الانتخابات الماليزية: تعدُد الأعراق ووحدة الدين

اعداد/ميثم العتابي

 شبكة النبأ: تعددت فيها الأعراق وتنوعت المشارب، فما بين الملايو والمنحدرين من أصول هندية وصينية، إلى جانب ذلك تتصف ماليزيا بأغلبيتها المسلمة. الانتخابات في ماليزيا بعد سيطرة لحكم الائتلاف لأكثر من ثلاث عقود، هل تتحول دفة الحكم فيها إلى الأقلية، خاصة وتراجع البلاد اقتصاديا وتفشي الجريمة بين الأوساط الشعبية وعلى مساحة ملحوظة.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير الذي أعدته للقارئ الكريم تسلط الضوء فيه على مجريات الانتخابات لواحدة من أهم الدول الاقتصادية في جنوب شرق آسيا: 

شبكة الانترنت تلقي بضلالها على الانتخابات الماليزية

في مواجهة عداء من جانب وسائل الإعلام الرئيسية ولوائح انتخابية تقيد حركتها يمكن ان ترجع المعارضة الماليزية الضعيفة جزءا كبيرا من نجاحها المذهل في الانتخابات لسطوة "الانترنت".

ولجأ ناخبون ساخطون على دعم وسائل الاعلام الرئيسية دون مواربة لائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم إلى موقع يوتيوب وسجلوا تعليقات على مواقع شهرية تضمنت روايات عن جنس واكاذيب وشرائط فيديو قبل الانتخابات.

وفاز جيف اوي (52 عاما) مؤلف الاعلانات السابق الذي حقق شهرته من كتاباته على موقع سياسي باسم (سكرينشوتس) "Screenshots" (www.jeffooi.com) بمقعد بولاية بينانج الشمالية ممثلا لحزب العمل الديمقراطي.

وفازت اليزابيث وونج وهي نشطة في مجال حقوق الانسان ومستشارة سياسية تدير موقعا على الإنترنت here بمقعد بمجلس ولاية سيلانجور الوسطى.

وسبب يوتيوب الموقع الشهير الذي يعرض لقطات فيديو نفس حجم الضرر الذي قد تأمل اي شخصية سياسية ان تلحقه بعدما حمل ماليزيون الشبكة بلقطات فيديو محرجة لساستهم اثناء مناقشة قضايا مثيرة للجدل.

منها لقطات فيديو لبدر الدين أمير الدين عضو البرلمان عن الحزب الحاكم وهو يثير جلبة في البرلمان بشأن ما اذا كانت ماليزيا دولة اسلامية قائلا: ماليزيا دولة اسلامية. اذا لم يعجبك ذلك فغادرها.

ويمثل الملايو المسلمون اغلبية السكان في ماليزيا متعددة الاعراق ويمثل المنحدرون من أصل صيني وهندي نحو ثلث تعداد السكان وقد تخلوا عن حزب الجبهة الوطنية الحاكم باعداد كبيرة ويرجع ذلك في جزء منه لغضبهم بسبب الجدل الديني.

وتظهر لقطات اخرى وزير الاعلام زين الدين ميدين في مقابلة على الهواء مع قناة الجزيرة وهو يتخبط في حديثه الذي دافع فيه بقوة عن سحق الشرطة لاحتجاج سلمي يدعو لتعديل في لوائح الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. بحسب رويترز.

وفي يناير كانون الثاني استقال وزير الصحة الماليزي بعدما اعترف انه وصديقته يظهران في فيديو جنسي صور سرا وعرض علي يوتيوب مما كلف الحزب عددا من الاصوات.

وسجل لو جو بروني سرا محادثة هاتفية تردد انها لمحام كبير يحاول ترتيب تعيين قضاة مع كبير القضاة السابق وفاز لو بمعقد في البرلمان عن كوالالمبور.

الصحف الماليزية والإصلاح بعد انتكاسة الانتخابات

وحثّت الصحف الماليزية الموالية للحكومة الائتلاف الحاكم على توفير فرص افضل للعمل والتعليم في الدولة متعددة الاعراق بعدما مني بأسوأ انتكاسة انتخابية.

