امرض وعلاجك عندى

سيد يوسف

حقا إن داء الحماقة لا علاج له فقد أعيت من يداويها فما تقول فى امرئ حين تسأله أن يعطيك حاصل جمع 2+2 فيقول لك " بطيخة" فترده متعجبا: كلا كلا إنما الجواب الصحيح أربعة فيغتاظ قائلا كيف تُخطّئُنِي وأنا عضو فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى ... أعلم أن ساعتئذ قد يزول تعجبك لكن تبقى مشكلة... هى أن يتصدر هؤلاء الأغبياء المشهد صارخين عبر هتيفة النظام بأن مصر تتقدم بأمثال هؤلاء!

يقولون لك غلاء الأسعار ظاهرة عالمية فتقول لهم فما بال الفجل والجرجير والبصل قد زادت أسعارها وهى من صميم الإنتاج المحلى؟ وما بال الأجور متدنية وهى ليست كما الأجور العالمية؟ وما بال الحديد فى أسعاره العالمية يعادل 350 دولار للطن، وفى مصر يعادل أكثر من 700 دولار؟ وما بال زيادات الأسعار فى العالم أجمع تدور بين 3 إلى 5 % وفى مصر تتراوح بين 100 إلى 300 % وفى فترات زمنية تقدر بالأسابيع لا بالسنوات؟ وما بال وما بال وما بال...؟!

يقولون لك ستتحسن الأحوال مع الفكر الجديد فتقول لهم ولم لا نحاسب أصحاب الفكر القديم؟ وكيف والجديد من إفراز القديم؟ بل كيف والجديد لا خبرة له؟ كيف وقد اختبرنا الجديد ببيع قميء لأصول شركاتنا وبنوكنا وما صفقة عمر أفندي عنا ببعيد؟!

يقولون لك سنقدم دعما نقديا للفقراء كبديل عن الدعم العينى وسوف تتحسن الأحوال فتقول لهم وما وظيفة الحكام عندئذ؟ وكيف بدلا من معالجة الفقر تؤكدون للفقراء فقرهم عبر بطاقات أو تدابير سريعة لا تحل المشكلة؟ ولماذا نلتف حول مشكلاتنا نزيدها ولا نعالجها كمن يقول للمريض بالعدوى امرض وعلاجك عندى أفلا عزل المرضى؟ وكمن يقول للذى يقع فى الحفرة لا جرم علاجك عندى أفلا ردم تلك الحفرة؟! وكالذى يتكسب من ضرائب الخمر والسجائر ثم يتكبد مليارات لعلاج الأمراض الناشئة عنهما أفلا منع تلك الصناعة أساسا؟!!

أذناب الاستخراب كُثْرُ

هذه العقلية تستبد بها حماقة لا علاج لها سوى بالبتر، إن هم إلا كالاستخراب المسمى كذبا بالاستعمار بل أشد خرابا ذلك أن هذه العقليات فضلا عن كونها أذنابا للغرب لا تقدم مقترحات لمشكلات قدر ما تطرح مسكنات سرعان ما تتفاقم لمشكلات أفظع، وأمثال هذه العقليات ليس من توارد الخواطر أبدا - كلا والله-  أن تتشابه لدرجة التطابق فى بلداننا العربية فهل يُعقل أن تكون نماذج هذا العته بهذه الكثرة فى بلداننا على مر السنين الماضية هكذا دونما تنسيق مع من زرعها فى أوطاننا ؟!!

إذن، فما الحل؟

إذن، فما الحل؟ ماذا نفعل؟ كيف نصد خطر هؤلاء عن أوطاننا وشعوبنا التى تسرطنت وتكاد تموت هما وكمدا؟! ما الحل وأحزابنا فى موات؟ ما الحل ووعينا لما ينضح بعد؟ ما الحل وساستنا يشوهون الذين يفضحون الفساد؟ ما الحل والحل السلمى بعيد المدى غير مضمون النتائج؟ ما الحل وأنّات الفقراء فى بلادى لا تجد من يسمعها ولا يجدون من يمسح على جراحهم بعد إذ أغلق وزير التضامن الاجتماعي عمل الجمعيات الخيرية والهيئات الاجتماعية أو فرّغها من مضمونها؟!

حين نقول ثورة فإننا نختار الحل الوحيد الذى ألجأنا إليه النظام الحاكم، والذى دفعنا إليه دفعا بفعل حماقته وغبائه...وبقى للذين ينوط بهم تحريك الجماهير أن يتدارسوا آلية ناجعة ليتحركوا بالناس، فحركة الناس بلا قيادة – وبلا آلية واضحة الملامح-  غير مأمونة العواقب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 2 آذار/2008 - 23/صفر/1429