
شبكة النبأ: يأمل الرئيس الامريكي
جورج بوش في حشد تأييد العرب لكبح جماح ايران في زيارته للشرق الاوسط،
وهو هدف أكدته مواجهة بين سفن امريكية وايرانية في مضيق هرمز في مطلع
الاسبوع.
ولكن في الجانب الاخر فان حلفاء امريكا من العرب لا يريدون ان
يكونوا طرفا رئيسيا في الصراع بين طهران وواشنطن ولا ان يكونوا بيدقا
يتم تحريكه حسب المصالح والأهواء الغربية. حيث يقتنع العرب في ان ايران
تحدياً قديماً درجوا على التعامل معه.
وحذر البيت الابيض بشدة إيران من القيام بأعمال "مستفزة" بعد ان
أجرت خمسة زوارق إيرانية مناورات عدائية قرب سفن حربية أمريكية في مضيق
هرمز عند مدخل الخليج. ووقع الحادث بينما كان بوش يستعد لمغادرة
الولايات المتحدة في مستهل جولة في المنطقة.
وقال بروس ريديل الخبير البارز في شؤون الشرق الاوسط بمؤسسة
بروكينجز للابحاث، أعتقد ان هذه تذكرة حية للغاية بأن ايران مازالت
بلدا بالغ الخطورة وان لديها قدرة هائلة على ان تتسبب في أضرار. وقال،
هذه علامة مهمة في رسالة الرئيس بشأن ايران اثناء جولته.
وغادر بوش الولايات المتحدة متوجها الى اسرائيل والضفة الغربية
المحتلة حيث سيحاول دفع مفاوضات السلام في الشرق الاوسط. وسيزور بوش
الكويت والبحرين والامارات العربية المتحدة والسعودية ومصر.
وسيكون التركيز الرئيسي في محادثاته في هذه الدول على إيران التي
تتسم علاقاتها بالعداء مع واشنطن منذ نحو 30 عاما وتفاقمت في الاونة
الاخيرة بسبب تدخل إيران في العراق وإصرار طهران على تنفيذ برنامج
نووي.
وقال ريديل ان توقيت المناورة البحرية الايرانية التي أدت الى
ارتفاع اسعار النفط لفترة قصيرة يشير الى محاولة من جانب طهران ان
تتشدد مع واشنطن قبل زيارة بوش. بحسب رويترز.
وقال بوش في مقابلة مع رويترز الاسبوع الماضي إن من أهداف جولة
الشرق الاوسط ان يوضح للحلفاء العرب انه مازال يعتبر ايران مصدر تهديد
رغم تقرير المخابرات القومية الامريكية الذي قال ان ايران أوقفت برنامج
اسلحتها النووية في عام 2003 .
وقال بوش، ساوضح لهم ان تقييم الاستخبارات القومية يعني ان ايران لا
تزال خطرا. ساذكرهم بان بلدا يمكنه تعليق برنامج يمكنه بسهولة بدء اخر.
وتصر ايران على ان برنامجها النووي هدفه توليد الطاقة. وتحاول ادارة
بوش تخفيف القلق بين بعض الدول العربية من ان السياسة المتشددة نحو
طهران خفت بعد التقرير.
وفي حين أن بعض الحلفاء العرب يشاركون واشنطن في كثير من قلقها بشأن
نفوذ ايران المتزايد فانه تنتابهم شكوك بشأن مصداقية السياسة الامريكية
ازاء طهران.
وقال جاري سيك الاستاذ المساعد لسياسة الشرق الاوسط بجامعة
كولومبيا، انهم يحتاجون الى تطمينات مستمرة باننا نعني فعليا ما نقوله
وانه يمكن الوثوق بنا.
ويرجع القلق الى ذكريات قديمة بشأن دعم الولايات المتحدة لشاه ايران
السابق وقضية ايران وثوار الكونترا التي باع فيها مسؤولون امريكيون
اسلحة الى طهران بينما كانوا يعتبرونها علانية عدوا.
عودة التوتر
وقامت زوارق ايرانية بتحركات اعتبرت استفزازية لثلاث بوارج اميركية
في مضيق هرمز الاستراتيجي ما ادى الى عودة التوتر بين طهران وواشنطن
عشية بدء الرئيس الاميركي جولة في الشرق الاوسط.
واكد مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان خمسة زوارق
ايرانية اقتربت صباح الاحد الماضي لمسافة تقل عن 500 متر من ثلاث سفن
حربية تابعة للبحرية الاميركية كانت في المياه الدولية في مضيق هرمز
المستخدم لتصدير نفط الخليج. وقال مسؤولون آخرون في وزارة الدفاع ان
المسافة بلغت حوالي مئتي متر.
