الحصاد الثقافي لشهر تشرين ثاني 2007

الجزء(4-4)

'كرز'.. إضافة جادة من البحرين للثقافة العربية

شبكة النبأ: "كرز" مجلة فصلية تصدرها أسرة الأدباء والكتاب بالبحرين. صدر عددها الثاني شتاء 2007، متضمنا مواد متنوعة حول موضوع "الحرب"، بينما عددها الأول كان حول موضوع "الحب"، وخطة التحرير أن تتناول الأعداد القادمة موضوعين، على النهج نفسه، وأن تتنوع المواد حول موضوع منفرد.

ندعى أن إدارة التحرير حرصت على أمر لافت غير تقليدي، ألا وهو الاحتفاظ بالمجلة كوثيقة أدبية، حول موضوعها. وهو ما تجلى واضحا في شكل ومضمون التناول داخل العدد الواحد.

فقد خرجت "كرز" على شكل "كتاب" وبحجمه، وربما الإخراج الفني أبرز هذا الجانب، بحيث بات للغلاف ورقة مميزة (أثقل - والتغليف بكعب محرر عليه اسم المجلة ورقم العدد).

كما تم تحرير المجلة على شكل "المقدمة والفصول والأبواب"، وأن عنونت بعناوين أدبية: "نافذة كرز" بدلا من المقدمة. ثم "نصل الموت، جنون الحرب، آريسيات، "تشييع الحرب، عربات الموتى" معبرة عن فصول تتضمن الأعمال الأدبية كأبواب الكتب. وأخيرا "فوتوغرافيا الرعب" وهو ملف متميز يتضمن صورا فوتوغرافية "أبيض وأسود"، كأن العدد يحتشد من أجل الوصول إلى تلك النتائج/المأساة التي يعيشها الإنسان بسبب الحروب.

كما جاء تبويت المواد معبرا عن المرور المتصاعد من التعريف بـ "الحرب" حتى نتائجها المأسوية.

يقول الشاعر قاسم حداد (من البحرين) في قصيدته/ المفتتح "نبرأ بأطفالنا مما يفتون":

طفل مأخوذ

يلوح للحشد فيما يضربونه بالحرب،

لكن أحدا لم ينقذه

بينما يتناول السيد نجم (من مصر) في موضوعه البانورامى حول "طقوس الحرب"، وكيف تعامل الإنسان مع فكرة وواقع الصراع/الحرب منذ أن سجل ثوره الهائج على جدران كهف أسترالي "التاميرا" باستراليا، بينما بقى على طقوسه حتى مع الدول المتقدمة، كما يمارس الطيارون طقوسهم الجنائزية عشية الغارات الانتحارية.

استمرارا للبعد الزمني مع فكرة الحرب، كان الموضوع التالي "الحرب: استراتيجيات المفهوم"، بقلم عبدالحق ميفرانى (من المغرب). وفيه عرض بالتحليل لأول كتاب عرفته البشرية حول تحليل أسباب الحروب، والخطط العسكرية في التمويه والدفاع ثم الهجوم، مع إبراز أهمية التجسس والعقيدة القتالية، فهو صاحب شعار "اعرف عدوك".

فيما تناول محمد عباس (من السعودية) زاوية طريفة ومثيرة للسؤال الذي كشف عنه عنوان المقال "عسكر.. ومثقفون.. وبشر". بينما يدرس البعض حماس الساسة والجنود للحروب، يبدو تحمس المثقف غير مبرر! وقد أورد أن الكاتب شتينبك رافق طيارا حربيا لرؤية الإبادة الجماعية لثوار "الفيتكونج"، وأمثلة غيره بطبيعة الحال.

"هل ما نقرأه من قصائد أنثوية عراقية هو نسق شعري أم صياغة جديدة لصرخات عشتار في وجه الطوفان؟"، هكذا بدأت د. وجدان الصائغ (العراق) مقالها التحليلي عن مجموعة الأشعار التي كتبتها بعض الشاعرات، حول تجربة الحرب العراقية. وقد أحسنت الاختيار، فالمرأة العراقية أدانت ثقافة الحرب، وكل مظاهر العنف التي عاشتها العراق مؤخرا ومازالت.

ثم تأتي النماذج الشعرية، متوالية معبرة في مجملها عن حق الدفاع والمقاومة في مواجهة الطاغية المحتل، ثم عرض لبعض نماذج للتجربة الحربية في البلدان العربية، وهو ما يكشف قدر القهر والألم النفسي الذي تعانيه شعوب تلك المنطقة من العالم.

ويبدو ونحن في آتونها لا نرصدها جيدا، أما ونحن أمام مثل تلك الأعمال الإبداعية نتساءل، ولعل هذا هو الدور الحقيقي لأدب الحرب وأدب المقاومة: الرصد والتسجيل من أجل الأيام القادمة والتاريخ.

تقول الشاعرة فوزية السندي (من البحرين) في قصيدة "شدوا أقواسكم أيها الرماة":

و..

المسافة موغلة في الغدر

رغما عما..

لم نقصد قتلكم

بينما ترصد الشاعرة نجوم الغانم (من الإمارات) مأساة الحرب، في قصيدة "الحرب التي أذبلت قلوبهم":

جاء الجنود ونصبوا الرايات

أقاموا التماثيل

وأسالوا الدماء

ثم زرعوا الحقول

لكنها لم تمطر منذ تلك الشتاءات

فيما عبر الشاعر أحمد مدن (من البحرين) عن المأساة الحربية اللبنانية في قصيدة "في أن تقرب لبنان وريدا":

صوت،

أن تقول لنا الأرض هيئتها وأن تعقد فينا خواصها، وأن تجالس

الحقيقة وتوابعها وأن تطال النشيد، وأن تملأ البيدر

وحصيده، وأن تذرذر الصيف وغزوه.

ويتابع الشاعر إبراهيم بوهندي (من البحرين) رصد حرب لبنان الأخيرة، في قصيدته "قمر يبكى في بيروت":

في قلبك يصرخ يا بيروت

طفل لا يدرى أين يموت

يغيب الطفل عن البلدات

تسير بعينيه الطرقات

ركام كنائس فوق بيوت

وجاء صوت عراقي بقصيدة الشاعر خالد خشاب، في قصيدته "صباحات الجنود":

روحي غيمة زرقاء

تمطر ربيع شوق

لعشب نهديك

حيث صوتك المتساقط

وقد تأكدت مأساة الحرب، مع الطفل/الطفولة في أكثر من قصيدة، منها ما قاله الشاعر محمود عبدو عبدو (من سوريا) في قصيدته "الموت.. تحت أقدام الصغار في قانا"

الصغيرة الأولى:

فارقت الموت وقاربت الحياة

تركت آثار هندسة الموت

مرسومة فوق صفحة وجهها

وتتكرر الوقفة مع الطفل، في قصيدة تالية، للشاعر محمد شاكر (من المغرب) في قصيدته "من أثر الدم":

وجه النهار خدوش

وبشاعات حرب

بدون رتوش.

وعلى سوءة الطفل لا من يربت

ليأتي صوت عراقي في المهجر، في هولندا، للشاعر صلاح حسن، وقصيدته "أغنية قديمة عن السهول":

عندما تبدأ الحرب

سوف أحتاجك

سوف أكون شيئا مهملا

وأنت ستكونين باردة

ويتابعه صوت عراقي آخر في بلاد السويد، الشاعر حسن رحيم الخرساني، وقصيدته "أمام اتجاه مفتوح":

سارقا شوارعي الخضراء

في الليل

تقذف جنوده جنازاتي بالمدفعية

أما الشاعرة وفاء عبدالرازق (من العراق) فتعود بنا إلى "الطفل" ومأساته مع الحروب، في قصيدة "من مذكرات طفل الحرب":

(مأوى)

أسرح شعر الطرقات

وأنظف الشظايا

من صور تشبه البحر

بينما الطائرات

تسرح شعر البيوت

وتنظفها من أبنائها

ويجيء أكثر من صوت فلسطيني، وما أجدرها فلسطين أن تنبت شعراءها في لوعة الصراع/الحرب.

يقول الشاعر فريد أبوسعدة (فلسطين) معبرا عن مأساة الحرب الجماعية، في قصيدته "صورة جماعية":

الموتى

يرفضون موتهم

قبل أن تؤخذ لهم صورة جماعية

يستعيدون فيها

اللحظة التي سبقت القذف

ويقول الشاعر عبدالسلام العطاري (فلسطين) في قصيدة "مطر.. جنون وصمت":

الفرشاة باقية واللوحة تعيد المشهد البري

كالعادة يرتجلون بشموخ،

يرحلون دون ضجيج

أما ثالث الشعراء الفلسطينيين، الشاعر ناصر عطا لله، يقول في قصيدته "مخالب الإسفلت":

والليل يسورني

تركت شجرا يصلي

لإله يزينه قمر كفيف

"كم أحتقرك أيتها الحرب" تلك هي قصيدة الشاعر كريم رضي (البحرين)، مختتما شلالات الغضب التي بدت جلية في قصائد سبقته، وقد وضع لها مفتتحا نثريا يقول "لم أعد أؤمن بأن ثمة حرب عادلة، وكل الحروب التي آمنت بعدالتها يوما أعتذر لدمائها التي جفت والتي لم تزل."

لتأتي خاتمة فصل "آريسيات" بقصيدة مترجمة للشاعر الأميركي مو سيجر، بعنوان "عندما سقط إبراهيم"، وترجمة سامي أستليوس. واللافت أن الشاعر يكتب عن "إبراهيم" الشهيد الفلسطيني.

كان "تشييع الحرب" الفصل التالي من المجلة/الكتاب، وقد عرض لعدد من الأعمال السردية حول تجربة الحرب. "الكابوس" لجمال الخياط، "ذاكر اله" لنا عبدالرحمن، "حتما نحن لا نشبه أحدا" لمنال الشيخ. حيث تشي موضوعات الأعمال المنشورة، بقدرة السارد على رفض الحرب والعدوان، وهي في ذاتها الوجه الآخر من الصراع، أي الصمود والرفض للصراع والحرب، بل وتجاوز ذلك إلى العمل من أجل معاودة غلبة الحياة. حيث تختم منال مقولتها:

الآن فقط سنركنك جانبا أيها الجنون (وتعني المعاناة التي رصدتها)

الآن فقط سنركنك لنبدأ العمل! حتما نحن لا نشبه أحدا.. ولا يشبهنا أحد.

ثم كان فصل "عربات الجثث"، بعض من المقتطفات المترجمة حول "الحرب" لبعض الشعراء، "فيسوافا شيمبوركا/بولندة"، "الين جينسبرج/أميركا"، "لوركا/إسبانيا"، "برخت/ألمانيا"، "بودلير/فرنسا". بالإضافة إلى "وفائي ليلا/ سوريا".

نتخير منها ما ردده "بودلير":

كان المحاربون يتجمعون في البرية الخضراء

وهم شاكو السلاح، وعلى سيماهم قوة الشكيمة،

مخططون كأنهم ورق الخريف،

وكان الحقد الذي يؤجج الحرب بين الكائنات جميعه

الحقد الذي كان يؤجج أعين أجدادهم

ما ينفك يؤجج أعينهم بنار قاتلة.

ويبقى ختام متميز لرحلة معبرة وجادة وصادقة، بنشر ملف من الصور الفوتوغرافية بعنوان "الطفل والحرب" للفنانة المصورة فوزية أبوخالد، وقد حرصت أن تعبر كل الصور عن مأساة الحرب على الطفل.

الآغا والشيخ والدولة.. بنية اجتماعية وتاريخ

غالبا ما يتصدر رؤساء العشائر ورجال الدين عددا من الثورات القومية.

يتناول هذا الكتاب الولاءات البدائية باعتبارها مدخلاً لمعاينة المجتمع الكردي. ويكشف تأثير هذه الولاءات علي البني الاجتماعية والسياسية فيه، مركزاً علي النزعة القومية الكردية.

تكمن أهمية الكتاب في أنه يمزج المسح الميداني مع المصادر المكتوبة، إضافة إلي تاريخ الإمارات الكردية القديمة. لقد قضي المؤلف أوقاتا طويلة ومتكررة في أجزاء عديدة من كردستان، وهذا ما أمّن له دراسة بنية القبائل الكردية وزعاماتها وعلاقاتها ببعضها، واللغة الكردية ولهجاتها، ودور الدولة في تطور البني القبلية وتحولاتها.

كتاب يعرّف بالواقع الكردي وعلاقاته بأوضاع المنطقة عموماً.

مؤلف الكتاب انثروبولوجي هولندي بارز مختص في التاريخ والمجتمع الكردي.أستاذ الدراسات المقارنة بجامعة اوترخت، وعضو المعهد الدولي لدراسات الاسلام في العالم المعاصر.

المترجم أمجد حسين باحث ومترجم عراقي. أستاذ الإنكليزية والترجمة في الجامعة الاردنية. له عدة ترجمات منها: (الدون الهادئ) لشولوخوف و(حرب نهاية العالم) لماريو فارغاس يوسا.

قراءة في أمراض الحالة البحرينية

تكاد تكون المشكلة موجودة في جميع بلداننا العربية، عندما تختلط المسؤوليات والمصالح، ولا تعرف الحدود بين الدولة كجهاز راع للجميع وبين السلطة كمؤسسة تنفيذية.

البحرين دولة مرت بمنعطفات حادة وعانت من تركة ثقيلة جراء الاحتلال البريطاني، وصيغة الحكم حتي بعد الاستقلال، لكنها اليوم تمر بمخاض عسير بحكم التجربة الفتية لاستعادة الدستور وإقامة مؤسسات المجتمع المدني وحرية الأحزاب وصراع المكونات الأساسية في المجتمع البحريني.

ما الذي يحرّك الصراع الجماعي في البحرين؟

يجيب الكتاب علي ذلك السؤال بإرجاع الصراع إلي "طبائع الاستملاك" التي تحرّك التنافس الجماعي علي استملاك ما هو عام ومشترك بين الجميع، وما لايمكن استملاكه حصرياً من ميدان القيم والدولة والمنافع والخيرات العامة.... كما أن مجال المنافع والخيرات العامة مجال عام ومشترك وموكول أمر حمايته وحسن توزيعه إلي هيئة جماعية تنازل لها الجميع، وأطلق عليها اسم الدولة.

أقدم الجرائد القطرية تعاود الصدور قريبا    

تترقب الأوساط الإعلامية في قطر عودة  صحيفة العرب -وهي أول صحيفة عرفتها البلاد- للصدور مرة أخرى بعد توقف دام أكثر من عقد من الزمان.  

العودة  باتت وشيكة لـ"أم الصحافة القطرية" حسب تعبير أحد العاملين فيها، لأنها أول صحيفة تصدر بالبلد، حيث رأت النور سنة 1972 على يد الصحفي الراحل عبد الله حسين نعمة قبل أن تتوقف أواسط التسعينيات. 

القائمون على الإصدار الجديد للصحيفة متمسكون بنفس الاسم ودافعهم في ذلك كما يقول محمد حجي نائب رئيس تحرير الصحيفة هو مضامين ودلالات تلك التسمية. 

ويوضح حجي أن "العرب تحمل تاريخ وإرث الصحافة في قطر، والمحافظة على الاسم ستحفزنا على مواصلة الرسالة والمسيرة"، دون أن يمنع ذلك من "الظهور بحلة جديدة تستلهم التطور والنهضة الحاصلة بالبلد وبالعالم". 

هيكل فريد

أما رئيس تحرير العرب عبد العزيز آل محمود فيرى أنها ستكون "صحيفة بدون ورق" ويقول إن "الورق سنراه بالمطبعة فقط"، فكل شيء من الخطوات الأولى إلى آخر اللمسات تم على أزرار وشاشات و"أحشاء" الحواسيب عبر نظام نشر متطور. 

ويقول آل محمود إنه أول نظام من نوعه تستعمله صحيفة خليجية.  

ويضيف رئيس التحرير أن العرب لن تتميز فقط بتقنياتها المتطورة بل أعدت أيضا هيكلا تنظيميا يختلف عن باقي الصحف، ويوضح أن كل صحفي مسؤول عن صفحات يعتبر فعليا مدير تحريرها والمسؤول الأول والأخير عن مضمونها. 

ولدى سؤاله عمن يقف وراء الصحيفة أجاب محمد حجي أن وراءها "فريقا يمثل جل المدارس الصحفية الموجودة في العالم العربي". 

وحول مدى تأثير مراكز المستثمرين في الصحيفة على توجهاتها، خصوصا أن من بينهم مسؤولين في الدولة، أصر نائب رئيس التحرير على أن "المستثمرين لا علاقة لهم بالسياسة التحريرية".  

وأضاف "نحن جريدة لكل العرب وحرصنا على أن تكون السياسة العامة للتحرير من صنع فريق العمل الذي يتميز بكونه مزيجا من صحفيين ذوي جنسيات عربية متنوعة". 

مناخ الحرية

ويؤكد أن السياسة التحريرية للصحيفة ستركز على الموضوعية والجرأة في الطرح والدقة في نقل المعلومة، وستستفيد من "سقف الحرية العالي الذي يتميز به المناخ الصحفي والسياسي في قطر". 

ويشير حجي إلى أن أغلب الصحف لم تستثمر هذا المناخ ولم تستفد منه لحد الآن. 

وللشؤون المحلية التي تهم مواطني دولة قطر والمقيمين فيها نصيب كبير من الاهتمام والتركيز حسب ما صرح به نائب رئيس التحرير، "دون أن يعني ذلك إهمال القضايا العربية والإسلامية والدولية"، خصوصا أن الصحيفة تنوي اختراق حدود قطر "لتدخل كل بيت عربي" حسب تعبيره. 

هذا الاهتمام يعبر عنه المسؤول عن قسم المحليات عبد الرحمن حسن قائلا إنه سيتم "التركيز على المحليات من خلال عمل ميداني يركز على الموضوعات التي تمس هموم المواطن والمقيم". 

 وعن القضايا الدولية والإسلامية والعربية، يقول رئيس القسم السياسي قاسم قصير إن للصحيفة شبكة من المراسلين ستمدها بتقارير ومعلومات خاصة تساعد على "تقديم المادة السياسية في قالب جديد غير قوالب الوكالات التي تصدر عن خلفية معينة". 

إلى جانب ذلك فإن أسر وأطفال العرب والفنانين سيجدون لهم أيضا –حسب رئيسة قسم المنوعات عبير جابر- مكانا بين صفحات الصحيفة، حيث ستضم "العرب" ملحقا للأسرة والطفل وصفحات فنية وأخرى عن حقوق الإنسان.  

وصرح رئيس القسم الاقتصادي بشير مصطفى بأن "العرب" أعدت خطة لمعالجة أكثر من خمسين ملفا عن القضايا الكبرى المتحكمة في مستقبل اقتصاد العالم العربي والاقتصاد القطري.  

العناوين الدينية تتصدر الصالون الدولي للكتاب بالجزائر    

تصدر الكتاب الديني مبيعات الصالون الدولي الـ12 للكتاب بالجزائر رغم "سوء التنظيم" الذي عانى منه العارضون والجمهور منذ افتتاح المعرض.

وقال مسؤول دار الطالب للنشر بالجزائر مختار زلاشي إن موطأ الإمام مالك ورياض الصالحين للنووي و"فقه السنة" لسيد سابق تشهد تفوقا قي معدلات البيع.

وحيا زلاشي إقبال الشباب الجزائري على الكتب الدينية والتعليمية والأدبية عكس ما يتردد عن انحسار معدلات القراءة نتيجة اللجوء إلى وسائل معرفية أخرى مثل التلفاز والأطباق اللاقطة وشبكة المعلومات فضلاً عن كلفة شراء الكتاب.

من جهته، أكد مسؤول دار الشيخ البشير الإبراهيمي للنشر بالجزائر محمد كشاوي ما ذكره زلاشي. وأشار إلى أن الكتاب الديني يلقى إقبالا من الأسر الجزائرية.

 انتقاد الرقابة

لكن رغم تفوق الكتب الدينية انتقد مسؤولون عن دور نشر حظر الرقابة لبعضها حيث ذكر زلاشي أنها منعت كتبا لا خلاف عليها مثل "الترغيب والترهيب" للمنذري وهو كتاب يعتمد الأحاديث النبوية إلى جانب كتب عديدة لأبي حامد الغزالي المنتشرة في العالم العربي والإسلامي ودول أوروبية مثل بريطانيا وهولندا.

ودعا إلى إعادة النظر في قواعد الرقابة على الكتاب وشكك في أن بعض القائمين على الرقابة "قد لا يعرفون من هو أبو حامد الغزالي أو عبد الرزاق السنهوري على سبيل المثال". وقد تم حظر 1191 عنواناً من المشاركة.

أما كشاوي فعاب عدم وجود قواعد واضحة للرقابة على الكتب المعروضة مبديا استغرابه من منع كتاب التذكرة الذي يتحدث عن أحوال الموتى والآخرة على حد قوله، لكنه و"إحقاقا للحق" حسب تعبيره عقب قائلا إن الرقابة "ترفض كتبا تحمل طابعا مستفزا مثل تلك التي يختلف فيها العنوان مع المضمون".

ورغم تنوع التخصصات اشتكى بعض الزوار من قلة الكتب العلمية وان وجدت فهي باهظة الثمن.  

سوء تنظيم

ولم تكن الشكوى من الرقابة هي الوحيدة التي أشار لها المشاركون بل كان لسوء تنظيم المعرض حصة من الانتقاد، حيث قال مسؤول دار الدعوة للنشر المصرية محمد محمود يوسف للجزيرة نت إن المعرض يشهد حالة ارتباك نتيجة وجود سيارة واحدة فقط خصصتها الإدارة لنقل مئات الآلاف من الكتب من المخازن إلى الأجنحة.

أما مسؤول دار التربية للنشر (سوريا) محمود علاء الدين فتحدث عن العقبات الإدارية التي لم تخففها محاولة المنظمين تجاوز العقبات الجمركية، حيث أوكلت للناشر وحده مهمة إحضار كتبه من المنفذ الجمركي إلى مقر المعرض لكن هذه المهمة على بساطتها أدت إلى وقوع مشاكل استنفذت جهد ووقت العارض.

