
شبكة النبأ: فيما تصر الولايات
المتحدة على تكثيف الضغوط الاقتصادية والتهديدات العسكرية على ايران
تبقى القوى الرئيسية في العالم منقسمة بين الإنجرار وراء سياسة التصعيد
الامريكية وبين وجوب الحفاظ على المصالح المشتركة مع الجمهورية
الاسلامية، وبين هذا وذاك تظل القوى الاقليمية في الشرق الاوسط اسيرة
التوجهات الغربية التي تحاول اقامة حائط صد للمد الايراني المتعاظم في
المنطقة.
وقال نواب بريطانيون ان ايران مازالت تحتفظ بطموحاتها النووية وانه
يوجد " احتمال قوي" لان تصبح في وضع يتيح لها صنع قنبلة نووية خلال
فترة زمنية قصيرة بحلول عام 2015.
وقالت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البريطاني في تقرير ان
العقوبات لن تقنع ايران على الارجح بوقف العمل الذي قد يستهدف صنع
اسلحة نووية. وقالت أيضا ان توجيه ضربة عسكرية الى المنشات النووية
الايرانية لن ينجح على الارجح. بحسب رويترز.
وحث التقرير بريطانيا على الضغط على واشنطن لاجراء محادثات مباشرة
مع طهران بشان برنامجها النووي والذي تقول ايران انه يستهدف فقط توليد
الكهرباء وتزعم واشنطن انه يهدف الى صنع أسلحة نووية.
وقال مايكل جيبس رئيس اللجنة التي عقدت جلسات استماع مع مسؤولين
وخبراء وقامت بزيارة لايران في نوفمبر تشرين الثاني الماضي "استنادا
الى الادلة التي تلقيناها والزيارة التي قمنا بها لايران نعتقد ان
طموحاتها النووية مازالت باقية."
وقال تقرير اللجنة ان القيود التكنولوجية من المرجح ان تمنع ايران
من تطوير سلاح نووي اذا كان هذا هو هدفها في المستقبل القريب.
لكن جيبس عضو حزب العمال الحاكم في بريطانيا قال انه يوجد احتمال
قوي ان تتمكن ايران من تطوير قدرة على صنع سلاح نووي خلال فترة قصيرة
من الوقت بفضل منشأتها وقدراتها الفنية النووية غير العسكرية بحلول عام
2015.
وقالت لجنة الشؤون الخارجية انه يتعين عدم السماح لايران بتطوير
اسلحة نووية قائلة انها اذا فعلت ذلك فانه من المرجح ان يدفع دولا اخرى
في الشرق الاوسط الى ان تسعى لنفس الشيء.
وقالت ان العقوبات الدولية الحالية "غير قوية بدرجة كافية لدفع
طهران الى تعليق برنامج التخصيب" بينما العقوبات في المستقبل "ستبقى
على الارجح غير فعالة".
واضافت اللجنة انه "من غير المرجح ان ينجح توجيه ضربة عسكرية وقد
يؤدي الى رد فعل عكسي عنيف في انحاء المنطقة."
وأوصت اللجنة بأن تحث الحكومة البريطانية واشنطن على "تغيير سياستها
وان تبدأ في التحدث مباشرة مع ايران بشأن برنامجها النووي."
الوكالة الدولية للطاقة تكشف مزاعم
عن أنشطة ايرانية
من جهة اخرى قال دبلوماسيون إن محققي الامم المتحدة يريدون من ايران
أن توضح رسما بيانيا تنظيميا يربط بين مشاريع لمعالجة اليورانيوم
واختبار متفجرات وتعديل رأس صاروخي من أجل حمولة نووية.
وقال الدبلوماسيون ان مسؤولا كبيرا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية
قدم عرضا مفصلا لمعلومات مخابرات تزعم أن ايران تجري "دراسات تسليح"
ذري وذكر اسم الرجل الذي يشرف على هذه الدراسات لحساب وزارة الدفاع
واسناد القوات المسلحة.
وفي ملخص مكتوب عن العرض سلم لرويترز، قال الدبلوماسيون ان ايران
رفضت السماح للمفتشين مقابلة محسن فكري زاده أو زيارة المواقع التي
أجريت فيها التجارب.
