اسرائيل توحي للعرب: هاكم غزة واحتاروا بمن فيها

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: رغم ان خرق حركة المقاومة الاسلامية (حماس) للحاجز الحدودي بين غزة ومصر والذي مكن سكان القطاع من كسر الحصار الاسرائيلي عزز شعبية الحركة. الا ان ذلك الشعور لم يلبث ان تبدد للإجراءات التي قامت بها قوات حرس الحدود المصرية في صد ومواجهة الخرق بالقوة.

ومع ان اسرائيل تريد في عزلها لغزة ان تقطع علاقتها تماما بهذا الجزء الفلسطيني الا ان ذلك يؤثر سلبيا على الجهود الدولية لدفع مسيرة السلام بين العرب واسرائيل، حيث هي من جهة لا تريد تحمل المسؤولية الادارية والاقتصادية للقطاع وبنفس الوقت تمارس حصارا جائرا عليه بحجة الحفاظ على أمن اسرائيل من حركة حماس وهجماتها الصاروخية.

وتدفق عشرات الالاف من سكان غزة عبر الحاجز المعدني الذي جرى تحطيمه الى البلدات المصرية القريبة لشراء حاجاتهم بعدما شددت اسرائيل اغلاقها لقطاع غزة وأوقفت لفترة وجيزة امدادات الطعام والوقود.

ويقول المحللون ان أي ترتيبات مستقبلية بشأن الحدود بين مصر وغزة يجب أن تشمل حماس التي طردت قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسيطرت على القطاع في يونيو حزيران.

ومعبر رفح الحدودي الذي كان يوما بوابة غزة الرئيسية الى العالم الخارجي مغلق معظم الوقت منذ سيطرت حماس على القطاع مما اضطر مراقبين أوروبيين والحرس الرئاسي التابع لعباس الى الرحيل وترك مهمة الاشراف على تشغيل المعبر.

وكتب المحلل السياسي الفلسطيني سميح شبيب في صحيفة الايام اليومية الموالية لحركة فتح يقول ان اعادة فتح معبر رفح يستحيل انجازه دون فتح حوار مباشر بين الاطراف المعنية ومنها حماس.

ويرى محللون أن سقوط الحدود في رفح قد أحدث ثغرة أيضا في الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة لتحجيم نفوذ حماس وتقوية عباس. بحسب رويترز.

واتهمت حماس حكومة عباس بالتواطوء في حصار اسرائيل لقطاع غزة حتى يتمرد السكان على حكم حماس. وتنفي حكومة عباس هذه التهمة.

وقالت اسرائيل انها شددت اغلاقها لقطاع غزة الاسبوع الماضي في محاولة لوقف اطلاق الصواريخ عبر الحدود. واستؤنفت امدادات الوقود والمساعدات جزئيا في أعقاب انتقادات دولية.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري، بعدما جرى في رفح لا أتوقع أن نسمع عن الحصار الخانق لانه عندما يجوع الناس سوف يكررون ذلك.

وأضاف، لن تكون السلطة الفلسطينية قادرة على تولي المسؤولية عن المعابر في قطاع غزة بدون موافقة حماس. موقف حماس التفاوضي قد أصبح أقوى.

اسرائيل تريد قطع الصلات مع غزة

وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ان اسرائيل تريد قطع بقية صلاتها مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بعد أن فجر نشطاء أجزاء من الحاجز الحدودي بين القطاع ومصر في تحد للحصار الاسرائيلي.

وقال ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع ان اسرائيل تريد أن تقطع صلاتها تماما مع غزة من خلال تسليم مسؤولية امدادات الكهرباء والمياه والدواء لجهات أخرى. وقال مسؤول أمني اسرائيلي ان على مصر تولي هذه المسؤولية. بحسب رويترز.

وأضاف فيلناي، علينا أن ندرك أنه عندما تكون غزة مفتوحة على الجانب الاخر فاننا نفقد المسؤولية عنها. لذا نريد الانفصال عنها.

وقال نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ان واشنطن على اتصال بالقاهرة بشان الحدود ومستعدة للعمل مع السلطات المصرية لاستعادة النظام هناك رغم انه لم يعط تفاصيل عن كيفية تحقيق ذلك.