وفي تحول انتخابي مفاجئ فازت المعارضة بخمس ولايات تغلبت فيها على تحالف باريسان الوطني (الجبهة الوطنية) الذي يتزعمه رئيس الوزراء عبد الله احمد بدوي.

كما منع تحالف للمعارضة تحالف باريسان من الحصول على أغلبية الثلثين في البرلمان الحاسمة بالنسبة له وذلك للمرة الاولى منذ 1969.

وتشكو الأقلية الصينية والهندية من ان الحكومة التي تسيطر عليها اغلبية الملايو ترفض منحهم فرصا متساوية في العمل والتعليم والاقتصاد. وفي نوفمبر تشرين الثاني نظم 10 الاف شخص من اصل هندي احتجاجا في الشوارع للتعبير عن شكواهم.

ورغم انها مقربة من الحكومة فان اغلبية الصحف لم تخف انتقادها للائتلاف الحاكم في اعقاب أسوأ نتيجة انتخابية له على الإطلاق. بحسب رويترز.

لكنها امتنعت عن مطالبة عبد الله الذي قاد تحالف باريسان لفوز قياسي قبل اربع سنوات فحسب بالتنحي.

وقالت صحيفة نيو صنداي تايمز التي يسيطر عليها حزبه السياسي انه يتعين على الحكومة ان تصغي الى صوت الشعب.

مطالبة باستقالة بدوي بعد الفوز بغالبية بسيطة

وأعلن رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي انه لن يتنحى على الرغم من تحقيق الائتلاف الحاكم الذي يترأسه، أسوأ نتيجة انتخابية له منذ نصف قرن، وذلك بفوزه بأغلبية بسيطة في الانتخابات البرلمانية.

واخفق ائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم والذي يتزعمه بدوي في الحفاظ على اغلبية الثلثين التي كان يتمتع بها، ولم ينل الا 139 مقعدا من أصل مقاعد البرلمان الـ219.

ويشغل بدوي منصبه منذ 2003 وهو يتعرض لانتقادات كثيرة بسبب الحزازات العرقية وارتفاع معدلات الجريمة والتضخم، ما ادى الى تراجع كبير في شعبية الائتلاف الحكومي المحاكم.

وتحدث صهر بدوي، خيري جمال الدين، للصحافة بقوله: اننا تكبدنا خسائر كبيرة هذه الليلة، لكنها ليست نهاية العالم. لن نستسلم وسنواصل جهودنا حتى نتخطى هذه المرحلة.

كما إن أحدا لم يتوقع للمعارضة ان تحقق مثل هذه النتائج الحسنة في كل الولايات، وانه من الواضح ان الماليزيين يريدون التغيير، حيث تخلت الاقليتان العرقيتان الصينية والهندية عن الجبهة الوطنية. بحسب بي بي سي.

وحقق الحزب الإسلامي المعارض انتصارات مفاجئة في ولايتي كيدا وبيراك الشماليتين واحتفظ بسهولة بالسلطة في معقله في ولاية كيلانتان بشمال شرق ماليزيا.

وفاز حزب العمل الديمقراطي الذي يدعمه المنحدرون من اصل صيني في ولاية بينانج وهي مركز صناعي يضم الكثير من الشركات متعددة الجنسيات.

وانضم حزب العمل الديمقراطي والحزب الاسلامي لحزب العدالة للسيطرة على ولاية سيلانجور الصناعية وعلى كل المقاعد تقريبا في العاصمة كوالالمبور.

ورحب نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق انور ابراهيم، وهو من رموز المعارضة وتتزعم زوجته حزب العدالة، بالنتائج قائلا انه: حان وقت التغيير في ماليزيا.

وفازت ابنة أنور إبراهيم، نور العزة انور، بالمقعد الذي كانت تشغله وزيرة المرأة والاسرة في الحكومة شهرزاد عبد الجليل، وهي الوزيرة الوحيدة من اصل هندي.

