رغم التقرير الامريكي الأخير: اسرائيل تُصر على التصعيد ضد ايران

شبكة النبأ: فيما يشبه سعيا محموما لأجل مواصلة الضغط والعقوبات على طهران تواصل اسرائيل حملتها ضد البرنامج النووي الايراني رغم صدور تقرير استخباري اميركي يؤكد ان ايران علقته منذ عام 2003.

واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان ايران قد تكون قادرة على امتلاك السلاح النووي قبل العام 2010 حسب ما ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية.

وحسب ما نقلته وسائل الاعلام فان اولمرت اكد ان اسرائيل ستواصل التحرك من اجل فرض عقوبات على ايران التي حسب تقديراته ستخصب بما فيه الكفاية من اليورانيوم لانتاج السلاح النووي قبل العام 2010.

واوضحت ان اولمرت ادلى بهذه التصريحات امام الحكومة الامنية المصغرة. وقال اولمرت، لا يوجد اي سبب يجعلنا نعدل تقديراتنا. بحسب فرانس برس.

واشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية ايضا الى ان اولمرت اعلن ان "اسرائيل ستعمل بالتشاور مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي تثبت ان ايران تسعى لامتلاك السلاح النووي بالرغم من القيود المفروضة عليها".

وكان اولمرت يرد بشكل غير مباشر على تقرير وكالة المخابرات المركزية الاميركية مطلع الاسبوع الماضي الذي اكد ان ايران اوقفت برنامجها النووي العسكري في 2003 مع ابقائها على خيار اعادة اطلاقه.

ونقلت وسائل الاعلام عن اولمرت قوله ايضا ان، ايران تواصل تطوير العنصرين الاساسيين لهذا البرنامج النووي وهما تطوير ترسانة صواريخ بالستية وتخصيب اليورانيوم.

ومن ناحيته وردا على سؤال للاذاعة العسكرية قال نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية حاييم رامون الذي شارك في اجتماع الحكومة الامنية ان "ايران ما تزال دولة خطيرة ويجب منعها من الحصول على السلاح النووي. هذا ما يتوجب عليها شرحه للاسرة الدولية".

من جهة اخرى تزور وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بروكسل للدعوة الى تشديد العقوبات الدولية في حق ايران خلال لقاءات مع وزراء خارجية الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي على ما افادت ناطقة باسمها.

وفي اطار هذه الحملة تزور ليفني سلوفينيا التي ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير المقبل.

وخلال اجتماع مع سفراء وقناصلة اسرائيل في العالم اجري بنظام الدائرة المغلقة اصدرت ليفني الأوامر لمواصلة الحملة الدولية حول مخاطر البرنامج النووي الايراني منتقدة في الوقت ذاته تقرير وكالات الاستخبارات الاميركية. بحسب فرانس برس.

واعتبر التقرير الصادر عن وكالات الاستخبارات الاميركية الست عشرة ان ايران علقت منذ 2003 برنامجها النووي العسكري مشددا في الوقت ذاته ان طهران قد تكون قادرة على امتلاك السلاح الذري بين 2010 و2015.

وهذا التقويم يتناقض مع موقف ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش التي تضاعف الجهود لاقرار دفعة ثالثة من العقوبات ضد ايران المتهمة بتطوير تخصيب اليورانيوم لاغراض عكسرية.

ويناقض التقرير كذلك المواقف الاسرائيلية ومفادها ان الايرانيين باتوا في مرحلة متقدمة اكثر لانتاج القنبلة الذرية.

وخلال الاجتماع مع السفراء الاسرائيليين شددت ليفني على ان، امتلاك التكنولوجيا النووية تشكل مرحلة حاسمة وانطلاقا منها ستكون ايران قادرة على استغلال هذه المعرفة لانتاج اسلحة نووية سريا من دون ان تكون خاضعة لعمليات تفتيش.

واضافت ليفني، ان العالم لا يمكنه ان يقبل بان تصبح ايران قوة نووية . وقد ثبتت جهود ايران للحصول على السلاح النووي بوضوح. وتابعت، سياسة العقوبات اظهرت فاعليتها. ان تحركا منسقا وحازما ضروري لتشديد العقوبات بكل السبل المتاحة للمجتمع الدولي.

