لبنان بعد القمّة.. في مهب الريح

شبكة النبأ: يخشى اللبنانيون اندلاع موجة عنف جديدة عقب فشل القمة العربية الاخيرة، كسابقاتها، في ايجاد حل او حلحلة لأزمة الرئاسة في لبنان والتي قد يؤدي تصاعدها الى زيادة حدة التوتر بين الفرقاء اللبنانيين وصولا لحافة الهاوية. بينما تتزايد مشاعر القلق بين المواطنين خشية اندلاع موجة جديدة من الاغتيالات السياسية في البلاد.

وتلخّص سناء الصلح، وهي ربة منزل، المشاعر التي تنتاب الكثيرين من المواطنين اللبنانين في هذا الشأن قائلة: تنتابني مخاوف كبيرة بان لبنان سيدفع ثمنا باهظا لمقاطعته القمة.

وقال النائب البرلماني مصطفى علوش المناوئ لسورية ان لبنان يبحر اليوم في مياه مضطربة مضيفا ان الجميع يواصلون الجهود لمنع انزلاق البلاد صوب حالة من الشلل التام.

وقال رجل الاعمال سعيد طحان انه سيتم تحميل اللبنانيين مسؤولية فشل القمة في سورية، واننا ـ اللبنانيين ـ سندفع ثمنا باهظا للخلافات الاقليمية والدولية..كالمعتاد.

ويتوقع وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي تزايد التوتر السياسي في أعقاب القمة لان سورية ستطلب من حلفائها في لبنان (بقيادة حركة حزب الله الشيعي) أن يصعدوا معارضتهم.

وتدعو المعارضة حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة التي يدعمها الغرب الى الاستقالة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو المطلب الذي رفضته الاكثرية لان المعارضة تريد أن تتمتع بحق النقض (الفيتو) في أي حكومة جديدة. بحسب د ب ا.

وأكد النائب علوش وجود مخاوف بين الاكثرية الحاكمة من تصاعد موجة الاغتيالات السياسية عقب قمة دمشق.

وقال علوش ان ما أسماهم بـ القتلة سينطلقون في الشوارع من جديد ولكنه أكد ان اللبنانيين ليسوا بخائفين. ولطالما حملت الاكثرية اللبنانية الحاكمة دمشق مسؤولية زعزعة الامن والاستقرار في لبنان.

وفي غضون ذلك دفعت المخاوف الجديدة التي عكسها أعضاء البرلمان الذين ينتمون للاغلبية وبثتها وسائل الاعلام الجيش اللبناني وقوات الامن الداخلي الى اتخاذ مزيد من التدابير الامنية حول المؤسسات الحكومية والمراكز التجارية للحيلولة دون وقوع اختراقات أمنية.كما كثف الجيش نقاط التفتيش الليلية حول بيروت.

ويعتقد ان النزاع القائم منذ 16 شهرا بين الاغلبية اللبنانية الحاكمة التي يدعمها الغرب والمعارضة الموالية لسورية، بقيادة حزب الله، يعكس التوتر بين الولايات المتحدة والسعودية من جهة وايران وسورية من جهة أخرى ونجم عن هذا النزاع فراغ رئاسي يعانيه لبنان منذ شهر نوفمبر الماضي.

المعارضة في لبنان ترى في القمة فرصة جدّية

بعد انتهاء اعمال قمة دمشق العربية اعتبرت المعارضة اللبنانية ان هذه القمة اعطت فرصة اضافية للحل في لبنان على اساس المبادرة العربية في حين رات الاكثرية في القمة تأكيدا على ان الحل لا بد ان يمر عبر اشراف وزاري عربي على ملف العلاقات اللبنانية السورية.

وكانت القمة انهت اعمالها من دون البحث في العلاقات اللبنانية السورية واكتفت باقرار البنود نفسها التي سبق واقرت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في الخامس من اذار/مارس الحالي.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي اثر انتهاء القمة "خلال الجلسة المغلقة للقمة مساء السبت طرح موضوع لبنان الا ان القادة ارتأوا انه لا يجوز بحث الملف اللبناني في غياب لبنان".

