قطاع غزّة والغليان على نار هادئة

شبكة النبأ: يستمر قطاع غزّة الفلسطيني في الغليان على نار هادئة بسبب غطرسة اسرائيل والحصار المشدد الذي اقامته على القطاع حتى تحول الى سجن كبير يفتقر الى الإمدادات الغذائية والصناعية والمالية وحتى معقِمات المياه، بينما تصر حركة حماس على موقفها المتعنت بعدم التنازل للسلطة الفلسطينية اوالقبول بالوساطات العربية المتعاقبة، بل تستمر في تشجيعها لإطلاق بعض الصواريخ المتهالكة لتجلب الدمار للمدنيين والبنى التحتية في القطاع اكثر فأكثر.

حماس تنفي وجود القاعدة في غزّة

وفي الوقت الذي تتعرض فيه حركة حماس لهجوم واسع من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله، وآخرها اتهامات رئيس السلطة، محمود عباس، لها بأنها سهلت وجود تنظيم القاعدة في قطاع غزة، أصبح الإسرائيليون أكثر استعداداً لإجراء محادثات مع الحركة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار.

ففي مقابلة صحفية، كشف الرئيس محمود عباس أن لدى السلطة الفلسطينية "مؤشرات إلى وجود لتنظيم القاعدة في غزة والضفة."بحسب CNN.

وأعرب في المقابلة التي أجرتها صحيفة الحياة اللندنية، عن قلقه، بالقول: "إذا تمكنوا من الدخول ( القاعدة) بلا رقيب أو حسيب ستكون النتيجة تخريب كل المنطقة."

وأضاف: "إنها المرة الأولى التي أتحدث فيها عن هذا الموضوع. هذا أمر خطير جداً."

غير أن حماس، وعبر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزارة داخليتها، حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، نفت "بشدة أي وجود لتنظيم القاعدة."

وقالت الحركة في بيانها، إن "التحقيقات التي قامت بها الوزارة أظهرت أن هذه المجموعات تتبع للمخابرات الفلسطينية السابقة، وبينت اعترافاتها أنه تم الاتفاق بين أفراد من الأجهزة الأمنية السابقة في غزة مع الرئيس عباس، و"حكومة رام الله" للتسويق بوجود تنظيم القاعدة وجماعات متشددة في القطاع، لإظهار القطاع وكأنه غير آمن ويشكّل خطرًا على المنطقة، وإعطاء الاحتلال الصهيوني الذرائع لضرب غزة وتشديد الحصار عليها."

وعبرت الحركة عبر وزارة داخليتها عن استغرابها لما وصفته بـ"تناغم تصريحات الرئيس عباس مع إجراءات الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة، لاسيّما أن تصريحاته بمثابة توفير ذرائع للاحتلال الصهيوني لضرب غزة وزيادة الحصار، والتي كان آخرها الإعلان أنّه لا حل للحصار إلاّ بوقف صواريخ المقاومة."

عباس: إذا اختار الشعب حماس فساكون أول المتنازلين عن الرئاسة

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للعودة إلى الحوار قائلا انه مستعد للتنازل عن الرئاسة إذا ما أعاد الشعب الفلسطيني اختيارها.

وقال عباس في حوار مع صحيفة الدستور اليومية نشر فحواها يوم الخميس "انا لا ارفض الحوار مع حماس ولا اقبل ضغطا من اي جهة وكل ما أقوله ان تعود حماس عن انقلابها ونذهب للحوار فورا."

واضاف "فلنذهب للشعب مرة اخرى واذا الشعب اختار حماس فسوف اكون اول المتنازلين عن الرئاسة وعن المجلس التشريعي فالديمقراطية الفلسطينية هي الافضل على مستوى العالم."

وشددت اسرائيل حصارها على قطاع غزة في يونيو حزيران بعد أن تغلبت حماس على قوات حركة فتح الموالية للرئيس الفلسطيني وسيطرت على القطاع الذي يسكنه 1.5 مليون فلسطيني.

