
شبكة النبأ: يبدو ان اصداء صحوة
العشائر العراقية السنّية وانقلابها ضد القاعدة بعد ترسُخ القناعة في
ان استمرار تعاون تلك العشائر مع تنظيم القاعدة الارهابي سيودي بالعراق
في أتون الحرب الاهلية وخسارة العراقيين انفسهم ووطنهم وسيطرة الاجانب
على مقدراتهم، يبدو ان تلك الصحوة قد بدأت تمتد لانحاء العالم الاسلامي
وتقترب من نقطة الانقلاب ضد وحش القاعدة المدمر. وتظهر ملامح الانقلاب
من خلال اشارات تعبر عن قلق كبير لدى زعماء التنظيم الارهابي تجاه
تراجع الدعم لهم في العالم الاسلامي بالإضافة الى ضربات مدمرة لقياداته
وأوكاره في العراق وانحاء اخرى من العالم.
واعلن المسؤولون عن المخابرات الاميركية انهم تلقوا اشارات تفيد ان
الرأي العام الاسلامي قد تحول ضد القاعدة.
واشاروا الى انخفاض الهبات الى تنظيم القاعدة الذي يتعرض لانتقادات
غير مألوفة من قبل متطرفين اسلاميين اخرين ومحاولات مسؤولي القاعدة
الوصول الى المؤمنين المسلمين.
وقال مدير المخابرات الاميركية مايك ماكونيل امام لجنة الاستخبارات
في مجلس النواب "لا نعلم ما اذا كنا قد وصلنا الى نقطة الانقلاب".
واضاف "لكن هناك عدد من الاشارات" تدعم هذا الامر مشيرا الى تحول
محافظة الانبار التي كانت ملاذا للقاعدة في العراق.
واضاف "ما لاحظناه خلال العام الماضي وخلال هذين الشهرين من العام
2008 هو ان تنظيم القاعدة واجه صعوبات في جمع اموال وفي الاستمرار
بالوضع الذي كان فيه".
من ناحيته اقر مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي ايه)
مايكل هايدن امام اللجنة نفسها بان تصرفات المسلمين تجاه القاعدة "يصعب
تقييمها".
ولكنه تحدث عن الدعوة التي اطلقت على مواقع جهادية على شبكة
الانترنت لطرح اسئلة على الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري حيث
رأى فيها اشارة عن قلق محتمل لدى زعماء التنظيم الارهابي تجاه تراجع
الدعم لهم في العالم الاسلامي.
واوضح ماكونيل ان الاستخبارات لاحظت ان عددا من المجموعات السلفية
ندد مؤخرا بالاعمال التي يقوم بها تنظيم القاعدة. وقال ايضا "بالنسبة
لنا هي اشارة اخرى بان المسلمين (مليار مسلم) الذي يمارسون ايمانهم
كمواطنين صالحين لم يعودوا مع القاعدة التي هي جناح متطرف".
واقر ماكونيل مع ذلك بان تنظيم القاعدة حقق نجاحات غير مسبوقة من
خلال جمع المتطرفين المسلمين عبر الانترنت.
الليبيون القوة الثالثة في القاعدة
بعد المصريين والسعوديين
وجاء في تقرير لـ سباستيان روتيلا نشرته صحيفة لوس انجلس تايمز: سلط
موت أبي الليث الليبي أحد قادة «القاعدة» الضوء على صعود متطرفين
ليبيين من «الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة» في شبكة يهيمن فيها
المصريون والسعوديون، حسبما قال بعض المحققين المعنيين في مكافحة
الإرهاب.
وقتل الليبي بواسطة صاروخ أميركي أطلق على مخبأ في باكستان يقع
بالقرب من الحدود مع أفغانستان، حسبما قال بعض المسؤولين الأميركيين.
وكان عمل الليبي إضافة إلى الإشراف على الحملة المسلحة في أفغانستان
فإنه أصبح وجها قياديا ضمن حملات البروباغاندا على الانترنت، حسبما قال
بعض الخبراء.
وكان قادة «القاعدة» في باكستان قد كافأوا الليبيين بمنحهم قوة
وحضورا إعلاميا أكبر. وقال فافيد براون، المحلل في مركز محاربة الإرهاب
في ويست بوينت: «هناك صعود في الكوادر القيادية الليبية في القاعدة؛
فالمصريون هم فعلا يسيطرون على العمليات الاستراتيجية والعسكرية.
