
شبكة النبأ: للوهلة الاولى يخيُل ان
حظوظ مرشحَي الحزب الديمقراطي الامريكي متساوية المستوى بسبب عدم
اعتياد الامريكيين على تقبل فكرة ان يكون رئيسهم امرأة او رجلا اسود،
ولكن الكفة قد ترجح للمرشح اوباما كون المعطيات الاجتماعية الامريكية
تتجه نحو التغيير، وقد يكون ملل الناخبين البيض من ممثليهم المنهجيين
عامل اخر قد يساعد في دفع المرشح الاسود اوباما نحو سدة الرئاسة في
الدولة الأولى عالميا.
وأسَرَ باراك اوباما الساعي للفوز بترشيح حزبه الديمقراطي لخوض
انتخابات الرئاسة الامريكية القلوب والعقول في اوروبا حيث جدد انتماؤه
العرقي وشبابه ووعوده بالتغيير الآمال بعودة أمريكا التي أحبها العالم.
ويقول محللون سياسيون انه اضحى المرشح المفضل شعبيا واعلاميا في
اوروبا بعد افتتان قصير المدى بكلينتون الاكثر شهرة في العام الماضي.
ونشرت مجلة دير شبيجل الالمانية واسعة الانتشار صورة اوباما
السناتور بمجلس الشيوخ الامريكي عن ولاية الينوي على غلافها في شهر
فبراير شباط وكتبت تحتها "باراك اوباما والحنين لامريكا جديدة".
وفي الداخل وصفت المجلة اوباما بانه رمز لرفض امريكا لعهد جورج بوش
وهي فترة ترتبط في اذهان كثير من الاوروبيين بحرب العراق وفضيحة سجن
ابو غريب وسياسة امريكية قائمة على التحرك المنفرد.
ويقول فولكر بيرتيس رئيس مؤسسة اس.دبليو.بي البحثية للسياسة
الخارجية "وقع الالمان في غرام اوباما. سيبين انتخابه ان امريكا قادرة
على تجديد نفسها وتصحيح مسارها بعد سنوات بوش."
وذكر كارستن فويجت منسق العلاقات الامريكية بوزارة الخارجية
الالمانية أن برلين يمكنها أن تتعاون بشكل جيد مع اوباما أو كلينتون أو
المرشح الجمهوري جون مكين وهو نفس الرأي الذي تردد في عواصم اوروبية
اخرى.
ولكنه فرق بوضوح بين آراء المسؤولين الحكوميين وآراء المواطنين
الذين قال انهم يرغبون في تغيير جلي يعد به اوباما.
وقال فويجت "هناك رغبة عارمة في المانيا للتفاعل مع الرئيس الامريكي
من جديد. اوباما وجه جديد. يرمز لامريكا التي تخطت الانقسامات العرقية.
يرى الناس ذك ولا يبالون بالتفاصيل."
وصورة امريكا اخذة في التدهور فقد اظهر استطلاع عالمي للرأي اجراه
مشروع بيو للاتجاهات العالمية العام الماضي أن 66 في المئة من الالمان
و60 في المئة من الفرنسيين والاسبان و42 في المئة من البريطانيين
يحملون وجهات نظر غير ايجابية تجاه الولايات المتحدة.
ويقول محللون سياسيون ان ترك بوش منصبه من شأنه وحده ان يحسن صورة
الولايات المتحدة بغض النظر عمن سيخلفه.
ويضيفون أن مكين معروف جيدا في اوروبا وينظر اليه كشخص نزيه وصريح
حتى وان شوهت صلته ببوش والعراق صورته في أعين البعض. وكلينتون وجه
مألوف في العواصم الاوروبية بعدما امضت سنوات في البيت الابيض كسيدة
أولى.
وينظر لاوباما المرشح الوحيد الذي عارض حرب العراق في 2003 منذ
البداية على انه اوضح تجسيد لتحول تام عن الماضي مما عزز درجة تأييده
في اوروبا.
وكتبت دير شبيجل أن انتخابه يمثل "أكبر تحول ممكن" عن سنوات حكم
بوش.
وظهر عدد من المجموعات البريطانية المؤيدة لاوباما على موقع فيس بوك
على شبكة الانترنت وتضم شبانا من السود ونساء محجبات وطلبة في جامعات
كبرى تلقوا تعليمهم في مدارس حكومية.
ويقول بيت ستارت وهو طالب بريطاني أسس مجموعة (بريطانيون من أجل
اوباما) "تتزايد درجة الاهتمام."
