
شبكة النبأ: منذ تاسيسها تحت اشراف
ونصيحة بريطانيا لم تُقدّم الجامعة العربية للشعب العربي اي تَقَدُم
يُذكر على صعيد التقارب والنمو بأشكاله، وحل المشاكل الداخلية بين
العرب او مع جيرانهم، بل ان المشاكل والتحديات بانواعها في تصاعد
مستمر، بينما يجتمع الزعماء العرب كل عام من اجل اضفاء الصفة الرسمية
والهيبة السلطوية لأنظمتهم، ومن ثم يخرجوا من قممهم بخلافات اخرى
جديدة..
ومنذ زيارة الرئيس المصري انور السادات للقدس عام 1977 خارجا على
الاجماع العربي على عزل الدولة اليهودية ظلت سوريا في صدارة مجموعة
متناقصة من الحكومات العربية التي تتخذ موقفا متشددا ضد اسرائيل.
ومن بين جيران الدولة اليهودية بقيت سوريا وحدها التي لم توقع مطلقا
اتفاقا مع اسرائيل. ويجب ان يتأكد زوار سوريا انهم لا يحملون اي دليل
على انهم زاروا الدولة المعادية.
وسوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي ما زال يمكن ان تفتتح بها
حركات مقاومة عربية مسلحة مثل حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين مكاتب
خارجية.واجرت سوريا محادثات سلام مع اسرائيل بين عامي 1991 و2000 لكنها
تجادل بأن انهيار المفاوضات يرجع فقط الى رفض اسرائيل تقديم تنازلات
بشأن الارض العربية.
وقبل ثلاثين عاما كانت دمشق جزءا من تحالف عربي اوسع يسمى جبهة
الصمود والتصدي الى جانب ليبيا والجزائر واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير
الفلسطينية. واتخذ العراق الذي كان تحت قيادة صدام حسين حينئذ مواقف
مشابهة لكنه لم يكن عضوا رسميا في الجبهة. بحسب رويترز.
وفيما يلي توضيح مختصر لكيفية تغيير الرافضين الاصليين الاخرين
مواقفهم وابتعادهم عن التصدي:
- اليمن الجنوبي.. كان في وقت ما الدولة الماركسية الوحيدة في
العالم العربي واختفت في 1990 حين وافق زعماؤها على الاندماج مع اليمن
الشمالي الاكبر مساحة والاكثر سكانا.
- الزعيم الليبي معمر القذافي.. اصلح علاقاته مع الولايات المتحدة
ودول غرب اوروبا وأظهر حديثا اهتماما اقل بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني
مقارنة بما كان عليه في الماضي. ويدعو الان الى دولة واحدة تضم اسرائيل
والسلطة الفلسطينية وهو اقتراح يعتبره المسؤولون الاسرائيليون
والفلسطينيون غير واقعي.
- منظمة التحرير الفلسطينية.. وقعت اتفاق اوسلو التاريخي مع اسرائيل
عام 1993 والذي تمخض عن اعتراف متبادل وانسحاب اسرائيلي من بعض المناطق
الفلسطينية. وما زالت السلطة الفلسطينية التي تسيطر على منظمة التحرير
تجري مفاوضات مع اسرائيل حول تفاصيل اقامة دولة فلسطينية في المستقبل.
وفقدت السيطرة على غزة لصالح حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تعارض
استراتيجيتها التفاوضية.
- الجزائر.. خاضت الجزائر حربا اهلية وحشية في التسعينات بين
الحكومة ومتمردين اسلاميين مما صرفها عن دورها التقليدي كمدافعة بارزة
عن القومية العربية. وما زالت جماعات مسلحة تنفذ عمليات محدودة وتتعاون
الحكومة الحالية مع الولايات المتحدة ضد المتشددين الاسلاميين.
- صدام حسين، وإن كان سبباً مباشرا في تكريس القوة الاسرائيلية من
خلال حروب طائشة اعطت امريكا ذريعة احتواء المنطقة وصولا لغزو العراق..