وبشان التقرير الاميركي شددت لينفي على ان هذه الوثيقة تثبت وجود تقويمات مختلفة بين اجهزة الاستخبارات. وقالت ان، حتى التقديرات الاقل تخوفا تتوقع ان تكون ايران قادرة على الحصول على القدرة التكنولوجية (النووية) اعتبارا من العام 2009.

وقال نائب وزير الدفاع ماتان فيلناي من جهته للاذاعة العامة ان التقرير الاميركي يتناقض وكل التقارير الاميركية السابقة حول ايران.

واضاف فيلناي وهو جنرال في الاحتياط، ليس لدي الجميع رؤية واضحة لكن من الواضح ان ايران تطور برنامجا نوويا عسكريا 75% منه سري و25% فقط علني.

ونقلت الاذاعة العامة عن مسؤولين اسرائيليين قولهم ان اللجنة المكلفة التعاون الاسرائيلي-الاميركي حول الملف النووي الايراني ستجتمع في كانون الثاني/يناير في القدس بعيد زيارة مقررة للرئيس بوش الى المنطقة.

اما وزير الدفاع ايهود باراك فاعتبر ايضا ان، ايران تواصل على الارجح برنامج صناعة قنبلة نووية. مع امكانية ان تكون علقت لفترة عملية تخصيب اليورانيوم الضرورية لانتاج القنبلة النووية ومن ثم استأنفتها.

احتمال ضرب إيران لايزال على الطاولة الإسرائيلية

يقول الكاتب روي مكارثي في مقال نشر بصحيفة الـغارديان: بالرغم من تقرير الاستخبارات الامريكية الاخير، الذي اكد ان طهران اوقفت منذ بضع سنوات عملية تطوير اسلحة نووية، اعلن مسؤولون اسرائيليون كبار انهم لايزالون يدرسون احتمال توجيه ضربة عسكرية لايران، وهذا يعني وفقاً لاراء بوش ان الحرب العالمية الثالثة تأجلت فقط لوقت آخر.

ففي الوقت الذي تقول اسرائيل فيه انها تريد ممارسة المزيد من الضغوط الدبلوماسية الدولية على طهران، الا انها تتردد في استبعاد خيار شن هجوم من جانب واحد عليها، كما يقول ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع الاسرائيلي، الذي اكد في تصريح لاذاعة الجيش الاسرائيلي قائلا: يتعين عدم استبعاد اي خيار عن الطاولة.

وقال افيغدور ليبيرمان، نائب رئيس الحكومة، وهوى يميني متشدد: يجب على اسرائيل ان تكون مستعدة للعمل في حال فشل العقوبات، فاذا لم تنجح علينا الجلوس لتحديد كل ما يمكن عمله.

ويضيف الكاتب مكارثي، على اي حال، يقول عدد من خبراء الشؤون الاسرائيلية والايرانية ان تقرير الاستخبارات الامريكية الاخير ابعد احتمال الضربة العسكرية الامريكية، وربما الاسرائيلية ايضا، ولو في الوقت الراهن على الاقل، لكن صقور اسرائيل السياسيين لا يزالون يريدون ابقاء احتمال العمل العسكري قائماً.

فلدى سؤال زعيم المعارضة اليميني الشهير بنيامين نتانياهو حول ما اذا كان يتعين على اسرائيل القيام بعملية عسكرية خاصة بها، ابلغ صحيفة هاآرتز قائلا: اننا نفضل دائماً العمل الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن علينا ان نتأكد ان بمقدرونا حماية اسرائيل بكل الوسائل الممكنة.

والواقع ان اصداء تقييم الاستخبارات الامريكية الاخير بشأن برنامج ايران النووي لايزال يشد اهتمام سياسيي ومحللي وصحافة اسرائيل..اذ بالرغم من اطلاع الزعماء الاسرائيليين مقدماً على ما جاء فيه، الا انه باغت الاسرائيليين واثار شعوراً باليأس والاحباط في دوائر الجيش الإسرائيلي.

فعلى عكس التقديرات السابقة، ذكر تقييم الاستخبارات الامريكية هذا ان ايران أوقفت برنامج اسلحتها النووية في خريف عام 2003، ولم تعد للبدء به من جديد.

