
شبكة النبأ: بعد تعرض شخص الرسول
الكريم محمد (ص) إلى إنتهاك واضح على يد رسام الكاريكاتير الدنماركي في
العام 2006 والإساءة إليه من خلال رسومه وما تلا ذلك من أعمال عنف
وإحتجاجات ومقاطعة للدنمارك، كما أعقب ذلك وفي العام 2004 حين عرض
المخرج الهولندي ثيو فان جوخ فيلم معاديا للإسلام وقد قتل المخرج على
يد متشدد إسلامي في العام المذكور.
الهجمة الأخرى اليوم على القرآن الكريم، دستور الإسلام وكتاب الله
تعالى حيث ينوي برلماني هولندي يميني عرض فيلم ينتقد فيه القرآن بشكل
سافر ذلك وسط إنتقادات واسعة من دول إسلامية ومخاوف أوربية.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير تعرض على القراء الكرام مدى تطاول
الغرب على الدين الإسلامي وبالتالي وقوف المسلم والدول الإسلامية ذات
العلاقات الخاصة مع حلفاء غربيين موقف الصامت المراقب لما يحدث من
إنتهاك لمقدساته.
فيلم هولندي يعادي الإسلام وينتقد
القرآن كتاب الله
قال رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده انه حذر الزعماء
الأوروبيين من ردود فعل غاضبة محتملة ضد المصالح الاوروبية بشأن فيلم
هولندي ينتقد القرآن.
ويعتزم خيرت فيلدرز البرلماني اليميني الذي وصف القرآن بأنه كتاب
"فاشي" يحض على العنف عرض الفيلم الذي يستغرق 15 دقيقة في وقت لاحق هذا
الشهر على الرغم من نداءات من جانب الحكومة الهولندية لعدم عرضه.
وقال بالكننده في مؤتمر صحفي عقب محادثات في قمة للاتحاد الاوروبي
عقدت في ساعة متأخرة: العواقب المحتملة لعرض الفيلم ... ربما لا تقتصر
على هولندا فحسب بل يمكن أن تمتد الى الساحة الدولية. بحسب رويترز.
ورفعت هولندا مستوى الاستعداد للمخاطر على المستوى القومي في وقت
سابق من الشهر الحالي قبل عرض الفيلم.
وصرح بالكننده: سنواصل اطلاع بعضنا البعض على الوضع حتى يمكننا
التحدث بصوت أوروبي واحد عندما يعرض الفيلم.
وقال رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فو راسموسن الذي واجهت بلاده
اعمال شغب وهجمات ضد سفاراتها بعد ان نشرت صحف دنماركية رسوما مسيئة
للنبي محمد في عام 2006 بعد الاجتماع انه يمكن لهولندا ان تعول على
تضامن الاتحاد الاوروبي.
وعندما سئل عن الدروس التي استخلصها من قضية الرسوم قال راسموسن
للصحفيين: من المفيد ان يكون لديك موقف ثابت فيما يتعلق بحرية التعبير.
وقال: ان الامر متروك للحكومة الهولندية لكي تقرر ان كانت ستسمح ببث
الشريط.
واحتج نحو 15 الف شخص في افغانستان كما أحرق بعضهم الاعلام
الهولندية والدنمركية احتجاجا على فيلم فيلدرز وتنديدا بإعادة نشر
الرسوم الساخرة للنبي محمد.
ويخشى رجال اعمال هولنديون من خسارة تجارتهم مع الدول الاسلامية
فيما استعدت السفارات الهولندية لمواجهة هجمات.
وقال فيلدرز انه يشعر بالاحباط لانه لا توجد محطة تلفزيونية هولندية
تريد عرض الفيلم.
وقتل 50 شخصا على الاقل وتعرضت ثلاث سفارات دنمركية للهجوم بعدما
نشرت صحيفة دنمركية الرسوم الساخرة.
وتخشى الحكومة الهولندية من ردود فعل مماثلة ضد هولندا ولم تكتف
بدعوة فيلدرز لعدم عرض الفيلم وانما نأت بنفسها عن وجهات نظره وتدرس
حظر عرض الفيلم.
وقال بالكننده: رؤية السيد فيلدرز لا تعكس وجهة نظر الحكومة
الهولندية. لكن حتى اذا كنت لا تتفق أساسا (مع وجهة النظر) ... فهذا لا
يبرر القيام بعمل عنيف.
وتوجد بعض مشاعر القلق داخل حلف شمال الاطلسي من ان الجدل المحيط
بالفيلم قد يجعل الامور اسوأ بالنسبة للمهمة التي يقودها الحلف في
افغانستان وتضم 43 الف جندي.
لكن سفير بلجيكا لدى حلف فرانشيسكوس فان ديل قال في مؤتمر له ان:
الحكومة الهولندية قامت بمهمة رائعة في محاولة الحد من الاضرار
الجانبية المحتملة (للجدل).
وتخرج انتقادات وتحذيرات من عرض الفيلم من دولة اسلامية بعد أخرى.