كما أكد الملخص معلومات تم تسريبها بأن العرض المفصل كشف للمرة
الاولى أن ايران واصلت المشاريع الثلاثة حتى عام 2004 ليشكك في تقدير
صدر عن المخابرات الوطنية الامريكية في ديسمبر كانون الاول قال ان
ايران أوقفت أبحاث التسلح في 2003.
وقال سايمون سميث مندوب بريطانيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية
للصحفيين بعد العرض المفصل يوم 25 فبراير شباط "هذا العرض هو توضيح
سافر.. يؤجج المخاوف التي تنتابنا منذ عدة سنوات. ونحن بانتظار أجوبة."
وتقول الوكالة ومقرها فيينا انه لم يتضح بعد ان كانت تفاصيل
المعلومات الجديدة صحيحة لكنها تطالب برد كامل من ايران وليس مجرد نفي
غير مدعوم بأدلة.
وفي وقت سابق ترأس فكري زاده وهو ضابط عسكري مركز أبحاث في الفيزياء
يتبع للجيش تم تدميره في عام 2004 بعد أن طلبت الوكالة تفتيشه بسبب
دلائل على اجراء أبحاث نووية غير معلنة.
وفي العرض المفصل الذي نفذ باستخدام برنامج باور بوينت عرض كبير
المفتشين النوويين أولي هينونين رسما بيانيا تنظيميا يربط المشاريع
الثلاثة مشيرا الى كلا منها برقم - "5" لمعالجة الوقود النووي و "110"
لاختبارات مزعومة عن جهاز نووي و "111" لنسخة أبعد مدى من صواريخ شهاب
ثلاثة تم تعديلها لحمل الجهاز النووي.
وعرف المشروع 111 أيضا باسم "المكتب الارجواني".
ومن بين عشرات الشرائح التي عرضها هينونين أشارت واحدة الى تقرير عن
حدوث تقدم في المشاريع المعنية في الفترة بين التاسع من يوليو تموز
2003 وحتى 14 يناير كانون الثاني 2004. وأظهرت ملفات أخرى أن مشروع
تصميم الرأس الحربي بدأ في يوليو تموز 2002.
وذكر الملخص أن هينونين عرض رسوما بيانية تصور تجارب على متفجرات
توضع في اسطوانة على عمق 400 متر تحت الارض ويتم تفجيرها من على بعد
عشرة كيلومترات.
ويتم استخدام أجهزة تفجير ذات أسلاك عالية التوتر لضمان أن تنفجر
جميع الطبقات القابلة للانشطار داخل الرأس الحربي بشكل تسلسلي خلال 130
نانو ثانية (جزء من المليار من الثانية).
ونسب الملخص الى هينونين قوله "أنظمة الاطلاق العالية التوتر وأجهزة
التفجير التي يتم استخدامها في نفس الوقت هي مكونات رئيسية للاسلحة
النووية."
واستشهد هينونين بعملية توثيق من المشروع 111 تظهر خطوات بينها
عمليات محاكاة حسابية لتصميم "رأس حربي كروي" يناسب الصاروخ شهاب 3
ويمكن أن ينفجر على ارتفاع 600 متر.
وقال ان هذا الارتفاع ينفي احتمال أن تكون الرأس الحربية لاسلحة
كيماوية أو بيولوجية.
مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات
جديدة على ايران
شدد مجلس الامن الدولي الاثنين الماضي العقوبات على ايران لرفضها
تعليق انشطتها النووية الحساسة في الوقت الذي كانت فيه الوكالة الدولية
للطاقة الذرية تحاول مجددا في فيينا اقناع ايران بابداء المزيد من
التعاون حول برنامجها النووي.
وحظي القرار الذي حمل الرقم 1803 بموافقة 14 عضوا بينما امتنعت
اندونيسيا عن التصويت. وشدد القرار العقوبات الاقتصادية والتجارية التي
يفرضها على ايران منذ خمسة عشر شهرا.
