عودة طالبان: افغانستان على شفير الهاوية

اعداد/صباح جاسم

 شبكة النبأ: يرى تقرير بان طالبان استعادت نشاطها، وان العالم يواجه مشكلة تفاقمت بشكل متزايد في الفترة الاخيرة وذلك بحسب التقرير يستدعي جهود جبارة للقضاء على التشدد وإلا فان العالم سيواجه كارثة حقيقية ما لم تنجز الحرب على الارهاب وتجفف منابعه في افغانستان على وجه الخصوص.

وقد خلص التقرير او الدراسة التي اعدها فريق دبلوماسي وعسكري امريكي إلى ان افغانستان باتت عند حافة التحول إلى دولة فاشلة، وقد تصبح الحرب فيها حربا منسية.

واعد هذه الدراسة السفير الامريكي السابق في كابول توماس بيكرينج، وجنرال المارينز المتقاعد جيمس جونز.

واوصت الدراسة، ضمن عدة امور، بنشر المزيد من قوات حلف الاطلسي في افغانستان، حسب وكالة اسوسيتدبرس.

يشار إلى ان طالبان جددت خلال العامين الماضيين نشاطاتها العسكرية ضد قوات الناتو وقوات الحكومة الافغانية.

وشهدت مناطق جنوب البلاد اسوأ موجات العنف منذ سقوط حكم طالبان في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.

قندهار تعاني الفقر والعنف معا

وتظهر الدراسة ان افغانستان باتت في مفترق طريق، وان التقدم المتحقق بعد ستة اعوام من التدخل الدولي اصبح تحت تهديد خطير من العنف المسلح، وضعف الارادة الدولية، وتصاعد التحديات الاقليمية، وتنامي فقدان الثقة بين جزء من الشعب الافغاني حول الاتجاه الذي تسير فيه بلادهم.

وتوصي الدراسة، التي نقلت وكالة اسوسيتدبرس مقتطفات منها، بتعيين مبعوث امريكي خاص، وبضرورة فصل الحالة الافغانية عن تلك العراقية.

يذكر ان الحزب الديموقراطي كان منذ فترة طويلة يجادل بان ادارة الرئيس جورج بوش فشلت في احتواء الارهاب في افغانستان لانها حولت مصادرها إلى العراق.

طالبان ستكون على أبواب كابول هذا العام!!

وحذر تقرير اصدره مركز بحوث (سنلس كاونسيل) في لندن بعنوان افغانستان على شفير الهاوية من اوضاع قاتمة مرتقبة في افغانستان ،لان حركة طالبان ستكون على ابواب كابول خلال العام الجديد. بحسب الوطن.

وتناول المركز الذي يعنى بشؤون الامن والتنمية، الاوضاع الميدانية في جنوب افغانستان المحاذي للحدود مع الباكستان، حيث نفوذ قبائل البشتون التي ينتمي اليها غالبية عناصر طالبان، موضحا ان حركة الملا عمر اظهرت قدرتها على اعادة الانتشار، مشيرا الى (ان لها وجودا دائما وسط نسبة %54 من السكان، خاصة في الجنوب).

وبحسب التقرير ان طالبان تسيطر اليوم على مناطق واسعة من الجنوب وبعض المدن الكبرى مثل (هلمند وقندهار واورزجان) فيما ينحسر الوجود الاطلسي في مناطق صغيرة من هذه الولايات.

ويستنتج التقرير ان الامور تتجه نحو الاسوأ وتوجد مخاوف جدية من ان تعيد طالبان سيطرتها على افغانستان على الرغم من الاموال الباهظة التي يضخها الغرب) ويؤكد ان التمرد في ولايات الجنوب والجنوب الشرقي يتمتع بـ (نكهة عربية) مشيرا الى ان مقابر المقاتلين العرب هناك تحولت الى مزارات للافغان).

وتضمن التقرير فصلا خاصا بسياسة مكافحة المخدرات مؤكدا فشلها بشكل ذريع، داعيا الى دراسة استخدام زراعة الافيون في انتاج الادوية في ضوء فشل الدول الغربية في اقناع الافغان بوقف زراعة المخدرات.

