ملف الثقافة العراقية: آمال في عودة الروح الفكرية والابداع الأصيل

26-12-2007

اعداد/صباح جاسم

 شبكة النبأ: تزامنا مع التحولات الايجابية  التي يشهدها الوضع الأمني تعيش الثقافة العراقية هذه الأيام حركة دؤوبة ونشاطا ملفتا للنظر حيث تقيم بيوتات الثقافة في المحافظات امسيات ومهرجانات ادبية وشعرية كما تشهد الحركة المسرحية نهضة متفائلة داخل العراق وخارجه من اجل نقل الصورة الأصيلة عن عراق الثقافة والأصالة والابداع.

(شبكة النبأ) تستعرض تقريرها الدوري عن حالة الثقافة العراقية:

التجمعات الثقافية واجهات سياسية أم اداة لتفعيل الثقافة

تباينت آراء ادباء ومثقفون عراقيون، بشأن انتشار ظاهرة الملتقيات والتجمعات الثقافية في بغداد وشتى مدن العراق، ففي حين يرى البعض انها عبارة عن واجهات لبعض التيارات والشخصيات السياسية، يرى اخرون انها ملتقيات تهدف الى تنشيط المشهد الثقافي العراقي وتفعيل دور المثقف الذي غيب لعقود طويلة.

يقول مدير ملتقى المستقبل الثقافي احمد محمد احمد، لوكالة (اصوات العراق) إن "مجموعة الملتقيات والتجمعات التي تأسست بعد التغيير في نيسان من عام 2003، كانت متعددة الألوان والاتجاهات والاسماء الى حد انها فقدت ملامحها الحقيقية، خصوصا وان تجربة منظمات المجتمع المدني لم تكن معروفة او فاعلة في الحياة العراقية قبل التغيير."

ويضيف احمد "بعض التجمعات الثقافية كان الهدف الرئيسي لها هو الترويج للجهات السياسية والحزبية التي أشرفت على تأسيسها والإنفاق عليها، وهي لم تكن تحظى باهتمام حقيقي من المثقفين الذين حاولوا الاستعاضة عنها بملتقيات شاركوا هم انفسهم في تاسيسها، منها مثلا منظمة (فقراء بلا حدود) التي أسسها مجموعة من المثقفين العراقيين الذين ارتبطوا بعجلة الفقر ايام النظام السابق."

ويرى رئيس ملتقى فضاءات للابداع الثقافي احمد الثائر، ان ما اسماه (حُمّى التجمعات الثقافية) ما كان له ان يستمر بهذا الشكل، لولا المغريات التي دفعت بالبعض الى اتخاذها اداة للسرقة المبطنة عن طريق المنح والمساعدات التي تقدمها الدول المهتمة بالشان الثقافي في العراق.

ويضيف احمد الثائر إن "المنظمات الثقافية جاءت بمثابة رد على العسكرتاريا التي كانت تسيطر على غالبية مفاصل الحياة في العراق، لكن مسارها انحرف بشكل كبير، رغم ان بعض المنظمات تمكنت من اثبات دورها في تنشيط الحياة الثقافية، ومحاولة تحرير المؤسسات التي تنتج الثقافة، من سطوة المال السياسي."

الشاعر والاعلامي احمد البياتي قال لـ (اصوات العراق) ان "المثقف العراقي الذي حظي بفرصة قد لا تتكرر لتقديم منجزه الابداعي دون المرور بقنوات السلطة، يقف الان على مفترق طرق، اما العودة طائعا الى كيان السلطة التي تمنحه الراتب الشهري وتطبع له نتاجاته في كتب تحتاجها السلطة نفسها، او ان يتمرد على ثوابت ما يمكن ان نسميه بـ (السلطة الثقافية او الثقافة السلطوية) وهذا ما يجعله يلجأ مؤقتا للتجمعات الثقافية."

ويتابع "نحتاج فعلا ان تتكسر الحواجز بين المثقف والسلطة، وقد تكون التجمعات الثقافية هي اداة التحول، فيما لو اثبت القائمون عليها انهم يسعون فعلا لتفعيل الحياة الثقافية وليس التنعم بالسفر وحضور المؤتمرات الدولية على حساب المثقف."

(ز. د) اديب وقاص عراقي قال ان اكثرية التجمعات الثقافية في العراق اسسها اشخاص يعانون من الخواء الثقافي، او طامعون باموال الدعم الذي يبحثون عنه وقد يحصلون عليه من منظمات دولية، مضيفا "ولاء اختفى أكثرهم مع الأعوام، لكن ما تبقى الان لا يمكن تقييمه بشكل واضح، ما زالت التجمعات مجرد مشاريع مستقبلية لا اعرف ان كانت ستثمر فعلا ام لا."

عبد الكريم حسن مراد (قاص)، يرى ان إرساء دعائم أي تجمع أو ملتقى أدبي يحتاج الى تخطيط مسبق، ويضيف "ثمة توافق بين المثقفين على ان ترسيخ عمل التجمعات يجب ان يتضمن ابعادها عن تأثير السياسة اولا، ثم الشروع في مرحلة البحث عن المنجز الثقافي الخالص، وما اعنيه بالثقافة هنا لا يتحدد بالنتاج الادبي." مبينا "نحن امام ارث حضاري وفكري يحتاج ان نستوعب مدياته، الفكر السياسي ثقافة، التاريخ ثقافة، الدين ثقافة، لا اعرف ان كنا سنمتلك يوما ما، تجمعات ثقافية تحيط بجزء من هذه الثقافة التي نسعى الى ترسيخها، حتى الان، لا تبدو التجربة مشجعة."

1200 موقع أثري عراقي بين النهب والتدمير

دقت مصادر أثرية عراقية ناقوس الخطر، معلنة أن هناك أكثر من ألف ومئتي موقع أثري في أنحاء مختلفة من العراق تتعرض لأعمال السرقة والنهب، وأن عمليات تنقيب عشوائي تجري فيها من قبل لصوص وتجار آثار محترفين. بحسب (الحياة).

ولفتت الى أن هذه الأعمال أحدثت آثاراً تدميرية في المواقع، فضلاً عن نهب آلاف القطع الموجودة تحت الأرض، الى جانب ما كان جرى من عمليات نهب منظم لآثار متاحف بغداد والموصل والناصرية مع دخول قوات الاحتلال الأميركي العراق في عام 2003، والتي وصفتها هذه المصادر بأنها عمليات جرت بتخطيط مسبق، ومن قبل خبراء آثار وتجار محترفين.

يأتي هذا متزامناً مع الإعلان عن أن منارة أربيل المعروفة بالمنارة المنذرية، والتي شيدت قبل نحو 800 سنة، وتشكل مع «القلعة» أهم معلمين أثريين في المدينة، مهددة بالانهيار بسبب خسوفات أرضية وتصدعات لحقت بأجزاء منها.

وكانت مصادر أثرية حذرت قبل مدة من أن «منارة الحدباء»، وهي من المعالم التاريخية المهمة في الموصل، تعرضت بدورها لتصدعات تهدد بانهيارها.

يشار الى أن مواقع أثرية عدة في العراق تخضع لقوات الاحتلال، التي تتخذ منها قواعد عسكرية، كما حصل للموقع الأثري لمدينة بابل التاريخية الذي لم يكشف بعد، عن مدى الأضرار التي لحقت به.

أما آثار سامراء العباسية (120 كلم شمال بغداد) فلا تزال أبرز مواقعها محتلة، وفُجّرت قمة مئذنتها «الملوية» بعبوة ناسفة اتهمت قوات الاحتلال في حينه «جماعات إرهابية» بتنفيذها، على رغم وقوع المنطقة تحت سيطرتها!.

صدور مجموعة شعرية جديدة للشاعر محمد علي الخفاجي 

صدرت للشاعر العراقي محمد علي الخفاجي مجموعته الشعرية السابعة، بعنوان ( الهامش يتقدم) ضمت عشر قصائد جديدة.

وقال الشاعر الخفاجي لوكالة (أصوات العراق)"صدرت المجموعة عن دار الزوراء للطباعة والنشر في كربلاء، وهي مجموعتي الشعرية السابعة خلال مسيرتي الأدبية التي امتدت لأكثر من 40 عاما إضافة إلى مؤلفات عديدة في حقل المسرح."

وأوضح أن"القصائد تتحدث عن الجانب الإنساني ورحلة الإنسان الشاعر في الحياة والعائلة." وأضاف"تنوعت القصائد ما بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وأن كان اغلبها قصائد تفعيلة"

وأشار إلى أن من بين القصائد التي يحملها الديوان (البساتين داري ودار أبي)، و(التي حجبت بظلها الأخريات)، و(صاعود النخل)، و مرثيات إلى كزار حنتوش ومحمد البدري وجليل القيسي، وكذلك (اعترافات شاطئ العلقمي.

