عودة الهجمات المضادة للدروع في العراق عودة للصراع الاقليمي من جديد

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: رغم بروز علامات في الاونة الاخيرة تؤكد على ان الدعم المادي المقدم  للمسلحين العراقيين من دول الجوار قد تقلص خلال الاشهر الماضية فإن الاحصائيات الاخيرة تعود لتحذر من جديد بتصاعد  اعداد الهجمات التي تستخدم فيها عبوات خارقة للدروع مستهدفة الجيش الامريكي وقوات الأمن العراقية. مما ينبأ بعودة الصراع الاقليمي والحرب بالوكالة في العراق من جديد.

وقال مسؤولو دفاع كبار ان الجيش الامريكي في العراق يرى زيادة في عدد الهجمات بالقنابل التي تزرع على جوانب الطرق والتي تستخدم فيها ذخائر خارقة للدروع لها صلة بايران.

وقال روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي ان عدد الهجمات التي استخدمت فيها متفجرات خارقة للدروع في اول اسبوعين من يناير كانون الثاني يساوي تقريبا عددها في شهر ديسمبر كانون الاول بأكمله.

وقال جيتس اثناء عودته من زيارة لمنشأة تابعة للبحرية الامريكية في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، العدد كان منخفضا في ديسمبر لكنه وصل الى نحو مثليه حتى الان في يناير.

وقدم جيتس تفاصيل بشأن الهجمات ووصف بداية الاسلحة المستخدمة بانها عبوات ناسفة محلية الصنع. وقال ضابط كبير بالجيش لاحقا ان اشارته كانت تحديدا الى الهجمات التي تستخدم فيها متفجرات خارقة للدروع.

والعبوات الناسفة محلية الصنع اقل تاثيرا من المتفجرات الخارقة للدروع القادرة على اختراق المدرعات الامريكية الثقيلة. بحسب رويترز.

وقال جيتس، خلال النصف الاول من يناير.. وقع .. على ما اعتقد نفس عدد الهجمات (بمتفجرات خارقة للدروع) الذي وقع في ديسمبر باكمله.

وفي اواخر العام الماضي قال مسؤولون عسكريون امريكيون في العراق ان عدد الهجمات بمتفجرات خارقة للدروع تراجع لكنهم اشاروا الى تحسن نوعية الذخائر التي عثر عليها مع مسلحين شيعة تلقوا تدريبا ايرانيا في جنوب العراق.

وتتهم واشنطن طهران بتسليح وتدريب وتمويل مسلحين شيعة في العراق من خلال الحرس الثوري الايراني. وتنفي ايران الاتهامات.

وقال بعض المحللين ان هناك علامات على ان الدعم المادي الايراني للمسلحين العراقيين الشيعة تقلص خلال الاشهر الماضية.

لكن اللفتنانت جنرال راي اوديرنو الذي يحتل المركز الثاني في التسلسل القيادي الامريكي في العراق قال هذا الاسبوع ان ايران تواصل تدريب "أتباع" عراقيين وان اسلحة ايرانية الصنع تظهر بانتظام في مخازن اسلحة الشيعة.

وقال للصحفيين في البنتاجون عبر دائرة فيديو مغلقة من العراق، لا زلنا بالتاكيد نعثر على اسلحة ايرانية كثيرة هنا. ما لا نعرفه هو ما اذا كانت موجودة بالفعل ام انها (ايران) تواصل ارسالها. لا زلنا نعثر على كثير من المتفجرات الخارقة للدروع.

أمريكا: ايران لا تزال تدرب ميليشيات عراقية

وقال الجيش الأمريكي ان انخفاضا كبيرا حدث في كمية الأسلحة الايرانية التي تهرب الى العراق إلا انه لم يحدث أي تراجع في تدريب ايران لميليشيات عراقية وتمويلها.

وتتهم واشنطن طهران بامداد ميليشيات شيعية بأسلحة متطورة منها قنابل خارقة للدروع لمهاجمة القوات الامريكية في العراق. وتنفي طهران الاتهام.