المنسق العام لقوى الرابع عشر من اذار المناهضة لسوريا فارس سعيد قال "ان اللبنانيين على لسان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة (مساء الجمعة) اكدوا ان الازمة اللبنانية مرتبطة بالعلاقات اللبنانية السورية في حين ان سوريا عملت خلال القمة على التشديد ان الازمة هي نتيجة خلاف الافرقاء اللبنانيين بين بعضهم البعض".

واعتبر سعيد في حديث لوكالة فرانس برس انه "تم تبني وجهة النظر اللبنانية من قبل جزء كبير من العالم العربي ومن العالم في حين فقدت وجهة نظر سوريا مصداقيتها".

من جهته راى النائب المعارض من حركة امل علي حسن خليل ان "تأكيد قمة دمشق على الالتزام بالمبادرة العربية للحل في لبنان فرصة لاعادة وضع المبادرة موضع التنفيذ ونحن كمعارضة نجدد تأكيد التزامنا بها".

وحول ما اذا كانت قمة دمشق قد تعطي دفعا او قد تفرمل الحل في لبنان قال النائب خليل لوكالة فرانس برس، "ان الدفع لا بد ان تخلقه ارادة اللبنانيين وهو مطلوب من اللبنانيين انفسهم" قبل ان يطلب من العرب.

تظاهرات ضد سوريا في وسط بيروت

وفي تطور للاحداث قام مئات الطلاب من قوى الرابع عشر من اذار المناهضة لسوريا في لبنان بالتظاهر في وسط بيروت التجاري ضد الرئيس السوري بشار الاسد في الوقت الذي كان يفتتح فيه اعمال القمة العربية في دمشق.

وتجمع الطلاب وغالبيتهم من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري في وسط بيروت امام ضريح رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في بيروت في شباط/فبراير 2005.

وتتهم الاكثرية سوريا بالتورط في اغتيال الحريري واغتيال عدة شخصيات اخرى مناهضة لسوريا منذ العام 2005. بحسب فرانس برس.

وقام المتظاهرون بالدوس على صورتين كبيرتين للرئيس السوري ثم قاموا بتمزيقهما. وقد كتبت تحت الصورتين "المجرم" و"المحكمة قادمة" في اشارة الى المحكمة الدولية الخاصة بكشف قتلة الحريري.

وتزامنت هذه التظاهرة مع بدء اعمال القمة العربية في دمشق وسط غياب لبنان وحضور منخفض المستوى لدول عربية مثل السعودية ومصر.

 الاسد يؤكد عدم التدخل في الشأن اللبناني

من جهته اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وطالب الاسد الدول العربية بكسر فوري للحصار المفروض على قطاع غزة.

واكد الاسد ان بلاده تعرضت اخيرا لضغوط من اجل ان تتدخل في لبنان لحل الازمة لافتا الى انها رفضت ذلك لان الحل في يد اللبنانيين. وقال ان "الضغوطات التي مورست وتمارس على سوريا منذ اكثر من عام وبشكل اكثر كثافة منذ اشهر هي من اجل ان تقوم سوريا بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان".

واضاف "كان جوابنا واضحا لكل من طلب منا القيام بعمل يصب في هذا الاتجاه انه يبقى الحل بيد اللبنانيين انفسهم فلهم وطنهم ومؤسساتهم ودستورهم وهم يملكون الوعي اللازم لذلك".

واكد الاسد ان "اي دور اخر هو دور مساعد لهم (اللبنانيون) ونحن في سوريا على استعداد تام للتعاون مع اي جهة عربية او غير عربية في هذا المجال" من دون الاشارة الى المبادرة العربية في لبنان.

وغاب عن القمة نصف القادة العرب وخصوصا زعماء الدول القريبة من الولايات المتحدة والتي تتهم سوريا بعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وفي مقدمهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك. بحسب فرانس برس.