وقال القاص والناقد جاسم عاصي لـ(أصوات العراق) إن " الشاعر محمد علي الخفاجي، شاعر مسك صولجان الشعر بقوة وراح بأزميله يحفر تنقيباته الخاصة."

وأوضح أن "الديوان الجديد اخذ عنوانا قد يبدو مثيرا وجاء ليفضح ما كان للهامش من مصاعب، فأراده الشاعر أن يتقدم، في محاولة منه أن يعلن أن الدائرة الأدبية تتسع للجميع."

وأشار إلى أن الشاعر أعطى من خلال القصائد وعناوينها مواقع لهامش لم يكن مرئيا بالنسبة للآخرين، أو انه ظل مقصيا لأسباب مختلفة."

وأضاف أن" الشاعر رأى في صاعود النخل وبساتين الأب، الدار الحقيقية الموضوعة في الهامش فقبس منها نور الشعر لتكون في مركز الرؤية." منوها إلى أن الخفاجي شاعرا امتلك ناصية الشعر، وراح يبحر في عبابه ولن يغمض عينيه عن مسارات الدروب.

ولد الشاعر الخفاجي عام 1944 في كربلاء، وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية التربية جامعة بغداد، وحصل على جوائز عراقية وعربية في الشعر والمسرح.

واصدر الخفاجي (شباب وسراب) 1964، و(مهرا لعينيك) عام ،1965 و(لو ينطق النابالم) عام 1967، (وأنا وهواك خلف الباب) عام 1970، و(البقاء في البياض أبدا) عام 2005، وله أكثر من 12 مسرحية منها (ثانية يجيء الحسين) و(أبو ذر يصعد معراج المرقص) و(نوح لا يركب السفينة ).

تظاهرة احتجاجية في ميسان تطالب بوضع حد لخطف وقتل المبدعين 

تظاهر المئات من الطلبة والأساتذة في مدينة العمارة، الأحد، احتجاجا على اختطاف الدكتور رائد ساعي الساعدي، للمطالبة بوضع حد لحالات الاختطاف والقتل التي تطال المبدعين من أساتذة الجماعات والصحفيين.

وقال الدكتور باسم الربيعي، الأستاذ الجامعي في جامعة ميسان، لوكالة ( أصوات العراق) إن تظاهرة اليوم (الأحد) تأتي " إستنكارا لاستهداف العقول العراقية، والتي تقف عنها الأجهزة الأمنية عاجزة... خاصة إنها تحدث في مركز المحافظة، وفي وضح النهار، كما حدث لعميد المعهد التقني."

وكان مسلحون مجهولون اختطفوا، ظهر أمس (السبت)، الدكتور رائد ساعي الساعدي عميد المعهد التقني (وسط مدينة العمارة)، وهو في طريقه إلى منزله بعد إنتهاء الدوام الرسمي.

وأضاف الربيعي "هناك عصابات منظمة تمتد في كافة أنحاء العراق، مدعومة من بعض الجهات الخارجية، تهدف إلى إفراغ الجامعات والمعاهد العراقية من الأساتذة. كما أن هناك عصابات أخرى هدفها مادي للحصول على بعض الأموال مقابل إطلاق سراح المختطفين."

وناشد الأستاذ الجامعي المؤسسات الأمنية "بوضع خطة لحماية رجال العلم والمبدعين من أساتذة وصحفيين، وأن يكون حالهم حال السياسيين الذين يتمتعون بحماية خاصة."وتقع مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، على مسافة (390 كلم) إلى الجنوب من العاصمة بغداد.

 اتحاد الأدباء يعلن أسماء الفائزين بمسابقة القصة والنقد القصصي في العراق 

أعلن إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين أسماء الفائزين بمسابقة القصة والنقد القصصي في العراق. وقال القاص احمد خلف إن" جميع النصوص التي استلمتها لجنة التحكيم كانت نصوصا واعدة وممتازة في طبيعتها الفكرية والبنائية، لذا وجدنا أنفسنا أمام عدد من النصوص التي امتازت بعمق الطرح والمعالجة للكثير من الموضوعات الإنسانية، والتي تدل على دربة محكمة ورؤية ناضجة، ولذلك كان علينا أن نبذل جهداً كبيراً من أجل أن نفرز النتائج."

وأوضح خلف في تصريح لوكالة (أصوات العراق) أن" الجائزة لا تعد اعترافاً بهذا القاص أو ذاك، بقدر ما تعتبر احتفاءاً بمنجزه."

وأضاف خلف "ولكن هذا لا يعني أن هذه الجائزة تملك دليلا قاطعاً على أهمية القاص، ما لم يرفد منتجه الثقافي بنصوص إبداعية جديدة ومتجددة، تتفوق على مشاركته في هذا الملتقى."

وتشكلت لجنة التحكيم لمسابقة القصة والنقد القصصي، من القاص والروائي احمد خلف، والقاص والروائي جهاد مجيد، والقاص والروائي صلاح زنكنة، والقاص والروائي محمد سعدون السباهي.

من جهته قال عضو اللجنة التحكيمية للمسابقة جهاد مجيد إن "اللجنة اعتمدت مبدأ إخفاء الاسم الموجود على كل قصة، لكي تندرج المعايير تحت منطق إبداعي ومهني خالص، باعتبار أن جميع أعضاء لجنة التحكيم من الذين كانت لهم اهتمامات ومشاركات معروفة في الأدب العراقي والمنجز السردي بصورة خاصة."

فيما قال القاص والروائي صلاح زنكنة لـ(أصوات العراق) أن "معظم القصاصين الفائزين بالمسابقة من الذين لا اعرفهم شخصيا."

وأضاف أن "هناك سبعة قصاصين عراقيين معروفين في الوسط الثقافي العراقي بعطائهم الكبير لم يفوزوا بهذه المسابقة، مما يدل على أن اللجنة ابتعدت عن أي نوع من التأثيرات."

وفي اختتام فعاليات ملتقى القصة الذي أقامه الاتحاد العام للأدباء والكتاب، وأدار جلسته القاص صلاح زنكنة، السبت، أعلن عن أسماء الفائزين بجائزة القصة والنقد القصصي

وفاز بالمركز الأول القاص عبد الستار إبراهيم عن قصته اللصوص والشطار.

فيما فازا بالمركز الثاني مناصفة القاص أسعد اللامي عن قصته جنود المسرات والقاص محمد الكاظم عن قصته ما يبقيه الرواة.

وكان المركز الثالث مناصفة أيضا بين القاص خالد ناجي ناصرعن قصته الماسة والقاص أحمد إبراهيم السعد عن قصته صندوق البالونات.

فيما حصل على جوائز تقديرية كل من القصاصين، إيناس البدران عن قصتها الليلة الثانية بعد الألف، والقاص حسن الفرطوسي عن قصته رأس الخروف، والقاصة زينب علي البحراني من السعودية عن قصتها رقصة التخمة، والقاص جميل محسن عن قصته زوجة شين، والقاص بيان مرعي عن قصته قرين الوقت، والقاص إبراهيم مشارة من الجزائر عن قصته العربي ولد صالحة والقاص ناصر قوطي عن قصته حلم غريق . 

حظر تجول عراقي على مسرح في بيروت

يختزل المخرج والمؤلف العراقي مهند الهادي في مسرحيته (حظر تجوال) التي عرضت على مسرح ببيروت يوما كاملا للشارع العراقي بكل تفاصيله الدموية.

اختار الهادي شخصيتين مسحوقتين اجتماعيا على تماس يومي بالشارع ليروي قضية وطن مهدد يوميا بالمفاجات الدموية قائلا هذا العمل هو " جزء صغير جدا لما يجري للفرد العراقي."

حضرت شخصيات الهادي للتو من الجحيم بعيدا عن السياسة وفي عمق الحياة فهما أكثر الشخصيات اتصالا بالناس والشارع يلتقيان عند اعلان حظر التجول في عرض ساخر ومضحك قريب من الكوميديا السوداء.

ليلة حظر التجول في العراق والعزلة في ظل العمليات العسكرية والاعتقالات والمتفجرات وطلعات الطائرات الحربية الامريكية وغيرها تشعل البوح والحكايات وهموم الراهن يرويها رائد محسن وسمر قحطان اللذان يؤديان دور ماسح الاحذية وعامل غسل السيارات. بحسب رويترز.

ويرد الهادي على النقاد الذين كتبوا ان هذا ما يجري في الشارع العراقي ويتساءلون لماذا يستقطع مشهدا من الشارع العراقي على المسرح قائلا "انا لدي وجهة نظر مغايرة اقول ان المشاهد مثل الطفل الصغير دائما يحب ان يسمع القصة التي يعرفها ونحن مدركين تماما ان هذا ما يجري لكن ان تضع يدك على الجرح افضل ان تتركه ينزف."