، فَقدَ صدام السلطة حين غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 وشُنق
في بغداد في 2006 . ووجهت الحكومات التالية المدعومة عسكريا من
الولايات المتحدة اغلب طاقاتها لمحاولة انهاء تمرد داخلي سنّي مدعوم من
القاعدة، لقي فيه مئات الالوف من الناس حتفهم. والفرص محدودة لدى تلك
الحكومات لممارسة اي نفوذ خارج حدود العراق في الوقت الحالي.
القذافي يحذر قادة عربا من انهم قد
يلقون مصير صدام
وخلال القمة، دعا الزعيم الليبي معمر القذافي الى قيام اتحاد عربي
افريقي محذرا القادة العرب المتحالفين مع الولايات المتحدة من انهم قد
يلقون مصير الدكتاتور صدام، الذي اعدم شنقا.
وقال القذافي الذي اعتلى المنصة مرتديا الزي الليبي التقليدي "العرب
غير قادرين على اثبات وجودهم لعدم وجود دولة عربية (موحدة) ولا مكان
لهم في خارطة العالم الجديد. للاسف وضع العرب صعب جدا ومخيف ومستقبلهم
عليه علامة استفهام كبيرة جدا".
واعتبر ان الحل الوحيد هو "قيام اتحاد عربي افريقي" مشيرا الى ان
ثلثي العرب في افريقيا. واضاف مخاطبا القادة العرب "لا مستقبل لكم اذا
لم تكونوا في فضاء كبير".
وتناول القذافي موضوع العراق قائلا "جاءت قوة اجنبية واحتلت دولة
عربية وشنقت رئيسها ونحن ننظر اليه". متسائلا عن اسباب عدم التحقيق في
اعدام صدام!!. بحسب ا ف ب.
وخاطب نظراءه العرب بصراحته المعهودة "غدا الدور آت عليكم كلكم.
اميركا قاتلت مع صدام حسين الخميني ثم باعوه وشنقوه. حتى انتم او نحن
اصدقاء اميركا قد توافق اميركا على شنقنا في يوم ما".
وجدد القذافي دعوته الى قيام "دولة ديموقراطية واحدة" تجمع العرب
واليهود في فلسطين مشترطا "عودة اللاجئين ونزع اسلحة الدمار الشامل في
هذه الدولة".
وحثّ القذافي الزعماء العرب على تحسين العلاقات مع ايران قائلا إنه
ليس من مصلحتهم استعداء الجمهورية الاسلامية.
وقال امام القمة العربية التي عقدت في دمشق "ايران ليس لكم منها
مفر. هذا جار او اخ مسلم ليس من مصلحتنا ان تكون ايران عدوة ونكون نحن
عدوها. "
وقال ان هناك علاقات تاريخية بين ايران والعالم العربي لا يمكن
تجاهلها مع وجود اقلية ايرانية لا يستهان بها في الخليج.
وقال انه يتعين على الامارات العربية المتحدة ان تلجأ للتحكيم
الدولي لحل نزاعها مع ايران بشأن ثلاث جزر بالخليج تسيطر عليها طهران
وتطالب بها الامارات.
واضاف الزعيم الليبي "حلوا المشلكة بالطرق السلمية وهل راحت غير
الجزر هذه .. هو كرامة العرب راحت ووجود العرب راح وماضيهم راح
ومستقبلهم راح كلها راحت."
وقال انه من المهم انعقاد القمة في دمشق رغم وجود خلاف اقليمي مضيفا
ان العرب لم يتمكنوا من اقامة اتحاد بعد عقود من الاجتماعات.
وقال "لا شك اننا في مفترق طرق نحن العرب والامر جدي. عندما نقول
العرب لا نجد دولة. العرب هم بلا دولة. الامم الاخرى كلها يوجد لها
دولة ولهذا اثبتت وجودها. العرب غير قادرين على اثبات وجودهم لعدم وجود
دولة عربية (متحدة) وهذا امر خطير جدا."
قمة دمشق لم تحقق اختراقا في الملف
اللبناني
واختتمت القمة العربية من دون ان تحقق اختراقا على صعيد الازمة في
لبنان وبدا ان معالجتها لا تزال رهنا بتقارب بين الرياض ودمشق امل وزير
الخارجية السوري وليد المعلم بتحقيقه.
واعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي في تصريح لوكالة فرانس برس ان
القمة التي غاب عنها نصف القادة العرب لم تؤد الى نتائج "شأنها شأن
القمم العربية السابقة" وان حاولت سوريا على قوله تذليل الخلافات.
واكدت المقررات الختامية للقمة "الالتزام بالمبادرة العربية لحل
الازمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية اللبنانية الى انجاز انتخاب
المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان في الموعد المقرر والاتفاق على
اسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في اسرع وقت ممكن".
وشددت على "وضع العلاقات اللبنانية السورية على المسار الصحيح بما
يحقق مصالح البلدين وتكليف الامين العام (للجامعة العربية عمرو موسى)
البدء بالعمل على تحقيق ذلك".
واعلن المعلم في مؤتمر صحافي ختامي ان القادة العرب لم يناقشوا
الملف اللبناني لانهم ارتأوا انه "لا يجوز بحث موضوع لبنان في غياب
لبنان".
والمقررات الختامية للقمة حول لبنان جاءت تأكيدا لقرارات سابقة
وخصوصا قرار ناقشه وزراء الخارجية العرب في الخامس من اذار/مارس وجددوا
فيه التمسك بالمبادرة العربية. وشدد المعلم على ان "لا احد يحل مكان
اللبنانيين ليتوصلوا الى توافق".
واضاف "سوريا وحدها لا تستطيع والسعودية وحدها لا تستطيع بجهد سوري
سعودي مدعوم من قبل الدول العربية (...) نستطيع تشجيع اللبنانيين على
التوافق".
وغاب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري
حسني مبارك عن القمة على خلفية التوتر مع سوريا محملين اياها مسؤولية
عدم انتخاب رئيس في لبنان.
وقاطع لبنان القمة واتهم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سوريا بعرقلة
انتخاب رئيس. وتحدث المعلم ايضا عما سماه "تحريفا" للمبادرة العربية
حول لبنان وقال "المبادرة العربية واضحة والعرب اتفقوا على ثلاث نقاط
متكاملة ولكن يجري الان تحريف لهذه المبادرة هذا خروج عن المبادرة".
وتنص المبادرة على انتخاب رئيس توافقي للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة
وطنية يكون فيها للرئيس الصوت الوازن ووضع قانون جديد للانتخاب.
وتدعو سوريا وحلفاؤها في لبنان الى تطبيق المبادرة كسلة متكاملة في
حين تتمسك الاكثرية المناهضة لدمشق باولوية انتخاب رئيس للجمهورية.
القمة العربية تقول إن مبادرة
السلام قيد المراجعة
وأبلَغَت القمة العربية التي غاب عنها زعماء ينتقدون سوريا، اسرائيل
بأن الدول العربية ستعيد النظر في مبادرة السلام العربية ما لم تغير
اسرائيل سلوكها.
وأرسل الزعماء العرب التحذير في ختام القمة التي استمرت يومين في
العاصمة السورية دمشق. ولم يوضح البيان الصادر عن القمة الخيارات التي
يجرى النظر فيها او متى ستجرى المراجعة.
وأفاد اعلان دمشق بأن "استمرار الجانب العربي في طرح مبادرة السلام
العربية مرتبط ببدء تنفيذ اسرائيل لالتزاماتها في اطار المرجعيات
الدولية لتحقيق السلام في المنطقة."
وتعرض مبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002 السلام وتطبيع
العلاقات بين اسرائيل وكل الدول العربية مقابل الانسحاب من كل الاراضي
التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967.
وكان رد فعل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة اما تجاهل أو رفض هذا
العرض الذي من شأنه الزام اسرائيل بتفكيك المستوطنات التي تؤوي مئات
الالاف من اليهود. بحسب رويترز.
وأضاف البيان الذي قرأه عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول
العربية ان رؤساء الدول العربية قرروا "القيام باجراء تقييم ومراجعة
للاستراتيجية العربية ولخطة التحرك ازاء مسار جهود عملية السلام."
وعلى الرغم من أن البيان لم يحدد اطارا زمنيا قال موسى في مؤتمر
صحفي في وقت لاحق ان وزراء الخارجية العرب سيبدأون المراجعة في منتصف
العام الجاري.