وذكر أنه من المفترض أن يستهل الناشر مهمته بعيدا عن التعقيدات الإدارية لا أن يبدأ أيامه في المعرض برفوف خاوية انتظارا لوصول الكتب من مكان التخزين.

وذكر بالوضع في العام الماضي حين كان بإمكان كل عارض أن يخرج كتبه بطريقته الخاصة مما سهل له المهمة دون إلزامه بسيارة نقل وحيدة خصصتها الجهة المنظمة هذا العام.

ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى التاسع من الشهر الجاري بمشاركة خمسمائة ناشر من 27 دولة عربية وأوروبية.

يذكر أن المنظمين وقع اختيارهم هذا العام على لبنان ضيف شرف للمعرض. كما سيتم تكريم أسماء مجموعة من كبار المفكرين الراحلين من بينهم مولود قاسم نايت بلقاسم، وفرحات عباس، والشيخ مبارك الميلي. 

عندما يتضاءل المسرح أو ينعدم

«عندما يتضاءل المسرح أو ينعدم» كتاب للمسرحي والأكاديمي اللبناني مشهور مصطفى صدر حديثاً عن دار الفارابي (بيروت). ومن عناوين فصوله: المسرح في مواجهة الواقع، الممثل والفضاء المسرحي، الاتصال والتلقي في المسرح، بين الاخراج المسرحي والنقد المسرحي، بين المسرح والسينما...

وكتب المؤلف على الغلاف نصاً طريفاً يتخيل فيه ان انقلاباً حصل على المسرح في العالم «فأقفلت السلطات دور المسارح، واشتراها التجار ليجعلوها مطاعم ومخابز ومستودعات للبضائع الفاسدة، وصودرت كتب المسرح وأحرقت، ولوحق الكتاب المسرحيون والممثلون والمخرجون وتم سجنهم، وتم التنكيل بهم وتصفية بعضهم... ذلك بعد ان جاع نصف سكان الكرة الأرضية، لأن النصف الآخر لا يحب المسرح ولا يطيقه. وبعد ان استشرت الحروب، ولهث الناس وراء الرغيف، وبعد ان حصر الصراع من أجل البقاء في دائرتي المعدة وما دونها». ويضيف: «حدث ذلك في المستقبل، يوم خلت وجوه الناس من السماء، وتراجعت القوة الليبيدية نحو الأسفل، وعفرت الجباه بالتراب، واستمرأ الكثيرون حال العبودية واعتادوا الذل وأحبوا التبعية للفوز برضا السلاطين، عندما خيروا بين القضاء جوعاً أو القبول بما قسم الآخرون من أرزاق البطون والعقول. حدث ذلك يوم أخذ الناس على حين غرة، وأصبحوا ممزقين بين آمال البقاء العادي وآلام الجوع الفكري والجسدي. وفي صبيحة ذلك اليوم فوجئنا بتحول الامكنة بسحر ساحر، فسكتت الاقلام، وخنق الابداع وقتل الحلم وحوصر الأمل، وسيطرت التخاطبات بين الناس في وضعها السفلي، وفرغت الخطابات من مضامينها الأولى، وانصرف الناس عن الحياة الى الموت، فأجهضت بنات الافكار وأنضجت المراحل الفكرية والنفسية قسراً، واغتالت المراحل الشهداء، وكان المسرح أول شهيد بين الفنون، حين اغتيل في ساعة الصفر. في صبيحة ذلك اليوم كان المسرح مع موعد لم يدر به، عندما باشروا بتحطيم المرآة. لم نعد نرى وجوهنا، وأصبنا بمرض الفصام، وتماهينا مع السائد الطاغي من دون دراية بما هو لائق، ومن دون قدرة على التفريق بين السيئ والاسوأ، فساد لون واحد واستطالت صورتنا الواحدة، واعتقدنا ان هذه هي الحياة، وتماهينا دونما وعي منا بالأقدر منا والأقوى لانه عمم صورته البشعة ونحن لا ندري لأن المرآة تحطمت، والحوار انقطع بيننا، وبيننا وبين أنفسنا، «فالآخر المفرتض» مفقود لأن المرآة فقدت، فسرنا باتجاه واحد كالقطعان نحو حتفنا، مسحورين بالوهم الطاغي على الواقع المفقود في وعينا، الذي فقدناه بغتة في صبيحة ذات يوم آت، عندما أغلقوا دور المسارح، وصادروا الكتب، ولاحقوا المبدعين، انها رؤيا! إنه حلم! إنه واقع سيأتي؟... لست أدري».

دراسة في شعر سعدي يوسف

«المرأة والنافذة: دراسة في شعر سعدي يوسف» كتاب للناقد العراقي سمير خوراني صدر حديثاً عن دار الفارابي (بيروت). يرى الباحث أن قصيدة سعدي تتراوح اجمالاً، بين التعبير والتجريد، فهي من ناحية تشير الى تجربة سابقة على عملية الكتابة ذاتها، يجتهد الشاعر في التقاطها وتجسيدها والتعبير عنها وايصالها الى المتلقي. غير أنه، من ناحية أخرى، لا يغفل جماليات النسيج الشعري و «تبئير» اللغة وانزياحاتها ووظيفتها الشعرية التي تنقل التجربة من مستوى الايصال الى مستوى الشعرية، المستوى الذي تدرك فيه الكلمة بوصفها كلمة وليس بوصفها أداة تشير الى شيء معين، أو انفجاراً لعاطفة.

بمعنى أن الاداء يتركز في نقطة الالتقاء بين التعبير عن تجارب الحياة بواسطة اللغة، واللغة كغاية تغيب عنها المرجعية، أي بين الاحالة الى الخارج والاحالة الى الذات، ما يجعل قصيدته بنية مراوغة. على أن الشاعر لا يضحي – وبخاصة في مراحل نضجه واقترابه من تخوم التجريد، بالنافذة من أجل المرآة، فقصيدته – في التحليل الأخير – تحتفظ بوظيفة التوصيل، وإن كانت تنحت عن مواقع الصدارة، وأخلتها لمصلحة الشعرية.

ألف شمس رائعة» رواية خالد حسيني بالإنكليزية ... تلك المآسي الصغيرة التي صنعت قدر أفغانستان 

بعد كتابه الشهير «فتى طائرة الورق» يقدم هذه السنة الكاتب الأفغاني الأصل خالد حسيني رائعة أخرى ليست أقل رواجاً من سابقتها. إنها رواية «ألف شمس رائعة» التي تدور حول الحب والكره، عن الصداقة وحب الوطن والحنين إليه. رواية عن وحشية الحروب والتعصب والجهل، لكنها، أيضاً، رواية عن عزيمة الإنسان وأمله بمستقبل قد يكون أفضل.

عنوان رواية خالد حسيني الثانية «ألف شمس رائعة» بيت من قصيدة للشاعر الأفغاني «التبريزي» يتغنى فيه بجمال وطنه. أحداث الرواية كلها تدور في السنوات الثلاثين الأخيرة من تاريخ أفغانستان، من احتلال السوفييت للبلد، إلى حكم الطالبان وما رافقه من عنف وخوف وإجرام، إلى أن أعلنت الولايات المتحدة محاربتها الطالبان بعد الهجوم الذي أدى إلى تدمير مركزي التجارة العالمية في نيويورك وقصف مبنى البنتاغون.

تنقسم الرواية إلى أربعة أجزاء، بطلتها مريم، ابنة غير شرعية لتاجر غني من هرات وخادمة في بيته. طردها التاجر وابنتها فعاشتا في كوخ حقير إلا أنه كان يزور الفتاة، يقص عليها القصص ويقدم لها الهدايا الرخيصة بين وقت وآخر. لكنه رفض إلحاحها أن يرسلها إلى المدرسة، أو أن يسمح لها بمشاهدة فيلم في صالة السينما التي كان يملكها. في عيد ميلادها الخامس عشر تحاول مريم أن تزور منزل والدها في هرات إلا أن الحارس يرفض إدخالها، فتنام أمام البوابة في الطريق، وفي اليوم التالي يعيدها سائق والدها إلى كوخها، فتجد أن والدتها قد انتحرت نتيجة خيبتها بالبنت. وليتخلص الوالد وزوجاته الثلاث من مريم يزوّجها إلى رشيد، أرمل كهل من كابل. يصف الكاتب معاناتها في غربتها، اضطرارها إلى ارتداء البرقة، والحمل ست مرات، وإذ كانت تفقد الجنين في كل مرة، أخذ زوجها يتجاهلها ويضربها بقسوة. وتدور أحداث الجزء الثاني في كابل، أثناء الحكم السوفياتي الذي حرر البنات وسمح بتعليمهن، لكن مقاومة القرويين المحافظين والمجاهدين لذلك، بتشجيع من الولايات المتحدة، أدى إلى انسحاب السوفيات وانهيار الحكم الشيوعي عام 1989. إلا أن اقتتال المجاهدين بسبب انقساماتهم العرقية بين بشتون وتدجيك وهزاريين أشعل معارك ضارية في المدينة دفعت السكان إلى الهجرة إلى باكستان أو إيران هرباً من السرقة والقتل والاغتصاب والاغتيال. وكانت بين المغادرين أسرة طارق، صديق ليلى وحبيبها. وحين همت أسرة ليلى بمغادرة المدينة بدورها أصابت بيتهم قذيفة قتلت الوالدين وخلّص الجار رشيد ليلى بعد إصابتها.

أما الجزء الثالث من الكتاب فتتناوب فصوله بين مريم وليلى التي يتزوجها رشيد على رغم الفارق الكبير بينهما في السن. تقبل به زوجاً لأنها وحيدة وحامل سراً من طارق، وقد أخبرها رجل آتٍ من باكستان أن طارق وأسرته قتلوا. في بادئ الأمر كان العداء شديداً بين الضرتين، ولكنه لا يلبث أن يتحول إلى ألفة، ثم صداقة بسبب كره رشيد للمرأتين لأن ليلى أيضاً أنجبت بنتاً لا الصبي الذي كان يأمل. حاولت المرأتان الهرب مع الطفلة عزيزة، ولكن رجلاً وشى بهن وأعدن إلى رشيد الذي سجنهن من غير طعام أو ماء. إلى أن استلم الطالبان الحكم في 1996، يعلنون قائمة طويلة بالمحرمات «الدينية» بحسب ادعائهم، كإقفال مدارس البنات وتحريم العلم والعمل عليهن. في هذه الأثناء تكون ليلى قد رزقت صبياً، ولكن حين يحترق دكان رشيد ويهددهم الموت جوعاً يجبر رشيد ليلى على إدخال عزيزة في ميتم حقير لأولاد الشهداء. وذات يوم يظهر طارق فجأة أمام بيت ليلى، فيتضح لها أن رشيد كان قد رشا رجلاً ليحمل إليها نبأ موته. حين يكتشف رشيد زيارات طارق لليلى يهم بخنقها، فتهجم عليه مريم وتقتله بطرف مجرفة. ترجو مريم من ليلى أن تهرب مع طارق وولديها، وتسلم نفسها لشرطة الطالبان التي تحكم عليها بالإعدام. أما الجزء الرابع والأخير، فكما يتوقع القارئ، يتزوج ليلى وطارق وينتقلان إلى باكستان حيث يعمل طارق في فندق. ولكن حين يسمعان بطرد الأميركيين الطالبان تصر ليلى على العودة إلى الوطن، مع توجسها شراً من تدخل الأميركيين مرة أخرى لا لمصلحة أفغانستان وإنما لمآربهم الشخصية. وقبل عودتها إلى كابل تحج إلى هرات، إلى الكوخ الذي قضت فيه مريم طفولتها، يدلها عليه واحد كان يعرف مريم الطفلة. وحين يعودون إلى كابل يساعد طارق في ترميم الميتم الذي تحول إلى مدرسة تعلم فيها ليلى البنات.

قد يكون ظهور طارق المفاجئ، وهذه النهاية السعيدة، مما يضعف الرواية فنياً وإن كانا من أسباب رواجها شعبياً، إلا أن فيها كثيراً مما يعوّض عن ذلك. فيها، أولاً، صورة مفصلة لواقع حياة الأفغان في تلك الحقبة، متداخلة مع الأحداث التاريخية التي ترافقها. أكرهت مريم ابنة الخامسة عشرة على الزواج من كهل لا تعرفه. أما شرف المرأة فكان يتوقف على تحجبها الكامل بالبرقة، حتى قبل حكم الطالبان. وإذ استحال أن تخرج المرأة من غير محرم، اضطرت ليلى إلى أن تطلب من رجل غريب أوحى لها بالثقة أن يرافقها ومريم إلى باكستان، فوشى بهما إلى الطالبان وسلمتا إلى الشرطة.

قبل حكم الطالبان تتسلق ليلى مع والدها وطارق التمثالين الضخمين لبوذا ويزورون المغاور قربها لتأمل الجدرانيات التي كان قد رسمها الرهبان. وحين يبلغها بعد سنين تدمير الطالبان التمثالين تتذكر بأسى تلك الرحلة. وترينا الرواية أن التمثالين لم يكونا وحدهما ضحية تعصب الطالبان، وإنما أغلقوا أيضاً المدارس والجامعات والصالات السينمائية، أتلفوا المتاحف وكل الآثار الفنية، منعوا الموسيقى والكتابة والرسم. وحين رسم أحد أصدقاء طارق صورة لقالق، اعترض الطالبان على سيقانها المكشوفة، فألبسها الفنان بنطالاً. ولم يبقَ ما يسلي الناس إلا مشاهد الجلد والشنق وقطع الأيدي كل يوم أربعاء، يسرع السكان لمشاهدتها.

وفي الرواية، بعد، وصف مفصل للمعارك بين الفئات العرقية المختلفة، لما رافقها من سرقات واغتصاب وقتل وتدمير أجبر السكان على الهرب، فنجا منهم من نجا ليعيش في خيم تعيسة كأهل طارق، أو قتل قبل أن ينجو، كوالدي ليلى. ومن أكثر الأوصاف تصويراً لجهل الطالبان وتعصبهم ضد المرأة أنهم لم يسمحوا للنساء في كابل بغير مستشفى واحد، قذر، لا ماء، لا أدوية ولا بنج فيه، وحين دخلته ليلى لتلد اضطرت الطبيبة إلى إجراء العملية القيصرية لها من غير بنج، ومن خلف البرقة التي فرضها الطالبان. إلا أن في الرواية أيضاً صورة للأعراس والاحتفال بالإعياد في فترات السلام، ولإيمانهم العميق بالإسلام، وللمعتقدات الشعبية. مثلاً، داء النقطة الذي كان يصيب «نانا» سبّبه دخول جني فيها.

برع الكاتب في تصوير شخصيات الرواية وتحليل نفسياتهم: أحلام مريم الصغيرة بأن تعيش في بيت والدها كي تراه كل يوم، ثم الصدمة التي تصيبها حين يتنكر لها ويرفض أن يراها، فتدرك أن أمها كانت على حق حين كانت تقول إن تودده لها كان كذباً ومحاولة تعويض عن الخطيئة التي اقترفها. أو تصويره التغيير الذي طرأ على مريم حين اكتشفت صورة زوجة رشيد وولده الميتين وشعرت أن ألم الفقدان قرّبها للمرة الأولى من زوجها. أو ألم ليلى الصغيرة ووحدتها وعزلتها وإحساسها أن أمها لا تراها ولا تشعر بوجودها لانشغالها عنها بولديها المجاهدين. حتى رشيد العنيف القاسي، يظهر الكاتب ما فيه من رقة وحنان تجاه ابنه الذي أحبه بقوة. والقاضي الطالب الذي حكم على مريم بالإعدام، يصف الكاتب تردّده قبل إصدار الحكم، تردده بين الشفقة على امرأة عرف أنها قتلت لتخلص ضرتها من الموت، وخوفه من عقاب الله في الآخرة إن هو أخلّ بأمره تعالى ولم يعدم القاتلة.

الرواية مشوقة جداً. منذ الصفحة الأولى نتساءل عن علاقة جليل بمريم الصغيرة، وعلاقة نانا بها لتعيّرها باستمرار بأنها فتاة غير شرعية. ولا يطلعنا على أسباب ذلك إلا في ما بعد. كذلك حين تلاحظ ليلى سيارة مرسيدس أنيقة أمام بيت مريم ورشيد لا نعرف سر هذه السيارة ولمن هي وما سبب وجودها إلا في آخر الرواية تقريباً. كذلك نثق مع ليلى بالرجل الذي سلمته المال ليكون محرمها إلى باكستان، إلى أن يفاجئنا الكاتب بالشرطي يمنع ليلى ومريم من الصعود إلى القافلة ويقتادهما إلى مركز الشرطة فنتساءل ماذا سيكون مصيرهما.

ربما كان من أكثر ما يلفت في رواية بقلم رجل هو دفاعه الشديد عن المرأة، وتعاطفه مع مأساتها في بلاد أعماها الجهل والتخلف والتعصب. وقد يكون من أسباب ذلك أنه يعمل الآن من أجل عشرات الملايين من اللاجئين في العالم، فيلمس عن كثب أن أولى ضحايا الحروب والتعصب والجهل والتخلف هن النساء. 

شاكر عبد الحميد..

عزف منفرد علي الجمال! 

الكتاب: الفنون البصرية

وعبقرية الإدراك  

يبدو شاكر عبدالحميد في كتابه الجديد 'الفنون البصرية وعبقرية الإدراك' مستهدفا شريحة واسعة من محبي الفنون والساعين إلي تذوقها، ويذكرنا بكتب الرواد من أمثال يحيي حقي والحسين فوزي التي تأخذ بيد متلقي الفنون لإدراك أسرارها وبالتالي تعميق متعة وفائدة التلقي، لكن مؤلفات شاكر تختلف بنزعتها العلمية واستخدام المراجع بشكل أكاديمي في مقابل الانطباعات الذاتية لدي الرواد.

ينقسم الكتاب إلي ثمانية فصول، ينهض كل منها بجانب من جوانب الفن وآليات إدراكه ابتداء من تعريف الفن بعامة، ووظيفته، ثم تعريف الفنون البصرية وأنواعها، مرورا بسيكولوجية الإدراك للفن، والتفكير البصري، والخيال، وانتهاء بالثقافة البصرية، والأماكن المثلي لعرض الفن.

فن انتاج الجميل

ونحن نهتم بالفن لأنه وسيلة لاكتشاف الذات والآخرين واكتشاف الحياة من حولنا وتعميق معناها، وهو وسيلة للتواصل بين المبدع والمتلقي فيها التسلية والمعرفة والتكامل بين الخبرات. ويشمل الفن كل الأنظمة الإبداعية، بينما يقسمه بعض النقاد إلي فئات أربع هي: فنون الأداء، فنون الميديا، الفنون البصرية، والفنون الأدبية، كما أن كل فئة من هذه الفئات يمكن تقسيمها مرة أخري إلي فئات فرعية. وبعض تعريفات الفن تصل به في معناه العام باعتباره كل شيء صنعه الإنسان في مقابل كل شيء صنعته الطبيعة، وبهذا المعني فإن السيارات والسفن وصناديق القمامة هي أعمال فنية.

والفنون البصرية هي تلك التي تسعي إلي توصيل رسالتها من خلال حاسة الإبصار، سواء كانت فنونا جميلة (أي تسعي إلي الجمال من دون وظيفة عملية كاللوحة والتمثال) أو تطبيقية تسعي للوظيفة بجمال مثل فنون الديكور.

وهناك علاقات تفاعلية بين أنواع الفنون المختلفة، فالرقص من فنون الأداء ويعتمد علي شعرية الحركة الإنسانية، يحتوي علي تنوعات الكتلة والخصائص النحتية للجسد الإنساني، بالإضافة إلي تعبيرات وإيماءات الراقصين.

الفن مرادف للجمال، سواء ما شاع من قبل من مذاهب تعتبر أن الفن هو إنتاج الجميل، أو المدارس التي تحتفي بجمال الأسلوب، ويدلل الكاتب علي ذلك بروايات إميل زولا المليئة بالعطن والفساد، لكنها احتلت مكانتها الجمالية الفريدة في تاريخ الأدب.

والفنانون أنواع، بينهم المجدد (مخترع الأساليب) والمجود (مستخدم الأساليب ببراعة) ، وهناك العبقري الذي يجمع بين الذكاء والقدرة علي الإبداع. وفي النهاية يحتاج العمل الفني إلي مساهمة مستقبله التي تتمثل في قدرته علي الإدراك، وهي عملية يقوم بموجبها العقل الإنساني بإضفاء المعني وخلعه علي المدركات الحسية مستخدما خبراته السابقة، وتكوينه الخاص.

ولكي نصف منتج الفن أو متلقيه بالعبقرية، لايكفي أن يكون مرتفع الذكاء بل يتطلب ما أسماه دانييل جولمان ¢الذكاء العاطفي¢ ذلك الذي يشمل القدرة علي ضبط النفس والمثابرة، والاستعدادات الأخلاقية، والإحساس وهي مهارات يمكن تعليمها للأطفال.

في البدء كانت النقطة

يتعرض شاكر عبدالحميد لأنواع الفنون من رسم وتصوير بالألوان والنحت، والعمارة والفوتوغرافيا، والمذاهب داخل كل فرع من الفنون، التي تعتمد علي هيمنة العين والخبرة البصرية في تذوقها.

علي أن كل عمل، سواء كان لفنان محترف أو لطفل صغير، له تصميمه ونسقه الخاص به، وعلي علاقة بين العناصر المكونة لعمل علي هيئة كل موحد، يحتوي علي عناصر متكررة يتمايز فنان عن فنان بطريقة توظيفها.

في البدء كانت النقطة، في الرسم كما في الكتابة. أصغر وحدة بصرية هي التي تعطي مركز الاهتمام وبؤرة التركيز داخل التكوين. بعد ذلك يأتي الخط (مجموعة من النقاط) وهو أكثر عناصر التصميم مرونة وكشفا، هو مسار النقطة عندما تتحرك بغنائية كما عند ماتيس أو بحدة وتوتر كما عند بيكاسو في الجرنيكا، أو بالعنف والخشونة والاندفاع كما عند فان جوخ.

والعنصر الثالث هو الهيئة أو الشكل الخارجي للعمل الفني، حيث تتحدد الأشكال والأبعاد من خلال الخطوط أو تغييرات اللون والملمس.

