبي الفائز للسنة 2008 بجائزة «إنك ريترز» البريطانية المرموقة. وفي منطوقها الرسمي، تعلن الجائزة نفسها بصفتها تكريماً أدبياً ومادياً يُمنح لإحدى المجلات التي يمثل حضورها «مساهمة فائقة في دنيا الأدب». تُمنح هذه الجائزة كل سنتين لمجلة، أو مجلات، أثبتت حضورها الملتزم وأداءها الأدبي الجاد على مدى الأعوام الماضية. ويجب أن توسم المجلة الفائزة بسمة «الفائق»، من وجهة نظر اللجنة الأدبية، على المستويين: المضموني، كمحتوى أدبي ذي قيمة رفيعة، وعلى المستوى الجمالي من حيث رقيّ الشكل الطباعي وجمال التصميم والإخراج الفني في آن واحد. وتحظى المجلة الفائزة بدعاية مجانية على مدى اثني عشر شهراً من تاريخ إعلان الفوز، في كل مطبوعات «إنك ريترز» وفي وسائد الميديا الإعلامية البريطانية المحلية والعالمية التي تتعامل معها المؤسسة، وكذلك في المؤسسات الأدبية الشقيقة لها.

وكانت «بانيبال». المجلة البريطانية صديقة الأدباء العرب، هي التي اختيرت لتحمل هذا اللقب الرفيع طوال هذه السنة، وليتزامن هذا التكريم مع احتفالها بعيد ميلادها العاشر. «بانيبال» مجلة أدبية شهيرة يحررها إثنان: الإنكليزية مارغريت أوبانك، والروائي العراقي المهجري صموئيل شمعون. وهي المجلة التي يعرفها الأدباء العرب، كونها تقدم الأدب العربي باللغة الإنكليزية وتصدر فصلياً في العاصمة البريطانية. وكانت «بانيبال» على مدى الأعوام العشرة الماضية قدّمت معظم الأصوات الأدبية العربية الفاعلة في المشهد الشعري والروائي الراهن. وعطفاً على القيمة الأدبية لهذا الفوز، فإن «بانيبال» ستنال مكافأة قدرها ألفا جنيه استرليني، إضافة الى دعم إعلاميّ واسع تقوم به مؤسسة «إنك ريترز» للمجلة خلال 2008 و2009 بما أن هذه المسابقة تتم كل سنتين.

ونقلاً عن الصحف البريطانية، فإن إعلان النتيجة كان الثلثاء 11 آذار (مارس) الجاري في احتفال وسط جمع كبير من البريطانيين وأفراد الجاليات العربية في بريطانيا. إضافة الى أن شخصيات بارزة لها شهرتها في عالم الأدب، والكثير من ممثلي مؤسسات مرموقة في مجال النشر والطباعة تمت دعوتهم الى الاحتفال. وقد تضمن مناقشة جادة، أدارها الشاعر إيان باركس، بين أفراد لجنة التحكيم من الأدباء والشعراء والناشرين.

«إنك ريترز» هي اختصار لعبارة «شبكة التجمع الدولي للكتّاب». وقال أندرو أولدم، مؤسسها: «هذه الجوائز تساهم في التعرّف على المتفوق والمتميز في دنيا المجلات الأدبية المطبوعة.

وفي تصوري أن حدثاً احتفالياً مثل الذي شهدناه من شأنه أن يُعلي من مستوى المعايير التي يتم بها نشر الأدب، كما من شأنه أن يلفت أنظار المؤسسات الصحافية في المملكة المتحدة الى المطبوعات الأدبية». وزاد ان المستوى الطباعي والجمالي للمجلات العشرين المشاركة في المسابقة كان عالياً جداً، ما شكّل صعوبة على لجنة التحكيم في اتخاذ قرارها النهائي.

على أن المحكّمين أجمعوا في الأخير على أن مجلة «بانيبال» هي الأكثر تميّزاً على المستويين الإخراجي والمضموني. والأهم أنها التزمت مدى عشرة أعوام متواصلة في تقديم الأصوات الأدبية العربية الجديدة للقارئ الإنكليزي.

أما مرغريت أوبانك، رئيسة تحرير «بانيبال»، فقالت: «إنه تكريم رائع». وأضافت: «إنها نقطة طيبة وإيجابية تُحسب للمشهد الأدبي البريطاني، ذاك أن تُحكّم مجلة متخصصة في الأدب العربي على قدم المساواة مع مجلات محلية بريطانية خالصة. هذا ما يشعرني أننا حقاً في القرن الحادي والعشرين».

