حرب الفضاء والاقمار الصناعية: صراع استراتيجي جديد

شبكة النبأ: على غرار افلام الخيال العلمي التي تقدمها السينما الامريكية، كشف مسؤول امريكي رفيع ان وزارة الدفاع "البنتاغون" أسقطت قمرا صناعيا ضخما، قبل أن يرتطم بالأرض بداية مارس/ آذار المقبل بسبب فقدانه الطاقة اللازمة للاستمرار.

شبكة النبأ المعلوماتية تابعت الموضوع حيث كان اطلاق الصاروخ الامريكي واسقاط القمر الصناعي تعبير عن الاستحواذ الامريكي المطلق على الفضاء بوجه التطلعات الروسية والصينية والايرانية، مما ينذر بحرب فضائية جديدة وان كانت باردة.

وقال البنتاجون إن صاروخا أُطلق من سفينة حربية للقوات البحرية الامريكية أصاب قمر تجسس صناعيا معطلا في الفضاء وذلك في محاولة لمنع سقوط خزان وقوده السام على كوكب الارض.

وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في بيان انه من السابق لاوانه قول ما اذا كان خزان الوقود تم تدميره في العملية التي جرت فوق المحيط الهادي لكن مصدرا عسكريا بارزا قال ان المؤشرات الاولية توحي بأنه تم تحقيق الهدف.

وقال البنتاجون في البيان ان الصاروخ اس.ام-3 اطلق من السفينة الحربية الامريكية ليك ايري في المحيط الهادي في نحو الساعة 10.26 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0326 بتوقيت جرينتش) واصاب القمر الصناعي على بعد نحو 247 كيلومترا فوق المحيط. بحسب رويترز.

وقال البيان "تؤكد شبكة من اجهزة الاستشعار البرية والجوية والبحرية والفضائية ان الجيش الامريكي استطاع اعتراض قمر معطل لمكتب الاستطلاع القومي كان في دورته الاخيرة قبل دخول الغلاف الجوي للارض."واضاف البيان قوله "ومن المتوقع ان يكون التأكيد بان خزان الوقود تدمر متاحا خلال 24 ساعة."

وقال المصدر العسكري البارز ان الصاروخ أصاب القمر الصناعي بعد ثلاث دقائق من اطلاقه.وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه "توجد مؤشرات جيدة على ان خزان الوقود اصيب لانه وقع انفجار."

وتقول وشنطن ان الهدف هو منع وقوع ضرر لاي انسان بسبب خزان الوقود الخطر بالقمر الصناعي. وعبرت روسيا والصين عن قلقهما حيث قالت موسكو ان العملية يمكن ان تستخدم ستارا لتجربة سلاح فضائي جديد.

وقال البنتاجون ان الصاروخ أصاب القمر الصناعي الذي يبلغ وزنه 2270 كيلوجراما وفي حجم حافلة بعدما انطلق بسرعة تزيد على 27400 كيلومتر في الساعة في الفضاء.

وقال البيان انه "بسبب الارتفاع المنخفض نسبيا للقمر الصناعي وقت الاشتباك فان الحطام سيبدأ في دخول الغلاف الجوي للارض على الفور."واضاف ان كل الحطام تقريبا سيحترق لدى دخوله خلال ما بين 24 ساعة و48 ساعة وان الحطام الباقي من المتوقع ان يدخل الغلاف الجوي خلال 40 يوما.

وقال جيف موريل السكرتير الصحفي للبنتاجون انه اثناء رحلة جوية الى هاواي فوض وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس البحرية باطلاق الصاروخ قبل نحو عشر ساعات من تنفيذ العملية. وقال موريل ان القادة أبلغوه بأن المهمة نجحت بعد تسع دقائق من اصابة القمر الصناعي.

وقال موريل للصحفيين في هونولولو بهاواي "وزير الدفاع شعر بسعادة بالغة لدى ابلاغه بذلك."

وشكك بعض خبراء الفضاء في مبررات البنتاجون لهذه المهمة وقالوا ان احتمال ان يسبب أي جزء من القمر الصناعي ضررا هو احتمال بعيد للغاية.

لكن مسؤولي البنتاجون نفوا تلميحات بأنهم ارادوا تدمير القمر الصناعي لمنع أي جزء من سفينة الفضاء السرية من الوقوع في ايدي قوى منافسة.

كما رفضوا اتهامات من بعض خبراء الامن والفضاء بأن البنتاجون استخدم مشكلة القمر الصناعي حجة لاختبار واظهار القدرة على اصابة اهداف في الفضاء بعد ان اجرت الصين تجربة على سلاح مضاد للاقمار الصناعية في العام الماضي.

جيتس: نظام الدرع الصاروخي الامريكي فعال

وقال جيتس ان العملية المعنية تتحدث عن نفسها وان الولايات المتحدة مستعدة لمشاركة الصين بعض الاسرار الخاصة بهذه العملية بعد اعراب الاخيرة عن قلقها من تأثير التجربة الامريكية على الامن في الفضاء الخارجي.

وتعقيبا على العملية قال روبرت جيتس ان نجاحها دليل على نجاعة التقنية المعتمدة في الدرع الصاروخي الامريكي وقال " اعتقد ان نجاح هذه التقنية قد تم اثباته لكن يبقى السؤال ما هي الاخطار التي تواجهها الولايات المتحدة وما طبيعتها ومدى تطورها وحجمها".

وقال ان الولايات المتحدة سلكت طريق الشفافية التامة بكل ما يتعلق بهذه التجربة وقدمت المعلومات وافية عنها قبل القيام بها.

