اخوة يوسف

سعد البغدادي

ابتلاء يوسف باخوته تاريخيا يكرر نفسه حينما يعمد وزراؤنا الى استخدام اشقاؤهم كمدراء مكتابهم الخاصة وكافراد حمايتهم الخاصة. بغض النظر عن الشهادات التي يحملونها طبعا اغلبهم لايحمل شهادة الاعدادية؟

 اخوة يوسف يمارسون ادوارا في ادارة مكاتب الوزراء بشكل جنوني فمن هناك تبدأ محطات الفساد الاداري ومن هناك تبدء الميليشيات للدفاع عن الوزير. فمدير مكتب وزير التجارة  يطلب منك مبلغ زهيد يصل الى خمسة ملايين ليمنحك وكالة تجارية ومدير مكتب وزير التربية يطلب كذا مبلغ ليرسي مقاولة بناء مدرسة او ترمميها اليك وحماية وزير الكهرباء تعتدي بالضرب المبرح على طاقم مراسلي قناة الفرات في منطقة الامين ببغداد وتصادر الاشرطة التي تفضح الفساد الاداري في وزارة الكهرباء وتتهجم عليهم بالفاظ الصك الميلشوية؟

ثم يرسل مدير مكتبه في طلبهم لينصحهم بكتابة تقرير جيد يظهر النتائج الايجابية لوزارة الكهرباء.

 وغيرهم  كثيرون يمارسون دور اخوة يوسف.

بل تعدى الامر للسادة اعضاء البرلمان فاخوتهم مدراء مكاتبهم والمعبرون عن اراؤهم .. ليتعدى الامر الى اعلى الهيئات...

 اخوة يوسف اس الفساد في بلادنا وعلى فرض حسن النية فاننا نعتقد ان السادة الوزراء لايعرفون تصرفات اشقاؤهم وليس مدراء مكاتبهم. فما الذي يجبر الوزراء على اناطة هذا المنصب الحساس  لاخوة يوسف. وهو المنصب الذي يفترض ان يعطي الصورة الحقيقية لانجاز هذه الوزارة او تلك في المحطات الاعلامية والصحافة. والمكتب مسؤول عن ادارة اعمال السيد الوزير .

وفي نهاية الامر تقع اعباء اخوة يوسف على اداء حكومة المالكي ليتم اتهامها عبر اخوة يوسف بانها عجزت عن تقديم الخدمات للشعب.

 هل لنا ان نسال لماذا الاعتماد على اخوة يوسف هل لنا ان نسال كم مسؤول وكم وزير وظف اشقاؤه  سواء كمدير لمكتبه واعماله الخاصة ام في حمايته الخاصة  التي تجيد فن الاعتداء على الصحفيين في حال لم يرغب الوزير في تقرير ذلك الصحفي او المراسل.

 هل نحتاج ايضا الى هيئة النزاهة لتطهر  مكاتب الوزرا ء من اخوة يوسف وهل نحتاج الى هيئة اجتثاث اخوة يوسف من وزاتنا.

اعتقد اننا بحاجة اليها جميعا لان مفهوم الدولة  وادارتها لايزال غامضا لدى هولاء الوزرا ء. الذين يخشون من تسريب بعض المعلومات عن مكاتبهم وعن جملة قضايا الفساد في وزارتهم.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2 شباط/2008 - 24/محرم/1429