وقال بيرنز للصحفيين في القدس، رأينا هو انه يتعين استعادة النظام على الحدود. مضيفا انه يتعين اعادة امداد قطاع غزة بالخدمات بسرعة.

ورفض متحدث باسم حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو حزيران بعد اقتتال مع قوات حركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس ما وصفه بانه محاولة لفصل غزة عن الضفة الغربية المحتلة.

ووفقا لوكالة الانباء الفلسطينية (وفا) قال عباس ايضا ان اسرائيل ربما تنتهز الفرصة لفصل غزة عن الضفة الغربية وحذر من عواقب وخيمة على عملية السلام التي تدعمها الولايات المتحدة. ويريد الفلسطينيون اقامة دولتهم في المستقبل على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقفزت الاسعار في رفح الى خمسة امثالها. اما في غزة حيث ارتفعت الاسعار بسبب نقص المعروض فقد تراجعت الاسعار قليلا وتكدست البضائع في المتاجر التي كانت شبه خالية في وقت سابق. وكانت شوارع غزة هادئة.

وقال خالد علي وهو رجل شرطة فلسطيني يحرس فتحة في السياج ان سكان غزة عن بكرة ابيهم تقريبا في اجازة في مصر.

وشددت اسرائيل اغلاقها لقطاع غزة هذا الاسبوع وأوقفت لفترة قصيرة امدادات الوقود الى محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع ومنعت شحنات المساعدات الانسانية في اطار حملة قالت انها تهدف الى منع الهجمات الصاروخية عبر الحدود.

وسمحت اسرائيل منذ ذلك الحين بدخول بعض الوقود الى غزة لكن مسؤولين اوروبيين وغربيين قالوا ان المحطة تسلمت شحنات محدودة في اليومين الماضيين مما ادى الى انقطاع الكهرباء عن بعض اجزاء القطاع.

وكالات انسانية تحذر من "انهيار كامل"

 من جهة اخرى اعلنت ناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان قطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي تام منذ الخميس يواجه خطر "انهيار كامل" لبناه التحتية.

وقالت دوروثيا كريميتساس لصحافيين ان الاجراءات التي اتخذت في اطار هذا الحصار، لها كلفة انسانية كبرى وقد طلبنا من اسرائيل ان ترفع فورا كل الاجراءات الانتقامية. واضافت، هناك خطر كبير من انهيار كامل لكل البنى التحتية.

واوضحت ان الشعب يجد نفسه رهينة هذا النزاع ويعاني من عواقبه الخطيرة اذ ان المستشفيات بشكل خاص تواجه نقصا في المواد الغذائية والكهرباء.

وتابعت، هناك الكثير من الادوية ناقصة ويجب اعادة تشكيل مخزونها والا فان المستشفيات ستضطر لاغلاق ابوابها.

واعربت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن مخاوف مماثلة. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف آن فينمان، نحن قلقون جدا ازاء وضع الاطفال في غزة (...) ان الاطفال يقعون على الدوام ضحايا في اوقات النزاع. واضافت ان قدرة المستشفيات على تبريد اللقاحات تثير بشكل خاص قلق هذه المنظمة الدولية.

الامم المتحدة: حالة الفقر بين الفلسطينيين تزداد اتساعا

واعلن المنسق الانساني في الاراضي الفلسطينية المنتدب من الامم المتحدة ان الفلسطينيين يمرون في ازمة معممة من الفقر المتزايد.

وقال ماكسويل غيلارد في مؤتمر صحافي لمناسبة اطلاق "نداء انساني" لسنة 2008 من اجل الاراضي الفلسطينية، لدينا ازمة معممة من الفقر المتزايد وارتفاعا في نسبة البطالة وتدهورا في ظروف الحياة ومسا على نطاق واسع بكرامة الفلسطينيين.

وراى ان الفلسطينيين هم قبل اي شيء ضحايا غياب الحماية من العنف ونكران حقوق الانسان والحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وعليهم ان يواجهوا "تجزئة" ارضهم بالاضافة الى القيود الموضوعة على تنقلاتهم.

