
شبكة النبأ: صدقا، فإن تداعيات اغتيال
عماد مغنية المسؤول الأمني لحزب الله اللبناني، قد بدأت ومن غير
المتوقع ان تنتهي قريبا، ولكنها ابتدأت من مكان غير متوقع ايضا، فقد
رفع اربعة محامين كويتيين دعوى قضائية ضد نائبين شيعيين لتنظيمهما
تجمعا تأبينيا لـ مغنية، المتهم باختطاف طائرة كويتية.
والدعوى قدمت ضد النائبين عدنان عبدالصمد الذي القى كلمة في التجمع
وأحمد لاري كما انها مقدمة ايضا ضد الوزير السابق عبدالهادي الصالح
والنائب السابق عبدالمحسن جمال وعضو المجلس البلدي فاضل صفر، حسبما
افاد المحامي ضيدان المطيري لوكالة فرانس برس.
وقال المطيري بعد لقائه المدعي العام "اتهمنا هؤلاء الاشخاص بانهم
مؤسسين واعضاء في حزب الله الكويت وانهم عملوا على شق الوحدة الوطنية
واعلنوا ولاءهم لحزب الله". واضاف المحامي ان القانون الكويتي ينص على
عقوبات لهذه التهم.
وليس هناك فرع معرف لحزب الله الشيعي اللبناني في الكويت الا ان
البعض يعتقد ان هذا التنظيم يعمل بشكل سري في البلاد وهو يعرف باسم
"حزب الله الكويت".
وقال المطيري "من المفترض الان ان تقوم النيابة العامة بجمع
المعلومات حول هؤلاء الاشخاص وان تستجوبهم".
ولا يمكن اعتقال او استجواب النواب في الكويت قبل ان يرفع عنهم
البرلمان الحصانة وذلك يمكن ان يتم بموجب طلب من النيابة العامة.
وفي ظل تدابير امنية مشددة حضر مئات الشيعة الكويتيين السبت الماضي
تجمعا لتابين مغنية الذي قتل في تفجير بسيارة مفخخة استهدفه وسط
العاصمة السورية دمشق.
وكان عبدالصمد وصف مغنية في التجمع بانه "شهيد بطل" نافيا ضلوعه في
اختطاف طائرة كويتية في 1988 ضمن عملية اسفرت عن مقتل كويتيين رميت
جثتيهما على مدرج مطار لارنكا القبرصي.
وندد نواب وناشطون سنّة بمنظمي التجمع التابيني مطالبين الحكومة
بملاحقتهم كما طالب بعض النواب عبدالصمد بالتنحي عن مقعده البرلماني.
وكانت "كتلة العمل الشعبي" المعارضة في مجلس الامة الكويتي جردت
النائبين عبدالصمد ولاري من عضويتهما فيها الاربعاء. ونددت الكتلة
بمشاركة النائبين في تابين "الارهابي عماد مغنية".
ودعت السلطات الكويتية القوى السياسية الكويتية الى التعقل في ما
يتعلق بالبلبلة التي اثارها تابين مغنية.
وقال فيصل الحجي نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي عقب الاجتماع
الأسبوعي لمجلس الوزراء "آمل من كافة وسائل الاعلام والمواطنين أن
يتركوا هذا الموضوع للجهات الرسمية الحكومية حيث انها باشرت وسوف تستمر
في اتخاذ التدابير القانونية التي تحفظ للمجتمع الكويتي أمنه
واستقراره".
واكد الحجي ان مجلس الوزراء عبر عن "شجبه واستنكاره لمظاهر التأبين
والتمجيد التى قام بها البعض بمناسبة مقتل إرهابي تلوثت يداه بدماء
الشهداء الابرياء الطاهرة وكان وراء العديد من العمليات والجرائم
الارهابية وترويع الآمنين في مختلف بقاع العالم".
واضاف "بذلك تحقق القصاص الرباني العادل لتطمئن روح شهيدي (الطائرة
الكويتية) عبدالله الخالدي وخالد ايوب" اللذين قضيا في عملية الاختطاف
التي استمرت 16 يوما. وهي المرة الاولى التي تشير الكويت رسميا الى
مغنية على انه منفذ عملية الاختطاف.
وكانت تلك الطائرة ثاني طائرة يختطفها ناشطون شيعة للمطالبة
بالافراج عن 17 شيعيا معتقلين في السجون الكويتية بتهمة تنفيذ عمليات
تفجير ضد السفارتين الاميركية والفرنسية في الكويت عام 1983.
وفر هؤلاء مع الاجتياح العراقي للكويت في اب/اغسطس 1990.
ويبلغ تعداد الكويتيين نحو مليون نسمة اغلبهم من السنة ولكن نحو
ثلثهم من الشيعة وهم ممثلون باربعة نواب في البرلمان الذي يضم 50
نائبا.
نواب كويتيون ينددون بإحياء ذكرى
عماد مغنية
وندد نواب كويتيون سنة بالتجمع الذي نظمه ناشطون من مواطنيهم الشيعة
احياء لذكرى عماد مغنية الذي اغتيل الثلاثاء الماضي في دمشق والمتهم
بالضلوع في خطف طائرتين كويتيتين ومقتل كويتيين.
وقال النائب فيصل المسلم امام الصحافيين ان "اقامة تأبين وعزاء
لعماد مغنية هو استفزاز للكويتيين خصوصا انه مجرم قتل ابناء الكويت
وروع اهلها". بحسب رويترز.
وبدوره ندد النائب محمد براك المطير ب"قيام فعاليات نيابية وسياسية
كويتية شيعية بتأبين عماد مغنية متناسية جرائمه بحق الكويت وشعبها".
