ملف الثقافة العراقية: الحِلّة عاصمة للثقافة واتحاد الأدباء العرب يواصل حملته الخفيّة ضد العراقيين

2-2-2008

شبكة النبأ: رغم قلة الاهتمام الفعلي الحكومي والحرب الغير معلنة التي يشنها اتحاد الكتّاب والأدباء العرب عليهم

يتطلع المثقفين والأدباء في العراق الى تفعيل نشاطاتهم داخل وخارج الوطن والإستفادة من الإنفتاح الإعلامي الحاصل بعد التغيير عام 2003، (شبكة النبأ) تستعرض تقريرها الدوري عن اخر المستجدات في الشان الثقافي العراقي:

تطلعات وأمانِ لمثقفين على مشارف عام 2008

ابدى مثقفون وادباء عراقيون رغبتهم في توفر الاجواء التي تكفل لهم اداء دور ثقافي مميز على مشارف العام 2008، ففي الوقت الذي تمنى فيه احد الشعراء ان يقول كل ما يريده دون خوف او رهبة، تمنى موسيقي عراقي ان تعود النشاطات الموسيقية الى ما كنت عليه في سبعينيات القرن الماضي.

يقول الشاعر حسب الله يحيى، "تمنياتي للعام 2008 تتلخص في عودة الوعي والفكر التنويري الى كل مفاصل الحياة العراقية، كي نمتلك  إرادة أن نتجاوز محنة الوطن." مضيفا "أتمنى أن أقول ما أريد بلا خوف، وبلا بلا قيود، وبلا وشايات عشنا تحت رهبتها في العهود الماضية."

ويرى الفنان بيرج  كيراكوسيان مدير عام دائرة الفنون الموسيقية سابقا، إن تطلعه الشخصي يتضمن "تفعيل المثقفين العراقيين لنشاطاتهم داخل وخارج العراق، والاستفادة من الانفتاح الإعلامي الحاصل بعد عام 2003." وتابع "انا كمدير للفرقة السيمفونية العراقية (أيام السبعينات )، أتمنى أن تزداد النشاطات الموسيقية في بغداد والمحافظات، كما في سبعينات القرن الماضي، ولا نريد لهذا الخمود الموسيقي في العراق أن يستمر بحلول 2008."

فيما وصف الشاعر والإعلامي أحمد عبد الحسين، إلغاء وزارة الثقافة بأنها "أمنيته الكبرى." وقال لـ(اصوات العراق) "إن لم يحدث هذا ،  نتمنى- على الأقل - أن يأتي اليوم  الذي نرى فيه هذه الوزارة وقد تحولت من مؤسسة عقائدية إلى كيان ثقافي  حقيقي."

وأضاف عبد الحسين إن "من جملة ما أتمناه، أن تجري انتخابات اتحاد الأدباء قبل أن تدهمني منيتي، وان يقلّ عدد شعراء العراق وعدد المهرجانات الشعرية التي لا ثمرة فيها، ويكثر مفكروه وروائيوه، وان تصدر مجلة أسبوعية للأطفال بدل (مجلتي) التي تصدر في الأعياد والمناسبات الوطنية،  كما أتمنى أن تشيع روح ثقافة النقد بين مثقفينا، وألا يكون هناك مربد شعري  العام المقبل، وان تكون هناك حركة ترجمة كبيرة من لغات العالم إلى العربية، ولا يتدخل رجال الدين في الثقافة، ويدرك المثقف العراقي انه أسمى من السياسي، وأخيرا أتمنى ألا تزعج أمنياتي أحدا."

وقال الناطق الرسمي  باسم اتحاد الأدباء والكتاب إبراهيم الخياط، انه يتمنى إن "تناط وزارة الثقافة بناشط  ثقافي عراقي بحلول عام 2008، وان يعقد المؤتمر الثاني للمثقفين العراقيين الذي تأجل لسنين ثلاث، وأن ترفع الحكومة حجرها عن أموال الاتحاد، ليتمكن من إجراء انتخاباته المؤجلة بسبب قصر ذات اليد." واردف قائلا "أتمنى أيضا أن يغني كاظم الساهر في بغداد  وفي المسرح الوطني تحديدا أو ملعب الشعب."

الباحث شمخي جبر، أوضح إن المثقف يعيش عوالم الأمنيات ، ويقف على عتبة  المحلوم به وقال لـ(اصوات العراق) "هل يمكن لهذا المحلوم به أن يجد الملاذ الآمن الذي يوفر له فضاء الحرية التي يملأ هواءها  متسع رئتيه، هل يمكن أن تتوفر حرية التعبير والحرية الفكرية، هل يمكن أن يطرح أسئلته دون أن يساءل أو يستجوب أو يستهدف، هل يمكن أن يسبح في فضاء لاتحده اطر؟.

اتحاد الكتاب والأدباء يستنكر تعليق عضويته

شن الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين هجوما على المكتب الدائم للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بسبب قرار الاخير تعليق عضوية الاتحاد العراقي، ما دعا بالامين العام للإتحاد العراقي بوصف الاتحاد العربي بأنه "عرّاب للإرهاب".

