ملف الطاقة البديلة: العالم أمام ثورة صناعية ثالثة

20-2-2008

اعداد/صباح جاسم

 شبكة النبأ: فيما تتصاعد التحديات البيئية والإفرازات الصناعية التي تهدد المخلوقات بشكل عام تتزايد معها محاولات التجديد والابتكار نحو طريق آمن يوفر للانسان حاجته مع الحفاظ على البيئة والصحة في آن، (شبكة النبأ) تستعرض لقراءها الكرام اخر المستجدات حول هذا الموضوع الحيوي:

أمريكا لا ترضى بالنفط مصدراً وحيداً للطاقة

حذر وزير الطاقة الأمريكي، صامويل بودمان، من اثار ارتفاع أسعار النفط على مصير الدول النامية، التي قال إن بيئة الأعمال فيها ومسار تقدهما "باتا مهددين" بفعل ذلك.

وقال الوزير الأمريكي إن العالم بحاجة إلى طاقة متجددة ونظيفة ورخيصة، كما غمز من قناة الدول المنتجة للنفط، عبر طلبه عدم التلاعب بالمعروض لرفع الأسعار. بحسب CNN.

واعتبر بودمان أن الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للطاقة "لم يعد مقبولاً على المستويات البيئية والاقتصادية والأمنية"، طالباً من الدول النفطية عدم النظر إلى خطط تطوير مصادر طاقة بديلة على أنها "مصدر تهديد."

جاءت هذه المواقف الأمريكية على هامش افتتاح "القمة العالمية للطاقة المستقبلية"، التي عقدت في أبوظبي، والتي حضر الوزير بودمان جلستها الافتتاحية، وغادر إثرها المؤتمر، بعد أن أكد أن الولايات المتحدة "ملتزمة بدورها" حيال التعامل مع المتغيرات المناخية التي وصفها بأنها "تحدياً عالمياً."

واستند بودمان على تقارير وكالة الطاقة الدولية، التي قدرت ارتفاع استهلاك النفط بنحو 55 في المائة بحلول العام 2030، على أن يتم حتى ذلك الحين، استثمار 22 تريليون دولار في الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد.

وتابع قائلاً: "نسمع جميعاً عن تأثير ارتفاع أسعار النفط على الصين والهند والدول ذات النمو المتسارع، والتي تزداد حاجتها للنفط سنوياً، بينما يغيب عن البال التأثيرات السلبية وطويلة الأمد لهذه الأسعار على الدول النامية الصغيرة، والذي بات يهدد نموها وبيئة الأعمال فيها."

ودعا بودمان إلى عدم التدخل في أسعار النفط عبر "تقليل الإنتاج وخلق أسقف سعرية"، وحث الجميع على "السماح لأسواق النفط العالمية بأن تتحرك بصورة شفافة وقابلة للتوقع"، وهو انتقاد لطالما وجهته الولايات المتحدة ضمنياً إلى الدول المنتجة التي تتهمها بالسعي للحفاظ على أسعار النفط عند مستوياتها القياسية الحالية.

أيسلندا تستخدم الحمم.. وكهرباء الشمس بالخليج "غالية"

توقع ماتياس ماشنيغ، رئيس دائرة في الوزارة الاتحادية للبيئة والسلامة النووية بألمانيا، أن يشهد العالم خلال الفترة المقبلة ثورة صناعية ثالثة بفعل التطور الحاصل على صعيد التكنولوجيا الصديقة للبيئة، مؤكداً أنها مجدية مادياً.

وأضاف المسؤول الألماني: "علينا تغيير المناخ بسرعة، إذ نحن الآن أمام ثورة صناعية ثالثة،" غير أنه استطرد بالإشارة إلى أن الطريق ما تزال طويلة أمام تحقيق تبدلات جذرية، إذ توقعت وكالة الطاقة العالمية ازدياد استهلاك النفط بمعدل 50 في المائة بحلو ل العام 2020. بحسب CNN.

وأكد ماشينغ ثقة بلاده بقدرتها، وسائر دول القارة الأوروبية، على الإلتزام بالمعايير البيئية الجديدة، وخفض نسب التلوث بقرابة 30 في المائة حتى العام 2020.

وشدد على زيف الاعتقاد الواسع الانتشار بأن تلك التكنولوجيات مكلفة، وذلك عبر الإشارة إلى أن الدراسات التي أعدتها ألمانيا أظهرت أنها ستوفر باستخدام هذا النوع من التقنيات 36 مليار دولار من فاتورتها النفطية عام 2020، باحتساب سعر البرميل عند 60 دولاراً.