واعتبر المطير ان هذا التجمع "ضرب عرض الحائط التصريحات الرسمية
لوزيري الخارجية والداخلية التي اكدت ان مغنية هو من سفك الدماء
الكويتية وهو من اختطف الطائرة الجابرية" ، وطالب النائب الجهات
المعنية في الدولة بإتخاذ اجراءات صارمة تجاه من يعبث ويفتن في الكويت.
كما ندد بالتجمع النائب علي العمير داعيا وزير الداخلية الى اتخاذ
اجراءات بحق منظمي التجمع ومطالبا النائب عدنان عبد الصمد الذي شارك في
التجمع والقى كلمة خلاله بتقديم الاعتذار الى الشعب الكويتي.
وبالرغم من انه يشتبه بان مغنية هو المسؤول عن خطف طائرتين كويتيتين
فان السلطات الكويتية لم توجه اليه يوما التهمة رسميا.
ولكن الصحف المحلية نقلت عن وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر
الخالد الصباح قوله ان الكويت فرحة لمقتل عماد مغنية.
المهري لـ القبس:ليس من المصلحة
إقامة مجالس عزاء لمغنية
«موقفنا موقف القيادة السياسية، ما تراه نراه وما تقوله نقوله،
وأعلن صراحة اننا مع توجيهاتها في جميع الامور وفي جميع الاحوال». هكذا
حسم السيد محمد باقر المهري، الجدل حول موقف المرجعية الدينية الشيعية
في الكويت، حول قضية تأبين مسؤول حزب الله عماد مغنية.
وعلق المهري، في لقاء مع «القبس»، على اقامة مجلس تأبين لمغنية «لم
نر ان من المصلحة اقامة مثل هذه المجالس، خصوصا ان الشعب الكويتي له
موقف بالنسبة لمن اقيم له المجلس».
وعن اتهام الشيعة في الكويت واتهامه بموالاته لدول اخرى لاعتبارات
مذهبية قال «انني اول من يحمل السلاح للدفاع عن وطني ضد اي معتدٍ
فولاؤنا وعشقنا للكويت اولا واخيرا ونحن محبون لهذه الارض الطاهرة
ونتبع قيادتنا السياسية».
المهري اكد على ان المواطنين الشيعة جزء لا يتجزأ من الكويت وان
الوطنية نبراسهم، واضاف المهري: اطالب الشعب الكويتي سنة وشيعة بالحفاظ
على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والتفكير في مصلحة البلاد العليا
وعدم اثارة النعرات المذهبية وتفعيل وتجسيد الوحدة الوطنية وتجسيدها من
خلال الافعال والاقوال. وقال ايضا: انا قلت مرارا وتكرارا ان ولاءنا
الاول والاخير لوطننا الكويت، واذا حدث شيء لا سمح الله فإنني اول من
يحمل السلاح للدفاع عن الوطن ضد اي معتد، فكل شيعي يعيش على ارض الكويت
يكون ولاؤه وعشقه لوطنه الكويت، وبالنسبة لتلك الاتهامات فهي باطلة
وتخرج من افواه لا يعلمون شيئا عن حقيقة الشيعة او انهم يتجاهلون ذلك،
والمواطنون الشيعة يرجعون الى مراجع دينية خارج البلاد كالسيد
السيستاني في العراق، ولكن في المسائل الفقهية خاصة، اما المسائل
السياسية فان المواطنين الشيعة يتبعون توجيهات القيادة السياسية في
البلاد، لانهم محبون لهذه الارض الطاهرة وقد جسدوا هذا الولاء ابان
الغزو الصدامي الغاشم على الكويت فكانوا في طليعة الشهداء ومن رموز
المقاومة الكويتية البطلة.
واضاف المهري للقبس: التعصب والتطرف والتحجر اتت من قبل بعض
الجماعات المتأسلمة الذين ثقفوا بهذه الثقافة البعيدة عن الخلق
الاسلامي واعتقد ان هذه الثقافة تلقوها في بعض المخيمات وبعض المساجد،
اما نحن الموالين لمدرسة اهل البيت فاننا نخالف التعصب والتطرف والتزمت
ونقبل بالرأي الآخر والتعايش السلمي وندعو الى محبة الناس اجمعين حتى
لو لم يكونوا مسلمين لان التعصب والتطرف ليس من الاسلام ولان الشريعة
الاسلامية شريعة سمحاء وتدعو الى نشر المحبة بين المجتمعات.
والحل في نشر الثقافة الاسلامية الاصيلة والتي تدعو الى المحبة
واحترام الآخرين وتقبل الرأي الآخر وربط الامة بالعلماء المخلصين
المعتدلين ومنعهم بالارتباط بالعلماء التكفيريين المتعصبين، ومن خلال
الكتب الدراسية في المدارس والكليات والجامعات.
كما نحتاج الى تهذيب كتب التربية الاسلامية وادخال مفهوم المحبة
وحب الآخرين فيها وحذف المناهج التكفيرية من هذه الكتب، كما طالبنا
وزير التربية تكرارا بحذف المناهج التي تبث الطائفية وتكفر المسلمين
وتكفر اصحاب الديانات السماوية الاخرى ونشر ثقافة التسامح والحوار مع
الديانات السماوية الاخرى وعدم تكفيرهم فالمسؤولية الاساسية على عاتق
وزارة التربية من خلال مناهجها التدريسية كما على وزارة الاوقاف
والشؤون الاسلامية ان تطلب من خطباء المساجد نشر ثقافة التسامح والمحبة
للاخرين وعدم تكفير المسلمين او الديانات السماوية الاخرى. |