بدوره تطرق الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى الازمة اللبنانية داعيا الى انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ومؤكدا ان المبادرة العربية في لبنان مستمرة. واضاف ان "المبادرة العربية حققت بعض عناصر التقدم اذ حددت عناصر الخلاف وتوصلت الى تأكيد التوافق الوطني على ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية".

واكد موسى ان "هذا التقدم يشكل اساسا كافيا للتحرك نحو انتخاب رئيس للجمهورية ليقود عملية التوافق اللبناني". واعلن ان "المبادرة العربية سوف تستمر ببذل جهودها كما سنتحرك لوضع المبادرة موضوع التنفيذ الكامل وسوف اعمل في الاسابيع المقبلة على التوصل الى ذلك".

سعود الفيصل يدعو سوريا الى "تحرك ايجابي" وينتقد المعارضة اللبنانية

من جهته دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل سوريا الى القيام "بتحرك ايجابي" لتنفيذ المبادرة العربية حول لبنان الذي يشهد فراغا رئاسيا منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وانتقد بشدة المعارضة اللبنانية.

وفي مؤتمر صحافي في الرياض قال سعود الفيصل "نأمل ان تخرج القمة بحل للازمة اللبنانية وفق مبادرة الجامعة العربية (...) خصوصا ان القمة تعقد في دمشق التي ما زلنا ننتظر منها تحركا ايجابيا على الساحة اللبنانية لتنفيذ المبادرة". وتزامن المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير السعودي مع الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دمشق. بحسب فرانس برس.

وردا على سؤال عن محاولات "لعزل سوريا" قال الوزير السعودي "لم ار ابدا اي محاولة من اي طرف عربي لعزل سوريا ولا يمكن عزلها باي حال وهي في قلب الامة العربية ونامل في ان تساهم وان تكون الاساس في حل المشكلة اللبنانية".

واشار سعود الفيصل الى محاولات "تعطيل الحلول في لبنان وضرب قرارات الجامعة العربية عرض الحائط" موضحا انها "هي ذاتها المحاولات التي تسعى وبشكل واضح وملموس الى تعميق الشرخ الفلسطيني وتعطيل الحلول السياسية في العراق والعبث في القضايا العربية بشكل عام".

وتابع ان المملكة "حرصت بالرغم من ذلك على المشاركة في قمة دمشق ولو بالحد الادنى حرصا منها على التضامن العربي" مشيرا الى ان "المملكة لم يسبق لها ان قاطعت قمة عربية من قبل".

من جهة اخرى رفض سعود الفيصل تدويل الازمة في لبنان في حال فشلت الجهود العربية. وقال "نعتقد ان المشكلة يجب ان تحل في اطارها العربي ولا نحتاج لتدخل اجنبي بوجود المبادرة العربية".

سوريا تواجه مزيدا من العزلة بسبب لبنان

وتواجه سوريا مزيدا من العزلة ما لم تساعد في حل الازمة السياسية في لبنان والتي تلقي دول عربية وغربية باللائمة فيها على دمشق رغم موقفها التصالحي خلال القمة العربية التي استضافتها الاسبوع الماضي.

وقال دبلوماسيون ومعلقون ان الهجوم الدبلوماسي السوري لن يفعل شيئا يذكر لانقاذها من الوضع السياسي والاقتصادي شديد الصعوبة والمرشح لان يزداد سوءا اذا لم تضغط دمشق على حلفائها اللبنانيين للتخلي عن مطلبهم بالحصول على سلطات أوسع في بيروت.

وصرح جوشوا لانديس المتخصص في شؤون سوريا بجامعة اوكلاهوما لرويترز "في انتظار سوريا أوقات عصيبة.

"تعتقد سوريا أن بوسعها الاستمرار في ذلك عاما اخر.. وبعد ذلك تتغير الامور. لكن وزارة الخزانة الامريكية تزرع شراكا ستصعب على سوريا التفاوض."

وتخوض حكومة بيروت المقربة من السعودية والولايات المتحدة صراعا مع المعارضة بقيادة حزب الله المدعوم من سوريا وايران.

