التهديد الامريكي لإيران هل.. ذهبَ مع الريح؟

شبكة النبأ: ما تزال الولايات المتحدة منقسمة حول الطريقة الافضل لردع طموحات ايران النووية فيما تجمع غالبية الخبراء على ان الخيار العسكري اصبح خارج التداول وان الادارة الامريكية المقبلة ستنخرط في حوار دبلوماسي مباشر مع طهران بعيدا عن لغة التهديد الوعيد.

وذكرت مجموعة ابحاث امنيّة مهمة ان خطر شن عملية عسكرية اميركية على ايران تراجع بالرغم من تصميم طهران على الاستخفاف بقرارات الامم المتحدة.

وافاد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا عن غياب احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربات لايران في المدى القريب بالرغم من احراز الاخيرة تقدما في انتاج جيل جديد من اجهزة الطرد النووي.

وقال المدير العام للمعهد جون شيبمان ان التقرير الصادر عن 16 وكالة استخباراتية اميركية،عدّل دينامية الجهود المبذولة للجم برنامج ايران النووي المزدوج الاغراض. واضاف، كما ادى الى الغاء احتمال تنفيذ ضربة اميركية في المدى القريب.

واوضح شيبمان ان تسليم روسيا 82 طنا من اليورانيوم المنضب الغى نوعا اخر من الضغط على ايران مع انه اثار تساؤلا حول الهدف من مصنع نطنز للتخصيب.

وقال شيبمان ان قرارا ثالثا، يؤمن اساسا لتحرك مستقل من الاتحاد الاوروبي عبر تقليص القروض التجارية والتفاعلات مع المصارف الرسمية الايرانية. واضاف ان استمرار تراجع الاستثمارات الغربي قد يودي بايران الى مشاكل اقتصادية.

غير ان، ايران لا تبدي اي نية في الانصياع الى مطالب مجلس الامن الدولي بوقف نشاطات التخصيب لا بل تمضي قدما في تطوير جيل جديد من اجهزة الطرد الاكثر فاعلية، بحسب شيبمان.

واضاف ان التقرير المنتظر لاحقا هذا الشهر لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يفترض ان يلقي المزيد من الضوء على تلك المسألة.

وقال، ان تاكيد تقدم ايران في تطوير اجهزة الطرد الجديدة سيزيد مبدئيا من الطابع الطارئ لتاريخ تمكن ايران من انتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لسلاح نووي.

السياسة الخارجية الأمريكية ومعضلة إيران

من جهة اخرى قال الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى باتريك كلاوسون، اي رئيس امريكي جديد سينخرط في حوار مباشر مع ايران ليظهر انه مختلف عن (الرئيس جورج) بوش.

ويبدو انه منذ اصدار تقرير الاستخبارات القومية في نوفمبر 2007 تراجعت اهمية الملف الايراني على جدول اعمال السياسة الخارجية الامريكية ما ترك بعض الغموض في الشرق الاوسط حول كيفية تعامل واشنطن مع هذه الازمة في السنة الاخيرة من ولاية بوش.

وكان خبراء ودبلوماسيون من الولايات المتحدة واوروبا والشرق الاوسط قد اجتمعوا اخيرا لبحث هذا الموضوع في مؤتمر تحت عنوان »ايران في الافق« نظمه معهد الشرق الاوسط في واشنطن.

الحوار مع طهران

ورأت مديرة الامن القومي لشؤون ايران السابقة هيلاري مان ليفيريت انه من مصلحة الولايات المتحدة القومية ان تبدأ بحوار مع طهران. ودعت ليفيريت التي عملت مساعدة لريان كروكر (السفير الامريكي الحالي لدى بغداد) خلال المفاوضات بين واشنطن وطهران بين عامي 2001 و 2003 الى وضع »اطار استراتيجي« لتطبيع العلاقة بين البلدين.

وقالت ان على الولايات المتحدة التطرق الى هموم ايران الرئيسية مشيرة الى وضع الخيار العسكري خارج التداول والاعتراف بالثورة الاسلامية وبنفوذ ايران في المنطقة وانهاء العقوبات الاحادية واستعادة العلاقات الدبلوماسية. بحسب تقرير لـ(كونا).

وتابعت ليفيريت ان على ايران بالمقابل التعبير عن »قرار نهائي« حول عدم السعي لامتلاك سلاح نووي ووقف دعمها لحركة حماس وحزب الله والمساعدة على استقرار العراق واصدار موقف واضح حول عدم اعتراض طهران على تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

من جهته قال السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة بيار فيمونت ان المجتمع الدولي تمكن من الحفاظ على موقف جامع حول الملف النووي الايراني رغم عدم تحقيق اي نتيجة في هذا الاطار معتبرا ان »العقوبات بدأت بشكل بطيء تترك بعض الاثر«.