وقال لرويترز بعد العرض الذي قدم على مدى ثلاثة ايام من الثامن وحتى العاشر من نوفمبر تشرين الثاني على مسرح دوار الشمس في بيروت " يؤرخ الفن ما لا يؤرخه التاريخ. نحن أخذنا على عاتقنا مسؤولية كبيرة مسؤولية ان يؤرخ مرحلة تاريخية جدا في تاريخ بلدك في يوم بلدك الدموي."

اضاف "نريد ان نقول الى العالم نحن مؤمنين ببلدنا. المكان الذي رأيتموه الان... حوله الاخرون الى خرابة نقول لهم اخرجوا من هذه الخرابة... نحن نجعلها جنة."

ويؤكد الهادي انه من خلال ابسط شخصيتين في المجتمع العراقي اراد ان يوجه رسالة مفادها ان "هذا المكان فيه شركاء اثنين لا يختلفان.. البيت عندما يقسم الى عدة اقسام سينهار قريبا."

ويجد الهادي مشتركا بين لبنان والعراق اذا يقول ان "الخطة لتقسيم العراق هي نفس الخطة لتقسيم لبنان وللاسف الذين يساهمون في عملية تقسيم العراق هم نفسهم الاشخاص... الذين يسعون الى تقسيم لبنان."

استخدم مهند الهادي في لعبة اخراجية جيدة اجساد الممثلين وخصوصا ايديهم وارجلهم للتعبير عن نصه بحيث ان ماسح الاحذية يتحدث فيما تتحرك يدي عامل غسل السيارات.

ساهمت الاضاءة والديكور والموسيقى في استحضار مناخ الحرب والرعب بحيث تتسرب الاضاءة من بين شقوق جدار مليء بالنوافذ التي كانت تنفتح فجأة عند اللزوم ليظهر حذاء يعبر عن رجل او مسدس يعبر عن عصابة وبين هذه وتلك نجد ماسح الاحذية وعامل غسل السيارات ملتصقين بالارض.

ولم تقف اللهجة العراقية عائقا امام قدرة استيعاب الجمهور اللبناني الذي تفاعل مع العرض خصوصا كونه خبر واقع الحرب التي يمر بها العراق الان.

وقالت عليا عباس لرويترز ان العرض قدم "العراق اليوم الدموي الصراع الذبح الفرح بامريكا التي ذبحتنا. مهند والممثلون كانوا العراق. نحن في لبنان الى هذا الحد تعساء صعب علينا ان نرى العراق تعسا ايضا."

كتاب جديد عن تاريخ الديمقراطية في العراق 

وقع الكاتب ضياء الجصاني على كتابه الصادر بالاشتراك مع الدكتور طالب مهدي الموسوم "الديموقراطية في المجتمع العراقي...التحديات وافاق المستقبل" خلال أمسية ثقافية اقامتها، الثلاثاء، مؤسسة الصباح للدراسات والنشر .

يقدم الكتاب في ستة فصول عرضا لمفهوم الديمقراطية وتأريخها في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921، متناولا النظام السياسي الأقليمي و اشكاليات التعددية في النظام السياسي العربي على وجه العموم  وصولا الى الوضع السياسي الراهن ومحاولات نشوء دولة عراقية جديدة ، ودور المجتمع المدني فيها. وصدر الكتاب ضمن سلسلة "كتاب الصباح الثقافي" التي تنشرها جريدة الصباح.

وقال المؤلف ضياء الجصاني للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) ان "الكتاب يعد جزءا من مجهود ثقافي عام لإضاءة جوانب من الظاهرة العراقية ومايقع يوميا من احداث في محاولة لتحديد الملابسات التي تعتري المشروع الوطني لتأسيس الديمقراطية وتشخيص الاشكاليات البنيوية (الاجتماعية –السياسية )،التي تواجه هذه التجربة للتحول نحو الديمقراطية."

وأوضح الجصاني في كلمة له في الامسية التي قدمها الشاعر حسن عبد راضي ان الكتاب "يحاول الاقتراب من  النسيج الإجتماعي  ومعايشة هواجس المواطن البسيط ولمس الإلتباس والاضطراب في الوعي العام ازاء التجربة الديمقراطية وما يشاع عنها وما يجري في دهاليز السياسة من ألاعيب غير نظيفة."

وقع بعدها المؤلف نسخا من الكتاب وقدم الاعتذار للحضور لعدم تمكن زميله الكاتب الدكتور طالب مهدي من الحضور لسفره الى خارج البلد في مهمة رسمية.

والباحث ضياء الجصاني حاصل على بكالوريوس  تربية وعلم النفس من كلية الاداب الجامعة المستنصرية1972، وماجستير آداب في نفس الحقل من كلية التربية جامعة بغداد 1976 وله بحوث متعددة في المجالات النفسية والتربوية والاجتماعية ودرس في كليات ومعاهد مختلفة وترجم عددا من الكتب في حقول علم النفس التجريبي وعمل محاضرا لمادة علم الاجتماع السياسي في كلية القانون والسياسة /جامعة الامام الصادق(ع) .

تشكيليان عراقيان في معرض بفنلندا عن الجذور والهوية 

افتتح في العاصمة الفنلندية هلسنكي معرض فني لستة تشكيليين بينهم عراقيان مقيمان في فنلندا يسعيان من خلال أعمالهما الى تقديم موضوع الجذور والهوية في صورة تشكيلية.

وقال الفنان عبد الامير الخطيب رئيس شبكة شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا، التي اسهمت في اقامة وتنظيم المعرض، لوكالة (أصوات العراق) انه "تم افتتاح المعرض الفني التشكيلي المعنون باسم (جذور) على قاعة المركز الثقافي (Stoa) شرقي العاصمة الفنلندية هلسنكي وبالتنسيق مع شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا."

وأوضح انه سيشترك في المعرض ستة فنانين من خمسة بلدان مختلفة، بينهما فنانان من العراق  يقدمون خلاله اعمالا فنية فوتغرافية ورسوما زيتية تجريدية واعمالا تنتمي لفن التركيب.

واضاف انه يتوقع تنوعا في ابداعات الفنانين المشاركين بحكم التنوع في خلفية وتجربة الفنانين وبالتالي ادواتهم واساليبهم الفنية.

وكشف الخطيب عن انه سيساهم في المعرض بأربعة اعمال فنية مرتبطة بموضوعة الجذور يحاول من خلالها الاقتراب من مفهوم الهوية والتعاطي بشكل رمزي مع بعض المفردات الحياتية العراقية وتسليط الضوء عليها.

والفنان عبد الامير الخطيب من مواليد العراق 1961 ويقيم في فنلندا منذ العام 1990.

 من جهته، قال الفنان ستار الفرطوسي لـ(اصوات العراق) انه سيشترك في المعرض بعملي زيت يعالجان قضية الهوية والانتماء.

وأوضح ان "عنوان المعرض (|الجذور) يحتمل الكثير من العمل والتكهنات والتفسيرات ، وبنفس الوقت هو واضح جدا ، فلذلك لم احاول ان اتفلسف كثيرا"

وقال "حاولت اعتماد البساطة ومن هنا اخترت اللونين الاسود والابيض ومشتقاتهما وحاولت ان اعطي مجالا لحركة الفرشة وحيوية اللون."

والفنان  ستار الفرطوسي من مواليد العراق 1963 ويقيم في فنلندا منذ عام 1999.

يذكر ان شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا التي مقرها هلسنكي تأسست عام 1997 بمبادرة من الفنان العراقي عبد الامير الخطيب وبالتعاون مع بضعة فنانين تشكيليين اخرين وينتمى اليها 200 فنان من اكثر من اربعين بلدا ثلثهم تقريبا عراقيون وبينهم اسماء لامعة في الحركة الفنية التشكيلية العراقية، وتصدر الشبكة مجلة فصلية باللغة الانكليزية باسم "الوان كونية" واستطاعت الشبكة حتى الان تنظيم 20 معرضا في  ثمانية بلدان اوربية.

مسلحون يهاجمون تلا أثريا في ديالى ويسرقون محتوياته 

افاد مصدر اعلامي في وزارة الدولة للسياحة والآثار أن مجموعة مسلحة مجهولة هاجمت موقعا أثريا يقع في محافظة ديالى، وسرقت محتوياته.

ونقل بيان صادر عن وزارة السياحة تلقت وكالة ( أصوات العراق) نسخة منه ، عن مصدر إعلامي قوله إن "مفتشية آثار ديالى ابلغت الهيئة العامة للآثار والتراث أن مجموعة مسلحة مجهولة داهمت، أمس الأحد، موقع (تل أسمر) الأثري وقيدت الحراس المتواجدين في الموقع... وسرقت موجوداته."

