الأسيرات الفلسطينيات يضعن مواليدهن داخل السجون الأسرائيلية

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: منذ وقت ليس بالقصير توضحت معالم الإهمال داخل السجون الأسرائيلية للنزلاء من الرجال والنساء الفلسطينيين حتى تتوارد بين حين واخر انباء عن موت العديد من الأسرى لأسباب صحية او سوء تغذية، والأدهى ان الأسيرات الفلسطينيات الحوامل يضعن مواليدهن داخل اسوار السجن وبدون اجراءات صحية وطبية ضامنة.

الأسيرة ( الزق) تكون الرابعة بعد ان تضع مولودها داخل السجن خلال انتفاضة الأقصى، حيث سبقها ثلاثة أسيرات وهن (منال غانم) ووضعت طفلها (نور) والأسيرة ميرفت طه ووضعت مولودها (وائل) والأسيرة (سمر صبيح) ووضعت مولودها (براء).

وناشدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين المؤسسات الدولية الفاعلة، ومنظمات حقوق الإنسان التدخل العاجل من اجل تأمين إطلاق سراح الأسيرة (فاطمة الزق) 39 عاماً، من سجون الاحتلال حتى تضع مولودها خارج قضبان السجن.

وقال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة بان الأسيرة الزق اعتقلت قبل سبعة أشهر وهى حامل في شهرها الثاني على معبر بيت حانون، عند مرافقتها لابنة أخيها روضة حبيب(30 عاما) التي اعتقلت معها أيضاً أثناء توجههما لإجراء عملية جراحية فى احدي المستشفيات الإسرائيلية، وهما من سكان  مدينة غزة، واتهمهما الاحتلال بالتوجه لتنفيذ عملية استشهادية، وحولتهما الى التحقيق ومن ثم الى سجن تلموند للنساء.

وأضاف الأشقر بان الوضع الصحي للأسيرة (الزق ) سئ للغاية، حيث تعانى من نقص فى الوزن وهزال شديد نتيجة رداءه الطعام وقلته الذي يقدم للأسيرات، بالإضافة إلى أنها تشعر بخوف شديد مع اقتراب موعد ولادتها في الأيام القليلة القادمة، ولا تتعامل معها إدارة السجن كحالة خاصة، بل تعانى من الممارسات التعسفية والانتهاكات التي تخضع لها بقية الأسيرات والبالغ عدهن (114) أسيرة.

وحمل الأشقر سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة الأسيرة (الزق) ، نظراً  لان الاحتلال له تجارب مريرة سابقة فى سوء معاملة الأسيرات في مثل هذه الحالات حيث كانت الأسيرة سمر صبيح والتي أطلق سراحها مؤخراً قد مرت فى نفس الظروف ، وتعامل معها الاحتلال بشكل يخالف كافة القوانين الإنسانية حيث تم تقييدها وهى متوجهة إلى المستشفى ، ورفض حضور اياً من عائلتها عملية الولادة للاطمئنان عليها ، ولم يرفع الاحتلال القيود عنها حتى تأكد من دخولها فى النوم اثر البنج الذي استخدمه الأطباء لعملية الولادة التي تمت قيصرياً .

وطالب الأشقر بضرورة توفير ظروف إنسانية ملائمة لولادة الأسيرة (الزق) وعدم تقييدها أثناء توجهها للولادة أو فى المستشفى، وضرورة السماح لأحد أقربائها من الدرجة الأولى التواجد معها أثناء الولادة لطمأنتها، وطبيب خاص من خارج السجن لحضور عملية الولادة، وتوفير الظروف الصحية المناسبة لها ولمولودها بعد عملية الولادة، ولا يتم معاملته كأسير كما حدث مع الأطفال الذين ولدوا في السجن سابقاً، حيث لا تنتهي مشكلة الأسيرة بالولادة، فوجود طفل رضيع داخل الأسر هو بحد ذاته معاناة أخرى، حيث تعامله إدارة السجن كأسير ولا توفر له مستلزماته الخاصة من الغذاء والحليب، ويتعرض للقمع والإجراءات التعسفية التى تتعرض لها كافة الأسيرات فى السجون.