وقال فيمونت ان ايران تحاول التأقلم مع بيئة اقليمية متغيرة لا سيما في افغانستان والعراق مضيفا »بناء على ادراكهم لهذا الخطر يشعر (الايرانيون) بالحاجة الى رد الفعل وزيادة نفوذهم في المنطقة«.

وقال فيمونت ان طهران متلهفة لحوار سياسي لكنه اشار الى ان على المجتمع الدولي ان يبقى صلبا ومثابرا على العقوبات في التعامل مع هذه القضية مبينا ان تقرير الاستخبارات القومية الامريكية حول ايران لم يكن لديه تأثير على الموقف الاوروبي.

يذكر ان تقرير الاستخبارت القومية بين ان ايران اوقفت برنامجها النووي منذ عام 2003 وانها لم تعاود اطلاقه حتى منتصف عام 2007 واضاف التقرير، لكن لا نعرف اذا ما تنوي ايران حاليا تطوير اسلحة نووية. واكتفى بوش في خطاب حال الاتحاد الاخير امام الكونغرس الشهر الماضي بالاشارة بشكل بسيط خلال تطرقه لهذه الازمة قائلا ان طهران تطور صواريخ بالستية بعيدة المدى وتستمر في تطوير قدراتها لتخصيب اليورانيوم الذي قد يستخدم لصنع سلاح نووي.

من جانبهم ابدى خبراء من دول مجلس التعاون الخليجي قلقا خلال المؤتمر من اتجاهين في هذه المسألة الاول استخدام الخيار العسكري ضد ايران والثاني احتمال التوصل الى تسوية بين الولايات المتحدة وايران.

وقال رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية سامي الفرج ان اي تقارب بين الولايات المتحدة وايران حول لبنان والعراق سيعزز نفوذ ايران في المنطقة. معتبرا ان دول مجلس التعاون تتوقع »صفقة قادمة« بين البلدين.

واضاف الفرج ان الكويت تحتاج الى حد ادنى من التعاون من ايران وروسيا لتعرف عن اي خطر من حادث اشعاعي في مفاعل ابوشهر النووي.

بينما تحدث الباحث السعودي من جامعة الملك عبد العزيز وحيد هاشم عن وجود شك في العلاقة بين ايران ودول مجلس التعاون.

واعتبرت الباحثة من الامارات العربية المتحدة ابتسام الكتبي انه، من الافضل الانخراط في حوار مع طهران بما ان تحديا مفتوحا قد يؤدي بطهران الى مواجهة دول مجلس التعاون. كما انتقدت السياسة الخارجية الامريكية في المنطقة منذ غزو العراق في عام 2003 وعبرت عن قلقها من »حرب وقائية« ضد ايران في السنة الاخيرة من ولاية بوش. ودعت الكتبي الى اتفاق اقتصادي بين دول مجلس التعاون وايران مشيرة الى ان 10 الاف شركة ايرانية تعمل في الامارات مع عدد كبير من اليد العاملة الايرانية و66 مليار دولار من الموجودات الخارجية الايرانية. وختمت قائلة، اذا كان هناك انخراط امريكي مع ايران يجب ان تكون دول مجلس التعاون حاضرة ولا يجب استثناؤها من هذه الصفقة.

ارتفاع عدد الهجمات التي تستخدم قنابل ايرانية في بغداد

وفي تطور لافت أعلن الجيش الامريكي ان الهجمات التي تستخدم فيها القنابل الايرانية الصنع في جزء اساسي من بغداد ارتفع في شهر يناير كانون الثاني الى اعلى مستوى لها منذ عام.

وقال الجيش ان القوات الامريكية تعرضت لاثني عشر هجوما بالقنابل الخارقة للدروع في الشهر الماضي في منطقة تشمل الاجزاء الشمالية والشرقية من بغداد ومن بينها حي مدينة الصدر.

وقال الجيش الامريكي في بيان، ان هذا كان اعلى مجمل عدد هجمات شهرية خلال عام في تلك المنطقة التي تقع تحت سيطرة الفريق القتالي للواء الثاني والفرقة الثانية والثمانين المحمولة جوا.ولم يذكر الجيش تفصيلات بشأن القتلى والجرحى الذين سقطوا نتيجة تلك الهجمات.

وقال الجيش الامريكي انه حدث ارتفاع في عدد هجمات القنابل الخارقة للدروع التي تم الابلاغ عنها خلال اول اسبوعين من يناير كانون الثاني في العراق قبل العودة الى مستوياتها العادية.

حربا أمريكا بالعراق وأفغانستان عززتا مكانة إيران

وفي سياق متصل قال مسؤول أمريكي رفيع إن العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، عززت من القوى التي تتمتع بها إيران في يومنا هذا.

