سوق السلاح  في الصومال عَرضٌ مثير للدم والتجارة

شبكة النبأ: تحت مظلة الموت ورائحة البارود تجري الحياة المتعثرة بخطوات مدماة بوابل الموت وخزي المجاعة التي تدفع بالمئات يوميا للهجرة عن هذه الدائرة النحسة دائرة الخوف والرعب وهي دائرة واسعة تتخطى سوق البكارة (السلاح) لتمتد في خارطة الصومال شرقا وغربا.

فعثمان محمد يتوجه كل يوم الى سوق البكارة مدفوعا بالحاجة لكسب رزقه متحديا انفجارات القنابل والهجمات بقذائف المورتر والاغتيالات في أكثر المناطق خطورة بالعاصمة الصومالية مقديشو.

ويجد محمد وغيره من التجار الصغار أنفسهم على خط النار في الوقت الذي يقاتل فيه متمردون اسلاميون الحكومة الصومالية المؤقتة والجيش الاثيوبي المتحالف معها بتنفيذ هجمات بالقنابل التي تزرع على جوانب الطرق واطلاق قذائف المدفعية واغتيال مسؤولين.

وأصبح السوق من بؤر الصراع، وقتل مالا يقل عن تسعة أشخاص هناك في هجوم بالمورتر خلف أشلاء الجثث غارقة في برك من الدماء.

وكان معظم ضحايا الهجوم يشترون الهدايا بمناسبة عيد الاضحى، لكن الهجوم الذي ألقيت مسؤوليته على عاتق المتمردين الاسلاميين كان مجرد أحدث حلقة بالنسبة لسكان منطقة البكارة وتجار السوق الذين اعتادوا على مسلسل أعمال العنف التي تقع بشكل شبه يومي.

وقال محمد لرويترز في السوق المزدحم بينما كان يجلس خارج متجره الذي يبيع أدوات التجميل في اليوم السابق شاهدت رجالا مسلحين بمسدسات وهم يقتلون رجلا بالرصاص.

..أصبح الامر عاديا بالفعل، أعلم أنني أعمل في منطقة خطرة لكن ما باليد حيلة... مصدر رزقي يعتمد على عملي هذا.

وفي كل مرة يندلع فيها قتال في البكارة المعروفة بسوق السلاح الكبير بها في الهواء الطلق يلوذ التجار والزبائن على حد سواء بالفرار ويقول التجار ان بعض المتاجر تتعرض للنهب في غيابهم.

وقال محمد أثناء مرور مجموعة من جنود الحكومة في دورية وقد بدا عليهم التأهب .. الحياة ليست بسيطة هنا، لابد أن تصمد من أجل اطعام عائلتك.

وتفحص الجنود الذين كانوا يحملون بنادق من طراز ايه كي-47 وجوه العابرين بقلق بحثا عن المتمردين الذين عادة ما يخبئون مسدساتهم وقنابلهم تحت ثيابهم.

وفي منطقة أخرى من السوق كان حسين علي حسين يساوم ثلاث نساء محجبات في متجره لبيع الملابس.

وقال: هؤلاء كن أولى زبائني منذ أمس...التجارة تدهورت لان الكثير من الناس يهربون من القتال بين الجنود والمتمردين، والآن أسعى جاهدا لاقناع العدد الضئيل من المشترين اللذين يأتون هناك بشراء شيء على الاقل.

وتقول حوا هيرسي محمد وهي أم لاربعة اولاد  تبلغ من العمر 45 عاما انها كانت على وشك اغلاق متجرها لبيع الاطعمة والحلويات بعد أن وجدت نفسها وسط اشتباك عنيف قبل ذلك بيوم.

وقالت لرويترز، بدأت الانفجارات والمعارك المسلحة بمجرد أن ترجلت من الحافلة. اضطررت للركض بعيدا كي أهرب من تبادل اطلاق النار.

وفي الشهر الماضي فرت عائلتها من المدينة وانضمت لمئات الالاف من النازحين الذين لجأوا لمنطقة أفجوي الى الجنوب، وتقطع حوا يوميا مسافة 30 كيلومترا لتصل الى السوق.

وأضافت.. أفكر في التوقف عن العمل هنا، اذا أتيت الى البكارة فلا تفكر في العودة حيا.. بل ان الوضع هنا بات أخطر من أي وقت مضى.

ورغم انعدام الأمن يظل الصوماليون أصحاب العمل هم الأوفر حظا، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد في الشهور الاخيرة وأثر ذلك تحديدا على السكان المحليين الذين يقيمون أودهم بالاستجداء أو بأداء أعمال غير منتظمة.

ويجنى مادي ادن عليو وهو أب لخمسة.. قروشا قليلة باستخدام عربة يدفعها بيده لنقل البضائع حول السوق المترب.

ويقول، أجني 23 شلنا صوماليا (نحو دولار أمريكي) في اليوم اذا حالفني الحظ...لا أملك سوى شراء نصف كيلو من الأرز وبعض حبات الطماطم، وفي بعض الاحيان لا أحصل على أي شيء لو وقعت أعمال عنف هنا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 19 كانون الاول/2007 - 8/ذو الحجة/1428