وحذرت اندونيسيا اكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان من أن
الفيلم قد يخرج الحوار بين الاديان عن مساره ويهدد السلام.
تراجع عن عرض الفيلم للتكلفة
الأمنية الباهضة
وقال السياسي الهولندي اليميني المتطرف جيرت فيلدرز انه اجبر على
التخلي عن خططه لعرض الفيلم المثير للجدل الذي انتجه بنفسه ويهاجم
الاسلام باعتباره "دينا فاشيا ومتخلفا"، حسب رأيه. وكان من المفترض ان
يعرض الفيلم في مؤتمر دولي.
وقال فيلدرز ان تكاليف تغطية الجانب الامني في هذا المؤتمر عالية
جدا لدرجة تعذر معها اقامته.
وقد رفضت وسائل الاعلام المرئية في هولندا عرض الفيلم، البالغة مدته
نحو 15 دقيقة.
وقد حاولت الحكومة الهولندية اقناع فيلدرز بعدم عرضه، الذي قال
بدوره انه سيعمل ما بوسه ليجعل الفيلم متاحا للعرض في شبكة الانترنت.
وسبق لفيلدرز ان قال ان الفيلم يحمل عنوان "الفتنة"، ويهدف لاظهار
ان القرآن يدعو الى الارهاب والقتل وعدم التسامح.
وتقول احدى الصحف الهولندية التي شاهدت مقاطع من الفيلم إنه يبدأ
بصورة للقرآن، ثم يظهر بعض الفظائع التي وقعت في الدول الاسلامية التي
يعتقد فيلدرز انها كانت بايحاء مما جاء في النصوص القرآنية.
وكان فيلدرز قد قال في الشهر الماضي إنه يتوقع ان يعرض الفيلم في
هولندا في شهر مارس آذار، كما سينشر على الانترنت.
وكان فيلدرز الذي يتزعم حزبا يمينيا يدعى حزب الحرية، قد دعا الماضي
الى حظر القرآن مشبها اياه بكتاب "كفاحي" لهتلر.
كما يدعو المهاجرين المسلمين في هولندا الى الانصهار بالمجتمع
الهولندي عن طريق التخلي عما يصفها بالفقرات الفاشية وغير المتسامحة من
القرآن.
يذكر ان فيلدرز يتمتع بحماية الشرطة الهولندية منذ مقتل المخرج
الهولندي ثيو فان جوخ على يد متشدد اسلامي عام 2004 بعد ان اخرج فيلما
آخر معاديا للاسلام.
هولندا لاتتوقع آثار عكسية ووزير
الدفاع يطئمن الأطلسي
وقال وزير الدفاع الهولندي ايميرت فان ميديلكوب ان من غير المحتمل
ان يهدد فيلم بشأن القران يزمع عضو برلمان هولندي يميني عرضه هذا الشهر
سلامة القوات الهولندية في افغانستان. وكان عضو البرلمان الهولندي قد
وصف القرآن بأنه كتاب "فاشي" يحرض على العنف.
وقال فان ميديلكوب الذي كان يتحدث في استراليا اثناء محادثات بشأن
التقدم العسكري في افغانستان ان انتهاج اسلوب هجومي دبلوماسي من جانب
الحكومة الهولندية في الدول الاسلامية سيضمن عدم حدوث نتائج عكسية لعرض
الفيلم الوثائقي المناهض للاسلام الذي يحمل اسم "الفتنة".
وقال فان ميديلكوب لمجموعة صغيرة من الصحفيين الاستراليين: انني لا
اعتقد انه ينطوي على مخاطر بالنسبة للجيش في افغانستان. واضاف، لكن
علينا توخي الحرص ونحن نفعل ذلك بالفعل. بحسب رويترز.
ويتوقع ان يوضح فيلدرز يوم 25 مارس اذار ما اذا كان سيمضي قدما في
عرض فيلم "الفتنة". وكان وصف في الماضي القران بأنه مصدر إلهام لعنف
المتشددين.
وقال فان ميديلكوب ان فيلدرز تصرف وهو يعد هذا الفيلم بطريقة غير
مسؤولة على الاطلاق، متهما اياه بالحاق ضرر بكثير من المصالح الهولندية
في انحاء العالم.
وقال فان ميديلكوب: تعلمنا الكثير من مشكلة الرسوم الدنمركية ومن
الدروس بالنسبة لنا ان نتصرف على الفور بطريقة وقائية على ان هذا
المنتج ليس منتجنا ولا يعكس اعتقادنا.
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر في الاسبوع
الماضي ان قوات حلف الاطلسي ستتعرض لاطلاق النار في افغانستان اذا عرض
الفيلم لكن فان ميديلكوب قلل من مخاطر وقوع هجوم على القوات الهولندية
والدنمركية الاسبوع الماضي من جانب محتجين من الطلبة الافغان.
