وفق مستوى النمو التكنولوجي: هل تتفوق اسرائيل على اليابان وامريكا؟

شبكة النبأ: لفت خبراء في الاقتصاد الإسرائيلي الى ان تل أبيب نجحت خلال الفترة الماضية في بناء هيكل اقتصادي منفصل عن الواقع السياسي، بمعنى قدرته على تحقيق معدلات نمو قياسية رغم الأجواء المتوترة، مرجحين أن تحقق إسرائيل نمواً يفوق ما تشهده دول متقدمة مثل الولايات المتحدة واليابان ومجمل دول أوروبا.

واعتبر الخبراء ان سر قوة الاقتصاد الإسرائيلي يتمثل في اعتماده على مجموعة من القطاعات التي تستطيع عزل نفسها عن تأثير التوترات الإقليمية، وفي مقدمتها قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والكيماويات والأدوية.

وحقق الاقتصاد الإسرائيلي خلال العام 2007 نمواً بمعدل خمسة في المائة، وهي نسبة مهمة، وإن كان البنك الدولي قد توقع تراجعاً طفيفاً للعام 2008 بفعل تعثر الاقتصاد العالمي.

وفي هذا الإطار، قال يوسي ميكلبورغ، وهو باحث من برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة "شاثم هاوس"، إن الاقتصاد الإسرائيلي، نجح في تطوير نوع من العزلة التي تحميه من تأثيرات عدم الاستقرار السياسي.

وأضاف ميكلبورغ، الذي تحدث إلى برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN": لقد نجحوا في فعل ذلك بفضل الاعتماد على قطاعات غير متصلة بالظروف السياسية، مثل التكنولوجيا المتقدمة وصناعة المواد الكيماوية والأدوية. وبرأي، فإن هذه النشاطات منفصلة عن الواقع السياسي.

وتقول تل أبيب إن ما تنفقه على البحوث التكنولوجية المتقدمة نسبة إلى دخلها القومي يفوق ما تنفقه أي دولة أخرى في العالم.

ووفقاً لتقارير رسمية، فإن البلاد تستضيف 3361 شركة للتكنولوجيا المتقدمة ضخت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2007 أكثر من 1.2 مليار دولار، كما اجتذبت استثمارات أجنبية هائلة.

ويقول يوسي فاردي، وهو عسكري قديم، ينشط منذ 40 عاماً في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وقد سبق له أن قدم خدماته لأكثر من 65 شركة حول العالم، إن نقطة القوة بالنسبة لإسرائيل في مجال التكنولوجيا المتقدمة تتمثل في قدرتها على تقديم الأفكار الجديدة والخلاقة، والتي لم يسبقها إليها أحد.

وقال فاردي: إن عالم الصناعات التكنولوجية المتقدمة ليس كبيراً، بمعنى أن الصين تقوم بالتصنيع، بينما تقوم الهند بالبرمجة، أما دورنا نحن فيبرز في المراحل الأولى، على غرار وادي السيليكون، وهذا ما ينتظره الناس من إسرائيل.

الدخل القومي الفلسطيني أدنى بعشرين مرة من نظيره الإسرائيلي

ولكن، وبموازاة الأوضاع الإسرائيلية، أظهرت تقارير البنك الدولي أن معدل الدخل القومي الفلسطيني هو أدنى بعشرين مرة من نظيره الإسرائيلي، فيما يعيش أكثر من ثلثي الفلسطينيين تحت خط الفقر، علماً أن البعض يقول بأن الأرقام غير الرسمية أسوأ بكثير.

وتعيش السلطة الوطنية الفلسطينية على الدعم المالي والمساعدات، إذ كانت الحكومة قد حددت عام 2007 حاجاتها المالية الملحة بأكثر من 100 مليون دولار شهريا. وجاءت هذه الأرقام خلف دعوة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أطراف الصراع في المنطقة للوصول إلى اتفاقية للسلام خلال العام المقبل، قبل مغادرته منصبه.