وجاءت هذه البيانات على هامش "القمة العالمية للطاقة المستقبلية" التي جرت في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، حيث أشاد ماشينغ بالقمة التي قال إنها "تأتي بعد ستة أسابيع من مؤتمر بالي، التي كانت الطاقة المتجددة عنوانه الرئيسي."

من جانبه، فقد كشف أوسور سكارفيدينسون، وزير الطاقة والصناعة الأيسلندي، أن بلاده، التي تنتج 99.95 في المائة من طاقتها باستخدام وسائل صديقة للبيئة، أن بلاده تجري تجارب حالياً على آبار عميقة يتم حفرها للاستفادة من حرارة الحمم البركانية في الطبقات العميقة لإنتاج الطاقة.

وأكد على أن بلاده ستواصل الاستثمار في هذا المجال، مشددا على قناعتها بإمكانية نقل نموذجها إلى عشرات الدول حول العالم.

وفي حلقة نقاشية أعقبت الكلمات الرسمية، قال نيكولاس باركر، رئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس لمجموعة كلينيتيك، إن إجمالي الإنفاق العالمي على أبحاث الطاقة المتجددة بلغت عام 2007 أكثر من ستة مليارات دولار.

ورأى الخبير الدولي أن هذه المبالغ لا تتجاوز اثنين في المائة فقط من إجمالي ما أنفق على أبحاث وجهود تطوير الطاقة العالمية خلال هذا العام، غير أنه نفى أن تكون ظاهرة الطاقة المتجددة "فقاعة" استثمارية يستغلها البعض، مشيراً إلى أنها باتت حاجة وضرورة عالمية.

ابو ظبي تطلق "اكبر مشروع للطاقة النظيفة في العالم"

أعلنت إمارة ابوظبي انها تنوي استثمار 15 مليار دولار لبناء أكبر محطة لانتاج الطاقة الهيدروجينية في العالم وتطوير مصادر الطاقة المتجددة.

وتصف الامارة المشروع على انه أهم مشروع حكومي من نوعه في العالم. ويشمل المشروع ايضا تطوير مدينة تعتمد على الطاقات المتجددة، تؤوي 50 ألف شخص.

واطلق على هذه المدينة المستقبلية اسم "مدينة مصدر"، وستخلو تماما من الانبعاثات الكربونية والسيارات.  وتأمل ابو ظبي في ان يجلب المشروع مستثمرين دوليين يوظفون امكانيات مادية اهم.

ونقلت وكالة رويترز عن ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ان الاستثمار سيكون جزءا من مبادرة " مصدر" لتطوير مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة.

وأضاف الشيخ ان تطوير "مدينة مصدر" التي تعتبر أول مدينة خالية من انبعاثات الكربون في العالم سيبدأ في شهر فبراير شباط المقبل.

واسترسل الجابر قائلا ان الامارة ستنشئ أكبر محطة في العالم لانتاج الطاقة الهيدروجينية بقدرة انتاجية تناهز الـ 500 ميغاوات.

وقال سلطان الجابر مدير شركة مصدر التي ستسهر على المبادرة ان الطلب العالمي من الطاقات المتجددة يزيد باستمرار، بينما اصبحت ظاهرة التغير المناخي حقيقة ومصدر قلق متزايد. لقد حان الوقت للتفكير في المستقبل."

واضاف سلطان الجابر ان "قدراتنا على التعامل مع هذا الواقع سيضمن الاستمرارية لريادة ابو ظبي في مجال الطاقة على المستوى العالمي، وكذا لنمونا وتقدمنا".

يذكر ان برنامج التنمية التابع للامم المتحدة قال العام الماضي في تقرير له ان انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الامارات بلغت 34.1 طن لكل فرد عام 2004. ويعتبر ذلك ثالث أعلى مستوى عالمي بعد قطر والكويت، بينما لا يتعدى في الولايات المتحدة 6.20 طن للفرد.

النفايات ومخلفات الأبقار مصادر جديدة للطاقة

قدمت مجموعة من خبراء الطاقة العالميين في "قمة الطاقة المستقبلية" تصورات متنوعة للحصول على طاقة نظيفة ومتجددة، بأشكال صديقة للبيئة تخفف من استهلاك النفط، ومنها انتاج الطاقة عبر حرق النفايات بوسائل حديثة، أو عبر تقنيات مبتكرة تعتمد على المخلفات الحيوانية.

