في ظل عدم الإستقرار في العراق: تزايد المشكلات الأسرية والأجتماعية يلقي بظلاله على حقوق المرأة

شبكة النبأ: تواجه النساء العراقيات مشكلات كبيرة أسرية واجتماعية ناجمة عن  انعدام الامن في مناطق مختلفة من البلاد فضلا عن عدم توفر فرص العمل اللازمة للمرأة لتوفير ما تحتاجه أسرتها لمن فقدت عائلها، ليزيد كل ذلك شعورها بعدم الرضا لما يمكن ان يكون قد تحقق لها في مجال حقوق الانسان في العراق.

فمن جانبها اعتبرت  ميسون الدملوجي عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية في تصريحات لوكالة ( أصوات العراق) ان " المرأة العراقية حصلت على بعض الحقوق من الناحية النظرية ،اما من الناحية العملية فإنها خسرت كثيرا اجتماعيا واقتصاديا."

وأوضحت الدملوجي " اعتقد ان مكانة المرأة تراجعت كثيرا عما كانت عليه قبل عام (2003) ،صحيح انها حصلت على بعض التشريعات في البرلمان التي  ضمنت لها مثلا ولاول مرة  منح جنسيتها لابناءها ،كما منحتها  بعض المقاعد في البرلمان ،الا انها  تبقى كلها امور نظرية تحتاج لسنوات من اجل ان تثمر نتائجها."

وأضافت ان " اوضاع المرأة الان سيئة اقتصاديا " موضحة أنه رغم زيادة الرواتب الا ان فرص حصول المرأة على عمل قليلة  وان تحسين مستواها الاقتصادي مرتبط ببدء عجلة  الاعمار وتحسن الوضع الامني."

واشارت الى ان مستقبل المرأة العراقية "سيكون مشرقا للاجيال القادمة ربما  لان الحركة النسوية  التي جئنا منها والتي عمرها ( 80) سنة تناضل الان من اجل تحسين وضع المرأة  في المستقبل."

 اما النائبة  البرلمانية ايمان الاسدي عن  قائمة الائتلاف العراقي الموحد فقد اختلفت مع الدملوجي معتبرة ان المرأة قد حققت الكثير ,وانها تتمتع بحقوق الانسان في العراق بعد عام (2003).

وقالت الاسدي في اتصال هاتفي مع ( أصوات العراق)ان " المرأة العراقية حققت الكثير من الانجازات  بعد عام (2003) على صعيد حقوق الانسان كونها اصبحت لها الحرية الكاملة للتعبير عن رايها  ضد اي سلطة من السلطات الثلاث (التشريعية ،والتنفيذية ،والقضائية) ،كما انها حصلت على  وظائف في الدولة لم تكن لتحصل عليها من قبل."

وأضافت  "اعتقد ان الامر عائد لها في تحقيق ذاتها وتحدي الوضع الحالي ، فنحن نرى عديد من الناشطات النسويات اللائي يمارسن عملهن بتحد للاوضاع الراهنة."

واكدت ان البرلمان يحرص على تشريع القوانين التي تخدم  حقوق الانسان للمراة ،فقد شرع البرلمان قانون منح الراتب مع الاجازة لثلاث اشهر للمرأة المتوفى زوجها ، كما انه بصدد التصويت على مشروع قانون المراة بلا معيل " وهذه كلها قوانين  تصب في خدمة حقوق الانسان للمرأة."

 وعما اذا كانت المرأة تتمع بحقوق الانسان في العراق ، قالت المواطنة شيماء حسين (31) عام ربة بيت وارملة "انا اسمع عن شي اسمه حقوق الانسان ،الا اني  لا اتمتع به خصوصا بعد 2003 وبعد ان فقدت زوجي عندما خرج ولم يعد للبيت واصيحت مسؤولة عن اعالة  ثلاث اطفال."

واضافت " انا استيقظ في الصباح الباكر لاقوم  بخياطة الملابس للناس جراء اجر زهيد لا يكفي لشراء  الطعام والمشتقات النفطية التي اصبحت اسعارها مرتفعة اضافة لشحتها."