والمصريون ناجحون في إبقاء السيطرة بأيديهم لأن الكثير منهم قد كسب
تدريبا عسكريا. واليوم توجد وجوه ليبية تظهر على أفلام الفيديو».
وظهور مجموعة الليبيين، بحسب خبراء مكافحة الارهاب، نتيجة للتطورات
على ثلاث جبهات: العراق ، باكستان وافغانستان.
وتضيف الصحيفة، رغم ان «القاعدة» تعرضت لانتكاسات في العراق، إلا ان
الاسلاميين الليبيين عرفوا بالمرونة في ساحات القتال والبراعة فى نقل
المقاتلين الى ارض المعركة. ويقول الخبراء ان الليبيين باتوا ثانى اكبر
القوى المتمردة في ارض العراق بعد السعوديين، وفق وثائق مصادرة. وأسامة
بن لادن رئيس تنظيم القاعدة من السعودية، ونائبه أيمن الظواهري مصري.
وهيمنتهما جعلت المصريين، وخاصة، عرب الخليج من اقوى اللاعبين داخل
«القاعدة». ويقول المحققون الغربيون: هيكل تنظيم «القاعدة» من المفارقه
بحيث يمكن القول انه مرن وبيروقراطي في نفس الوقت. فهو تحالف متعدد
الاعراق يحاول ان يطور نفسه، ولكن ايضا لديه ميل لاستخدام الألقاب،
ويعاني من ميزانيات الاعمال الورقية. وما هو غريب عن «القاعدة» هو
الطابع المتناقض للمنظمة.
وتتابع الصحيفة، وصف أحد خبراء كبار مكافحة الارهاب البريطانيين
«القاعدة» بأنها «بيروقراطية حتى النخاع وتعاني من نصيب من الاقتتال
الداخلي». وبعض الانشقاقات الداخلية كانت آيديولوجية بحتة، مثل نقاش
وجدل حول قرار بن لادن شن هجمات سبتمبر، والانتقام الغربي الذي حدث
بعدها. وبالاضافة الى ذلك، أدت الصراعات الى الاستياء من هيمنة
المصريين على التنظيم، فضلا عن التوترات بين العناصر العربية واسلاميين
اوزبك، بحسب خبراء مكافحة الارهاب.
ويلاحظ ان «الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة»، التي شنت حملة ضد
نظام معمر القذافي، كانت تدير معسكرا في افغانستان تدرب فيه عناصر
مغاربية وفق وثائق لمحكمه اسبانية، وباتت لليبيين مكانة خاصة ضمن
المجموعات المغاربية في افغانستان. وتنقل وثائق محكمة ايطالية افادات
اسلامي مغربي اسمه نور الدين حيث التقى مجموعة من المقاتلين الليبيين
في تركيا عام 1998، حيث كشفوا عن خبرة في الاتصالات وتنظيم الخلايا.
وبعد الحملة العسكرية التي قادتها القوات الاميركية على افغانستان في
اعقاب هجمات سبتمبر، أصيب هيكل «القاعدة» الميداني بأضرار بالغة،
وتبعثرت قياداته في معسكرات بشمال غربي باكستان واماكن اخرى. وتحركت
القيادات الوسطى في التنظيم لتحل محل من قتل او من أسر.
ويقول المحققون ان معظم تلك القيادات موجود الآن في منطقة وزيرستان
الحدودية التي تعرضت لضربة صاروخية الاسبوع الماضي أدت الى مقتل ابي
الليث الليبي مع 12 من رفاقه. ويقول المحققون الغربيون انه بالرغم من
ان الخطوط التنظيمية لـ«القاعدة» ليست دائما واضحة، فان المصريين
يميلون الى ادارة «العمليات الخارجية» ضد الاهداف الغربية. اما
الليبيون فقد عهد اليهم بالهجوم على اهداف غربية ومحلية في باكستان
وأفغانستان.
