مِنْ القَسِّ (فَالَنْتَايِنْ)... إلى الشَيّخِ ابْنِ لادِنْ.

(من عيد الحبّ إلى عيد الانتحار)

 محمد جواد سنبه

 في الرابع عشرمن شهر شباط من كلّ عام، يحتفل العالم الغربي، وقسم من العالم العربي والإسلامي بعيد (فالنتاين) أو عيد الحبّ. وبحلول هذه المناسبة في هذا العام حَميَ وطيس النقاش، بين من يعتبر الاحتفال بهذه المناسبة، احياءاً لتقليد وثني كافر، يتنافى مع تعاليم الإسلام الحنيف. وبين من يعتبر الاحتفال بها، مجرد اشاعة لروح الحبّ والألفة والمودة، والتقارب بين الناس. وإنّي لا أريد أنْ أكون مؤيداً لطرف ومعارضاً لآخر، فالأمر من حيث الجواز الشرعي وعدمه لم يحسم بعد ؛ وهو من اختصاص علماء الدين، الموثوق باعلميتهم وليس بعلمهم فقط، ليقولوا قولهم الفصل في هذا الموضوع، استناداً لما لديهم من أدلة يعتمدون عليها، في انتاج فتاواهم بهذا الشأن، من حلية أو حرمة الاحتفال بهذه المناسبة. لكن الذي يهمني من هذا الموضوع، أنّ عيد (فالنتاين) هو تقليد يميّز الثقافة الغربية، وإنّ لهذه المناسبة جذوراً تاريخية، تمتدّ إلى القرن الثالث الميلادي. وأكثر من هذا أنّ الأصل الروائي لهذه المناسبة، ينطوي على قصة مأساوية انتهت، بإعدام القسّ (فالنتاين) عام 268م، جرّاء مخالفته لأوامر الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني)، الذي كان يمنع الزواج في إمبراطوريته، لاعتقاده أنّ الزواج، يُقعد الرجال عن القتال. كان القسّ (فالنتاين) يعارض هذا الرأي، وكان يقوم بعقد الزيجات سراً في كنيسته، وكان يحثّ الناس على الزواج بإصرار، الأمر الذي كلفه حياته. لابد هنا أنْ نوضح بعض النقاط، من خلال معطيات حادثة القسّ (فالنتاين):

1. أنّ (فالنتاين) كان قسّيساً، فهو مؤمن برسالة سماويّة عالميّة وهي المسيحيّة.

2. أنّ القسّ (فالنتاين)، كان معارضاً لسلطة الإمبراطور الظالم، يعني أنّه كان ثائراً ضد الظلم.

3. أنّ القسّ (فالنتاين) كان معارضاً للحرب، فهو داعية للسلام، وإنّ سرّ مأساته، وقوفه ضد رغبة الإمبراطور في هذا الموضوع.

4. أنّ القسّ (فالنتاين) كان يُمضي ويطبّق، سنن شريعة سماوية عالميّة مؤمن بها، وهي شريعة نبي الله عيسى عليه السلام، رابع الأنبياء من أولي العزم، ولم يكن مبتدعاً أو محرفاً لتلك الرسالة، لا بل كان مناضلاً في سبيل تطبيق الحقّ المشروع للانسان، على ضوء تعاليم تلك الشريعة، والوقوف بوجه المعطلين لها.

5. أنّ القسّ (فالنتاين) قضى نحبه شهيداً على منهج الشريعة المسيحيّة. إنّه لم يقتل نفسه بطريقة جبانه داخل سيارة مفخخة أو حزام ناسف، في سوق أو مدرسة فيقتل معه مئات الأبرياء، (ليتغدى مع السيّد المسيح في الجنة). إنّه جاهر بشجاعة من أجل تطبيق سنّة الهيّة مقدسة، وخاف الكثير مِنْ أهل زمانه مِن التفوّه بها، وآثروا السكوت على الظلم.

