
شبكة النبأ: بفقدانها مع اغتيال
بنازير بوتو ورقة اساسية في باكستان تجد الولايات المتحدة نفسها امام
خيارات محدودة في هذا البلد حيث لا تزال تراهن على الرئيس برويز مشرف.
فادارة الرئيس جورج بوش التي تدعو منذ اشهر عدة الى تقاسم السلطة
بين بوتو ومشرف بغية اعطاء شرعية جديدة لنظام الرئيس الباكستاني الذي
تدنت شعبيته ما زالت تراهن على مشرف كحليف رئيسي في "الحرب على
الارهاب".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كايسي "ان استراتيجية
الولايات المتحدة تقوم على مساعدة باكستان على تطوير مؤسساتها
واقتصادها" مؤكدا "سنواصل العمل مع الرئيس مشرف والحكومة الباكستانية
ومختلف الفاعلين السياسيين في البلاد من اجل تحقيق اهدافنا". بحسب الـ
فرانس برس.
ودليل على ضيق هامش المناورة امام الولايات المتحدة اتصلت وزيرة
الخارجية كوندوليزا رايس هاتفيا صباح الخميس بامين فهيم المسؤول الثاني
في حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بنازير بوتو لتطلب منه
المشاركة في الانتخابات التشريعية المرتقبة في كانون الثاني/يناير.
لكن ستيفن كوهن الخبير في مؤسسة بروكينغز يرى "ان الوقت ربما تأخر
جدا" لكي يكون للولايات المتحدة اي تأثير على سير الاحداث التي تشهدها
باكستان بسبب الدعم غير المشروط الذي ما زالت ادارة بوش تقدمه للرئيس
مشرف.
وقال هذا الخبير الذي يخشى من تنامي التطرف الاسلامي والنزعة
الانفصالية في باكستان بأسف "لقد راهنا كليا على مشرف متجاهلين حتى
الاونة الاخيرة دعوات بنازير الى اي شكل معين من الدعم او الاعتراف".
لكن دانييل ماركي من مؤسسة كاونسل اون فورين ريلايشن يعتبر ان "من
الجنون ان تتخلى الولايات المتحدة عن مشرف او تضفي مزيدا من التعقيدات
على الوضع لانها لن تكسب شيئا على المدى القصير".
واضاف "في البيت الابيض في مكتب نائب الرئيس (ديك) تشيني وفي قيادة
الخارجية وحتى في وزارة الدفاع هناك اجماع على انه حتى وان كان مشرف
غير كامل وحتى ان فشلت بلاده في القيام بكثير مما نطلبه منها فيجب عدم
ادانته لانه يبقى شريكا وشريكا مفيدا جدا".
ودعت الصحافة الاميركية من جهتها الى تغيير في الاستراتيجية.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في مقال افتتاحي "ان السياسة الاميركية
يجب الان ان توجه الى بناء ديمقراطية متينة في باكستان تحظى باحترام
ودعم الشعب وتتحلى بالارادة والوسائل لمحاربة القاعدة وطالبان".
واضافت الصحيفة "ان زمن مراهنة واشنطن على شخصية او شخصيتين يجب ان
ينتهي".
وذهبت صحيفة واشنطن بوست في الاتجاه نفسه واعتبرت ان الانتخابات
وارساء الديمقراطية "هما خير وسيلة من اجل ان تتحد الغالبية الوسطية في
باكستان ضد قوى التطرف التي احرزت (مع اغتيال بنازير بوتو) نصرا دنيئا
لكنه مهم".
ورات صحيفة فيلادلفيا انكوايرر ان بعد موت بوتو "لم يعد بامكان
ادارة بوش الابتعاد عن مشرف" ووصفت المخاطر التي ستواجهها الولايات
المتحدة ب"الهائلة".
وبعد ان لفتت الى "امتلاك باكستان السلاح النووي" عبرت الصحيفة عن
قلقها قائلة "تصوروا ما يمكن ان تصبح عليه هذه الاسلحة ان غرقت باكستان
في العنف والفوضى مثلما حدث في العراق بعد سقوط صدام حسين".
واضافت "للاسف ان قرار الرئيس بوش بجعل العراق الهدف العسكري
الرئيسي بعد 11 ايلول/سبتمبر (2001) هو الذي تسبب الى حد كبير في ان
يصبح الوضع في افغانستان وباكستان في هذه الهشاشة".