ووصف بيان صادر عن الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين، لقت وكالة (اصوات العراق) نسخة منه، قرار التعليق بانه "بلا مبرر" ويظهر "عداءا مكشوفا للشعب العراقي".

وأصدر الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب قراره خلال مؤتمر عقده بالبحرين على خلفية تطالب الاتحاد العراقي بـ"موقف من الاحتلال" و"إجراء إنتخابات جديدة" و"الاعتراف بالمقاومة العراقية".

إستنكر البيان الصادر عن الاتحاد العراقي المطالب وإعتبرها "إملاءات سياسية مكشوفة." و"فرض وصاية"

وندد البيان بما وصفه بـ"النيات المبيتة" للإتحاد وتلويحه بتوجيه دعوات شخصية لأدباء عراقيين لحضور فعاليات اجتماعات مؤتمرات اتحاد الأدباء العرب، ابتداءً من الاجتماع القادم  في يونيو حزيران 2008.

وبدأت في العاصمة البحرينية المنامة، اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للكتاب العرب نصف السنوية بمشاركة أكثر من 70 أديبا وكاتبا يمثلون اتحادات الأدباء والكتاب في الدول الأعضاء، وتقرر في الاجتماعات استمرار تعليق عضوية اتحاد الادباء والكتاب العراقيين.

وقال الامين العام للاتحاد الادباء والكتاب العراقيين ان" قوى سياسية تقف وراء هذا القرار لتقصي هذا الصرح العملاق والممثل الوحيد للمبدعين العراقيين ومؤامرة مخيفة ومقلقة للالتفات على شرعية اتحادنا."

واوضح فاضل ثامر ان "موقف اتحادنا من الاحتلال واضح منذ البداية من خلال رفض أي مظهر من مظاهر الاحتلال يخل بسيادتنا الوطنية وقد تأكد ذلك في الخط الفكري والسياسي لاتحادنا الذي رفض إقامة أي شكل من العلاقات مع التحالف ومع دول التحالف بشكل عام."

ورد ثامر على دعوة الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الى الإعتراف بـ"المقاومة العراقية" بان "العراق يواجه إرهابا تكفيريا تدعمه  منظمات إرهابية معروفة مثل "القاعدة" ولا يمكن لنا ان نقف الى صف الإرهابيين والتكفيريين إرضاء للمكتب الدائم الذي يحول نفسه  بهذا الإصرار الى عراب للإرهاب ولقوى التكفير والظلام التي تمارس أبشع جرائم القتل والإبادة ضد الأبرياء من أبناء شعبنا."

يشار الى ان الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين الذي مقره بغداد يضم في عضويته نحو 2500 عضوا وقد تأسس في نهاية 1958 .

الحلّة عاصمة للثقافة في الذكرى الألفية لتمصيرها 

أعلنت محافظة بابل عاصمة للثقافة العراقية لعام 2008، بعد انطلاق فعاليات مهرجان بابل الثقافي الأول،الذي نظمته هيئة الإحياء والتحديث الحضاري ويستمر ليومين، بمناسبة مرور ألف عام على تمصير الحلة.

وأعلن مستشار وزارة الثقافة كامل شياع في المهرجان قرار وزارة الثقافة، باعتبار مدينة الحلة عاصمة العراق للثقافة لعام 2008.

وقال في كلمته إن "هذا المهرجان يعد ترجمة حقيقية للامتدادات التاريخية التي تزخر بها ارض بابل، ويعد إشارة إلى حضور مدينة الحلة على المستوى الثقافي ."

وأشار شياع إلى دور الثقافة في مد النسيج الاجتماعي بمقومات جديدة في التماسك، من اجل صياغة مشروع وطني من اجل عراق تعددي.

وأضاف أن "اختيار الحلة عاصمة الثقافة جاء نتيجة نقاشات ودراسات، وهو بالتالي يضع المثقفين في المدينة أمام مسؤولية جديدة وأن الوزارة وضعت خطة جديدة للتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة، وإبداء الدعم العالي لها من اجل تفعيل دور الحلة كعاصمة للثقافة."

وقال عضو البرلمان العراقي ورئيس هيئة الإحياء والتحديث الحضاري في الحلة مفيد الجزائري، في كلمة ألقاها في المهرجان "أنها المرة الأولى التي يقام فيها مهرجان ثقافي في مدينة بابل الأثرية  مند إغلاقها قبل أربع سنوات."

وأضاف أن "هيئة الإحياء والتحديث الحضاري وعلى الرغم من مرور عام فقط  على تأسيسها، استطاعت وبفضل الكفاءات الثقافية التي تضمها من لعب دور كبير في إرساء قواعد الثقافة الجديدة." مشيرا إلى أن الحلة لها خصوصية تميزها عن باقي المدن العراقية بامتلاكها أرثا ثقافيا، فضلا عن تواصل مثقفيها الذي مكننا من إيجاد مناخ ملائم لإقامة الفعاليات الثقافية.