وأصابت الازمة الحكومة بالشلل كما أن لبنان بدون رئيس للجمهورية منذ نوفمبر تشرين الثاني 2007. وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية في مطلب المعارضة بالحصول على حق نقض القرارات في مجلس الوزراء. ويرفض الائتلاف الحاكم هذا الطلب.

وتعهدت سوريا خلال القمة بالتعاون من أجل انهاء الازمة لكنها أوضحت أنها لن تضغط على حلفائها في لبنان للسماح بانتخاب رئيس جديد اذا لم تنفذ مطالبهم.

وقال لانديس ان سوريا يمكن أن تجد أن من الاكثر صعوبة اللعب من أجل كسب الوقت لان واشنطن وسعت بالفعل عقوباتها على دمشق كما أظهرت الدول العربية المؤيدة لحكومة لبنان عدم استعدادها للترحيب بعودة سوريا الى ما يعتبرونه التوجه العربي السائد.

ويقر مسؤولون سوريون في تصريحات غير معلنة بأنهم في حالة تمسك بموقفهم. ولا يتوقع هؤلاء حلا وشيكا في لبنان بينما يتوقعون المزيد من العقوبات الامريكية التي فرضت أول مرة في عام 2004.

وصرح دبلوماسيون بأن فرنسا تسعى أيضا من أجل ضغوط من الاتحاد الاوروبي على سوريا بعدما فشلت محادثات بين باريس ودمشق أواخر العام الماضي في انهاء الازمة في لبنان.

واجتمع وزراء خارجية الاتحاد في سلوفينيا قبل يوم من القمة العربية لاجراء مناقشات بشأن سوريا. وقال بيان للاتحاد الاوروبي ان الوزراء اتفقوا على دعم التنسيق بشأن سوريا وعلى ألا "يكافئوا عدم التعاون" من دمشق.

حزب الله ينتقد السعودية ويعتبر قمّة دمشق "صفعة" لمن شكك بنجاحها

وتوجه حزب الله اللبناني بنقد حاد لوزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، على خلفية موقف الرياض من الأزمة اللبنانية متهماً للملكة بالوقوف إلى جانب الحكومة التي يعتبرها مدعومة من قوى غربية، وملمحاً إلى احتمال فقدانها قدرتها على التواصل مع جميع الأطراف.

واعتبر الحزب أن تصريحات الفيصل حول تعطيل المعارضة اللبنانية لمبادرات الحل"تضع علامات استفهام كبيرة على موقع (السعودية) ودورها في الأزمة السياسية اللبنانية" في أحدث تطور يعكس حجم التوتر الذي يسود العلاقات العربية بعد قمّة دمشق التي خفضت السعودية ومصر والأردن تمثيلها فيها على خلفية النزاع مع سوريا حول الوضع في لبنان. بحسب رويترز.

وتكمن أهمية موقف الحزب في أنه الأول من نوعه تجاه الرياض، بعد أن كان التنظيم يتجنب تصعيد الموقف مع المملكة خشية إذكاء الصراع المذهبي بين السنة والشيعة في لبنان والمنطقة.

ونقلت قناة المنار التابعة للحزب عمّن قالت إنه "مصدر إعلامي في حزب الله،" وتعليقا على ما جاء في المؤتمر الصحفي الأخير للفيصل إن حزب الله: "يرحب، من موقعه في المعارضة الوطنية اللبنانية بأي مسعى أو مبادرة تساعد على حل الأزمة السياسية في لبنان، ويعتبر أن الشرط الأساسي لنجاح أية مبادرة هو في اتخاذها موقفاً وسطاً غير منحاز لأي من أطراف الأزمة."

وأضاف المصدر: "وفي هذا الصدد يرفض تحميل الوزير سعود الفيصل المعارضة مسؤولية التعطيل للحلول، متجاوزاً ومتناسياً كل ما فعله فريق السلطة من تعطيل للمبادرات العربية في مراحلها المتعاقبة وخاصة المحاولات السعوديّة المتكررة."