ولم تمثل اللهجة التي وردت عن خطة السلام العربية مفاجأة لانها كانت
شبه مطابقة لقرار وافق عليه وزراء الخارجية العرب في اجتماع عقد
بالقاهرة قبل ثلاثة أسابيع.
ويقول موسى وغيره من المسؤولين العرب ان سحب خطة السلام ليس خيارا
مطروحا ولم يقترحوا أي بدائل بشكل علني.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي "المبادرة شيء
واستراتيجية التحرك من اجل تفعيل عملية السلام شيء اخر. لم نتقدم باي
ورقة لتعديل المبادرة العربية للسلام."
العراق غير سعيد بقرارات القمة
العربية
من جهته انتقد العراق الدول العربية الاخرى لعدم اعرابها عن التأييد
للحكومة العراقية في مساعيها لاحلال السلام والمصالحة، في ختام مؤتمر
القمة بدمشق.
وحث البيان الختامي لقمة تجمع 22 دولة عربية، على المصالحة الوطنية
في العراق وعلى انهاء القتال بين المليشيات الشيعية والقوات العراقية
المدعومة امريكيا في مدينة البصرة جنوب العراق. لكن البيان لم يدن
هجمات القاعدة وفصائل المسلحين المتعاونين معها، التي تعتبرها بغداد
ارهابا ولم يذكر الحكومة المنتخبة في بغداد. وسجل العراق تحفظاته في
نهاية القمة بشأن الفقرات التي تخصه في البيان.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لرويترز، إن العراق يعتبر
الفقرة الخاصة به "ليست ايجابية" وطالب الجامعة العربية باعادة
صياغتها.
وقال زيباري إن الحكومة العراقية كانت تريد ان يدعم البيان سلطة
الدولة العراقية وحكم القانون وجهود الحكومة لتحقيق الامن والاستقرار
والحاق الهزيمة بالارهاب.
وقال زيباري ان العراقيين يتطلعون الى ان تعيد الجامعة العربية
تأكيد المواقف التي اتخذتها بالفعل ازاء دعم الحكومة العراقية والا
تتخذ موقفا محايدا في البيان.
ورأس نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي وفد بلاده الى القمة
بعدما انشغل رئيس الوزراء نوري المالكي بشأن حملة عسكرية ضد مقاتلين
موالين للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في مدينة البصرة جنوب العراق.
متكي يؤكد من دمشق سيادة بلاده على
الجزر الثلاث التي تطالب بها الامارات
من جهة اخرى اكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في دمشق ان
الجزر الخليجية الثلاث التي تطالب بها الامارات العربية المتحدة هي
ايرانية منتقدا قرارا للقمة العربية في هذا الشأن.
وقال متكي خلال مؤتمر صحافي عقد في احد فنادق العاصمة السورية اثر
القمة العربية التي شارك فيها "هذه الادعاءات لا اساس لها من الصحة
الجزر ايرانية".
واكد القادة العرب في المقررات الختامية للقمة "سيادة دولة الامارات
الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى" في الخليج
والتي تسيطر عليها ايران منذ 1971 وتطالب بها الامارات.
واضاف متكي "حان الوقت ليبذل الامين العام للجامعة العربية عمرو
موسى والدول العربية جهودا حول القضايا العربية الرئيسية وخصوصا القضية
الفلسطينية ولا يشيروا الى هذه القضايا (الجزر الثلاث) لعدم اعطاء
ذريعة للكيان الصهيوني". لكنه وصف العلاقات بين بلاده والامارات بانها
"جيدة".
من جهة اخرى اعلن متكي ان "ايران تبذل جهودا لتحسين العلاقات بين
الدول العربية بما فيها سوريا والمملكة العربية السعودية".
وغاب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز عن قمة دمشق التي
اختتمت الاحد على خلفية اتهام سوريا بعرقلة انتخاب رئيس في لبنان.
واوضح الوزير الايراني ان "السعودية وايران تضطلعان بدور مهم لاحباط
المؤامرات التي تحاك ضد العالم الاسلامي بما فيها الصراع السني-الشيعي
المفتعل".