وذكر المصدر أن " آلآت ومستلزمات حفر وأدوات أخرى سرقت من الموقع"، موضحا أن الأدوات المسروقة "لاتشكل أهمية تذكر"، لكنه لفت إلى أن مداهمة الموقع الأثري من قبل المسلحين " تعد تجاوزاً واضحاً، وتدخل في إطار تعرض المواقع الأثرية إلى التجاوز والسرقة."

يذكر أن موقع (تل اسمر) يوجد به عدد من المعابد والقصور والتماثيل الأثرية، وهو أطلال مملكة ( اشنونا) الواقعة في نطاق محافظة ديالى، التي تتميز بالتلول الأثرية التي تعود إلى بداية الألف الخامس قبل الميلاد حتى العصور الحضارية المتأخرة. وكانت حضارة (مملكة اشنونا) متأثرة بالحضارة السومرية القديمة والحضارة الآكدية.

فقدان 703 مخطوطة نادرة من مكتبة جامعة البصرة 

كشف مدير إدارة مكتبة جامعة البصرة، أنه بات من المؤكد أن 730 مخطوطة نادرة لا تقدر بثمن، أصبحت في عداد المفقودات من المكتبة المركزية لجامعة البصرة.

وقال فاضل صالح ياسين مدير إدارة مكتبة جامعة البصرة، إن "جميع الجهود المبذولة للبحث عن هذه المخطوطات التي تعتبر ثروة وطنية، باءت بالفشل بسبب عدم وجود أية وثيقة رسمية تثبت تسليمها إلى ما كان يسمى بـ (مركز صدام للمخطوطات) في بغداد بعد انهيار النظام السابق عام 2003."

وأوضح لوكالة (أصوات العراق) ، أن "المخطوطات سلمت إلى المركز المذكور بشكل عاجل وبموجب موافقة مجلس الوزراء آنذاك، إذ سلمت إلى إلى لجنة قدمت من بغداد بعد أن وضعت في صناديق وتم تأمين حماية الطريق للسيارات التي قامت بنقلها إلى بغداد."

وأضاف ياسين أن "اللجنة المذكورة التي يعتقد أنها كانت مكلفة من ديوان الرئاسة السابق بهذه المهمة، لم تسلم رئاسة الجامعة أي إيصال أو كتاب باستلامها وإنها كانت مزودة بقرار صادر من وزارة التعليم العالي آنذاك، ينص على تسليمها المخطوطات بشكل عاجل وعلى الفور لتحقيق فكرة توحيد المخطوطات في مكان واحد وآمن في بغداد والسيطرة عليها."

من جهته قال عبد الجبار عبيد خلف أمين مكتبة أقدم إن "عمر كل مخطوطة من تلك المخطوطات المفقودة لا يقل عن ألف سنة، إضافة إلى ندرتها وان اغلبها كتبت بخط يد مؤلفيها مثل مخطوطة ( الرسالة القشيرية ) لابن هوزان والتي يبلغ عمرها (1010) سنة، وتفسير القرآن الكريم للإمام الحسن العسكري وهي مكتوبة بخط يده ويقدر عمرها بـ( 1000 ) عام، ومخطوطة ( نزهة الطالبين في شهادة الراغبين) لأحمد ابن محمد ابن أبي بكر، ومخطوطة ( أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر المشهور بالمبرد )."

وأشار خلف إلى أن المخطوطات تحمل عناوين متعددة ومختلفة، تتناول شتى العلوم الأدبية واللغوية والفقهية وتعد من الممتلكات الوطنية النادرة .

من جانب آخر ذكر مدير إدارة مكتبة جامعة البصرة أن ( 1860) كتاباً نادراً أصابها التلف تماماً بسبب خزنها في حاويات حديدية منذ انهيار النظام السابق وحتى اللحظة لضيق المكان وعدم اكتمال بناية الجامعة التي شيدت حديثاً بسبب وجود مشاكل بين إدارة الجامعة والشركة المنفذة للبناية .

 وأضاف أن "من بين الكتب المحفوظة في الحاويات الحديدية والتي أصبحت شبه تالفة كتاب ( تنبه الغافلين ) للفقيه الشيخ نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي، وكتاب ( بستان العارفين ) لمؤلف مجهول، وكتاب ( الأشباه والنظائر ) للشيخ زين العابدين بن إبراهيم، وكتاب ( الحكمة ) للشيرازي ويسمى كتاب الشواهد الربوبية مع شروحات في هوامش الكتاب بخط يد المؤلف، وكتاب ( غرائب الاغتراب ونزهة الألباب ) تأليف أبي الثناء شهاب الدين، وكتاب ( ترجمة لحياة السيد احمد الرفاعي )، إضافة إلى كتاب ( أصول الشرائح ) لمحمد توفيق الخديوي، وكتب أخرى تضم عناوين مختلفة وتختص بالعديد من العلوم المعرفية والفقهية."

 المالكي يدعو الفنانيين والمثقفين والاكاديميين الى الاسهام في اعادة بناء بغداد 

دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الفنانيين والمثقفين والادباء والاكاديمين العراقيين الى العودة والمساهمة في اعادة الحركة الفكرية والفنية والثقافية للعاصمة العراقية بغداد لاعادتها للصدارة مجددا.

وقال المالكي في كلمة له بمناسبة الاحتفال بيوم بغداد ان "الاهتمام المكثف ببغداد يعني الاهتمام بكل العراق " مشيرا الى ان هذا العام شهد تخصيص مليار دولار اضافة الى 800 مليون دولار للوزارات والمؤسسات العراقية لاعادة اعمار بغداد. بحسب (كونا).

واضاف ان "عودة بغداد لن تكون بجهد امانة بغداد بل ما اتمناه هو ان تعود بغداد الادب والفن والشعر" مشيرا الى ان ذلك لن يتأتى الا بتضافر الجهود الرسمية والاهلية لاعادة بناءها لتكون منارة للطلب العلم والثقافة.

وافاد المالكي ان كابوسين زالا عن بغداد هما كابوس الديكتاتورية وكابوس الطائفية لافتا الى ان "الشعب العراقي اليوم يفرح لانه نجح في ان يحفظ بغداد من الذين ارادوا لها ان تختطف الى ايام هولاكو".

واضاف اليوم تعود بغداد وهي ترفل بالحياة الحرة الكريمة بعد ان "انتفض العراقيون على كل مظاهر الطائفية ومعالم التفرقة والتمييز ومظاهر القتل والخراب".

مؤتمر (وثائق العرب في الارشيفات الاجنبية) يوصي بحماية التراث العراقي

أوصى مؤتمر (وثائق العرب في الارشيفات الاجنبية) بالعمل على استعادة الوثائق العربية من الخارج كما ناشد المؤسسات الدولية حماية الارشيفات العراقية التي تتعرض للتدمير منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003. بحسب رويترز.

وتضمنت توصيات المؤتمر الذي اختتم أنشطته بالقاهرة مساء يوم الاثنين وشارك فيه على مدى أربعة أيام أكثر من أربعين من رؤساء الارشيفات العربية والاجنبية تشكيل لجنة للتفاوض بشأن الارشيفات العربية "المرحلة والمسلوبة في دور الارشيفات الاجنبية" تمهيدا لاستعادتها.

كما دعا المؤتمر الى "العمل على تقديم كل الدعم للحفاظ على التراث الثقافي والحضاري للاشقاء العراقيين والتوجه الى المؤسسات الدولية المعنية لحماية الارشيفات العراقية لوقف عملية النهب المنظم والتدمير الممنهج لهذه الارشيفات" على مدى أكثر من أربع سنوات منذ غزو البلاد.

وطالب المؤتمر بالعمل على "ترجمة الفهارس والكتالوجات الخاصة بوثائق العرب" في الارشيفات الاجنبية وتقديم كل سبل المساندة من مراكز ودور الارشيف العربية للمحافظة على ذاكرة فلسطين ووثائقها كما تبنى المؤتمر قرارا بتأسيس اتحاد عام للارشيفيين العرب.

نادي الشعر يحتفي بأهزوجة الليمون في بغداد 

 أقام نادي الشعر العراقي اصبوحة شعرية احتفاء بالمجموعة الشعرية الثانية للشاعر العراقي حسين الكاصد، والتي حملت عنوان (اهزوجة الليمون)، وقدم لها رئيس نادي الشعر مروان حمزة.

والقى الشاعر الكاصد على مسامع الحاضرين، في الاصبوحة التي اقيمت في مبنى اتحاد الكتاب والادباء العراقيين في بغداد، مجموعة من القصائد، كان بعضها مستلا من مجموعتيه الشعريتين (حديقة الاجوبة) و (اهزوجة الليمون)، وقصائد اخرى قال انها في طريقها الى النشر.