ونتيجة لمقتل الكثير من أرباب الأسر من الرجال  باعمال العنف في العراق اضطرت النساء الأرامل وأغلبهن تتراوح اعمارهن بين(20 و 30 عاما إلى الخروج والبحث عن فرصة عمل لاعالة  اسرهن.

المواطنة زينة حسن (35) سنة موظفة  قالت لـ ( أصوات العراق) " انا اشعر اني فقدت حريتي بعد عام 2003كوني لم اعد استطيع ارتداء ما يحلو لي من ملابس بسبب المد الديني الذي غزا العراق بعد الاحتلال الامريكي."

وأضافت " اجبرت على ارتداء الحجاب ،كوني اسكن بمنطقة شعبية تسيطر عليها المليشيات  الدينية."

 وأشارت إلى أن " كثيرا من النساء في العراق يتعرضن الى  القتل بحجة  (جرائم الشرف ) كما حدث  في منطقة شيخان التابعة لمحافظة الموصل (شمالي العراق) في وقت سابق من العام الحالى ، عندما تم قتل الفتاة دعاء الايزدية على يد اهلها رجما بالحجار كونها تزوجت من مسلم."

ومن جانبها قالت المواطنة ليلى محمود(40) سنة  مدرسة " تتعرض العديد من النساء في العراق للقتل تحت حجة (جرائم الشرف ) ،كما تتعرض الى العنف من قبل الزوج او الاهل الاخ او الاب مما قد يدفعها للانتحار دون ان تعلن عن هذه الحالات."

وأضافت ان " مسألة العنف ضد المرأة لا يمكن معالجتها خلال وقت قصير، وإنما تحتاج إلى خطة بعيدة المدى من خلال توعية المواطنين."

وأضافت "  انا أدعو وزارة التربية للتصدي بجدية لظاهرة العنف ضد النساء من خلال المناهج المدرسية."

نساء البصرة يخشين موجة من عمليات القتل

قال قائد شرطة مدينة البصرة العراقية الجنوبية ان نساء المدينة يعشن في خوف بعد مقتل أكثر من 40 امرأة والقاء جثثهن في الشوارع في الاشهر الخمسة الماضية بسبب سلوكيات يعتبرها البعض غير اسلامية.

وكتب تحذير باللون الاحمر على جدار يحذر النساء من وضع مساحيق التجميل أو الظهور في مكان عام دون غطاء للرأس ويتوعدهن بعقاب شديد. بحسب رويترز.

ويقول التحذير "نحذر من السفور والتبرج ومن يخالف سوف يتعرض للقصاص. اللهم اشهد انا بلغنا." وتعتقد النساء في هذه المدينة الشيعية ان متشددين اسلاميين وراء عمليات القتل ويقلن انهن يخشين الخروج دون ارتداء الحجاب.

وقال اللواء عبد الجليل خلف قائد شرطة البصرة "بعض النساء قتلن مع اطفالهن. واحدة مع طفلها البالغ عمره ست سنوات وطفل اخر عمره 11 سنة."

وقال خلف الذي أرسل الى البصرة ثاني أكبر مدينة عراقية في يونيو حزيران الماضي بتفويض بمكافحة الجريمة بقوة انه لا يعرف من وراء عمليات القتل لكنه تعهد بالامساك بهم.

وقالت ريتا انور (27 عاما) وهي مسيحية انها تفكر في ترك البصرة وربما العراق كله. وأضافت "لا يمكن ان تصدق.. أنا في بعض الاحيان ارتدي الحجاب. امر مرعب ان ترى على الجدران تلك الكتابة باللون الاحمر وهي تهدد النساء السافرات بالقتل."

وخلال فترة حكم الدكتاتور صدام الذي كان يقمع الاسلاميين كانت العراقيات في مناطق الحضر من بين من تتمتعن بدرجة من الحرية فيما يتعلق بالملبس.

وانتشر نفوذ الاسلاميين المحافظين منذ أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 بحكم صدام. وأدى ذلك الى انتشار التفسيرات المتشددة للاسلام في العديد من مناطق العراق.

وأطلعت شرطة البصرة رويترز على صور لنساء عثر على جثثهن وعليها مذكرات تتهمهن بالزنا وجرائم شرف أخرى.