وفي كلمة لجنة التحكيم جاء أن التميز الواضح في مستوى المطبوعات العشرين المشاركة، في المحتوى والتصميم، يشي بأن ثورة حقيقية في حقل النشر الأدبي في بريطانيا آخذة في التشكّل، ويؤشر كذلك الى أن المملكة المتحدة تتحرك مع الزمن، والأهم أن هذه المطبوعات تحترم قارئها وعلى وعي دقيق بذائقته ما يجعلها تسعى الى تقديم الأفضل له.

وكانت المجلات العشر البريطانية التي وصلت الى التصفية الأخيرة هي، في ترتيب معكوس: الشمال، العلامة، اللون، تأديب (وهي مجلة إنكليزية - باكستانية)، نظرة على أدنبرة، الروح المرحة، الشعر الآخر، النجدة، مسلكسيا، وأخيراً، المجلة الفائزة باللقب بانيبال.

رهبانية عزازيل تشغل النقاد

في رأي الناقد المصري سامي خشبة أن رواية (عزازيل) للكاتب المصري يوسف زيدان رغم كونها "عملا مبدعا" فهي تتضمن دراسة في نشأة وتطور الصراع المذهبي بين الطوائف المسيحية في الشرق حيث تدور أحداثها في مصر خلال أربعين عاما بداية من عام 391 ميلادية.

وقال خشبة إن الرواية تتضمن "مناطق حوارية مكتوبة بحساسية مرهفة" حول سعي بطلها "هيبا" وهو ذو نزوع إنساني إلي معرفة الحقيقة رغم وقوعه في الخطيئة أو الغواية مرتين حيث كان عقله ساحة لصراع معرفي بين تصورات مصرية قديمة وإيمانه الجديد بالمسيحية. وأضاف في ندوة أقيمت مساء أمس بمعرض الإسكندرية الدولي السادس للكتاب أن زيدان مؤلف الرواية "يتميز بموهبة المبدع وموهبة الباحث وكثيرا ما تتداخل الموهبتان في هذا العمل." وصدرت الرواية هذا الأسبوع عن (دار الشروق) بالقاهرة وتقع في 370 صفحة كبيرة القطع وهي الرواية الثانية لزيدان أستاذ الفلسفة الإسلامية بعد روايته الأولي (ظل الأفعي). وقدم خالد عزب مدير الإعلام بمكتبة الإسكندرية زيدان إلي جمهور الندوة بأنه باحث في علوم الأديان "ويتحدث (في الرواية) عن الإنسان المفكر الذي يبحث عن الحقيقة أينما كانت." وقال زيدان كأنه يقدم مدخلا لقراءة روايته إن القاريء ربما يطلق عليها "رواية تاريخية فلسفية" حيث تستعرض جوانب من الحياة الروحية للراهب هيبا الذي ولد في أسوان بأقصي جنوبي مصر وشهد أحداثا جساما في كل مكان رحل إليه "حتي استقربه المقام في أورشليم ثم في دير حلب. وخلال هذه الرحلة الطويلة تتناول الرواية بعض الأحداث المهمة في تاريخ الطوائف المسيحية." وأوضح أن كلمة عزازيل وإن كانت في العبرية تشير إلي الشيطان "إلا أن الهدف الحقيقي من وراء الرواية هو التأكيد علي إعادة بناء الأشياء والمفاهيم التي استقرت في أذهان الناس بشكل خاطيء" مضيفا أن كل شخصيات الرواية حقيقية باستثناء البطل.

ترجمة روايات جويتيسولوالتشكيلي

اقترح المركز القومي للترجمة في مصر علي الكاتب الإسباني خوان جويتيسولو ترجمة عشرة من أعماله ثم نشرها فيما بعد فيما أسماه "بمكتبة جويتيسولو"، وفقاً لمصادر من معهد ثيربانتس الثقافي بالقاهرة وهو الجهة الراعية للمشروع.

وأفاد جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة جويتيسولو بصفة رسمية باقتراح إصدار هذه المجموعة ، والتي سيتم طرح ألف نسخة منها في الطبعة الأولي بسعر اقتصادي من قبل أحد دور النشر الحكومية.