كما طالب الصليب الأحمر الدولي بضرورة الحصول على تعهدات من الاحتلال بحضور مندوب عنه، لضمان سير عملية الولادة بشكل بعيد عن الممارسات اللاإنسانية.

ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة

وقالت وزارة الأسرى والمحررين بان حكومة الاحتلال تتحمل المسئولية الكاملة عن استشهاد الأسير ( فادى عبد اللطيف أبو الرب) (21) عاماً من قباطية في الضفة الغربية والذي استشهد في سجن جلبوع نتيجة الإهمال الطبي، وهو الشهيد الثاني من شهداء الحركة الأسيرة في هذا السجن، الذي يضم أكثر من(800) أسير. بحسب رويترز.

وأكد د.عاطف عدوان وزير الأسرى المكلف بان الأسير" أبوالرب" وهو موقوف ومعتقل منذ خمسة شهور تدهورت صحته بشكل مفاجئ، حيث كان يعانى من وعكه صحية  ولم تقدم إدارة السجن له العلاج المناسب وفقاً لحالته الصحية، الأمر الذي أدى إلى استشهاده.

وأضاف د. عدوان لقد حذرنا كثيراً من سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق أسرانا وأسيراتنا والذي تجعل الجو مهيئاً لارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة، وان استمرت الأمور على ما هي عليه، سنصحو كل يوم على شهيد جديد حيث يوجد في سجون الاحتلال أكثر من(500) أسير بحاجة إلى علاج وعمليات عاجلة، من أصل (1250) أسير مريض داخل السجون، بينهم (25) أسير يعانون من أمراض خطيرة جداً  كالسرطان والقلب وغيرها وهؤلاء هم شهداء مع وقف التنفيذ .

وأوضح د. عدوان بان على المجتمع الدولي أن يتحرك لانقاد أسرانا من الموت البطئ في سجون الاحتلال بفعل الإهمال الطبي المتعمد الذي يحصد أرواح الأسرى ، فى وقت لا تبدى فيه إدارة السجون اى  اهتمام لحياة الأسرى، حيث وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (193) أسيراً شهيداً، والعدد مرشح للزيادة.

واستغرب د. عدوان من تعقيب مصلحة السجون على خبر استشهاد الأسير ،والتي قالت بان الأسير توفى فى ظروف غامضة وإنها تحق فى القضية، فهذا هو ديدنهم التملص من جرائمهم بحق أبناء شعبنا، والتغطية على ممارساتهم العدوانية، وهم يقرون بان الأسير شعر بالتعب أثناء النهار وتم نقله لعيادة السجن، ولكنه لم يتلقى اى علاج مناسب لحالته الصحية الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته بشكل خطير خلال الليل، ولم تتمكن الطواقم الطبية التي حضرت كالعادة بعد إلحاح شديد من الأسرى واحتجاجات من إنقاذه، ليضاف إلى قائمة شهداء الحركة الأسيرة، ويترك الباب مفتوحاً لأسير جديد يلتحق بهذه القائمة.

وطالب وزير الأسرى  الصليب الأحمر الدولي ضرورة إرسال لجنة تحقيق بشكل عاجل للوقوف على أسباب استشهاد الأسير ابوالرب ومعاقبة مجرمين الحرب الصهاينة على جرائمهم ضد الأسرى العزل، ووقف سياسة الموت البطئ التي يعانى منها أسرانا، كما ناشد المؤسسات الرسمية والشعبية، وجماهير شعبنا لنصرة الأسرى وزيادة فعاليات التضامن معهم، وألا نجعل هذا التضامن موسمياً، كذلك طالب فصائل المقاومة التي تختطف الجندي  الصهيونى شاليط  إدراج أسماء الأسرى المرضى المهددين بالموت فى اي لحظة  ضمن صفقة التبادل التي تسعى لتنفيذها مقبل الجندي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7 كانون الثاني/2008 - 27/ذو الحجة/1428