ويقول روهان غوناراتنا خبير مكافحة الارهاب المقيم في سنغافورة،
مؤلف كتاب «داخل القاعدة» ان شخصا واحدا اسمه ابو فرج الليبي نسب اليه
تدبير محاولتي اغتيال ضد الرئيس الباكستاني برويز مشرف عام 2003. وبسبب
الحصار والعزلة المفروضة على بن لادن والظواهري لمنع رصدهم، كان ابو
الفرج الليبي واحدا من قلة مختارة التقوا الرجلين ونقلوا رسائل
وتوجيهات الى قواد محليين في منطقة وزيرستان، وفقا لمسؤولي الاستخبارات
الاميركية. واعتقل ابو الفرج الليبي في باكستان عام 2005، وهو محتجز
حاليا في سجن غوانتانامو (كوبا). ويقول براون: من المعتقد أن الخيانة
من قبل فصائل متنافسة من آسيا الوسطى في تنظيم القاعدة مع العناصر
العربية كان لها دور في اعتقال ابي الفرج الليبي.
امريكا: زعماء القاعدة وطالبان
يختبئون في باكستان
واعلن مسؤول في الادارة الاميركية ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن
لادن وزعيم حركة طالبان الملا عمر واعضاء قيادتهيما يختبئون في
باكستان.
وقال المسؤول الاميركي في لقاء مع الصحافيين "ليس هناك شك بان زعماء
القاعدة (ايمن) الظواهري وبن لادن (...) هم في المناطق القبلية
بباكستان". بحسب فرانس برس.
واضاف هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته "نعتقد ان اعضاء
مجلس شورى طالبان بزعامة الملا عمر موجودون في كويتا بباكستان. انهم
يتولون توجيه مجلس الشورى والقيادة الاستراتيجية ويقودون العمليات من
مدينة كويتا داخل باكستان".
وكويتا هي عاصمة بلوشستان في جنوب غرب باكستان حيث تؤكد افغانستان
ان عددا من زعماء طالبان يختبئون.
واشار الى ان هذه المخابىء لا تساعد فقط طالبان في تمردهم على الحكم
الافغاني ولكنها تشكل ايضا تهديدا لباكستان وكذلك لاسيا الوسطى.
وقال ايضا "هناك تهديد الى الشرق باتجاه باكستان والى الغرب باتجاه
افغانستان وهناك تهديد الى ابعد منهما الى اسيا الوسطى حيث تتوسع
القاعدة".وهي اوضح تصريحات اميركية حول تحديد مكان تواجد زعماء القاعدة
وطالبان.
والملا عمر الذي انقذت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في باكستان
حياته بعد ان عالجته من جروح اصيب بها في معارك ضد السوفيات في نهاية
الثمانينات مطارد وقد اعلنت الولايات المتحدة والسلطات الافغانية
مكافأة ضخمة لمن يقبض عليه او يقتله.
باكستان: بن لادن وعمر لا يمارسان
نشاطهما في باكستان
من جانبها رفضت باكستان تأكيدات مسؤول أمريكي بأن زعيم تنظيم
القاعدة أسامة بن لادن وزعيم حركة طالبان الافغانية الملا عمر يمارسان
نشاطهما من الاراضي الباكستانية.
وقال مسؤول بارز بالادارة الامريكية للصحفيين في واشنطن ان ابن لادن
والرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري واخرين يمارسون نشاطهم
من المناطق القبلية في باكستان الواقعة على الحدود مع أفغانستان.
وأضاف المسؤول الامريكي الذي طلب عدم نشر اسمه أن الملا عمر وزعماء
اخرين في طالبان يديرون عمليات التمرد في أفغانستان من مدينة كويتا
الباكستانية.
وتنفي باكستان بشكل مستمر أن يكون زعماء المتشددين ينشطون من
أراضيها منذ أن اختفوا عندما أطاحت القوات بقيادة الولايات لمتحدة
بحركة طالبان من السلطة في أفغانستان لرفضها تسليم ابن لادن بعد هجمات
11 سبتمبر أيلول عام 2001 .ويعتقد أن ابن لادن والملا عمر فرا من
أفغانستان آنذاك.
وقال محمد صادق سعيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية انه
اذا كان المسؤول الامريكي لديه معلومات عن مكان المتشددين المطلوبين
فيجب أن يبلغ باكستان.
وتابع "اذا كانت هناك أي معلومات مخابرات يجب أن يجرى اقتسامها مع
حكومة باكستان... أنت لا تتحدث مع وسائل الاعلام اذا كان لديك معلومات
مثل هذه." |