 ولفت الجزائري إلى أن الحلة حاضنة للتنوع بمفهومه الثقافي مند تأسيسها حتى اليوم، لذلك نشأت ثقافات دينية وأخرى منوعة استطاعت أن تخلق أجواء من الحوار الحضاري.

وتابع الجزائري "أنجبت الحلة أسماء لامعة في مجال الثقافة، مثل علي جواد الطاهر وصفي الدين الحلي واحمد سوسة والعلامة حيدر الحلي ومئات من الرموز الثقافية التي تعد مفخرة للعراق."

معتبرا مهرجان الحلة الثقافي إيفاء للآباء من قبل الأبناء.

وطالب الجزائري مجلس المحافظة والحكومة المحلية بدعم الحركة الثقافية في المحافظة، من اجل بناء بلد ديمقراطي متطور مبنى على أساس ثقافة الحوار.

نحو استعادة ذاكرة التاريخ العراقي

يأمل مدير عام دار الكتب والوثائق العراقية ان تستعيد هذه المؤسسة ما فقدته من كنوز تراثية وتاريخية تخص المجتمع العراقي منذ قيام الدولة بعد ان تعرضت الى موجة منظمة من السرقة والتدمير اثر الاجتياح وسقوط النظام عام 2003. بحسب فرانس برس.

وقال سعد اسكندر: «لقد تعرضت دار الكتب والوثائق الى عملية ابادة نتيجة قيام من لهم مصلحة بذلك بسرقة كنوز تاريخية وتراثية ابان الاحداث التي رافقت العمليات الحربية في ابريل من عام2003».

واضاف اسكندر الذي عاد من بريطانيا للاشراف على المؤسسة التي تعتبر الذاكرة الحقيقية للمجتمع العراقي «فقدنا اكثر من ثلاثة الاف كتاب نتيجة الدمار الذي لحق بالدار والانهيار في حين تمت سرقة كتب اخرى لاغراض متنوعة».

واشار الى ان "القوات الامريكية عمدت الى اخراج وثائق وسجلات تعود الى عهود مختلفة تم خزنها في 48 الف صندوق وحاوية لدى القوات الامريكية".

واضاف «عملنا مع منظمات تهتم بالتاريخ وحماية الوثائق تتوزع في اميركا واسبانيا وبريطانيا واماكن اخرى من العالم لحض الولايات المتحدة على اعادة تلك الكتب والسجلات الوثائقية الى العراق».

واختير اسكندر (45 عاما) الذي اكمل دراسته الجامعية التخصصية في علوم التاريخ في بريطانيا رجل الارشيف لعام 2007 من قبل منظمة «سكون» ومقرها في الولايات المتحدة خلال مؤتمر دولي لدوره في اعادة الحياة الى دار الكتب والوثائق.

واعتبر اسكندر الاتفاقية التي ابرمها مع المكتبة البريطانية لتزويد دار الكتب والوثائق بخرائط للعراق تعود الى القرون الثالث عشر والسادس عشر من اهم الانجازات التي ستعيد جزءا كبيرا من ذاكرة البلد.

واكد مدير دار الكتب والوثائق ان «اكثر من الفي كتاب تعود الى مكتبة الديوان الملكي والجمهوري تم انقاذها ابان أحداث الحرب الاخيرة عام2003».

واوضح ان «الكتب حملت تواقيع اهداء شخصيات ادبية وثقافية معروفة قدمت الكتب الى الملك فيصل الاول والروساء السابقين عبد الرحمن عارف وعبد السلام عارف واحمد حسن البكر».

واشار الى ان هذه «الكتب النفيسة والنادرة سيتم حفظها في متحف خاص يتم انشاؤه مستقبلا وبامكان الزائرين الاطلاع عليها».

وتعتبر الدار الواقعة في باب المعظم من المؤسسات التي تلعب دورا مهما في خدمة الحياة الثقافية والفكرية والعلمية من خلال حفظها للانتاج والوثائق الرسمية وشبه الرسمية والاوراق الشخصية منذ تشكيل الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الاولى.

وتعرضت الدار الى تدمير هائل وخسرت اكثر من %60 من مصادرها الارشيفية والوثائق وسجلات وصور فوتوغرافية وخرائط غطت عهودا سياسية مختلفة للعراق الحديث الامر الذي يجعل ذاكرة التاريخ المعاصر تتعرض الى كارثة.

وتابع اسكندر ان «اكثر من ثلاثة الاف كتاب نادر ووثيقة تاريخية لا تزال مفقودة بينما تمت استعادة 300 كتاب فقط خلال الفترة الماضية كما تمكنا من استعادة عدد كبير من الكتب التالفة بفعل الحرائق والمياه ونقوم الان بمعالجتها فنيا لترميمها».

معرض للكتاب في البصرة 

افتتحت مؤسسة المظفر الثقافية في محافظة البصرة معرض الغدير للكتاب، بحضور جمع من المسؤولين والمثقفين في المحافظة.

وقال مسؤول اللجنة الإعلامية في المؤسسة، إن "المعرض شمل مختلف الإصدارات الحديثة في مجال التاريخ والفلسفة والأدب والدين والسياسة والترجمة، بالإضافة إلى عدد من الإصدارات باللغات الأجنبية."