واوضح المسؤول مؤكدا معلومات كشفتها شبكة سي ان ان الاميركية ان احد
الزوارق وجه رسالة عبر الراديو تقول، نحن نقترب منكم الان وستنفجرون
خلال دقيقتين. بحسب فرانس برس.
واعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان الحادث مقلق جدا فعلا
ومصدر قلق حقيقي. وقال غيتس للصحافيين في سان دييغو في كاليفورنيا، هذه
منطقة حساسة جدا وهناك خطر حقيقي في وقوع حادث او حدوث تصعيد. لا
استطيع ان اتصور ما كان يدور في رؤوسهم. واضاف، ان حادثين الى ثلاثة من
هذا النوع حدثت في السابق، لكنها لم تكن بمثل جسامة هذا الحادث.
وقام افراد طاقم اثنين من الزوارق الخمسة بالقاء صناديق عائمة في
طريق احدى السفن خلال الحادث الذي وقع لكن لم يحدث شيء كما قال مسؤولون
في البنتاغون.
وقال قائد الاسطول الاميركي الخامس الاميرال المساعد كيفن كوسغريف
انه لم يسجل في الاونة الاخيرة اي حادث من هذا النوع. واضاف من البحرين
عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، هذا اكثر خطورة بسبب الافعال
المجتمعة التي حصلت من الحركة المنسقة للزوارق باتجاه البوارج وتهديدات
بالمناورة والاتصال اللاسلكي المتزامن بطريقة او باخرى والقاء اشياء في
الماء من قبل الايرانيين.. يمكن اعتبارها الغاما بحرية.
وقال بأسف، هذه الافعال في رأيي استفزازية ولا طائل منها.
واضاف ان قادة السفن الاميركية ردوا على الاستفزازات برفع
"جهوزيتها" لاتخاذ الاجراءات الملائمة طبقا للقواعد القتالية لكن لم
يحدث اي اطلاق نار. وقال، في هذه الحالة لم ير الضباط ان الوضع يتطلب
اطلاق طلقات تحذيرية. واوضح كوسغريف ان الحادث استمر اقل من ثلاثين
دقيقة وانتهى عندما استدارت الزوارق الايرانية وعادت ادراجها الى
المياه الايرانية.
وقال ان السفن الاميركية كانت على مسافة 15 ميلا على الاقل من
الاراضي الايرانية اي خارج مياه ايران الاقليمية التي تنتهي عند مسافة
12 ميلا حيث تبدأ المياه الدولية. وقال ان هوية السفن الاميركية كانت
واضحة للعيان وان الرؤية كانت جيدة.
من جانبه اصدر المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي غوردون
جوندرو بيانا دعا فيه ايران الى الامتناع عن القيام بمثل هذه الاعمال
الاستفزازية التي يمكن ان تؤدي الى حادث خطير في المستقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك ان بلاده "ستتصدى"
لاي اعمال ايرانية تشكل تهديدا للولايات المتحدة او اي من حلفائها.
ووقع هذا الحادث البحري قبيل جولة يعتزم جورج بوش القيام بها في
الشرق الاوسط بهدف دفع عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين
والتأكيد على الالتزام الاميركي في الخليج حيال تزايد النفوذ الايراني.
وقللت طهران من اهمية الحادث. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية
محمد علي حسيني هذا امر عادي يواجهه الجانبان بين الحين والاخر.
واكد مصدر في الحرس الثوري الايراني، لم يحدث اي شيء غير معتاد بين
قوات دورية الحرس الثوري والسفن الاميركية في المياه الدولية جنوب مضيق
هرمز. موضحا ان البوارج عرفت عن نفسها كما سبق ان حدث واعطت رقم
تسجيلها وواصلت طريقها بلا مشاكل.
ويعود آخر حادث خطير مع ايران في مياه الخليج الى 23 اذار/مارس 2007
حين اعتقلت ايران 15 من عناصر البحرية البريطانية في مياه الخليج
واحتجزتهم حوالى اسبوعين لاتهامهم بدخول المياه الاقليمية الايرانية
بصورة غير شرعية.
البحرية الإيرانية وتحول استراتيجي
وكانت نفس السفن الأمريكية قد قامت قبل يومين، بمهمة للبحث عن بحار
فُقد من على متن إحدى مدمرات الصواريخ في "بحر العرب" منذ صباح الخميس
الماضي، حسبما جاء في بيان لقيادة الأسطول الخامس الأمريكي، من العاصمة
البحرينية المنامة.