واستند المسؤول الدولي الى ارقام صادرة عن مكتب الاحصاءات الفلسطيني مشيرا الى ان 57% من العائلات الفلسطينية تعيش تحت خط الفقر (49% في الضفة الغربية و79% في غزة) بينما بلغت نسبة البطالة في 2007 32,3% في غزة و22,6% في الضفة الغربية.

وقال وزير التخطيط الفلسطيني سمير عبدالله من جهته ان "شروط الحياة والظروف الاقتصادية في المجتمع الفلسطيني وصلت الى درجة متدنية غير مسبوقة" مشيرا الى ان اكثر من مليون فلسطيني يعيشون على المساعدات الانسانية.

وعبر مسؤول في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) عن القلق البالغ من الوضع الانساني في قطاع غزة داعيا اسرائيل الى فتح المعابر المؤدية الى القطاع. وتفرض اسرائيل حصارا تاما على قطاع غزة منذ الخميس وسمحت الثلاثاء بادخال كميات محدودة من الوقود.

وقال مساعد مدير الاونروا فيليبو غراندي تعليقا على تخفيف الحصار نسبيا، هذا جيد اننا نرحب بذلك لكنه غير كاف.

واضاف، نعرف ان هناك صواريخ اطلقت وقد شجبت الامم المتحدة ذلك مرات عدة لكن هل الاغلاق التام هو الرد المناسب؟.

ووجهت الامم المتحدة نداء الى الجهات المانحة لسنة 2008 للمساهمة في جمع 462 مليون دولار، للتجاوب مع حاجات السكان الفلسطينيين. واوضحت الامم المتحدة ان هذا النداء يشكل اكبر نداء انساني ملح في الاراضي الفلسطينية والثالث في العالم بعد السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية.

رائحة كريهة تفوح في غزة!!

انتفض يوسف الجيار من نومه هذا الاسبوع حين تدفقت مياه الصرف الصحي من محطة الضخ المجاورة وبدأت التسرب تحت باب منزله لتصل الى الحشايا التي ينام عليها.

وقال الفلسطيني البالغ من العمر 74 عاما، هرعنا الى استخدام الدلاء وطلبنا من الجيران مساعدتنا. واشار الى علامة على ارتفاع نحو متر فوق ارضية منزله في مدينة غزة وقال انها "غرقت" بالمياه كريهة الرائحة.

وكان الجيار وعائلته قد فرغوا لتوهم من كشط الطين الاسود اللزج الذي غطى جدران منزلهم بعدما انفجر الانبوب الرئيسي في محطة ضخ مياه الصرف رقم 7 في مدينة غزة ليغرق سبعة شوارع و200 منزل ومزرعة خضراوات بالفضلات البشرية.

واصبح نظام الصرف المتهالك في قطاع غزة احدث ضحية للعقوبات الاسرائيلية الهادفة الى حمل حركة حماس على وقف الصواريخ التي يطلقها النشطاء من القطاع الفقير على اسرائيل.

واصبحت المضخات القديمة في حاجة ماسة للاصلاح لكن يصعب الحصول على قطع الغيار بسبب العقوبات الاسرائيلية. ويقول مسؤولو مياه فلسطينيون وجماعات مساعدات انه لا يوجد ما يكفي من الوقود للمولدات وان الكهرباء اللازمة لتشغيل مضخات المياه تنقطع من حين لاخر.

وقال جون جينج رئيس مكتب غزة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين مشيرا الى نظام الصرف انه يحتاج الى اصلاح كامل.

وأغلقت اسرائيل الى حد كبير معابر غزة امام الحركة باستثناء المساعدات الانسانية في يونيو حزيران بعدما سيطرت حركة حماس بالقوة على القطاع بعد قتال مع نشطاء حركة فتح.

وشددت اسرائيل الحصار الاسبوع الماضي ومنعت الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء في غزة لتغرق اجزاء من القطاع في الظلام. وتحت ضغط دولي مكثف سمحت اسرائيل بدخول وقود لتشغيل المحطة الى غزة يوم الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع شلومو درور ان الانابيب المعدنية والاسلاك اللازمة لاصلاح المضخات والمولدات حظرت خشية ان يستخدمها النشطاء في صنع صواريخ. واضاف ان حماس يمكنها تخفيف العبء عن سكان غزة بوقف اطلاق الصواريخ على مدن جنوب اسرائيل.