وأضاف سالم جاسم الدراجي لوكالة (أصوات العراق) "ضم المعرض الذي أقيم على قاعة عتبة بن غزوان كتبا للأطفال والمرأة والكتب العلمية، وجميع الإصدارات التي احتواها المعرض هي بطبعات دولية."

وتابع " يستمر معرض الغدير للكتاب مدة خمسة عشر يوما، وعلى فترتين صباحية ومسائية، ومن المؤمل تمديد هذه الفترة بسبب الإقبال المتزايد ."

وأشار إلى ان" هذا المعرض يعتبر المعرض( 11 ) الذي تقيمه مؤسسة المظفر الثقافية في محافظة البصرة .

ومؤسسة المظفر الثقافية هي واحدة من المؤسسات المدنية التي تهتم بالمجال الثقافي وتأسست في محافظة النجف عام 2003 ولها فرع واحد في محافظة البصرة. تقع مدينة البصرة، مركز محافظة البصرة، على بعد 590 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد.

افتتاح مهرجان بغداد السينمائي

خلف حوائط واقية من الانفجارات وفي مواجهة انقطاع متكرر في الكهرباء افتتح مهرجان بغداد السينمائي الدولي في أحد الفنادق في علامة أخرى على مدى عودة الحياة الى طبيعتها بالعاصمة العراقية بسبب تحسن الامن.

وكانت هناك سجادة حمراء للضيوف عليها غير أن الامر تطلب تفتيشهم ذاتيا ثلاث مرات قبل أن يسمح لهم بالسير فوقها خلال المهرجان الذي عقد اخر مرة عام 2005. بحسب رويترز.

ورغم الانخفاض الحاد في العنف في العراق منذ يونيو حزيران الا أن مخرجي الافلام الاجنبية الاربعين المشاركة في المهرجان لم يحضروا. وكان بعضهم راغبا في الحضور غير أن منظمي المهرجان أثنوهم عن ذلك حرصا على تجنب مخاطر أن يتصدر الحدث العناوين الرئيسة لوسائل الاعلام ويفسر على نحو خاطيء.

وقال عمار العرادي منظم المهرجان لرويترز،ان بعض المخرجين كانوا يريدون المجيء بسبب تحسن الوضع الامني في بغداد لكن المنظمين أرادوا ألا يفاجأوا بهجوم. وأعرب عن أمله في أن يحضروا في المستقبل. 

وساهمت عملية أمنية للقوات الامريكية والعراقية في كبح العنف بين السنة والشيعة الذي حول شوارع العاصمة العراقية الى ميادين قتل طائفي. وبدأ السكان يغامرون بالخروج مجددا والذهاب للمطاعم والمتنزهات.

وكانت بغداد تضم يوما ما أكثر من 12 دار سينما تقبل عليها العائلات. غير أن الاقبال على دور السينما تراجع بعد عقود من العقوبات الدولية والحروب خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين. وظلت أغلب دور السينما مغلقة منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003.

ومن بين 61 فيلما ينافس على جوائز المهرجان الذي ينظم كل عامين هناك 21 فيلما عراقيا أغلبها أفلام قصيرة ووثائقية ويصور كثير منها المحنة التي يمر بها العراق.

ويصور بعض الافلام مظاهر العنف الطائفي الذي دفع البلاد الى حافة الحرب الاهلية العام الماضي بينما يركز عدد من الافلام الوثائقية على المواقع الاثرية القديمة وعلى منطقة الاهوار بجنوب العراق.

وينظم المهرجان الذي تشارك فيه أفلام لمخرجين فرنسيين وبلجيكيين في فندق فلسطين بوسط بغداد وجذب عدة مئات من الاشخاص واكثر من 12 قناة تلفزيونية.

ويحاط الفندق بحوائط واقية من الانفجارات ويتم تفتيش الضيوف ثلاث مرات قبل السماح لهم بالوصول الى قاعة المؤتمرات الكبرى التي تستضيف المهرجان.غير أن المنظمين كانت لديهم مخاوف أخرى الى جانب المخاوف الامنية.

فخلال عرض الفيلم الاول وهو انتاج عراقي قصير يدور حول رجل تنتابه حالة خوف مرضي من العنف المحيط به انقطعت الكهرباء لبضع دقائق وهو أمر متكرر في بغداد.

وميزانية المهرجان ضئيلة وقال الممثل العراقي الشهير مازن محمد مصطفى ان هناك حاجة لمزيد من التمويل حتى يتمكن صناع السينما المحليين من تطوير السينما العراقية.

وقال "نريد لهذا المهرجان وللمهرجانات السابقة دعما ماديا يستطيع ان يتجاوز كل هذه الصعاب ويدفع بها الى خارج اسوار الوطن لكي نقدم سينما راقية تعبر عن رأي الشارع العراقي."