وقال الاميرال جريج سميث المتحدث باسم الجيش الامريكي للصحفيين في بغداد، نعتقد ان عدد الاسلحة القادمة من ايران والتي استخدمت ضد قوات التحالف وقات الامن العراقية انخفض بشكل كبير. لا نعتقد ان معدلات التدريب تراجعت على الاطلاق. ولا نعتقد ان مستويات التمويل تقلصت. بحسب رويترز.

وتأتي تصريحاته في وقت زادت فيه حدة التوتر بين ايران والولايات المتحدة بعد ان قالت واشنطن ان زوارق ايرانية هددت سفنها الحربية في مضيق هرمز في وقت سابق من هذا الشهر. والبلدان منخرطان في خلاف بالفعل بسبب اصرار ايران على مواصلة برنامج نووي.

وخفف مسؤولون أمريكيون من حدة لهجتهم تجاه ايران في الأسابيع الماضية وعزوا الانخفاض الحاد في أعمال العنف في العراق منذ يونيو حزيران الى عدة أسباب منها منع ايران لتدفق الأسلحة المهربة. كما أفرجت القوات الامريكية عن عدد من المعتقلين الايرانيين.

وقال سميث انه كانت هناك زيادة في معدل الهجمات التي استخدمت فيها قنابل خارقة للدروع في أول أسبوعين من يناير كانون الثاني.

وقال، كانت هناك زيادة ولا نعرف السبب تحديدا .. والآن عادت الى معدلاتها الطبيعية. لا نعلم ما الذي يحدث داخل ايران ويؤدي الى ذلك.

وكان من المقرر ان يلتقي مسؤولون أمريكيون وايرانيون في منتصف ديسمبر كانون الأول لعقد جولة رابعة من المحادثات بشأن إنهاء العنف في العراق لكن الاجتماع ألغي بسبب ضيق وقت الدبلوماسيين الامريكيين مع قيام وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بزيارة جرى الترتيب لها على عجل الى العراق. وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية انه لم يتم تحديد موعد جديد لعقد الاجتماع.

وقال سميث ان ايران واصلت ممارسة "نفوذها السلبي" في العراق حيث ظلت الميليشيات تتلقى التدريب داخل ايران حتى اواخر العام الماضي بعد ان تعهدت طهران للحكومة العراقية بدعم الجهود الرامية الى إنهاء العنف.

وينظر الى الكثير من رجال الميليشيات الذين يتلقون التدريب في ايران على انهم أعضاء منشقون عن جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وكان الصدر قد أصدر أوامر بوقف اطلاق النار لمدة ستة أشهر تنتهي في فبراير شباط حتى يتسنى له إعادة تنظيم جيش المهدي الممزق.

ويقول الجيش الامريكي ان القاعدة حلت محل جيش المهدي كأكبر تهديد للامن في العراق وشن هجوما كبيرا ضد القاعدة في اربع محافظات شمالية وفي الضواحي الجنوبية لبغداد.

وقال سميث ان 121 متشددا قتلوا منهم 92 "هدفا له قيمة كبيرة" منذ بدء العملية في الثامن من يناير كانون الثاني.

وفي هجوم يحمل بصمات القاعدة قال مسؤولون ان انتحاريا قتل ستة اشخاص في محافظة الانبار الغربية اليوم الاحد بينهم أحد أفراد عشيرة سنية تشارك في القتال ضد القاعدة.

وهذا ثاني هجوم من نوعه خلال يومين في الانبار التي تقلص فيها العنف في الاشهر الماضية بعد انضمام عشائر محلية الى الجيش الامريكي لطرد القاعدة من معظم أنحاء المنطقة الشاسعة. وانتقل الكثير من المسلحين الى الشمال.

وقال سميث ان وثائق تم العثور عليها خلال احدى العمليات أشارت الى ان 90 في المئة من المفجرين الانتحاريين بالقاعدة اجانب وكذلك الكثير من قياداتها في حين ان أعضاءها العاديين من العراقيين.