وتسلم الحرس الثوري الإيراني، والذي تعتبره واشنطن "أكبر داعم
للأنشطة الإرهابية في المنطقة"، قيادة العمليات البحرية الإيرانية في
الخليج، في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتعني هذه الخطوة، وفقاً لقائد هيئة الأركان العسكرية الأمريكية،
الأدميرال مايكل مولين، أنّ الخطوة "استراتيجية"، فضلاً عن كونها تعني
أنّ قوات البحرية الأمريكية تعمل في نفس المياه التي تعمل فيها
"المنظمة الإرهابية".
وإثر ذلك، أصدر الأسطول الخامس الأمريكي من البحرين، بياناً
مكتوباً، قال فيه: استنادا إلى أنشطة تمّت ملاحظتها في الخليج العربي
خلال عدّة شهور ماضية، يبدو أنّ البحرية الإيرانية نقلت مناطق مراقبتها
إلى المنطقة بين مضيق هرمز وخليج عُمان، تاركة للبحرية التابعة لحرس
الثورة الإيرانية مهمة الحضور في الخليج العربي."
وتشكلت قوات الحرس الثوري الإيراني عام 1979 "لحماية الثورة"، وهو
ما يتمّ تأوليه بصفة عامة على أنّ مهمته الأساسية تتمثّل في التأكّد من
كون قوات الأمن الداخلي لن تهدد "الدولة الثيوقراطية"، وفقاً للمحلل في
مجموعة تفكير تابعة للبحرية الأمريكية في الأسكندرية بفرجينيا، ويليام
سامي.
وتعتقد الولايات المتحدة أنّ حرس الثورة هو من يتكفل بنقل الأسلحة
إلى المسلحين في العراق، وعدد من المناطق الأخرى، غير أنّها توقفت عن
التصريح بذلك، قائلة إنّ مسؤولية ذلك تقع على عاتق الحكومة المركزية
الإيرانية.
وبفعل إجراءات جديدة تقررت بعد حادث احتجاز بحارة بريطانيين من قبل
حرس الثورة، ومن ضمنها مراقبة الزوارق بطائرة مقاتلة وكذلك بسفينة
حربية، فإنه من عادة قطع البحرية الأمريكية أن تكون على مقربة من
البحرية الإيرانية.
غير أنّ مسؤولاً أمريكياً أوضح لـCNN أنّ قوات حرس الثورة "نادرا ما
تردّ" على محاولات البحرية الأمريكية إقامة الاتصالات بين القطع
البحرية.
دول الخليج لا تريد أن تكون بيدقاً
في الصراع
مارك لينتش الكاتب في صحيفة كريستشن سانيس مونيتور كتب في مقال: في
الشهر الماضي حذر وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس وجهاء دول الخليج
العربية عندما كان في البحرين قائلا، أينما نظرنا نجد سياسة طهران تعمل
على اثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار.
لكن الواقع يشير الى انك اينما نظرت الان من قطر الى المملكة
العربية السعودية الى مصر تجد الزعماء الايرانيين يتجاوزون المحظورات
السابقة بلقاءات ودية مع نظرائهم العرب.
ومن الواضح ان الخليج لم يعد يأخذ بالسياسة الأمريكية الداعية لعزل
ايران، وما على صانعي السياسة في واشنطن سوى القيام بنفس هذا الأمر.
فقد بدأت دول مجلس التعاون الخليجي تتكيف مع وزن ايران المتزايد في
سياسة المنطقة. صحيح أن هذه الدول لا تزال جزءا من بنية الأمن الامريكي
في المنطقة، حيث تستضيف قواعد عسكرية كبيرة، وتُفيد الاقتصاد الامريكي
مقابل الحماية، إلا انها لم تعد قانعة بالجلوس فقط تحت مظلة الأمن
الامريكي لانها تريد تجنب ان تبقى بيدقا في لعبة صراع القوة بين امريكا
وايران.
كما يقول المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل، ولانها تمتلك الكثير
من المال لم تعد هذه الدول مهتمة بحرب لن تجلب لها سوى الفوضى والضرر.
ويضيف الكاتب مارك لينتش، وهذا في الواقع ما يجعل محاولة امريكا
لاحتواء ايران تبدو على نحو متزايد مجرد معركة من الماضي. ففي الثالث
من ديسمبر المنصرم القى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خطابا خلال
انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة- قطر، وكانت تلك هي
المرة الأولى التي يخاطب فيها زعيم ايراني مباشرة اعضاء هذا التحالف
الذي تشكل عام 1981 لمواجهة التحدي الايراني.
ثم ما لبث ان تلقى الرئيس احمدي نجاد بعد أسابيع قليلة دعوة من
الملك فهد لاداء فريضة الحج، ولبى الرئيس الايراني هذه الدعوة بزيارة
للملكة العربية السعودية وكانت الثالثة له خلال سنة واحدة.