وقالت المخرجة العراقية سرى عباس انها تأمل أن يتم تقدير فيلمها الذي يدور حول أطفال يتركون المدرسة بحثا عن مهن وضيعة وضعيفة الاجور لمساعدة اسرهم بمنحه جائزة.

وتابعت "واجهنا صعوبات اثناء التصوير بسبب سوء الوضع الامني في البلد. كنا نواجه كثير من الانفجارات يوم التصوير... فترة المونتاج ايضا كانت صعبة لانها استمرت 15 يوما ... كانت صعوبة التنقل الى موقع المونتاج احد المشاكل. وترجمة العمل.. يعني العديد من المشاكل."

استرجاع أثر عراقي معروض في مزاد إلكتروني

قالت الشرطة السويسرية أنها تمكنت من استرجاع قطعة اثرية عراقية تعود إلى أكثر من أربعة آلاف عام، بعد أن عرضها شخص مجهول الهوية عبر الانترنت في مزاد إلكتروني، على موقع "eBay" الشهير.

وأكدت الشرطة أنها تمكنت من استرجاع القطعة، وهي عبارة عن لوح صغير من الآجر يحتوي على كتابة مسمارية، قبل دقائق قليلة من إقفال المزاد، مشيرة إلى أن اللوح قد يكون مهرباً بصورة غير شرعية عبر صاحبه الذي بدأت التحريات لمعرفة هويته. بحسب فرانس برس.

وكان أحد علماء الآثار الألمان قد اكتشف وجود اللوح على الموقع، وتعرف على الكتابات المسمارية الواردة عليه، مما دفعه إلى المسارعة بالاتصال بالشرطة الألمانية التي بادرت بدورها إلى إخطار نظيرتها السويسرية.

وقد أوقفت عملية البيع في الدقائق الأخيرة قبل إتمامها، وفي وقت لاحق، استرجعت الشرطة القطعة التاريخية من مخزن خاص، فيما ظلت هوية صاحبها، الذي استخدم على الموقع الإلكتروني اسم "أحد سكان زيورخ" مجهولة.

وقالت السلطات السويسرية في بيان خاص: "يعتقد أن القطعة التي تعود إلى أكثر من ألفي عام قبل الميلاد مهربة بصورة غير شرعية من العراق،" على ما نقلته الأسوشيتد برس.

وأضاف مسؤولون في الشرطة أن جنيف ستقوم بتقييم الوضع لتحديد خطوتها القادمة حيال هذه القضية، بحث يتم إعادة القطعة للعراق في حال ثبت تهريبها.

وتحظر سويسرا المتاجرة في القطع الأثرية العراقية التي أخرجت خارج البلاد بعد العام 1990، وقد يواجه الشخص الذي قام بإدخال اللوح التاريخي عقوبة السجن أو غرامة باهظة قد تبلغ 430 ألف دولار أمريكي.

يذكر أن اللغة المسمارية كانت سائدة في بلاد مابين النهرين خلال ثلاثة آلاف سنة سبقت الميلاد، وقد استخدمها سكان المنطقة لتدوين سجلات يحفظون فيها معاملاتهم على ألواح من الآجر.

وقد تعرضت الكثير من الآثار العراقية في المكتبة الوطنية والمتحف للنهب والتدمير خلال العام 2003، بعد حالة الفوضى التي سادت بغداد في أعقاب دخول القوات الأمريكية إليها وسقوط نظام الدكتاتور صدام.

اتحاد الادباء يحتفي بالشاعر ياس السعيدي

اقام إتحاد الادباء والكتاب العراقيين بقاعته في ساحة الاندلس ببغداد، اصبوحة ثقافية للاحتفاء بالشاعر ياس السعيدي، الفائز بالجائزة الاولى لمسابقة الشارقة للابداع.

قدم للجلسة رئيس نادي الشعر مروان عادل حمزة بقوله "لم يشأ ان يغادرنا عام 2007 او نغادره الا بوضع بصمة ابداع عراقي في جبينه، في الوقت الذي يحاول فيه الاخرون ان يغيبوا ثقافتنا التي أبت الا الظهور رغم العواصف والعنف والتعتيم."

وقال الشاعر ياس السعيدي، لوكالة (أصوات العراق) "الفوز الذي حققته مجموعتي الشعرية (تضاريس من جغرافيا الروح) جاء من بين 141 مجموعة شعرية شاركت في مسابقة الابداع لمهرجان الشارقة، وليس لي الا ان اهدي هذا الفوز لوطني الذي علمني كل شيء."

وقرأ الشاعر مقاطع من مجموعته الفائزة بالجائزة، منها قصيدة وطن:

أمشي واقرب ما في القلب أبعدهُ

                                    عني وخلف اقاليم الصبا يدهُ

خلقته من دخان الروح من ضماٍ

                                    وعدت بعد تمام الخلق اعبدهُ

انا يداه.. انا عيناه.. ضحكته

                                    دعني انا كل شىء لا يهددهُ

حملته سجدة نامت على كتفي

                                  وفرت الارض اين الآن أسجدهُ

من جانبه، قال الشاعر جبار سهم السوداني بعد ان قدم هدية رمزية للشاعر السعيدي باسم اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، ان " قصائد ياس السعيدي تمثل خارطة العراق الجميل من ثلوج قمم كردستان وشلالاتها حيث ينثال رقراقا بحبيبات دجلة والفرات، حتى يعقدا قرانهما عند وجع السياب، مهنئا اياهما بمباركة الجاحظ والاصمعي وسيبويه."