وهناك الضوء، الضروري لكل لوحة، بل إن مونيه يري في الضوء الموضوع الحقيقي لكل لوحة. وفي مجال الفنون تستخدم كلمة القيمة للإشارة إلي الضوء في مقابل العتمة. ومن خلال اللعب بتدرجات الضوء في عصر النهضة صار بالإمكان الإيحاء بالموضوعات ثلاثية الأبعاد علي مساحة اللوحة المسطحة.

بعد ذلك يأتي اللون، فالملمس، والحيز المكاني، والزمان، وأخيرا الحركة.

شخبط شخابيط

في فصل شائق يتابع شاكر عبدالحميد رسوم الأطفال باعتبارها تفكيرا بصريا، طارحا لآراء علماء النفس الذين رأوا في الرسم وسيلة ارتقائية وتربوية للأطفال، وعلاجية لذوي الاحتياجات الخاصة منهم.

وتقول إيلين واينر إن الأطفال منذ الثانية لديهم الولع بتحريك أيديهم بقوة، لكن النظر إلي مراحل الشخبطة تقود إلي إدراك أن الطفل، يريد فوق تحريك يده، ترك أثر معين علي السطح، ويمكن قراءة دلالات هذا الأثر إذا ما تابعنا اليد أثناء العمل ولم ننتظر حتي نري الشخبطات والتشابكات النهائية.

لاترمش!

ينقل شاكر عبدالحميد عن فرناندليجيه قوله: إن عين الفنان يجب أن تكون سريعة وحادة، فليس هناك وقت ترمش بعينيك وإلا صار الوقت متأخرا. هذا عن الفنان، فماذا عن متلقي العمل؟

يحتاج المتلقي مثل المدع إلي طاقة فيزيقية، لاتتم الرؤية بدونها، كما لايتم الإدراك من دون الضوء وبنية العين وكيفية الانتقال العصبي للإشارات البصرية إلي المخ، حيث تتم معالجة المعلومات هناك، وحيث يتحقق الفرق بين الرؤية البصرية والفهم البصري وحيث يقوم الفن الحركي بتنشيط بؤر في المخ غير تلك التي تستثيرها الأعمال التجريدية لموندريان، وهذه بدورها تختلف عن استثارات البورتريهات واللوحات التشخيصية.

وكما يعتمد الإبداع علي الاختيار والتنظيم وتجاهل ما هو ثانوي في الحياة، فإن إدراك أنساق المبدع تحتاج من المتلقي إلي الانتباه وذكاء الإدراك والذاكرة، فلابد لإدراك العمل الفني من النظر إليه كله، ولابد من الذاكرة الحسية التي تخزن المعلومات في جزء من الثانية، ثم الذاكرة قصيرة الأمد التي تستقبل المعلومات من الذاكرة الحسية وتحتفظ بها لنحو 30 ثانية، وتساعد هذه الذاكرة علي إدخال المعلومات علي الذاكرة طويلة المدي (مافوق الثلاثين ثانية إلي السنوات والعقود).

الإيهام في الفن

اللوحة ليست الواقع، وليست أصباغا لونية، لكنها ¢إيهام¢ يتم خلقه بواسطة الأصباغ، ويستند إلي احتمالية الصدق الظاهري في العمل الفني التي تقود المشاهد إلي الاعتقاد بأنه يري الموضوع الخارجي.

ولتحقيق هذا الإيهام بالواقع أو الحقيقة يستخدم الفنان تقنيات خاصة بالمنظور واللون تساعد الخيال والتفكير البصري علي إدراك الموضوع. فتتم ترجمة الحيز المكاني ثلاثي الأبعاد إلي صورة ذات بعدين، وباستخدام المنظور الخطي، يجب علي الفنان أن يحدد نقطة تلاش واحدة علي الأقل في عمله، بحيث تبدو الأشياء أصغر كلما ابتعدت في سطح اللوحة، وكان ارتباط عصر النهضة بالمنظور جزءا من اهتمامه بالمنهج العلمي والانضباط الرياضي.

فكرة المنظور نفسها يمكن تطبيقها علي اللون كما الخط، وقد كان ليوناردو دافنشي، أول من طبق المنظور الجوي الذي يرتبط بالتنظيم اللوني الذي يضع الألوان الساخنة في مقدمة اللوحة والألوان الباردة أو المنكمشة كالأزرق والرمادي والأخضر في خلفية اللوحة لتوحي بالبعد. لكن هناك فنانين قلبوا هذه المفاهيم لإعطاء إيحاءات مغايرة.

التفضيل الجمالي

تبدو محاولة تقديم عرض واف لهذا الكتاب مهمة مستحيلة، نظرا لكثرة الموضوعات، وكثرة المدارس الفنية في كل فن من الفنون البصرية التي يتناولها.

ومع هذا الاتساع والتشعب، والاختلاف الذي قد يصل إلي حد التضاد بين مذهب فني وآخر، يوجد ما يمكن أن نسميه التلازم بين مبدع العمل ومتلقيه، حيث لايفرق الكتاب بين عبقرية إدراك الفنان لعناصر الواقع الذي يحاكيه وعبقرية إدراك المتلقي لعناصر العمل الفني ورده إلي ما يوازيه من خبرات الواقع.

وفي الحالتين فإن التفضيل الجمالي والإدراك يقومان علي الخبرات الخاصة بالفرد والخبرات الخاصة بجماعة أو عصر معين، حيث يكون هناك حد أدني من أفق التوقعات.

وهناك العديد من الدراسات السيكولوجية اهتمت بالفروق الفردية للتفضيل الجمالي، حيث يميل البعض إلي إعلاء دور الذكاء الطبيعي والوراثة، بينما يميل البعض الآخر إلي الجانب المكتسب من البيئة، وبناء عليه يطالب هؤلاء بالاهتمام بالتربية الثقافية، وتنمية مهارات الإدراك الفني، من خلال نشر الثقافة البصرية، وهي علم يشمل ما هو أكثر من دراسة الصور، كما تقول ¢إيريت روجوف¢ إذ تتعلق الثقافة البصرية بالبحث عن المعلومات والمعني والمتعة.

وفي ضوء هذا التعريف لن ينظر إلي لوحات جوجان عن نساء تاهيتي وغيرها من المستعمرات الفرنسية بوصفها أعمالا تتسم بالجرأة والجدة في استخدام الألوان فقط، بل بوصفها من جهة أخري خطابا عن العرق والنزعة الاستعمارية، وما رصده إدوارد سعيد من النظرة الاستشراقية التي دمغت الشرق بالثبات في مقابل الحركة والانفعال في مقابل العقل والفوضي في مقابل النظام كانت نسقا من التفكير الغربي ترسخ من خلال عملية تمثيل معرفي واسعة تجلت في اللوحات كما في النصوص. 

سلسلة أدبية فضحت الشبق الأبدي لكلاب الكولونيل النازي:

التاريخ الجنسي لإسرائيل! 

السادية والانحراف الجنسي، الأدب والهولوكست والنازيين، كلها مفردات اجتمعت مرة واحدة لم تتكرر في التاريخ الإسرائيلي، ويكشف النقاب عنها الآن فيلم بعنوان ستالج للمخرج الإسرائيلي آري ليبسكر تم عرضه مؤخرا في سينماتيك تل أبيب. يتناول الفيلم سلسلة من كتب الجيب ازدهرت في إسرائيل الستينيات، لم يعترف بها أحد كجنس أدبي ولا تم النظر إليها بجدية، بالرغم من انتشارها البالغ بين أوساط المراهقين. كانت تيمة واحدة هي محور سلسلة الكتب التي عرفت باسم كتب ¢الستالج¢: أسير، يهودي أو أمريكي، يتم حبسه في معسكر تجميع نازي تديره نساء يسئن معاملته. وكما هو متوقع، يتم صبغ الحبكة بصبغة جنسية واضحة. غير أن هذا النوع الأدبي من أدب البورنو الخفيف الذي يقوم ببطولته العدو المطلق لليهود، أي النازيون، والذي شكل صرعة الستينيات الأدبية في إسرائيل، اختفي تماما منذ السبعينيات، تاركا وراء اختفاءه علامات استفهام كثيرة، يشاء القدر أن تعود الآن بقوة في مركز الساحة الأدبية الإسرائيلية.

*****

أثار فيلم ستالج أصداء مدوية منذ عرضه في مهرجان القدس السينمائي وبعد عرضه في سينماتيك تل أبيب. وكما تقول محررة يديعوت أحرونوت التي تناولت موضوع الفيلم والجنس الأدبي، لا يدعو الأمر للعجب، فكتب الستالج تثير المتعة الكامنة في الصدمة. الصلة المتخيلة بين أسري المعسكرات، الذين يتضورون جوعا، ويعانون البرد القارس وبين الجنس هي صلة واهية، ولكن في النوع الأدبي الذي يتناوله الفيلم، فلقد اصطبغت بصبغة المتعة المحرمة، والميول الانتقامية السادومازوشية.

سألت صحيفة يديعوت أحرونوت آري ليبسكر مخرج الفيلم، عن أسباب اختفاء الظاهرة منذ السبعينيات، فأجاب بأنه كان هناك سببان: الأول هو إغراق السوق بكتب الناشر عزرا ناركيس: ¢أغرق ناركيس السوق لأسباب تجارية، حتي يتمكن من محاربة المنافسين. في البداية كانت الكتب تنتقل فوريا إلي يد الأطفال. كانوا يبيعون صفحات من كتب الستالج في المدارس، ولكن بعد هذا وصلت كتب أخري إلي هؤلاء الذين كانوا يبحثون عن سبب للغضب.

*****

أما السبب الثاني وفقا لليبسكر فقد كان التغير الذي مر به الوعي الإسرائيلي بعد محاكمة أدولف إيخمان في تل أبيب، وكان أحد المسئولين النازيين الكبار في الرايخ الثالث. بدا بعدها أن قراءة الستالج هي إساءة للناجين من الهولوكست الذين أصبحوا منذئذ معروفين جدا. ¢كانوا يذهبون إلي بائع في كشك ويسألونه أتبيع هذه الكتب البشعة؟ فجأة نما إحساس بأن هذا هو أمر غير شرعي ولا يجب أن يحدث. فورا بعد المحاكمة نشر ناركيس كتابا هو تنويع علي كتاب كنت كلبة الكولونيل شولتس، أما كتابه الجديد فقد كان بعنوان كلبة الكولونيل شوتس. كانت هناك كلبة وكان هناك كولونيل ولكن لم يكن هناك جنس.

يواصل ليبسكر: أنا أنتمي للجيل الثالث للناجين من الهولوكست. ولكن عمي ينتمي للجيل الأول، كانوا جميعا يقولون ¢لماذا يريدون الحديث عن هذا الموضوع؟. لديٌ صورة لم تعرض في الفيلم، صورها ناتان زهافي، ويبدو فيها شخص كبير جدا، إشكنازي، يقرأ كتاب ¢ستالج¢ في شارع ديزنجوف. كان لدي جار يسكن تحتي. قالوا لي أنهم عندما رموا له عفش بيته أخرجوا منه مجموعة مذهلة من كتب الستالج. كان هذا شيئا دوما ما تتم تخبئته. ولكن في السبعينيات، كان الخجل من قراءة هذه الكتب أكبر كثيرا من موضوع الجنس.

عالم الاجتماع عوز الموج كتب عن ظاهرة الستالج في كتابه الافتراق عن شاروليك، واصفا هذه الكتب بأنها ظاهرة هامشية كانت واحدة من علامات الطريق للجنسانية الإسرائيلية. وبالفعل، يبدو أن كتب الجيب هذه ساعدت في الابتعاد عن الأسطورة الصلبة التي نمت حول الإسرائيلي الصبار المولود في إسرائيل والذي لا يتميز بأية ميول جنسية. كان إسرائيليون هم من كتبوا هذه الكتب، ولكنهم كتبوها بأسلوب يبدو مترجما، لأجل إبعادها بقدر ما يمكن عن الأدب المعترف به.

*****

في الفيلم يكشف ليبسكر عن الأشخاص الذين وقفوا وراء ظاهرة الستالج، الكتاب والناشرين والمعجبين. لا يخجل أي منهم من هذا الماضي، علي العكس. فما تم تهميشه ومحوه واصل الوجود تحت السجادة. يقول ليبسكر: ¢الربط بين الهولوكست والبورنوجرافيا انتقل إلي مناطق أخري. العناوين التي ظهرت في مجلة بول في السبعينيات من عينة: ¢اليهودية التي تعرت ونامت مع الألمان، كانت تكمل المسيرة الستالجية. في الثمانينيات وصلتنا أفلام البورنو، وأفلام الفيديو والأفلام المعروضة في القنوات الألمانية. كان ألمان الهولوكست وألمان هذه الأفلام هم نفس الشيء. كلاهما كان يقول اختونج اختونج، أي انتباه انتباه. ظل دوما تصورنا عن الألمان أنهم متاحون، مثل الألمانية الشبقة، وبالطبع، فالشر دوما جذاب.

*****

روبسر شلومو زند من جامعة تل أبيب كان يقرأ كتب الستالج عندما كان صبيا. يقول: وصل الأمر أنني سرقت كتابا كهذا من الكشك، بدافع من جوعي الجنسي. لم تكن وسائل الإعلام قادرة علي إشباع بعض الغرائز الذكورية. كان العالم الصهيوني تطهريا وكان هذا أدبا ¢تحت الترابيزة¢، ازدهرت هذه الكتب عشية الثورة الجنسية في نهاية الستينيات بالبلاد.

وفقا له، فالربط الجنسي بين النازيين والضحايا لم يختف، وإنما ما تغير هو النظرة إلي الهولوكوست نفسه. يقول: حضور الهولوكست في الحيز العام كان ضعيفا بشكل بالغ. كنت صبيا في هذه السنوات، عرفت أنني قفزت مباشرة من التوراة إلي البالماح، وليس من المنفي إلي الهولوكست. ويضيف: لم يتحدث أحد لأننا تصورنا أن من نجا من الهولوكست إنما نجا علي حساب الآخرين. وهؤلاء الذين نجوا اشتبه في كونهم قاموا بالسرقة أو اتسموا بالعنف. الألمان حولوا سكان المعسكرات إلي حيوانات، وهذا الوجه، الذي يتم إخفاؤه اليوم، كان شعبيا جدا في الخمسينيات، وبشكل مبالغ فيه، ومن هنا جاءت هذه الكتب. كان هذا موازيا للنظرة العامة، المستريبة التي كان ينظر بها إلي الناجين.

يضيف زند: هم يعتقدون أن التحول الأكبر كان محاكمة أيخمان، وأنا لا أتقبل هذا. كانت المحاكمة علامة طريق مهمة ولكنني أعتقد أن استدعاء الهولوكست إلي الحيز العام، سواء في البلاد أو في العالم، حدث بعد 1967. الانتصار الخاطف لإسرائيل في 1967 أوجد نوعا من التباهي في إسرائيل والعالم. عندما يكون اليهود منتصرين وأقوياء، فلا يمكن سرد قصة عن كيف كانوا ضحايا. منذ ذلك الحين نحن أيضا نحتل شعبا كاملا لأربعين عاما ولازال علينا أن نواصل الحكي عن كيف كنا الضحايا الأبديين، لا يمكن منافستنا كضحايا. يجب تذكر أن الهولوكست لم يتم إدراجه في مناهج التعليم قبل السبعينيات.

*****

يصل ليبسكر في الفيلم، في سعيه وراء تفسير ظاهرة الستالج، إلي كتب ك. تستنيك، والتي صدرت في الخمسينيات واهتمت أيضا بالحياة الجنسية لأسري معتقلات النازيين. فبخلاف الستالج، تم إدراج كتك. تستنيك ضمن الكتابات المعترف بها لأدب الهولوكست، كما تم تدريسها في المدارس الإسرائيلية كجزء من المنهج الدراسي لوزارة التعليم، بالرغم من أن الأوصاف الواردة فيها هي من بنات الخيال المستعر للكاتب. فعلي سبيل المثال الوحدة 24 في أوشفيتز، والتي تظهر فيها العاهرات اليهوديات في كتاب ¢بيت العرائس، هي وحدة سكنية خيالية، وكذلك وصف الميل لأكل اللحم البشري والاغتصاب التي تظهر في كتاب أسموه فيفال. يقول ليبسكر: الجنون هو أنهم أدانوا الستالج ولم يدينوا ك. تستنيك. عندما سألت عن سبب عدم إدانتهم ك. تستنيك، قالوا لي: من كانت لديه القوة؟ فقط الآن أفاقوا.

البروفيسور دان ميرون، والذي يظهر في الفيلم، كان أول من أشار إلي السمات البورنوجرافية لكتابات ك. تستنيك في التسعينيات. أما الأديبة والمترجمة روت بوندي، الناجية من الهولوكست، فتتحدث في الفيلم عن الأثر السلبي الذي نتج عن كتب تستنيك فيما يخص النظرة للناجين في هذه السنوات. تقول: ¢لقد تحول تستنيك إلي شخصية مقدسة لا يمسها أحد. ولكن هذا أدب هولوكست أصفر وأنا لا أعتقد أن أحدا في الخارج ينظر إليه بجدية. تم إدراجه في مناهج التعليم لأنه واحد من كتاب الروايات الشهيرة عن الهولوكست. يمكنني فهم لماذا أدرجت ¢مذكرات آنا فرانك¢ في مناهج التعليم، وأفهم لماذا يقومون بتدريس أهارون أفلفلد. لا يمكن بحال المقارنة بينه وبين أفلفلد أو بينه وبين إيدا فينك أو بريمو ليفي.

*****

يقول بروفيسور روبسور شلومو زند ليديعوت أحرونوت: ¢حتي اليوم لدينا ميل للقسوة، لسحر القوة. نحن نعرف أنه في جزء كبير من اللعبة الجنسية تكمن القوة، لذا فلقد أصبح للستالج منصات أخري. السبب هو أكثر تاريخية ووجودية. في كل عصر تصبح هناك أشكال أخري من التعبير عن الارتباط بين الجنس والقوة. ولهذا فللسير الذاتية للحكام الدكتاتوريين شعبية كبيرة هنا.

قال فوكو ردا علي هذه الظاهرة أنه لا يفهم الربط بين النازيين، الذين كانوا موظفين قاتمين، وبين الجنس. كان هو أحد المنظرين البارزين الذين ربطوا بجرأة بين القوة والجنس، وضللنا وضلل نفسه عندما قال ما قاله، ربما لأنه خاف علي نظريته من هذا الحكم. كان أيخمان عاشقا كبيرا. كانت له عشيقة يهودية لم ترغب في تسليمه بعد 1945. لم يكونوا جميعا علي هذه الشاكلة، ولكن هذا هو النموذج الأكثر مثالية لشخص بدا في محاكمته بائسا وقبيحا جدا ولكنه أحب النساء بهذه الدرجة. إذن فقد كان للنازيين الكثير جدا من الانحرافات الجنسية واستطاع مبدعون كثيرون استثمار هذا، وحتي اليوم لازالوا يستثمرته. ليس صدفة أن استخدام الملابس الجلدية في البورنوجرافيا السادومازوشية يذكرنا بالمعاطف الجلدية لضباط الإس إس.

  المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام 

  صدر للباحثة السعودية الدكتورة هتون أجواد الفاسي مؤخراً كتاب باللغة الانجليزية بعنوان «المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام: الأنباط» عن دار آركيوبرس البريطانية بمدينة أكسفورد، ويقع الكتاب في 129 صفحة من القطع الكبير و37 لوحة.  

ويتناول الكتاب تاريخ المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام في الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي أي منذ ما يقارب ألفي عام، ويركز على تاريخ المرأة النبطية خلال فترة دولة الأنباط التي سادت في الشمال الغربي للجزيرة العربية والممتدة حالياً ما بين السعودية والأردن ومصر وسوريا وفلسطين.  

ويعتمد هذا في مصادره على النقوش الكتابية والآثار والمصادر الكلاسيكية بالإضافة إلى الدراسات النسوية وما استجد حديثاً في علم التأريخ، كما قامت مؤلفة الكتاب برحلة ميدانية مطولة شملت المناطق التالية: مدائن صالح، العلا، خيبر، تبوك، قُرية، البدع (مغاير شعيب)، مقنا، عينونية، ضبا، الوجه، روافة، الديسة، تيماء، دومة الجندل، سكاكا، القريات.  

إثرا والكاف بالمملكة العربية السعودية ومناطق البتراء، البيضا، وادي رم، خربة الذريح، خربة تنور، سلع، الطفيلة، مادبا، جبل نبو، أم الجمال وأم القطين في الأردن وتدمر، بصرى، السويداء، خربة الخضر، دومه، صلخد، سيع، قنوات، وأوغاريت في سوريا، والجبيل، صور، صيدا، بعلبك والنبطية في لبنان، ووادي مكتب، طريق قوافل جنوب سيناء، وادي سيح سدره، وادي حجاج، سرابيط الخادم وغيرها في شبه جزيرة سيناء وذلك للوقوف على الآثار المتعلقة بموضوع الكتاب.  

وسؤال الدراسة الأول هو ما إذا كانت المرأة النبطية قد تمتعت بمكانة متميزة بالنسبة لمجتمعها والحقبة التاريخية المشار إليها، وبعد التدليل على ذلك تنتقل الدراسة إلى التساؤل الثاني حول العوامل التي جعلت بإمكان المرأة النبطية أن تبرز في النقوش والعملة وتكون لها مكانة متميزة مقارنة بمعاصراتها. ويسعى الكتاب بشكل خاص إلى تعويض تهميش دور المرأة عبر التاريخ من خلال رواية ما يُعرف من قصة المرأة النبطية التي تمثل جزءاً مهماً من التاريخ الإنساني عموماً والعربي خصوصاً.  

 538 دار نشر تشارك في معرض الكويت للكتاب   

 اعلن الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الرفاعي عن مشاركة 23 دولة في الدورة ال32 لمعرض الكويت للكتاب.. وبين الرفاعي في مؤتمر صحافي ان عدد دور النشر المشاركة يبلغ 538 دار منها 477 دار نشر اهلية و 55 مؤسسة رسمية وست منظمات عربية ودولية تشارك ب 11891 عنوان حديث من اجمالي الكتب المسجلة في قاعدة البيانات والتي تبلغ 109700 عنوان.

