القوة النووية نعمة لباكستان أم نقمة؟  

شبكة النبأ: رغم انها خلقت توازنا اقليميا مع الهند وادخَلت باكستان في فلك الدول العظمى إلا ان الترسانة النووية الباكستانية جعلت من هذه الدولة مرغمة على مسايرة الركب الغربي الذي يؤمن بوجوب احتواء القدرات النووية العالمية وابقائها تحت السيطرة بعيدا عن متناول المناوئين والمتشددين.

وشدّد مسؤولون من الأمن الباكستاني على أنّه لا خطر يتهدد ترسانة البلاد النووية من أن تسقط في أيدي متشددين إسلاميين.

وقال العميد خالد كيدوي، رئيس قسم الخطط العسكرية الاستراتيجية في مؤتمر صحفي، إنّ الأسلحة محمية بنظام أمني صارم.

وأوضح أنّ هناك 10 آلاف عسكري مكلفين بحماية المنشآت النووية الباكستانية، ومن ضمنهم عملاء مختصون يتولون نقل تقاريرهم إلى مصالح الاستخبارات. ويعتقد أنّ لباكستان ما بين 30 و40 رأسا نوويا، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويدور جدل منذ فترة بين مراقبين وسياسيين في مختلف أنحاء العالم، حول المخاوف التي يثيرها احتمال أن تتمّ السيطرة على أسلحة نووية باكستانية أو سرقتها من قبل إرهابيين أو متشددين.

وكانت شبكة CNN قد نقلت أن الاستخبارات العسكرية الأمريكية تجري تقديرات عاجلة حول مدى سلامة وأمن ترسانة باكستان النووية وإلى من ستنتقل السيطرة على تلك الأسلحة الإستراتيجية حال الإطاحة بالرئيس برويز مشرف. وتدخل التقديرات في إطار مراجعة امريكية موسعة للوضع العسكري والأمني في باكستان.

غير أن كيدوي كرر ما سبق أن فندته بلاده بشأن تقارير إعلامية متناقلة بشأن ترسانتها النووية في ظل الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، مؤكدة أن أسلحتها النووية في أمان.

وقالت الخارجية الباكستانية في بيان، منشآت باكستان الإستراتيجية في مأمن، وتفرض عليها أعلى درجات الحماية المؤسساتية.

واضاف كيدوي لصحافيين غربيين في روالبندي، أين تمّ اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، إنه يريد "فصل الواقع عن الخيال" بشأن ملف أسلحة باكستان النووية.

وقال، إنّ هناك عدة أنظمة أمنية تمّ وضعها للتعامل مع أي طارئ ولحماية الأسلحة من السرقة أو السيطرة عليها من أطراف مشبوهة.

وأضاف، أنّ هناك الكثير من الكاميرات وآلات التصوير في المنشآت النووية التي "باتت مدرّعة محمية" من السيارات المفخخة، فضلا عن إحاطتها بجدران كبيرة وقوات تدخل سريع.

وقال إنّ 2000 موظف يعملون في تلك المنشآت لا يصلون إلى مواقع عملهم إلا بعد أن يخضعوا إلى سلسلة من التفتيشات الأمنية الدقيقة، فضلا عن كون تعيينهم لا يتمّ إلا بعد التأكّد من خلفياتهم الفكرية.

وقال إنّه لا وجود لأي اشتباه أو خروق من قبل باكستان من ضمن الـ800 حالة التي تمّ نقلها إلى وكالة الطاقة الذرية العام الماضي.

وطمأن كيدوي الصحفيين الغربيين من كون هناك ثلاثة سيناريوهات لوصول إسلاميين متشددين إلى السلطة ولكن جميعها غير مرجّح الحدوث.

وقال إنّ وجود أحزاب سياسية معتدلة في البلاد تمنع وصول المتشددين إلى السلطة عبر انتخابات، كما أنّ القيادة العسكرية معتدلة بما من شأنه أن يمنع انقلابا يفضي بتسلم السلطة من قبل المتشددين، فضلا عن كون أعمال العنف التي يقوم بها هؤلاء لم تكن تستهدف المنشآت النووية والعسكرية وهو الأمر المرجح حتى في حال حصول عنف يخلف الفوضى في البلاد.

تجربة صاروخية ثانية خلال أسبوع

وأجرت باكستان بنجاح تجربة إطلاق نسخة محدّثة ومطورة من صاروخ باليستي متوسط المدى قادر على حمل رؤوس نووية، وفقاً لمصادر عسكرية.

وقال الجيش الباكستاني إن مجموعة الصورايخ الاستراتيجية قامت بإطلاق صاروخ مطور من طراز "غوري" Ghauri، الذي يبلغ مداه 1300 كيلومتر، من موقع لم يحدده.

وأفاد الجيش أنه يجري عمليات تحديث وتطوير على أسلحته الصاروخية، بحيث يمكنه إطلاقها من منصات متحركة، وفقاً للأسوشيتد برس.

