تقرير الـCIA المثير للجدل هل يمهد لولادة حلف جديد؟

شبكة النبأ: لا تزال تداعيات التقرير الذي يمثل بعض الأمل في تهدئة الصراع الامريكي الايراني الذي ما خبت جذوته منذ اكثر من عشرين عاما، بل وراح بعض المحللين يشير الى ان التقرير ما هو الا خطوة اولى في طريق اقامة تطبيع يصل لحد التعاون الاستراتيجي بين امريكا وايران.

وقال الرئيس الايراني أحمدي نجاد إن صدور تقرير المخابرات الامريكية الذي يفيد بأن ايران أوقفت برنامجا للتسلح النووي في عام 2003 كان "ايجابيا" ودعا واشنطن لاتخاذ مزيد من الخطوات لانهاء نزاع  مستمر منذ أعوام.

ولكن أحمدي نجاد قال أيضا للولايات المتحدة والقوى العالمية الاخرى التي تتباحث، ان فرض مزيد من العقوبات بسبب برنامج ايران النووي لن يكون له أساس قانوني وان ايران لن توقف نشاطها النووي.

وأبلغ نجاد حشدا في الاسبوع الماضي بأن صدور تقرير تقديرات المخابرات القومية الامريكية الذي أفاد بأن ايران أوقفت برنامج التسلح النووي عام 2003 كان "نصرا" لإيران. بحسب رويترز.

وكانت تصريحاته أكثر عمقا وجاءت قبل عقد مزيد من المحادثات بين مسؤولين أمريكيين وايرانيين في بغداد لبحث أمن العراق.

وأضاف، تقديرنا أن هذا (التقرير) خطوة ايجابية وخطوة للامام واذا اتخذوا خطوة واحدة أو أكثر سيكون الوضع مختلفا تماما.. سيكون الطريق ممهدا لحل القضايا الاقليمية والدولية.

وما زالت واشنطن تضغط باتجاه فرض مزيد من العقوبات على ايران على الرغم من تقرير المخابرات الامريكي الذي أفاد أيضا بأن طهران ما زالت تطور المهارات اللازمة لصنع أسلحة نووية. وقال الرئيس الامريكي جورج بوش ان ايران ما زالت تشكل خطرا.

وقال نجاد الذي درج على انتقاد الولايات المتحدة ان عرض اجراء مناظرة عامة مع بوش ما زال قائما. وأثار في الاونة الاخيرة الفكرة قبل الجمعية العامة للامم المتحدة التي عقدت في سبتمبر أيلول. وكانت واشنطن قد رفضت مثل هذه المقترحات في الماضي.

وتابع أحمدي نجاد، أعتقد أن أيا من الاجراءات المماثلة (الخاصة بالعقوبات) فقدت أساسها القانوني.. كما رأينا أن التهديدات لا تفيد.

وتصر ايران على أن برنامجها النووي سلمي وهدفه توليد الكهرباء. وتقول انه لم يكن لديها برنامج للتسلح النووي قط. وقال أحمدي نجاد انه اذا درست أجهزة المخابرات الامريكية الامر عن كثب فستتوصل الى هذه النتيجة أيضا.

وأشار الى أن أي خطوة لفرض مزيد من العقوبات قد قوضها تقرير المخابرات الامريكي. كما أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن ايران تتعاون في الاجابة على الاستفسارات بشأن خططها النووية.

وأضاف، ماذا ستكون نتيجة (العقوبات).. ستكون كما هو الحال اليوم. أجرينا جولتين من العقوبات فماذا حدث.. لا شي.

وسئل الرئيس الايراني عن رد فعل ايران ازاء فرض مزيد من العقوبات فقال، الامة الايرانية قادرة على الدفاع عن مصالحها وفقا للقرارات التي تتخذها.. الامة الايرانية تتخذ قراراتها. وأضاف، حان الوقت كي يغيروا سلوكهم.

وقالت جماعة معارضة ايرانية في الخارج لصحيفة وول ستريت جورنال إن ايران أوقفت برنامج تسلحها النووي في العام 2003 لكنها استأنفته بعد ذلك بعام غير أنها وزعت المعدات لتضليل المفتشين الدوليين.

وسئل الرئيس الايراني عن هذا الاتهام فقال، لا يمكن أن تكون هذه الجماعة أساسا لمعلومات صحيحة. والجماعة هي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وهي التي فضحت برنامج الوقود النووي الايراني في العام 2002 ولديها سجل متباين من حيث الدقة بخصوص مزاعمها المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني.

وقالت الصحيفة ان الجماعة تعتقد أن تحليلا أمريكيا حديثا يعطي الانطباع الخاطيء بأن برنامج ايران النووي لا يمثل تهديدا عاجلا.