التفاوض مع المعتدلين

ودعا التقرير الى التفاوض مع التيارالمعتدل في طالبان وضم ممثليه الى الحكومة ولكن رفض اي محاولة للتفاوض مع المتطرفين لما يمثله من خطر على مكانة الدولة والمجتمع الدولي.

واوصى التقرير بزيادة عدد قوات الاطلسي في افغانستان الى 80 الف عسكري اي ضعف العدد الحالي وضم قوات من دول اسلامية الى القوات الدولية (ايساف) وعدم الاقتصار على تركيا وشن عمليات داخل مناطق القبائل الباكستانية التي تعتبر قاعدة خلفية لمقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة، ونبه الى ضرورة تدريب وتأهيل القوات المحلية التي لا تستطيع حتى الآن الصمود لوحدها في مواجهة طالبان.

واعتبر التقرير ان هزيمة المشروع الغربي في افغانستان وعدم نجاح الاطلسي في القضاء على طالبان ستكون عواقبه كارثية على الغرب ومستقبل الناتو والحرب على الارهاب، وسيؤدي الى تنامي التيارات الاصولية الاسلامية وظهور المزيد من الحركات الجهادية التي تعتمد العنف والقوة والارهاب سبيلا الى تحقيق اهدافها ومشاريعها.

الحرب الأفغانية بدأت للتو

وفي سياق متصل قالت منظمة غير حكومية ان الحرب في افغانستان بدأت للتو، في الوقت الذي دخلت فيه قوات حلف شمال الاطلسي التي لم تقترب بعد من مطاردة فلول طالبان في صراع يزداد اتساعا وعمقا وربما تخسر سيطرتها على الامن.

وقال مكتب الأمن وهو منظمة غير حكومية في افغانستان في تقرير عن العام الماضي ان مسلحي طالبان الذين يقاتلون من اجل الاطاحة بالحكومة الافغانية المؤيدة للغرب وطرد القوات الاجنبية قاموا بشن مزيد من الهجمات في منطقة اوسع في عام 2007 . واضاف ان افضل سيناريو لهذا العام هو نفس الشيء.

وقال المكتب الذي يراقب الأمن لحساب عشرات المنظمات غير الحكومية التي تعمل في افغانستان: بعد عدة سنوات من الان فان عام 2007 ربما ينظر اليه على انه العام الذي عادت فيه طالبان بجدية الى القتال.

وقامت قوات افغانية تقودها الولايات المتحدة بالاطاحة بطالبان من السلطة في اواخر عام 2001 بعد ان رفضت الحكومة الاسلامية المحافظة تسليم زعماء تنظيم القاعدة الذين كانوا وراء هجمات 11 سبتمبر ايلول.

لكن التقرير قال انه مع عودة طالبان أصبح واضحا ان رحيلهم السهل في عام 2001 كان تقهقرا استراتيجيا أكثر منه هزيمة عسكرية فعلية.

وقال التقرير بتعبير بسيط فان الاجماع بين الاشخاص الذين على علم بالامور في نهاية عام 2007 هو ان افغانستان في بداية الحرب وليست في نهايتها.

وقوة المعاونة الأمنية الدولية التي لها قوات قوامها نحو 41 الف جندي في افغانستان لكن بسبب القيود بشأن كيفية ومكان انتشار معظم القوات الاوروبية واخراج قوات الدعم اللازمة فان قوة المعاونة لا يمكنها ان تنشر قوة قتالية يزيد قوامها على أكثر من خمسة الاف الى سبعة الاف جندي.

واضاف مكتب الأمن انه رغم ذلك فان افضل سيناريو لعام 2008 هو المزيد مما هو حادث حيث سيتسع تمرد طالبان ببطء ويمتد نفوذها الى الريف وتضطر منظمات الاغاثة الى التراجع الى مدن أكثر امانا نسبيا.

الحرب تحاصر المنطقة المحيطة بأفغانستان

من جهة اخرى قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إن العنف يحاصر منطقته وطالب الدول بمواجهة التشدد بالأفعال وليس بالأقوال.

وقال كرزاي في كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي العالمي، بينما مازالت أفغانستان ميدان معركة حاسم، هناك حرب تنتشر بسرعة وتحاصر المنطقة الأوسع.