كانت احدى الصور لحياة جاسم (45 عاما) التي عثر على جثتها وبها طلقتا رصاص في البطن. وأخرى لامرأة مجهولة في الثلاثينات من عمرها عثر عليها مقتولة ومعصوبة العينين.

وقال خلف وهو يجلس الى مكتبه وخلفه علمان للعراق "هذه الجرائم لم يبلغ عنها أي من ذويهن أو اقربائهن خوفا من الفضيحة ومن تهديد هؤلاء القتلة."

وقالت مجموعة من زعماء العشائر الشيعية لرويترز في أكتوبر تشرين الاول، ان الاحزاب السياسية الشيعية تفرض قواعد اسلامية متشددة في المحافظات الجنوبية وتستخدم اتباعها المسلحين في خلق حالة من الخوف.

وقال الشيوخ الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ان السلوكيات المحافظة بلغت حد انه لم يعد مسموحا الا بسماع الاناشيد الدينية في الاماكن العامة التي منع فيها الرقص وشرب الخمور.

وشهدت البصرة صراعا عنيفا بين جماعات شيعية متناحرة منها انصار رجل الدين مقتدى الصدر وميليشيا جيش المهدي التابعة له والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي القوي وحزب الفضيلة الاصغر حجما الذي يهيمن على المحافظة.

وقال حارث العذاري المسؤول بحركة الصدر في البصرة ان الحركة تعارض قتل النساء لعدم ارتداء الحجاب.

وأضاف رجل الدين الملتحي الذي يرتدي عمامة سوداء "هذه جريمة نكراء." وقال ان دور أعضاء حركته هو توعية الناس من خلال بيانات مكتوبة او الحديث وجها لوجه.

غير ان كثيرا من النساء اللائي اتصلت بهن رويترز قلن ان متشددين اسلاميين لم يحددن هويتهم يروعونهن ويجبرونهن على ارتداء الحجاب.

وقال طالب طلب عدم نشر اسمه خوفا من اي رد انتقامي "جاءني مسؤول حزبي وهو طالب كذلك وقال ان الطالبات يجب ان يمنعن من حضور الامتحانات دون غطاء الرأس."واضاف "قال لي .. ان شاء الله لن تبقى طالبة واحدة في الجامعة لا ترتدي الحجاب."

وقال خلف الذي اشادت به قوات التحالف لجهوده في تطهير البصرة ان التحقيقات جارية للبحث عن مرتكبي جرائم قتل النساء في المدينة.

وأضاف أن عمليات القتل التي تستهدف جماعات اخرى مثل اساتذة الجامعة تراجعت فلم يقتل سوى عدد محدود منهم لكنه أكد انه لن يقبل ولو بجريمة واحدة.

وقال العذاري المسؤول في حركة الصدر ردا على سؤال عمن قد يكون وراء جرائم قتل النساء "لا نستطيع ان نتهم أحدا. ولكني استطيع أن اقول ان هذه العصابات مرتبطة بمخابرات دولية أو مرتبطة بحركات" تريد ان تلصق هذه التهمة بالتيار الصدري.

افتتاح ثلاثة مكاتب شرطة خاصة بمتابعة العنف ضد المرأة في اربيل 

قال مدير شرطة أربيل ان ثلاثة مكاتب للشرطة خصصت لمتابعة قضايا العنف ضد المرأة، ستفتتح  في ألاقضية التابعة للمدينة، وستختص بمتابعة قضايا الاعتداء على النساء، وهي الأولى من نوعها على مستوى أقضية ونواحي أربيل.

وقال العميد عبدالخالق طلعت، لوكالة (أصوات العراق) ان ثلاثة مكاتب للشرطة خاصة بمتابعة العنف ضد المرأة، ستفتتح  في أقضية خبات و بنصلاوة و شقلاوة التابعة للمحافظة، وستختص بمتابعة قضايا الاعتداء على النساء والدعاوى التي تكون النساء فيها من المتضررات، إلى جانب تحديد شكل الاعتداء ومسار القضية."

وتابع طلعت "بدأت المراكز التي تعد الأولى من نوعها على مستوى ألاقضية والنواحي في المحافظة، بعملها بالتنسيق مع الاتحادات والتنظيمات النسوية، والمنظمات العاملة في مجال المرأة."