وترفض السلطة الفلسطينية الحوار مع حماس قبل ان تعود عن " انقلابها".

ورحب عباس بمبادرة يمنية جديدة اطلقها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للحوار بين حركتي فتح وحماس لتعود حماس عن الانقلاب وان يتم اجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وقال عباس ان الكفاح المسلح ليس خيارا الان بسبب عدم قدرة الفلسطينيين عليه ولكنه اشار الى امكانية تغير الامور في المستقبل.

واضاف "في الوقت الحالي انا ضد الكفاح المسلح لاننا لا نقدر عليه وفي مراحل قادمة ربما تكون الامور مختلفة."بحسب رويترز.

وشدد على أهمية التوصل لحل هذا العام قبل رحيل ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش وقدوم ادارة جديدة.

وقال "اذا لم نصل الى حل في 2008 فسيكون من الصعب الوصول اليه خاصة وان بعد ذلك ستأتي ادارة امريكية جديدة ونبدأ معها مسيرة جديدة لا يعرف مداها الا الله."

واضاف "لا حل بدون القدس ولا تأجيل لقضية القدس وان القضايا الاساسية الست- القدس واللاجئون والاستيطان والحدود والامن والمياه-سوف تبحث رزمة واحدة بعضها مع بعض ولن يؤجل اي منها لأن التأجيل يعني النهاية والموت والضياع."

استطلاع اسرائيلي: غالبية تؤيد اجراء حوار مع حماس

وقال استطلاع اسرائيلي للرأي العام إن معظم الاسرائيليين يريدون إجراء محادثات مع حركة حماس للاتفاق على هدنة وضمان الافراج عن جندي اسرائيلي مخطوف.

وقال الاستطلاع الذي نشر في صحيفة هاارتس اليسارية ان 64 في المئة من الاسرائيليين يؤيدون اجراء مباحثات مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة وذلك لانهاء الهجمات الصاروخية عبر الحدود من القطاع ولضمان الافراج عن السارجنت جلعاد شليط الذي خطفه نشطاء غزة في عام 2006. بحسب رويترز.

وكشف الاستطلاع الذي شارك فيه 500 شخص ان 28 في المئة من المشاركين قالوا انهم يرفضون اجراء مباحثات مع حماس وثمانية في المئة قالوا انهم لا يدرون هل هذا هو التحرك الصواب.

وزير اسرائيلي يهدد الفلسطينيين بأنهم سيتعرضون للشَي

وفي تصعيد واضح قال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلنائي ان الفلسطينيين سيعرضون انفسهم "للشي" بتصعيد هجماتهم الصاروخية من قطاع غزة على اسرائيل مستخدما الكلمة العبرية للمحرقة او الكارثة.

ونادرا ما يستخدم تعبير "المحرقة" في اسرائيل خارج الاطار التاريخي للمحارق النازية في الحرب العالمية الثانية. ولا يؤيد كثير من الاسرائيليين استخدام هذه العبارة في وصف أحداث معاصرة.

وتصاعد التوتر على امتداد الحدود مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وقتلت الضربات الجوية الاسرائيلية 33 فلسطينيا خلال اليومين الماضيين من بينهم خمسة أطفال.

وتقول اسرائيل انها ترد على الصواريخ التي يطلقها نشطون من غزة ويقول مسؤولون اسرائيليون ان هذه الهجمات لم تترك امام اسرائيل خيارا سوى شن هجوم عسكري واسع النطاق. وقتلت الهجمات الصاروخية الفلسطينية اسرائيليا في بلدة سديروت في جنوب الدولة اليهودية يوم الاربعاء الماضي.

وهددت اسرائيل بشن هجوم واسع في محاولة لمنع الناشطين في غزة من اطلاق صواريخ وصلت الى عمق عسقلان وهي مدينة رئيسية في جنوب اسرائيل يبلغ عدد سكانها 120 الف نسمة.