واشار الى اقامة عدد من المعارض المصاحبة لمعرض الكتاب وهي المعرض الخاص ب20 فنانة تشكيلية كويتية من مختلف المدارس ومعرض لمراقبة التراث العربي يقدم خلاله مجموعة من المخطوطات الاصلية والمصاحف النادرة.

وحول مشاركة المجلس الوطني في المعرض بين ان ادارة النشر والتوزيع التابعة للمجلس شاركت بجناح يضم اصدارات المجلس المختلفة والاعداد القديمة والنادرة من السلاسل المختلفة بالاضافة الى قرص مدمج يضم 267 كتاب من سلسلة عالم المعرفة.

وقال الرفاعي ان ادارة المعرض خصصت ديوانية يلتقي فيها الاعضاء الناشرين العرب مع الناشرين الكويتيين والضيوف خلال فترة المعرض لتبادل الاراء ومناقشة مشكلات الناشرين العرب كما تم تخصيص جناح لاصدارات اعضاء اتحاد الناشرين العرب بالاضافة الى مشاركة دار الكتب والوثائق المصرية للمرة الاولى.

كتاب يقدّم قراءة نقدية لتجربة حماس وحكومتها    

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً حمل عنوان "قراءات نقدية في تجربة حماس وحكومتها 2006-2007"، يتناول فيه تجربة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/كانون الثاني 2006 إلى ما بعد الحسم العسكري في قطاع غزة، وهو موضوع يشكّل مثاراً للجدل ويفتح مجالاً واسعاً للنقاش. 

شارك في إعداد الكتاب عشرون باحثاً ومتخصصاً في الشأن الفلسطيني من مختلف الأطياف والاختصاصات، درسوا تجربة حماس في تطبيق برنامجها السياسي، وأدائها الحكومي، وسلوكها الأمني، وعلاقاتها الداخلية والعربية والدولية. 

ومن بين المشاركين شفيق الحوت، وأسامة حمدان، وعبد الستار قاسم، ووليد عبد الحي، وحسين أبو النمل، وعدد من الكتاب والمحللين والمفكرين. 

ويرى الكتاب الذي حرّره رئيس مركز الزيتونة محسن صالح أن حركة حماس حقّقت شرعية شعبية لنفسها ولبرنامجها في المقاومة من خلال فوزها بأغلبية مريحة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، إلا أن النموذج الإصلاحي والتغييري الذي أرادت تقديمه اصطدم بتحديات الصراع الداخلي، وحقائق الاحتلال الإسرائيلي، وبالحصار الدولي الظالم والخانق، وبالضعف العربي والإسلامي. 

ويخلص الكتاب إلى أن حماس لم تتمكن من تنفيذ برنامجها بسبب الصراعات والضغوط والضربات التي كانت تأتي من كل جانب، كما تعرّض أداؤها الحكومي للعديد من الانتقادات، ووجِّه الكثير من الأسئلة عن مدى واقعية حماس في التقدم لقيادة سلطة تعمل تحت الاحتلال، أو عمل برامج إصلاحية في بيئة لا تملك فيها مفاتيح القرار الحقيقي أو التغيير على الأرض.   

الخيارات المحدودة 

وقال محسن صالح  إن الكتاب خلُص إلى أن الخيارات التي سنحت لحركة حماس كانت محدودة جداً، فوجدت نفسها تدخل ممرات إجبارية. 

واعتبر صالح أن الكتاب ميّز بين الخيار الذي اتخذته حماس بدخول الانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة، معتبراً أنه "خيار كان لا بد منه، فحماس كانت بحاجة لحماية نفسها، لا سيما أنها كانت –حينذاك- مستهدفة ومعرضة للضرب والتهميش في أي وقت". 

أما الخيار العسكري الذي سلكته في حسم المعركة في قطاع غزة, فقال صالح إن آراء المشاركين في إعداد الكتاب تباينت في تقييمه، لا سيما أن الكتّاب ينتمون إلى مشارب وفئات وفصائل مختلفة، وقد عبّروا عن وجهات نظرهم المختلفة. 

وتابع "لكن المحصلة الأساسية التي تمّ الإجماع عليها هي أن حماس وُضعت في الزاوية الصعبة بسبب الممارسات والانفلات الأمني الذي قام به بعض الأطراف، وكانت إلى حد كبير في وضع المضطر، لكن هذا لا ينفي وقوعها في سلسلة أخطاء ميدانية سواء في الممارسة على الأرض أو في الجانب الإعلامي، وكان بإمكانها أن تنفذ عملية الحسم بشكل أفضل وأخطاء أقل، لأن ما حصل تسبب إلى حد كبير في تشويه صورتها". 

ونفى صالح أن يكون الكتاب قد تمّ إعداده "بناء على طلب قيادة حماس، فنقد تجربة حماس فكرة قديمة عملنا عليها ابتداء من مايو/أيار الماضي، أي قبل الحسم العسكري في غزة. والفكرة انطلقت حين أحسسنا بالقلق على المشروع الوطني الفلسطيني، لا سيما بعد الانفلات الأمني الذي حصل واستقالة وزير الداخلية هاني القواسمة، فشعرنا بأن المشروع الوطني يتعرض للخطر، وبالتالي حرصنا على تقييم التجربة في ذلك الوقت في إطار علمي ومنطقي ومنهجي وليس في إطار عاطفي، كما فعل الكثيرون". 

يقع الكتاب في 322 صفحة من القطع الكبير، وينقسم إلى جزئيْن، الأول يحوي أعمال حلقة نقاش عقدها مركز الزيتونة بتاريخ 25 يوليو/تموز 2007 تحت عنوان "تجربة حماس وآفاق الخروج من المأزق الوطني الفلسطيني"، قدّمت فيه سبع أوراق عمل توزعت على ثلاثة محاور، إضافة إلى مداخلات المناقشين وردود وتوضيحات مقدمي الأوراق. 

ويتضمن الجزء الثاني مجموعة من القراءات النقدية لعدد من المتخصصين المستكتبين من قبل المركز، تناقش تجربة حركة حماس في 13 موضوعاً مختلفاً، وتقدّم تقييماً لأداء الحركة في التعامل مع كلّ منها، واضعة مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات والتوصيات.    

  الزواج الفاشل لشكسبير في كتاب جديد  

  على الرغم من الشهرة الواسعة التي حظي بها وليم شكسبير والكتب الكثيرة التي غطت مساحة واسعة من أعماله المسرحية وشخصيته، إلا أن حياته الاجتماعية الخاصّة ظلت بعيدة عن البحث وتسليط الأضواء عليها، مع استثناءات نادرة من حين لآخر، ولعل كتاب (زوجة شكسبير) للكاتبة الأسترالية الأصل جيرمن جرير.  

يعد واحداً من تلك الاستثناءات التي كشفت جوانب مجهولة من حياة الكاتب الاجتماعية والعاطفية وسلطت الضوء على المرأة التي وقفت خلفه طوال حياته العملية ولم ينصفها المؤرخون وكتاب السير الذاتية على الإطلاق.  

لم يكن جميع الذين كتبوا عن شكسبير، أو أرّخوا لحياته منصفين بحق تلك المرأة، تقول جيرمن جرير، لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث العميق في الجوانب الاجتماعية لحياة الكاتب الأسطوري الذي عاش في القرن السادس عشر ووضع أسس المسرح وفلسفة الدراما، تلك الفلسفة التي خضعت للبحث والتنقيب بواسطة المئات من الكتب على مر القرون،  

لكن لا أحد انتبه لامرأة رضيت العيش في ظل الكاتب العظيم وتحملت نزقه وتقلباته بصبر وبسالة، لذا قررت أن أكتب عن آن هاثاواي، أو آن شكسبير، زوجة الكاتب المحبة ذات الروح الباسلة التي كانت تكبر الكاتب بثماني سنوات.  

لقد تزوج وليم شكسبير آن هاثاوي عندما كان في الثامنة عشرة من العمر، عندها كانت هي في السادسة والعشرين وحاملاً في الشهر الثالث بابنتهما «سوزان» التي ولدت في العام 1583، ومن ثم ولد لهما التوأم «جوديت» و«هامنت» بعد سنتين.  

توفي وليم شكسبير في العام 1616 ككاتب عظيم وثري إلى حدٍ ما، بعد أن اعترف بزواجه من آن قبل وفاته بفترة وجيزة، في حين بقيت تلك المرأة مجهولة للغالبية العظمى من أصدقائه ومعارفه في الجزء الأعظم من حياته.  

لقد عد أغلب كتّاب السير الذين أرخو لحياة شكسبير (أغلبهم رجال تقول جيرمن جرير)، الكاتب ضحية زيجة من دون حب قلبت حياته جحيماً وكادت تقضي على موهبته، عندما كتب عليه العيش مع امرأة بعمر أمه، لكن الحقيقة، حسب غرير، غير ذلك، فقد كانت آن امرأة جيدة بروح باسلة محبّة وزوجة صالحة كانت تضع احترام زوجها وموهبته نصاب عينيها ومهتمة غاية الاهتمام بعمله،  

وقد امتدت تلك المسؤولية حتى بعد وفاة زوجها عندما تصدت للإشراف على نشر أعماله في طبعاتها الأولى، لكن للأسف لم يكن ثمة ما يثبت ذلك الان، تقول جرير، ليس ثمة عقود موقّعة أو فواتير وما شابه، لم يكن الورق قادراً على الصمود في تلك الأزمنة، لاسيما أن الجرذان في كل مكان وزمان، في إشارة لتآمر البعض لإبقاء آن في الظل.  

لقد بنت الكاتبة استنتاجاتها بتأن وصبر، وساقت الحجة تلو الحجة لتقارع ما اصطلح على تسميته زواج شكسبير الفاشل، أو الخطأ الكبير في حياته، مستلة تلك الاستنتاجات والحجج من أعمال شكسبير نفسه الذي طالما قدم العلاقات الزوجية الناجحة المبنية على الحب والسعادة في الكثير من مسرحياته، لولا أنه عرف الحب والسعادة الزوجية في حياته الخاصّة لما تمكن من الكتابة عن تلك العلاقات بهذا العمق، تحاجج جرير.  

لكن هل جميع طروحات جرير في كتابها الجديد صحية؟ أعني لجهة عمق المشاعر التي جسدها شكسبير في مسرحياته، لاسيما وأنه كتب بطريقة جميلة وعميقة أيضاً عن زيجات فاشلة وغير سعيدة، ربما كانت جرير على حقّ مستندة إلى بحوثها الحديثة واستنتاجاتها في الفلسفة الاجتماعية، وربما لم تكن كذلك، على الأقل لجهة كونها امرأة أرادت الانحياز لابنة جنسها في النهاية، لا أحد يستطيع الجزم بهذه السهولة في الحقيقة،  

لكن الشيء المؤكد أن جيرمن جرير قدّمت كتاباً مهماً للتاريخ الفني والاجتماعي، ولعل أهميته لا تأتي من كونه قد سلط ضوءاً على جوانب مجهولة من حياة آن شكسبير ومكانتها فقط، بل تجاوزه إلى تسليط الضوء على جيرمن جرير نفسها ككاتبة وباحثة مهمة تصدّت لموضوعة شائكة ومعقده تتعلق بسلوكيات شكسبير التي لم تتفق الآراء عليها حتى يومنا هذا. 

  1256عنواناً إسلامياً لعام 2007 في معرض الشارقة الدولي للكتاب   

  تشارك 138 دار نشر عربية متخصصة في الكتاب الإسلامي « مصاحف ـ تفسير ـ عقيدة ـ فقه إسلامي ـ مذاهب ـ مقارنات بين الأديان... الخ » بالدورة السادسة والعشرين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي ينظم بمركز إكسبو الشارقة في الفترة من 5 ـ 14 ديسمبر الحالي ويبلغ عدد الدور المشاركة بشكل مباشر 59 داراً.  

إضافة إلى 79 داراً منحت توكيلات لتلك الدور وهي من الإمارات ـ مصر ـ سوريا ـ لبنان ـ اليمن ـ السعودية ـ تركيا وليبيا، هذا إضافة إلى حوالي 8000 عنوان من إصدارات السنوات الثلاث السابقة.  

وتجدر الإشارة إلى أن حجم الإقبال على الكتاب الإسلامي الصادر حديثا يشهد نموا مطردا، ويولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الكتاب الإسلامي جل اهتمامه حيث وجه سموه بإنشاء مكتبات في كافة مساجد الشارقة.  

إضافة على مكتبة عامة ومتخصصة للكتاب الإسلامي تشرف عليها دائرة الأوقاف بالشارقة، كما أن الاهتمام بهذا الكتاب يأتي تعزيزا للحوار مع الآخر حيث يتم توفير عناوين ونسخ من تلك الإصدارات لمراكز ثقافية إسلامية في أوروبا أقيمت بدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة.  

كما أنهت لجنة المطبوعات لمعرض الشارقة الدولي للكتاب أعمالها التي تستهدف توفير أرقى الخدمات للجمهور والناشرين والإعلاميين.  

«تناصّ معماري» في بغداد 

  صدر حديثا للمهندس المعماري العراقي الدكتور خالد السلطاني، كتاب «تناص معماري ـ تنويع على تطبيقات المفهوم»، ويتناول بشكل خاص أعمال المعماريين الدنماركيين في البلدان العربية. واختار الدكتور السلطاني لكتابه الجديد شكلا خاصا، هو «الكتاب المربع»، ويقع في 300 صفحة، وتولت إصداره دار المدى للنشر، وموضوع الكتاب.  

كما ورد في مقدمته ـ هو احد المواضيع المطروحة بقوة على بساط البحث في أدبيات النقد المعماري الحداثي، وهو يستقي أهميته المعمارية من جانبين، يثري المرجعية الفكرية لمصممي تلك الأبنية بقيم معمارية مختلفة من جانب.  

ومن جانب آخر، يقدم للمعمار المحلي تمرينا ملموسا لأهمية تلك القيم والمبادئ المألوفة لديه، ولكن من خلال قراءتها بنكهة خاصة.. نكهة متأتية من تأويل الآخر وتفسيره لها ضمن معايير ثقافته المختلفة ومستوى معارفه المهنية..  

فالكتاب يشتغل على منهاج إعادة فهم وتقييم العناصر المألوفة لعمارتنا ضمن رؤى مخالفة قادرة بحكم تميز منجزها ان تمنحها حياة أخرى، وتجعل منها جزءا من تطبيقات الخطاب الحداثي، بمقارباته المتنوعة، المتخم بها المشهد المعماري العالمي.  

المؤسسة العربية للدراسات في معرض مونتريال 

  شاركت المؤسسة العربية للدراسات والنشر في معرض الكتاب الذي اقيم في قصر المؤتمرات بمدينة مونتريال بكندا في الفترة ما بين 17 ـ 20 نوفمبر الماضي، تنظم المعرض رابطة MESA Middle East Studies Association وهو يأتي على هامش مؤتمرها السنوي الكبير والذي يحضره هذا العام قرابة 2000 أستاذ وباحث جامعي من جميع أنحاء العالم.  

يبلغ عدد دور النشر المشاركة 86 دار نشر ومنها دور نشر جامعية في الولايات المتحدة الأميركية وتلك المهتمة بدراسات الشرق الأوسط .

دراسة فرنسية عن كتابة الاعترافات العربية: 

ليست هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها طرح اشكالية السيرة الذاتية للكاتب العربي. فبرغم نشأة هذا النوع الأدبي وازدهاره في البلدان العربية الا انه خضع دوما لمعايير صارمة وجهت الأنا والزمتها بالضوابط الاجتماعية. وليس هناك دليل علي ذلك أكثر من التشوش الدلالي في الأدب العربي الكلاسيكي حول مصطلح الفهرسة الذي يعني دمج فهرس وسيرة ذاتية معا ، حيث يعرض الكاتب قصة حياته مع الالتزام بالأنماط الأساسية السائدة، فيدون خبراته العلمية والمهنية ويستعرض قائمة بالاختبارات القاسية التي مر بها.

يأتي هذا النظام الاجباري للسرد ليدعم نموذج بناء الفهرسة ويجعل الحكاية أقل ذاتية

وهكذا,كان من المعتاد أن تبدأ كتابة السيرة بشجرة عائلة توضح نسب الكاتب. وكي يتم تجاوز هذا النموذج كان يجب أن يظهر كتاب نشأوا في ظروف أقل تزمتا وقادرين علي الاستفادة من الحمايات الأجنبية فيما يخص توجههم لتكثيف الاحساس ب الأنا وجعله أكثر ذاتية ، وهكذا تمت محاولات لتطوير الوعي بوجه الخصوص في العشرينات والثلاثينات.

علي هذا النحو, تعتبر تجربة اسماعيل بيج شول الذي أصدر سيرته الذاتية بالعربية عام 1934 تحت رعاية الجامعة الأمريكية ببيروت تجربة نموذجية. فكل شيء كان يدفعه الي أن يقدم نفسه ويروي حياته بصورة أكثر ذاتية فهو يزيدي ومن أصل كردي عراقي (مما يضاعف من الجانب المضطهد في هويته باعتباره ) مما أكسبه تعاطف وصداقة الجمهور في الخارج. وأصدر شول كتابه تحت عنوان سيرة اسماعيل بيج شول وهو عنوان طويل الي حد ما بالنسبة للقواعد المتعارف آنذاك والتي خالفها تماما شكلا وموضوعا . وبداية من العنوان استطاع النص الهروب من ثقل قواعد النموذج القديم للسيرة الذاتية أو ما تسمي بالفهرسة.

لقد كان كتابه مميزا واختلافه عن الأعمال الأدبية السابقة واضحا فبرغم انتمائه الي عائلة من الأمراء تجنب تماما أن يذكر للقارئ أي شيء عن نسبه وبدأ مباشرة بقصة زواجه التي عارضتها العائلة بشدة ثم انتقل الي قص ذكريات منفاه حيث ماتت زوجته علي اثر انجابها لطفلهما كان من غير الممكن أن يتطرق كاتب الفهرسة الي سرد أحداث موت الا ان كاتب السيرة الذاتية يستطيع أن يروي أحزانه لكن مبتعدا عن المبالغة والخطابة ثم يزيد هذا الاختلاف بتعمق الكاتب في سرد تجواله وشروده وتركه ابنه لمرضعة مما يتعارض مع كتاب الفهرسة الذين يفخرون وينعمون بذريتهم

لقد تبلور مفهوم السيرة الذاتية وتطور شكلا وموضوعا في الوقت الراهن أكثر من أي وقت آخر وصدرت مؤخرا ترجمات فرنسية لسيرتين ذاتيتين عربيتين معاصرتين في آن واحد (رام الله حبي لمحمود أبو هشهش )و(مقاربة الأبد لجمال الغيطاني ) نستطيع اعتبارهما التطور الأدبي لسيرة شول. فالعملان مأخوذان من الواقع كما هو دون أي تعديل يذكر ككل الأدب المنتمي لأسلوب الواقع التخيلي. حتي اذا قرر الكاتبان اختيار عناوين مراوغة لا تنبئ بأن محور الرواية الوحيد هو مسألة الأنا ومعاناتها الذاتية.

تبدأ قصة محمود أبو هشهش الكاتب الفلسطيني (في الثلاثينات من عمره )باستحضار قصة حب كادت أن تنتهي واختار محمود أن تكون جملته الاستهلالية لماذا لم تعودي . ويروي انه يعيش في الانتظار ويصر علي أن يوجه يومياته لتلك المرأة الغائبة الحاضرة دوما في قلبه: اني أقر ان لديك موهبة خاصة في فن صناعة الذكريات بطلة أبو هشهش هي امرأة ذات شخصية قوية فهي فرنسية متحررة أتت لفلسطين للتضامن مع الشعب الفلسطيني ولتصبح شاهد عيان علي الوضع عندما تعود لفرنسا.

لقد اكتشف محمود ذاتيته واعترف بها كنا جالسين علي مائدة في مطعم ايطالي في الشانزلزيه حين قلت لك اذا كتبت رواية ربما بدأت باحدي ذكريات المراهقة فيروي: قد كنت تلميذا عندما انجذبت عيني لعابرة جميلة من زجاج الحافلة كنت أتمني أن تطول اللحظة وألا أعود الي المخيم قبل أن أتبعها في رحلة طويلة ­في كتابة اليوميات هناك دائما ثغرة متروكة للاحتمالات

جمال الغيطاني كاتب مصري يبدأ روايته بتجربة المستشفي حيث كان يستعد لاجراء عملية خطيرة من الممكن أن تكون المستشفي الأمريكية لكنه لم يوضح واكتفي بوصفها بانها بعيدة جدا عن وطنه ، ظهرت الممرضة في الغرفة ثم ذهبت : ماكادت أن تترك الغرفة حتي شعر بالضيق وأراد أن تعود مرة أخري . لماذا بدءا من ظهورها في القصة لجأ جمال الغيطاني الي ضمير الغائب هو ليتكلم عن نفسه هل كان مازال هو نفسه بنفس أنا الكاتب البليغة المعجبة بذاتها كاترين _ أيا ما كان اسمها _ جعلت منه رجل آخر كان حياديا وبدخوله المستشفي واجه السؤال الحقيقي : من أنا ؟

وأكمل الغيطاني اللعبة , وبدأ يحكي عن والده العزيز الغالي وعن انفصاله عنه وما يمثل موته له وهو في السادسة عشرة من عمره في تلك الليلة المقدرة ، وكتب القصة دون أي مغالاة أو مبالغة عاطفية, وكانت تبدو كاعتراف متحفظ وبحسب رأيه ان هذا العمل يعد اعترافا أكثر منه رواية : لقد كانت تلك هي المرة الأولي التي اتكلم فيها بحرية عن تلك الليلة .

من الممكن أن يبدو ذلك ككذبة كبيرة لقراء كتاب (التجليات) الذي طرح مسألة فقد الأب بأسلوب مبالغ فيه ومتكلف لاهتمام الكاتب بانتاج عمل أدبي رفيع أكثر من عمل واقعي ليس من السهل علي اي عربي كتابة سيرته . في هذا العمل غابت الصوفية الشفاهية المجازية فلقد مر الغيطاني بعملية قلب مفتوح ليس فقط بالمعني الحرفي وهكذا انتصرت الواقعية التخيلية.