وقال ان متشددي القاعدة قتلوا 3870 مدنيا وأصابوا أكثر من 17 الفا في 4500 هجوم خلال عام 2007.

وقال محلل استخبارات عسكرية امريكية لمجموعة صغيرة من الصحفيين ان القاعدة في حالة هرب بشكل مستمر تقريبا، الامر الذي يجعل من الصعب عليها تدبير وتنفيذ هجمات.

وأضاف المحلل الذي طلب عدم نشر اسمه أن هناك خلافا كبيرا بين الاعضاء العراقيين والاجانب في القاعدة لكن التنظيم لا يزال "مرنا".

الجيش الأمريكي: تراجع تدفق الأسلحة من إيران

وقال الناطق باسم الجيش الأمريكي، الأدميرال غريغوري سميث، إن مرد التراجع "غير واضح" رغم الاعتقاد السائد بعدم تدني معدلات التدريب أو التمويل، كما أشار إلى انخفاض أعداد المقاتلين الأجانب، الذي عزاه إلى تحرك دول جوار العراق.

وأوضح قائلاً: نعتقد أن تدفق الأسلحة من إيران تراجع بشدة، باستثناء ارتفاع القنابل الخارقة للدروع في مطلع الشهر.

وأردف: لا نعتقد أن معدلات التدريب أو التمويل قد تقلصت.. ندرك أن الحكومة الإيرانية تعهدت لنظيرتها العراقية - سراً وعلانية- بالمساهمة في تحقيق السلام. بحسب CNN.

وتأتي تصريحات سميث عقب أسبوع من إعلان قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، عن تصاعد حاد في استخدام  القنابل الخارقة للدروع الفتاكة ضد قواته.

وشهدت الشهور القليلة الماضية تراجعاً كبيراً في معدل الهجمات ضد القوات الأمريكية، لا سيما باستخدام تلك العبوات التفجيرية الفتاكة، التي تتهم واشنطن الجمهورية الإسلامية بتزويد المليشيات المسلحة في العراق بها.

وصرح بتريوس، عقب لقائه بالرئيس الأمريكي جورج بوش، في قاعدة عريفجان في الكويت: "خلال الأيام العشر الأولى ارتفع استخدام القنابل الخارقة للدروع بصورة حادة.. وبصراحة نعمل على تحديد أسباب ذلك.

وتختلف القنابل الخارقة للدروع (EFPs)، عن العبوات الناسفة البدائية (IED) - التي تستخدمها العناصر المسلحة كقنابل في الشوارع لاقتناص القوات الأمريكية، كونها أكثر تعقيداً وأشد فتكاً.

تراجع تدفق المقاتلين الأجانب

وأستطرد الناطق باسم الجيش الامريكي قائلاً: الصيف الفائت دخل العراق بصورة شهرية حوالي 110 أجنبياً، معظمهم قدموا من سوريا.. وفي أواخر 2007 تراجعت الأرقام إلى ما بين 40 إلى 50 شهرياً." وأشار أن غالبيتهم لا يزال يتدفق عبر سوريا.

ويذكر أن قائد القوات الأمريكية في العراق كان قد أشار خلال حديث سابق مع CNN إلى تبادل رسائل بين واشنطن ودمشق، إلا أن الحكومتين لم تجريا مفاوضات مباشرة.

تحذير من "هجمات وشيكة"

من جهتها جددت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرها من "هجمات وشيكة" قد تستهدف الرعايا الأمريكيين ومصالح الولايات المتحدة في الخارج، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.

ولم تصدر وزارة الخارجية أية تحذيرات جديدة الخميس، ولكنها عملت على تحديث تحذير سابق، صدر في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، قائلة إن لديها معلومات "موثوقة" تفيد بأن "جماعات إرهابية" تخطط لمهاجمة أهداف أمريكية.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: تواصل وزارة الخارجية تحذيرها من أعمال عنف محتملة ضد مواطنين أمريكيين ومصالح أمريكية في المنطقة. بحسبCNN.