الاكثرية في لبنان تعتبر ان تقرير بيلمار "حقق تقدما اساسيا"

من جهة اخرى اعتبر وزير الشباب والرياضة اللبناني احمد فتفت ان التقرير الاخير لدانيال بيلمار رئيس لجنة التحقيق في اغتيال رفيق الحريري "حقق تقدما اساسيا" نحو كشف قتلة رئيس الحكومة اللبناني السابق.

وقال فتفت الذي ينتمي الى تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري في تصريح لوكالة فرانس برس ان "التقرير ايجابي جدا ومن الواضح ان هناك تقدما اساسيا في التحقيق".

واضاف الوزير اللبناني "لقد اكد المحقق الجديد ان هناك ادلة وهو امر مهم وان هناك اسماء" ولو اكد انه لا يريد الكشف عنها قبل صدور القرار الاتهامي.

واعتبر فتفت ايضا ان ربط التحقيق بين اغتيال الحريري وجرائم اخرى "مهم من الناحية السياسية لان الجرائم استهدفت فريقا سياسيا واحدا" في اشارة الى الاكثرية المناهضة لسوريا في قوى الرابع عشر من اذار/مارس.

وخلص الوزير فتفت الى القول ان "العوامل الجديدة في هذا التقرير توحي بان الامور اصبحت متسارعة وان البيان الاتهامي لم يعد بعيدا".

وكان التقرير الاخير الذي رفعه بيلمار الى مجلس الامن اعتبر ان "بامكان اللجنة الان ان تؤكد استنادا الى ادلة تملكها ان شبكة من الافراد تحركت معا لارتكاب عملية اغتيال رفيق الحريري وان هذه الشبكة او بعض افرادها مرتبطون باعتداءات اخرى يشملها تفويض اللجنة" ونفذت في لبنان منذ العام 2004.

واوضح التقرير ان "هذه الشبكة +شبكة الحريري+ كانت موجودة قبل الاعتداء وراقبت الحريري قبل اغتياله (..) وبقي جزء على الاقل من هذه الشبكة موجودا وناشطا بعد الاعتداء".

ولم يذكر التقرير اسم اي مشتبه فيه او عضو مفترض في الشبكة لاسباب امنية. وشدد على ان "اسماء الافراد لن تظهر الا في البيانات الاتهامية المقبلة التي سيصيغها المدعي العام عندما تجمع ادلة كافية".

 لماذا تبقى فرص التسوية في لبنان بعيدة.. بعيدة؟

وفي مقال نشر بصحيفة الـ إيكونوميست، جاء فيه: توافد الزعماء العرب الى العاصمة السورية دمشق يوم السبت 29 مارس لحضور مؤتمر القمة العربية السنوي كالمعتاد. لكن في الوقت الذي حضر فيه بعض هؤلاء الزعماء المؤتمر، آثر البعض الآخر التغيب عنه.

لقد كان من اهداف الجامعة العربية، التي تأسست عام 1945، العمل على تنسيق علاقات ونشاطات الدول الاعضاء فيها بما يسمح لهم بمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك والتعبير عن الخلافات بالرأي، ومن ثم التوصل للحلول المناسبة. غير ان هذا الهدف لم يتحقق الا في مناسبات نادرة لتتحول الجامعة عندئذ الى »لا اكثر من مقهى« لتبادل الاحاديث ومصدر لشعور مستمر بالاحباط.

فعلى الرغم من انها تجمع 22 بلداً عربياً بانتظام سنويا، لم تسفر قمة الجامعة هذه سوى عن الكثير من الكلام الذي لا يتحول الى افعال على الارض بالاضافة لخلافات دبلوماسية بين فترة واخرى.

ومن الواضح ان هذه الخلافات، او على الاصح المشاجرات، قفزت فورا للامام هذه السنة. فلبنان قاطع القمة تماما، وبعثت مصر والمملكة العربية السعودية اليها ممثلين على مستوى منخفض، وآثر زعماء العراق، اليمن، المغرب، البحرين وعمان الغياب عنها ايضا، وهكذا انتهى ما كان يؤمل في ان يكون استعراضا للوحدة العربية بصدع سياسي متوسع في الشرق الاوسط.