هذه المعطيات تعطي ما يكفي من المبررات، بأنْ تحتفل شعوب الغرب بهذه المناسبة، التي تمثل صرخة من صرخات الحقّ، بوجه الظلم والتعسف والاستبداد. ولكن المشكلة أنّنا نحاكم ثقافات وعادات الآخرين، بميزان ثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهذا خطأ كبير جداً. فالمفروض (وهذا ليس من حقنا على الاطلاق)، أنْ نحاكمهم بناءاً على أرضية ثقافاتهم وعاداتهم، (وهذا يكون بدافع تقديم النصح والارشاد للآخرين ليس إلاّ، وعندما يطلب ذلك منّا، وإلا فالأمر يعدّ تدخلاً في شؤون الآخرين). فالثقافة الغربية مبنيّة على فلسفة، تتبنى مبدأ سيادة الحرية الشخصية. وعليه فالشعوب الغربية إذا احتفلت بهذه المناسبة أوغيرها، وهي تراعي قوانين دولها، ولا تخرق حريات الآخرين، فما المانع من ذلك ؟. أمّا كون الموضوع يتنافى مع قيمنا الدينية، وتقاليدنا وثقافاتنا وأعرافنا الإجتماعية، فهذا مبحث آخر، فهم لم يجبرونا على تقليدهم أبداً، و يجب أنّ لا نحمّل الآخرين ما لا نطيقه نحن. فمشكلة البعض من أبناء مجتمعاتنا تأثرهم بالهامشية، و تفضيلهم العيش على سفاسف الأمور، وتعشّقهم لحالة (التقرّد)، فيتشبهون بدون وعي، بكل ما يروه وافداً من الغرب، دون عزل المفيد منه عن الضار. إنّها جماعات متقرّدة الطباع، حيوانيّة المزاج، هذا من جهة. ومن جهة ثانية، إذا كان موضوع (فالنتاين)، يزعج ذوي اللحى المسترسلة (بغير نظام)، والملابس القصيرة (بلا انتظام)، بسبب تأثر بعض أبناء المجتمع السعودي، أو الكويتي أو بعض أبناء مجتمعات دول الخليج الأخرى، وبعض أبناء مجتمعات دول عربية وإسلامية غيرها، بهذه المناسبة، و استنكار محاولة اقتباسها ومحاكاتها حرفياً. فذلك ليس ذنب الغرب على الإطلاق، فالمشكلة برمّتها تكمن في أمرين ؛ الاول: عدم إشباع رغبة البعض، (و قد يكون هذا البعض يشكّل الأكثريّة) من أبناء مجتمعاتنا العربية والإسلاميّة، وخصوصا أبناء المجتمعات الخليجية المترفة لحد التخمة، ببديل مقنع تجعل هذا (البعض) ينصرف عن حالة التقليد الأعمى، لجميع المظاهر الغربيّة الايجابيّة والسلبيّة معاً، وممارسة البديل المقنع، بكلّ حرية واطمئنان.

الثاني: اسلوب معالجة هذه الظواهر، لا يتبنى منطق الحوار والتثقيف، المبنيان على أسس علميّة، ترسّخ في ذات المُقلِدّ، اليقين الكافي بأنّ الذي يقوم به، هوتقليد ضار ومدمّر. وإنّما كل ما تقوم به جماعة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، في بعض دول الخليج، منع هذه الممارسات بالقوّة، وهذه القوّة توّلد ردّة فعل أخرى، قد تكون وطأتها أقوى من الفعل نفسه في بعض الاحيان، داخل نفس الفرد المردوع، تجعلة أكثر اصراراً وتمسكاً، بهذه الممارسة في المستقبل. وياليت شعري لو أنّ جماعة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، تقوم الآن بتثبيت عدد الحالات التي تمّ رصدها من قبلهم، والخاصّة بهذه المناسبة حصراً، والتي تمّت مكافحتها، في بيانات رسميّة، على أنْ تقوم هذه الجماعات في العام القادم، بمسح هذه المخالفات وتثبيت أعدادها أيضاً. فستكتشف جماعات (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، أنّ أعداد المخالفات قد تضاعفت بلا شكّ، لسبب بسيط، فكل ممنوع يكون مرغوباً. إنّ محاولة بعض أبناء مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة، تقليد طروحات المجتمعات الغربيّة، التي تتعارض مع خلفياتنا المعتقديّة، وحسب فلسفتنا في التعامل مع الحياة، فهذا موضوع بحاجة إلى وقفة تحليليّة طويلة، تجيب على السؤال التالي: لماذا يقلّد البعض منّا الغرب ؟. إنّ الاجابة على هذا السؤال، تقتضي معرفة عدة أسباب منها:

1. انبهار المُقلدين بتقدم مدنيّة العالم الغربي.

