النزوح نحو الشمال.. شعار الأفارقة الجديد

شبكة النبأ: الفقر، العنف، المعارك الطاحنة، الفساد، الاختلافات والتنابذ المستمر، كل ذلك أدى إلى نزوحهم وهربهم من بلادهم، تاركين خلفهم ذكريات معبأة بالمأساة والألم والحزن، حاملين معهم الدموع ولوعة فراق الأحبة. الأفارقة في نزوح مستمر نحو الرحلة الشمالية المحفوفة بالمخاطر، بعد التصعيد المستمر في بلدانهم أقصى الجنوب الأفريقي.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير الذي أعدته لكم تستعرض الجوانب الإنسانية السيئة ومعاناة اللاجئين الأفارقة في الدول العربية منها والغربية وجانب من بعض التقارير المهمة الصادرة عن منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة عن حالتهم تلك:   

الأفارقة ولجوئهم إلى اليمن

اليمن بلد فقير لكنه بالنسبة لآلاف الصوماليين والاثيوبيين هو أفضل درجة من البؤس والخطر الذي يتعرضون له في الوطن.

اوباه ادلي فتاة عمرها 19 عاما غادرت العاصمة الصومالية التي تسودها الفوضى مقديشو وتوجهت الى مخيم لاجئين منعزل في الصحراء وتشعر براحة لانها مازالت على قيد الحياة بعد ان دفعت لمهربين نقودا ليبحروا بها عبر البحر الاحمر من جيبوتي مع 30 من مواطنيها.

وقالت وهي تنتظر موظفي المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين لتسجيل اسمها في مخيم خرز الذي يبعد 180 كيلومترا عن ميناء عدن تقول اوباه: كان زورقا صغيرا. كان الجميع يتعاركون من اجل الحصول على مكان.

وأضافت، سمعت ان المهربين يضعون الناس في البحر. وعندما رسونا وصل منسوب الماء حتى رؤوسنا لكننا تمكنا من الوصول الى الشاطيء.

ويعتبر كثير من الافارقة اليمن بوابة الى اجزاء اخرى في الشرق الاوسط وفي الغرب. فهو يشترك في حدود مع السعودية التي تستضيف ملايين العمال الاجانب.

وبدأ تدفق المهاجرين من الصومال عندما أطاح امراء حرب بالدكتاتور الراحل محمد سياد بري في عام 1991 . وحاصرت الحرب والمجاعة والفوضى البلد الواقع في القرن الافريقي حيث تخوض الحكومة المؤقتة والقوات الاثيوبية الحليفة قتالا ضد المتمردين الاسلاميين.

ووصل نحو 30 الف صومالي واثيوبي الى الشاطيء في اليمن العام الماضي. ويقول مسؤولو الامم المتحدة ان الامواج دفعت نحو 700 جثة بعضها قضمتها اسماك القرش وهناك نحو 700 شخص اخرين في عداد المفقودين.

ويمكن للركاب عدم توقع أي رحمة من الطاقم. وتنتشر روايات عن تعرض ركاب للضرب والاغتصاب والقتل اثناء الرحلة.

وقال سامر حدادين مسؤول الحماية بالمفوضية العليا: مجموعة من الأفراد أبلغوني بأنه كانت هناك امرأة معها طفلها الذي يبكي.. واخذ المهربون الطفل والقوا به في البحر. ووصل البعض مثل ادلي من جيبوتي وهو مسار بحري أقصر بكثير وأكثر امانا من المسار الذي يستخدم عادة من ميناء بوصاصو في بلاد بنط التي تتمتع بحكم ذاتي. بحسب رويترز.

وقالت وكالة الانباء اليمنية ان 37 صوماليا على الاقل غرقوا قبالة اليمن يوم 20 فبراير شباط عندما امرهم قائد السفينة التي تقلهم بالسباحة الى الشاطيء. وتم انقاذ نحو 70 صوماليا اخرين.

وقال عادل ياسمين ممثل المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انه عندما يصل افارقة الي اليمن فان نصفهم تقريبا يتفرقون من تلقاء أنفسهم. والباقون ومعظمهم صوماليون يمرون عبر مراكز الاستقبال ويسعى ثلثهم لمساعدة المفوضية للوصول الى مخيم خرز.

وعدد كبير منهم يغادرون الحافلات في عدن قبل ان يصلوا الى المخيم ويتوجهون الى البساتين أو يذهبون الى اماكن اخرى في اليمن. وحتى الذين يذهبون الى خرز نادرا ما يمكثون أكثر من ثلاثة اشهر.

وتأوي خرز وهي سهل منعزل تصل فيه درجات الحرارة صيفا الى نحو 50 درجة مئوية 9500 لاجيء يعيشون في اكواخ. وتوجد مدارس ومستشفيات وحصص غذاء لكن لا توجد وظائف.

وتحدث محمد اسانالي (35 عاما) عن السنوات العشر التي امضاها في المخيم بعد الفرار من وطنه اثيوبيا حيث حامت الشبهات حوله في انه يؤيد جبهة تحرير اورومو.