وكان فان ميديلكوب قد أيد انتقادات استرالية وامريكية لجهود اعضاء
اوروبيين في حلف شمال الاطلسي في جنوب البلاد. وكانت الحكومة الهولندية
قد مددت في العام الماضي مهمة البعثة الهولندية التي تتألف من 1500
جندي يعملون كشريك للقوة الاسترالية التي يبلغ قوامها 1000 جندي في
اقليم ارزكان.
مسؤول إيراني يصف هولندا بأنها لا
تستطيع السيطرة على رجل واحد
وقال نائب وزير الخارجية الايراني إن هولندا لديها القدرة على وقف
عرض فيلم لبرلماني يميني بشأن القرآن أثار بالفعل احتجاجات في العالم
الاسلامي.
وقال مهدي صفري: هولندا هي المسؤولة.. بامكانها وقفه. ودعا الحكومة
الهولندية لتنفيذ الاعلان العالمي لحقوق الانسان. وأضاف ان حرية
التعبير لا ينبغي أن تتحول للسماح لفيلدرز بالتعدي على حقوق الاخرين
مستشهدا بالمادة رقم 29 من الاعلان العالمي.
وتابع صفري في حديثه للصحفيين عقب لقائه بوزير الخارجية الهولندي
ماكسيم فيرهاجن: اذا أصر مثل هذا الرجل على ذلك فهي (هولندا) مسؤولة
أمام العالم والمجتمع.
وحذرت الحكومة الهولندية من أن الفيلم ربما يثير اضطرابات وعقوبات
مماثلة لتلك التي فرضت بعدما نشرت صحف دنمركية رسوما كاريكاتيرية تسيء
للنبي محمد في عام 2006.
وسئل صفري كيف سترد ايران على الفيلم فقال صفري: جميع الاحتمالات
على الطاولة.. سنتخذ ردا ملائما. بحسب رويترز.
وسعت الحكومة الهولندية الى أن تنأى بنفسها عن فيلدرز وتخطط لشن
حملة دبلوماسية تهدف لاحتواء أي مشكلة شبيهة بتلك التي حدثت مع نشر
الرسوم الكاريكاتيرية في الدنمرك.
وقال صفري وسفير ايران في هولندا بوزورمهر زياران انهما لا يستطيعات
توقع رد فعل العالم الاسلامي على الفيلم أو منع أعمال عنف محتملة.
وأضاف زياران: لماذا تتوقعون منا السيطرة على 1.2 مليار مسلم بينما
لا تستطيعون السيطرة على شخص واحد.
وتابع قوله: لسنا بحاجة لمزيد من المواجهة.. الامور تغلي.. نحن
بحاجة الى حكماء من أجل سد الثغرات كي نصل الى بعضنا البعض.. ونعزز
السلام والتعايش.
وسار 15 ألف شخص في احتجاج في أفغانستان وبعضهم أحرق العلمين
الهولندي والدنمركي احتجاجا على فيلم فيلدرز ولادانة اعادة نشر الرسوم
المسيئة للنبي.
رسام الكاريكاتير الدنماركي ينتقد
السياسة في هولندا
ودعا رسام الكاريكاتير الدنمركي الذي يقف وراء الرسوم المسيئة للنبي
محمد سياسيا هولنديا يمينيا الى بث الفيلم المتوقع ان يكون منتقدا
للقرآن بالرغم من وجود مخاوف من انه سيطلق شرارة اعمال العنف.
والرسام كورت ويسترجارد هو صاحب سلسلة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة
للنبي محمد وبينها رسم يظهر عمامته على شكل قنبلة أثارت اعمال شغب في
العالم الاسلامي ومقاطعة لمنتجات دنمركية عندما نشرت في عام 2006.
وقال ويسترجارد لصحيفة داتش فولكسكرانت انه لا يوجد سياسي دنمركي
يجرؤ على ان يقترح حجب هذا الفيلم.
وقال في مقابلة: هذا يعني الانتحار السياسي. والسياسي الدنمركي يعلم
انه لا ينبغي الحد من حرية التعبير. وعلى فيلدرز ان يعرض هذا الفيلم.
ولم يقدم فيلدرز سوى تفاصيل قليلة عن فيلمه لكنه كان قد وصف القرآن
بانه كتاب "فاشي" يحرض على العنف. ولم ير احد الفيلم فيما عدا فيلدرز
ومنتجيه.
واعادت عدد من الصحف الدنمركية نشر الرسوم في الشهر الماضي لاظهار
تضامنها مع ويسترجارد بعد اعتقال ثلاثة رجال للاشتباه في تآمرهم لقتله.
بحسب رويترز.
وقال ويسترجارد الذي صرح بأنه على وشك الانتقال الى سادس مكان
للاختباء ويتوقع ان يحتاج الى حماية بقية حياته انه لا يأسف على قيامه
برسم هذه الكاريكاتيرات.
وقال: في الدنمرك ننتقد كل شيء من الملكة الى الساسة الى الديانة.
واثارة النقاش هو عمل الصحف وايضا رسام الكاريكاتير. وعلى المسلمين ان
يقبلوا ذلك. |