رؤوس فرّقتها جيوب المحاصصة..هل يوحدها الكباب ؟!

 نعمان التميمي

غالبا مافرقت الافكار والسياسة والنعرات والخلافات والثروات والشعارات والحدود ـ ولاتزال ـ بين العرب في (وطنهم الكبير المشرذم) من المحيط الى الخليج، وكما هو معروف دائما فقد( اتفق العرب على ان لايتفقوا) ولكن قد يكون هنالك من المظاهر مايعول عليها للشذوذ عن هذه المقولة التي اصبحت اشبه بـ (قاعدة منطقية !؟).

هذا ما باتت تثبته على الاقل المصالح الدنيا (البطون وماتحتها)!.. وليس المصالح العليا..، والفضل في هذا ماهو الا (الكباب العراقي واللبناني والسوري) الذي جاء في مقدمة الأكلات التي نجحت في الجمع والتوحيد بين ابناء الاخوة وابناء العم من (بلادُ العُربِ أوطاني, منَ الشّـامِ لبغدانِ. ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ, إلى مِصـرَ فتطوانِ) على مائدة واحدة، ولكن بعيدا ايضا عن البلدان العربية، انما في (تايلاند)، فمرحى للحوم الابقار والعجول، وربما ايضا لحوم السلاحف والافاعي وبقية الزواحف في شرق اسيا المعروفة بحبها لهذه اللحوم، ولم لا اذا كانت مدعاة للالفة والاجتماع والتلاقي بين العرب!!.

فالحي العربي في العاصمة التايلندية بانكوك يمثل ـ بحسب تقرير لاحدى الاذاعات ـ نموذجاً مصغراً لمدينة عربية بمحلاتها وروادها ومظاهرها المختلفة. وتجتذب المطاعم العربية المنتشرة فيها معظم العرب هناك، من سياح وغير سياح، ومن غير العرب ايضا ممن تستهويهم المأكولات العربية. ويعد الكباب العراقي والشامي على رأس قائمة المأكولات التي يتوحد عن طريقها العرب هناك على المائدة.

ولنا ان نعتب هنا على (كبابنا العراقي) ونتساءل: لماذا ينجح هناك في الغربة، ويفشل هنا، في مسقط رأسه ـ حتى الان ـ في توحيد السياسيين والنواب والاحزاب والكتل والتيارات و..؟!.

السبب بالتأكيد ليس في (الكباب) بل في كل هولاء الذين لم يرهم الشعب حتى الان متوحدين ومجمعين الا على اطلاق الوعود والشعارات، ومخصصاتهم وامتيازاتهم و(جيوبهم التي تصيح هل من مزيد). وقد يكون لهم العذر، فكباب فخامة الرؤوس ـ وقومي رؤوس كلهم، أرأيت مزرعة البصل ـ من ممثلي الشعب، بحاجة لجيوب عامرة لا خاوية!، خاصة وان(كبابهم) يجب ان يكون من لحم طازج لخروف (مذبوح بطريقة شرعية مصوت عليها بالاجماع في جلسة علنية) و(مُحاصَص بعدالة) ومختوم صحيا حتى لا ينقل عدوى(جنون الخرفان وجنون الفساد المالي والاداري والسياسي..) التي تستمر حظيرة المؤامرات الخارجية ـ ومااكثرها ـ بنشرها في الساحة العراقية..!؟..

والا.. فكيف سيقوون على تحقيق آمال الجماهير التي انتخبتهم ويرفعون عنها الحرمان والازمات من كل لون وشكل..، فالعمل مجهد وبحاجة لشهية مفتوحة (بطنا وجيبا) ولاشك هنا ان النائب والوزير والمسؤول القوي خير من الضعيف!.. و (نامي جياع الشعب نامي...) كما يقول الجواهري في قصيدته المعروفة!. وتوحدي انتي واجتمعي ولو في الاحلام.. على(مائدة كباب لحم تايلندي) و..هنيئا مريئا. 

---------------------------------------------------------------------------

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16 شباط/2008 - 8/صفر/1429