وتحدث الشاعر مروان حمزة الذي قدم للمجموعة، واصفا اياها باضاءة جديدة في فضاء الشعر العراقي، ومشيدا بالانماط اللغوية التي استخدمها الشاعر للوصول الى مديات ابداعية جديدة، تؤسس لمنجز شعري متميز.

وابدى رئيس أتحاد الكتاب والأدباء العراقيين الفريد سمعان، اعجابه وغبطته لوجود مجموعة واعدة من الشعراء العراقيين بين جدران الأتحاد، مبينا ان "مستقبل الشعر في العراق سوف يفوح شعرا وحبا". معتبرا ان حسين القاصد على رأس هؤلاء الشعراء.

واضاف سمعان "ان القاصد شاعر جيل ومبدع، وهو ليس كغيره من الشعراء، اذ يبتعد عن الطرق المألوفة وله طعم ولون خاص به، وهو ليس نسخة مقلدة عن أحد". واشار الى ان الشاعر" يلتقط الصور ويبتعد عن المألوف ويحاول ان يكون له هويته الخاصة، مما يجله في مقدمة الشعراء الشباب".

وتحدث الناقد عبد الحسين الاعرجي، لوكالة ( اصوات العراق) قائلاً "لقد اعجبت بالمجموعة الشعرية ولفتت نظري من الناحية الموضوعية، وهي صرخة غربة روحية داخل الوطن، تذكرنا بغربة المعري."

واضاف الاعرجي "ان غربة الكاصد تواجهنا منذ اول قصيدة في اهزوجة الليمون، لتستمر الى آخر بيت، متخذا اللغة اداة سوء تفهم، وليست اداة تفاهم" حسب الاعرجي الذي وصف الشاعر بانه يمتلك "مهارة خاصة في رسم الصورة، وقدرة على خلق اسلوب خاص به، مستثمرا التراث العربي والدلالات القرآنية، والقدرة على استخدام الضد." مشيدا " بالجرأة الأدبية في استخدام الألفاظ اللغوية التي تضيف الى قراءة اهزوجة الليمون، متعة فنية تثبت ان القاصد هو شاعر وشاعر."

اما الناقد مزاحم حسين، فقد قال"ان الشاعر تحدى من يقول إن الشعر العمودي قد انتهى وقاوم التراثية الأدبية والشعر الحديث معاً وصاغ ببراعة البنى اللفظية المعقدة بجهده الشخصي". مؤكدا على ان الشاعر "تمكن من ايجاد خلاصه الشخصي الذي يفضي بالخلاص للمجتمع وهو شديد التأمل للذات، وله ضمير موسع وقادر على اخضاع اللغة لأرادته، كما انه بارع في التركيب الصوتي المعقد في اشعاره واستخدام للفاظ لغوية جديدة."

بدوره ابدى الشاعر والناقد جاسم بديوي اعجابه بسطوة الشاعر اللغوية، وقال انه "صنع عالمه من العدم لأن الشاعر مهما كان لايمكن ان يلقب بالشعرية ما لم يخلق عالمه الخاص من العدم، والا اصبح سمكريا يسمكر الأشياء حسب قوالب جاهزة". منتقدا الشعراء الذين "لا يجيدون سوى السطو غير المسلح على الصور والتشبيهات والأجواء ". واضاف "ان الفرق بين مجموعة الشاعر الأولى ( حديقة الأجوبة ) وبين ( اهزوجة الليمون) ان الكاصد كان اكثر جموحا واشد خفة ورسوخا ولعله يحضر لأطروحة اخرى سيطل علينا بها في المستقبل القريب".

ولفت الشاعر عبد الله نجم عبود، الى ان الكاصد "خق من معاناة الآخرين شعرا وتمعن بها بحيث خلق المتلقي الذي يجد معاناته دون ان يبوح بها، لأنه عراقي اصيل استخدم كلماته الشفافة وعبر عن ماهية الانسان بعد ان عاش نكران الذات، اي انه يرى في معاناة الآخرين معاناته الشخصية، وبهذا يحقق ذوبان الذات، والتي هي اساس كينونة الشعر الذي يهز الأنسان".

فيما اشار الشاعر آمد المظفر، الى ان ما يشد الشخص الى قصائد الكاصد "انه يعمل على خلية القصيدة اي لايترك الشيء على علاته، وهو شاعر مجدد في القصيدة العمودية يحافظ على جمالية الشعر في البيت الواحد ويدخل منطقة اللاوعي ويستلهم الفاظه وصوره منها".

وحسين الكاصد، شاعر عراقي اصدر مجموعته الشعرية الاولى (حديقة الأجوبة) عن اتحاد الكتاب العرب عام 2004، واصدر مجموعته الشعرية (اهزوجة الليمون) صيف العام 2006، عن دار غيوم للثقافة والنشر والملتقى الثقافي العراقي في بغداد.وهو من مؤسسي نادي الشعر الذي ظهر الى العلن لاول مرة بعد نيسان 2003.

كاتب عراقي يعلن بيع أدبه لمن يدفع أكثر!

أثار إعلان شاعر عراقي يدعى جميل أحمد بيع موهبته في كتابة الروايات والقصص والقصائد الشعرية والدراسات النقدية لمن يدفع الثمن, حالة من الاستياء في أوساط المثقفين والأدباء الذين انتقدوا هذا المسلك الغريب ووصفوه بأنه ليس أديبا ولا يحمل روح الإبداع الحقيقية, فالأديب الحقيقي لا يتخلى عما يبدعه تحت أي وطأة أو أي ظروف قاسية, لكنهم ألقوا باللائمة أيضا على الأوضاع الصعبة في العراق التي لا تتيح متنفسا للمبدعين والإبداع.

وشكك المبدعون والكتاب في مصر في اسم جميل أحمد, وقالوا إنه اسم وهمي جاء الإعلان باسمه على بعض مواقع (النت) وجاء فيه أنه مستعد لبيع موهبته في كتابة القصص والروايات والقصائد والرسائل الجامعية لمن يدفع الثمن وأنه سيوقع على إقرار بعدم المطالبة بالحق الأدبي.

دلالة الإعلان يراها الأديب يوسف أبو رية أنه يعد أحد تجليات الظروف والأوضاع القاهرة التي تجبر الأدباء في العراق على بيع ثمرة ونتاج وجدانهم الذي لا يقدر بمال, والأمر يشبه بيع الأب أبناءه تحت ضغط الحاجة والعوز, وهذا مما يؤسف له في هذا الزمن.

وأضاف أبو رية أن ما يطلق على نفسه جميل أحمد – ولا أعرف أديبا عراقيا يحمل هذا الاسم - يفتح باب الجدل حول ما يسمى كاتب للإيجار, وكانت هذه القضية قد أثيرت من قبل وطالت أسماء كبيرة مثل إحسان عبد القدوس, كما طالت رؤساء تحرير كبار قيل إن مغمورين هم من يكتبون لهم ولكن ظل كل ذلك في نطاق الشائعات.

الناقد الأدبى الدكتورعبد المنعم تليمة يرى القضية أعمق من قيام أديب ما بالإعلان عن بيع إبداعه لمن يدفع, ويرى أن الأدب بشكل عام فقد قيمته وأصبح الأديب في مكانة متدنية بعد أن كان القائد والحالم الذي يمتلك الرؤى المستقبلية التي تحدد للمجتمع مساراته, وكان الشاعر كزرقاء اليمامة يرى في الأفق ما لا يستطيع غيره أن يراه, مشيرا إلى أنه في ظل تسليع الثقافة والكتاب, أصبحت حياتنا خالية من أي قيمة وأصبح الجميع يبحث عن المقابل المادي, وفي وسط هذا الصراع المادي غاب الأدب والأدباء الحقيقيون وظهرت طبقة الكتاب الذين باعوا أنفسهم وأرواحهم لمن يدفع وانطلاقا من ذلك يمكن اعتبار إعلان الأديب العراقي إعلانا لليأس وفقدانا لأي أمل في إصلاح حال الثقافة والمثقفين.

ويرى الناقد إدوارد الخراط أن ما أقدم عليه الأديب العراقي يعد نوعا من الانتحار المعنوي, وأضاف: رغم إحساسي الشديد بالظروف والأوضاع البائسة التي أجبرته على إعلان ذلك إلا أنني أرفض أن يكون الإبداع هو ثمن الحصول على طعام أو شراب أو مال, وهذا الشاب يشبه من يعلن بيع كليته أو جزء من جسده مقابل بعض المال, وللأسف الصورة أصبحت مقيتة وأصابتني بالكدر ورغم أن تاريخنا الأدبي يحمل مواقف عدة من قيام مفكر بحرق كتبه مثل ابن رشد, لكن هناك اختلافات كثيرة بينهما, فابن رشد كان يعاني ظروفا أخرى, أهمها حرب الكتب في عصره, أما الأمر هنا في حال الأديب العراقي فمحزن ويبعث على الأسى ليس على هذا الأديب - إن كان هناك أديب بهذا الاسم - بل على حال الأدب عامة.

