وانتصر صدام في قضية العلم

حسين ابو سعود

خسر الأكراد جولة العلم وانتصر صدام مرة أخرى عندما اقر مجلس النواب بالأكثرية العلم الجديد بعد( لتي ولتيا )و(هرج ومرج )اقره بعد إزالة النجوم الثلاثة التي كان من الممكن تغيير تفسيرها من الوحدة والحرية والاشتراكية إلى أي معاني أخرى مرضية وما أكثرها كأن ترمز إلى الشيعة والسنة والكرد  مثلا ، وتثبيت عبارة الله اكبر وهي كلمة حق أراد بها صدام باطلا كبيرا وقد انطلت خديعة العبارة على الكثير من الناس حتى ممن نكن لهم الاحترام من الشخصيات الكبيرة التي جاهدت الطاغية ونظامه وقدمت التضحيات الجسام، انطلت عليهم الحيلة مثلما انطلى على أعداد كبيرة من جيش الإمام علي بن أبي طالب حين رفع مخالفيه المصاحف على أسنة الرماح، وكم دعا الإمام أصحابه إلى عدم الالتفات إلى الخديعة لأنهم على مشارف تحقيق النصر الأكبر، وصار ما صار بعد الاعتراض على حكمة القيادة، وما زالت البشرية بشكل عام والأمة الإسلامية بشكل خاص تعاني من تبعات رفع المصاحف والتحكيم وما نجم عنها إلى يومنا هذا.

وقد سمعت احد الشخصيات الكبيرة يقيس عبارة الله اكبر ( الصدامية) بقصور صدام قائلا ":فهل يبرر هدم القصور كونها صدامية، يعني بذلك هل يبرر حذف عبارة الله اكبر كونها كتبت بخط يد صدام على العلم ، مع انه اراد استخدامها ضد دولة مسلمة جارة وتأليب سذج المسلمين ضدها ، والا فالعاقل يعلم بان النظام البعثي ابعد ما كان عن الإسلام وما الاستعانة بهذه العبارة إلا مكاء وتصدية منه.

وينشب خلاف بين الأخوة الكرد والحكومة العراقية على العلم ورفعه في كردستان، وقد تم الاتفاق على حل القضية التي امتد الخلاف عليه عدة سنوات في جلسة البرلمان بإخفاء النجوم الثلاثة وإبراز العبارة التي ثبتها صدام حسين، فهل هذا يعني انتصار الكرد؟

ألم يستطيع الكرد زيادة ضغوطهم أكثر فأكثر لإزالة هذه العبارة (الشريفة)

من العلم لأنه يذكر بصدام وأيامه، الم يكن ممكنا إضافة عبارة (لا اله إلا الله) إذا كان البعض يصر على إبقاء العبارة الشريفة في العلم، والظريف ان هذا العلم بعبارة (الله اكبر ) ظل يرفرف على راس القاضي الذي حاكم صداما وأصدر بحقه عقوبة الإعدام، وقد ذهب شخص صدام وبقي علمه مرفوعا، وهاهو يبقى وبموافقة من البرلمان اعني الشعب ببقاء عبارة صدام، على ان لون العبارة وكيفية كتابتها لن تلغي مدلولاتها أبدا.

وارى بان الأخوة الكرد وكل من تضرر من صدام وزمرته كانوا قادرين على الإتيان بعلم جديد جدا لا يذكر الأجيال بالدكتاتورية والتسلط واستخدام الدين لأغراض شخصية ودنيوية.

وقد نسي مجلس النواب برئيسه ونوابه الثلاثة وأعضاءه إصدار قانون جديد يقضي بعدم جواز تنكيس العلم العراقي من بعد اليوم لأي سبب من الأسباب لان فيه عبارة الله اكبر أسوة بعلم السعودية الذي لا يجوز تنكيسه البتة وبموجب قانون لاحتوائه على عبارة ( لا اله إلا الله ).

وإذا حدث وان تعرض العلم العراقي إلى الإهانة أو الحرق كما تتعرض إعلام الدول المختلفة في حالات النزاعات وفيها عبارة (الله اكبر) فان التبعة تقع كاملة على عاتق الموافقين على هذا العلم، ثم أتساءل لماذا تم اختيار الخط الكوفي بدلا من خط يد صدام ؟ فهل لأنه أجمل الخطوط أم أقدسها ؟ ولماذا لم يستخدم خط الثلث مثلا وهو الأجمل والأروع كما يعرف ذلك أصحاب الفن، وقد أبدع الخطاطون العراقيون في كتابة الآيات القرآنية ولاسيما بخط الثلث وهو أصعب الخطوط.

 ثم السؤال الأخير: هل تم تمثيل التركمان وباقي الأقليات في العلم الجديد ؟

لا ادري ولكني أقول: لقد تسرعتم في الموافقة على العلم الجديد وقد خسر الكرد الجولة وانتصر صدام في قضية العلم ولو لمدة عام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 27 كانون الثاني/2008 - 18/محرم/1429