وقال، حقوق شعب غزة في ايدي حماس. والنتيجة هي مياه قذرة واحيانا تنقطع المياه.

حقائق عن قطاع غزة

تعاني غزة قدرا كبيرا من العزلة منذ هزم مقاتلو حركة المقاومة الاسلامية (حماس) قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبسطوا سيطرتهم على القطاع في يونيو حزيران الماضي.

وفيما يلي بعض الحقائق عن غزة، بحسب رويترز:

أين تقع ؟

- غزة شريط قاحل على الحافة الجنوبية الشرقية للبحر المتوسط يبلغ طوله نحو 45 كيلومترا وعرضه عشرة كيلومترات. وتحد القطاع اسرائيل من الشمال والشرق وشبه جزيرة سيناء المصرية من الجنوب.

تاريخ القطاع:

- غزة منطقة مأهولة بالسكان بصورة متصلة منذ أكثر من 3000 عام. وكانت ملتقى للحضارات القديمة وتمثل نقطة استراتيجية على البحر المتوسط.

- خضعت غزة للامبراطورية العثمانية لمئات السنين حتى الحرب العالمية الاولى عندما وضعت تحت الانتداب البريطاني مع بقية فلسطين. وخضعت للحكم المصري عام 1948 خلال الحرب التي أدت الى قيام دولة اسرائيل.

- زاد عدد سكان غزة لثلاثة أمثاله عامي 1948 و1949 عندما قدم اليها حوالي ربع اللاجئين المهجرين من مناطق هي الان جزء من دولة اسرائيل وكان يقدر عددهم بمئات الالاف.

- استولت اسرائيل على غزة في حرب 1967 وأنهت وجودها العسكري بها في سبتمبر أيلول 2005 عندما سحبت 8500 مستوطن يهودي من 21 جيبا بعد حكم عسكري دام قرابة أربعة عقود.

- استأنفت اسرائيل العمليات البرية في يونيو حزيران 2006 بعد أن عبر نشطاء من غزة الحدود وأسروا جنديا اسرائيليا مازال محتجزا الى الان.

- بعد مرور عام وفي يونيو حزيران 2007 سيطر مقاتلو حماس على قطاع غزة في قتال مع قوات حركة فتح مما تسبب في اغلاق معابر رئيسية. وحذرت وكالات الاغاثة من تزايد المصاعب بالنسبة للسكان العاديين.

- في الاونة الاخيرة أغلقت اسرائيل حدودها مع غزة مما تسبب في قطع امدادات الوقود عن محطة الكهرباء الرئيسية ومحطات البنزين بالقطاع ووقف شحنات المساعدات بما فيها الامدادات الغذائية وغيرها. وأثار الاغلاق قلقا دوليا من حدوث كارثة انسانية في غزة. وقالت اسرائيل إن الحصار محاولة لوقف الهجمات الصاروخية عليها.

الحياة في غزة: 

- يعيش نحو 1.5 مليون فلسطيني في غزة أكثر من نصفهم من اللاجئين الذين شردتهم الحروب السابقة مع اسرائيل وأبنائهم. وغزة واحدة من اعلى مناطق الكثافة السكانية ومعدلات النمو السكاني في العالم.

- غالبية سكان غزة يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. وتضرر الاقتصاد الفلسطيني بشدة بسبب عمليات الاغلاق الامنية للقطاع من جانب اسرائيل والتي تعرقل التجارة عبر الحدود وتحد من فرص العمل وكذلك بسبب العقوبات التي فرضها الغرب بعد تولي حركة حماس السلطة في أوائل عام 2006 .

- أصبح نظام الصرف في غزة هو أحدث ضحية للعقوبات الاسرائيلية الرامية لايقاف شن هجمات صاروخية من القطاع. وقال مسؤولون في مرفق المياه الفلسطيني إن أكثر من نصف سكان غزة لم تكن لديهم مياه جارية هذا الاسبوع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 27 كانون الثاني/2008 - 18/محرم/1429