2. التبعيّة الاقتصاديّة للدول التي ينتمون إليها بشكل واضح ومستمر للغرب.

3. الترف المادي الذي أصبح مصدراً للفساد، فكل ما يتمنى الفرد يدركة بالمال، وتلك علة العلل.

4. غياب التربية الأسريّة والإجتماعيّة الصالحة.

5. غياب الوازع الديني الحقيقي، الذي ينتمي للإسلام بقناعة.

6. فساد القدوة / الملك / الأمير/ الحاكم / رجل الدّين المشتغل في البلاط الحكومي. فهذه المنظومة تتبنى طرح الإسلام الرسمي (إسلام الحكومة، إسلام بالإسم فقط)، وليس الإسلام الحقيقي. والإسلام الرسمي هو الإسلام الذي كانت تتبناه منظومة السلطة ويعمل به رجالها، أيام الخلافات الأمويّة والعباسيّة والعثمانيّة وغيرها، فوليّ الأمر (ناسك أمام الناس وفاسق خلفهم).

7. حالة الإخفاق السياسي، والإختناق بنمط فرض نظام حكم معيّن، لا يتبدل حتى يرث الله سبحانه الأرض ومن عليها !!!.

8. نقص السيادة الوطنيّة في الكثير من دول المنظومة العربيّة والإسلاميّة، وثبوت ارتباطها بالمنظومة الدوليّة الغربيّة بشكل تام، والدوران بشكل كامل داخل فلكها، والانشداد بقوّة طردها المركزي. الأمر الذي أدى إلى ضياع الهويّة الوطنيّة لتلك الدول، فتنامى الشعور عند الكثير من أبناء مجتمعات تلك الدول، بالإخفاق والدونيّة واليأس والانهزاميّة.

9. عجز القائمين على رعاية المنظومة الثقافيّة والفكريّة في هذه الدول، من تقديم البديل المناسب، لسدّ رغبة التقليد بشيء يستند على جذور إسلاميّة رصينة.

10. معالجة الظواهر السلبيّة بالقهر والقوّة، دون تقديم السبب المقنع في مكافحتها.

11. العيّش داخل عقدة إحتقار الذات، التي ولدتها الحالة الانهزاميّة للأمة، عبر التاريخ المعاصر، بسبب الإخفاقات السياسيّة والهزائم العسكريّة، وتمجيد الزعماء وتقديس الشعارات. وربّما قد تمتد تأثيرات هذه العقدة، إلى تقييم فترة ما قبل التاريخ المعاصر أيضاً.

12. احتقار تاريخنا الإسلاميّ بسبب الدعاية المعادية له، باعتباره تاريخ نشطَ بقوّة السيف (كما يصوره الأعداء)، وعندما تكسرت السيوف وصدأت، صار ذلك التاريخ مجرد أرشيف ميّت، يذكرنا بأيام أبي زيد الهلالي والقعقاع و (وا معتصماه).

13. تبنّي الأساليب الوحشيّة والهمجيّة، التي انتجتها المدرسة الجهادية لأبن لادن، وانعكاساتها على النشئ الجديد في مجتمعاتنا، التي لا تكاد تميز بين الخبيث والطيب.

14. عدم توفر حرية التعبير وإبداء الرأي، الأمر الذي يجعل من أولئك المُقلدين يعيشون حالة من الاختناق، فيتخذون من كلّ شاردة و واردة، موضوعاً للتنفيس عن إرادتهم حتى ولو بطريق الخطأ.