وقال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد خلال حوار مع طلاب من جامعة "كولومبيا" إن غزو عام 2003 أطاح بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أبرز خصوم إيران الشيعية، وعزز روابط الجمهورية الإسلامية بحكومة العراق الراهنة، ذات الأغلبية الشيعية، وفق ما أوردت الأسوشيتد برس.

وأورد معقباً في هذا السياق: (الحرب) ساعدت موقف إيران في المنطقة، لأن العراق كان خصماً لإيران.. كما نجم عنها تفسخ التوازن، ولذلك أعتقد أن إحدى أهداف إيران، ومن وجهة نظري، هي منع إعادة انبعاث العراق كقوى موازنة مجدداً. وأضاف: الأمر ذاته ينطبق على أفغانستان.. التغيرات كانت لمصلحة إيران.

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد وصف إيران بالداعم المحوري للإرهاب في العالم، وتدفع إدارته لفرض قرار دولي ثالث يقضي بالمزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

واستبعد خليل زاد، السفير الأمريكي السابق في كل من أفغانستان والعراق، أي مجال للتساؤل بشأن نوايا الإدارة الأمريكية، وعبر الحربين، في تعزيز موقف إيران.

وتحسنت العلاقات بين طهران وكابول، عقب إطاحة الغزو العسكري الأمريكي، في أواخر عام 2001، بنظام طالبان المتشدد، الذي استهدف طائفة الشيعة في أفغانستان.

وقال السفير الأمريكي للطلبة عقب كلمته إنه دأب على ممازحة الدبلوماسيين الإيرانيين بأن الولايات المتحدة قدمت الكثير لإيران في كل من العراق وأفغانستان.

وأضاف قائلاً: طالبتهم، وعلى أقل تقدير، بالمساعدة في هذا الشأن، وإلا فأنهم سيتلقون فاتورة ضخمة" نظير هذا العمل.

وشدد على أن إصدار مجلس الأمن الدولي لقرار عقوبات ثالث ضد إيران مبرر، نظراً لانتهاك حكومة طهران للقرارين السابقين ورفض التخلي عن برنامجها النووي.

وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي ويهدف لإنتاج الطاقة المدنية، فيما تتهمها الولايات المتحدة، وبعض دول الغرب، بالسعي لإمتلاك سلاح نووي.

وأشار خليل زاد إلى حق إيران في امتلاك النووي لغرض إنتاج الطاقة، قائلاً إن بلاده ترغب في العمل مع الجمهورية الإسلامية، والدول الأخرى، لضمان حصولهم على مصادر موثوقة لوقود المفاعل النووية.

إلا أنه أستدرك قائلاً: السماح لإيران بامتلاك مواد تقربها من امتلاك قدرات نووية، أمر خطير للغاية لهذه المنطقة والعالم بأسره.

إيران تطلق صاروخا استعدادا لإطلاق قمر صناعي

من جهة اخرى قال التلفزيون الإيراني الرسمي ان إيران اطلقت صاروخا لاختبار قدرة الجمهورية الإسلامية لاطلاق أول قمر صناعي للأبحاث في مدار حول الأرض العام القادم في خطوة ستزيد على الارجح من مخاوف الغرب من برامج طهران النووية.

وقدرة إيران على إطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء قد تشير إلى تقدم تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية وهو ما قد يثير قلق بعض القوى الغربية التي تخشى من طموحات طهران النووية رغم ان وسائل الإعلام الإيرانية لم تقدم الكثير من التفاصيل. بحسب رويترز.

ويقول محللون ان التكنولوجيا المستخدمة لإطلاق أقمار صناعية يمكن ان تستخدم في الوقت نفسه لاطلاق أسلحة.

وتخشى بعض العواصم الغربية من سعي إيران لاتقان هذه التكنولوجيا حتى تتمكن من إنتاج أسلحة نووية. وتصر إيران على أن برامجها سلمية.

وذكر التلفزيون الإيراني ان الرئيس محمود أحمدي نجاد قام بالعد التنازلي لاطلاق الصاروخ من غرفة التحكم وسط تكبير الحضور من المسؤولين.

وقال بول بيفر المحلل الدفاعي الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له، ما يترتب (على هذا الاختبار) مثير للاهتمام للغاية. إذا كان بوسعهم إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء...سيزعم الإسرائيليون انه ما من سبب يمنعهم من إطلاق نظام أسلحة على نفس المنوال وما من سبب يمنعهم من إنتاج صواريخ عابرة للقارات طويلة المدى.

وذكر التلفزيون الإيراني ان القمر الصناعي واسمه اوميد (أمل) سيطلق في السنة الفارسية القادمة التي تنتهي في مارس اذار عام 2009.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7 شباط/2008 - 29/محرم/1429