ويضيف المقال، الحقيقة ان الخلاف حول حضور القمة ودرجة التمثيل فيها ماهو الا انعكاس لخلاف عربي ـ عربي يضع سورية، صديقة ايران، امام مصر والمملكة العربية السعودية المؤيدتين للغرب.

فهاتان الدولتان، اللتان تحصلان على سلاحهما من امريكا، هيمنتا على الجامعة العربية منذ تأسيسها. كما ان علاقات سورية بإيران وبالمنظمات الاسلامية المسلحة كحزب الله وحماس هي مصدر قلق لمصر والمملكة واصدقائهما الامريكيين. فمن المعروف ان واشنطن تتهم سورية وايران برعاية الارهاب، وينحي السعوديون باللائمة على سورية في الاضطراب السياسي القائم في لبنان.

ويمكن القول في هذا السياق ان اخفاق لبنان في انتخاب رئيس له هو احدث برهان لصراع جيرانه على السلطة اقليميا. لذا، على الرغم من غيابه عن قمة دمشق، بقي مهيمناً على مناقشاتها ومداولاتها، وهو لايزال بلا رئيس منذ اواخر عام 2007 فيما انتهت فترة رئاسة إميل لحود.

ومنذ ذلك الوقت تم تأجيل انتخاب رئيس جديد 17 مرة بسبب الخلاف المستحكم بين التآلف الحاكم والمعارضة حول بنية الحكومة.

وبينما تساند سورية وايران المعارضة التي يقودها حزب الله، تقف مصر والمملكة العربية السعودية بجانب الحكومة اللبنانية الصديقة للغرب.

ويضيف المقال، ومن الواضح أن ابتعاد القاهرة والرياض عن دمشق كان احتجاجا على ما يراه المصريون والسعوديون جهودا سورية مستمرة لاحباط اتخاذ قرار بشأن لبنان. غير أن السوريين ينكرون، منذ انسحاب جيشهم من لبنان عام 2005، تدخلهم بالسياسة الداخلية لهذا البلد.

كما كان لابد من ان يستمر المأزق اللبناني الى الآن بسبب عدم استعداد أي جانب على الساحة اللبنانية القبول بتسوية وسط.

ويبدو أن سورية، التي تتخذ تقليديا موقفا خاصا بها في العالم العربي، كانت تأمل من خلال استضافتها القمة العربية في إصلاح علاقاتها مع شقيقاتها العربيات الأخريات لكن هذا الهدف صعب التحقيق على الارجح، فقد وصف بعض المراقبين التحالف بين دمشق، طهران، حزب الله، وحماس كمحور للمقاومة يستهدف مواجهة النفوذ الغربيـ الإسرائيلي في المنطقة.

ويضيف المقال، كما أن وجود مانوشهر متقي وزير خارجية ايران في دمشق، رغم أن هذه الدولة ليست عضوا في الجامعة العربية، أوحى لمعارضي دمشق بأن حكومة طهران هي من يشد الخيوط ويحركها في دمشق.

لقد أصبحت البيروقراطية المتعبة والمنافسات التي لا تنتهي سمة دائمة في اجتماعات الجامعة العربية وقممها. وإذا كانت سورية تعتقد بان قمة دمشق ستكون مختلفة، وتبرز العمل العربي المشترك الذي كانت تأمل فيه، فإن عليها ان تراجع حساباتها لان هذه القمة لن تؤدي إلا الى تفاقم الانقسامات بين سورية وخصومها. فوراء هذا الخلاف تكمن حالة عداء بين امريكا وايران لا تُظهر ما يشير الى انتهائها أو حتى تراجعها.

ويختم المقال، لذا مع تحول العلاقات نحو الاسوأ ومع تعمق الانقسام الاقليمي أكثر، ستبقى فرص التوصل للتسوية في لبنان وفي غيره من الصراعات الاقليمية الأخرى »بعيدة... بعيدة... بعيدة«.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 2 نيسان/2008 - 25/ربيع الاول/1429