ويشتبه المجتمع الدولي في ان ايران تطور برنامجا نوويا عسكريا سريا
تحت غطاء برنامج نووي مدني الامر الذي تنفيه طهران بشدة مؤكدة ان
برنامجها يهدف فقط الى انتاج الكهرباء.
ويلحظ القرار 1803 الذي اعدته فرنسا وبريطانيا والمانيا تشديدا
طفيفا للعقوبات التي فرضها مجلس الامن على ايران عبر القرارين 1737 في
كانون الاول/ديسمبر 2006 و1747 في اذار/مارس 2007.
ورغم جهود دبلوماسية كثيفة خلال الايام الاخيرة لم تتمكن الدول التي
اعدت القرار من تأمين اجماع عليه الامر الذي كان سيشكل رسالة سياسية
شديدة اللهجة الى ايران وخصوصا ان القرارين السابقين صدرا بالاجماع.
لكن الغربيين نجحوا في الحصول على تأييد ثلاث دول اعضاء في حركة عدم
الانحياز كانت ابدت ترددا وهي جنوب افريقيا وفيتنام وخصوصا ليبيا التي
اعلنت صباح الاثنين في شكل مفاجىء انها ستصوت مع القرار. بحسب ا ف ب.
في المقابل تمسكت اندونيسيا بموقفها القائل ان اللحظة غير ملائمة
لفرض عقوبات اضافية على ايران خصوصا ان التقرير الاخير للوكالة الدولية
للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الايراني لم يكن بالغ السلبية حيال
طهران في رأيها.
ويتطلب صدور القرار موافقة تسعة اعضاء من خمسة عشر عضوا على الا
يلجأ اي من الاعضاء الخمسة الدائمو العضوية اي الصين والولايات المتحدة
وفرنسا وبريطانيا وروسيا الى حق النقض (الفيتو).
ويوسع القرار قائمة الاشخاص والمؤسسات المرتبطين بالبرنامجين
الايرانيين النووي والبالستي والذين جمدت اموالهم في الخارج ومنع بعضهم
من السفر. ويمنع ايضا تسليم ايران معدات حساسة ذات استخدام مزدوج (مدني
وعسكري).
ويحض القرار الدول على التزام اليقظة في مراقبة العمليات المالية مع
المصارف الايرانية وخصوصا مصرفي ملي وصادرات. وعلى غرار القرارين 1737
و1747 يمهل القرار ايران ثلاثة اشهر لتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم
ومعالجته قبل ان يتجه الى تبني سلسلة جديدة من العقوبات.
واعلن المندوب البريطاني في الامم المتحدة جون ساورز ان الدول
الكبرى الست المكلفة الملف النووي الايراني (الدول الخمس الدائمة
العضوية في مجلس الامن والمانيا) تريد عقد لقاء بين الممثل الاعلى
لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا والمسؤول الايراني عن
الملف النووي سعيد جليلي لمحاولة الخروج من المأزق.
وقال السفير البريطاني ان الدول الست ترغب بان تتم هذه المباحثات "بشكل
يمكن ان يوفر تدريجيا الظروف لبدء مفاوضات".
واعترض السفير الايراني في الامم المتحدة محمد خزائي بشدة على موقف
مجلس الامن متهما اياه بانه "انحدر بنفسه ليصبح مجرد اداة لتنفيذ
السياسة الخارجية لبعض اعضائه". ورفضت الحكومة الايرانية القرار مسبقا
مؤكدة انه يفتقر الى "الصدقية القانونية".
روسيا تحث ايران على الاذعان
ومن جانبها حثت روسيا ايران على الاذعان لمطالب مجلس الامن الدولي
التابع للامم المتحدة بتقييد برنامجهاالنووي لكن طهران لا تزال تتحدي.
وتؤكد تعليقات روسيا التزام موسكو بالتعامل مع طهران بعد موافقة
مجلس الامن يوم الاثنين على قرار بفرض مجموعة ثالثة جديدة من العقوبات
على ايران لرفضها تعليق انشطة نووية حساسة.
وكانت روسيا والصين مترددتين بشأن اتخاذ اجراء صارم ضد ايران مقارنة
مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. ويخشى الغرب من ان تكون
الجمهورية الاسلامية تسعى لصنع قنبلة نووية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "هذا القرار اشارة سياسية
جادة لطهران بشان الحاجة للتعاون مع مجلس الامن الدولي."بحسب رويترز.