القرارات الختامية لقمة دمشق
وأكدت قمة دمشق التمسك بمبادرة السلام العربية التي تشكل منطلقا
اساسيا لمعالجة مختلف جوانب الصراع العربي الاسرائيلي، مجددة الدعوة
لاسرائيل لكي تقبل بهذه المبادرة والتأكيد على ان امن اسرائيل وقبولها
في المنطقة مرتبطان بتحقيق السلام بينها وبين الدول العربية وهو امر لا
يمكن الوصول اليه الا اذا وافقت اسرائيل على هذه المبادرة.
وشددت القمة ايضا على ضرورة المحافظة على زخم الانخراط الدولي الذي
حققه مؤتمر أنابوليس للبدء في مفاوضات جادة تعالج جميع قضايا الوضع
النهائي وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتحذير من مخاطر
ضياع هذه الفرصة لتحقيق السلام في المنطقة وذلك على نحو سيهدد امن
واستقرار دول المنطقة ككل.
وكلفت القمة اللجنة الوزارية الخاصة بمبادرة السلام العربية باعداد
تقييم للاستراتيجية العربية في مسيرة السلام على ضوء التطورات منذ
انعقاد مؤتمر انابوليس في نوفمبر الماضي على ان يتم الانتهاء من
التقييم في موعد اقصاه شهر مايو المقبل وعقد اجتماع استثنائي لمجلس
الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لدراسة تقرير اللجنة واتخاذ القرار
المناسب بشأن مستقبل التحرك في مسيرة السلام والاستراتيجية التي سيتم
اتباعها في المرحلة المقبلة. بحسب جريدة الوطن.
ودعا القادة العرب جميع الدول وخاصة الولايات المتحدة الامريكية
والمنظمات الدولية التي شاركت في الاجتماع الدولي للسلام في انابوليس
ومؤتمر باريس للضغط على اسرائيل للدفع بجهود السلام ووقف الاستيطان
فورا وانهاء المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية وفق اطار زمني محدد مع
التأكيد على ضرورة اطلاق المفاوضات المباشرة على كافة المسارات لانهاء
الصراع العربي الاسرائيلي ومطالبة اسرائيل بإظهار نية حقيقية ورغبة
اكيدة للتوصل الى سلام عادل وشامل بدلا من الامعان في سياسة الحرب التي
زادت وتيرتها بعد مؤتمر انابولس.
ورحبت القمة بعزم جمهورية روسيا الاتحادية لعقد مؤتمر في موسكو
لمراجعة جهود احياء عملية السلام على كافة المسارات.
واكدت استمرار الجانب العربي في طرح مبادرة السلام العربية مرتبط
بتنفيذ اسرائيل كافة التزاماتها في اطار المرجعيات الدولية الاساسية
لتحقيق السلام في المنطقة وما تتطلبه التطورات بشأن الاستراتيجية التي
تتبع تجاه جهود عملية السلام.
وفيما يتعلق بالازمة اللبنانية اكد القادة العرب على الالتزام
بالمبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية
اللبنانية الى انجاز انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشيل سليمان في
الموعد المقرر والاتفاق على اسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية باسرع وقت
ممكن كما اشادوا بالجهود التي بذلها الامين العام تنفيذا للمبادرة
العربية وتكليفه بالاستمرار في هذه الجهود ودعوة كل الدول العربية لدعم
جهوده في اتصالاتها بالاطراف اللبنانية وكذلك في اتصالاتها العربية
والاقليمية والدولية.
ودعا القادة قيادات الاكثرية والمعارضة النيابية الى التجاوب مع
جهود ومقترحات الامين العام للجامعة العربية لتنفيذ المبادرة والتواصل
الى التوافق بشأنها دون ابطاء وذلك في ضوء ما تم احرازه من تقدم في
لقاءات الاجتماع الرباعي السابق.
كما دعوا الى وضع العلاقات السورية اللبنانية على المسار الصحيح بما
يحقق مصالح البلدين الشقيقين وتكليف الامين العام البدء في العمل على
تحقيق ذلك.