وستتألف "مكتبة جويتيسولو" من أربعة أعمال تم نشرها باللغة العربية وجاري مراجعتها في الوقت الحالي وهي : حدود زجاجية، وحكايات مغربية، والأربعينية (الحجر الصحي)، وملحمة الأخوين ماركس، بالإضافة إلي خمس روايات لم يتم ترجمتها بعد:علامات الهوية، ومقبرة، مشاهد بعد المعركة، وستارة المسرح، وفضائل الطائر المستوحد.

ويضاف إلي ذلك ملخص لمقالات تجمع بين مقدمات للكاتب الإسباني لبعض الروايات العربية المعاصرة والعديد من دراساته للأدب العربي.

وسيتولي أمر المجموعة حال موافقة الكاتب القطلاني علي الاقتراح اثنان من أساتذة اللغة الإسبانية في مصر وهما الدكتور محمد أبو العطا و الدكتور علي المنوفي.

ويعد هذا هو المشروع الأول من نوعه في العالم العربي الذي يتبني كاتباً إسبانياً معاصراً وتم اقتراحه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها جويتيسولو إلي العاصمة المصرية القاهرة في فبراير/شباط الماضي بناءاً علي دعوة معهد ثيربانتس للمشاركة في مؤتمر جامعة عين شمس المصرية.

التايمز تستذكر التكرلي

خصصت صحيفة التايمز البريطانية في عددها أمس الاول تقريرا موسعاً عن الروائي العراقي الراحل فؤاد التكرلي بعد عشرين يوماً من وفاته في العاصمة الاردنية عمان. وتناول التقرير الذي لم يحمل أسم كاتبه تجربة التكرلي الروائية خصوصاً في (الرجع البعيد) واصفة اياه بالصوت الاصيل للمجتمع العراقي الحديث. وعرض التقرير علي مساحة نصف صفحة مع صورة تخطيطية للروائي الراحل وصورة غلاف روايته (الرجع البعيد) المترجمة الي الانكليزية، حياة الروائي العملية في سلك القضاء واكمال دراسته في باريس وكيف استفاد من عمله القضائي في استخلاص قصصه. واشار الي تخرجه من كليه القانون في جامعة بغداد عام 1949 وعمله في وزارة العدل العراقية 45 عاماً لحين تقاعده وانتقاله الي تونس للعيش مع زوجته المترجمة والقاصة رشيدة التركي.

وحاول التقرير اعطاء صورة عن توجه التكرلي السياسي ووصفه بانه من بين أكثر الادباء الذي وجه انتقادات للسلطات بجرأة نادرة خصوصا في رواية (الرجع البعيد) التي طبعت في بيروت عام 1980 ووزعت في بغداد. واغفل كاتب التقرير الذي لم يثبت اسمه ذكر صحيفة الزمان التي نشر فيها التكرلي علي مدار العامين الماضيين أغلب كتاباته الاخيرة، باشارته الي انه نشر كتاباته في صحيفتي الشرق الاوسط والحياة اللندنيتين.

ووصف التقرير التكرلي مع عبد الملك نوري بانهما أكثر المجددين في السرد القصصي العراقي وبراعتهما في الخوض في علمي الاجتماع والنفس وتحليل الشخصية العراقية فضلاً عن اعجابهما معاً بروايات ديستوفسكي. وذكر كاتب التقرير الذي حاول المحرر الثقافي لالف ياء الزمان معرفة اسمه عبر الاتصال بصحيفة التايمز وحصل علي وعد بارسال اسمه في وقت لاحق ، الا انه لحد كتابة هذا الخبر لم يصله اسم الكاتب، ذكر ثناء الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي الصديق القريب لفؤاد التركي بتجربته الروائية عبر حوار نشر في النيويورك تايمزِ واصفاً اياه بالمبتكر في الشكل الفني. وتناول بالعرض أهم روايات التكرلي غافلاً واحدة من أشهر وأهم ماكتبه التكرلي (المسرات والاوجاع) ، فيما ركز علي روايته (الرجع البعيد) المترجمة الي الفرنسية من قبل رشيدة التركي والي الانكليزية من قبل كاثرين كوبهام.