ويتفق العديد من الأدباء والنقاد على إدانة الأديب, وأيضا إدانة من يوافق على عرضه ويرضى أن يشتري منه نتاج ذهنه لكي ينسبه إلى نفسه. فهو أو هم لا يستحقون اسم الأديب وإنما مرتزقة أدب.

ويشير الأديب يوسف الشاروني إلى أن هناك ظاهرة بيع وشراء النتاج العلمي والرسائل الأكاديمية والشهادات الجامعية, وهذا الأمر أصبح معروفا, وهو مرفوض, وظاهرة بيع النتاج الأدبي أمر مرفوض أيضا, لأن هناك قيمة أخلاقية يجب أن تسود, فكيف يبيح كاتب لنفسه أن يؤجر قلمه الإبداعي؟ وكيف يقبل آخر على نفسه أن يصبح كاتباً أو مبدعاً دون أن يكتسب شيئاً من هذه المهارات جميعا؟

ورغم أن ما أعلنه الأديب العراقي يعده البعض نتاجا للأجواء التي يشهدها العراق إلا أن هذا لا يبرر قيام الأدباء العراقيين ببيع حصاد ذهنهم لكي يستمروا في الحياة, وأرى أن إقدام الأديب العراقى على بيع قلمه الإبداعي هو بداية الظاهرة المأساة التي يضيع فيها حقوق المبدعين وتتوه معالم الإبداع, بحيث ما تنتجه قريحة أحدهم تنسب إلى آخر ليس له من الإبداع شيء, وهذا يعبر عن تدن خلقي وفوضى إبداعية لا مثيل لها وتعد خطوة أخيرة للقضاء على ما يسمى الإبداع العربي, لأن كل شيء أصبح قابلا للبيع حتى الأحاسيس والمشاعر.

اختتام فعاليات مهرجان كلاويز الحادي عشر في السليمانية 

أختتمت على قاعة الثقافة في مدينة السليمانية  فعاليات مهرجان كلاويز الحادي عشر، بحضور جمع غفير من الأدباء من مختلف مدن العراق.

وقال نائب رئيس مركز كلاويز للثقافة الذي نظم المهرجان، لوكالة (أصوات العراق) إن "فعاليات مهرجان كلاويز الحادي عشر أختتمت مساء اليوم(الثلاثاء) بحضور رئيس كتلة التحالف الكردستاني فؤاد معصوم، وعضو المكتب السياسي للأتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار المشرف على المهرجان، وتم توزيع الجوائز على الفائزين، وتكريم عدد من المشاركين خلال حفل الاختتام".

والقى كل من فؤاد معصوم وملا بختيار وفاضل ثامر رئيس اتحاد الكتاب والادباء في العراق، كلمات في حفل الاختتام، اشادوا فيه بالفعاليات الادبية التي شهدها المهرجان.

وأضاف كاوى حاجي عزيز "المهرجان بدأء يوم 20 من الشهر الجاري واستمر على مدى سبعة أيام، واشتمل على ثلاثة أقسام (القصة والشعر والبحث الأدبي) وتم تخصيص ثلاث جوائز لكل قسم، قيمة  جوائز كل قسم منها 6 مليون دينار عراقي، اضافة الى توزيع عدد من الجوائز التقديرية لعدد من الشخصيات، بضمنها جائزة تقديرية لأتحاد أدباء العراق".

وتابع حاجي ان "عدد المشتركين في المهرجان بلغ 65 مشاركا في قسم الشعر، و42 في قسم القصة، و25 في قسم البحث الأدبي، كما أستقبل المهرجان عددا كبيرا من الضيوف من مناطق بغداد وجنوب العراق".

يذكر أن مهرجان كلاويز الأدبي والثقافي افتتح في العشرين من الشهر الجاري، كما افتتح على هامشه معرض فوتوغرافي في قاعة متحف السليمانية، ومعرض للكتب في المكتبة العامة بالسليمانية.

ومركز كلاويز الادبي و الثقافي تأسس عام 1996 تحت اشراف مكتب المنظمات الديمقراطية التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني، وله خمسة فروع فى عدة انحاء من اقليم كردستان، ويضم في عضويته نحو 600 كاتب و اديب كردي، و يصدر مجلة شهرية بعنوان (كلاويز الجديد).

محاضرة في إتحاد الأدباء عن "سينوغرافيا القص" 

أقام إتحاد الأدباء في العراق محاضرة عن (سينوغرافيا القص) حاضر فيها القاص والروائي شوقي كريم حسن، وقدم لها الشاعر محمود النمر، وذلك على قاعة الاتحاد في ساحة الاندلس ببغداد.

وتحدث شوقي كريم في بداية المحاضرة، عن انتقال مشهدية المسرح إلى القصة، عبر تطبيقات مشهدية على قصص لكتاب وقصاصين عراقيين مثل القاص محمد خضير، و لطفية الدليمي، والروائي طه حامد الشبيب، اضافة الى الروائيين والقصاصين الشباب مثل ضياء الخالدي وناظم العبيدي واخرون.

وقال القاص شوقي كريم حسن، لوكالة (أصوات العراق) انه "التجأ بعد تحديد علاقة الأجيال القصصية، إلى حد النماذج القصصية الشابة، بالزمان والمكان، الى دراسة ظاهرة تجاوز هؤلاء الشباب لهذين العنصرين، لمعرفة غايتهم من هذا الإهمال،فتوقفت عند حقيقة اعتقدتها موضوعية، وهي إن المكان ونتيجة للوضع الذي نعيشه قد تحول إلى هشيم متشابه، وتوحد الزمان إلى شيء واحد وهو الموت، وهذه التفاتة ذكية من قصاصينا الشباب، عندما عمدوا إلى عدم نقل الواقع نقلا مقرفا وموجعا للنفس البشرية."

وأضاف كريم "أنا متفائل بالقصة العراقية بشكل تام، وأتابع الشباب المبدعين في هذا المجال، واشعر إن هؤلاء الشباب هم المتمم الحقيقي للإرث القصصي العراقي، رغم انني ألومهم كثيرا، فهم لم يفعلوا مثلما فعلنا حيث كسرنا الأبواب وجئنا إلى من سبقونا بقصص وروايات، نريد منهم أن يجيئوا للإتحاد ولنعرف إلى أين تتجه بنا وبهم السفن."

وأشار شوقي إلى إن موضوع السينوغرافيا المشهدية هو الأول من نوعه من حيث الطرح وربطه بواقع العراق، وهو ما دفع البعض الى اتخاذ انماط معينة من الكتابة القصصية. مستحضرا قراءة تاريخية واضحة المعالم لتطور القصة والمسرح العراقيين، ومدى تعلق ذلك بحضور وغياب الزمان والمكان لدى القصاصين العراقيين منذ خمسينيات القرن الماضي.

واوضح شوقي ان جيل الخمسينات اهتم كثيرا بعنصري الزمان والمكان لأنهما من مكونات الواقع، وتقمص القاص الخمسيني معطف الواقعية بشكل حرفي تماما، فهو واقعي (استنساخي). فيما ادرج شوقي قصاصي جيل الستينات تحت بند التاثر بالاخر، وبالكتابات الوجودية، مما فرض على الكاتب ان يجعل بطله منعزلا، لا يهتم بالمكان كثيرا، بوجود مؤثر نفسي يحركه باتجاهات حكائية لا تعني المتلقي  شيئا، كونها جزء من إسقاطات القاص النفسية، حينما يفكر البطل بما يفكر به القاص، غير مكترث بالمكان والزمان.

وبين كريم في محاضرته ما تميزت به القصة السبعينية، وقصة الحرب، بهيمنة المكان والزمان على حركة الشخوص والمؤثرات الوجدانية العامة، وإعطائها دقة عالية في وصف المكان، ورسمه رسما مشهديا يشبه المسرح. ومن ثم شرح شوقي للحضور تواصل اهتمام القصاصين العراقيين بالمشهدية (السينوغرافيا)  إلى حد اللحظة، باستثناء القصاصين الشباب الذين تجاوزوا الزمان والمكان، من خلال بصناعة شخصياتهم داخل دوامات من الفراغ لا تؤدي بالمتلقي إلى تخيل حركة الشخوص، وما الذي يعنيه لهم المكان.

وتخللت المحاضرة مجموعة من المداخلات والأسئلة التي أجاب عنها المحاضر، متحدثا عن تغييب السينوغرافيا القص العراقي الحالي ، وعدم مغادرة قصاصين كبار للزمان والمكان كالقاص محمود جنداري في (مصاطب الآلهة) ومحمد خضير في (المملكة السوداء) وموسى كريدي في قصص مختلفة له.