وفيما يتعلق بالتضامن مع لبنان ودعمه، اكدت القمة على دعم الحكومة
اللبنانية في التصدي للجماعات الارهابية ولاسيما وقوف الجيش اللبناني
في المعركة ضد منظمة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد ودان المشروع بشدة
الاعمال الاجرامية والارهابية التي اقترفتها هذه المجموعة الارهابية ضد
الجيش والقوى الامنية اللبنانية والمواطنين الابرياء والتي تستهدف
لبنان في امنه واستقراره.
واكدت على ضرورة تحقيق وقف اطلاق نار ثابت ودائم وادانة الخروقات
والانتهاكات الاسرائيلية لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 لعام 2006
وتحميل اسرائيل مسؤولية هذه الانتهاكات ودعا مجلس الامن الى تحمل
مسؤولياته في الزام اسرائيل والتقيد بوقف كامل لاطلاق النار.
وحول دعم السلام والتنمية والوحدة في جمهورية السودان، اعربت القمة
عن تقديرها لجهود الاتحاد الافريقي والامم المتحدة بالتعاون مع جامعة
الدول العربية لمعالجة ازمة دارفور، مؤكدة على اهمية مواصلة الحكومة
السودانية والاتحاد الافريقي الجهود لإرساء الامن والاستقرار في دارفور
ومواصلته رعاية الوساطة السياسية بين الحكومة السودانية وغير الموقعين
على اتفاق ابوجا بهدف التوصل الى تسوية سياسية شاملة في اقرب وقت.
وحول الإرهاب الدولي وسبل مكافحته، اكد القادة العرب مجدداً على
ادانة الإرهاب بجميع اشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته ورفض
الخلط بين الإرهاب والدين الاسلامي الحنيف الذي يدعو الى اعلاء قيم
التسامح ونبذ الإرهاب والتطرف.
وطالبوا بضرورة العمل على معالجة جذور الإرهاب وازالة العوامل التي
تغذيه من خلال القضاء على بؤر التوتر وازدواجية المعايير في تطبيق
الشرعية الدولية ووضع حد للاحتلال الاجنبي والظلم والاعتداء على حقوق
الانسان وكرامته.
وحول تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في الدول العربية،
رحبت القمة بإعلان بعض الدول العربية عن وضع برامج وطني لاستخدام
التقنية النووية السلمية في جميع المجالات التي تخدم التنمية المستدامة
مطالباً الهيئة العربية للطاقة الذرية بوضع استراتيجية عربية خاصة
بامتلاك العلوم والتقنيات النووية للأغراض السلمية حتى عام 2020 وعرضها
على الاجتماع المقبل لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.
وطلبت القمة من الجامعة العربية مواصلة الجهود بالتعاون مع الهيئة
العربية للطاقة الذرية لإقامة تعاون عربي مشترك في مجالات تطوير
الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
ودعت المجالس الوزارية العربية ذات العلاقة للاهتمام بالإعلام حول
موضوع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لما له من دور في توجيه
الرأي العام والتقبل الشعبي للطاقة النووية وضرورة ان يقوم المتخصصون
بدورهم في تعريف بالطاقة النوية واستخداماتها.
وحول الوضع المالي في موازنة الجامعة العربية كاملة خلال الشهور
الثلاثة الاولى من السنة المالية والتزام الدول الاعضاء التي عليها
متأخرات لسداد %10 من هذه المتأخرات سنوياً.
وحول احتلال ايران للجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الامارات
العربية المتحدة في الخليج العربي اكدت القمة على سيادة دولة الامارات
الكاملة على جزرها الثلاث »طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى« وتأييد
كافة الاجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الامارات العربية
المتحدة لاستعادة سيادتها لجزرها المحتلة واستنكار استمرار الحكومة
الايرانية في تكريس احتلالها للجزر الثلاث وانتهاك سيادة دولة الامارات
بما يزعزع الامن والاستقرار في المنطقة ويؤدي الى تهديد الامن والسلم
الدوليين.
وبشأن رفض العقوبات الامريكية احادية الجانب المفروضة على سورية
اكدت القمة رفضها ما يسمى بقانون »محاسبة سورية« واعتباره تجاوزا
لمبادئ القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة وميثاق جامعة الدول
العربية وتغليبا للقوانين الامريكية على القانون الدولي.