وحاول الكاتب اضفاء التقسيمات الطائفية السائدة اليوم في الخطاب الاعلامي علي نتاج فؤاد التكرلي من دون ان يوفق في ذلك غافلا المواقف الوطنية في نتاجه وخصوصاً في (المسرات والاوجاع) الذي استشهد فيها البطل في الحرب مع ايران وادانته الصارخة لطوق الحصار الأعمي الذي فرض علي العراق ابان عقد التسعينيات في روايته (اللاسؤال واللاجواب)

موسوعة لقصص القرن العشرين

صدر عن منشورات اتحاد الكتاب التونسيين الكتاب الاول من موسوعة القصص العربية في تونس في القرن العشرين لبوراوي عجينة. ويضم 64 نصا قصصيا لـ31 كاتبا تونسيا ولدوا بين سنة 1871 وسنة 1929 من جيل الرواد واحتوي هذا الكتاب الذي يعد 715 صفحة من الحجم المتوسط علي قسمين تضمن الاول مختارات من الاقاصيص. اما الثاني ففيه تراجم حياة الكتاب المعنيين وببليوغرافيا والعمل لا يخلو من بعد توثيقي حيث يرصد تطور الخطاب القصصي في تونس اضافة الي اهتمامه بالكتاب والرواد المؤسسين من امثال صالح السويسي ومحمد مناشو وحسن حسني عبد الوهاب او جماعة تحت السور كعلي الدوعاجي ومحمد العريبي وعبد الرزاق كرباكة. وتقدم النصوص المنتقاة في الموسوعة صورة شاملة للادب السردي في تونس بمختلف تياراته الادبية واتجاهاته الفنية وطرق التعبير المتوخاة. وقد زادت الشروح والتعاليق والاصلاحات التي وردت في الهوامش هذا العمل ثراء ودقة. واكد بوراوي عجينة في مقدمة هذا العمل ان اختياراته لم تكن عفوية بقدر ما كانت خاضعة الي مقاييس منهجية صارمة حيث تم انتقاء القصص وتبويبها بعد تحليل متأن ومقارنات دقيقة وتثبت دون الانحياز الي تيار فني معين. واوضح المؤلف ان اقاصيص هذه المنتخبات صدي اعمال قرابة خمس جماعات من كتاب القصة القصيرة في البلاد التونسية خلال القرن العشرين حيث نجد جماعة المؤسسين وجماعة المخضرمين المؤصلين وهم الذين وردت اقاصيصهم في هذا الكتاب الاول. اما المجموعة الثالثة فتتمثل في من كتبوا اقاصيصهم في اواخر السبعينات وبداية الثمانينات اوجماعة الاستقلال في حين كانت المجموعة الرابعة تخص فترة نهاية الثمانينات وهو ما اطلق عليها اسم جماعة الحداثة. اما المجموعة الاخيرة فتتمثل في كتاب التسعينات وهم جماعة التجريب ويشغل بوراوي عجينة المولود في مدينة سوسة سنة 1951 حاليا استاذ جامعي بكلية الآداب بسوسة له العديد من المؤلفات السردية والنقدية الي جانب ترجمات ونصوص في ادب الرحلة من مجموعاته القصصية المعروفة منها وجوه في المدينة وامواج الغضب ولمسات متوحشة.

ثقافة الدين.. معني وتاريخاً

صدر حديثا عن المنظمة العربية للترجمة كتاب: البحث عن التاريخ والمعني في الدين" تأليف ميرتشيا اليادة، ترجمة د. سعود المولي.

تعود بدايات التاريخ المقارن للأديان الي منتصف القرن التاسع عشر، اي الي الفترة التي شهدت اوج الدعاية المادية والوضعية، فالوضعية المادية التي استند اليها اوغست كونت التقت مع النزعة التطورية التي ظهرت في نظريات تشارلز داروين حول اصل الأنواع، واطروحات هربرت سبنسر حول الخط الاحادي للتطور والتقدم. ووفق هذه التيارات والنظريات لم تكن الظواهر الدينية سوي مخلفات ماض مظلم وبنية بدائية تقضي ضرورات التطور باضمحلالها التدريجي مع تقدم العلوم وشيوع الأنوار.

درس الياده كل هذه المدارس والاتجاهات واستوعب تراث الوضعية، وكذلك الدراسات النقدية والتأويلية التي راجت في عصره، وخلص الي استنتاج ان علماء القرن التاسع عش رسيطر عليهم هاجس البحث عن الأصول.

سبح الياهد عكس التيار السائد في زمانه، داعيا الي "مذهب انساني جديد" والي "نهضة جديدة" ، والي تاريخ للاديان يأخذ بالاعتبار ثقافة الانسان الشاملة التي هي ثقافة الانسان الكوني.

"ميرتشيا الياده (7091 ــ 6891) عالم اديان روماني عاش في امريكا بعد الحرب العالمية الثانية واسهم في تطور علوم الاديان وتاريخها.