وقال كو تسو كون رئيس وزراء ولاية بينانج: إن هذه اكبر هزيمة على الاطلاق منذ تأسيس حزبنا قبل 40 عاما.

ونقل عن تشاو كون ياو، زعيم حزب العمل الديمقراطي المعارض في بينانج قوله إن كو تسو كون، اتصل به ليخبره بأنه يعتزم تسليم السلطة للمعارضة بعد إقراره بالهزيمة.

وتوعدت الشرطة بتطبيق قوانين الامن الداخلي الصارمة ضد اي شخص يروج شائعات وحظرت اقامة اي احتفالات بالفوز بعد اعلان النتائج والتي كانت أحد أسباب في تفجر اعمال العنف عام 1969. بحسب رويترز.

ويذكر أنه تمت الدعوة الى الانتخابات قبل موعدها الذي يحين في مايو 2009، وذلك لتفادي منافسة انور ابراهيم الذي يخضع لحظر على اي نشاط سياسي الى غاية ابريل نيسان، حسب رأي الكثيرين.

العمل سوية بين الأعراق المختلفة في ماليزيا

خسر سامي فيلو وزير الاشغال ورئيس مؤتمر الماليزيين الهنود وهو احد الاحزاب المشاركة في ائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم المقعد الذي كان يشغله منذ ما يقرب من 30 عاما لان الكثير من الهنود يعتقدون انه لا يتفهم مشكلاتهم.

وقال اكبر مسؤول عن الانتخابات في البلاد ان حوالي 70 في المئة من عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت والبالغ عددهم 10.9 مليون ناخب ادلوا باصواتهم.

وجذبت تجمعات المعارضة حشودا كبيرة لا سيما من الناخبين الصينيين والهنود غير الراضين عن الجبهة التي يتزعمها عبد الله أحمد بدوي ويهيمن عليها الملايو. كما فازت الجبهة الوطنية في كل الانتخابات البرلمانية منذ استقلال البلاد. بحسب بي بي سي.

وقال أنور إبراهيم: إن هذا يشير بوضوح الى ان الماليزيين يريدون بديلا. يتعين على الملايو والهنود والصينيين ان يعملوا سويا من اجل التوصل الى اتفاق مؤثر.

اشتباكات بين الشرطة والجماهير في معقل للإسلاميين

وقالت الشرطة الماليزية ان قواتها اطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه لتفريق حشد من الاشخاص الغاضبين وهم بالاساس مؤيدو حزب اسلامي في اعقاب اشتباكات بشأن مزاعم تتعلق بناخبين غير مسجلين في الانتخابات العامة.

وقال شهود عيان ان الشرطة اعتقلت 22 مؤيدا للحزب الاسلامي الماليزي بعد تعرضها للهجوم بالزجاجات والعصي والحجارة وحطم الزجاج الامامي لثلاث من عربات شرطة.

وقع الحادث وهو اسوأ اعمال العنف التي تشهدها الانتخابات حتى الان في روسيلا مركز القوة لرئيس الحزب الاسلامي الماليزي هادي اوانج.

وقال الحزب الاسلامي الماليزي ان عددا من مؤيديه ادخلوا المستشفى بعد تعرضهم لاصابات. ومن بين اولئك خليل نجل هادي البالغ من العمر 31 عاما الذي اصيب بجروح في وجهه.

وقالت الشرطة ان الاشتباكات اندلعت بعدما اعتقلت الشرطة خليل للتحقيق معه في نزاع بشأن بطاقات هوية صادرها رجال يعتقد انهم مؤيدو الحزب الاسلامي الماليزي من نحو 70 مسافرا في حافلتين كانتا تدخلان روسيلا. بحسب رويترز.

وقال ايوب يعقوب رئيس الشرطة في تيرنجانو: أتلفوا ثلاث عربات للشرطة. لقد أمكننا ابقاء الوضع تحت السيطرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13 آذار/2008 - 5/ربيع الاول/1429