وقال فيلنائي لاذاعة الجيش "كلما اشتدت الهجمات بصواريخ القسام وزاد المدى الذي تصل اليه الصواريخ عرضوا انفسهم لشواء أشد لاننا سنستخدم كل قوتنا للدفاع عن انفسنا."بحسب رويترز.

وفي وقت لاحق قال متحدث باسم نائب وزير الدفاع "السيد فيلنائي يقصد كارثة. ولا يقصد ان يشير الى الابادة الجماعية."

كما صرح اري ميكيل المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية بأن "نائب وزير الدفاع ماتان فيلنائي استخدم العبارة العبرية التي تتضمن كلمة شواء بالعبرية بمعنى كارثة او مصيبة لا بمعنى المحرقة."

وسارع سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس بالتعليق على تصريحات فيلنائي وقال ان الفلسطينيين يواجهون نازيين جددا يريدون قتل واحراق الشعب الفلسطيني.

وأحجم حتى الان ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي عن شن هجوم بري واسع النطاق والذي يمكن ان يوقع خسائر كبيرة في الارواح ويخرج محادثات السلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي تدعمها الولايات المتحدة عن مسارها لكن الضغوط داخل اسرائيل اخذة في التصاعد.

وسعى ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي لتمهيد الطريق امام الهجوم بارسال خطابات لزعماء العالم من بينهم كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية التي تزور المنطقة الاسبوع القادم.

ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن باراك قوله لزعماء العالم "اسرائيل لا تسعى ولا تتعجل الهجوم لكن حماس لا تترك امامنا خيارا."

ونقل راديو اسرائيل وراديو الجيش عن مصادر امنية قولها انه يجري الاعداد لخطة واسعة النطاق لكنها ليست وشيكة.

وقال تساحي هنجبي وهو عضو كبير في حزب كديما الوسطي الذي يتزعمه اولمرت ان على الجيش ان يعد خطة لاسقاط حماس واعادة احتلال المناطق التي يطلق منها النشطون الصواريخ.

إسرائيل تطوّر ضربات "القتل بالاستهداف" الجوية

وأعادت إسرائيل صياغة سياسة "القتل بالاستهداف" في إطار مساعيها لتصفية قيادات المليشيات المسلحة في غزة، بتعزيز قدراتها الجوية بأسلحة أكثر تقنية ودقة ومصادرها الاستخباراتية مما قلص بصورة حادة سقوط مدنيين أبرياء في تلك الضربات الجوية.

وكان آخر ضحايا تلك الهجمات، عامر قرموط، المعروف أيضاً باسم أبو الصاعد، أبرز قادة ألوية الناصر صلاح الدين، الذي قضى بصاروخ إسرائيلي في شمالي غزة في الرابع من فبراير/شباط الجاري.

وقوبلت سياسة التصفية بانتقادات واسعة جراء مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين أثناء تلك العمليات الجوية، وفق ما أوردت وكالة الأسوشيتد برس.

ورد الجيش الإسرائيلي بالإعلان عن إعادة تحديد قدراته الجوية بضربات دقيقة للغاية باستخدام معلومات استخباراتية أفضل وأسلحة حديثة أكثر تعقيداً.

وقال قائد بارز في سلاح الطيران الإسرائيلي في مقابلة نادرة: "نحاول فقط ضرب الإرهابيين.. هناك تحسناً دراماتيكياً للغاية في معدل اقتناص الإرهابيين دون المساس بغير المتورطين."

وأضاف القيادي العسكري، الذي أحجم عن كشف هويته عملاً بالقوانين العسكرية: "ونحن فخورون بذلك."

ونقل المصدر عن شهود عيان فلسطينيين أن الصواريخ الإسرائيلية تطير عبر المباني وتضرب أهدافها بدقة دون إلحاق أضرار تذكر بالأبنية، وفي ديسمبر/كانون الأول، استهدف الجيش الإسرائيلي مجموعة مسلحة من أربعة فلسطينيين كانوا يقفون إلى جوار بعضهم البعض بأربعة صواريخ مختلفة.