ويوافق ميكلبورغ على أن أي اتفاق للسلام سيكون من شأنه رفع المستوى المعيشي للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وذلك من خلال الاستفادة من تدفق الاستثمارات الغربية، على غرار ما كانت الحال عليه عام 1993 لدى توقيع اتفاق كامب ديفيد، إلى جانب توسيع السوق المحلية، مع إزالة العوائق التجارية بين الطرفين.

اسرائيل تحصل على قنابل أمريكية "أذكى" من قنابل السعودية

من جهة اخرى قالت مصادر أمنية اسرائيلية ان الولايات المتحدة وافقت من حيث المبدأ على تزويد اسرائيل "بقنابل ذكية" أفضل من تلك التي تعتزم بيعها للسعودية في ظل برنامج دفاعي اقليمي.

واقترحت الولايات التي تتطلع الى تعزيز حلفائها في الشرق الأوسط ضد إيران الصاعدة في العام الماضي تزويد دول الخليج العربية بنحو 20 مليار من الأسلحة الجديدة بما فيها تقديم ذخائر الهجوم المباشر (جي. دي.ايه.ام) للسعوديين. بحسب رويترز.

وأغضبت الخطة مساندى اسرائيل في واشنطن الذين يقولون ان نظم ( جي .دي.ايه.ام) التي تستخدم الاقمار الصناعية في توجيه القنابل قد تستخدم يوما ما ضد الدولة اليهودية او على الاقل تحد من قدرتها على ردع الخصوم المحتملين. واسرائيل لديها هذه النظم منذ عام 1990 واستخدمتها بكثافة في هجومها في عام 2006 على لبنان.

وأسقطت حكومة رئيس الوزراء ايهود اولمرت اعتراضاتها على الصفقة السعودية في يوليو تموز بعد ان ضمنت معونات عسكرية أمريكية تصل الى 30 مليار على مدى العقد المقبل. 

وقال مصدران أمنيان اسرائيليان ان الولايات المتحدة زادت من تهدئة مخاوف حكومة أولمرت "بتفاهم مبدئي" بان مبيعات (جي.دي.ايه. ام) المستقبلية لاسرائيل ستشمل تكنولوجيات متقدمة ليست موجودة ضمن العرض السعودي.

وقال مصدر، نحن نراجع نوع نظم جي.دي.ايه.ام. المتقدمة التي ستتاح لنا. الاتفاق هو ان التفوق النوعي الاسرائيلي سيتم الحفاظ عليه. ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم السفارة الامريكية في تل ابيب للتعليق في الحال.

ورفض شلومو درور المتحدث باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية ان يعطي تفاصيل حول أي اتفاقات دفاعية محددة مكتفيا بالقول، الامريكيون يتخذون خطوات لمساعدتنا على الحفاظ على تفوقنا التكنولوجي كما هو الحال في اسرائيل.

واشار روبرت هيوسون المحرر المختص بالاسلحة التي تطلق من الجو في مجلة "جينز" ان اسرائيل ربما تكون مهتمة بالابتكارات الامريكية التي جعلت من غير الممكن التشويش على نظم (جي.دي.أيه.أم).

وقال هيوسون، الخوف الكبير الذي لم يعلن عنه هو ان تواجه عدوا يعرف ما يمكن ان يفعله عندما يتعلق الامر بالاجراءات المضادة. واضاف انه يعتقد ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لديها نظم (جي.دي.ايه.ام).

وعمل بوش الاسبوع الماضي في اسرائيل والاراضي الفلسطينية على تعزيز عملية السلام الثنائية ولكنه ايضا ناقش ايران التي تنفي انها تسعى الى امتلاك اسلحة نووية ولكن رئيسها أثار مخاوف من الحرب بدعوته الى "محو اسرائيل من على الخريطة".

وتعهدت اسرائيل التي يعتقد انها الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لديها ترسانة نووية بحرمان ايران من امتلاك اسلحة نووية والمحت الى احتمال توجيه ضربة مماثلة لتلك التي وجهتها قواتها الجوية الى المفاعل النووي العراقي في عام 1981.