وانتهز الملك هذه المناسبة بالطبع واجرى محادثات ودية مع محمود
احمدي نجاد. بل وتطلعت طهران بعيدا حتى الى مصر، فقد زار علي لاريجاني
رئيس مجلس الأمن القومي في ايران القاهرة في الفترة الاخيرة وعقد
محادثات هي الأولى على أعلى مستوى منذ 27 سنة.
بعد هذا، أعلن أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى صراحة وبوضوح تام
انه ليس هناك فائدة من معاملة العرب لايران كعدو.
وبذا، تكون دول الخليج العربية قد تخلت تماما عن الدعامة المركزية
لاستراتيجية امريكا في الشرق الأوسط التي كان خلالها السعوديون
والمصريون في واجهة التحرك المناهض للاضطرابات التي تقف وراءها ايران
والشيعة.
لذا، عندما تدعو مثل هذه الدول احمدي نجاد ولاريجاني الى عواصمها
يُصبح اي حديث امريكي حول عزل ايران حديثا عفى عليه الزمن.
بل ولم نعد نسمع اليوم شيئا حول «الهلال الشيعي» الذي يهدد المنطقة
والذي حذر المسؤولون العرب من خطره مرة وغاب ايضا بهدوء «محور
الاعتدال» الذي كانت قد اقترحته ادارة بوش ويضم الدول العربية السنية
واسرائيل.
كما تبدو دول مجلس التعاون في الخليج موحدة وواثقة من نفسها اكثر من
اي وقت مضى منذ سنوات، فقد اتفقت اخيرا على تشكيل سوق مشتركة، ونجحت
قطر والمملكة العربية السعودية في التخلص من خلافاتهما، ولم يعد هناك
ضغط يُذكر من اجل اجراء اصلاحات سياسية داخلية، وسمحت الوفرة في عائدات
النفط للمملكة العربية السعودية بانتهاج سياسة خارجية نشطة.
ويضيف الكاتب مارك، بيد ان دول الخليج لن تتخلى عن اصدقائها
الامريكيين في أي وقت، لكنها تريد العمل بناء على مبادرتها الذاتية،
والحقيقة أن مؤشرات الانفراج الراهن في الخليج لا تعود في سببها فقط
لتقرير الاستخبارات الامريكية الذي اصدرته الشهر الماضي، وتبين منه ان
ايران اوقفت العمل في برنامج اسلحتها النووية مما اقنع العرب ان الحرب
الامريكية على ايران اصبحت اقل احتمالا، بل كان واضحا منذ وقت طويل ان
معظم حكام منطقة الخليج لا يريدون حربا لن تؤدي سوى الى تخريب ازدهارهم
الاقتصادي والى تعريضهم للخطر.
بل وحتى المخاوف من حرب ايرانية - سعودية بالوكالة في العراق، افسحت
الطريق امام بروز تسوية ولو مؤقتة.
صحيح أن دول الخليج لا تزال مناوئة لحكومة العراق التي تؤيدها
ايران، لكن بدلا من محاولة استبدال رئيسها نوري المالكي، تبدو هذه
الدول الان راضية عن ظهور مجالس الصحوة التي تدعمها امريكا، والتي
ستعمل لكبح الطموحات الايرانية.
بيد ان هذا لا يعني ان دول الخليج مرتاحة من القوة الايرانية،
فالمشاعر المناهضة لايران لا تزال موجودة في المنطقة، وثمة اسباب
واقعية تبررها منها: نزاع ايران مع دولة الامارات العربية المتحدة حول
بعض الجزر في الخليج، كما لا يرحب إلا بعض زعماء الخليج والعرب علنا
ببرنامج ايران النووي، بل واعتبر الكثيرون منهم اقتراح احمدي نجاد
انشاء بنية أمنية جديدة في الخليج تضم ايران مجرد مبادرة لتكريس
الهيمنة الايرانية وليست ترتيبا امنيا جماعيا حقيقيا.
ويختتم الكاتب بالقول، غير أن دول الخليج لا ترى في ايران خطرا يهدد
وجودها بل تحديا اعتادت على التعامل معه منذ وقت طويل.
وهذا التحول العربي في النهج لابد ان يقابله ايضا تحول امريكي الى
نفس المسار، فكما بدأت سياسة امريكا في احتواء العراق تنهار مع نهاية
التسعينيات عندما ادرك العرب فشل وسيلة العقوبات سوف تحدد مواقف دول
الخليج الجديدة تجاه ايران شكل التعامل الامريكي الجديد ايضا مع طهران. |