وشهد الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وقائد الأركان، وكبار المسؤولين والعلماء تجربة الإطلاق الصاروخي، وفقاً لما ذكره بيان صادر عن الجيش. بحسب CNN.

ونقل البيان عن مشرف قوله لأفراد القوات المسلحة، أثناء وجودهم في منطقة تدريبات ومناورات عسكرية لم يكشف عنها، إن بلاده طورت قدرات ردع نووي قوية.

وكانت إسلام أباد قد أعلنت قبل أسبوع أنها قامت بتجربة صاروخ باليستي جديد متوسط المدى، يمكن تزويده برؤوس نووية، فيما تُعد أول تجربة تجريها إسلام أباد بعد تخلي الرئيس برويز مّشرف عن قيادة الجيش.

وقال بيان للجيش الباكستاني إن مجموعة الصواريخ الاستراتيجية، أجرت تجربة ناجحة لصاروخ من طراز "شاهين-1"، الذي يبلغ مداه حوالي 700 كيلومتراً.

وكانت باكستان قد أعلنت عن نفسها دولة نووية في العام 1998، عندما أجرت تجربة نووية ناجحة تحت الأرض، وذلك رداً على تجربة نووية كانت قد أجرتها جارتها الهند في وقت سابق من العام نفسه. وتقوم كل من الهند وباكستان بإجراء تجارب صاروخية باليستية في الحين والآخر.

يشار أن تاريخ العلاقات بين الدولتين الجارتين يشوبه التوتر، وخاضت الدولتان ثلاثة حروب فيما بينهما منذ استقلالهما عن بريطانيا في العام 1947.

غير أن هذه العلاقات أخذت تشهد تحسناً ملحوظاً منذ العام 2004، عندما بدأتا بعملية سلمية تهدف إلى وضع حد للنزاع بينهما، بما في ذلك تنافسهما على منطقة كشمير.

نيويورك تايمز: باكستان ترفض خطة امريكية

وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف رفض هذا الشهر مقترحات امريكية بمنح وكالة المخابرات المركزية الامريكية حرية عمل اكبر في المناطق القبلية حيث تنشط القاعدة وطالبان وجماعات متشددة اخرى.

واستشهدت الصحيفة بمسؤولين امريكيين وباكستانيين تحدثوا اليها في الاسابيع الاخيرة بشأن محادثات امريكية باكستانية ضمت اكبر مسؤولين امريكيين عن المخابرات واللذين سافرا سرا الى باكستان. واضافت ان باكستان وواشنطن تناقشان الان جهودا مشتركة اخرى.

وقالت ان ذلك يشمل زيادة عدد ومجال مهام طائرات بريداتور المسلحة للمراقبة فوق المناطق القبلية وتحديد الطرق التي يمكن ان تعجل بها واشنطن المعلومات لباكستان بشأن المتشددين المشتبه بهم .

وضمت اجتماعات التاسع من يناير كانون الثاني التي لم يعلن عنها مايك مكدونيل مدير المخابرات الوطنية الامريكية والجنرال مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية.

وقالت الصحيفة ان مشرف رفض مقترحات لتوسيع الوجود القتالي الامريكي في باكستان سواء من خلال عمليات سرية من جانب واحد للمخابرات الامريكية او عمليات مشتركة مع قوات الامن الباكستانية.

واضافت ان الاجتماعات مع مشرف كانت اول اجتماعات يعقدها مسؤولون بارزون بادارة الرئيس جورج بوش بعد اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو وضمت قائد الجيش الجنرال اشفق برويز كاياني بالاضافة الى اللفتنانت جنرال نديم تاج رئيس وكالة المخابرات العسكرية الباكستانية الرئيسية. واكد هذه الزيارة متحدثون باسم الحكومتين الامريكية والباكستانية ولكنهم رفضوا تقديم تفصيلات.

ودفع الى هذه الزيارة مخاوف الولايات المتحدة بشأن زيادة جهود القاعدة وطالبان لزعزعة استقرار باكستان.

وقالت الصحيفة ان مسؤولين امريكيين وباكستانيين قدموا روايات هذه المحادثات التي استغرقت يوما واحدا بين الرئيس الباكستاني والمسؤولين الامريكيين خلال الاسبوعين الماضيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير قوله ان الغرض من هذه المهمة، كان اقناع مشرف بان الوقت يمر، وان زيادة الهجمات على باكستان ستقوض في نهاية الامر سيطرته على السلطة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اخرين ان معلومات مخابرات اشارت في الاونة الاخيرة الى ان القاعدة تعمل في المناطق القبلية بحصانة تشبه تلك الحصانة التي كانت تتمتع بها خلال الايام التي سبقت هجمات 11 سبتمبر ايلول.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4 شباط/2008 - 26/محرم/1429