
شبكة النبأ: في خطوة يعدّها المراقبون
بانها مفاجِئة وتنم عن تردد حيال احداث جرت مؤخرا، أجّلَت ايران موعدا
كان من المفترض ان يتم فيه خوض الجولة الرابعة من المفاوضات مع
الولايات المتحدة بشأن العراق.
وقال السفير الايراني في بغداد ان بلاده أرجأت جولة رابعة من
المحادثات مع الولايات المتحدة في بغداد بشأن تحسين الامن في العراق
بسبب "مسائل فنية".
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال ان المحادثات كان
مقررا عقدها يوم الجمعة الماضي لكنها ارجئت في اللحظة الاخيرة. ووصف
تأجيل ايران للمحادثات بأنه مؤسف.
وقال السفير الايراني لدى العراق حسن كاظمي قمي لوكالة أنباء
الجمهورية الاسلامية الايرانية ان المحادثات "كان من المفترض ان تجري
يوم الجمعة الماضي لكن استنادا لاخر التقييمات وبسبب مسائل فنية تاجلت
هذه المفاوضات لكننا لا نزال عازمين على اجرائها."
وقالت مسؤولة من السفارة الامريكية انه يبدو بشكل متزايد ان طهران
لا تريد اجراء هذا الحوار.
وفي وقت لاحق قال العراق ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سيقوم
بزيارة بغداد يوم الثاني من مارس اذار لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء
العراقي نوري المالكي وغيره من كبار المسؤولين في اول زيارة يقوم بها
رئيس للجمهورية الاسلامية لبغداد.
والمحادثات الامنية الامريكية الايرانية من المنتديات النادرة التي
يتصل فيها مسؤولو البلدين بشكل مباشر. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين
واشنطن وطهران منذ نحو 30 عاما.
وقال زيباري لرويترز في مقابلة، عند سؤاله عن المحادثات المشتركة "
ابلغنا بالامس بأن الايرانيين يريدون تأجيل ذلك لبعض الوقت."
وقال زيباري "كان لدينا موعد مؤكد من جانب الايرانيين والامريكيين
هو 15 فبراير وكنا في مرحلة التخطيط والتحضير والتنظيم. هذه هي المرة
الرابعة التي نتفق فيها على موعد ولكنهم لا يحضرون."
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية لرويترز، ان طهران
طلبت التأجيل "لبضعة ايام اخرى." وقال ايضا ان سبب طلب التأجيل غير
واضح.
واجتمع مسؤولون أمريكيون وايرانيون ثلاث مرات العام الماضي للبحث عن
ارضية مشتركة بشأن استقرار العراق في محادثات رتبتها حكومة بغداد. وكان
اخر اجتماع لهم في اغسطس اب.
واستغلت واشنطن هذه المحادثات لحث ايران على وقف تدريب ميليشيات
شيعية في العراق وتزويدها بالسلاح خاصة قنابل (ئي.اف.بي) التي تخترق
الدروع والمسؤولة عن مقتل مئات من افراد القوات الامريكية.
وتنفي طهران هذه الاتهامات وتلقي اللوم على الغزو الذي قادته
الولايات المتحدة في العراق عام 2003 في اثارة أعمال العنف. وهناك نزاع
كذلك بين ايران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي.
وقالت ميرمبي نانتونجو المتحدثة باسم السفارة الامريكية ان الحكومة
العراقية ابلغت السفارة بالتأجيل.
وأضافت "كنا جاهزين منذ أسابيع. نحن يسعدنا الجلوس لاجراء المحادثات
لكن يبدو بوضوح متزايد أن الايرانيين ليسوا سعداء بها."
وقال زيباري ان جميع الاطراف ترى أهمية لهذه المحادثات واضاف ان
ايران كانت تساعد في القضاء على العنف في العراق جزئيا عن طريق منع بعض
الاسلحة من عبور الحدود.
وقال كذلك ان ايران كان لها دور مؤثر في كبح جماح انشطة ميليشيا جيش
المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. واعلن الصدر المناهض
للولايات المتحدة وقفا لاطلاق النار في أغسطس اب الماضي نسب اليه الفضل
في تقليل العنف.