الرابط بين اسماعيل بيج شول وتابعيه من فلسطين ومن مصر هو رابط الحياة نفسها بحواجزها الثقافية التي يجب تجاوزها كصدمة وجود المرأة المحرمة التي لا تريدها العائلة كزوجة وسواء كانت قادمة من فرنسا أو ترتدي سترة تمريض. تلك الصدمة هي البذرة التي قام عليها بناء الروايات الثلاث، فقد عاش الغيطاني تلك الصدمة بشكل أقوي من التضمينات المجازية الصوفية التي اعتاد اللجوء اليها أمسكت الممرضة برباط سترة المستشفي المعقود من الخلف وجذبته لأسفل بشكل جعل عري يكتمل تماما أمامهم . لم يعد هناك مكان متاح للأدب المتكلف خطيئة اللغة العربية منذ أن كتب مذكراته ليتعري بشكل أفضل نستطيع أن نقول : اذا تعري الملك فلم يعد هناك مكان للخجل.

الفاتحون، الأمراء والخلفاء أحدث كتاب عن الإسلام في أسبانيا:

نظرة جديدة للأندلس.. الجنة المفقودة

دائما ما نري نحن العرب الأندلس جزءا من ماض نعتز به.. نتغني بأمجادنا وانتصاراتنا التي حققها المسلمون علي أراضيها، بينما يري الغرب ­ وعلي وجه الدقة بعضا منهم­ أن الأندلس كانت ولا تزال أرضهم التي غزاها المسلمون وما أنجزوه هناك يقوم به أي مستعمر أو غازي في الأرض التي يضع عليها قدمه. ويظل هذا الاختلاف قائما لن يتم حسمه.

وقد بدأ الاهتمام الواضح ثانية بالأندلس منذ منتصف السبعينيات.. منذ أن بدأت إسبانيا تعاني لسنوات من تعايش صوري وتغير لمفهوم الهوية القومية لبعض عناصر مجتمعها، فأصبحت تلتمس صورة العصور الوسطي التي عاشتها شبه جزيرة إيبيرية بما فيها من علاقات إيجابية متبادلة بين أفراد المجتمع وبين الأديان المختلفة.. فأصبحت الأندلس هي الجنة المفقودة.

وعندما كانت الأندلس هدف للمؤرخين، المستشرقين وعلماء الآثار... فقد قدم لنا الكاتب والمؤرخ الإسباني إدواردو مانثانو مورينو كتابا جديدا تحت عنوان الفاتحون ، الأمراء والخلفاء.. الأمويين وتأسيس الأندلس . ويطرح فيه مانثانو الأستاذ بالمجلس الأعلي للبحوث العلمية نظرة جديدة لعصر يراه من أكثر العصور غموضا وجدلا في تاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية وهو فترة الثلاثة قرون اللاحقة للفتح العربي عام 711م، والتي تحولت فيها أرض مسيحية ورومانية تجعرف باسم إسبانيا إلي أرض إسلامية وعربية عجرفت بالأندلس والتي كانت من أكثر المراكز الثقافية إشراقا في العالم. ويجعد هذا العمل ثمرة بحث غير عادي لم يجبن فقط علي قراءات نقدية لمصادر عربية ولاتينية، لكنه غني بالإسهامات الحديثة لعلماء الآثار والمتخصصين في المسكوكات والتي أكدت في كثير من الأحيان ما تقوله هذه المصادر.

وقد ظلت الأندلس ­ بالنسبة لكثيرين بمن فيهم المثقفون­ تدور في دائرة مفرغة فنري في كتابات المتخصصين سواء كانت مقالات أو كتبا من يصفها مرة بالمجتمع المثالي ومرة أخري من يشوه تاريخها وحضارتها.. أما مانثانو فقد كسر هذه الدائرة.. فمن البداية قرر أن من يعتقد أن المجتمع الأندلسي بكل تعقيداته هو مجتمع مثالي ونموذج فريد وأن يتلخص حكمنا عليه في كلمة من اثنتين أبيض أو أسود، فسيكون بالتأكيد قد وقع في خطأ كبير، فمن وجهة نظره لا يجب طرح قضية الفتح العربي كما يطرحها بعض المتخصصين في السنوات الأخيرة إما من وجهة نظر محافظة تقول بأن الفتح كان تفتيت للمجتمع الإسباني وفرض وجود مجتمع آخر غريب عنه، وإما من وجهة النظر الأخري التي تري أن الفاتحين أثروا بالكاد في السكان الأصليين وأن الفتح كان استمرارا لتاريخ المجتمع الإسباني تحت حكم القوط.. لكنه يري أن المجتمع الأندلسي كان من التعقيد والتداخل بحيث يصعب الحكم عليه بهذه الطريقة القاطعة.. فقد كان أقرب إلي لوحة من الفسيفساء.

وقد كسر إدواردو مانثانو حاجزا آخر في كتابه وهو الحاجز الذي يفصل بين دارسي العصور الوسطي من العالم المسيحي ومن العالم الإسلامي.. فكانت لديه الرغبة في توحيد العالمين.. لذلك استعان بدراستهما ودخل في مناظرة وجدال مع المصادر والمراجع من كلا الجانبين.  

وقد جعل مانثانو من اسم الكتاب الفاتحون، الأمراء و الخلفاء تلخيص لما يحويه بداخله.. فقد قسم كتابه إلي ثلاثة أجزاء كل جزء منهم يتحدث عن فترة تاريخية معينة.. فالجزأن الأول والثاني ­ وعنوانهما الفاتحون و الأمراء ­ يهتم فيهما الكاتب بالجيش، بإدارة البلاد، بالموارد، النظام الإجتماعي، الضرائب والثوار.. لقد اهتم بكل مظاهر الحياة المادية حتي عجدة الزراعة وصناعة الفخار والابتكارات التقنية و الزراعية، وقد أولي إهتماما خاصا لنقطة هامة من وجهة نظره وهي كيف أن الفتح العربي إستطاع من خلال ما قام به من تنمية عمرانية وإستخدامه لموارد شبة الجزيرة إلي أن يتحول إلي شكل جديد من أشكال الحكم.. فهو يري أن بناء المدن والجوامع لا يدل علي مظاهر الروعة والفخامة ولكنها إشارات لمميزات معمارية يوطدوا معها حكمهم، وقد أدهشه اشتراك الكثير من أهل البلاد الأصليين في تشكيل وتدعيم هذا الحكم خاصة أبناء الطبقة الأرستقراطية الذين تعاونوا مع الفاتحين في مقابل مكاسب جيدة لهم.. فقد رأوا في هؤلاء الفاتحين ضمانا للدفاع عن مصالحهم كما أن العرب جنوا الكثير من هذه التحالفات.. بمعني آخر قام الفتح بتحولات عميقة، ليست تحولات جوهرية عن طريق نشر الدين الجديد (لأنها عملية تأخذ الكثير من الوقت) إنما عن طريق التوسع العسكري التي سهلته قطاعات واسعة من هؤلاء الأرستقراطيين، فيري الكاتب أنه تعامل هنا مع حالة لا تختلف كثيرا عن الفتح الروماني إسبانيا أو الاستعمار الإسباني لأمريكا اللاتينية والذي نتج عنه تحولات اجتماعية وثقافية جوهرية بعد زمن طويل. وقد ساعدت تحليلاته في كثير من الأحيان علي رسم صورة معقدة عن التحول الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي مر به المجتمع الإسباني. وبالرغم من مانثانو لم يهتم في هذين الجزءين بالناحية الدينية إلا أن الإسهامات الأثرية التي استعان بها أكدت ما يريد قوله عن عدم التأثير الجوهري في المجتمع الذي يحدثنا عنه وهي عثور علماء الآثار علي قبور الإسبان الذين دخلوا الإسلام بعد الفتح في نفس المدافن التي كان أجدادهم يدفنون فيها، لم يتغير شيء سوي وضع استلقائهم.. فبدل أن كانوا يدفنوا وهم مستلقون علي ظهورهم أصبحوا يّدفِنون موتاهم علي جانبهم الأيمن.. وهذا يدل علي أن هؤلاء المسلمين الجدد لم يكونوا يعرفون بمنع الدين الإسلامي دفن المسلمين في المقابر التي يدفن فيها غير المسلمين.

أما الجزء الثالث من الكتاب فقد خصصه لفترة الخلافة الأموية التي بدأت عام 929م حتي أفول نجم الدولة الأموية في عام 1031م، ووضع له اسم الخلفاء . وعندما يصل القاريء إليه سيشعر أنه يقرأ كتابا منفصلا تماما عن الجزءين السابقين.. حيث إن الكاتب أراد أن يصل به إلي نهاية الطريق.. بمعني آخر يصل للحظة التي تحولت فيها الأندلس بالكامل إلي مجتمع إسلامي، وفي هذه الفترة تأسس ما يسميه مانثانو (بالنظام الإسلامي) وهو مجموعة من الممارسات الدينية والقواعد القانونية والاجتماعية التي وضعت بطريقة تجعل من اليسير تنظيم المجتمع حسب تعاليم الدين الإسلامي، ومع أن مانثانو اهتم هنا بالحكم وبقدرته علي الحفاظ علي إدارة البلاد، كما أنه سلط الضوء أكثر علي الحياة الدينية والفكرية التي ظهرت فيها تيارات جديدة ليس فقط في الناحية التشريعية بل الدينية أيضا.. وهذه التيارات الأصولية سمحت بعد ذلك بظهور الصوفية.. إلا أنه افتقد كثيرا التأكيد علي الناحية الأيديولوجية لهذه القوي السياسية في هذه الفترة وعلي خصائص حكمها وسيطرتها علي أتباعها الذين سبغوا علي الخليفة صفة القداسة حتي أنهم أطاعوه في كل قراراته سواء كانت شرعية أم لا. ويري بعض النقاد أن هذا الجزء هو الجزء الأقل دقة.. فتعلق الناقدة مرثيدس جارثيا وتقول إن الكاتب لم يبرع فيه كفاية.. حيث أنه لم يرسم الصورة الكاملة والدقيقة كالتي رسمها في الجزءين السابقين، صحيح أنه أثار نقاطا ذات أهمية لكنها غير مترابطة وانطباعية خاصة أنه استعان بمصادر أكثر غني وأهمية من سابقتها وتتميز باختلافها وتنوعها فهي قانونية، دينية، أدبية وتاريخية... ربما لأنه عاني من نقص الوثائق الأرشيفية العربية الخاصة بالعصور الوسطي مما جعله يستعين بالأخبار والمعلومات الشفهية الموثوق في صحتها.

وبالرغم من أننا نأخذ علي مانثانو أنه أعطي اهتماما للتحولات الاجتماعية علي حساب أيديولوجية هذه المرحلة إلا أنه لم يغفل نقطة هامة.. وهي تعريب المجتمع.. فداخل بناء الإمبراطورية الإسلامية ­ وهنا يرجع الكاتب إلي التأكيد علي التشابه بين الإمبراطورية الإسلامية وبين الإمبراطورية الرومانية والإسبانية في أمريكا­ كان انتشار اللغة وتحولها إلي وسيلة وأداة أساسية لنقل الثقافة وتأكيد النفوذ إشارة هامة جدا لتوطيد هذا النظام الإسلامي.. فيذكر أن اليهود والمسيحيين في الأندلس (وفي الشرق الأوسط أيضا) كانوا يتحدثون ويكتبون باللغة العربية بما في ذلك نصوصهم الدينية.

وأخيرا هي تجربة لها مالها وعليها ما عليها لكنها في نهاية الأمر تجحسب لصاحبها.. فكتابه له طابع سهل الإدراك، مكتوب بشكل جيد من وجهة نظر جدية وأدبية، متواصل بشكل ممتع، والذي جعله أكثر سهولة في فهمه أنه يشرح كل كلمة جديدة ­ خاصة إذا كانت عربية ­ بشكل جيد دون الوقوع في خطأ تقديم لغة غير مفهومة أو مصطلح متخصص.. فهو يفسر الكلمة للقاريء دون أن يفسد معناها.

ويعد هذا الكتاب الفاتحون، الأمراء والخلفاء هو حلقة في سلسلة أعمال إدواردو مانثانو مورينو التي اهتم فيها دائما بتقديم تاريخ الأندلس سواء كان داخل إسبانيا أو خارجها والتي من أهمها حدود الأندلس في عصر الأمويين (1991)، وتاريخ المجتمعات المسلمة في العصور الوسطي (1992).

مشاركة خارجية بمعرض طهران للمطبوعات ووكالات الأنباء 

استضافت العاصمة الإيرانية طهران معرضا للمطبوعات ووكالات الأنباء للمرة الأولى في تاريخها بعد أن كان يقام ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في دوراته السابقة.

وهي المرة الأولى كذلك التي يكتسب فيها معرض المطبوعات هذا طابعا دوليا بعد سمحت طهران لوسائل الإعلام الأجنبية بالمشاركة فيه.

مشاركة 16 دولة

وقال المسؤول بإدارة الإعلام الأجنبي في وزارة الثقافة والإرشاد علي رضا شيروي إن ست عشرة ‪  دولة شاركت لأول مرة في المعرض الدولي للمطبوعات ووكالات الأنباء. "

وأوضح   أن غرف وسائل الإعلام الأجنبية لاقت إقبالا واسعا من قبل الزوار مشيرا إلى أن وسائل إعلام وصحفا ووكالات أنباء من سوريا وفلسطين ومصر واليمن وقطر والكويت وجورجيا وطاجيكستان وأفغانستان وروسيا ولبنان والبحرين وباكستان وتركيا والإمارات العربية المتحدة وأذربيجان، تشارك في هذا المعرض .

من جانبه اعتبر مسؤول الإعلام بالمعرض إحسان مبيراب زاده أن حضور وسائل الإعلام الخارجية فرصة هامة لتبادل الخبرات والتجارب على صعيد العمل الصحفي المحترف، كما أنه يفتح الباب أمام وسائل الإعلام الإيرانية لفتح مكاتب لها في الكثير من الدول.

وقال مبيراب زاده إن جعل هذا المعرض دوليا بعد أن كان مقتصرا على المطبوعات الإيرانية سيوفر الأرضية لتحولات جدية في مجال الصحافة والطباعة. 

ولقيت معارض الصور الإخبارية المقامة ضمن أجنحة المعرض إقبالا واسعا وخاصة الجناح الذي أقامته وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) والذي يوثق لخمسين عاما من تاريخ إيران المعاصر, وجناح آخر يتضمن الصور الإخبارية لأنشطة وفعاليات رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد.

وشكل المعرض فرصة للدارسين والباحثين في مجال الصحافة والإعلام عبر متابعة عدد من الندوات المتخصصة والتي قدمها أساتذة الصحافة والإعلام في الجامعات الإيرانية، أما على الصعيد الحرفي فأقيمت الكثير من الورش التي تدرب على فنون العمل الصحفي.

المعرض الذي يختتم الثلاثاء استقبل الكثير من المسؤولين ونواب مجلس الشورى الإيراني وحتى من قيادات الجيش، وهو ما وجده عدد من الصحفيين فرصة ذهبية لإجراء المقابلات والحصول على تصريحات تتعلق بآخر المستجدات على الساحة الإيرانية.

كاتب أميركي يرسم صورة مظلمة للملك فاروق 

بعد أن نجح مسلسل "الملك فاروق" في عرض صورة مشرقة لملك مصر, يرسم الكاتب الأميركي ويليام ستادين صورة أخرى لما يعتبره فسادا للملك وإسرافا في ملذاته وانشغاله عن الشعب, وذلك في كتابه الجديد "فاروق ملك مصر.. حياة لاهية وموت مأساوي". 

ويقول ستادين في الكتاب إن العام الذي سبق الإطاحة بالملك فاروق شهد تغيير الحكومة بضع مرات, فيما كان الملك منغمسا في الحفلات والسهر وفي بذخه وإسرافه على ملذاته وأهوائه, حيث زادت ثروته مما يعتبره استغلالا للنفوذ على 140 مليون دولار أميركي إضافة إلى آلاف الأفدنة. 

ويقع الكتاب الذي ترجمه الكاتب المصري أحمد هريدي في 383 صفحة كبيرة القطع وصدر بالقاهرة. وبه ملحق يضم عشرات الصور لفاروق صبيا وشابا وملكا. كما يضم الكتاب ملحقا بمقالات ودراسات لمؤرخين ونقاد تناولوا عصر فاروق بالمقارنة بين ما قالوا إنه الحقيقة التاريخية والمسلسل التلفزيوني. 

ملامح الصورة 

ويقول هريدي في المقدمة إن سيرة فاروق مثلت للمؤلف ستادين تحديا لأن الملك لم يكتب يوميات طوال حياته ونادرا ما كان يكتب خطابا. وصديقه الوحيد كان الإيطالي أنطونيو بولي وهو كهربائي القصر قليل الثقافة والمعرفة. كما كان القريبون منه هم حرسه الألبان وجميعهم رحلوا ولم يتركوا مذكرات. 

ويضيف أن المؤلف توصل إلى ملامح صورة أقرب إلى الحقيقة لفاروق الإنسان الملك اعتمادا على التقارير الدبلوماسية البريطانية والأميركية التي تناولت بعض شؤون فاروق كما التقى بمعارف الملك وبعضهم أرستقراطيون وعشيقات وأثرياء أصبحوا فقراء وفقراء أصبحوا أثرياء.   

ويسجل المؤلف أن فاروق في يوم حريق القاهرة, تقدم 600 مدعو إلى مائدة عامرة احتفالا بمولد ابنه أحمد فؤاد. وقبل أيام من قيام الثورة توجه فاروق إلى مدينة الإسكندرية الساحلية ومعه 200 من أفراد الحاشية ليدير شؤون البلاد من قصري رأس التين والمنتزه. 

ويتابع أن الملك الذي كان عليه أن ينزع فتيل الانفجار في البلاد, انشغل بزوجته وابنه. ويقول إن فاروق كان عنوانا لعصر الاستهلاك حيث كان يمتلك 200 سيارة. وفي سبيل إنقاص وزنه اتبع نظاما غذائيا يزوده ببروتين خال من الدهون واستورد بالطائرة المحار البحري من الدانمارك. 

ويذكر الكتاب أن الغضب تصاعد نهاية عصر فاروق وتمثل في إحساس الطلبة والأحرار بالذل والمهانة لهزيمتهم أمام إسرائيل في حرب عام 1948 وكانوا يلومون الملك على هزيمتهم لأنه "باعهم لتجار حرب زودوهم بأسلحة فاسدة كانت السبب في خسارتهم". 

فاروق وناريمان

وأضاف أن قليلين فهموا كيف انتهت قصة الحب بين فاروق وزوجته الأولى فريدة إلى دخوله سلسلة علاقات متصلة لا تنتهي مع أميرات وروائيات وممثلات وراقصات, لكنهم لم يفهموا كيف استقر على الزواج من ناريمان الشابة التي قابلها في متجر للمجوهرات. وفسر ستادين زواج فاروق من ناريمان بأنه محاولة للتقرب إلى الشعب. 

ويضيف أن مجموعتين من الناس لم تعجبا بفاروق هما تنظيم الضباط الأحرار ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية, وأن الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت سخط على فاروق بسبب تغييره للحكومات في فترة قصيرة. 

ويقول ستادين إن خطأ فاروق تمثل في عدم تقديره الصحيح لمقدرة الفلاحين المصريين على الحركة التي انتهت بالثورة عليه. ويضيف أن فاروق خرج فجر يوم 21 يوليو/تموز 1952 بسيارته المرسيدس من قصر المنتزه في جولات انتهت بمائدة القمار في نادي السيارات الملكي. 

وجاءته مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء حسين سري يحذره فيها من انقلاب وشيك. وخيره بين تعيين اللواء محمد نجيب وزيرا للحربية أو القبض عليه مع بقية "الضباط المتآمرين", فطلب الملك من رئيس الوزراء أن يقرأ عليه أسماءهم وهوياتهم ثم ضحك في استهزاء وعاد إلى مائدة القمار.   

(الطاطران) حكايات العراقي الجريح

يقول المؤلف: الطاطران لا تشبه بقية أعمالي، وقد نظرت إليها علي أنها جزء من ثياب الشيطان الذي يطاردني منذ طفولتي، وهي علي جانب كبير من الوقاحة والجرأة، حكيت فيها الحقائق كما رأيتها هناك ما بين روما وبغداد، وربما أعطتها المخيلة نصيباً من الرتوش والماكياج، فهذا هو ما يفعله الخيال حين يأتي لزيارتنا في صومعة الكتابة.

الرواية صفحة، وتحكي عن حوار الحضارات وصراعها الأبدي ما بين الشرق والغرب، وهي تذكرنا بموسم الهجرة الي الشمال للطيب صالح والحي اللاتيني لسهيل إدريس، لكنها تغوص في القاع السفلي من المدينة لتقص علينا الكثير من المستور الذي لم يكشف القناع عنه.

ويضيف المؤلف: لعل اغرب ما كتبت من أعمال في حياتي في رواية (الطاطران) التي صدرت حديثاً عن دار الآداب أيضاً، وفيها أحكي عن تجربة رجل عراقي أمضي سنة من حياته ما بين روما وتيريستا ونابولي والبندقية في إيطاليا، رواية تحكي حوار الحضارات، الخسائر، الأخطاء، الخوف والحرمان والحرية والأمنيات المكبوتة.

وكاتبها أنهي العمل فيها في السابع من تموز (يوليو) 1997 بعد أن كتبها أربع مرات، حسب قوله، وانشغل بها ما يزيد علي واحد وعشرين شهراً، "لكنني فوجئت برفض نشرها في القاهرة، كما فوجئت بقرار اتحاد الكتاب العرب في دمشق تأجيل النظر فيها إلي إشعار آخر، وهو تعبير دبلوماسي أنيق للرفض".

تحوّلات الداوودي

 (تحولات) هي رواية زهدي الداوودي الخامسة التي صدرت مؤخرا .

الداوودي مقيم في المانيا منذ ثلاثين عاما، ولم يزر العراق إلا لفترات قصيرة، لكن كتابته وهواجسه الروائية، تحديدا، مفعمة بالعراق وأهله، نكباته وانتصاراته، أحلامه وعذاباته الطويلة.