واشنطن أمام أسئلة خطيرة بعد سقوط
نجم بوتو
كتب بول ريختر في صحيفة لوس أنجليس تايمز الامريكية يقول: لا شك ان
هذه الانتكاسة تأتي في وقت حرج جدا بالنسبة للولايات المتحدة مع
استعادة الميليشيات الاسلامية قوتها في افغانستان المجاورة حيث باتت
تركز على مهاجمة باكستان نفسها على الرغم من انفاق الولايات المتحدة
نحو بليون دولار في باكستان سنويا لمنع تطور الاحداث بالشكل الذي هو
عليه الآن.
لذا، لم يكن مستغربا ان يقول دانييل ماركي من مجلس العلاقات
الخارجية الذي كان من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية حتى
مطلع هذه السنة: »انه يوم سيء لباكستان وللولايات المتحدة سندفع ثمنه
على مدى الفترة المقبلة«.
الا ان اكثر ما يثير قلق المسؤولين الامريكيين في الواقع هو احتمال
اندلاع صراع اهلي كبير لا يستطيع مواجهته حتى الجيش الباكستاني الذي
يلعب دورا اساسيا في حفظ وحدة وتلاحم البلاد، فحتى الشهر الماضي كان
الرئيس مشرف يتولى ايضا منصب رئيس اركان الجيش، لكنه تخلى عنه بعد ضغط
شديد من الناقدين في الداخل والخارج.
لكن الآن بعد موت بوتو، وتبدد الآمال التي كانت منعقدة على قيام
تحالف بينها وبين مشرف، يتعين على المسؤولين الامريكيين تحديد من هم
الزعماء الباكستانيين الذين يمكن الاستعانة بهم لشن حرب على الميليشيات
الاسلامية، واعادة الاستقرار لبلد يمتلك اسلحة نووية.
فحتى الرئيس مشرف نفسه فشل في تحقيق النتائج المطلوبة في العديد من
الجبهات منها، على سبيل المثال، ان اسامة بن لادن الذي يعتقد الكثيرون
انه وجد ملاذا له في باكستان لا يزال حرا طليقا، كما يعرب بعض
المسؤولين في الاستخبارات الامريكية عن اعتقادهم بأن جزءا كبيرا من
المساعدة الامريكية التي تقدمها امريكا لباكستان منذ 2001/9/11 وتقدر
ببلايين الدولارات لم يتم انفاقها في الحرب على الارهاب بل على تطوير
المزيد من الاسلحة الصاروخية.
ويضي ف ريختر: والآن، مع تراجع قوة مشرف كما هو واضح، يجد المسؤولون
الامريكيون انفسهم يواجهون مسألة ما اذا كان عليهم ان يحاولوا أم لا
اصلاح علاقاتهم السيئة مع رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي يقف الآن
لاكتساب قوة جديدة في النظام السياسي المضطرب بباكستان.
كما ان اغتيال بوتو يعيد الى الاذهان ايضا الاسئلة التي كان قد
طرحها بعض المسؤولين الامريكيين من قبل حول ما اذا كانت ادارة بوش قد
ركزت تأييدها فقط للشخصيات السياسية الكبيرة المتحالفة معها كالرئيس
مشرف وبوتو بدلا من نشر هذا التأييد على نحو اوسع ليشمل شخصيات اخرى في
الحكومة الباكستانية والمجتمع المدني.
حول هذا، يقول جون شولسر، الذي عمل سابقا في وزارة الخارجية
الامريكية: اذا كنت تريد صداقة دولة ما عليك ان تقيم توازنا في تأييدك
لمختلف اللاعبين على المسرح السياسي فيها، ومن الواضح ان السياسة
الامريكية اعتمدت كثيرا على الجانب الشخصي في علاقتها مع باكستان مما
يعني ضرورة التخلي عن هذا النهج الآن لأن من غير المعقول ان تعلق تحقيق
اهدافك على شخصية سياسية ما، يمكن ان تتعرض في أي وقت للاغتيال.