15. عدم وجود مساحات من الحريّة تكفل لكلّ إنسان، أنْ يعبّر عن قناعاته السياسيّة أو الفكريّة أو الثقافيّة، فتنضج عند البعض حالة (خالف تُعرف)، كوسيلة ارتداديّة لتسليط الأضواء عليهم، لتعويض ما يعانون من حالة الإزواء والإهمال.

بناءاً على كلّ ما تقدم أقول: إذا كان (فالنتاين) كافح بشرف، سطوة الجبارين على ضوء رؤية اعتقاديّة صائبة، فذلك مفخرة لكلّ البسلاء المناوئين للظلم والتعسف. و أنّ (فالنتاين)، لا يتحمل ذنب الشعوب التي تحتفل بذكرى استشهاده، بطريقة غير ملتزمة (حسب تقاليدنا). والعيب كلّ العيب يقع على ولاة أمور المسلمين، الرسميين وغير الرسميين. ولاة أمور المسلمين الدنيويين والدينيين، في العالمين العربي والإسلامي، بأن يعجزوا عن تقديم البديل المقنع، الذي يحصّن شبابنا من مغبة التقليد الصوري الأعمى. فالإسلام فكر حرّ حيّ حافل بقيم النبل والخير، التي تحفظ كرامة الإنسان، وترفعه عن دونيّة الحيوان، فحتى الغرائز الجسمانيّة، التي يشترك فيها الإنسان مع الحيوان، هذبها الإسلام واعتنى بها أيّما عناية. فسنّة رسول الله (ص)، حافلة بالكثير من الأحاديث، التي توضح الإسلوب الإنساني الشريف، اللائق بالإنسان عندما يقترب من زوجته بطريقة مهذبة، وعندما يأكل، وعندما يشرب، وحتى عندما يصرّف حاجاته الصحية، وغيرها الكثير من الامثلة.

إسلامنا جميل جداً، لكن يفتقر لرجال يقدموه بمظهر علمي متنور، يتماشى مع روح العصر وطموحات الإنسان المعاصر. على العكس من ذلك، فقد أُهمِلَت قيادة الإسلام، حتى تبنى قيادته ابن لادن، ومدرسته في إحقاق الحقّ (حسب رأي هذه المدرسة)، بالمتفجرات وأصابع الديناميت. هذه المدرسة التي أنتجتها و أنضجتها، وكالة المخابرات الأميريكيّة، بتمويل خليجي ومن أموال المسلمين. فأصبحت المثل الأسوأ لتصرفات المسلمين مع الآخرين، وعلامة مميزة بتفرد، بأنّها تلبي حاجات الفكر الإسلامي الجهادي والإسلام منها براء.

إسلامنا مفعم بالحبّ والحنان والدفئ، لكن بطريقة مشروعة، تحددهـا ضوابط الشريعة السمحاء، فلا اعتداء ولا عدوان. فمن بعض مظاهر الحبّ في الإسلام، حبّ الوطن، حبّ الرجل لزوجته، حبّ الرجل لأمرأة يخطبها له، وحبّ الوالد لابنائه، وحبّ الولد لأبيه، وحبّ المحتاجين، حبّ الفقراء، حبّ المساكين، قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع): (إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بأحسن منها، وهب لك حبّ المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، يرضون بك إماماً)(شرح نهج البلاغة /ابن أبي الحديد/ ج 11/ ص 232) )(انتهى). حبّ المقعدين، حبّ الأيتام، حبّ الأرامل، حبّ الطيبات، حبّ الأخوان، حبّ الجيران، حبّ العالم، حبّ الخيّر، حبّ العدل، حبّ التسامح.... و القائمة طويلة بحيث تشمل كلّ مفردات الحياة. لكن هذه القائمة مشروطة، بأن يكون الحبّ على شريعة الله، وليس على شريعة إبليس. قال رسول الله (ص): (أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله، والبغض في الله، والولاية لأولياء الله، والعداوة لأعداء الله)( المقنعة / الشيخ المفيد/ ص 33) )(انتهى).