التقرير:ايران لا تمثل خطرا وشيكا

من جهة ثانية أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء ‌الدين بروجردي، أن اعتراف أجهزة الاستخبارات الأمريكية بالطابع السلمي لأنشطة إيران النووية، يثبت صدق تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

هذا ومن المتوقع أن يعقد دبلوماسيون من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لقاء لمناقشة مسودة مشروع لفرض عقوبات دولية على طهران.

وإذا ما أقر مجلس الأمن الدولي مثل هذا المشروع، فإن هذه العقوبات ستكون الثالثة التي تفرض على إيران جراء عدم استجابتها للمطالب الدولية بوقف تخصيب اليورانيوم.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، أكدت قبل نحو أسبوع، أن الإدارة الأمريكية ستواصل ضغوطها للتوصل إلى قرار دولي جديد بفرض مزيد من العقوبات ضد الجمهورية الإيرانية الإسلامية، لثني الأخيرة عن مواصلة برنامجها النووي.

موقف رايس أعلنته في مؤتمر صحفي خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسيل.

واشنطن قررت إقامة محور أمريكي - سعودي - إيراني

وفي تحليل مثير ادّعت مصادر صحفية إسرائيلية ان إدارة الرئيس بوش تحاول هذه الأيام إقامة محور سعودي أمريكي إيراني على حساب إسرائيل وبقية حلفاء أمريكا في المنطقة.

ونقلت المصادر الصحفية الإسرائيلية عن من أسمتهم (مصادر خاصة في واشنطن والرياض) ان جورج بوش استخدم مؤتمر انابولس للتغطية على خطوات التفاهم الجديد مع إيران مضيفة بان السياسة الأمريكية تقوم على خمس ركائز أساسية هي:

1- توقف إيران تزويد رجال حرب العصابات العراقيين بالأسلحة والعبوات الناسفة التي تستخدم في قتل الجنود الأمريكيين.

2- تصدر إيران تعليماتها لحزب الله من اجل تسهيل عملية انتخاب رئيس لبناني جديد على ان يحفظ للحزب مكانا مركزيا في الحكومة اللبنانية الجديدة.

3- وقف تدفق الأسلحة والعبوات الإيرانية الى أفغانستان.

4- يجري الطرفان الأمريكي والإيراني من خلال القناة السعودية مفاوضات حول مواضيع الخلاف بينهما.

5- وعد أمريكا لإيران بتراجع الولايات المتحدة عن الاتهامات التي أطلقتها بخصوص البرنامج النووي الإيراني.

وحسب المصادر فان الصفقة التي يجري الحديث عنها قد تفسر إسراع الولايات المتحدة في نشر التقرير الاستخباراتي الأخير حول البرنامج النووي الإيراني والذي ناقض جميع التقريرات السابقة التي بنت عليها الإدارة الأمريكية سياستها حيال إيران كما وتوضح صورة العاهل السعودي وهو يدخل الى قاعة مؤتمر قمة التعاون الخليجي ممسكا بيد الرئيس الإيراني احمدي نجاد فيما استقبلهم الحضور بالتصفيق الحار. ولخصت المصادر الإسرائيلية التطورات التي أعقبت انتهاج أمريكا لسياستها الجديدة بست نقاط هي:

1- تعزز موقع الرئيس الإيراني الداخلي وزيادة قوة ونفوذ حرس الثورة بعد انتصارهم النووي بعد التقرير الأمريكي.

2- إعلان روسي بعد 24 ساعة من صدور التقرير الأمريكي حول استعداد روسيا لاستكمال بناء مفاعل بوشهر وتزويد إيران بالوقود النووي اللازم لتشغيله.

3 ـ لبنانيا، فتح حزب الله الطريق أمام انتخاب قائد الجيش المصنف من المؤيدين لسورية والداعمين لحزب الله رئيسا للجمهورية.

4- انخفاض احتمالية إقدام مجلس الأمن على تشديد العقوبات المفروضة على إيران.

5- استجلاب قادة حماس والجهاد الإسلامي الى دمشق التي سيصلونها نهاية الأسبوع الجاري بهدف البحث في وقف إطلاق النار والامتناع عن إطلاق الصواريخ ضد أهداف إسرائيلية.

6- لأول مرة منذ 16 عاما قررت روسيا إرسال سفن حربية الى منطقة البحر المتوسط.

واختتمت المصادر الصحفية قولها بان المحور السياسي الأمريكي السعودي الإيراني الجديد هو ثمن يجب ان تدفعه إسرائيل لفشلها العسكري والسياسي في حربها الاخيرة على لبنان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 16 كانون الاول/2007 - 5/ذو الحجة/1428