فشل الديموقراطية على الطريقة
الأمريكية
اما روبرت باير كما يكتب في الـ: تايم فانه يرى ان: ان يؤدي اغتيال
بي نظير بوتو يوم الخميس الماضي الى وضع حد نهائي لسياسة ادارة الرئيس
بوش المضللة التي تحاول نشر الديموقراطية بالقوة في الشرق الاوسط
والعالم الاسلامي.
فمنذ 9/11، ليس هناك بلد واحد في المنطقة اجرى انتخابات هادئة
وناجحة. الدليل على ذلك ان شيئا من الاحداث الرئيسية مثل: انتصار حماس
في غزة، انتخابات العراق، الصراع المستحكم بلبنان والآن في باكستان لم
يسفر عن الاستقرار، الحداثة والمجتمع المدني التي كانت الادارة
الامريكية قد وعدتنا بها من قبل. فالقاسم المشترك الذي يجمع بين
باكستان، غزة، لبنان والعراق اليوم هو الصراعات والحروب المستمرة، حروب
بلا نهاية لا تؤدي الا لقتل التحولات الديموقراطية.
ومن الواضح ان ادارة بوش مسؤولة على نحو خاص عن اثارة الفوضى
العارمة القائمة الآن في باكستان، فهي التي فرضت مصالحة غير ناضجة بعد
بيان الرئيس مشرف وبوتو، وهي التي فرضت عليه ايضا رفع قانون الاحكام
العرفية، واغدقت عليه الاحوال كي يخوض حربا لم تكن يوما تحظى بالشعبية
في باكستان. ويبدو ان الادارة الامريكية لم تستطيع ان تفهم انها لا
تستيطع الحصول على الديموقراطية والحرب على الارهاب معا في باكستان.
وضيف روبرت باير: من ناحية اخرى، يمكن وصف رد الفعل الامريكي الفوري
على ما حدث في باكستان بالعميق. فالفكرة السائدة بين الامريكيين الآن
هي ان «القاعدة» قتلت بوتو لانها كانت علمانية جدا ومقربة جدا ايضا من
الولايات المتحدة، اي انها عميلة للامبريالية الامريكية. لكن من
الملائم الى حد ما ان جبهات الحرب على الارهاب تبعد عن امريكا آلاف
الاميال، واننا نقاتل الارهابيين هناك، وليس في مانهاتن، وان هناك
ابطالا مثل بوتو على استعداد للموت من اجل الديموقراطية والحداثة
والعقلانية.
غير ان كل هذا لا يكشف الاسباب الحقيقية لما يحدث، فالمشكلة
الحقيقية التي تقوض الديموقراطية في باكستان هي انها بلد منقسم بعمق،
اسسه البريطانيون خدمة لمصالحهم وليس لمصالح الباكستانيين. فقد كانت
باكستان المستقلة خاضعة على الدوام لحكم عسكري قوي.
لذا، لن تنضج الديموقراطية فيها الا بعد ان تنتهي الحروب الدائرة
عند حدودها، سواء كانت في افغانستان وكشمير، وتنتهي بذلك الاسباب التي
تدفع العسكر للتدخل في السياسة، وما لم يحدث هذا لن تزدهر الديموقراطية
في باكستان ابدا.
المفارقة الاخرى التي يؤكدها اغتيال بوتو هي تبرير ادارة بوش بعد
9/11 انها ذهبت للحرب في العراق من اجل منع انتشار اسلحة الدمار
الشامل. لكن، وكما يتبين لنا اليوم، لم يكن في افغانستان والعراق
اللذين غزتهما اي نوع من مثل هذه الاسلحة.
وفعلت هذا واشنطن بينما كانت الاوضاع تتفاقم امنيا في باكستان
وايران اللتين يمكن ان تهددا الولايات المتحدة يوما ما بما تمتلكانه من
اسلحة دمار شامل.
ويختم روبرت باير مقاله بالقول: لقد حان الوقت كي يدفع الامريكيون
برئيس براغماتي جديد الى البيت الابيض. فعندما قرر جورج بوش الاب ومعه
جيمس بيكر ونورمان شوارزكوف الامتناع عن احتلال العراق في نهاية حرب
الخليج عام 1991 كانوا يدركون ان فرض الديموقراطية على الطريقة
الامريكية لن ينجح.