صدور مجموعة قصصية جديدة للأطفال في بغداد 

عن دار ثقافة الأطفال في العراق صدر للقاص سهيل ياسين مجموعة قصصية جديدة بعنوان (أرنوب والجزرات الثلاث) وهي موجهة للصغار بإسلوب قصصي بسيط.

وهذه المجموعة، هي المطبوع السادس ضمن السلسلة القصصية التي تصدرها الدار التابعة لوزارة الثقافة وضمت ّ قصصا منها "قارع الطبول" و"الشبح الصغير" و"إختطاف كلب".

وقال القاص سهيل ياسين لوكالة (أصوات العراق) "ان فرحة إصدار قصة للاطفال لاتقل أهمية عن إصدار قصة أو كتاب للكبار، فالأطفال هم أول المتأثرين بالأجواء الطارئة على العراق والعراقيين"

وأضاف "الآن توفرت الفرصة للكتابات ذات الطبيعة الحرة، غير المؤدلجة..البعيدة عن ثقافة العنف".

القاص سهيل ياسين من مواليد 1956، يعمل محررا في القسم الثقافي لجريدة الصباح. بدأ كتابة القصة أواسط الثمانينات، نشر له "خطاب عاثر" وهي مجموعة قصصية صدرت عن دار الشؤون الثقافية ولديه مخطوطة بعنوان "مكان آخر" تنتظر الطبع وهي مجموعة كتابات تتعلق بالأحداث التي حصلت في العراق في العقود الاخيرة.

حظر التجوال".. مسرحية عراقية تعرض بمهرجان قرطاج المسرحي

اختار المخرج العراقي مهند هادي شخصيتين هامشيتين من الشارع العراقي ليروي على لسانهما آلآم شعب بأكمله في بلد تغيرت ملامحه وأصبحت فيه أصوات القذائف والقنابل وقرارات حظر التجول من أهم ما تتسم به الحياة اليومية.

وعرضت مسرحية "حظر التجوال" لأول مرة ضمن فعاليات الدورة 13 من مهرجان قرطاج المسرحي بالمسرح البلدي بالعاصمة. بحسب رويترز.

تدور أحداث المسرحية في شارع يغوص في ظلام دامس حيث تتحرك تحت ضوء فانوس خافت شخصيات المسرحية على إيقاع صوت طبل لترسم ملامح المعاناة يعيشها "ملمع أحذية" و"منظف سيارات".

والمسرحية من تأليف وإخراج مهند هادي واداء رائد محسن وسمير قحطان ومن انتاج الفرقة الوطنية للتمثيل.

تتقاسم الشخصيتان الام البحث عن رزق في ظل ظروف قاسية تتسم بانفلات الاوضاع الامنية وتشظي بغداد نتيجة الخوف والصراعات الدينية بين مختلف الاطياف العراقية يتخللها انفجار السيارات الملغومة.

فشخصية ملمع الاحذية التي يؤديها رائد محسن تمثل عذابات فئة من المجتمع العراقي.. فاثر وفاة والدته شعر بالضياع والغربة رغم وجوده في وطنه الذي تغيرت أبرز ملامحه.

وفي 19 مارس اذار 2003 قادت الولايات المتحدة حربا على العراق بعد اتهامه بامتلاك أسلحة للدمار الشامل وغزت البلاد وأنهت حكم الرئيس السابق صدام حسين بسقوط بغداد في ابريل نيسان من العام ذاته قبل أن يتم اعدامه.

وقال المخرج ان هاتين الشخصيتين تختزلان جزءا صغيرا جدا لما يجري لاي عراقي. ورغم جو التشاؤم والرعب واللاجدوى الذي يصل في هذا العرض الى حد العبث فان المخرج هادي مهند اعتمد مسارا فنيا اراد عبره ان يوازن بين تشاؤمية الخطاب الفكري وجمالية خطاب فني ساخر قريب من الكوميديا السوداء.

ساهمت الاضاءة والديكور والموسيقى في استحضار اجواء الحرب والرعب بحيث تتسرب الاضاءة من بين شقوق جدار مليء بالنوافذ لتشير الى ان الامل في الخلاص يبقى قائما مهما استمر الوضع قاتما.

ويعرض خلال الدورة 13 من مهرجان قرطاج المسرحي 63 عملا مسرحيا من 16 بلد عربيا واسيويا وافريقيا. ويكرم المهرجان ايضا الشاعر الفلسطيني محمود درويش.

مسرحية عراقية تدين العنف تعرض في عمان 

عرضت فرقة المدار البصرية للفنون المسرحية في العاصمة الاردنية عمان المسرحية العراقية "فوضى" التي تنقل معاناة العراقيين جراء العنف و"الإرهاب" وسوء الخدمات لمؤلفها الفنان محمد قاسم.

وقال مؤلف وممثل المسرحية الفنان محمد قاسم لوكالة (أصوات العراق) "استلهمت فكرة المسرحية التي عرضت في عمان أمس الاحد من فكرة التجريب والتغريب التي عرفناها من الرائد الألماني بروتولد برشت وأيضا كسر الإيهام، من خلال خلق علاقة بين الممثل والجمهور."

وأضاف قاسم "لم اقم في المسرحية بنقل واقع مدينتي البصرة فقط، بل سعيت لمشاهد مسرحية تمثل مجمل ما يعيشه العراق اليوم."

وعقدت مسرحية "فوضى" على هامش مؤتمر عمان حول ثقافة اللاعنف، الذي تنظمه مؤسسة نوفا التعاونية الإسبانية (منظمة غير حكومية) الذي بدأت أعماله السبت الماضي بحضور ناشطين في مجال  حقوق الإنسان وممثلي منظمات مجتمع مدني عراقية، وممثلي بعض وسائل الإعلام العراقية.

وأوضح مؤلف وممثل المسرحية أن "هذه المسرحية التي أخرجتها فرقة المدار المسرحية سبق وأن عرضت في مدينة العمارة في مهرجان الجنوب المسرحي في شهر آب اغسطس الماضي، ولأننا جئنا الى عمان لحضور مؤتمر عن اللاعنف، كانت الكلمة التي وجهتها للجمهور، أننا يجب أن نرفض القتل في العراق مثلما ورد في المسرحية، لإن رؤية مشاهد الموت المجاني والجثث صارت معتاد عليها جدا."

وتابع قاسم انه من خلال النص "قمت بتمرير صورة غاية في البشاعة تهز النفس الإنسانية حينما تتقبل أنباء الموت بشكل طبيعي وعلى نحو غير مفاجيء، ونحن نعلم إن الموت هو نهاية الإنسانية في ابسط المفاهيم الجمالية التي تعلمناها منذ الصغر، إنها مفارقة تحمل الكثير من الألم والحزن."

وحول خاتمة المسرحية، قال المؤلف "رأيت إن أفضل ما أختتم به هذا العرض هو جزء من نص للشاعر كاظم الحجاج يقول فيه : يارب ...امسح موت الأطفال من التأريخ، أعد وجه الإنسان إلى المرآة، أطفيء بركان الحرب وأوقد للخبز التنور، أعد هذا الكون لزمان الأزمان قبيل البارود، ما قبح وجه الكون سوى البارود."

والفنان محمد قاسم من مواليد البصرة عام 1979 حاصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة – قسم الإخراج المسرحي وبكالوريوس فنون جميلة – قسم الإخراج المسرحي، يترأس الآن فرقة المدار البصرية للفنون المسرحية، وعضو في جمعية السياب للثقافة والفنون في البصرة، وهو عضو في نقابة الفنانين العراقيين في بغداد منذ عام 1997.

حديث طائر الرماد .. معرض تشكيلي على قاعة مدارات في بغداد 

أقيم على قاعة مدارات للفنون التشكيلية في بغداد معرضا تشكيلياً للفنانة التشكيلة زينة سالم محسن حمل عنوان (حديث طائر الرماد)، حضره العديد من اساتذة الفن التشكيلي وفنانوه وطلبة اكاديمية الفنون التشكيلية المهتمون بهذا النوع من الفن .

وقالت الفنانة زينة سالم، لوكالة (اصوات العراق)، ان المعرض "جاء في مديات فنية، اكثر انعتاقا سطوة المدارس الفنية الكلاسيكية، رغبة مني في تقديم لوحات تعتمد على التناسب بين الألوان، والاعتماد على طريقة الكولاج المطعمة بالهوية العربية التي بدت ظاهرة للعيان من خلال التشكيل الحروفي  الذي يعتمد على هيئة خط الكوفي."

وتضيف زينة "تجربتي تعتمد على تنظيم الكتل اللونية الموجودة في اللوحات فضلاً، عن التناسب اللوني الذي يعتمد على اللونين الأساسيين وهما الأسود والأبيض، ليعطيا لونا اخراً هو الرمادي، يكتمل به منطلق المعرض وتسميته وهو (أحاديث طائر الرماد)".

