التغيرات بعد كاسترو هل تنهي الأزمات في كوبا؟

شبكة النبأ: بعد تنحّيه عن السلطة التي تولاها منذ خمسينيات القرن الماضي، يأمل الكوبيون في مرحلة مابعد كاسترو بتغيرات كثيرة تشمل الجانب الاقتصادي المتأزم لديهم، وهو ما يرزح تحت وطأته المواطن الكوبي، خاصة مع الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة، وتحديد المنفيين الكوبيين هناك عن طريق وضع جدول محدد لإرسال المعونات إلى أهلهم وذويهم. (شبكة النبأ) أعدت لكم هذا التقرير حول التوقعات المتأمَلة في كوبا بعد كاسترو.

عودة كوبيين منفيين حاملين معهم دراجات هوائية وهدايا

بدت الطائرة المستأجرة التي أقلعت في الصباح الباكر من ميامي متجهة إلى هافانا كما لو كانت سوقا تجاريا طائرة حيث حمل منفيون كوبيون عائدون بضائع تتراوح من أجهزة تشغيل أقراص الفيديو الرقمية إلى دراجات لأصدقاء وأقارب في وطنهم المحروم.

وفي طابور الدخول في مطار ميامي الدولي وبعد ثلاثة أيام من إعلان الزعيم الكوبي فيدل كاسترو أنه سيتنحى تكومت على عربات نقل الحقائب حقائب مملوءة بالملابس وصناديق لأجهزة الكترونية وماكينات لصنع القهوة وقطع غيار سيارات.

ووفرة السلع التي نتجت عن تغيير محدود في قوانين الجمارك الكوبية أقرها في العام الماضي راؤول كاسترو شقيق فيدل كاسترو الأصغر والمتوقع أن يخلفه قد تكون علامة عما سيستجد من أمور.

قال رجل يدعى هرنانديز (28 عاما) يعمل في مجال الرعاية الصحية والذي يزور كوبا لأول مرة منذ أن غادرها قبل 19 عاما: كي تعود الى كوبا يجب أن تكون لديك عائلة هنا.

والمشهد يبرز نقص السلع الاستهلاكية وصعوبة الحياة اليومية في الدولة التي يحكمها شيوعيون. كما أنه علامة على تغيير محتمل مع تنحي فيدل كاسترو الذي حكم كوبا منذ عام 1959 من خلال نظام صارم للتخطيط المركزي وتولية شقيقه راؤول.

وأصبح راؤول رئيسا مؤقتا عندما مرض فيدل كاسترو في يوليو تموز الماضي. ويعتقد كثير من المحللين أن في مقدوره إدخال إصلاحات معتدلة لتحسين ظروف المعيشة والاقتصاد الذي يعاني منه الشعب. بحسب رويترز.

وأحد الإجراءات التي طبقها راؤول في يونيو حزيران هي تخفيف القيود الصارمة على السلع التي يمكن للكوبيين الذين يعيشون في الخارج جلبها معهم عند زيارة كوبا.

والنتيجة هي مهرجان فعلي من السلع على الرحلات الجوية العارضة التي تغادر ميامي إلى هافانا كل يوم في رحلة طولها 145 كيلومترا عبر مضيق فلوريدا.

وتنظم الرحلات شركة تسمى جلف ستريم انترناشونال كرحلات جوية عارضة بسبب الحظر الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا وتتطلب الرحلات موافقة الحكومة الأمريكية.

وتحظر واشنطن على معظم الأمريكيين السفر الى كوبا ويسمح للأمريكيين الكوبيين بالسفر الى كوبا مرة كل ثلاث سنوات.

ويحمل جورج ميرو (37 عاما) - وهو فني إصلاح أجهزة تكييف الهواء غادر كوبا قبل ثلاث سنوات - معه دراجة لابيه.

وتعود ياني كابوت (23 عاما) الى كوبا لترى أمها وشقيقها وشقيقتها. وغادرت كوبا قبل ثلاث سنوات عبر المكسيك كطالبة وتعمل ألان في صيدلية.

ومن بين الحقائب التي تحملها واحدة مملوءة بالحلوى وقطع الشوكولاتة لشقيقتها التي تحتفل بعيد ميلادها.

وقال دميان فرنانديز مدير معهد الأبحاث الكوبية في جامعة فلوريدا الدولية انه من السابق لاوانه معرفة أهمية تخفيف القيود.

وأضاف، كان هناك الكثير من المد والجزر في سيطرة الحكومة على مجالات عديدة. ومجرد وجود انفتاح الان لا يعني أنه سيكون هناك نمط.

وتابع قائلا، الواضح أن الناس داخل كوبا أو خارجها لديهم توقعات بأن هناك النزر اليسير من الانفتاح. الكوبيون يطالبون بذلك.

وأضاف أن راؤول لا يستطيع أن يمضي في الإصلاحات الى مدى يضر بالسيطرة السياسية للحكومة.

وفي تعارض مع الخطوات الكوبية لتخفيف القيود الجمركية شددت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قيودها على الكوبيين المنفيين الذين يزورون الجزيرة.

ومنذ عام 2004 لم يعد في مقدور الكوبيين السفر الى كوبا إلا مرة كل ثلاث سنوات ولا يمكنهم إرسال أكثر من 1200 دولار في العام لكل أسرة من أقاربهم من الدرجة الأولى. وقبل ذلك كان يمكنهم السفر مرة كل عام وإرسال ما يصل الى ثلاثة ألاف دولار.

وقال جورج ألونسو (50 عاما) وكان عاملا ميكانيكيا في كوبا وهو الآن عامل متعدد الوظائف في ميامي: الأسرة لا تستطيع العيش دون مساعدتنا.

كما إنه يشك في أن شيئا سيتغير مع بقاء شقيق كاسترو في السلطة.

قائلا: ان جهاز تشغيل أقراص الفيديو الرقمية هذا لن يحل المشكلة ليؤدي الى تغيير سياسي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4 آذار/2008 - 25/صفر/1429