الرواية هي الجزء الثالث من ثلاثيته (وادي كفران) وتدور أحداثها من خلال حياة عائلة كردية عراقية بأسلوب يجمع بين الواقعية السحرية والسيرة الذاتية الوثائقية.

الثلاثية تحكي عن الفترة الممتدة من عام 1908 حتي نهاية السبعينات من القرن العشرين.

زهدي الداوودي أهدي روايته الي الأحياء والأموات ممن عاشوا أحداثها، ويؤكد دائما تراجيديا الحالة العراقية، والكردية خصوصا، نظرا لما تعرض له الشعب الكردي من ويلات عبر تاريخه الحديث. ويذهب الكاتب إلي أن أحداث هذا الجزء في غلبها واقعية ما عدا ما أملته الضرورة الفنية لصناعة عمل روائي.

النقد المعاصر وشروطه التاريخية

كتاب نقدي يطل علي التفاعل النظري أدبيا، ومدي انعكاس المدارس الأوربية وجهود نقاد العالم في تبيان الصورة النهائية للنص وعلاقتها بتصورات القارئ.

يختزل مصطلح النظريّة الأدبيّة ظلالا من التيّارات والممارسات النقديّة المتباينة التي أثرت في المشهد النقديّ المعاصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وفي هذا الكتاب يعاين عدد من النقّاد والباحثين العرب المعروفين تحوّلات هذه النظريّة والشروط التاريخيّة والثقافيّة التي أدّت الي التشديد علي حضورها، كما يقرأون ما ظلّ منها نافعا في الحياة الثقافيّة العربيّة، في ما يبدوجردة حساب لتيّارات النظريّة في مطالع الألفية الثالثة .

ويتضمن هذا الكتاب الجماعيّ، الذي يعدّ ثمرة ندوة أقامتها جمعيّة النقاد الأردنيين، أبحاثا حول البنيوية، وما بعد البنيويّة، والنقد الثقافي، والنقد النسويّ، ومقاومة النظريّة في محاولة للتعرّف علي المشهد النقدي الراهن في العالم وآفاق حضوره في الثقافة العربيّة .

إيران تحظر رواية لماركيز بعد أن سمحت بنشرها سابقا    

عقب اعتراضات متعددة وصفت الكتاب بغير الأخلاقي، قررت وزارة الثقافة الإيرانية إلغاء إجازة نشر الطبعة الثانية من ترجمة لآخر روايات غابرييل غارسيا ماركيز "ذكريات عن عاهراتي الحزينات" (Memories of My Melancholy Whores) التي حملت في ترجمتها الفارسية عنوان "ذكريات عشيقاتي الحزينات".

وقال وزير الثقافة الإيراني محمد صفارهرندي إن السماح بنشر هذا الكتاب جاء سهوا، وأوضح أن انتشار 50 ألف كتاب سنويا يفتح الباب لحدوث ذلك. وأعلن هرندي في حديثه للصحفيين على هامش المعرض الدولي للمطبوعات ووكالات الأنباء نية الوزارة القيام بإجراءات لمنع تكرار ذلك مستقبلا.

مساءلة

وأوضحت مصادر من وزارة الثقافة الإيرانية  أنه سيتم مساءلة دار النشر التي طبعت الكتاب، إذ إنها على علم بمحتواه.

وكانت صحيفة جمهوري إسلامي أول من وجه الانتقادات للكتاب، وذلك في خبر صغير تلاه تعليق لاذع نشره موقع "تابناك" على الإنترنت، حيث اعتبر الموقع نشر الكتاب بمنزلة "فضيحة" ترتكبها وزارة الثقافة "التي سمحت بنشر هذا الكتاب في وقت لم تعط الإذن فيه لكتب علمية".

وأضاف الموقع الذي نشر صورة تم محو بعض أجزائها لغلاف الكتاب الأصلي أن الترجمة الفارسية تلاعبت بالعنوان الأصلي للرواية وقامت بتحريفها بغية الحصول على إذن النشر.

استغراب

وواصل الموقع تعليقه ساخرا وقال "يبدو أن توجهات إيران الجديدة تجاه أميركا اللاتينية والعلاقة مع كوبا التي يحب رئيسها كاسترو كتابات صديقه ماركيز قد أسهمت في السماح بنشر الكتاب"، معتبرا أن نشر الكتاب بمضونه "اللا اخلاقي" ودون رقابة في زمن حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يثير الاستغراب.

الرواية التي تعتبر آخر ما نشر لماركيز الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1982، صدرت في العام 2004 وترجمها إلى الفارسية المترجم الإيراني المشهور كاوه ميرعباسي وصدرت عن دار نيلوفر.

وتحكي الرواية مذكرات رجل عجوز في السن يقيم علاقة مع فتاة صغيرة تبلغ من العمر 14 عاما، ويسرد خلالها تفاصيل علاقاته مع الغانيات.

وقد سجل الكتاب الذي طبع منه 5500 نسخة أعلى المبيعات في إيران بالنسبة للكتب المترجمة حيث نفدت الطبعة الأولى منه بعد اقل من ثلاثة أسابيع على نشره، وكان الناشر يحضر لإصدار الطبعة الثانية، وقد أثار السماح بنشره في حينها استغراب الكثيرين.  

افتتاح معرض الجماهيرية في طرابلس

200 ألف عنوان ومشاركة امريكا وايران للمرة الأولي

افتتح وزيرا الثقافة والتعليم العالي في متحف فرناسبنس معرض الجماهيرية الدولي للكتاب في دورته الثامنة بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء.

أكد نوري الحميدي وزير الثقافة في كلمته ان التوسيع في معرض الكتاب هذا العام هدفه توفير الكتاب للدارسين من ناحية، و من يبحثون عما انتجته المطابع في ناحية أخري، ولهذا تم شراء 85 ألف نسخة كتاب، كما أن هناك برنامجا طموحا لتزويد المكتبات المدرسية بالكتب لتوسيع قاعدة العلم..

بينما قال عقيل حسين عقيل وزير التعليم العالي ان هذا المعرض يعد سوقا لبيع وتبادل حقوق الطبع والتوزيع والترجمة والشراكة وتعميق روابط الصلة بين القاريء والكتاب وهذا هو السبب خلف الشعار الخاص به هذا العام (المعرفة حق طبيعي لكل إنسان).

وأضاف: وستشارك الجامعات الليبية بمطبوعاتها ومنشوراتها لتعرف بذاتها وتتعرف علي الآخرين، وأكد علي أن التعاون بين الوزارتين كان هدفه وصول المعرض إلي أفضل صورة بحيث يتم تقديم الجديد للمهتمين بالثقافة.

من ناحية اخري وصل حجم المشاركات في هذه الدورة الي 386 دار نشر من دول عربية وأجنبية تعرض حوالي 200 ألف عنوان، كما تشارك 52 جهة ليبية ما بين دور نشر ومؤسسات تعليمية ومراكز بحثية وجهات عامة.

هذه هي المرة الأولي التي تشهد مشاركة الولايات المتحدة الامريكية والهند وايران بالاضافة الي عدد من الدول الافريقية.

وبمناسبة المعرض اصدرت اللجنة الاعلامية باشراف د. عبدالله مليطان كتابا بعنوان 'مبدعون' يضم سير المبدعين الذين حازوا جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان وجائزة الفاتح التقديرية للآداب والفنون كما تم اطلاق الموقع الالكتروني للمعرض بهدف تقديم مجموعة من الأخبار والاستطلاعات وعرض عدد من الكتب المنتقاة اضافة الي البرنامج العام للمعرض ودور النشر المشاركة.

وتبلغ نسبة التخفيض الممنوحة علي مبيعات الكتب 30 % لتشجيع رواد المعرض علي اقتناء الكتاب بسعر مناسب. كما أكد عبدالمجيد الدرمي الكاتب العام باللجنة الشعبية العامة للثقافة والاعلام مضيفا أن اللجنة قامت بإلغاء الضريبة علي جميع الكتب الواردة.

وبالتوازي مع عروض الكتب يقام برنامج ثقافي متنوع، حيث تعقد موائد مستديرة منها: مائدة عن موضوع الفضاءات وقيام الولايات المتحدة الافريقية، وأعمال الأديب معمر القذافي، كما يلقي عدد من المتخصصين محاضرات عن قيام الدولة الفاطمية الثانية، والعلاقة بين النثر والشعر والمنهاج التعليمي الجامعي، والصحافة الالكترونية والقراءة واهميتها.. بالاضافة الي عدد من الأمسيات الشعرية. 

الإسباني خوان غويتيسولو في كتابه حدود زجاجية ... التذكير فيما حصل

 صدرت مؤخرا في المغرب الترجمة العربية لمجموعة من المقالات الصحفية للروائي الإسباني خوان غويتيسولو  في كتاب تحت عنوان(حدود زجاجية ،)وجاءت موزعة على ثلاثة فصول: عالم ما بعد انهيار برجي التجارة، حدود زجاجية، نزيف في الشرق الأوسط، ويتضمن كل فصل من هذه الفصول مجموعة من المقالات التي تربط بينها مجموعة من المضامين ووجهات النظر الإنسانية التي يعبر عنها المؤلف.وتكمن أهم أطروحة في الكتاب في مشروع تحالف الحضارات، والمقترح من طرف خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية،

 في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر 2004، والذي يستحق من وجهة نظر الكاتب، أن يدافع عنه من طرف الفئة التي ترجح كفة قوة المنطق على منطق القوة. لكن وبما أنه يمكن أن يفهم من كلمة حضارة أنها تحتوي على بذرة البربرية، فإنه يفضل تسميتها بـ تحالف القيم ، أي تلك القيم الكونية والمدنية التي تعد ثمرة للمقاومة التي خاضتها العقول المتنورة، بغض النظر عن الحضارة التي تنتمي إليها، ضد الوثوقية الهوياتية والدينية والقومية والإثنية التي تنتعش، اليوم مثل الأمس، في عالمنا الصغير والمزدحم. والمشروع الذي قدم على أساس أنه برنامج سياسي طويل الأمد يتطلب إمعان النظر فيه والإجابة عن الأسئلة الكونية باعتبارها جوابا عن صدام الحضارات الذي أعلن عنه هانتنغتون والتي تشمل حقلا دلاليا شاسعا جدا. وبعيدا عن حوار الحضارات المألوف، يدعوغويتيسولو إلى توظيف عبارة الانسجام، بمعنى أن العلاقة التي تربط بين المجموعات البشرية الأتي تجسد مجتمعة حضارة في طور البناء. خلق انسجام بين كل ما هومختلف يعد أكثر من الحوار وأقل من التحالف ضد عدو  معين سواء كان هذا العدوهو الفقر أواللامساواة  أوالإرهاب، وهوما يتضمن تقاربا تدريجيا في المواقف والمصالح على مختلف الأصعدة، تعاطفا يجد مرجعيته في الشعور بأننا نبحر جميعا على ظهر السفينة نفسها ونتقاسم تفاصيل المغامرة ذاتها.

في الفصل الذي جاء تحت عنوان عالم ما بعد انهيار برجي التجار ، وتضمن تسع مقالات، يناقش فيه الكاتب أحداث 11 شتنبر وتجلياتها ونتائجها السلبية التي طالت البشرية ككل ويطرح مجموعة من الأسئلة حول طبيعة وماهية العالم بعد سقوط برجي التجارة العالمية بنيويورك، كما يناقش في هذا الفصل الاوضاع في العراق ومايحدث  فيه  منذ مابعد 9نيسان 2004 حتى الان ..

ناشطة حقوقية عربية بارزة تشرّح إشكالية الهجرة إلى أوربا في كتاب جديد

"الهجرة.. إشكاليات وتحديات" عنوان لكتاب جديد يشرّح الهجرة إلى أوربا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وفكرياً وحتى نفسياً.. ويتناول نتائج الهجرة إلى فرنسا (نموذجاً) التي عاد ملفها للواجهة الفرنسية من جديد، خاصة منذ وصول نيكولا ساركوزي لسدة قصر الإليزيه، وصارت أولى أولويات حكومتة الحالية وبرنامجه الانتخابي والرئاسي

والكاتبة فيوليت داغر المختصة في علم النفس، والناشطة في حقوق الإنسان (رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان) أبحرت في إشكالية الهجرة العربية إلى أوربا إبحاراً أكاديمياً وتنظيرياً وعلمياً، ولملمت المفاهيم والمعطيات والواقع في أطر أعطت الهجرة بعدها الحقيقي ومعانيها الشمولية والواضحة وأبعادها السياسية والاجتماعية خاصة على المستوى الأوربي، انطلاقاً من بحث معمق في أصول القضية وواقعها من خلال تجربتها الخاصة وتجارب الآخرين

تحدثت بإسهاب عن ظاهرة الهجرة بنكهة التاريخ ولغة الأرقام، وأعطت رأيها في مسألة المد والجزر الذي تعرفه الهجرة من خلال تعداد المهاجرين، وخاصة خلال العقدين الأخيرين للألفية الثانية، وتعطي رؤية للتحولات الاجتماعية في أوربا بعد نهاية الحرب الباردة، لتعود إلى حركة الهجرات في السنوات العشر التي تلت الحرب العالمية الثانية، وتصل إلى مسألة إدماج المهاجرين التي باتت اليوم الشغل الشاغل لغالبية دول أوربا، ثم واصلت الحديث عن اللاجئين وقضية اللجوء التي أصبحت شائكة فعلاً وممارسة، وهي تراها عويصة للحل في ظل توسعها، وتعرضت لحقوق المهاجرين والانتهاك الصارخ لحقوقهم والاستغلال الفظيع لهم وسوء المعاملة التي يتعرضون لها، لتسوق الهاجس الآخر الذي يؤرق الجميع والمتمثل في (الهجرة السرية)، حيث تحدثت عن قوارب الموت التي تعصف بالشباب، وفصلت في أسبابها وقدمت إحصائيات عنها من خلال تقارير دولية مختلفة، وهنا أجابت عن سؤال طرحته كعنوان فرعي بارز: لماذا يفرون من بلدانهم؟ والذي أرجعته من خلال إجابته للأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة والأمنية المتردية، والانتهاكات الخطيرة والكبيرة لحقوق الإنسان، كما تناولت موضوع مكافحة الهجرة السرية والتي تسلحت لها المجموعة الأوربية بعتاد قانوني وتنظيمي ضخم وصار يكلفها إمكانيات مادية هائلة

وتعرضت لحركة الهجرة إلى أوربا، وأعطت رؤية للقوانين الناظمة والتشريعات الأوربية في هذا المجال، ودائماً فرنسا نموذجاً، وتحدثت عن التهميش البالغ الذي يتعرض له المهاجرون، وأعطت صورة عما يعانيه المهاجرون حتى في الشوارع من توقيفات ومعاملات سيئة

وفي الكتاب الذي صدر عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المؤسسة العربية الأوروبية للنشر (باريس)، ودار الأهالي للنشر والتوزيع (دمشق). تحدثت الكاتبة عن "التثاقف"، والتمازج أو الاقتباس من ثقافتين، ثم انطلقت نحو "العلاقات بالآخر" لتعطي رؤية واضحة عن مسألة تشكل الهوية والعوامل التي تخضع لها، ووضع المهاجر وعلاقته بالآخر في ظل تمسكه بهويته الحقيقية، وما يعترضه من عوائق في إشكالية الاندماج، وخاصة رفض المهاجر القادم من المغرب العربي لها مما جعلها موضع جدل واسع النطاق، وتناولت ملف الإسلام في أوربا و(فرنسا نموذجاً)، وتوجهات ساركوزي الذي ظل يريد بناء إسلام لفرنسا وليس الاعتراف بالإسلام في فرنسا، وتناولت هاجس "الإسلاموفوبيا" الذي آثار الكثير من الجدل في أوساط المثقفين الفرنسيين وعامة الناس، وأبعاده التاريخية والاجتماعية والثقافية والسياسية

وأفردت فصلاً من الكتاب لتحليل معاناة الغربة تحليلاً شاملاً وعميقاً، وكيف يتحول المنفى أو الغربة أحياناً كثيرة من جنة موعودة إلى كابوس ينغص الحياة، وحللت نفسياً مختلف مقاربات الهجرة وإشكالياتها المطروحة كالخسارة، الهوية، سيرورة الاندماج، اللغة، الأسرة، الشريكان، الصداقة، المرأة، الأبوة، الرجل المهاجر، مكانة الأب في بعض الثقافات، رمزية الأب، الآباء الغائبون، العودة، الشيخوخة، الموت، وحاولت فك طلاسم هذه المحطات والإبحار في مختلف جوانبها

كما تحدثت بإسهاب عن أبناء المهاجرين، وهجرة الأهل وتأثيراتها على تشكل شخصية الأبناء، ثم المرجعيات والعوامل التي تعمل على إدماجهم في النسيج الاجتماعي الغربي عموماً، إلى جانب رؤية عن مراحل الأبناء بدأ بالطفولة ومنعطفاتها، لتصل إلى المراهقة وتفسيراتها وما تقتضيه هذه المرحلة الحاسمة والشديدة الحساسية في حياة الإنسان في جانبها التربوي والاجتماعي والأخلاقي، في ظل مرجعيات عديدة وأحياناً متناقضة، وتتحدث عن جانب لا يقل أهمية عما سبق ويتعلق بـ (الفتيات) اللواتي يعتبر شانهن عميقاً لدى المجتمعات الإسلامية وللمهاجرين المنحدرين منها، ثم (المؤسسات التربوية) ومالها وما عليها في هذا الشأن، و(المدرسة) بين الواقع والمعوقات، وأخيراً تحدثت عن تجارب من الواقع، جعلتها خير شاهد على إشكالية الهجرة إلى أوربا وتحدياتها  

نحو رؤية لتعزيز الديمقراطية في مصر

يضم هذا الكتاب بين دفتيه بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي عقدت في مدينة الاسماعيلية المصرية بدعوة من مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية. وقد هدفت هذه الندوة كما يتضح من اسمها الي تنمية رؤية وطنية جامعة لمستقبل الديمقراطية في مصر، وذلك ايمانا من الجهة المنظمة بان نقطة البدء الصحيحة لاقامة نظام ديمقراطي في اي دولة عربية يجب ان تتمثل في خلق حالة من التوافق العام بين التيارات والقوي السياسية والفكرية المختلفة داخل كل دولة حول اولويات العمل الديمقراطي واليات تطبيقها للخروج برؤية مشتركة تبلور مساحة الاتفاق والقواسم المشتركة بين تلك التيارات حول مفهومها ورؤيتها الديمقراطية املا في الوصول الي مرحلة النضال الديمقراطي المشترك.

ولاشك في ان قضية الديمقراطية لم تعد ترفا ثقافيا او موضوعا تهتم به فئة قليلة من المثقفين داخل اوطاننا العربية. بل اضحت ضرورة حتمية وحيوية لنهضة اي دولة والخروج بها من ازماتها المتلاحقة. وما اكثرها باعتبارها السبيل الوحيد لاعادة صلة الرحم المفقودة بين المواطن ومجتمعه ودولته وباعتبارها السبيل الوحيد ايضا لاستعادة النظم السياسية في كل الدول العربية لشرعيتها وصدقيتها المفقودين كما انها اصبحت السبيل لاستعادة المواطن العربي دوره في معارك النضال السياسي داخل بلاده او في محيط دائرتها.

ان الاهمية التي اضحت تكتسبها الديمقراطية داخل المجتمعات العربية تستدعي استنهاض جميع الهمم وتضافر وتوحيد جهود جميع القوي والتيارات السياسية والفكرية المؤمنة بالديمقراطية داخل كل دولة من اجل فرضها وتطبيقها.

«صورة الفنان» العراقي نوري الراوي  

«صورة الفنان» عنوان الكتاب الجديد للرسام العراقي نوري الراوي مواليد العام 1925 وهو بمثابة سيرة ذاتية- تشكيلية لفنان ينتمي الى جيل الرواد في الفن العراقي الحديث، يستعيد فيها بداياته، والكيفية التي تشكلت منها تلك البدايات، والبيئة الفنية التي احتضنته في بغداد الخمسينات حيث كانت حركة فنية - تشكيلية كانت الأبرز في العالم العربي، مما كان له أثره المباشر في حياته الفنية وفي الاتجاهات التي اتخذها، وهو فنان لا يؤمن «بالاسلوب الذي يتكرر من دون حياة» – كما يقول - والفنان الخلاق عنده هو «من يخرج في أية لحظة على أسلوبه ونمطه».

أما أعماله في الرسم فيصفها بأنها «مثل شجرة، إن كانت ثمارها تتشابه فإن لكل ثمرة منها وضعاً ومذاقاً مختلفاً عن الثمرة الأخرى».

وعلى صعيد العلاقة بين المشاهد واللوحة يرى أن «في الامكان مشاهدة اللوحة ومن ثم قراءة معناها»، مفترضاً لهذه القراءة، وبالنسبة للوحته بوجه خاص، روحاً شعرية تغلب فيها العاطفة. وعلى هذا فهو- كما يؤكد- غالباً ما يعمد الى قصائد بذاتها فيقرأها «ليرسم من خلال ما تتركه من أثر في نفسه ومخيلته». وهذا – بحسب رأيه- ما جعل الطابع الحلمي من خصائص لوحته، أما القباب التي استوحى أشكالها من بيئته، حيث كانت حياته الأولى، فهي الشكل الملازم لمعظم أعماله، في مراحله المختلفة.

يجد هذا الفنان (الذي هو آخر من تبقى من جيل الرواد) أن الهم العام، أو ما يسميه بالهم العراقي، «أصبح شريكاً فعلياً للهم الخاص لإنسان هذا البلد، وللفنان على وجه التحديد»، واصفاً المرحلة الحالية من حياة العراق بـ «المرحلة الكارثية والتي يجد أن من سلبياتها أنها أرجأت الكثير من الأعمال والمشروعات المهمة، فنية وأدبية وثقافية»، ويرى في ما حدث بفعل الاحتلال الأميركي للعراق «حريقاً حضارياً شاملاً، صار تراث البلد الثقافي والفني والحضاري بفعله غنيمة باردة»، مضيفاً القول: «إن ما حصل مع الاحتلال وفي أعقابه صورة غامضة، أو مبهمة التفاصيل لمن هم خارج الحدود التي ضمت هذه الكارثة». إلا انه، على رغم كل ما حصل، يشدّد «على ما في النفوس من أمل، وهو الأمل الذي يعبر عنه الفنانون العراقيون في ما يرسمون، والأدباء في ما يكتبون، على رغم الظروف القاهرة التي يعيشونها في بلدهم». ويجد الراوي «أن ما أتيح للفنانين العراقيين تقديمه من أعمال فنية في السنوات المريرة هذه يعبر - بحسب ما يستخلصه – أبلغ تعبير عن التوجه الرافض للاحتلال». 