وقال وهو يضحك بمرارة "انظر الي." واضاف "انني العب مع اطفالي فقط. انها حياة ليس لها معنى. أحيانا لا شيء سوى الظلمة."

واسانالي مثل 650 اثيوبيا اخرين في خرز لا يجرؤون على مغادرة المخيم خوفا من ان يتم ضبطهم وترحيلهم.

وتبذل المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين قصارى جهدها مع الوكالات الاخرى التي تعمل مع القبائل الصومالية لمكافحة التوترات الاجتماعية في البساتين من خلال قروض صغيرة ومشروعات للاعتماد على النفس تساعد بعض النساء على اطعام اطفالهن حتى مع اختفاء ازواجهن.

لكن الظروف تقهر البعض ويطلبون العودة الى مخيم خرز حيث يمكنهم الحصول على مساعدة من الامم المتحدة. ويحتاجون جميعا الى مساعدات من الفقر المدقع الذي يذكي العنف المحلي وفي بعض الاحيان يدفع الى الدعارة.

وقالت عيشة سعيد وهي اخصائية اجتماعية لدى المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين: أحيانا تأتي بعض الفتيات الصغيرات الى اليمن وهن يحلمن بحياة افضل أو بالذهاب الى السعودية. واذا فشلن فقد يمارسن الدعارة ... لكن لا يمكنني ان اتحدث عن عدد الفتيات اللاتي يفعلن ذلك.

المهاجرين الأفارقة وتدفقهم في قوارب إلى ايطاليا

قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان أكثر من 1100 مهاجر عبر القوارب أغلبهم أفارقة وصلوا إلى السواحل الايطالية خلال أسبوع واحد بعد عبورهم البحر المتوسط في رحلات محفوفة بالمخاطر من ليبيا.

وأضافت أن 1855 مهاجرا مفترضا وصلوا في الاجمال إلى ايطاليا بحرا في فبراير شباط مقابل 345 في الشهر نفسه من العام 2007.

وقال رون ريدموند المتحدث باسم المفوضية في بيان صحفي: عدد الذين وصلوا سجل رقما قياسيا جديدا بالنسبة لهذا الوقت من العام حيث تكون عمليات العبور محدودة عموما بسبب الأحوال الجوية القاسية.

ولم تعرف المفوضية ومقرها جنيف أسباب الزيادة الكبيرة. ويماثل عدد الذين وصلوا إلى السواحل الايطالية عدد المسجلين خلال الفترة من يونيو حزيران حتى سبتمبر ايلول وهي فترة الذروة بالنسبة للهجرة عبر القوارب. بحسب رويترز.

ووقعت ليبيا وايطاليا في ديسمبر كانون الاول اتفاقا لتسيير دوريات بحرية مشتركة لمكافحة تهريب البشر عبر البحر المتوسط الذي عادة ما يكون المرحلة الأخيرة بعد رحلة برية طويلة عبر أفريقيا أو من الشرق الأوسط.

وقال ريدموند ان أغلب المهاجرين الذين وصلوا في فبراير حطوا رحالهم في جزيرة لامبيدوزا الايطالية بينما توجه اخرون إلى جزيرة بانتيليريا أو تم انقاذهم قبالة سواحل سردينيا.

وأضاف، أن أكبر تلك القوارب والذي كان يقل 368 شخصا كان ضمن قلة وصلت إلى لامبيدوزا بقوة دفعه بينما أنقذت السلطات البحرية الايطالية مهاجرين اخرين في زوارق صغيرة أو قوارب صيد.

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان أغلب هؤلاء من الصومال وتونس ونيجيريا والمغرب وغانا وفلسطين والجزائر.

ترحيل للمهاجرين الغير شرعيين من ليبيا

قالت المنظمة الدولية للهجرة ان مزيدا من المهاجرين غير الشرعيين قاموا بالرحلة المحفوفة بالمخاطر في البحر الى اوروبا قادمين من ليبيا منذ ان اعلنت طرابلس انها ستطرد الأجانب الذين لا يحملون وثائق.

وفي الشهر الماضي قالت الحكومة الليبية انها بدأت في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يصل عددهم إلى مليوني نسمة معظمهم رجال من دول افريقية فقيرة يحاولون الوصول إلى اوروبا.

ورحبت بهم ليبيا في التسعينات باعتبارهم مصدر عمالة رخيصة لكن مسؤولين وسكانا محليين يلقون باللوم الآن على المهاجرين في أخذ الوظائف من الليبيين العاطلين بينما تضغط حكومات اوروبية على طرابلس لوقف تدفق المهاجرين إلى الشمال من شواطئها.

وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا لورانس هارت انه منذ الإعلان عن خطة الطرد فان عدد المهاجرين الذين يغادرون البلاد زاد. بحسب رويترز.

وقال هارت: الهبوط على شواطيء جزيرة لامبيدوسا الايطالية مقارنة مع العام الماضي زاد. واضاف، انه امر غير معتاد ان يكون هناك مثل هذا العدد المرتفع من المغادرين في فبراير الذي هو فترة انخفاض الموسم.