واشار التقرير الى ان دوائر الاستخبارات الامريكية لا تعرف ما اذا كانت إيران تريد صنع اسلحة نووية أم لا.

الا ان المسوؤلين الاسرائيليين أثاروا بسرعة تحدياً مباشراً. فقد قال وزير الدفاع إيهود باراك: من يعلم ما إذا كانت إيران قد استأنفت العمل سراً بذلك البرنامج بعد تعليقه في 2003؟

لكن من غير المرجح ان يكون لدى اسرائيل معلومات استخباراتية حول إيران قوية، بما يكفي لتناقض المعلومات الامريكية السرية بهذا الشأن، طبقا لتحليل سياسي نشرته صحيفة هاآرتز الاسرائيلية.

غير ان بعض المحللين يقولون ان اسرائيل اصبحت اكثر ميلاً على الارجح بعد انعزالها في موقفها - لشن ضربة عسكرية من جانب واحد على إيران، لاسيما ان لها سابقة في هذا المجال هي قصفها لمفاعل أوزيراك في العراق عام 1981، وحول هذا، قال ديفيد اولبرايت مفتش الأمم المتحدة النووي السابق اذا أحست اسرائيل ان إيران تجاوزت الضوء الأحمر يصبح الاحتمال قوياً بحدوث مواجهة عسكرية بينهما.

غير ان معظم المحللين السياسيين يفترضون ان اسرائيل ستحتاج اولا لموافقة ان لم يكن تعاون الولايات المتحدة للقيام بمهمة الضربة.

اذ ان الطائرات الاسرائيلية سوف تحتاج لرموز الملاحة الجوية الامريكية كي تتمكن من العبور إلى إيران.

ومن المفيد الاشارة هنا الى ان الولايات المتحدة كانت قد رفضت تقديم مثل هذه الرموز لإسرائيل لمهاجمة العراق خلال حرب الخليج عام 1991.

ويضيف الكاتب، مع هذا، لا تخجل اسرائيل، التي هي القوة النووية الوحيدة في المنطقة، من العمل بمفردها لاسيما بعد تجاهل الدول الرئيسية في العالم الغارة الجوية الاسرائيلية التي استهدفت موقعاً في شمال سورية في سبتمبر الماضي.

بيد ان خبراء الشؤون الايرانية يؤكدون ان تقرير الاستخبارات الامريكية لم يبرىء ساحة إيران بالكامل، فهو يشير الى استمرارها في برنامج تخصيب اليورانيوم الذي ليس له سوى استخدامات مدنية محدودة، لكنهم يعترفون ان خيار العملية العسكرية الاسرائيلية اصبح غير مرجح الآن.

حول هذا، يقول إفرايم: أسكولاي، كبير الباحثين في معهد دراسات الامن الوطني في تل أبيت، من غير الوااقعي الاعتقاد ان اسرائيل ستتصدى لوحدها لإيران عسكرياً، ويبدو لي ان طهران سوف تستجيب بالنهاية امام ضغط العقوبات الاقسى لانها ستدرك ان تكاليف طموحاتها النووية ستتجاوز مكاسبها.

ولاحظ مائير جافيندارفان، وهو محلل مولود في إيران ويعمل في تل أبيت، ان هناك فرصة لان تسعى اسرائيل لاتفاق سلام مع سورية، وذلك في جهد منها لإبعاد دمشق عن طهران مما يزيد في عزلة إيران وقال: لاشك ان أسرع طريق لهذا هو الذي يمر عبر دمشق.

ثلثا الاسرائيليين يعارضون شن هجوم على ايران

وفي سياق متصل اعرب ثلثا الاسرائيليين عن معارضتهم لهجوم احادي من جانب الدولة العبرية على المنشآت النووية الاسرائيلية حسب استطلاع للرأي اعلنت نتائجه اليوم الخميس الاذاعة العامة الاسرائيلية.

وعلى سؤال، هل ينبغي ان تشن اسرائيل وحدها هجوما على المنشآت النووية الايرانية؟ رد 67,2% من المشاركين في الاستطلاع بالنفي. بينما رد 20,9% بالايجاب ولم يعبر 11,9% عن اي موقف.