ايسيسكو تصدر طبعة ثانية من كتاب الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي بثلاث لغات 

 اعلنت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)  عن اصدارها للطبعة الثانية من كتاب (الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي) بثلاث لغات العربية والانجليزية والفرنسية.

وقالت المنظمة في بيان ان "هذه الاستراتيجية كان قد اعتمد صيغتها المعدلة المؤتمر الاسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في شهر ديسمبر سنة 2004 في الجزائز وصادق عليها مؤتمر القمة الاسلامي السادس الذي عقد في دكار سنة 1991".

واضافت ان الطبعة العربية من هذه الاستراتيجية الثقافية تقع في 116 صفحة من القطع المتوسط.

ونقل البيان عن المدير العام للمنظمة الدكتور عبدالعزيز التويجري قوله في مقدمة الطبعة الجديدة ان "الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي تضع الامة الاسلامية على الطريق في اتجاه تاكيد الذاتية الحضارية الاسلامية واثبات القدرة على التعامل مع الثقافات الانسانية بمختلف تياراتها ومشاربها".

واضاف التويجري ان العالم الاسلامي من خلال الاستراتيجية دخل عصرا جديدا قوامه التخطيط للمستقبل ودراسة الحاضر وتحليل المشكلات الثقافية التي تعوق النمو الثقافي في البلدان الاسلامية. 

"هزيمة المنتصرين" كتاب يكشف مساوئ النظام العالمي    

صدر عن مؤسسة مارانغوبولو لحقوق الإنسان كتاب جديد بعنوان "هزيمة المنتصرين" في نحو 400 صفحة من القطع الكبير، ويتحدث عن الحروب التي تخوضها القوى الكبرى خلال السنوات الأخيرة ونتائجها على الشعوب والدول المعنية. 

وفي مقالات مخصصة للكتاب، تحدث صحفيون ومفكرون معروفون عن حروب العراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان، وعما وصلت اليه الأوضاع في تلك البلاد جراء تلك الحروب. 

ومن الكتاب المشاركين في العمل نعوم تشومسكي، وطارق علي، وعبد الباري عطوان، ومريم البسام، ومن اليونان يورغوس دي لاستيك، وبتروس كوستاندينو، ونسيم الأطرش. 

وقدمت المؤسسة كتابها  في ندوة تحدثت فيها نخبة من أساتذة القانون والصحفيين عن المقالات المشاركة في الكتاب، وعن خبرات وتجارب شخصية عاشها المتحدثون عن تطورات الوضع في ظل النظام الدولي الجديد. 

قدم للمتكلمين يانيس تريانديس الصحفي في جريدة أليفثيروتيبيا حيث ذكر أن الكتاب يعبر عن هموم العالم المعاصرة وأنه لخص الكثير من الأحداث وفسر الكثير من الأمور في الساحة الدولية.  

ثم تحدث الأستاذ الجامعي لينوس سيسيليانوس عن تحول النصر السريع للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان إلى كابوس رهيب للجيش الأميركي موضحا أن المنتصرين لم يستطيعوا المحافظة على النصر ولم يصلوا إلى السلام.  

وتحدث كذلك عن انتهاكات حقوق الإنسان في غوانتانامو وأبو غريب، وعن تحول الناتو من منظومة دفاعية إلى جيش هجومي يضرب دون إذن الشرعية الدولية داخل وخارج أوروبا، وعن حروب إسرائيل ضد لبنان وغزة. 

واستنتج أن تدخلات الدول القوية في الدول الأخرى خارج إطار الشرعية الدولية تؤدي إلى انتصارات ظاهرة مؤقتة، وإلى هزيمة على المدى البعيد.

ثم تكلم الصحفي يورغوس دي لاستيك عن الكذب الذي تتبعه السياسة الأميركية في تحريضها على الحرب ضد إيران، حيث قال إن معلومات قدمت للكونغرس الأميركي تفيد بأن تخصيب إيران لليورانيوم يعد عسكريا، بينما ذكرت التقارير أن نسبة التخصيب الإيراني تصل إلى 3.6%، والمفترض أن نسبة التخصيب العسكري تصل إلى 69%. 

خصخصة الحروب

وأوضح أن الضحية الأولى للحروب الأميركية في العراق وأفغانستان هي الحريات الشخصية وحقوق الإنسان، خاصة بعد خصخصة الحروب ودخول المرتزقة الذين لا يخضعون لأي مساءلة قانونية، مستغربا أن تصنف الأمم المتحدة كل من يحمل سلاحا للدفاع عن وطنه في خانة الإرهاب. 

واعتبر دي لا ستيك أن مقاومة الشعب العراقي للاحتلال الأميركي هي سبب تعطل المشروعات الأميركية، وحمت دولا أخرى من عواقب الحرب، لكن العراق دفع ثمن كل ذلك من دماء أبنائه. 

كما تحدث الصحفي الفلسطيني نسيم الأطرش عن ارتفاع أسعار البترول خلال السنوات الماضية، متوقعا ارتفاعا كبيرا فيها في حال شنت الولايات المتحدة حربا على إيران، كما تحدث عن التعاون الأميركي مع الطامعين في السلطة لضرب المقاومة، كما تحدث عن تضاؤل المساحة المعطاة للفلسطينيين من 45% من مساحة فلسطين عام 1948 إلى 22% اليوم.  

وذكر تريانديس في تصريحات للجزيرة نت أن 6256 جنديا أميركيا عائدين من العراق انتحروا عام 2005 فقط، معظمهم أعمارهم تتراوح بين 23 و25 عاما، مضيفا أن هذا العدد الهائل يوضح أن الجيش الذي انتصر في العراق بدأ يحصد نتائج الهزيمة. 

وأشار إلى أن موظفا في السفارة الأميركية من معارضي سياسة بوش ذكر في كتاب له صدر حديثا بعنوان "دروس في الدبلوماسية" أن السفير الأميركي السابق في أثينا نيكولاس بيرنز زار جورج باباندريو حينما كان وزيرا للخارجية، لإقناعه بمبررات غزو العراق، وقدم له مستندات تبين فيما بعد أن محتوياتها منشورة على شبكة الإنترنت.

كلمة» مشروع أطلقته هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ... مئة كتاب إلى العربية سنوياً  

كل اللوحات الإرشادية التي وضعت داخل قصر الإمارات في أبو ظبي، لتدل إلى مكان انعقاد المؤتمر الصحافي الذي افتتحه المدير العام لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي معلناً انطلاق مشروع «كلمة»، كانت مرفقة بشعار «إحياء لحركة الترجمة في العالم العربي». هذا مشروع يعتقد أصحابه أن عليه ان ينشط حركة الترجمة في العالم العربي، عبر ترجمة مئة عنوان في السنة، وهو رقم إلى تصاعد مفترض، من دون تحديد سقف لذلك حالياً، ولو أن الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو اقترح رفع العدد إلى الألف سنوياً. يقوم المشروع بالتمويل الكامل للكتاب المترجم بدءاً من ترجمته ومراجعته حتى طباعته ونشره، مع التركيز على جودة الترجمة، واحترام حقوق الكتّاب وايضاً المترجمين. 

ما هو مشروع «كلمة» الذي على ما يبدو رصدت له موازنة عالية؟ من ينظمه ومن يستفيد منه وكيف يعمل؟ 

أولاً «كلمة» هي أحد مشاريع هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، وهي مؤسسة حكومية تابعة لإمارة ابو ظبي، وهي نفسها التي تنظم معرض أبو ظبي للكتاب. و «كلمة» مؤسسة، بدأ العمل عليها قبل اشهر، وأطلقت رسمياً أمس، في مؤتمر صحافي في أبو ظبي، بحضور ناشرين عرب ومترجمين وبعض الكتاب العرب والاجانب، وكان بينهم الكاتب جين هيك صاحب «الجذور العربية للرأسماية الأوروبية» والذي كان كتابه بين الكتب الستة الأولى المترجمة التي أصدرها المشروع، كبداية واحتفالاً بالإنطلاق. ويمكن الكتب الستة ان تلخص تقريباً التوجه العام لسياسة هذه المؤسسة في اختيار الكتب وطبيعة الكتب المترجمة ايضاً. واللافت أن نصيب الكتب العلمية هو الأكبر، فنصيب الأدب هو 32 كتاباً، و24 للعلوم الطبيعية و13 كتاباً للقانون والعلوم الاجتماعية والتعليم و11 كتاباً للفلسفة وعلم النفس وعشرة كتب للتاريخ والجغرافيا والسير، وخمسة للفنون والألعاب والرياضة وخمسة كتب أخرى مصنفة ككتب عامة ومراجع. كما أن 10 في المئة منها سيكون من اللغة الفرنسية و9 في المئة من الألمانية والنسبة الباقية متنوعة بين الدنماركية واليونانية والاغريقية والإيطالية واليابانية واللاتينية والصينية والنروجية والروسية والتشيخية. 

وبالعودة إلى الكتب الستة الأولى التي يمكنها أن تتم عن مستوى الكتب المترجمة فهي: «العلامة: تاريخ المفهوم وتحليله» لأمبرتو أيكو، «تأثير الهالة وثمانية أوهام أخرى تضلل المديرين في عالم الأعمال» لفيل روزينتسفيغ، «مستقبل الطبيعة الإنسانية» ليورغين هابرماس، «التاريخ الأكثر ايجازاً للزمن» لستيفن هوكينغ، إضافة إلى كتاب جين هيك. أما الكتاب الأدبي الوحيد فهو رواية «كافكا على الشاطئ» للياباني هاروكي موراكامي. 

أما لائحة الكتب المئة التي أعلن عنها أيضاً فتضم 32 عملاً أدبياً لمؤلفين مثل نادين غورديمر وهاروكي موراكامي والبير كامو وجورج إليون وخالد الحسيني. ومن بين الكتب العلمية سيكون هناك مثلاً «حول معنى النسبية» لألبرت أنشتاين و «كتاب التاريخ الأكثر انجازاً للزمن» لستيفن هوكينغ... 

هذه بعض من العناوين التي يدور حولها المشروع. ولكن من وضع هذه اللائحة. يقول جمعة عبدالله القبيسي، الذي يتولى إدارة معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، والذي كان من مؤسسي المشروع، إنّ اختيار العناوين تولاه عدد من الكتاب والمترجمين العرب والاجانب والمعنيين بصناعة الكتاب، ولكن سيعلن لاحقاً تشكيل لجنة استشاريين خاصة بهذا المشروع، تضم لجاناً مختصة في كل حقل، وتكون رسمية. وكانت تلك مهمة شاقة جداً كما يقول الرئيس التنفيذي للمشروع كريم ناجي، واستغرقت نحو سبعة أشهر، حيث كان على «كلمة» أن تختار مئة عنوان من نحو الـ2500 عنوان. 

ولكن ماذا بعد اختيار العناوين؟ ومع من يتعامل المشروع من دور النشر والمترجمين؟ حتى اليوم، وبعدما بدأ المشروع بترجمة بعض كتب «لائحة المئة كتاب» عدا الكتب الستة التي صدرت أصلاً، فإن عدد دور النشر التي تعامل معها المشروع بلغت العشرين، معظمها يكاد يكون لبنانياً ومصرياً. وهو عدد قليل لو قيس بالناشرين الأعضاء في اتحاد الناشرين العرب والذي كما قال لنا شبارو يضم أربعمئة ناشر. لكنّ قبيسي يقول إن ما يهم المشروع هو النوعية لا الكمية، إلا أن هذا لا يعني أن اعمال الترجمة ستحصر في هذه الدور فقط، إلا أن فالعدد يمكنه أن يرتفع تدريجاً ليصل إلى خمسين داراً. ويمكن أي دار نشر أن تقترح التعاون مع المشروع، شرط تلبية المعايير المفترضة، ولفت إلى أن المشروع سيتعامل أيضاً مع دور نشر صغيرة ايضاً ولكنها تلبي الشروط المطلوبة. ويقوم المشروع في المرحلة الاولى بطباعة ما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف نسخة من كل كتاب مترجم، بحسب طبيعة كل كتاب، وأيضاً سيتم التوزيع مجاناً من مدارس والمعاهد ومكتبات. أما سعر الكتاب، فسيكون تنافسياً، في معنى سيكون اقل من السعر السائد للكتاب، ولو أن المشكلة كما قال القبيسي، ليست في سعر الكتاب في العالم العربي وإنما في نوعه. ولكن هل سيكون هناك إطار رسمي قانوني للتعامل مع الناشرين؟ يقول شبارو إن اتحاد الناشرين في صدد الإعداد لبروتوكول للتعامل مع هذا المشروع، يحدد فيه الاتحاد مع «كلمة» المعايير المطلوبة لإشتراك دور النشر. 

أما عن اقتراحه الذي قدمه في جلسة الافتتاح برفع الرقم من مئة كتاب إلى الف في السنة، يقول شبارو إن العالم العربي قادر بالطبع على ترجمة هذا العدد في السنة، فدار نشر واحدة قادرة على إصدار مئة عنوان في السنة، ومع أنه يؤيد حرص «كلمة» على النوعية، فلا ينبغي برأيه التدقيق جداً في موضوع الترجمة، بمعنى أن تكون مثالية، ويمكن مع هذا المشروع الكبير بعض التساهل للإفساح في المجال أمام عدد أكبر من المترجمين في العمل. ويرى في هذا المشروع خطوة كبيرة جداً، ويشير إلى أن المشروع سيقيم مكاتب له في بيروت والقاهرة والمغرب.

مجلة تواصل في عددها الجديد

صدر عدد جديد من (مجلة تواصل) الشهرية التي تعني بشؤون الاعلام والاتصالات عن هيئة الاعلام والاتصالات وتضمنت ابوابا وموضوعات . في دراسات عدة هناك دراسة عن (نمو تجارة الانترنت ، المصادر والمضامين) وفي الاعلام موضوع عن (تعددية وسائل الاعلام وحرية الرأي والتعبير) واخر عن مستقبل الاعلام وقلبت زاوية (قراءة في كتاب) صفحات كتاب عنوانه (الانترنت والمنظومة التكنو اجتماعية) اما في المقالات فهناك مقالة عن (المدونات واخلاقيات التدوين) واخري عن (تشظية الحقيقة في وسائل الاعلام) وفي العدد تحقيق عن شارع الصناعة سوق الالكترونيات معاناة وتطلعات كما تضمن العدد مقالة عن الكائن البدائي، العودة بعملية الاتصال المربع الوعي وهناك موضوع عن الاعلان من العدم الي الطغيان اما في اللقاءات ففي العدد لقاء مع اعضاء فرقة منير بشير للعود. وفي باب الفضاء هناك موضوع نمو أنسنة الفضاء، التواصل مع الكائنات غير الارضية. وفي خارج الحدود هناك فانتازيا من نوع خاص صورة شخصية ومن الانترنت هناك الكساد القادم للانترنيت وموضوع عن عالم الاتصالات المعاصرة. وفي التكنولوجيا هناك الراديو الرقمي وفي الوثائق هناك التقرير السنوي لـ 2004 ــ 2005 . وفي العدد اخبار عن التقنيات الحديثة ومنها كاميرات مضادة للماء وكومبيوتر محمول للرسومات المجسمة والعاب الفيديو وفي خارج المتن موضوع عن أحد ما يسرق احلامنا. 

الخيال العلمي بأقلام مغربية في (فصول)

صدر العدد 71 من مجلة فصول (مجلة النقد الأدبي، العلمية المحكمة) محتويا علي ملف مهم في محور ( الخيال العلمي في الأدب العربي ) فيما ضم بين دفتيه عددا من الدراسات في الأبواب الأخري: نص وقراءتان وآفاق. أما شخصية العدد فجاءت لتضيء مسار الناقد غالي شكري. في ركن متابعات جاء لتقديم مراجعات في الدوريات البريطانية والأمريكية والفرنسية والعربية بالإضافة إلي متابعات لثلاث رسائل جامعية وندوتين ومؤلف فرنسي. ملف العدد، هو أول ملف أكاديمي ينشر حول الخيال العلمي في الأدب العربي، فقد شغل حيزا مهما بست دراسات وثلاث ترجمات وموسوعة مصغرة.

افتتاحية العدد للدكتورة هدي وصفي (رئيس التحرير).

في دراسة (متخيل المكان في روايات الخيال العلمي) لشعيب حليفي رؤية باحثة عن طبيعة اشتغال مكون روائي في نصوص الخيال العلمي، تهتم هذه الدراسة بمتخيل المكان في عدد من النصوص الروائية الموسومة بالخيال العلمي.

الدراسة الثانية لبوشعيب الساوري (الخيال العلمي في الرواية المغربية: الانشغالات

والخصوصيات) إلي ندرة رواية الخيال العلمي في أدبنا العربي بصفة عامة، وفي أدبنا المغربي بصفة خاصة، ثم قدم تأطيرا نظريا موجزا راصدا بعض خصائصه التي تتمثل في كونها تتناول بالتأمل والنقد بعض القضايا الراهنة في حياة الإنسان.

الدراسة الثالثة لمحمد احمد المصطفي: الخيال العلمي: الواقع والمستقبل وأشار إلي قلة الاهتمام بأدب الخيال العلمي في الوطن العربي. ثم قدم بعد ذلك تعريفا دقيقا لأدب الخيال العلمي انطلاقا من تعريف مفهوم الأدب الذي اعتبرته مركزا للإشعاع الذري للتساؤلات المتعددة والمختلفة التي يطرحها الإنسان والمشكلات الفلسفية والابستيمولوجية. 

معرض للكتب السماوية الثلاثة بنابلس يشدد على التسامح    

انطلقت  في مدينة نابلس فعاليات المعرض الأول للكتب السماوية الثلاثة تحت إشراف ملتقى الإعلاميين وجمعية الكتاب المقدس المسيحية. 

وتضم أجنحة المعرض,  أكثر من ألف كتاب للديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية. 

وحضر افتتاح المعرض والندوة المصاحبة له بفندق القصر بنابلس, عدد كبير من الشخصيات الإسلامية والمسيحية ومن الطائفة السامرية اليهودية من مختلف المدن الفلسطينية. 

وأكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أن هذا المعرض يعبر عن ثقافة الشعب الفلسطيني في التسامح الديني واحترامه لكافة الكتب المقدسة والرسالات السماوية. 

ووصف المطران في تعليق له مقولة صراع الديانات بأنها "غير "دقيقة وغير صحيحة، لأن الديانات لا تتصارع وإنما تتفاعل وتتعاون فيما بينها خدمة للإنسانية".  

إسرائيليون حقيقيون

وقال حنا إن المسيحيين يدعون إلى السلام القائم على العدل المتمثل في إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى، "وليس سلام التنازل أو الاستسلام". 

ومن جانبه, قال قاضي قضاة فلسطين ورئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور تيسير التميمي إنه في الوقت الذي ينظم فيه المعرض للتعبير عن التسامح بين الديانات ترتكب إسرائيل في القدس أبشع جرائم الاضطهاد الديني متمثلا في منع الصلاة بالأقصى والدخول للقدس وكنيسة القيامة. 

وأكد أن إسرائيل مستمرة في حفرياتها التي بدأتها منذ عام 1967 تحت أساسات المسجد الأقصى وتحت المدينة القديمة بشكل كامل وتقوم بفتح أنفاق كبيرة، لتحويل المدينة إلى مدينة يهودية وترحيل الفلسطينيين. 

ودعا رئيس المتحف السامري بنابلس الكاهن حسني السامري إسرائيل إلى تعلم الدروس والعبر من تسامح هذه الديانات، وألا تبقى رهينة لدعوات الشر والاقتتال.  

وقال إن السامرية هي الطائفة التي تمثل السلالة الحقيقية لبني إسرائيل.   

معرض الدوحة للكتاب انطلق غدا بمشاركة أكثر من 425 دار نشر عربية وعالمية 

  انطلقت  فعاليات معرض الدوحة الدولي الثامن عشر للكتاب الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بمشاركة 425 دار نشر عربية واجنبية من اكثر من 20 دولة في العالم. 

وقال الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث مبارك بن ناصر ال خليفة في تصريح صحافي ان المجلس حرص كل الحرص على توفير كافة المستزمات والخبرات وتقديم كل ما هو جديد لظهور معرض الدوحة الدولي للكتاب بنسخته الثامنة عشرة في شكل مختلف من حيث التنظيم. 

واضاف ان المعرض في دورته الحالية يعد أكبر معرض للكتاب يقام في دولة قطر من حيث عدد الدول المشاركة وعدد الناشرين والمشاركين ومن حيث المساحة اضافة الى ارتفاع نسبة المشاركة هذا العام الى أكثر من 30 في المئة عن المشاركات السابقة بعد دخول العديد من دور النشر العربية والأجنبية. 

وأوضح ان الزيادة شملت كذلك عدد الكتب وأوعية المعلومات المختلفة اذ يصل المجموع الكلي للكتب المشاركة في المعرض الى 97552 كتابا عربيا وأجنبيا مضيفا ان المعرض ينقسم الى 706 أجنحة على مساحة تقدر ب 15 ألف متر مربع بمركز قطر الدولي للمعارض في موقعه الجديد. 

وقال انه تم جمع ناشري كتب الأطفال في مكان واحد وأيضا ناشري الكتب الاجنبية وشركات الحاسبات الالكترونية ليتمكن الزائر من الوصول الى مبتغاه بسهولة كما اقيم على هامش المعرض فعاليات عدة ومحاضرات وندوات ثقافية منها معرض لرواد الفنون التشكيلية بدولة قطر اضافة الى العديد من المحاضرات لكبار المفكرين من دولة قطر وخارجها. 