وقالت منظمة العفو الدولية ان عمليات الترحيل الجماعي محظورة بموجب القانون الدولي وان بعض الذين يطردون يواجهون مخاطر التعذيب في اوطانهم.

وتقول الحكومة الليبية ان قرار ترحيل المهاجرين مسألة داخلية وانها ستنفذ بطريقة حضارية.

مئات الآلاف من المهاجرين السودانيين في مصر

بعد أكثر من سنتين على الاعتصام "الدموي" الذي نفذه لاجئون سودانيون في مصر، مازال هؤلاء يعانون من أوضاع صعبة "لا تجبرهم على العودة " إلى السودان.

فلا يزال سودانيون يتخذون من النيل، أكبر أنهار العالم، طريقهم للفرار من النزاع الذي يعصف بجنوب بلادهم، وفقا لوكالة "إيرين" الإنسانية للأنباء.

وتاريخيا، كانت مصر تمثل ملجأً مؤقتا للسودانيين، حيث بلغ عدد اللاجئين المسجلين منهم حاليا 25 ألفا، في الوقت الذي ترجح فيه تقارير أخرى أعدادهم بنحو أربعة ملايين.

وفي الوقت الذي يتمتع فيه المسجلون بالخدمات الصحية والتعليمية، يقول الكثير منهم إنهم يعانون من التمييز، بسبب لون بشرتهم، فضلا عن صعوبة توفير لقمة العيش في بلد يعيش فيه نحو 43 بالمائة من سكانه بأقل من دولارين في اليوم. بحسب (CNN).

وتكافح الأرملة فيكتوريا أكول جال، التي تقول إنّ زوجها قتل في السودان، في شوارع القاهرة من أجل إطعام عائلتها المكونة من 11 فردا... إلا أنه ، وبعد مرور ثلاث سنوات من مغادرتها السودان لم ينته الرعب.

أبنة فيكتوريا أوكاغ، تدعي أنه تمّ ضربها واغتصابها من قبل عصابة سودانية اقتحمت منزلهم.. وها هي الآن حامل، في الوقت الذي انقطعت فيه شقيقتها، أدينك، عن العمل في البيوت بعد أن عانت من التحرش.

ولم تكن المذبحة التي نتج عنها فض الاعتصام الذي قام به عدد من السودانيين في مصر بدءا من شهر سبتمبر/ أيلول 2005، والذي وصل عدده إلى ثلاثة الاف في حديقة مصطفى محمود، لم يكن أول الأزمات التي عانى منها هؤلاء أثناء اقامتهم في مصر.

إلا أنها تعتبر الأفدح بالنظر إلى عدد القتلى والمصابين، وبخاصة أنها نجمت لأول مرة عن صدام واضح بين قوات الأمن المصري ومواطنين سودانيين لم يكونوا متوقعين ـ حسب شهاداتهم ـ رد الفعل العنيف الذي لاقوه من السلطات الأمنية المصرية.

ويمثل اللاجئون السودانيون نحو 76 في المائة من إجمالي عدد اللاجئين في مصر، والبالغ عددهم نحو 21 ألف لاجئ، بحسب تقارير حقوقية.

تسلل الأفارقة إلى إسرائيل بحثا عن عمل ولجوء

قالت مصادر أمنية مصرية ان أجهزة الأمن بشمال سيناء ألقت القبض على 13 افريقيا حاولوا التسلل الى اسرائيل عبر الحدود الدولية مع مصر.

وقال مصدر: تم القبض على الافارقة خلال محاولة تسلل جماعي الى اسرائيل عبر احد النقاط الحدودية عند العلامة الدولية رقم 54 بمنطقة الكونتلا بوسط سيناء.

وأضاف، أن الأفارقة الذين تم القبض عليهم تسعة اريتريين منهم ثلاث سيدات وستة رجال اضافة الى نيجيري وزوجته وطفله البالغ من العمر ثلاثة أعوام واثيوبي واحد.

وكانت الشرطة المصرية قد ألقت القبض على 12 افريقيا بينهم ثلاث سيدات وطفل حاولوا التسلل الى اسرائيل عبر الاسلاك الشائكة التي تفصل البلدين. بحسب رويترز.

وتتكرر محاولة تسلل الافارقة الى اسرائيل بحثا عن فرص عمل وبعضهم لطلب اللجوءالسياسي.

ولقي ثلاثة أفارقة منهم سيدتان حتفهم برصاص الشرطة المصرية في شهر فبراير شباط الماضي فيما أصيب ثلاثة اخرون بالرصاص خلال محاولات تسلل الى اسرائيل عبر النقاط الحدودية بين البلدين.

وتقول مصر انها أحبطت خلال العام الماضي محاولات تسلل 656 افريقيا من جنسيات مختلفة الى اسرائيل عبر الحدود الدولية مع مصر معظمهم من السودانيين وإنها زادت من إجراءات التفتيش والمراقبة على طول الحدود مع اسرائيل وعلى جميع المعابر التي تؤدي الى سيناء لمنع عمليات التسلل الى اسرائيل عبر الحدود المصرية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 19 آذار/2008 - 11/ربيع الاول/1429