فقد أكد البروفسور نيكولاس تيميليس، مدير مركز الهندسة الأرضية بجامعة كولومبيا، إمكانية تحويل النفايات إلى مصدر غني للطاقة بوسائل متقدمة لاتتيح فقط تخفيف الانبعاثات الضارة، بل تساعد على امتصاص الكربون من الأجواء. بحسب CNN.

وقال تيميليس، إن نفايات العالم ستتضاعف من حيث الحجم بحلول العام 2070، ومع محدودية قدرة المجتمعات على التخلص منها، يبرز خيار الحرق كطريقة متعددة المنافع.

فمن جهة، يمكن انتاج الكهرباء من خلال الإحراق المباشر للنفايات المنزلية العادية، فيما تستغل الحرارة الناجمة عن هذه العملية في تسخين أو تبريد المياه وفق الحاجة، بينما يستعمل الرماد الناتج عن الحرق كمواد بناء.

وقال الخبير الأمريكي إن هناك العديد من المصانع التي تطبق هذه التكنولوجيا الجديدة في هولندا وفرنسا وإيطاليا، حيث يتم التخلص من آلاف الأطنان من النفايات بأشكال صديقة للبيئة.

أما آن ماكين، مديرة شركة "إمباور" النيوزلندية الاستشارية المحدودة، فقد كشفت عن مبادرة من إعداد شركتها لتحويل المخلفات الحيوانية إلى طاقة.

وقال ماكين إن مبادرتها قابلة للاستخدام على نطاق واسع في الدول الآسيوية، حيث تكثر الماشية وتنعدم سبل الاستفادة منها.

ولفتت الخبيرة النيوزلندية إلى أن غاز الميثان الناجم عن مخلفات الأبقار يعتبر مشكلة عالمية جدية، حيث يشكل هذا الغاز نصف إنتاج بلادها من الانبعاثات الضارة سنوياً.

الجزائر: مشاريع "طاقة متجددة" تعتمد الريح والشمس

قال الأخضر بن مازوز، مدير الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية إن بلاده تنجز خطوات جدية على صعيد إنتاج طاقة متجددة من خلال مشاريع لمحطات كهربائية هجينة تعتمد على مزيج من المحروقات وطاقة الريح والشمس.

وأفاد بن مازوز، في حديث لموقع CNN بالعربية أن حجم إنتاج الطاقة المتجددة ما يزال محدوداً في الجزائر، بحيث لا يتجاوز 0.05 في المائة من إجمالي الطاقة في البلاد، غير أنه توقع أن تصل النسبة إلى اثنين في المائة خلال العامين المقبلين، رافضاً الحديث عن برنامج بلاده النووي.

وعن الدول العربية التي تمتلك مشاريع مماثلة، قال المسؤول الجزائري، إن لدى المغرب مشروع كبير لمحطة هجينة تعمل بالغاز والشمس، شاكياَ من انعدام وجود أي إطار عربي للبرامج الخاصة بالطاقة البديلة، والتي اعتبر أنها ما تزال "مبادرات فردية" بالنسبة للدول.

وشرح بن مازوز أهداف البرنامج الجزائري للطاقة البديلة، الذي قال إنه يعود إلى عشرة أعوام، محدداً إياها بـ"إيصال الطاقة للمناطق النائية وتطوير إمكانيات تكنولوجية محلية."

ورفض الإجابة عن سؤال CNN بالعربية عن موقع الطاقة النووية على خريطة المصادر البديلة بالنسبة للجزائر قائلأ: "النووي قضية خاصة وليس لي الدخول بها."

وكان بن مازوز قد تحدث الثلاثاء على هامش اليوم الأخير من جلسات "قمة الطاقة المستقبلية" التي عقدت في أبوظبي، حيث قال إن الشمس تمثل المرتكز الرئيسي لبرنامج بلاده حول الطاقة البديلة، وذلك باعتبار أن الجزائر تتلقى على أراضيها أكبر كمية من أشعة الشمس بين دول البحر المتوسط.

وقال إن بلاده تدرس أيضاً مجموعة مختلفة من المصادر البديلة، وفي مقدمتها الوقود المستمد من الحطب باعتباره مصدراً متجدداً للطاقة، وحرق النفايات واستخدام المياه الطبيعية الساخنة وطاقة الريح.

كما لفت إلى أن المنشأت التي أقامتها الجزائر في المنطقة الجنوبية، نجحت بتزود 300 منزل بالطاقة الكهربائية المستمدة من الريح و18 قرية بطاقة الكهرباء المستمدة من الشمس، فيما تعمل أكثر من 300 محطة اتصال هاتفي بقوة الطاقة الشمسية في تلك المنطقة.