وتابع "قبل أشهر قليلة كان لا يزال السؤال الوحيد الذي يردده الناس
هل يمكن ان يفوز رجل اسود. الان يهتمون اكثر بسياساته."
ولم تجر في اوروبا استطلاعات رأي كثيرة عن مرشحها المفضل في
الانتخابات الامريكية ولكن استطلاعا نشرته مجموعة سي.اس.ايه لاستطلاعات
الرأي في الشهر الماضي اظهر ان الفرنسيين يفضلون اوباما على كلينتون
حاليا بفارق بين 38 الى 36 في المئة. وكانت كلينتون تحظى بتغطية اوسع
في وسائل الاعلام الفرنسية قبل بدء السباق للفوز بترشيح الحزب
الديمقراطي.
ويقول جاك ميسترال الخبير في معهد افري في باريس والذي عمل في
السفارة الفرنسية في واشنطن من عام 2001 الى 2006 ان اوباما يجسد حلم
امريكا المتصالحة مع نفسها وان انتخاب رئيس امريكي اسود سيكون رمزا
قويا لبقية دول العالم.
شعبية أوباما كانت فقاعة ثم انفجرت
واعتبر مقدم البرامج السياسية على شبكة CNN، جوناثان مان، أن
الشعبية الجارفة التي أحاطت بالسيناتور باراك أوباما، الذي يخوض منافسة
قوية أمام غريمته هيلاري كلينتون، للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض
انتخابات الرئاسة الأمريكية، ما هي إلا "فقاعة ثم انفجرت."
وقال الزميل مان: "لم يكن بعيداً عن الحسبان أن يُصاب إعجاب
الأمريكيين المتزايد بباراك أوباما بطعنة قويّة، فها هو ’السياج‘ الذي
وضع شخصيته في إطار من ’التبجيل‘ يُخرق أخيراً."
وفي تحليله الأسبوعي الذي يتناول فيه آخر تطورات الانتخابات
التمهيدية للسباق إلى البيت الأبيض، الذي سينطلق في نوفمبر/ تشرين
الثاني القادم، قال إن سباق أوباما إلى الرئاسة بالكاد ينتهي، ولكنّه
يُعاني انكماشاً بسيطاً، فقد انتهى المرح لتبدأ المعركة الحقيقيّة."
وإذا عدنا بالزمن إلى ماضي أوباما، نجد أنّ ذلك السيناتور من
إيلينوي صاحب الابتسابة المشرقة، حقق مسيرة ناجحة، فالإعلام أبدى لياقة
وإعجاباً كبيرين، وشعر القادة السياسيّون بالاضطرار إلى قبوله، وبطبيعة
الحال، فاقت حماسة الديمقراطيين له حماستهم لأي سياسيّ آخر لمدّة عقد
كامل على الأقل.
كما تعدّدت التعابير الظريفة التي تصف "الهستيريا الوطنيّة"
للسيناتور باراك أوباما، مثل Oba-mania، وذلك التعبير الذي يصفه بأنه
"نجم أمريكا الجديد" Barrack-star، وفقاً لما ذكر جوناثان مان.
ورغم أن أوباما حصد سلسلة من الفوز في إحدى عشرة دورة تمهيديّة
متتالية، وعزّزها هذا الأسبوع بنجاحه في ولاية فيرمونت، إلا أنها قد
تكون الحدود القصوى التي يبلغها بفضل جاذبيّته القويّة، وقيادته
المحترفة للحملة الانتخابيّة.
ولكن المفاجأة الكبرى هذا الأسبوع، تمثلت في تقارير ورد فيها أنّه
حين كان أوباما يتحدّث إلى المقترعين عن إجراءات صارمة ينوي اتخاذها
حيال التجارة الخارجيّة، قام معاونه في الحملة بإخبار الجارة كندا أنّ
أوباما لم يعنِ ما قاله.
وفيما يتعلق بهذا الأمر، قال مان: "يقول أوباما إنّه لم يقل سوى
الحقيقة عن مخطّطاته، وإنّ معاونه لم يقل خلاف ذلك."
غير أنّ المفاجآت لم تتوقف عند ذلك الحدّ، فقد تحوّلت الأنظار
أيضاً، وبشكل مفاجئ، إلى صداقته برجل أعمال تتمّ مقاضاته حاليّاً
لتورّطه بصفقات فساد مع حكومة ولاية إيلينوي.