وأضاف استراتيجياتنا في هذه الحرب غالبا ما تغيرت بسبب عدد من الأقوال المخادعة، وقال الحكومات في المنطقة تحتاج إلى الانتقال إلى ما بعد الأقوال وان تتوقف عن السعي لتحقيق مصالح باستخدام سياسات متطرفة.

ولم يتهم كرزاي أي بلد بالاسم لكن علاقاته مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف تهاوت فعليا في بعض الأوقات بشأن شكاوى افغانية من ان مسلحي طالبان يعملون من الجانب الباكستاني من الحدود المشتركة بين البلدين.

ولجأ كثير من متشددي القاعدة وطالبان إلى مناطق الحدود بعد أن طردت القوات التي تقودها الولايات المتحدة حكومة طالبان من السلطة في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 .

وتخوض أفغانستان الآن معركة شديدة ضد متشددي طالبان بينما تواجه القوات الباكستانية متشددين مؤيدين لطالبان في أجزاء متفرقة من شمال غرب البلاد قرب الحدود الأفغانية.

وقال كرزاي وهو يشير إلى سلسلة هجمات في البلدين من بينها اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو في ديسمبر كانون الأول إن بلاء التطرف انطلق في أنحاء المنطقة.

وقال كل المؤشرات والحرائق الهائلة التي تنتشر في أنحاء منطقتنا تمتد على نحو مرعب إلى أنحاء العالم.

ودعا كرزاي إلى حملة صارمة ضد ملاجيء المتشددين وتدمير بنيتهم الأساسية وشبكات تمويلهم وتجنيدهم.

وتعهدت أفغانستان وباكستان وهما حليفتان للولايات المتحدة في الماضي بالعمل معا ضد التشدد لكنهما لم تتخذا سوى بضع خطوات ملموسة.

وحذر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي من أنه ما لم تبذل بعض الدول، من بينها باكستان، المزيد من الجهود للتصدى لتنامي مد المتشددين، فإن أفغانستان ستقع مجدداً في أيدي العناصر الإرهابية، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي. بحسب الـ CNN.

وقال كزاري، في حديث لـ CNN على هامش اجتماعات منتدى دافوس الاقتصادي، إن السياسات المضللة لبعض التنظيمات والدول، لم يسمها، تواصل تأجيج العنف في بلاده، معرباً عن ثقته بعدم اختباء زعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن في الأراضي الأفغانية.

وأمتنع الرئيس الأفغاني التعقيب على تقديرات وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الأخيرة، التي جاء فيها إن قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" تفتقر المهارات اللازمة.

واستطرد قائلاً: الحرب ضد  الإرهاب لا تنحصر في أفغانستان، جانب صغير للغاية منها ربما فيها، إلا أن الدور الأعظم ينصب في محميات الإرهاب حيث يتم التدريب والتحريض.وتابع: ما لم نذهب إلى هناك فدائرة الشر هذه ستتواصل.

وقال إن زراعة الأفيون، التي فشلت كافة جهود القضاء عليه، تمول جزئياً حركة طالبان، التي دحرها الغزو الأمريكي لأفغانستان في أواخر عام 2001، ورفض مزاعم تمويل السعودية للحركة المتشددة.

وأعرب الرئيس الأفغاني عن قلقه من تنامي الإرهاب في دولة باكستان المجاورة، حيث يتعرض الرئيس برويز مشرف لضغوط من المعارضة للتنحي على ضوء تزايد العنف المسلح.

وأستطرد معقباً: للأسف مشكلة الإرهاب في تنام بباكستان، مطالباً بإدراك حجم الخطر الذي تمثل الجماعات المتشددة على مستقبل أفغانستان وباكستان، وتأثير ذلك  المستويين الإقليمي والعالمي.

وحول وصفه بأنه دمية أمريكا، أبدى الرئيس الأفغاني رحابة صدر وتقبل الإساءة الشخصية إذا كان المقابل مساعدة شعبه، مضيفاً: الإدارة الأمريكية ساعدت الأفغان، وإذا دُعيت بدمية لأنني أدين بالعرفان للولايات المتحدة.. إذا فلتكن الدمية لَقبي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 3 شباط/2008 - 25/محرم/1429