وما يحدث في باكستان الآن يؤكد صحة هذا التحليل، فاغتيال بوتو لم
يكن يستهدف فقط الاطاحة بنظام الرئيس مشرف، الذي تتعرض قيادته اليوم
لاصعب اختبار منذ استيلائه على السطة، بل وكان ايضا محاولة لمنع عودة
السياسة الديموقراطية الى باكستان، فكل الدلائل تشير الآن الى مسؤولية
متطرفي القاعدة عن قتل بوتو، وهدفهم هنا - كما في العراق - استخدام
الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية لزعزعة استقرار البلاد ومن ثم فرض
سلطتهم.
وهم يعرفون ان انتصار حزب الشعب، الذي كانت تقوده بوتو، في انتخابات
يناير المقبل من شأنه - كما كان يأمل الغرب - ان يرسخ التحالف مع
الرئيس مشرف، ويزيد الضغط على المتطرفين الاسلاميين ويمهد الطريق امام
الديموقراطية في باكستان.
القاعدة وإفشال أهداف السياسة
الأمريكية في باكستان
ولكن يبقى السؤال من وراء اجهاض المشروع الامريكي في الباكستان؟
من شأن كشف النقاب عن ضلوع تنظيم القاعدة بدور في اغتيال زعيمة
المعارضة الباكستانية بينظير بوتو ان يبرهن على انه بوسع هذه الجماعة
المتشددة ان تحبط بدرجة كبيرة من توجهات السياسة الامريكية الخارجية
بعد أكثر من ست سنوات من اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش عزمه انزال
الهزيمة بالجماعة. بحسب رويترز.
وقال مايكل شيوار وهو موظف سابق بوكالة المخابرات المركزية
الامريكية كان قد قاد عمليات البحث عن زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن
لادن «اتصور في بعض الاحيان انه يتعين على ابن لادن ونائبه ايمن
الظواهري ان يتصافحا ويقولا الامر في غاية السهولة».
وكان الظواهري قد وصف بوتو في وقت سابق من الشهر الحالي بانها اداة
تخدم السياسة الامريكية.
وقالت الحكومة الباكستانية انها حصلت على أدلة تشير الى مسؤولية
تنظيم القاعدة عن قتل بوتو في هجوم انتحاري لدى مغادرتها لتجمع انتخابي
يوم الخميس.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية «لدينا معلومات بيانات اعتراض
استخباراتية تشير الى ان بيت الله محسود الزعيم بالقاعدة وراء
الاغتيال»
وقد نفى متحدث باسم بيت الله محسود المتشدد الباكستاني المرتبط
بالقاعدة تورطه في اغتيال زعيمة المعارضة.
ووصف مسؤول امريكي في مجال مكافحة الارهاب محسود الذي كان قد سبق ان
وجه تهديدا الى بوتو بانه زعيم قبلي «وجهادي متمرس يحتفظ بعلاقات وثيقة
بالقاعدة وبطالبان ومنظمات ارهابية اخرى»
ولايزال الشك يساور عددا من المحللين بان من مصلحة الرئيس
الباكستاني برويز مشرف ان يركز الانظار على القاعدة فيما تواجه حكومته
نفسها شكوكا داخلية بالضلوع في جريمة الاغتيال.
وقال ريتشارد كلارك المسؤول الامريكي السابق في مجال مكافحة الارهاب
«ربما يكون الباكستانيون يكذبون»
يقول محللون انه لو صح ذلك فان تنظيم عمليات القاعدة يبين ان بوسعها
شن هجمات مؤثرة من مناطق القبائل في غرب باكستان حيث أعادت القاعدة
تنظيم صفوفها بعد غزو قادته الولايات المتحدة ونجح في استئصال شأفة
الحركة المتشددة من افغانستان المجاورة عام 2001
واضاف مسؤول مكافحة الارهاب ان للقاعدة حيزا نفسيا وبدنيا متاحا «كي
تجند وتدرب كوادر ارهابية وتخطط لهجمات»
وعندما اصدر ابن لادن تسجيلا جديدا بالفيديو قبل حلول الذكرى
السنوية السادسة هذا العام لهجمات 11 سبتمبر قالت مستشارة البيت الابيض
لشؤون مكافحة الارهاب انذاك فران تاونسند ان ابن لادن بات عاجزاً فعليا
الا ان تقييما للمخابرات صدر في يوليو نوه الى تعزيز صفوف القاعدة من
جديد والى قدراتها القتالية وهي الجماعة التي كانت غالبا ما تلجأ الى
العمل من خلال جماعات اقليمية.