يذكر ان أول مكتب من هذا النوع أفتتح في شهر تشرين الآول الماضي في مدينة أربيل. وتقع اربيل، مركز محافظة اربيل على مسافة 360 كم شمال العاصمة بغداد.

نساء يتظاهرن في كربلاء والكوت للمطالبة بإطلاق سراح ذويهن من المعتقلين 

شهدت مدينتا كربلاء والكوت تظاهرتين لعشرات النساء للمطالبة بإطلاق سراح ذويهن من المعتقلين الذين مضى عليهم فترة طويلة في السجون.

وذكر مسؤول في مكتب الشهيد الصدر في كربلاء أن منظمة نسوية تابعة للمكتب نظمت ، تظاهرة شاركت فيها العشرات من النساء للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من التيار الصدري في سجون كربلاء، فضلا عن المعتقلين الآخرين.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه ، لوكالة (أصوات العراق)"خرجت أكثر من 200 امرأة ، بعد صلاة  الجمعة اليوم، في تظاهرة  نظمتها المنظمة النسوية التابعة للمكتب حيث انطلقت من مكتب الشهيد الصدر في كربلاء باتجاه مبنى المحافظة."

وأضاف"المتظاهرات طالبن بإطلاق سراح ذويهن من الآباء والأزواج المعتقلين في سجون كربلاء، حيث توجهن إلى مبنى المحافظة لتسليم طلباتهن إلى محافظ المدينة ومدير شرطتها."

وكانت قوات الامن العراقية قد اعتقلت العشرات من اتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اثر اندلاع  اشتباكات بين مسلحين وقوات الامن خلال احياء المسلمين الشيعة لمناسبة دينية اواسط شهر آب اغسطس الماضي بمدينة كربلاء، 108 كم جنوب غرب بغداد.

من جانبه، قال مدير شرطة كربلاء العميد رائد شاكر جودت لـ(أصوات العراق)"ما لدينا من موقوفين صدرت بحقهم أوامر إلقاء قبض قانونية من القضاء العراقي." وأضاف" القضاء العراقي هو المسؤول عن إطلاق سراح الموقوفين بعد اكتمال التحقيقات."

وأشار مدير الشرطة إلى إن "إطلاق سراح المعتقلين لا يتم إلا وفق قرار قضائي وشرطة كربلاء ليس لها دخل في هذا الأمر كونها جهة تنفيذية." مضيفا "قبل يومين أطلقت الشرطة سراح 84 موقوفا من الذين لم تثبت إدانتهم في أية جريمة."

في الاطار ذاته، انطلقت في مدينة الكوت، ظهر الجمعة، تظاهرة نسوية هي الأولى من نوعها في المحافظة، طالبن المشاركات فيها بإطلاق سراح المعتقلين العراقيين ممن هم في السجون التي تشرف عليها القوات الامريكية في العراق.

وقالت إحدى المشاركات في التظاهرة  لـ ( أصوات العراق ) " هي المرة الأولى التي تنظم مثل هذه التظاهرة النسوية في المحافظة ويطالبن المتظاهرات بإطلاق سراح المعتقلين في سجون الاحتلال."

 وأضافت " نريد أن نسمع صوتنا للحكومة العراقية بأن لنا أبناء وأزواج وأشقاء هم الآن في سجون قوات الاحتلال ولا نعرف مصيرهم رغم مرور مدة طويلة على أغلبهم في الاعتقال."

وكانت التظاهرة قد سارت في شوارع مدينة الكوت (180كم جنوب العاصمة بغداد) رغم سقوط الأمطار وكانت محاطة بإجراءات أمنية مشددة  حتى تجمعن المتظاهرات أمام مكتب الشهيد الصدر في الكوت.

وطالبت متظاهرة أخرى ( نورية جلاب ) بأن "تشكل الحكومة المحلية في واسط لجنة لمتابعة ملفات المعتقلين من أبناء المحافظة ممن مضى على اعتقالاتهم مدد طويلة."

ونددت بعملية الاعتقالات التي  التي تقوم بها القوات الأمريكية والقوات العراقية ضد أتباع التيار الصدري في الكوت .ووصفتها بـ ( العشوائية ) وغير المبررة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13 كانون الاول/2007 - 2/ذو الحجة/1428