واستطرد مان في هذا الشأن قائلاً: "يقول أوباما إنّه لم يكن حكيماً
في مصادقته ذلك الرجل، غير أنّّه شخصيّاً لم يقم بشيء غير شرعيّ."
من ناحية أخرى، أشار الزميل إلى أن حملة هيلاري كلينتون الانتخابية
عرضت مؤخراً "إعلانات حادّة"، تطرح على المقترعين سؤالاً مفاده: من
تفضّلون أن يكون في البيت الأبيض، ليجيب على اتصال طارئ الساعة الثالثة
فجراً؟
وقد حاول أوباما مهاجمة تلك الإعلانات، غير أنّها نجحت في تذكير
المقترعين بأنّه يطمح للرئاسة بعد مرور أقلّ من أربع سنوات فقط على
وجوده في السياسة الوطنيّة.
مَكّين وأوباما الافضل لدى الناخبين
الانجيليين
ثمة توقعات بأن المسيحيين الانجيليين الذين أثروا بدرجة كبيرة في
الانتخابات الامريكية في الآونة الاخيرة سيكون لهم دور مختلف ولكنه
رئيسي في انتخابات الرئاسة الامريكية التي ستجرى في نوفمبر تشرين
الثاني القادم ويقول محللون ان كلا الحزبين حريص على التودد لهم.
وقال ألن هرتزك مدير الدراسات الدينية في جامعة أوكلاهوما "أظن أنه
( صوت الانجيليين) سيكون مختلفا هذه المرة. فالجماعة الانجيلية أكثر
تشظيا عما كانت عليه في الماضي."
فواحد من بين كل أربعة أمريكيين بالغين يعتبر نفسه انجيليا أو
مسيحيا "عمد من جديد" مما يعطيهم نفوذا انتخابيا في بلد يمتزج فيه
الدين بالسياسة غالبا.
وجميع المتنافسين في سباق الرئاسة وهم جون مكين مرشح الحزب الجمهوري
المفترض والسناتور باراك أوباما والسناتور هيلاري كلينتون اللذين
يتقاتلان للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي مسيحيون بروتستانت.
وأوباما له "تجربة في التحول" وهي مسألة مهمة في أعين الانجيليين.
ونشأ مكين على الخط الرئيسي للكنيسة الاسقفية لكنه يحضر الان في كنيسة
معمدانية في فينكس.
ويقول محللون انه اذا أصبح أوباما المرشح الديمقراطي فانه قادر على
أن يخترق هذه الكتلة الجمهورية بسبب حديثه الواضح عن الدين وجاذبيته
لدى الانجيليين الشبان. بحسب رويترز.
ويواجه مكين وهو أسير حرب سابق في فيتنام وسناتور أريزونا صعوبة في
كسب ود المتدينيين المحافظين في حزبه الذين يرونه متساهلا في بعض
قضاياهم الاساسية مثل أبحاث الخلايا الجذعية وزواج المثليين.
وهذا قد يثبط حماسهم للاقبال على التصويت كما فعلوا في عام 2004
عندما صوت 78 في المئة من الانجيليين البيض الذي أدلوا بأصواتهم للرئيس
جورج بوش.
لكن كلينتون سناتور نيويورك وهي هدف لغضب كثير من المسيحيين
المحافظين بسبب مواقفها الليبرالية وصورتها النسوية قد تدفعهم للاقبال
على التصويت بأعداد كبيرة لصالح مكين وهو أمر قد لا يحدث اذا كانت
المنافسة مع أوباما.
وتبين استطلاعات الرأي أن غالبية الانجيليين البيض يؤيدون المعسكر
الجمهوري بقوة. ويعطي استطلاع حديث للرأي أجراه مركز بيو للابحاث مكين
70 في المئة مقابل 25 في المئة لاوباما وتقدمه بالفارق نفسه تقريبا على
كلينتون في المجموعة نفسها.
لكن المسيحيين المحافظين المتشددين في الحزب الجمهوري غير راضين عن
مكين لاسباب عديدة تتراوح بين تقاعسه عن تأييد تعديل دستوري يحظر زواج
المثليين الى انتقادات وجهها في الماضي لزعماء الحركة.
وبالتالي بينما قد تظهر استطلاعات الرأي تفوقه بثلاثة الى واحد
تقريبا فانه قد يكتشف أن بعض من أيدوه في استطلاعات الرأي لن يحضروا
للتصويت له في الانتخابات.