أما في المنطقة الشمالية من البلاد، فتعمل محطة بقوة 10 ميغاواط بطاقة الشمس، فيما يتم العمل على إنشاء محطة هجينة، تعمل بالشمس والغاز بقوة 150 ميغاوات وأخرى تعمل بالديزل والريح بقوة 10 ميغاوات.

اليابان تحذو حذو أوروبا في استغلال طاقة الرياح

تطل على بحيرة جبلية تبعد مسيرة بضع ساعات بالسيارة عن طوكيو العشرات من التوربينات السامقة لاستغلال طاقة الرياح وهي تدور لتوليد طاقة خالية من الكربون في خامس أكبر دولة في العالم من حيث حجم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

يؤدي التغير المفاجيء في اتجاه الرياح الى ان تلف دوارة الرياح في اتجاه مغاير في مشهد يرمز الى مدى جدية جهود اليابان في التحول عن استخدام الوقود الحفري واللجوء الى استغلال الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح سعيا للحد من غازات الاحتباس الحراري بموجب بروتوكول كيوتو.

إلا ان محطات استغلال طاقة الرياح مثل محطة هضبة نونوبيكي الواقعة على تلة تشرف على شمال طوكيو وتتولى توليد كميات كافية من الطاقة الكهربية لانارة نحو 35 الف منزل سنويا اخفقت حتى الان في تلبية التزامات اليابان بخفض الانبعاثات الغازية وفقا لنص بروتوكول كيوتو.

بدأت اليابان تنظر الان الى استغلال طاقة الرياح من البحار مقتفية اثار اوروبا الرائدة في هذا المضمار وشرعت في وضع تخطيط لانشاء شبكة من محطات الرياح البحرية مستغلة قوة رياح المحيط الهادي.

وقال ميتسوتوشي ياماشيتا المسؤول بوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة المعني بتنشيط استغلال طاقة الرياح "من المجدي اقتحام هذا القطاع الان فيما تشهد تكنولوجيا طاقة الرياح البحرية عنفوانها."واضاف "متى حصلنا على التكنولوجيا المطلوبة تصبح الطاقة بلا حدود."بحسب رويترز.

وتأمل اليابان ان تسهم طاقة الرياح في امدادها بنحو 0.2 في المئة من امدادات الطاقة الاولية للبلاد بحلول مارس اذار عام 2011 وقد يرتفع هذا الرقم بصورة كبيرة اذا مضت كبرى شركات الكهرباء قدما في اتباع خطط لاقامة محطات بحرية لاستغلال طاقة الرياح قرب محطات القوى الكهربية الساحلية.

وتمثل بلدة هوكايدو في شمال اليابان وهي اول شبكة بحرية لاستغلال طاقة الرياح خارج اوروبا وتقوم منذ عام 2003 باستئناس رياح البحر بالاستعانة بتوربينات تصل قدرة الواحد الى 600 كيلووات وتقع التوربينات قبالة الشاطيء وعلى مبعدة اقل من كيلومتر واحد وهو ما يكفي لانارة ما متوسطه الف منزل سنويا حيث تزيد سرعة الرياح في البحر الى ضعف ما هي عليه على البر.

ويمكن الاعتماد على طاقة الرياح بدرجة اكبر من الطاقة الشمسية كما ان دوارات الرياح تشغل حيزا اقل وهي اقل في استثماراتها عن المحطات الشمسية والنووية.

وتعكف اليابان هذا العام على دراسة جدوى محطات قوى الرياح البحرية ومن بين الخيارات المتاحة ان تقتدي البلاد بما هو مطبق في اسكتلندا التي اقامت دوارات للرياح في المياه العميقة عام 2006 .

وتواجه اليابان وهي ثالث اكبر مستهلك للنفط في العالم ضغوطا متزايدة لزيادة امدادات الطاقة من المصادر غير الملوثة للبيئة فيما تحد من الاعتماد على النفط والفحم والغاز الطبيعي وهي المواد التي يتم استيراد معظمها من الخارج.

وينتج الوقود الحفري ثلثي احتياجات اليابان من الطاقة الكهربية فيما يتم استكمال الباقي من خلال مصادر الطاقة النووية والطاقة المائية.

مستثمرون أمريكيون: 10 مليارات دولار للاستثمار في الطاقة المتجددة

تعهدت مؤسسات استثمارية أمريكية في قمة للامم المتحدة باستثمار عشرة مليارات دولار على مدى عامين في الاساليب التكنولوجية التي تهدف لتقليل انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة والضغط على الشركات للافصاح عن المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية التي تواجهها.