د. سعود المولي" استاذ علم الاجتماع السياسي في معهد العلوم الاجتماعية ــ الجامعة اللبنانية. من مؤلفاته: الحوار الاسلامي المسيحي، العدل في العيش المشترك، وخريف الامم المتحدة.

الكتاب: البحث عن التاريخ والمعني في الدين

المؤلف: ميرتشيا إلياده

الناشر: المنظمة العربية للترجمة

الطبعة: الاولي ــ بيروت 2008

 رواية عن بدين تنال جائزة النقاد

اعلنت  جوائز الرابطة القومية لنقاد الكتب في الولايات المتحدة.. وبين الكتب الفائزة رواية خيالية عن رجل بدين يعاني لوعة الحب وكتاب عن تاريخ التجارب الطبية علي الأمريكيين السود.

وفاز كتاب الحياة القصيرة المدهشة لأوسكار واو للمؤلف جونوت دياز بجائزة الخيال بينما فاز كتاب التمييز العنصري الطبي..التاريخ الأسود للتجارب الطبية علي الامريكيين السود من العهد الاستعماري الي الوقت الحاضر لمؤلفته هارييت واشنطن بجائزة العمل الواقعي.

وصوت مجلس الرابطة الامريكية التي لا تهدف الي الربح والمؤلف من 24 عضوا علي منح الجوائز الخمس لكتب اختيرت من بين تلك التي نشرت في الولايات المتحدة العام الماضي. وتأسست الرابطة القومية لنقاد الكتب عام 1974 وتضم حاليا نحو 700 مراجع نشط للكتب.

وفاز كتاب يا أخي.. إنني أحتضر للمؤلف ادويدج دانتيكات بجائزة السيرة الذاتية وكتاب ستانلي..الحياة المستحيلة لأعظم مستكشف لافريقيا للمؤلف تيم جيل بجائزة السير في حين فاز كتاب اليجي للشاعرة ماري جو بانج بجائزة الشعر وكتاب ضوضاء المثوي الاخير..الاستماع للقرن العشرين للمؤلف اليكس روس بجائزة النقد.

عرض أقدم الكتب الانكليزية

تعرض الكنوز الأدبية البريطانية، ومن بينها المجموعة الكاملة لأقدم الكتب الإنكليزية، بفضل هبة تقدم بها ناشر أوكسفورد جوليان بلاكويل وقيمتها حوالي 10 ملايين دولار.

وبعدما كان طلاب جامعة أوكسفورد بودلاينن هم الوحيدون القادرون علي رؤية هذه الأعمال الفريدة، سيتم عرضها في صالة كبيرة وهي تتضمن كتاباً بخط يد الملك إليزابيث الأولي. وذكرت شبكة بي بي سي البريطانية التي أوردت الخبر ان مكتبة بودليان تحتوي علي نسخة من غالبية الكتب الإنكليزية المنشورة بالإضافة إلي 5000 كتاب يردون إليها أسبوعياً. يشار إلي ان اسم الصالة التي ستعرض فيها الكتب هي بلاكويل هال تقديراً للمتبرع وستكون جزءاً من مشروع تطوير مكتبة نيو بودليان الذي يكلف حوالي 140 مليون دولار.

وتضم المكتبة النسخ الأصلية الأربعة لـماغنا كارتا (الميثاق الأعظم) وواحدة من كتب غوتنبرغ بايبلز الثمانية. ومن بين الكنوز التي تحتويها هذه المكتبة ،أقدم الكتب الإنكليزية غريغوري ذي غرايت باستورال كير الذي ترجمه الملك ألفرد في العام 890 قبل الميلاد. وفي المكتبة أيضاً نصوص بخط اليد لكلاسيكيين مشهورين مثل فرانكنشتاين وأكثر من 10 آلاف مخطوطة تعود للقرون الوسطي.

وقال حافظ المجموعات الخاصة في المكتبة ريتشارد أوفندن تعكس مبادرة بلاكويل الكريمة لبودليان الارتباط الوثيق بين المؤسستين، فقد التزمتا طوال 130 سنة بمشاريع مشتركة وحافظتا علي الإرث البريطاني المكتوب.

وأضاف أوفندن بودليان فريدة من نوعها وهي لا تضم أفضل المجموعات في العالم وإنما تقود تطوير الخدمات المهمة للبحث الأكاديمي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7 نيسان/2008 - 30/ربيع الاول/1429