اما الناقد والشاعر احمد البياتي فقال لقد "وظف السعيدي في معظم اشعاره، طاقة محكمة لان يوصل تأثير الكلمة على الفكر الانساني والنفس البشرية."

واضاف " ففي وسط هذا الركام الهائل لزحمة الحياة نجده يبث كلماته القوية الساخنة المليئة، مندفعا بثقة ما لديه من خزين معرفي وثقافي لانجاز اثر شعري ممتلئ بالمعنى والدلالة."

وحول ملامح الشعرية والخصوصية التي يبحث عن تأسيسها مجموعة من الشعراء العراقيين الشباب، ومنهم ياس السعيدي، قال الشاعر والناقد علي الفواز"هناك ملامح لا تنتمي الى الموروث القديم، ولكنها استمرار للتجربة الحداثية، تحاول ان تحتفظ بالبنية الصوتية للقصيدة العمودية مقابل اعادة صناعة الوظائف الصورية والرمزية."

واضاف الفواز ان "هذه التجربة تملك عوامل نجاحها، لتؤكد ان الاشكال الشعرية لا يمكن ان تموت بقدر ما تخضع للتجميل والتجديد والادامة."

واوضح ان "الشاعر ياس السعيدي واحد من هذه المجموعة التي استطاعت بقصائدها تشكيل هذا المشهد، وان تحتفظ بشكل من اشكال الثقافة التي تحافظ على البنية الصوتية مقابل سعيها الى توليفات، فيها اليومي والثقافي الكوني."

يشار الى ان الشاعر الشاب ياس السعيدي حاصل على بكالوريوس آداب فرنسي 2004، فاز بالجائزة الاولى ببرنامج سحر البيان للشعر الذي قدمته قناة العراقية (شبه الرسمية) عام 2006، وفاز بالجائزة الاولى في لبنان بمسابقة المميزون عام 2004، وله مجموعتان شعريتان (تضاريس من جغرافيا الروح) (على ملة الياقوت).

معرض فني في السماوة يتحدث عن "هموم العراقيين" 

أقيم على قاعة منتدى شباب المثنى في مدينة السماوة المعرض الشخصي الأول للفنان مطشر الكعبي ضم عشرات اللوحات الفنية والمنحوتات التي تناولت مواضيع متنوعة في حياة الإنسان العراقي، ويستمر ثلاثة أيام.

وقال الكعبي لوكالة (أصوات العراق) "يعد المعرض فرصتي الأولى لعرض أعمالي، حيث أنني لم أستطع ذلك خلال عهد النظام السابق كوني كنت محاربا من قبل أجهزة النظام وقد قضيت فترات من حياتي في السجن آنذاك."

وقال "ضم المعرض ( 34) لوحة فنية، فضلا عن عدد من المنحوتات وآلات موسيقية كالعود والكمان التي صنعتها بنفسي ."

وذكر الكعبي أن "اللوحات  تناولت هموم العراقيين، ومواضيع متنوعة منها السياسية، الاجتماعية، التأريخية والطبيعية التي تتحدث عن حياة المواطن العراقي والاحداث التي لها مساس بحياته." مشيرا الى ان "عمر اللوحات يعود الى فترات مختلفة بدءا من الستينيات في القرن الماضي وحتى الآن."

وأشار الكعبي إلى أن المعرض سيدوم لثلاثة أيام.

من جانبه، قال الفنان العراقي كامل البياتي الذي حضر افتتاح المعرض أن "الفنان الرائد الكعبي هو أستاذ فن بالفطرة كون نفسه بنفسه في مجال الفن ومازال رغم كبر سنه يعمل."

وأضاف"المعرض جميل جدا، ويجب أن نحتضن الفنان الكبير الكعبي وأن تقيم أعماله الرائعة جدا، لاسيما تلك التي كانت خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ كانت له الكثير من النتاجات الفنية الرائعة، فضلا عن صناعته للعود والكمان بجودة كبيرة وعالية وهو أمر يستحق الإشادة والتقدير والعناية."وتقع مدينة السماوة،مركز محافظة المثنى،على مسافة 280 كلم جنوب العاصمة بغداد.

دائرة الاثار العراقية: إكتشاف 700 قطعة أثرية في 2007

ذكرت دائرة الاثار والتراث العراقية أن زهاء 700 قطعة أثرية اكتشفت في جنوب البلاد خلال عام 2007.

ويرجع الكثير من القطاع الاثرية التي عثر عليها في عدة مواقع حول مدينتي كربلاء والديوانية الى العصرين البابلي والعباسي. بحسب رويترز.

وتشمل القطع الاثرية التي عرضت أمام وسائل الاعلام جرارا من الطين وألواحا من الصلصال يحمل بعضها كتابات باللغة المسمارية القديمة.