وأشار القيادي العسكري الإسرائيلي إلى تراجع معدل المدنيين القتلى في تلك الهجمات من 50 في المائة عام 2002 إلى أقل من 5 في المائة في الوقت الراهن.

وتجادل منظمات حقوقية وفلسطينيون أن المعدل أعلى بكثير، إلى أن الاختلاف ربما مرده تعريف من هو المليشي المسلح، إلا أنهما أقرا بدقة الضربات الجوية الإسرائيلية.

وقالت ساريت ميكايئيلي، الناطقة باسم "B'Tselem"، منظمة حقوقية تراقب انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة: "عموماً.. أنها حقيقة أن سلاح الجو أصبح أكثر فعالية."

ووفق المنظمة، قضى 137 فلسطينياً نحبهم بضربات جوية إسرائيلية العام الماضي، من بينهم 28، أي 20 في المائة منهم من المدنيين، مقارنة بـ30 في المائة في عام 2004.

ومن جانبه قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومقره غزة، إن أكثر بقليل من 50 في المائة من قتلى الغارات الإسرائيلية العام الماضي كانوا من المدنيين.

وعلى صعيد متصل، أطفأ قادة حركة "حماس" أجهزة هواتفهم النقالة، وبدأوا تجنب الظهور في تجمعات عامة وقضاء الليل في أماكن آمنة، منذ تهديد إسرائيل بتصفية القيادات التي تقف وراء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من إمكانية الإطاحة بنظام "حماس" في غزة، في ثان تلميح قوي لمسؤول بارز بأن إسرائيل مستعدة لإسقاط الحركة التي فرضت هيمنتها على القطاع منذ يونيو/حزيران الماضي.

إبلاغ سكان غزّة بغَلي المياه بسبب نقص الكلور

من جهة اخرى حثّت هيئة المياه الفلسطينية سكان غزة على غلي المياه التي يستخدمونها للشرب وقالت ان ثمة خطورة من تلوثها بسبب عرقلة الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع لامدادات الكلور الذي يستخدم في تطهير المياه.

وقال مرفق مياه بلديات الساحل الذي يدير نظام المياه في غزة انه يجاهد لتطهير المياه بسبب نقص المواد الكيميائية فضلا عن نقص قطع الغيار للمضخات وغيرها من المعدات.

لكن اسرائيل التي شددت القيود على المنطقة التي تسيطر عليها حماس فيما تقول انه رد على الصواريخ التي يطلقها نشطاء فلسطينيون قالت انها تلقت طلبا للكلور فقط وانها لا تزال تتخذ اجراءات ادارية بشأنه.

وقال مرفق مياه بلديات الساحل ان 52 من آبار المياه في غزة وعددها 140 ليس بها كلور وإن الكلور بالابار الاخرى ينفد بسرعة. ونشر المرفق اعلانا في احدى الصحف يوم الأربعاء يحذر فيه سكان غزة البالغ عدهم 1.5 مليون نسمة من ان الوضع قد يؤدي الى وباء.

وقال مختار شبلاق المسؤول في المرفق انه يتعين على مواطني غزة غلي المياه لتطهيرها الى حين حل المشكلة. بحسب رويترز.

وقال بيتر ليرنر المتحدث باسم المنسق الاسرائيلي للانشطة الحكومية في الاراضي الفلسطينية ان مرفق بلديات الساحل كان يجب ان يطلب السماح بدخول الكلور الى غزة قبل ذلك.

وامدادات المياه في غزة غير منتظمة منذ بعض الوقت. ويقول مرفق بلديات الساحل انه ليس بوسعه استيراد قطع غيار لاصلاح المضخات القديمة بسبب العقوبات الاسرائيلية. وتقول اسرائيل ان بعض المعدات مثل الانابيب المعدنية محظورة خشية ان يستغلها النشطون في تجميع صواريخ محلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3 آذار/2008 - 24/صفر/1429