وقالت مندي لوبر رئيسة ائتلاف سيريس للمستثمرين والشخصيات البارزة بين دعاة الحفاظ على البيئة ان الخطة "تعكس الفرص الاستثمارية العديدة التي توجد اليوم للتأثير في التلوث العالمي الذي يعمل على رفع درجة الحرارة وتحقيق أرباح وافادة الاقتصاد العالمي.

كما وافق نظام معاشات التقاعد للعاملين العموميين في كاليفورنيا وأهو أكبر صندوق للمعاشات في الولايات المتحدة وكذلك مراقبو الحسابات في 11 ولاية أمريكية وغيرهم في قمة المستثمرين لدراسة المخاطر المناخية على استثمار الاموال في التكنولوجيات النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

والولايات المتحدة هي الدولة الصناعية الكبرى الوحيدة التي لم تصدق على اتفاقية كيوتو لتقليل انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض بمقدار خمسة في المئة في المتوسط بحلول عام 2012 مقارنة بمستوياتها عام 1990.

وقال جون سويني رئيس اتحاد ايه.اف.ال-سي.اي.أو للنقابات في كلمة أمام القمة انه يجب تخصيص جانب من خمسة تريليونات دولار تمثل صناديق معاشات التقاعد للعمال للاستثمار في وسائل المساعدة في مكافحة التغيرات المناخية.وأضاف "هذه الاجور المؤجلة للعاملين هي رأس المال الذي يجب أن يغذي اقتصاد الطاقة مستقبلا."

إنتاج الطاقة النقية كبديل للوقود الأحفوري

بدأ تزايد الإهتمام العالمي بالبيئة يفضي الى زيادة في استبدال الوقود الأحفوري، مثل الفحم الحجري والنفط، الذي يتسبّب في احتباس حراري وانبعاث غازات الدفيئة، بمصادر طاقة نقية وقابلة للتجديد. وفي الولايات المتحدة تعتبر شركة "إف بي إل – إنيرجي" FPL Energy ، التي تتخذ من فلوريدا مقرا لها، وتمارس نشاطات في 25 ولاية أميركية عبر البلاد، من كبرى الشركات التي تزوّد الطاقة الشمسية واخرى تعمل على الريح.

ويشار الى ان هذه الشركة لا تزوّد فلوريدا بطاقة كهربائية اذ ينحصر ذلك في شركة "فلوريدا باور أند لايت" الا ان المؤسستين هما جزء من شركة مظلة تدعى "مجموعة إف بي إل".

وقال المدير التنفيذي للمجموعة، لويس هاي، ان شركته تبنّت مبدأ القدرة على الاستمرار الذي يتمحور على الموازنة بين المحاسبة الإقتصادية والرعاية البيئية والمسؤولية الإجتماعية. وأضاف أن مجموعته ملتزمة "المحافظة على الموقف الذي اكتسبناه كمؤسسة رائدة في رعاية البيئة، وعلى وجه خاص، إبراز الدور الرائد للصناعات في خفض انبعاثات الغازات المسببة للإحتباس الحراري."بحسب تقرير واشنطن.

وحاليا، تعوّل الولايات المتحدة من أجل مصادر طاقتها على الفحم الحجري والنفط والغاز الطبيعي. ورغم ان الأخير يعتبر "وقودا أحفوريا نقيا" فإن مصدري الطاقة الأولين يطلقان غاز ثاني أكسيد الكربون المسبّب للإحتباس الحراري والذي يعتبره العلماء ودعاة تنقية البيئة مشكلة صحية وخطرا على الكوكب. والوقود الأحفوري ذاك، وهو مصدر محدود زمنيا، وستتضاءل كمياته، يعتبر مصدرا غير قابل للتجديد. وعلى عكس ذلك فان الطاقة الشمسية والطاقة المولدة بفعل الريح والتي يعوّض عنها بشكل ثابت، هي طاقة لا نهاية لها ولا تنبعث منها غازات وتعتبر مصادر طاقة كلفتها ذات جدوى اقتصادية.

