حرامية العـراق "الثالثة"

شوقي العيسى

 بقلوب متهافتة ولوعة وألم غالبية العراقيين على التقدم الملحوظ في القضاء الجزئي على المجاميع الارهابية ، ومشهد ليالي بغداد والمدن العراقية الأخرى تتلألأ بضيائها الوضاح يبرح هاجس القلوب التي تتوجس من عودة الوضع الأمني كما كان عليه وهذا من حق كل عراقي يستطلع المنظر.

لا شك بعد الفضيحة الكبرى التي كشفت أحد "حرامية العراق" بل أحد الإرهابيين في مجلس النواب "عدنان الدليمي" بسياراته المفخخة وبمكتبة بات واضحاً للجميع حجم المؤامرة التي يخطوها الدليمي وأمثاله الذين دخلوا العملية السياسية كدخول معاوية بن ابي سفيان للاسلام فأصبح حرامي البيت أخطر من حرامي الخارج ولذلك كلما يخطو العراق بخطوة الى الأمام لأنعاش الوضع الأمني نرى تهافت المضلين يزداد عقبة في أزمة العراق.

 وبطبيعة الحال فهناك تشخيص لحالات هؤلاء الحرامية منذ أن دخلوا العملية السياسية ولكن التصور في بناء عراق جديد ديمقراطي خال من المغالطات يعم فيه تطبيق القانون هو الذي جعلنا وجعل غالبية العراقيين يتماشون مع العملية السياسية خطوة بخطوة وإلا فأمثال الدليمي والعليان والهاشمي والمطلك الذين يمثلون العقبة الوحيدة في بناء التسلسل الهرمي لهرش العملية برمتها ،،، فهل خلا العراق إلا من أمثال هؤلاء يمثلون الأطراف العراقية؟؟؟.

بخطوة جريئة وذات مسؤلية وحفاظ على أرواح أبرياء العراق تم فرض الإقامة الجبرية على الدليمي حين تم كشف المفخخات وأعتراف حمايتة بالمسؤلية الجرمية وهذا الموقف يحتسب للقوات الأمنية في بغداد لتطبيق القانون بأجزاءة المباشرة على أي شخصية كانت متهمة أو متورطة بالعمل الارهابي ولا شيء أكبر دليل على ذلك ،، فمهما تجاوزت الحكومة العراقية بضعفها ذلك فالأدلة ثابتة عليه.

الغريب في الأمر أن السيد موفق الربيعي مستشار الأمن القومي يذهب لزيارة الدليمي وينقله من مقر إحتجازه الى المنطقة الخضراء بحماية الحكومة العراقية وهذه اشارة واضحة واستهتار بمشاعر العراقيين الذين استغفلهم الدليمي بسياراته المفخخة والمتفجرات التي وجدت ةتم تفجيرها في مكتبه.

فهذه الجريمة التي يتم مرافقة الدليمي الى مكان آمن ليمارس عمله كعضو مجلس النواب هي سرقة لأمن العراق واستخفاف بملايين العراقيين الذين بات واضحاً لديهم وجلياً أن لا يأتمنوا أحد بعد اليوم فالسرقات الواضحة والفاضحة تعم ارجاء البلد وهذا كله يضرب بعرض الحائط فيما لو عملت الدولة وطبقت قانون الارهاب على الجميع فالارهاب يجب أن يجتث من جذوره مهما كانت جذوره متفرعه في الدولة العراقية وإلا فلن تكون هناك دولة قوية ورصينة مازالت المهادنات والتأسفات بين أعضاء الحكومة والشعب العراقي هو المتضرر الأول.

أنا أتوجه بسؤال الى مستشار الأمن القومي موفق الربيعي هل سيتضرر بمفخخة الدليمي وغيره إذا انفجرت بين الابرياء ؟ بالتأكيد كلا لكونه يسكن المنطقة الخضراء أما الشعب العراقي فيسكن الارض الجرداء ، هذا هو الجواب ولا يتأثر الربيعي عندما يكون الدليمي مجرماً لأن علاقاتهم ودية ومتحابين فيما بينهم أما غالبية الشعب العراقي فلا أحد يحس بهم ولا يشعر بهم لأجندة سيساسية وترنيمات سياسية وملاطفات على حساب الابرياء فهل هناك حرامية أكبر من ذلك؟

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 9 كانون الاول/2007 - 28/ذوالقعدة/1428