يذكر ان معرض الدوحة الدولي للكتاب من أقدم المعارض في الوطن العربي ومنطقة الخليج حيث كانت أول دورة له في عام 1972 وهو يشهد قفزات نوعية عاما بعد عام لتوفير أفضل الفرص للمثقفين للتعرف على أحدث انتاج فكري وطني وعربي وعالمي. 

الصراعات الدولية المقبلة تتخلى عن منطق الحرب والعسكرة 

يطرح الباحث جمال رشدى فى كتابه " الصراع الدولى "، الصادر فى القاهرة عن مؤسسة الأهرام الصحفية، مجموعة من المفاهيم والتساؤلات الجوهرية حول فكرة الصراع، منها: من الذى يتصـارع؟ كيف تتصارع الدول؟ لماذا تتصارع الدول؟ ويقدم نبذة تاريخية عن الصراع، وعن الحروب: أسبابها ومظاهرها وأنواعها. 

ويرى الباحث جمال رشدى أن الدرس الأول فى فهم الصراع الدولى هو درس التاريخ، لأن التاريخ يتيح لنا أن نعرف الخلفية التى يدور فيها الصراع الدولى فى عالمنا المعاصر، وكل الظواهر الخاصة بالصراع بين الدول - وداخل الدول - التى نسمع عنها فى أيامنا هذه هى نتيجة مباشرة لتاريخ طويل من الصراعات بين الدول بالمفهوم المعاصر للدولة، بدأ تقريبا فى عام 1500، وقاد فى النهاية إلى تشكيل عالمنا كما نراه اليوم.  

ويقول جمال رشدي: "بالتأكيد قبل عام 1500 كانت هناك صراعات، ولكنها لم تكن تدور بين دول، وإنما بين إمبراطوريات مثل الإمبراطورية الرومانية "التى استمرت مسيطرة على المسرح العالمى حتى عـــام 400 ميلادية تقريبا" والإمبراطورية الإســـلامية "من 600 - 1200 ميلادية تقريبا". 

وقبل هذه الإمبراطوريات كانت هناك الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية، وحضارة بلاد بين النهرين، والحضارة الصينية، والحضارة اليونانية. وكانت هذه الحضارات جميعا تعيش بمعزل عن بعضها البعض، فكانت تظن أنها تسيطر على العالم كله. أما الصراع بين الدول - كما نعرفه اليوم - فقد ظهر الى حيز الوجود فى قارة أوروبا فى عام 1500 مع بدء ظهور فكرة الدولة المعاصرة صاحبة السيادة.  

ويشير الكثيرون الى صلح ويستفاليا عام 1648 - الذى أنهى حرب الثلاثين عاما آخر الحروب الدينية فى أوروبا - باعتباره الميلاد الحقيقى لنظام الدول المعاصر، لأنه قرر مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول "السيادة".  

وفى حرب الثلاثين عاما كانت فرنسا تواجه سيطرة إمبراطورية الهابسبرج التى كانت تشمل كلا من النمسا وإسبانيا وهولندا، وتدين بالديانة الكاثوليكية وتحمل اسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وبالرغم من ان فرنسا كانت تدين هى الأخرى بالديانة الكاثوليكية إلا أنها دخلت الحرب ضد الهابسبرج لأنها كانت تخشى من سيطرتها على القارة الأوروبية بكاملها، وفى هذا الوقت أدخل المستشار الفرنسى روتشيليو مبدأ جديدا يقوم على الفصل بين الانتماءات الدينية والمصالح القومية، فهو أشار إلى أن الدول لها منطق خاص هو السعى إلى تحقيق مصلحتها الوطنية بغض النظر عن أى اعتبار آخر. وقاده هذا إلى الدخول فى حلف مع بروسيا البروتستانتية، بل والأتراك المسلمين، فى مواجهة الهابسبرج.  

ولذلك فإننا نقول إن عام 1500 كان عاما فارقا فى تاريخ وتطور النظام الدولي، ففى هذا التاريخ بدأت أوروبا تسيطر على المسرح العالمى "فى حين بدأت الحضارات الأخرى فى الأفول التدريجى بسبب عوامل كثيرة أهمها الانعزال" وتصارعت عدة قوى عظمى فيما بينها، مدة أربعة قرون تقريبا بعد هذا التاريخ، على القوة والموارد الاقتصادية فى أوروبا ثم فى العالم كله بعد حركة الكشوف الجغرافية والسعى الى السيطرة على المستعمرات". 

ويتساءل الباحث جمال رشدى فى كتابه: هل يمكن أن نجد منطقا ثابتا للصراع الدولى عبر التاريخ؟ بمعنى آخر: هل هناك طريقة واحدة لتفسير الصراع الدولى فى كل وقت وكل مكان؟ ويجيب قائلاً: "إذا كان هناك مثل هذا المنطق الثابت فإن بإمكاننا التنبؤ بسلوك الدول وبنتيجة الصراعات مسبقا إذا قرأنا التاريخ بشكل جيد.  

وذلك لأن ما ينطبق على الحرب البيلوبونيزية "الحرب بين أثينا واسبرطة فى القرن الخامس قبل الميلاد" سينطبق على الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى فى القرن العشرين! الحقيقة انه ليس لدينا هذا المنطق الثابت، وهى حقيقة يثبتها فشلنا فى التنبؤ بالكثير من الأحداث فى السياسة الدولية.  

وربما كان أحد الأسباب الأساسية وراء ظاهرة الصراع الدولى هو ضعف القدرة على التنبؤ، فلو كان لدى القادة ورجال السياسة كرات بلورية تخبرهم بالذى سيحدث فى المستقبل لتغيرت قراراتهم تجاه الكثير من الأحداث "على الأقل لن تدخل الدول حروبا خاسرة". وبالرغم من أنه ليس لدينا هذا المنطق الثابت الذى يحكم ظاهرة الصراع الدولي، فإنه لدينا الكثير من المفاهيم الثابتة التى يستخدمها المحللون والمؤرخون فى تفسير الصراعات والحروب والتنبؤ بالصراعات المستقبلية.  

هذه المفاهيم هى مفاهيم بالغة البساطة، بعضها بقى على حاله، وبعضها يخضع لتغير مستمر.  

وهى تساعدنا فى فهم البيئة التى يدور فيها الصراع الدولى.. إنها تعطينا خلفية عن طبيعة السياسة الدولية التى تؤدى إلى اندلاع الصراعات بين الدول ". ويشير جمال رشدى فى كتابه إلى أن الحرب ليست ظاهرة حتمية، فهى ظاهرة لها أسباب ومظاهر محددة يمكن معالجتها، فى حين أن التفكير فيها باعتبارها شيئا حتميا لا فكاك منه هو الذى يجعلها حتمية بالفعل.  

وخبراء السياسة يقولون ان السلاح النووي، ومبدأ "الدمار المؤكد المتبادل"، مهدا للقضاء على الكثير من أسباب الحرب، لأنهما عززا من قدرة المدافع ـ وليس المهاجم ـ وقضيا على فكرة ميزة الضربة الأولى - التى تعد من أهم أسباب الحرب - لأن الدول التى تمتلك السلاح النووى يمكنها امتصاص الضربة الأولى والرد بضربة ثانية. وهنا لا مجال أيضا للأمل الكاذب فى الانتصار، ولا مجال للسعى للحصول على الموارد المتراكمة من خلال الغزو.  

ويقول رشدي: "يمكن تشبيه التغير الذى أدخله السلاح النووى على عالم الصراع الدولى بانه أعطى رجال السياسة كرة بلورية يستطيعون أن يروا من خلالها نتائج الحروب والصراعات قبل أن يقدموا عليها. وفى فترة سابقة كان الناس متخوفين من السلاح النووي، فليست هناك سابقة لسلاح عرفه البشر ولم يستخدم فى الحرب.  

ولكن الكثير من الخبراء يؤكدون أن السلاح النووى يعزز السلام ويقلل احتمالات الحرب على الأقل بين الدول الكبرى. ولكنهم يشيرون إلى ان السلاح النووى يقود إلى السلام إذا كانت القوى التى تمتلكه يمكن ردعها، أى يمكن تخويفها من خلال التهديد بضربة نووية مضادة إذا أقدمت على استخدام السلاح النووي.  

أما الدول التى لا يمكن ردعها فهى تلك الدول التى لا يهمها ما يحدث لشعوبها، فما يهمها فقط هو الاحتفاظ بالسلطة. وهذا يفسر الموقف الأمريكى من العراق وإيران ومساعيهما للحصول على أسلحة الدمار الشامل.  

وبجانب اثر السلاح النووى فى إنهاء ظاهرة الحرب، فإن التطور الإنسانى فى السنوات الأخيرة يشير إلى أن الكثيرين صاروا يرون فى الحرب شيئا مستهجنا، وأن البشرية تجاوزت هذه الظاهرة تماما كما تجاوزت العبودية والمبارزة. وهناك الكثير من الجماعات - من مختلف دول العالم - تحاول أن تقوم بمجهودات فى مواجهة ظاهرة الحرب عن طريق تنمية العلاقات بين الشعوب والأفراد عبر الحدود.  

وهذه الجماعات، التى يطلق عليها جماعات السلام، ترفض التعامل مع الحرب باعتبارها ظاهرة طبيعية وتتفق مع ما قاله الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت من أنه لم يكن هناك أبدا حرب جيدة أو سلام سيء.  

وهذه الجماعات تحاول دوما أن تنظم نفسها فى مظاهرات تعترض على الحروب، مثل المظاهرات التى خرجت اعتراضا على حرب فيتنام فى الولايات المتحدة والمظاهرات التى خرجت اعتراضا على غزو إسرائيل للبنان فى عام 1982. وقد قال الرئيس الأمريكى ايزنهاور ذات مرة: إن الناس يريدون السلام بشدة، وفى يوم من الأيام سيكون على الحكومات أن تبتعد عن الطريق وتدع الناس ينالونه. وتنادى هذه الجماعات أيضا باقتلاع ما يسمى بثقافة الحرب.  

ويقصدون بها تلك النزعة إلى تمجيد الحرب فى الأفلام والكتب والأغاني. والحقيقة أن الشعوب أدركت منذ القدم أن الحرب، رغم بشاعتها، تفرز الكثير من القيم الإيجابية مثل التضحية والشجاعة وايثار الآخرين، والخروج من دائرة الفردية والارتباط بالمجتمع الأوسع. وقد قال أحد القادة العسكريين ذات مرة: من الخير أن تتسم الحرب بهذا القدر من البشاعة وإلا لكنا قد أحببناها كثيرا! وعشية الحرب العالمية الأولى كتب تشرشل إلى إحدى صديقاته يصف لها كم هو منفعل متحمس ويشعر بالإثارة إزاء هذه الحرب، وفى عام 1945 شعر وكأنه مقدم على الانتحار. 

ولطالما احتفلت الدول بالقيم الحربية عن طريق تقاليد معروفة مثل تمجيد المحاربين القدماء وتقديم مزايا لهم، أو إقامة نصب تذكارى للجندى المجهول.  

وهناك ثقافات عسكرية بطبعها، وعلى سبيل المثال، فالكثيرون يقولون إن المجتمع الأمريكى مجتمع يحتفل بالعنف ويعتبره أمرا عاديا. وفى فيلم باتون، الذى يروى قصة الجنرال باتون الذى كان قائدا للقوات الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية، يقف القائد فى بداية الفيلم مخاطبا خريجى الكلية العسكرية قائلا: ليس صحيحا أيها السادة أن الأمريكيين لا يريدون الحرب.. إنهم يعشقون الحرب ويمجدون المنتصر ولا يتسامحون مع المهزوم.  

وعلى الرغم من ذلك فإن عددا من البلدان اليوم تتبنى ثقافة مضادة للحرب على طول الخط. وعلى سبيل المثال فإن كوستاريكا لا تحتفظ بجيش وإنما فقط بقوات شرطة مسلحة تسليحا خفيفا. وفى اليابان يضع الرأى العام - ربما أكثر من الدستور - قيودا كثيرة على استخدام القوة المسلحة كإحدى أدوات السياسة الخارجية. وقد تعالت أصوات داخل اليابان لتعترض على إرسالها قوة حفظ سلام إلى كمبوديا فى عام 1992 على أساس أن هذا يعد خرقا لمبدأ نبذ العسكرة والحرب. 

ويرى رشدى أن الحرب قد صارت مستبعدة فى مناطق معينة من العالم، وبالتحديد فى أوروبا والأمريكتين، حيث قلت كثيرا احتمالات الحرب الشاملة. ويقول المؤلف: "ليس صدفة أن أكثر المناطق معاناة من ويلات الحروب فى العالم كله "أفريقيا والشرق الأوسط" هى المناطق التى ما زال يسيطر على السلطة فيها أنظمة غير ديمقراطية.  

وعلى العكس ففى المناطق التى أحرزت فيها الديمقراطية انتصارات حاسمة صارت الحرب مستبعدة تماما. وليس معنى ذلك أن فكرة الصراع الدولى انتهت تماما فى هذه المناطق. لكن الصراع صار يدور بوسائل مختلفة، ليس من بينها الوسائل العسكرية.  

وعلى سبيل المثال، فقد رأينا أن المشكلة الألمانية كانت أحد الأسباب الرئيسية فى الحروب الطاحنة، التى اعتصرت القارة الأوروبية فى القرن العشرين. ورأينا كيف أصرت فرنسا فى أعقاب الحرب العالمية الأولى على معاقبة ألمانيا وإضعافها حتى لا تكرر عدوانها، وكيف أصر الحلفاء على تقسيم ألمانيا حتى لا تتكرر مغامرات هتلر". 

الجزائر تمنع أكثر من 1000 كتاب من معرضها ‏

منع الرقيب الجزائري نحو 1191 كتاباً من المشاركة في المعرض الدولي للكتاب، الذي تستضيف البلاد دورته الثانية عشرة لأسباب تتنوع بين عدم احترام هذه الكتب للمذهب المالكي السائد في البلاد، حتى تقديم وصفات لصناعة الأسلحة، كما منعت الرقابة حوالي 15 دار نشر من أصل 700 دار طلبت ترخيصاً للمشارك. ‏

فقد منعت «لجنة القراءة»، المشكّلة بين وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة، قائمة من الكتب الحديثة والقديمة الممنوعة من المشاركة. وجاء على رأس الكتب المحظورة (بن لادن: الحقيقة الممنوعة)، كما احتوت القائمة على كتب أخرى متعلقة بموضوع الإرهاب، ككتابي (أشهر المنظمات الإرهابية)، و(الرسائل المتفجرة). ‏

كما تم منع كتاب (سياسيون حاربوا الإسلام)، والموسوعة الجغرافية (المحرفة)، إلى جانب عناوين أخرى، منها (الجيوش الإسلامية وحركة التغيير)، و(مهاجمة الرسل والصحابة)، فضلا عن قائمة من الكتب المعروفة ككتاب (فتاوى النساء)، و(مسائل وفتاوى في قضايا مهمة)، و(الترغيب والترهيب). ‏

وكشف رئيس اللجنة المنظمة للمعرض أحمد بوسنة، في ندوة صحفية أنه كان من المقرر أن تشارك عدة شخصيات عربية ودولية في محاضرات تُنظم على هامش المعرض، مثل المفكر محمد أركون، والداعية محمد سعيد رمضان البوطي، والروائي علاء الأسواني، لكن أسباباً «خارجة عن إرادة الإدارة» حالت دون تمكن بعض الضيوف من الحضور. ‏  

روافد تحتفي بمحمد بنيس

خصصت جريدة روافد الثقافية ملف عددها التاسع للشاعر محمد بنيس، باعتباره أحد رموز الثقافة المغربية الحديثة، وأحد المساهمين البارزين في حركة التحديث الشعري العربي إبداعا وتنظيرا علي مدي أكثر من ثلاثة عقود. و ساهم في ملف العدد الشاعر المهدي أخريف بشهادة عن مرحلة مهمة من حياة محمد بنيس، و عبد الملك عليوي بدراسة تحاول الكشف عن مسيرة بنيس الثقافية الطويله ورهانه التحديثي، والكاتبة رجاء الطالبي بقراءة في ديوان " هناك تبقي"، إضافة إلي كلمة للشاعر محمد بنيس "طنجة الصداقة".

وتضمن العدد مقالا لمحمد العربي المساري عن رواية " ثلج" للروائي التركي الفائز يجائزة نويل أورهان ياموك، ومقالا لـ : أحمد الطريبق عن الباحث المحقق سعيد أعراب، وحوارا مع الشاعر محمد الشيخي، وقراءة في ديوان الشاعر محمد بشكار للكاتب علي القاسمي، ودراسة عن "رحلة بن ريسون" من مخطوط لـ : أحمد بن محمد الرهوني للدكتورة فاطمة الميموني، ومقال زمن القصيدة المقلق لـ : رضوان السائحي، وقراءة في المجموعة القصصية شتاء وشيك لـ : عبد السلام الطويل لـ : عبد اللطيف الزكري، ودراسة " القص الشعري وغواية الحكي النثري في مجموعة توذة لـ : أحمد شكر" لـ : عبد العاطي الزياتي.

وفي الإبداع نقرأ سبحات للشاعر عبد الكريم الطبال وقصصا قصيرة جدا للكاتب محمد عزالدين التازي، وقصائد للشاعر عبد الرزاق الصمدي، والشاعر محمد عنفوف، وآخر ما كتبه الزجال الراحل حسني الوزاني. " وقصة " اللوحةّ" لـ : مصطفي لغتيري" و"أنين" لزهير الخراز.

هذا بالإضافة إلي الرافد الفني ومتابعات وصفحة أصوات المخصصة لـ : إبداعات الشباب واستطلاع عن مدرسة الصنائع والفنون الوطنية أنجزه محمد الصبان. 

ذكورة أندلسية

أولغا وبيكاسو 

يتابع جون ريتشاردسون رسم بورتريه رجل بغيض في الجزء الثالث من سيرة بيكاسو «سنوات الظفر 1917 – 1932» الصادر عن دار كيب، بريطانيا. استفاد الكاتب من معرفته الشخصية بالفنان منذ الخمسينات، ورآه طامعاً بترك صورته على كل ما يبصره. لم يكفه التغلب على زملائه الفنانين بل بات هو المرجع الروحي. «الله فنان آخر في الواقع. مثلي» على ان ريتشاردسون يصوره سارقاً راسخاً لـ «النار المقدسة» أو السحر الذي فتنه في اعمال الفنانين الآخرين فقلده على طريقته. مشّط الرجال والنساء بشراهة قاسية، وامتص حيويتهم وشحذ ضعفهم ليحطم أناهم. أغار على محترفات زملائه الفنانين ليأخذ من أعمالهم ما يعجبه، ولم يوقف اللص الإسباني إلا زميله الروماني قسطنطين برانكوزي الذي سوّر محترفه ليمنع بيكاسو من دخوله. «أتى من بلاد مصاصي الدماء» يقول ريتشاردسون «وأدرك هذه الأشياء».

خيّب بيكاسو اصدقاءه بعودته الى رسم الشكل واعتماده قياس ضخم كأنه يعوض عن قصر قامته بها. أصر على الضخامة عندما قصد ايطاليا ليصمم ديكور عرض فرقة الباليه الروسية. فشل العرض وأوقف بعد يومين لكن بيكاسو غنم إحدى راقصاته. تزوج أولغا كوكلوفا التي اتهمت بفرض ذوقها البورجوازي على الفنان وإجباره على شراء قصر وشقتين باهظتين في حيين باريسيين راقيين. لكن ريتشاردسون يقول ان بيكاسو احتاج في ذلك الوقت الى زوجة أنيقة، حسناء، مطواعة تعزز صورته، وأن أولغا لاءمته بخلفيتها الاجتماعية. كان وجهاً مألوفاً في الحفلات التنكرية والرحلات الصيفية الى جنوب فرنسا، ومر بالأحداث السياسية والانهيار الاقتصادي في فرنسا بعد الحرب من دون اهتمام إلا بمعناها الشخصي. أزعجه انقطاع الخدمات والمواد الغذائية، وتأخر اصدقائه في الوصول بسبب المعارك، واضطراب الحجز لحضور الباليه الروسية. لا تقترب السيرة من أولغا التي تبقى خلف الستار فعلاً ومجازاً. أصيبت في ساقها اصابة غامضة قبيل زواجها وعجزت عن الرقص بعدها. تردد ان بيكاسو ضربها، لكن ريتشاردسون يظن عنفه معنوياً لا جسدياً. زادت هشاشة أولغا الناحلة بعد خسارتها بلدها اوكرانيا، الذي ضمه الاتحاد السوفياتي، وبعدها من اهلها فيه. لكن بيكاسو تدرج في رسمها من امرأة معافاة ترفع يدها على كرسي رسمت عليه زهور وثمار كبيرة كأنها تخرج من جسدها، الى اخرى زاعقة تطعن عشيقته الصغيرة ماري – تيريز ووالتر وتجلس ملتوية على كرسي تلتف عليها كأنها كفن.

عانت أولغا من الهستيريا والزنى ومرض نسائي لم يحدد، لكن زوجها عزا امراض النساء الى اخطائهن. كانت ماري – تيريز وولتر في السابعة عشرة عندما التقى بها امام غاليري لافاييت وجعلها عشيقته. صحبها الفنان ابن السادسة والأربعين الى السيرك ومحلات الألعاب ومراكز اللهو ثم نام معها كأنه يرتكب الزنى مع ابنته. في المقابل رسم زوجته بوجه كالجمجمة وجلد مترهل، وبدا كأنه يحمي نفسه من شياطينها عندما رسم رأس الكبش المنير. ريتشاردسون يرى والدة الفنان في مريم العذراء المنتقمة في لوحة «الصلب» ويتساءل ما اذا كان يلومها على قصر قامته. يقدم بيكاسو كساحر «يتفحص قتام روحه الإسبانية» الحاوية أساساً على «عداء رجعي نحو النساء يكمن في ذهن كل الذكور الأندلسيين». حتى قسوته ازاءهن صدرت، يقول ريتشاردسون، عن واجبه كساحر في محاربة الشر بالشر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11 كانون الاول/2007 - 30/ذوالقعدة/1428