وبالإضافة الى تطوير وبناء وتشغيل مرافق توليد طاقة كهربائية في جميع أنحاء الولايات المتحدة تسعى "إف بي إل إنيرجي" لتقليص الى أدنى حد ممكن آثار تلك النشاطات على البرّ وعلى سطح المياه، والمزروعات، والأسماك، والحياة الفطرية. وتشكّل الطاقة النقيّة ومصادر الطاقة القابلة للتجديد نسبة أكثر من 90 في المئة من إنتاج الشركة المذكورة كما جاء في قول مدير الاتصالات فيها، ستيف ستينغل، الذي اضاف ان الطاقة الكهربائية المولدّة تباع لمرافق طاقة وبلديات وتعاونيات وشبكات إقليمية على أساس الجملة، ومن ثم تقوم هذه بتزويدها للمنازل والشركات.

كاليفورنيا تحدد أهدافا طموحة لاستخدام الطاقة المتجددة

عقد المشاركون في مؤتمر قمة حول الطاقة في كاليفورنيا العزم على إدخال المزيد من فرص العمل في قطاع صناعة الطاقة المتجددة والقيام بتنفيذ برامج تدريبية ومعلوماتية على مستوى الولاية والمدينة والمجتمعات المحلية.

وكان شعار المؤتمر، الذي استغرق يوما واحدا ووصفه رئيس المؤتمر كيري بولدنغ بأنه كان ناجحا للغاية، هو "الرقي باقتصاد الطاقة الجديدة". وأبلغ بولدنغ الذي يشغل منصب كبير مستشاري اللجنة العليا للمرافق العامة في ولاية كاليفورنيا موقع أميركا دوت غوف أنه حضر الاجتماع الذي انعقد يوم 14 كانون الثاني/ يناير الماضي حوالي 800 شخص من "قطاعات مختلفة جدا."بحسب موقع يو اس انفو.

وقال إن المشاركين في المؤتمر كانوا من جميع الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، ولكنه حضره بشكل خاص ممثلون من أربعة قطاعات هي: الطاقة المتجددة، ومجتمع التكنولوجيا الخضراء وواضعو السياسات والمعلمون، والمستثمرون وقادة المجتمعات المحلية وأفراد المجتمعات المستضعفة والمحرومة الذين يمكن أن يحفزوا الأشخاص الذين لا يولون الطاقة المتجددة الاهتمام الكافي."

وقال بولدنغ إن الحوار بين هذه الاهتمامات المختلفة، الذي يعني جعل "كاليفورنيا أرضية خصبة للطاقة المتجددة والاستثمار في الطاقة وفرص العمل يمثل هدفا محققا بشكل خاص، لأنه يخلق اهتماما وزخما كبيرين لم يكونا موجودين من قبل ويدفعهما إلى الأمام."

وأبرز ما تضمنه المؤتمر جاء من جوزيف بيركينز، رئيس جمعية البنائين المحليين في شمالي ولاية كاليفورنيا التي سبق وأن وعدت بفرض معايير بيئية صارمة على أعمال البناء من شأنها أن تخفض من انبعاثات غازات الكربون في عام 1990 إلى النصف بحلول عام 2020 من خلال استخدم تكنولوجيات البناء ذات الانبعاثات المنخفضة. وأبلغ بيركينز المشاركين في المؤتمر أن "الجمعية ملتزمة ببناء يفي بمعايير البيئة الخضراء. ونحن نريد أن تتعاون مع مختلف القطاعات لانجاز شيء ما."

ومن الجدير بالذكر أن أنشطة البناء تصدر جزءا كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. ويقول المجلس الأميركي للبناء الأخضر إن قطاع البناء يمثل ما يقرب من النصف من جميع انبعاثات الغازات المحلية السنوية المسببة للاحتباس الحراري. وهذا الرقم ينعكس على الصعيد العالمي. ويتولى المجلس الأميركي للبناء الأخضر المصادقة على المشاريع دوليا باستخدام نظام التقييم التابع لقيادة التصميم البيئي الموفر للطاقة.وحتى وقت قريب، ظل قطاع البناء الرئيسي يقاوم اعتماد التكنولوجيا الخضراء في أعمال البناء.

وقال بولدنغ "إن مشاركتهم في هذا المجهود تمثل أمرا مهما جدا. والأمر الأكثر أهمية هو وعدهم بتوفير فرص عمل لـ 25 ألف من عمال الياقات الخضراء." وأضاف أن هذا المجهود سيكون له أثر مضاعف على اقتصادنا وعلى صناعتنا وعلى مجتمعاتنا المهملة، لتوجيه شعبنا وولايتنا نحو اقتصاد أخضر جديد." وأضاف "أن الوظائف الجديدة وجهود التدريب قد بدأت."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21 شباط/2008 - 13/صفر/1429