وقال دنيس جولدفورد استاذ علم السياسة في جامعة دريك بولاية أيوا
"يميل الانجيليون للحزب الجمهوري الى حد لا يمكن معه للجمهوريين الفوز
دونهم."
وتابع قائلا "ينطلقون من موقف اما كل شيء أو لا شيء. فهم لا يعرفون
الحلول الوسط ويعرفون كيف ينصرفون اذا لم يكن شخص ما معهم مئة بالمئة."
لكن كلينتون ستحل مشكلة مكين في هذا الصدد.
وقال ديفيد دومك استاذ الاعلام في جامعة واشنطن "اذا أصبحت كلينتون
المرشحة فان الانجيليين المحافظين سيقبلون على التصويت لمكين."
وهؤلاء الانجيليون البيض في الحزب الديمقراطي في الجنوب رغم أنهم
أظهروا تأييدا لكلينتون الا أن استطلاع رأي عينة ممن أدلوا بأصواتهم في
انتخابات الخامس من فبراير شباط الاولية أظهرت أن كلينتون حققت فوزا
ساحقا حيث حصلت على 78 في المئة من أصوات الانجيليين الديمقراطيين في
ولاية تنيسي بينما لم يحصل أوباما سوى على 12 في المئة فقط.
ويرى محللون أن أوباما قد يكسب ود الانجيليين المترددين لاسيما
الشبان بنشاطه في مجالات مثل محاربة وباء الايدز العالمي وصورته لدى
الشبان كنجم من نجوم الروك.
قال هرتزك "اذا كان أوباما هو المرشح فأظن أنه سيكون لديه قدرة على
جذب بعض الانجيليين الاكثر اعتدالا."
ويقول انه بينما يميل الانجيليون الشبان الى المحافظة ويعارضون حق
الاجهاض الذي يؤيده أوباما فان لديهم أيضا مجموعة كبيرة من الاهتمامات
مثل حقوق الانسان في الخارج والفقر العالمي والبيئة.
وسيكون مكين (71 عاما) أكبر رئيس ينتخب في الولايات المتحدة لاول
مدة للرئاسة بينما سيكون أوباما أول رئيس أسود.
ولكل من الامرين وقع كبير كما أن لكل من أوباما ومكين قصة مؤثرة يجد
الانجيليون فيها جاذبية خاصة..
أوباما البالغ الذي تحول الى انجيلي ومكين بطل الحرب.
وقال هرتزك "أوباما يتحدث بأريحية عن ايمانه ولديه تجربة للتحول
كبالغ ولهذا وقع قوي في عالم الانجيليين."
مستشارة أوباما تشبّه كلينتون
بـ"الوحش" وبول يغادر السباق
وتقدمت إحدى أبرز العاملات في حملة السيناتور الأمريكي، باراك
أوباما، الذي يسعى للفوز بدعم الحزب الديمقراطي له في السباق إلى البيت
الأبيض باستقالتها، بعدما وصفت منافسته، هيلاري كلينتون، بأنها "وحش،"
فيما أعلن المرشح الجمهوري، رون بول، انسحابه من السباق. بحسب CNN.
وقالت سامنتا باور، التي كانت تشغل منصب كبيرة مستشاري الشؤون
الخارجية في حملة أوباما، في بيان مكتوب إن الملاحظة التي أدلت بها حول
كلينتون خلال مقابلة مع صحيفة اسكتلندية "غير مبررة."
وكانت الصحيفة قد نقلت عن باور قولها إن كلينتون: "عبارة عن وحش،
كما أنها تتنازل أمام كل شيء،" مضيفة أن النظر إليها (كلينتون) يصيب
المرء بالقرف، قبل أن تطلب عدم إدراج تلك التعليقات في المقابلة.
غير أن بيان الاستقالة الذي أصدرته باور أكد أنها "تقدّر" كلينتون.
يذكر أن الحملة الانتخابية لكلينتون كانت قد حثت أوباما على طرد
باور من حملته، قائلة إن الهجوم الشخصي "لا يشكل وسيلة ناجعة لإقناع
الناخبين بأحقية أوباما في الجلوس على كرسي الرئاسة الأمريكية."
وفي المعسكر الجمهوري، أعلن المرشح الجمهوري رون بول سحب ترشيحه من
السباق الرئاسي، بعدما أظهرت الانتخابات الحزبية التمهيدية تقدماً
ساحقاً لجون ماكين.
وقال ناطق باسم حملة باول لشبكة CNN: "نعلم أن رون لن يكون المرشح
الأقوى، ولهذا قررنا وقف الحملة الانتخابية." |