وانتهجت وزارة الخارجية الروسية نهجا اخر بقولها ان قرار مجلس الامن
"تسوية لم تكن سهلة" اسقطت منها كل "المطالب الاقتصادية والسياسية
المبالغ فيها لمتشددين."
وحثت الاعضاء دائمي العضوية في مجلس الامن والمانيا على "اظهار
استعدادهم لتعاون جاد مع ايران."
لكنها قالت ايضا "نتوقع ان تحلل القيادة الايرانية بعمق اعلان وزراء
الخارجية الستة وايضا محتويات القرار الذي تم تبنيه وان تختار تلبية
مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن."
الصين تقول ان العقوبات لن تؤثر على
تجارتها مع ايران
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان العقوبات الجديدة التي
فرضها مجلس الامن الدولي على طهران لرفضها وقف برنامجها للتخصيب النووي
لن تؤثر على تجارة الصين مع ايران.
ويدعو قرار العقوبات لمزيد من القيود المالية والقيود على السفر ضد
افراد وشركات ايرانية ويجعل بعض القيود الزامية. بحسب رويترز.
ويوسع ايضا حظرا جزئيا سابقا على التجارة في مواد تكنولوجية ذات
استخدام مزدوج مدنيا وعسكريا بحيث يغطي الحظر مبيعات كل هذه
التكنولوجيا لايران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين جانج ان تجارة الصين
مع ايران "طبيعية".
وأضاف في مؤتمر صحفي "الصين الى جانب دول اخرى لديها مبادلات تجارية
مع ايران. هذه المبادلات التجارية تقع في الاطار الطبيعي للتبادل
والتعاون بين الدول ذات السيادة."
وقال تشين "وهكذا فليس لها ارتباط بالخطط النووية الايرانية ولا
تتعارض ايضا مع قرارات مجلس الامن الدولي."
واصبحت الصين شريكا تجاريا مهما لايران بصورة متزايدة حيث شجع توسيع
العقوبات الامريكية والايرانية الشركات الغربية على تقليص تعاملاتها مع
الجمهورية الاسلامية.
واضاف "الهدف هو عدم معاقبة ايران وانما دفعها الى عودة للمحادثات
والى بدء جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية. تأمل الصين في وضع قرارات
مجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية موضع التنفيذ بصورة جدية
وكاملة."
وقال "تدعو الصين كل الأطراف لاتخاذ موقف بناء ومسؤول جدا واظهار
المرونة اللازمة واجراء محادثات بأسرع ما يمكن لايجاد طريق ملائم وشامل
وطويل الأجل لحل القضية النووية الايرانية. وستواصل الصين لعب دور بناء
لتحقيق هذا الهدف."
الزعيم الايراني الاعلى يدعو
المسلمين لصفع اسرائيل
من جهة اخرى دعا الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي
المسلمين للنهوض وزعماءهم لصفع اسرائيل "على وجهها بغضب شعوبهم" بسبب
الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي أودى بحياة أكثر من مئة فلسطيني.
وحمل خامنئي الولايات المتحدة أيضا المسؤولية عن "الجرائم العسكرية"
الاسرائيلية في غزة وقال "أيدي الحكومة الامريكية مخضبة بدماء الامة
الفلسطينية البريئة".
ونسب بيان أذاعه التلفزيون الرسمي الى خامنئي قوله "الصهاينة (
اسرائيل) يرتكبون بوقاحة هذه الخطايا التي لا تغتفر بدعم من الحكومة
القمعية (الامريكية)."
وأضاف البيان "على المسلمين أن ينهضوا وعلى الزعماء المسلمين أن
يصفعوا النظام المحتل على وجهه بغضب شعوبهم."
وقال خامنئي "هل تعرف الامة الامريكية أن زعماءها يضحون بكرامة
الانسان تحت أقدام الصهاينة على هذا النحو." وأضاف في بيانه "النتيجة
النهائية لهذه المواجهة ستكون انتصار العدالة على الزيف". |