وقالت أميرة عيدان مديرة دائرة الاثار والتراث العراقية "رأينا مجاميع مختلفة تصور قطع نحتية.. ما يعرف بالتيراكوتا. نماذج مختلفة من الحياة اليومية. شفنا مصورات لبعض الطقوس الدينية وشفنا كذلك ارشيفات من الرقم الطينية المدونة بالكتابات المسمارية تحوي على تدوينات مختلفة غالبيتها ذات طابع اقتصادي. بعضها قضائي وبعضها ذات مضامين ما يعرف بالنصوص المدرسية لتدريب الطلبة على الكتابات المسمارية."

وتوقفت عمليات التنقيب عن الاثار منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. لكن الهدوء النسبي للاوضاع الامنية في جنوب العراق خلال عام 2007 شجع بعثات استكشاف الاثار على استئناف عملها في عدد من المواقع.

وقالت أميرة عيدان "مئات المواقع غير مكتشفة وسنويا ..نفتح بعثات تنقيب حسب الظروف الامنية لكل منطقة. فاللي صار (ما حدث) في العام الماضي هي.. عمليات التنقيب متوقفة منذ احداث 2003. فاللي صار هدوء نسبي مؤقت في بعض المناطق... أنا أقصد الناحية الامنية.. ففتحنا 11 بعثة. هذه نتائج بعض البعثات."

وكان المتحف الوطني العراقي الذي ضم الاف القطع الاثرية من حضارة بين النهرين احدى أقدم الحضارات في العالم قد تعرض للنهب مثله في ذلك مثل العديد من المؤسسات الاخرى في أعقاب اطاحة القوات التي قادتها الولايات المتحدة بحكم الرئيس السابق صدام حسين في ابريل نيسان عام 2003.ووصف نهب المتحف بأنه "جريمة القرن" واتهمت القوات الامريكية بعدم بذل جهد كاف لوقفه.

وفي العامين الماضيين صودر زهاء 1000 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف الوطني العراقي في مطارات بالولايات المتحدة كما عثر على مئات القطع الاخرى في أوروبا ودول مجاورة للعراق مثل الاردن وسوريا.

مركز جديد لثقافة الطفل في بغداد 

أعلن في بغداد عن تأسيس المركز العراقي لثقافة الطفل الذي يهدف إلى تنفيذ مشاريع ثقافية وتربوية تدعم قدرات الطفل الفكرية والذهنية.

وقال مدير المركز العراقي لثقافة الطفل الباحث كاظم عبدالزهرة لوكالة (أصوات العراق) إن "المركز الجديد  التابع لمؤسسة مدارك لدراسة آليات الرقي الفكري يهدف إلى دعم ثقافة الطفل من خلال تنفيذ المشاريع الثقافية والتربوية، كاصدار المطبوعات والكتب والدوريات وأفلام الكارتون.. فضلا عن اقامة مسرحيات للأطفال ودعم البرامج التعليمية والتربوية  بالتعاون مع جهات حكومية من وزارة التربية".

يشار إلى ان المركز يضم في هيئته التأسيسية (كما أعلن القائمون عليه) فنانين تشكيليين وباحثين متخصصين في ثقافة الطفل منهم، رسام الكاريكاتير ضياء الحجار والفنان التشكيلي طالب مكي والصحفي لؤي أمين والشاعر جليل خزعل.. فضلا عن الناشطة طاهرة داخل والفنانة التشكيلية حنان شفيق والفنان زهير الرسام والفنان عماد يونس.

ومؤسسة مدارك التي تأسست أوائل عام 2004 إحدى منظمات المجتمع المدني المهتمة بالشأن الثقافي العراقي وبدراسة وتصحيح وتأصيل بعض المفاهيم، كالدين والدولة والمجتمع المدني والمواطنة والهوية الوطنية ومفاهيم أخرى وأقامت عدة حلقات نقاشية  وشاركت في مهرجانات ونشاطات ثقافية وندوات حوارية داخل وخارج العراق وتصدر مجلة فصلية تحمل نفس عنوان المؤسسة "مدارك " ويترأس تحريرها الباحث سعدون محسن ضمد.

امسية لخضير ميري عن "العسل والجنون" في معرض القاهرة الدولي

ضن فعاليات معرض القاهرة الدولي الاربعين للكتاب اقيمت امسية ثقافية للكاتب العراقي خضير ميري للحديث عن كتابه (أيام العسل والجنون) الذي صدرت طبعته الثانية عن مكتبة مدبولي في القاهرة مطلع العام الحالي.

استعرض ميري خلال الامسية التي اقيمت في احدى قاعات المعرض في مدينة نصر بالقاهرة تجربته الانسانية اثناء وجوده في مستشفى الامراض العقلية ومعاناته داخل المستشفى ورصده حالات المرضى الاخرين، كشف فيها ميري الجانب الخفي من حياة شخصياته المصابة بالاحباط والخوف والمسكونة بالمواقف المنحرفة والمختلفة، في سرد لا يخلو من الجرأة والبساطة. بحسب فرانس برس.