وأضاف البيان أن العنف الموجه للأمريكيين، قد يشمل أعمالا إرهابية ضد طائرات مدنية، أو وسائل نقل أرضية، أو مصالح بحرية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها البحر الأحمر والخليج وشبه الجزيرة العربية، وشمال أفريقيا.

وأشار البيان إلى عدد من الهجمات التي وقعت مؤخراً بالمنطقة، منها اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، بينظير بوتو، والتفجيرات التي وقع العام الماضي في كل من الجزائر واليمن والمملكة المغربية.

كما أشار إلى الانفجار الذي استهدف مكاتب الأمم المتحدة بالعاصمة الجزائرية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والهجوم على المدرسة الأمريكية الدولية في قطاع غزة، في أبريل/ نيسان من العام 2007.

كما يأتي تحديث هذا التحذير بعد يومين من وقوع انفجار استهدف سيارة تابعة للسفارة الأمريكية شرقي العاصمة اللبنانية بيروت، مما أدى إلى مصرع ثلاثة مدنيين لبنانيين وإصابة آخرين، كانوا في موقع الانفجار.(التفاصيل)

وفي أعقاب الانفجار، قيدت السفارة الأمريكية في بيروت تحركات موظفيها وطالبت رعاياها في لبنان بـ"توخي الحيطة والحذر"، وتفادي أماكن التجمعات العامة، فيما قالت الإدارة الأمريكية إن تفجير الثلاثاء لن يثنيها عن دعم الحكومة اللبنانية.

كما يتزامن تحذير الخارجية الأمريكية مع إعلان البنك الدولي الخميس إغلاق كافة مكاتبه في واشنطن الجمعة، إثر تلقي تهديدات بهجمات "محتملة" باستخدام قنابل أو متفجرات.

وقال بيان نشره البنك الدولي على موقعه بشبكة الانترنت، إن مسؤولي البنك تلقوا اتصالاً هاتفياً يتضمن التهديد بمهاجمة مكاتبه في واشنطن، ويقوم حالياً بالتنسيق مع سلطات الأمن الأمريكية للتأكد من جدية تلك التهديدات ومصدرها.

وكان بن لادن قد أصدر شريط مصور مؤخراً، يتضمن رسالة إلى أنصاره بمهاجمة أهداف سواء في داخل الولايات المتحدة أو خارجها، إلا أن مسؤولي الإدارة الأمريكية قللوا من أهمية الشريط، معتبرين أن بن لادن "عاجز عملياً" عن شن مثل هذه الهجمات.

ولكن تقرير حكومي سابق حذر من أن تنظيم القاعدة، الذي يعمل على تعزيز تواجد عناصر تابعة له في الولايات المتحدة، قد أصبح بإمكانه شن هجمات جديدة داخل الأراضي الأمريكية، وأنه عمل على توفير كافة المتطلبات التي قد يحتاج إليها لشن مثل هذه الهجمات.

وكشف مسؤولان رفيعان في الإدارة الأمريكية، أمكنهما الاطلاع على هذا التقرير السري، لشبكة CNN أن المنطقة المترامية الأطراف على الحدود بين أفغانستان وباكستان، توفر ملاذاً آمناً لقادة تنظيم القاعدة، بما يمكنهم من القدرة على إدارة هجمات جديدة على الولايات المتحدة.

وكشف التقرير الحكومي أن تنظيم القاعدة، أصبح حالياً "أقوى من أي وقت مضى"، منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 ضد الولايات المتحدة، وفق ما صرّح به مسؤولون رفيعون في الإدارة الأمريكية أطلعوا على التقرير السري.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2006، حذرت وزارة الأمن الداخلي من تهديدات محتملة لهجمات بـ"قنابل قذرة" على سبعة استادات لكرة القدم الأمريكية، في كل من ميامي ونيويورك وأتلانتا وسياتل وهوستن وأوكلاند وكليفلاند.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24 كانون الثاني/2008 - 15/محرم/1429