ووفقا لما يذكره موقع شركة بوينج التي تقوم بتصنيع نظم جي.دي. أيه.ام. فان التعزيزات الأخيرة للمعدات تشمل اجهزة ملاحة تعمل بالليزر والاجنحة الانزلاقية التي تسمح للطائرات باسقاط الذخائر من مسافة تبعد أكثر من 64 كيلومترا من الهدف.

مدير مصرف إسرائيل المركزي: السلام سيفتح لنا أسواق الخليج

وأبدى ستانلي فيشر، مدير المصرف المركزي الإسرائيلي ثقته بأن بلاده قد تبني علاقات تجارية مربحة مع دول الخليج في حال تم تحقيق السلام على المسار الفلسطيني، مشيراً إلى أن تلك الدول ألمحت إلى ذلك بوضوح، واعتبر أن إسرائيل قد تشكل مصدراً مهماً للتكنولوجيا بالنسبة لها.

وكشف المسؤول الإسرائيلي، في حديث لجون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" أن بلاده القلقة من الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة تدرس تعزيز روابطها التجارية مع آسيا وأوروبا، وأن السلام سيكون له مفاعيل هائلة على صعيد رفع مستويات النمو وزيادة تدفق الاستثمارات والرساميل الأجنبية.

واعتبر فيشر، الذي تخرج من معهد لندن للدارسات الاقتصادية وعمل طوال عقد التسعينات في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، قبل أن ينتقل منهما إلى مجموعة "ستي بنك" التي غادرها عام 2005 إلى منصبه الحالي أن بلاده بمأمن حالياً من أزمة الرهن العقاري.

غير أنه رجح أن يتأثر مستوى النمو الاقتصادي الممتاز لبلاده، والذي بلغ العام 2007 قرابة خمسة في المائة، بالأزمة في الولايات المتحدة التي تعتبر سوقاً رئيسية للمنتجات الإسرائيلية.

وقال فيشر: ما من شك أن ما يحدث في الولايات المتحدة سيؤثر على اقتصاد إسرائيل، فقد سجلنا نمواً مطرداً خلال الأعوام الأربعة الماضية، لكننا نعتمد كثيراً على التصدير إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما يتباطأ الاقتصاد الأمريكي، وهذا ما يحدث للأسف، فسنتأثر بالتأكيد.

ونفى فيشر أن تكون إسرائيل قد تأثرت بصورة مباشر بأزمة الائتمان العالمية، ورأى أن ذلك يعود إلى أن مصارف البلاد لم تنشط في هذا القطاع، إلى جانب تنويع الأصول التي تمتلكها إسرائيل على المستوى القطاعي.

وعن ورؤيته للفترة الزمنية التي ستحتاجها عجلة الاقتصاد لتجاوز هذه الأزمة على المستوى الدولي، قال المسؤول الإسرائيلي إن ذلك يعتمد على ما ستفعله المصارف المركزية حول العالم.

وأقر فيشر بصعوبة تحديد فترة زمنية لانتهاء هذه الظاهرة، غير أنه نوه بجهود المصارف المركزية التي قامت بضخ السيولة في الأسواق وخفض معدلات الفائدة، مرجحاً أن يظهر النور في نهاية النفق بعد قرابة ستة أشهر.

غير أن فيشر أشار إلى أن التأثير غير المباشر للأزمة هو ما سيرخي ظلاله على الاقتصاد الإسرائيلي، وذلك من خلال تراجع استهلاك المنتجات المستوردة في الولايات المتحدة، الأمر الذي سيضر بالصادرات الإسرائيلية التي يذهب ثلثها إلى سوق الولايات المتحدة، كاشفاً في هذا السياق أن بلاده تحاول تعزيز علاقاتها التجارية مع آسيا وأوروبا.

ورجح مدير المصرف المركزي الإسرائيلي أن يكون لاتفاق السلام المحتمل بين الفلسطينيين والإسرائيليين تأثير إيجابي على الاقتصاد الإسرائيلي يرفع معدلات نموه بأكثر من واحد في المائة على أقل تقدير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21 كانون الثاني/2008 - 12/محرم/1429