عقب على الامسية الناقد المصري سيد الوكيل والروائية المصرية سلوى بكر، وحضرها عدد من النقاد والصحفيين والادباء المصريين، كذلك عدد من الاعلاميين العراقيين الموجودين في القاهرة .

"أيام الجنون والعسل" عبارة عن تجربة كارثية كما يصفها الكاتب حيث تتعرض لمنطقة ربما لم يجرؤ احد من الاقتراب منها غير جنون ميري الذي قاده الى تلك المصحة يقع في 122 صفحة من القطع المتوسط  ويتضمن 11 فصلا اشبه بالقصص القصيرة يشخص من خلالها ميري نماذج اشخاص واشكال حياة من خلف اسوار مستشفى للامراض العقلية في بغداد. ورت الطبعة الاولى للكتاب عن دار الشؤون الثقافية في بغداد عام 2000 .

ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب اكبر فعالية ثقافية في الشرق الاوسط ويفتتح كل عام في الثالث والعشرين من كانون الثاني يناير ويستمر حتى الرابع من شباط فبراير.

شارك فيه هذا العام 28 دولة و 743 ناشرا عربيا واجنبيا ويتضمن بالاضافة الى عروض الكتب ندوات واماس ثقافية وانشطة فنية ابداعية.

خيانة" مترجمين عراقيين تعرض على مسرح بنيويورك

خاض الطبيب العراقي الذي تحول لمخرج سينمائي عمر صالح مهدي تجربة غريبة حيث رأى حياته تعرض على خشبة المسرح في مطلع الاسبوع في عرض خاص لمسرحية "خيانة" التي تتناول حياة العراقيين الذين عملوا لصالح الامريكيين.

وقال بعد مناقشة على المسرح مع جورج باكر الكاتب المسرحي وهو صحفي في مجلة نيويوركر "ان شيء لا يصدق بحق أن ترى ذلك في قلب نيويورك.. رأيت جزءا من حياتي أمام عيني."

والمسرحية قصة تخيلية عن ثلاثة عراقيين عملوا لصالح السلطات الامريكية بعد غزو الولايات المتحدة للعراق في مارس اذار 2003.

وبينما كانوا في بادئ الامر مفعمين بالامل بالمستقبل فان ايمانهم بأمريكا يتعرض للامتحان حينما يجدون أنفسهم تحت تهديد المتشددين من كل النواحي ولا يجدون في الوقت نفسه ترحيبا من جانب الولايات المتحدة.

وقال باكر ان الثلاثة كانوا شخصيات مجمعة من عناصر تم استقاؤها من مقابلات عديدة أجريت مع مترجمين عملوا لدى الامريكيين مخاطرين بحياتهم.

وكان بين هؤلاء صالح مهدي الطبيب الذي عمل مترجما لدى باكر في عام 2005 وفي النهاية تخلى عن الطب حينما صار من الخطر جدا التوجه للعمل.

واتجه صالح مهدي الى الصحافة وسيعرض فيلمه "مستشفى بغداد.. داخل المنطقة الحمراء." على قناة (اتش.بي.أو). وفاز بمنحة وهو يدرس الاعلام في الوقت الحاضر في ولاية انديانا.

وقال صالح مهدي "بعد الاطاحة بنظام صدام كنا نأمل بحق في أن تتغير الحياة. جميعنا كنا نأمل في أن تتاح لنا فرصة لتحسين أنفسنا من خلال العمل مع أجانب.""ولكن هذه صارت جريمة حقيقية.. العمل مع الاجانب في العراق معناه حكم بالاعدام."

ومن ضمن اللاعبين الاساسيين في المسرحية دبلوماسي أمريكي. ويقول باكر انه تخيلي ولكنه مستوحى بصورة جزئية من المستشار الامريكي السابق بشأن العراق كيرك جونسون الذي وضع قائمة من العراقيين الذين عملوا لصالح السلطات الامريكية ويحاولون الان الفرار الى الولايات المتحدة.

وأظهرت بيانات الخارجية الامريكية أن نحو 1600 لاجئ عراقي أعيد توطينهم في الولايات المتحدة في عام 2007. وهم جزء ضئيل من أكثر من مليوني عراقي فروا من البلاد.

وقال باكر للحضور انه لا يأمل في حدوث تغيير في ظل ادارة الرئيس جورج بوش.وأضاف "بالطبع أنا لم أكن أتوقع حدوث معجزات ولكني أعتقد ان هذا جزء ضئيل للغاية من الحرب بحيث يتمكن أصحاب المهن والصحفيون من جعل الادارة تخجل فتفعل الشيء الصواب."

ويقول مسؤولون أمريكيون ان مساعدة العراقيين الذين عملوا لدى الحكومة الامريكية له أولوية قصوى. انهم يحاولون ارساء تدابير جديدة للتعامل مع الاعداد الكبيرة في اطار اجراءات الامن المشددة الخاصة باعطاء التأشيرات عقب هجمات 11 سبتمبر أيلول.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4 شباط/2008 - 26/محرم/1429