واجري هذا الاستطلاع غداة صدور تقرير للاستخبارات الاميركية اكد ان ايران علقت برنامجها النووي منذ العام 2003 وان الضغوط الدولية لمنعها من استئنافه تؤتي ثمارها.

واتى هذا التقرير ليناقض المواقف الاسرائيلية التي تؤكد ان الايرانيين بلغوا مرحلة متقدمة في تصنيع قنبلة نووية. بحسب فرانس برس.

وينقسم الرأي العام الاسرائيلي حول شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة لوضع حد لاطلاق الصواريخ من القطاع الى جنوب اسرائيل.

واشار الاستطلاع الى ان 41,4% من الاسرائيليين يؤيدون هذا الخيار العسكري بينما يعارضه 38,7%.

كما ينقسم الاسرائيليون حول جدوى استخدام القوة لاسقاط حركة حماس التي فرضت سيطرتها على قطاع غزة

في حزيران/يونيو المنصرم لاعادة السلطة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح. ويؤيد 38,7% منهم هذا الخيار ويعارضه 39%.

اجرت مؤسسة شيفوك بانوراما هذا الاستطلاع الذي شمل 562 شخصا يمثلون الاسرائيليين مع هامش خطأ يبلغ 4,5%.

جيتس: إسرائيل ليست خطرا نوويا على جيرانها

من جهة اخرى  دافع وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس عن برنامج إسرائيل النووي قائلا إن الدولة اليهودية لا تسعى لتدمير جيرانها أو دعم الارهاب على العكس من إيران.

وبسؤاله خلال مؤتمر حوار المنامة هل يعتقد أن برنامج إسرائيل النووي يشكل خطرا على المنطقة رد جيتس، لا .. لا أعتقد. وقوبل رد جيتس بالضحك من الحضور في غرقة غصت بمسؤولين حكوميين من دول الشرق الاوسط. بحسب رويترز.

ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة لكنها ترفض تأكيد أو نفي ذلك. وتفادت واشنطن لزمن طويل الضغط على اسرائيل لاعلان قدراتها.

ولم يذكر جيتس تحديدا أسلحة اسرائيل النووية أو ترسانتها ولكنه رد على أسئلة عن "برنامجها النووي" الامر الذي أعطى رئيس البنتاجون الفرصة لرفض أي تكهنات بأنه أكد ضمنيا وجود أسلحة نووية في اسرائيل.

ورفض جيتس الادعاء بأن الولايات المتحدة تكيل بمكيالين في القضية النووية بتأييدها اسرائيل بينما تدعو ايران الى التخلى عن أنشطة التخصيب التي تقول طهران انها لاغراض سلمي.

وقال جيتس، اسرائيل لا تدرب ارهابيين لتدمير جيرانها. ولم تشحن أسلحة الى مكان مثل العراق لقتل ألوف المدنيين الابرياء سرا. وأضاف، وهي لم تهدد بتدمير أي من جيرانها. ولا تحاول زعزعة استقرار الحكومة في لبنان.

وقال، لذلك أعتقد أن هناك اختلافات مهمة فيما يخص تاريخ وسلوك الحكومتين الايرانية والاسرائيلية. وأفهم أن هناك اختلافا في وجهة النظر في هذا الشأن.

ومنذ عام أغضب جيتس الاسرائيليين خلال شهادة أمام الكونجرس الامريكي عندما أضاف إسرائيل إلى قائمة شملت الدول المسلحة نوويا في المنطقة المحيطة بإيران لشرح الاسباب التي قد تكون دفعت إيران للسعي لصناعة قنبلة نووية. ولم يناقش جيتس الموضوع علنا منذ ذلك الوقت.

وتعترف اسرائيل بامتلاك مفاعلين نوويين واصفة إياهما رسميا بأنهما منشأتان بحثيتان. ويشكل رفضها مناقشة امتلاكها أي قدرات أسلحة نووية أو قبول تفتيش دولي على المنشأتين عامل تأريق كبيرا للعرب وإيران التي ترى ذلك تناقضا في السياسة الامريكية في المنطقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11 كانون الاول/2007 - 30/ذوالقعدة/1428