وللقمر الصناعي خزانات بحجم حافلة ركاب كبيرة تحوي 450 كج من غاز الهيدرازين الخطر وهذه الخزانات مقاومة للحرارة العالية ويرجح وصولها سليمة الى الارض في حال سقوط القمر الصناعي.

وعند دخول القمر الصناعي الغلاف الجوي سوف يحترق بسبب الحرارة الهائلة لكن هذه الخزانات ستبقى سليمة وستصل الى الارض في حال لم يتم تدميرها.

قلق صيني وتشكيك روسي

من جانبها أعربت الصين وروسيا، عن قلقهما البالغ من خطط الجيش الأمريكي لإسقاط قمر صناعي للتجسس، رغم تأكيدات الإدارة الأمريكية والبنتاغون أن هدف تدمير القمر الصناعي المعطوب هو تفادي كارثة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن البنتاغون أخفق في تقديم "حجج مقنعة" لدعم مزاعمه بأن الغاية هي تدمير القمر الصناعي بصاروخ. بحسب CNN.

وأبدت تشكيكها إزاء تلك المزاعم بالقول: "هناك انطباعاً بأن الولايات المتحدة تحاول استخدام حادثة القمر الصناعي لاختبار قدرات أنظمتها الدفاعية المضادة للصواريخ، لتدمير الأقمار الصناعية للدول الأخرى."

ودحضت واشنطن تلك المزاعم بالتأكيد أن العملية ليست اختباراً لبرنامج تدمير الأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات والتجسس التابعة للدول الأخرى.

وشددت أن الهدف هو تجنب كارثة من القمر الصناعي المتهاوي، الذي يحوي خزانه على 1000 باوند من الوقود السام.

وطالبت دبلوماسيها في الخارج تعريف حكومات الدول بالجانب المختلف للخطة الأمريكية عن تجربة الصين التي استخدمت خلالها صاورخاً صمم خصيصاً لإسقاط الأقمار الصناعية، العام الماضي.

وكانت الولايات المتحدة، بجانب العديد من الدول الأخرى، قد وجهت انتقادات حادة للتجربة.

من جانب اخر نقلت وكالة الأنباء الرسمية في الصين "شينخوا" عن الناطق باسم الخارجية، لوي جيانشوا أن حكومة بكين تراقب عن كثب الوضع وتحت واشنطن على تفادي الإضرار بأمن الفضاء الخارجي.

ونقلت عن جيانشوا قوله: "الدوائر المختصة في الصين تراقب عن قرب الوضع وتعمل على تبني تدابير وقائية"، دون الإفصاح عن تفاصيل.

وكانت الصين قد اعترفت في مطلع العام الماضي بإطلاق صاروخ مضاد للأقمار الصناعية إلا أنها أكدت الالتزام بسياستها المناهضة لعسكرة الفضاء.

ايران تقول إن صاروخا تجريبيا أرسل بيانات من مداره

من جانب اخر وفي اطار الجهود الايرانية لولوج الفضاء ذكرت وسائل اعلام ايرانية أن صاروخا ايرانيا أطلق الى مداره حول الارض هذا الشهر استعدادا لاطلاق قمر صناعي محلي للبحوث الى الفضاء أرسل بنجاح بيانات علمية الى الارض.

وأثارت ايران قلقا دوليا يوم الرابع من فبراير شباط عندما أجرت تجربة اطلاق صاروخ مصمم لحمل قمر صناعي الى الفضاء خلال أشهر. وايران في مواجهة مع الغرب بسبب طموحاتها النووية المثيرة للجدل.

وقال التلفزيون الرسمي "أطلقت ايران في الاونة الاخيرة صاروخ أبحاث قام بارسال بيانات علمية الى البلاد بنجاح" مضيفا ان الصاروخ أرسل المعلومات عقب وصوله لمداره.

ويقول محللون ان التكنولوجيا التي تستخدم لاطلاق أقمار صناعية الى الفضاء يمكن أن تستخدم أيضا في اطلاق أسلحة. وأعربت الولايات المتحدة وروسيا عن قلقهما بسبب تجربة الصاروخ.

وردت واشنطن بالقول ان تجربة الصاروخ أمر يدعو للاسف في حين قالت موسكو ان التجربة زادت الشكوك في أن ايران تسعى لامتلاك أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.

وقالت فرنسا ان الصاروخ في الواقع صاروخ لا يمكنه الملاحة في الفضاء الامر الذي زاد المخاوف من أن هذه التكنولوجيا تهدف لانتاج أسلحة.

وهون مسؤولون ايرانيون من هذه المخاوف وشددوا على الجانب البحثي لمشروع القمر الصناعي دون الخوض في تفاصيل.

وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان ايران ستجري تجربتين أخريين على صاروخين استعدادا لعملية الاطلاق الفعلية التي قال ان من المتوقع تنفيذها خلال أشهر قليلة. بحسب رويترز.

ويخشى الغرب من أن تكون ايران تحاول سرا انتاج قنابل نووية. وتقول ايران وهي رابع أكبر منتج للنفط في العالم انها لاتريد الطاقة النووية الا لتلبية احتياجها المتزايد من الكهرباء.

وتتفاوض قوى دولية بينها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا من أجل استصدار قرار ثالث من مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات ضد ايران لرفضها الامتثال للمطالب بتعليق أنشطة حساسة مثل تخصيب اليورانيوم وهي عملية ينتج عنها الوقود النووي اما لاستخدامه في محطات الكهرباء أو في انتاج قنابل اذا تم تخصيبه بدرجة أعلى.

وأطلقت ايران أول اقمارها الصناعية سينا-1 الى مداره باستخدام صاروخ روسي عام 2005.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25 شباط/2008 - 17/صفر/1429