وعبرت عن تقديرها لموقف سورية الداعي الى تغليب لغة الحوار
الدبلوماسية كاسلوب للتفاهم بين الدول وحل الخلافات فيما بينها ودعوة
الادارة الامريكية الى الدخول بحسن نية في حوار بناء مع سورية لايجاد
انجح السبل لتسوية المسائل التي تعيق تحسين العلاقات بين البلدين
وطالبت الولايات المتحدة اعادة النظر بهذا القانون الذي يشكل انحيازا
سافرا لاسرائيل تجنبا لزيادة تدهور الاوضاع وتبديد فرص تحقيق السلام
العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط كما يشكل مساسا خطيرا بالمصالح
العربية.
وحول الجولان العربي السوري المحتل، اكدت القمة على دعم الدول
العربية ومساندتها الحازمة لمطلب سورية العادل وحقها في استعادة كامل
الجولان العربي السوري المحتل حتى طول خط الرابع من يونيو 1967.
وشددت على التضامن العربي الكامل مع سورية ولبنان والوقوف معهما في
مواجهة الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية المستمرة ضدهما باعتبار اي
اعتداء عليهما اعتداء على الامة العربية.
وحول الوضع في العراق، جددت القمة تمسكها بالتصور العربي للحل
السياسي والامني لما يواجهه العراق من تحديات، ويتمثل هذا التصور في
احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته العربية الاسلامية، ورفض
اية دعاوى لتقسيمه مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية، وان
تحقيق الاستقرار في العراق وتجاوز الازمة الراهنة يتطلب حلا امنيا
وسياسيا متوازيا يعالج اسباب الازمة ويقتلع جذور الفتنة الطائفية
والارهاب، وتأكيد احترام ارادة الشعب العراقي بكافة مكوناته في تقرير
مستقبله السياسي، وان تحقيق الامن والاستقرار يقع على عائق حكومة
الوحدة الوطنية والمؤسسات الدستورية والقيادات السياسية العراقية.
واكدت على دعم ومساندة الدول العربية ودول الجوار لكافة الجهود
المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية ومن ضمنها جهود الحكومة العراقية
لانجاز تحقيق العملية السياسية بما يضمن مشاركة كاملة لمختلف مكونات
الشعب العراقي، ومواجهة النعرات الطائفية والعمل على ازالتها نهائيا
ونبذ الفئات التي تسعى لاشعال هذه الفتنة والتصدي لها، وعقد مؤتمر
الوفاق العراقي الشامل في اقرب وقت ممكن ومناسب، والاسراع في اجراء
المراجعة الدستورية للمواد الخلافية في الدستور بما يحقق الوفاق الوطني
العراقي وفق الآليات المقررة والمتفق عليها، والحرص على توزيع ثروة
العراق بصورة عادلة على كل مناطق العراق وفئات الشعب العراقي كافة،
وقيام الحكومة بحل مختلف الميلشيات في العراق دون استثناء وانهاء
المظاهر المسلحة العراقية، وتسريع بناء وتأهيل القوات العسكرية
والامنية العراقية على اسس وطنية ومهنية وصولا الى خروج القوات
الاجنبية كافة من العراق.
ودعت القمة الى اهمية قيام دول الجوار للعراق بدور فاعل لمساعدته في
تعزيز الامن والاستقرار وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والتصدي للارهاب
ووقف اعمال العنف التي تهدد وحدته ارضا وشعبا ودعم الجهود الرامية
لتحقيق المصالحة والوفاق الوطني العراقي.
وفيما يتعلق بالقمة الاقتصادية العربية، رحبت القمة باستضافة دولة
الكويت لهذه القمة خلال النصف الاول من شهر يناير 2009 كما رحبوا
بالفعاليات التي ستصاحبها.
كما رحبت باقتراح سورية تخصيص عقد للشباب العربي من 2017ـ2008
وتلبية احتياجاتهم المتنامية في التعليم والتأهيل والتدريب وايجاد فرص
العمل والاستقرار والصحة والسكن لضمان مشاركتهم الفاعلة في التنمية
الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة وانقاذ الاجيال العربية من
المخاطر المحدقة بها.. ووافقت على مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه
نحو مجتمع المعرفة. |