الإدمان على جمع المال يجلب المتاعب

شبكة النبأ: في حالة ما تشبه الإدمان يعد الباحثون في مجال علم  النفس ان المخاطر تزداد ذلك من الضغوط التي يتعرض لها الفرد أثناء عمله في البورصة وسوق التداولات المالية وذهب تشبيههم لها بالإدمان على تعاطي الكحول والمخدرات. والمخاوف كبيرة في حال تعرضهم لخسائر مالية وتزداد إحتمالات اصابتهم بالإنهيار أو تدني حالتهم الصحية إلى أسوء ما يمكن توقعه.

في التقرير التالي الذي نشرته وكالة (كونا) الكويتية نعرض فيه على القارئ الكريم أهم المشاكل الخطيرة التي تحيط بالعاملين في السوق والمتعاطين لحركة التداول في الاسهم والبورصة:

الأسهم البورصة التداول والثراء السريع

تعد ظاهرة الإدمان على التداول في البورصة في ظل الخسائر المالية المتعاقبة والكبيرة وعدم تحقيق ارباح من أحدث الظواهر السلبية المنتشرة بين الحالمين بالثراء السريع .

وقال متخصصون في الدراسات النفسية ان مصطلح الإدمان توسع خلال العقود الأخيرة ليتخذ مدلولات متعددة خارج نطاقه الاعتيادي المتمثل في معاقرة الخمور والمخدرات لتطلق على أي نشاط من نشاطات الإنسان التي يصعب الفكاك من قيدها وإن حاول ذلك واجهته اثار نفسية وصحية مختلفة .

وحول تداول الأسهم في البورصة فإن الأمر يظل سلوكا طبيعيا مادامت العملية تحقق الأرباح ولا يسوؤها ان تعرضت لبعض الخسائر المالية التي يمكن تداركها غير أنها تدخل ضمن الإدمان إذا كان هدف الربح مغيبا أو ثانويا في مقابل أهداف أخرى مثل الإثارة وإشباع روح حب المخاطرة لدى المتداول .

والخطير في الأمر أن المدمنين على تداول الأسهم يتعرضون غالبا لمشاكل صحية واجتماعية خطيرة تؤثر عليهم وعلى من حولهم فاشارت دراسة علمية اجتماعية عنوانها، هل تستطيع أزمة مصرفية أن تحطم قلبك، صدرت عن جامعة كامبرج البريطانية حديثا ونشرت اخيرا الى أن للأزمات المصرفية والخسائر المالية عواقب اقتصادية واسعة التأثير وهي عامل مهم في ارتفاع عدد المصابين بالأمراض القلبية ونسب الوفيات على المدى القصير إلى جانب أمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم والسكر وغيرهما .

وحول الموضوع أوضح عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون: ان الأشخاص الذين يدمنون تداول الأسهم في البورصة على الرغم من الخسائر المتكررة يعدون من المحبين للمغامرة والباحثين عن الإثارة في أي نشاط من نشاطات الحياة وخاصة الجانب المالي لما يتوقعونه من الفوز بالثراء السريع دون بذل أي تعب أو عناء. بحسب كونا.

وقال البارون ان المدمنين على البورصة هم من الأشخاص الذين يتمتعون بالشخصية الانبساطية التي يعد الاندفاع والتهور وعدم وضع خط رجعة لضمان سلامة الأوضاع من أهم مساوئها إلى جانب عدم وضع أي اعتبار لمشاعر الآخرين سواء لأفراد الأسرة أو للعلاقات الاجتماعية الأكثر اتساعا .

واكد البارون أن مزاج المتداول يظل رهين المؤشر الذي بارتفاعه ترتفع حالته المعنوية والعكس يحدث حيث يصاب بالتوتر والاكتئاب إذا اصطبغ المؤشر باللون الأحمر .

وشدد البارون على أن المزاجية وتقلبات الحالة النفسية التي يعيشها المدمن على البورصة تؤثر بشكل كبير على حياته الأسرية من حيث إهمال الأبناء وعدم إعطائهم حقهم في الرعاية والمتابعة لمعرفة أحوالهم سواء الدراسية أو مشاكلهم الحياتية التي تتطلب تدخل الأب لحلها ناهيك عن إغفال حق الزوجة في العيش ضمن حياة أسرية محبة ومترابطة .

وأشار الى أن من أهم المشاكل النفسية التي يتعرض لها المدمن على البورصة هي العزلة والانطواء وعدم قدرته على مد خطوط الاتصال مع الآخرين لأنه حبيس دائرة الأسهم والمؤشر علاوة على أن التعرض للضغوط المستمرة يؤدي بالمتداول إلى اتخاذ قرارات خاطئة كأن يبيع منزله أو ممتلكاته الشخصية ويعرض أسرته لخطر التشرد والعوز .

وقال ان حياة مدمن الأسهم تتصف بالمادية الجافة البعيدة عن كل مشاعر وأحاسيس إنسانية حيث انه يحول كل الأمور إلى أرقام ومبالغ مالية ويظل دائم التفكير بجميع الوسائل التي تساعده في الاستمرار بالبورصة على أمل أن يعوض جميع خسائره ويصل إلى مرحلة جني الأرباح أيضا .

وحول أهم الأمراض العضوية التي تصيب المدمن على تداول الأسهم التي غالبا ما تكون ذات مصدر نفسي أوضح أن هذا الشخص الذي كثيرا ما يعاني من قلة النوم وفقدان الشهية للطعام والتفكير المشوش ما يؤثر على فيزيائية الجسد ويجعل الشخص عرضة لكثير من الأمراض أهمها أمراض الضغط والسكر ومشاكل الجهاز الهضمي والقولون العصبي إلى جانب الأزمات القلبية في حالة التعرض للخسائر المالية الفادحة .

وحول آراء المتداولين ووجهة نظرهم في ظاهرة الإدمان على الأسهم قال المتداول مزيد محمد ان لإدمان الأسهم وجوها متعددة يلحظها كل من يعايش الذين أسماهم بـ "المبتلين" حيث لا حديث لدى هؤلاء سوى السوق وشركاته وإن بدأ احدهم النقاش بأي قضية أخرى بعيدة كل البعد عن البورصة فإنه سرعان ما يجد منفذا لربط الموضوع بالسوق وأحواله فكل العالم على حد تعبيره يدور في فلك الأسهم وتقلباتها .

من جانبه شبه المستثمر أبو عبدالله المدمنين على الأسهم بمدمني التدخين الذين تراهم مقتنعين بضرره ويعلنون في كل مرة عن نيتهم في تركه لكنهم لا يلبثون أن يشعلوا سيجارة أخرى مؤكدا أن "مدمني السوق" يتساوون في حق العلاج مع مدمني التدخين الذين قد يتقدمون عليهم لكثرة ما خلفته خسائر الأسهم من مآس اقتصادية واجتماعية كبيرة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 23 آذار/2008 - 15/ربيع الاول/1429