وقال شيوار ان هدف القاعدة لم يعد مهاجمة اهداف داخل الولايات
المتحدة بقدر ما هو طرد قواتها من المنطقة.وكانت بوتو مؤيدة للسياسات
الامريكية فضلا عن تاريخ من العداء مع ابن لادن يرجع الى 20 عاما الى
الوراء لذا فقد كانت هدفا مؤكدا.
وقال شيوار وهو يشير الى تأييد من الولايات المتحدة وبريطانيا لبوتو
لدى عودتها الى ارض الوطن «لم يكن من الصواب الزج بها الى حتفها» واضاف
«ما وجدته حقا على نحو مقزز هو ان بصمات السيد بوش وبصمات رئيس الوزراء
البريطاني جوردون براون وبصمات معظم مرشحينا للرئاسة ظاهرة على جثة
السيدة بوتو» وقال انهم الان «يواجهون حالة من الفوضى العارمة» مع
تدهور الاحوال في باكستان وعدم وجود خطة واضحة لمكافحة ضغوط متجددة في
افغانستان من القاعدة وحليفتها حركة طالبان.
وفي الجارديان يتحدث إيوين ماكاسكيل مراسل الصحيفة في واشنطن كيف أن
إدارة بوش تعمل بسرعة لوضع خطة بديلة بعد لاغتيال بينظير بوتو.
ويقول ماكاسكيل إن اغتيال بوتو قد ضيع آمال إدارة بوش في تحقيق قدر
من الأمان في باكستان.
ويضيف أنه منذ الحادي عشر من أيلول/سبتمبر اعتمد بوش على الحكومة
العسكرية للرئيس برويز مشرف كحليف له في حربه ضد طالبان والقاعدة. ومع
خسارة مشرف لشعبيته وضعت الإدارة آمالها في العودة إلى الديمقراطية
وتشكيل ائتلاف بوتو ـ مشرف.
وقالت الصحيفة إن محللي الاستخبارات الأمريكيين قد حذروا من تعزيز
قوة القاعدة التي تحتفظ لها بموقع قوي في المناطق القبلية في باكستان
وفي بعض المدن كمدينة كراتشي والتي تعتقد الولايات المتحدة أن أسامة بن
لادن يختبئ فيها وذلك بسبب الفوضى في أعقاب حادث الاغتيال.
وتشير الصحيفة إلى أن الإدارة قلقة من وقوع الباكستان في أيدي
الراديكاليين مما يقوض معركتها ضد طالبان والقاعدة، ويعزز امكانية سقوط
الأسلحة النووية في أيدي الإسلاميين المعادين للغرب.
وتشير الصحيفة إلى تصريح البنتاجون بأنه مطمئن إلى سلامة الأسلحة
النووية حاليا رغم الاغتيال لكنه أقل ثقة بالنسبة للمستقبل.
ويقول المراسل إلى أن إحدى الخطط البديلة هي أن تعمل القوات
الأمريكية الخاصة بالتعاون مع الجيش والمخابرات الباكستانية على تهريب
أية أسلحة يحيق بها خطر مباشر، "إلا أن الولايات المتحدة ليست واثقة من
تعاون الجيش الباكستاني التام في هذا الوقت".
وتشير الصحيفة إلى ريبة الحكومة الباكستانية في النوايا الأمريكية
رغم تلقيها دعما ماليا منها، وتقول إنها حجبت معلومات حول مواقع
ترسانتها من الأسلحة النووية وغير ذلك خوفا من زرع الأمريكيين أجهزة
تبطل عمل الأسلحة النووية.
وقال المحلل انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية
والدولية ان قوة طالبان تضاعفت في المناطق الحدودية الغربية من باكستان
خلال الاشهر الاثنى عشر الى الاشهر الثمانية عشر الماضية. واضاف ان
اغتيال بوتو سيجعل من الصعوبة بمكان على الولايات المتحدة ان تقنع
الرئيس مشرف بشن حملة صارمة على الاقاليم الحدودية.
وقال كوردسمان «أي شيء من شأنه ان يضعف باكستان... يخلف حالة من
الفراغ بمكن ان تستغلها القاعدة». |