وقال زيباري "أعداد وكميات الاسلحة وتكنولوجيا ئي.اف.بي التي تعبر
الحدود قد انخفضت حسب بيانات الامريكيين وتقارير مخابراتنا. كانوا
مفيدين في هذين المجالين."
وتابع "لا يعني ذلك انهم لا يتدخلون. هذه حكومة صديقة لايران وسيكون
موقفا متناقضا من جانبهم أن يدعموا الحكومة من ناحية وأن يدعموا
الميليشيات أو الخارجين على القانون من ناحية أخرى."
وخاضت ايران والعراق حربا استمرت ثماني سنوات في ثمانينات القرن
الماضي قتل فيها مئات الالوف لكن العلاقات بينهما تحسنت منذ الاطاحة
بالرئيس المخلوع صدام حسين عام 2003 وتولي حكومة يقودها الشيعة السلطة
في البلاد.
أمريكا مستعدة لاستئناف المحادثات
وقال مسؤول أمريكي كبير ان الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف
محادثات مع ايران بشأن تحسين الامن في العراق لكنه اتهم طهران بتسليح
وتدريب مقاتلين متشددين من الشيعة العراقيين.
وكانت طهران أرجأت الخميس الماضي جولة رابعة من المحادثات بسبب
"مسائل فنية". ودفعت هذه الخطوة واشنطن الى التشكيك في التزام طهران
بالحوار.
وقال ديفيد ساترفيلد منسق شؤون العراق في وزارة الخارجية الامريكية
للصحفيين خلال زيارة لباريس للاجتماع مع مسؤولين فرنسيين "نحن نرى أن
نوايا ايران في العراق لم تتغير على مدى السنوات الاخيرة."
وأضاف "نحن نرى أن ايران عازمة على الاستمرار في تشجيع العنف داخل
العراق الامر الذي يتعارض مباشرة مع التزام ايران المعلن بدعم احلال
السلام في العراق واستقراره وسيادته."
وقال ان ايران تسلح وتدرب "العناصر الاكثر عنفا والاكثر تشددا" في
العراق بما في ذلك مقاتلون أخذهم الحرس الثوري الايراني من ميليشيا جيش
المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر.
والمحادثات الامريكية الايرانية بشأن الامن في العراق من بين
الحالات القليلة التي يجري فيها البلدان اتصالات مباشرة. وقطعت
العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران منذ نحو 30 عاما.
وقال ساترفيلد "ما زلنا مستعدين وكذلك الحكومة العراقية لهذه
المحادثات." لكنه قال ان من الواضح أن نوايا ايران ليست ودية.
وتابع "نحن نعتقد جازمين أن ايران ترغب في أن ترى القوات الاجنبية
وخصوصا القوات الامريكية ترحل من العراق مرغمة بأكثر الاشكال اذلالا
وتدميرا."
أمريكا: نؤيد علاقات طيبة بين
العراق وايران
واعرب البيت الابيض عن تأييده لإقامة علاقات طيبة بين العراق وايران
بعد اعلان أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد سيقوم بزيارة بغداد في
الشهر المقبل لكنه حث طهران على وقف دعم المسلحين في العراق.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في وقت سابق ان
أحمدي نجاد سيقوم بزيارة تاريخية للعراق في الثاني من الشهر المقبل
لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسؤولين آخرين.
بحسب رويترز.
وستكون هذه أول زيارة للعراق يقوم بها رئيس للجمهورية الاسلامية
الايرانية المنخرطة في خلاف مع الولايات المتحدة بشأن اسباب العنف في
العراق.
وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض في بيان "نريد أن
تكون بين العراق وايران علاقات طيبة .. وأسرع طريقة لحدوث ذلك هو أن
تتوقف ايران عن دعم المتطرفين في العراق الذين يقتلون الابرياء من
العراقيين والامريكيين."
وسيقضي أحمدي نجاد يومين في العراق بدعوة من الرئيس العراقي جلال
طالباني. |