النقاد الذين حضروا المعرض، تباينت آراءهم بين من يرى ان في المعرض أفكاراً جديدة ورؤى تستحق الإعجاب، وبين من يرى انه معرض بسيط لا يرقى الى التجربة العراقية في الفن التشكيلي .

يقول ضياء مصطفى (تدريسي)، ان هذا المعرض "يمثل مغامرة جميلة تتمثل في الأدوات المتنوعة التي استخدمت في اللوحات، وهي تمنح الفنانة تجربة جيدة تبدو اكبر من عمرها أو على الأقل قياسا إلى عمرها ممتازة جداً." داعيا النقاد إلى "تجاوز عقدة الرواد والشباب وعدم نقد أعمال الشباب بحدية وقسوة، ومعاملتهم على أساس خبرة الرواد، لان الشباب هم لبنة البناء القادم."

رئيس جمعية المصممين العراقيين جميل رماح قال "احتوى المعرض على موضوعة المزاوجة بين الطرح الفكري الفني للمدارس الأوربية، ويحق لنا أن نسمي ما خرجت به زينة سالم مدرسة عراقية." ويضيف "أعمال الكولاج التي احتوتها لوحات المعرض تقوم على المزاوجة بين النص العربي مع فكرة الكولاج التي تنتمي للمدارس الأوربية، حيث نشاهد مقاطع من الصحف الأجنبية والعربية مع الحروفيات التي تستخدمها مجتمعة في بعض أعمالها."

 أحلام حسين الطالبة في قسم الفنون التشكيلية، لم تذهب بعيداً عن ذلك فهي ترى ان في المعرض "أفكاراً غريبة، حيث يشكل شكل الرأس في معظم الأحيان من الكولاجات المأخوذة من الأخبار الصحفية، مما يدلل على أن الإنسان العراقي وطيلة هذه الأربع سنوات كان ضحية الإعلام المريض الذي استهدف أبناء العراق."

وتشير أحلام على الرسالة التي وجهتها الفنانة في معرضها قد وصلت لأنها شعرت بالفاجعة من خلال تناسق اللونين الأسود والأبيض ليشكلا اللون الرمادي، وهو الرماد الذي احرق طائر المدينة، الإنسان الفنان الذي تشير كل اللوحات إلى انه كالعنقاء سينهض من هذا الرماد."

أما الناقد التشكيلي الدكتور جواد الزيدي فرأى في المعرض "مجرد تجربة بسيطة". ويضيف "المعرض تجربة لا تستحق الإشادة بها، علينا أن نشخص الأخطاء الأسلوبية والفكرية وحتى التكنيكية التي تبدو واضحة جداً للعيان." مشيرا إلى أن الفنانة كان بإمكانها أن تشتغل على مساحات أخرى تقدم لها فضاءاً أكثر حرية من الفضاء التي استخدمته في هذا المعرض.

الموافقة على إعادة عرض مسرحية "حلم في بغداد" في تونس 

  وافقت الهيئة التحضيرية لمهرجان قرطاج المسرحي الدولي الحادي عشر على إعادة عرض مسرحية (حلم في بغداد) في مسابقتها الأساسية وذلك بعد النجاح الذي حققته خلال عرضها في المهرجان.

وقال مخرج مسرحية حلم في بغداد انس عبد الصمد، لوكالة ( أصوات العراق) إن " المسرحية حصلت على موافقة الهيئة التحضيرية لمهرجان قرطاج المسرحي، لإعادة عرضها في المسابقة الأساسية للمهرجان استجابة لرغبة الجمهور التونسي الذي كان حضوره واسعا عندما عرضت المسرحية  يومي الرابع والخامس من الشهر الجاري."

يذكر أن مسرحية حلم في بغداد هي احدى المسرحيات التي شاركت هذا العام في مهرجان قرطاج الدولي إلى جانب مسرحيتي "حظر تجوال" و "نساء لوركا."

وقال عبد الصمد ان "المسرحية عرضت ضمن المسابقة العامة للمهرجان الذي انطلق في الثلاثين من الشهر الماضي، ونالت إعجاب نقاد المسرح العربي المشاركين في المهرجان واعجاب الجمهور التونسي."

وأشار إلى أن العديد من القنوات الفضائية التونسية وغيرها من المؤسسات الإعلامية التونسية نفذت معه ومع ممثلي العرض المسرحي العديد من اللقاءات الصحفية خلال فترة وجودهم في العاصمة التونسية.

وأضاف عبد الصمد أن المسرحية نالت استحسان الجمهور التونسي، واعدوه مفاجأة المهرجان كونها تعتمد على أسلوب البانتومايم والتشكيل الجسدي كلغة لإيصال الأفكار التي أرادت المسرحية إيصالها إلى الجمهور وهذه طريقة مميزة في العرض المسرحي.

ابو زيد الافكاني ناقد ومسرحي قال إن " المسرحية أعطت صورة جديدة للمسرح العراقي، لم نكن نعرف أن المسرح في العراق متطور الى هذا المستوى وابدى اعجابه بالمسرحية وبالاداء الرائع للفنانين المشاركين فيها."

ومن جانبها اشادت الاعلامية التونسية ليلي بو عليان بالعرض المسرحي والاداء العالي للممثلين مشيرة إلى ان "الأفكار التي يحملها العرض إنسانية ولا تتعلق بالواقع العراقي فقط."

وتأتي مشاركة مسرحية حلم في بغداد بدعم من مؤسسة المدى الثقافية إضافة إلى مشاركة دائرة السينما والمسرح بمسرحيتي (نساء لوركا) و(حظر تجوال).

البيت الثقافي يقيم مهرجانا لتكريم المبدعين العراقيين 

كرم البيت الثقافي العراقي ، وهو واحد من منظمات المجتمع المدني عددا من الشخصيات الثقافية والإعلامية والاجتماعية والسياسية والعاملين في الدولة .

وقد أقيم مهرجان التكريم برعاية د.احمد الجلبي رئيس لجنة الحشد الشعبي لدعم  خطة فرض القانون  ولجنة ورئيسة لجنة منظمات المجتمع المدني في مجلس النواب آلا الطالباني.

في بداية المهرجان القى الجلبي كلمة أشار فيها الى  " أننا جميعا بحاجة لبرامج حقيقية وواقعية ،وأولها في المجال الاقتصادي والعمراني ،فكيف لا تجد أعمال المبدعين ومنجزاتهم مطمورة ،في أجواء كهذه. "

وأثنت رئيسة لجنة منظمات المجتمع المدني في مجلس النواب ، النائبة ألا الطالباني على جهود البيت الثقافي العراقي الذي هو تعبير عن مصداقية العاملين في دعم وتطوير الكوادر الخلاقة التي تساهم في بناء العراق اليوم

وفي كلمة للبيت الثقافي العراقي قال الشاعر علي المطيري "أقمنا هذا المهرجان لنقول إن المجتمع المدني حاضر وهو وردة تتفتح يوما بعد يوم " بعدها سلم د.أحمد الجلبي ،للمبدعين الذين جرى تكريمهم درع البيت الثقافي .

ومن بين الذين جرى تكريمهم مثقفين وإعلاميين ورجال دولة وشخصيات سياسية وشعبية  وممثلين لمنظمات مجتمع مدني.

ثم قرئت قصائد لكاظم إسماعيل كاطع قصيدة ،عارف الساعدي ،مجاهد أبو الهيل،ثم غنى الفنان فاضل المياحي أناشيد وأغان مختلفة.وفي نهاية المهرجان قدم البيت الثقافي العراقي حصان الحرية ل د.أحمد الجلبي.

 وقال الشاعر والإعلامي يوسف المحمداوي لوكالة "أصوات العراق ":"هذا التكريم يمثل لي حافزا للارتقاء بالخطاب الإعلامي العراقي  نحو المهنية  والحيادية الدائمة. "

في حين قال المشجع قدوري " هذا يوم لن أنساه أبدا رغم إن البعض ينسانا ونحن نحمل اسم العراق في كل محفل عربي وأسيوي ودولي."

وقال الكتبي نعيم الشطري " هذا التكريم يأتي كرسالة للعالم كله ،إن ديمومة الحياة العراقية ،لا يمكن أن يوقفها شيء ،فشارع المتنبي نهض من رماده ،وبغداد تستعيد شيئا فشيئا عافيتها ."

والبيت الثقافي العراقي ،إحدى منظمات المجتمع المدني الثقافية ،التي تأسست  في عام 2004 وأقامت عدة نشاطات ثقافية في بغداد والمحافظات الأخرى وتضم في عضويتها شعراء وكتاب وصحافيين و فنانين عراقيين .

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29 كانون الاول/2007 - 17/ذو الحجة/1428