 إنّ غريزة الحبّ محللة، بشرط عدم دخولها بدغل الحرام، وهذا ما نلحظه في سؤال وجهه رجل للإمام الصادق (ع) حيث قال: (المرأة تغار على الرجل تؤذيه، قال: ذلك من الحبّ)(الكافي للشيخ الكليني /ج 5 /ص 505)(انتهى). وعن أبي جعفر (عليه السلام): (وهل الدين إلا الحبّ ؟ قال الله تعالى: (حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم)( الكافي/ الشيخ الكليني/ ج 8/ ص 79)(انتهى).

و تاريخنا الإسلامي حافل بمناسبات سعيدة، منها مثلاً (على سبيل المحاججة) مناسبة فتح مكة المكرمة، هذه الحادثة التي تستوقف كلّ إنسان حرّ متمدن. فعندما تمكن الرسول (ص) من فتح مكة المكرمة، نادى أحد الصحابة:(اليوم يوم المشأمة اليوم تسبى الحرمة). فردعه الرسول الأكرم (ص) بقوله: (اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة). فلا ثأر في الإسلام ولا انتقام، إنّما الإصلاح بالكلمة الطيبة، والكلمة الطيبة صدقة، والإرشاد بالمفردة النديّة الصالحة، التي تدخل القلب قبل أنْ تدخل العقل. في فورة انتصار فتح مكة، خاطب رسول الله (ص) قريشاً قائلاً: (يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟.) قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: ( فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه:{لا تثريب عليكم اليوم} اذهبوا فأنتم الطلقاء) ؛ فأمّن (ص) المشركين الذين هجّروه وقاتلوه بالأمس، وصادروا أموال المسلمين في مكة.

وسؤالي إلى علماء الإفتاء في كلّ بقاع الإسلام، هل تستطيعون أنْ تصدروا فتوى توجهون بها العالم الإسلامي، للإحتفال بهذه المناسبة في العام القادم (مناسبة فتح مكة)، بأنْ يحمل المسلم المحتفل بهذه المناسبة، وردة بيضاء(حتى وإن كانت من ورق) يهديها لمن يحبّ، إحتفاءاً واحتفالاً بعيد فتح مكة المكرمة، الذي حرر البشر من ربقة جهالة المعتقد، والتحجّر الفكري، والتخلف العلمي و المدني والاجتماعي، والانعتاق من العبوديّة والطبقيّة، وكلّ ما يمتهن آدميّة الانسان ؟. وبذلك سيقدمون البديل المقنع منطقياً و واقعياً، لأؤلئك الذين يقلدون الغرب بطريقة استنساخية، بعيدة عن قيمنا ومفاهيمنا.

وثمة سؤال آخر ما المانع من الاحتفال بذكرى (فالنتاين)، بشرط أنْ نُخضع هذا الإحتفال للضوابط الشرعية ؟.

وما الفرق بين الاحتفال بذكرى (فالنتاين)، وبين ذكرى الاحتفال بالاعياد (الوطنية!!) لتأسيس هذه المملكة، أو تلك الإمارة أو الجمهورية، فكلّ هذه الاحتفالات ذات أصل وثني جاءنا من الغرب الكافر (حسب تعبير الثقافة الجهاديّة)، ولا دليل لها في القرآن الكريم أو السنّة المطهرة، أو سيرة السلف الصالح ؟!!!.

هل نستطيع أنْ نثبت للعالم، بأنّ لنا ذوقاً رفيعاً من خلاله نتخاطب مع العالم، بلغة التقدير والإحترام، بدلاً من لغة الطلقة وأزيز التفجيرات، ومناظر الدم البرئ المسفوح على الأرض ظلماً وعدواناً ؟.

أنا شخصياً سأحتفل إن شاء الله تعالى، في العام القابل بذكرى (فالنتاين)، وجميع المناسبات الإنسانيّة السعيدة أيضاً، لكن بشرط أنْ أراعي فيها تعاليم الإسلام بدقّة، والسلام.

* كاتب وباحث عراقي

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4 آذار/2008 - 25/صفر/1429